Skip to main content

Full text of "Maktaba Hakeem ul Ummat Maulana Ashraf Ali Thanvi ra"

See other formats






۶ 
ر سے سے 


کرزاشت رک تکیواکترواان 


۸۰۔ ۳۲ے ۱۸۹۱۔ ۳٣۱۹ء‏ 


کایک 


رصع ازوتكتص 


2-2 
۹۱ 


ہملر) 2 
0 نز 


ذو رکخ تکورات نر 


۸۶۰- ٣١٦۳ء‏ ۱۸۹۱۔ ۱۹۲۳ء 


کایٹ 


ممدسستۃ ا شالت وی 








العَلبَْة الاو 


۷ھ۔ ٢۲۰۰م‏ 





کاڑا: 
الدارالسشامیّ ۔ 





تریع می ےکجِنا ذ-ِ؟_التشرتة عَطریہ 
کارَاليَشْتۂ ۔ حےنتۃ ۴1۶١۱۰‏ مرببے ۲۸۸٥۰۰‏ 
تے : 114۷٦٦٦ / 11-۸۹۰١‏ 








0ا 


کان من کبار العلماء الربانیین الذین نفع الله بمواعظھم ومولفاتھم فيی 
إصلاح العقیدة والعمل؛ وقد کان تفع کتبە ومجالس وعظہ عظیماً في إصلاح 
العقیدة والعمل؛ فاستفاد منھا ألوف من المسلمین ء وفي رفض عدد۔لا یحصیه 
إِلا الله ۔ من العادات والتقالید الجاھلیةء والرسوم والبدع التي دخلت في حیاۃ 
المسلمینء وفي بیوتھم؛ وأفراحھم وأحزاتنھمء بسبب الاختلاط الطویل 
بالکفار وأھل البدع والأاھواء۔ 
الشیخ الشریف عبد الحي الحسني 
هالعلأمة الأوحدء والحبر المفردء شیخ المشایخ في البلاد الھندیةہ 
المحدّث الکبیرہ والجھیڈ الناقد البصیرء مولانا حکیم الأمة محمد أشرف 
علي التھانوي؛ صاحب المؤلفات الکثیرۃ البالغ عددھا نحو خمسمتة مؤلف 
ما بین صغیر وکبیر؛ بل قد زادت مؤلفات علی ألف عند وفاتہ؛۔ 
الإمام محمد زاھد الکوٹري 
٥حکیم‏ الأمة مجدد الطریقةء العالم الربَاني؛ الشیخ أشرف علي 
التھانوي رحمە اللہ؛ الذي مزج بقلمه بین الفقه والتصوّف بعد صراع شدید دام 
بینھما قروناً طویلةء وقد نفع الله بتعلیمہ وتربیته؛ وتوجیھاتە وإرشاداتہ الدعویة 
الحکیمة؛ عالماً من البشر إلی حوالي نصف قرنء إذ کشف النقاب عن 


٥ 


حقائق الإیمانیةء وآزاح الستار عن الدقائق الفقھیةء والآسرار السلوکیةء 
لحکم الرہ نب العالَم بحکیم الأمةء وحُق لە أن يِلقب بھذا اللقبء 
دورابارزافي مجال تجدید الطریقة فطھّرھا من أرجاس الرسومء والتقالید 
بر الإاسلامیة؛ وأخذ بھا إلی مکانھا اللائق وطریقة الف الصالح٤‏ 

العلأٌمة السید سلیمان الندوي 











امام الهمامء مقدام العلماء الکرام بھجة الام وشیخ الإسلام؛ 
کیم الأمّة المحمّدیةء مجذد الملة الإسلامیة الحنیفیةء تاج الملّةء سراج 
'مةہ التقيٍ النقيٰ المحدّث المفشّرء الفقيه الوليْ٭ مولانا الحافظ اللقة 
بت؛ الحجة الشیخ آشرف علي التھانوي قذس اللہ سرہ؛ ورفع في أعلی 
۔ارین درجاتہ٤۔‏ 





المحدّث الشیخ ظفرأحمد العثماني الٹھانوي 


ہالمصلح الکبیر الشیخ أشرف علي التھانوي؛ الذي هو من کبار علماء 
العصر الربانینء واعظم مؤلف في ھذا المصر علی الإطلاق: ومن اعظم 
بھم الھند في إصلاح العقیدة والعملء والرجوع إلی اللہ؛ وإصلاح 

فس وانتفع الناس بکتبہ انتفاعاًلم یُعرف لعالم آخر في هذا الزمانە۔ 
العلأمة أبو الحسن علي الحسني الندوي 


التربیة والإرشادہ وإصلاح النفوس؛ وتھذیب الأخلاق؛ 
ڈُإليه الرحال؛ ویقصدہ الراغبو: ي ذلك من آقاصي البلاد وادانیھاء وانتھت 
الرٹاسة فی تربیة المریدین ؛ وارشادالطالبین؛ والاطلاع علی غوائل النغوس 












٦ 


ومداخل الشیطان؛ ومعالجة الأدواء الباطنة والأسقام اللفسیةہ 
العلأًمة أبو الحسن علي الحسني الندوي 





٥آیة‏ من آیات الله من الذین إذا رڑوا ذُکر اللهء مجدد الملّةء حکیم 
الأمة سند علماء الدھر وشیخ مشایخ العصر بالدیار الھندیةء سیّدنا ومولانا 

شرف علي التھانوي؛ معن الله تعالی وسائر المسلمین بطول بقاث بالخیرہ 
العلامة محمد شفیع کبیر المفتین في پاکستان 





کان رحمه الله من العلماء الأفذاذء والدعاة البررة المخلصین؛ الذین 

ناروا في الھند مصابیح التجدید؛ باھرۃ الشعلةء ساطعة النورء وآخلصوا 

حیاتھم لإعلاء کلمة الله؛ وإحیاء علوم الدین؛ مرابطین علی ثغور الإسلام؛ 
مثابرین في الدعوۃ إلیهء ومصابرین علی مایصیبھم في ھذا السبیل۔ 

القاضي العلامة محمد تقي العثماني 

٭استفاد منہ لوف من المسلمین وکان لە فضلٌ کبیڑ في نشر العقیدة 

الصحیحةء وإصلاح الأعمال والأخلاق ؛ ومحاربة العوائد والبدع التي تسوّبتِ 


إلی المسلمین عن طریق المواطنین+ 
الأستاذعبد الباري الندوي 


٭ إلی فضیلة شیخنا الجلیلء عمّنا الکریم المبَجُل ؛ العلامة القاضي+ 

الأستاذ الشریف: المربّي المشفق المخلص : 
محمد قاسم المظفر فوري: حفظہ الله تعالی ورعاہ۔ 

الذي أدین لە في جمیع جوانب حیاتي العلمیة منذ الصغر إلی یومي ھذا+ 
صاحب الفضل علیٌ بعد الله تعالی؛ الذي ترئیٹٌ في کنفه وبحضرتہ؛ وق 
فترۃ من العمر تحت رعایتهء وظله الوارف؛ ونھلت من منھلە العذب 
والذي أحیبته لما لە علیٌ من فضل ومنّةء ولما تتّسم بە حیاته من سمات رفیعة 
من الخلق الکریم؛ والعلم الغزیرہ والتواضع والحلمء والرّعد في لذات 
الدنیاء والإعراض عن زخارفھا والبعد عن الریاء والسمعة 

هو الذي حزضني علی الکتابة في ھذا الموضوع؛ وأتحفني بکل مایتعلق 
بشخصیة الشیخ الٹھانوي من المصادر والمعلومات؛ وأشرف علی العمل من 
البدایة إلی النھایة ۔ 

٭ وإلی أبويّ الکریمین العزیزین اللّین اٌدین لھما بحیاتي؛ واللذین لو 
أنفقت عمري فی رضاہما فلن أرد جزءأیسیرامن فضلھما عليٌ+ واللَّہ ن سھرا 
اللیالي الطویلة علی راحتيء یغمرانني بعطفھما وحنانھما+ فمھما قلت 
فلن أوفیھماحقھما...٠‏ 














٭ وإلی من ضخت من وقتھا بالکثیر الکٹیر؛ وساعدتني في إنجاز ھذا 
العمل زوجتي أم عا: : 

آمدي لھم جھدي المتواضع ھذا ساثلاً المولی عرٌ وجلٌ القبول 
والتوفیق۔ 


وصلی الله وسلم علی سیدنا ونیٹا محمد وآله وصحبہ آجمعین ۔ 





متے'م تایقاب 


ہقلم فضیلة الشیخ السید محمد الرابع الحسنی الندوي: 
الرئیس العام لندوۃ العلماء, لکنو (الھند) 


بسم اھ الرحمن الرحیم 


الحمد لہ ربٌ العالمینء والصلاة والسلام علی خاتم النبیین سیدنا 
محمد وعلی آله وصحبه أجمعین؛ ومّن تبعھم ودعا بدعوتھم إلی یوم الدین+ 
وبعد: 

فإنٗ شخصیة المرئي الجلیل والداعیة الکبیر العلامة الشیخ أشرف علي 
التھانوي رحمہ اللہ تعالی (ت ١٣٦۱۳ھ)ء‏ الذي قضی حیاته في الجھودالدعویة 
لإصلاح المجتمع الإسلامي في شبە القارۃ الھندیة من بدایة القرن الھجري 
الماضي إلی ما بعد منتصفء عندما کان الشعب الھندي في هذہ البلاد غیر 
المنقسمة بین الھند وباکستان یرزح تحت وطاة الاستعمار البریطائي؛ وکانت 
الوسائل التربویة الإسلامیة قلیلة وذلك بتاثیر ظروف القھر والکبت من 
المستعمر الظالم؛ وبخاصة للمسلمین وفي شؤونھم الإسلامیة ولکن رغم 
ذلك کانت الشخصیات النابھة الممتازۃ تسعی سعبھا في نشر الوعي الإسلامي 









۱ 


وتصحیح الائٌجاہ الدینيء وتؤدي أدوارھا بحسب توفیق الله تعالی وہما رزقھم 
الله من همٌة وفکر إسلامي مستقیم. 

کان من أھم ھذہ الشخصیات العالِم المفگر الإسلامي الجلیل الشیخ 
آشرف علي التھانوي رحمہ الہ تعالی؛ فقد قام باصلاح النفوس وتزوید الناس 
بالعلم الدیني الصحیح وتصحیح المسار الإسلامي بمواعظہ ومحاضراتھ 
وتألیفاتہء وبدروسہ التربویة ومجالسه الینیة المفیدة حتی صدر من ھذہ 
الإفادات التربویة الدینیة مثات من الکتب؛ واشتملت ھذہ الکتب علی مواد 
دینیة وعلمیة وتربویة عظیمةء وعلی توجیھات فیھا تزکیة للنفوسء وتزوید 
علمي مفیدء وفائدتھا للناس لم تَعُذْ قاصرۃ في الزمن الذي صدرت فيه؛ بل 
استم نفعھا وامت إلی ما بعد وفاتہ ولا تزال فائدتھا قائمة إلی عھدنا 
الحاضرء بعد ستین سنة ۔ 

وإنّ منھج الإصلاح والتربیة الذي کان قد اختارہ الشیخ الجلیل رحمہ اللہ 
تعالی کان فریداً في نوعه فلقد کان ینظر بدقة إلی الأدواء الخلقیة والتقصیرات 
الدینة المتغلفلة في المجتمع الإسلامي في عصرہ؛ فکان یبني منھج إصلاحہ 
علی معالجة ھذہ الأدواء؛ ولقد کان مٹھا ما لم یکن یفطن لخطورتھا اکٹر 
العلماء المسلمین والمصلحین ایضاً في ذلك العصر ۔ 

وکانت النقطة المھمة في هذا المنھج هي توفیق توجبھاتە بما ورد في 
الشرع الإسلامي من کم المصدرین الشرعیین؛ وکان یذم ذمَاً شدیداً 








اللامبالاۃ الني کان یراھا قد عمّت في اختیار العمل الأوفق ء وکان سعيه ا 
یر في قق ب 


ہو تصحیح العمل الإسلامي المنحرف عن جادة السنة السنیة وکان هو الهدف 
الأکبر لجھودہ الإصلاحیة والتربویة ولأھمیة ھذہ النقطة من الاعوة 
والإصلاح عڈہ المطّلعون علی جھودہ من مجدّدي ھذہ الأمة في زمنہ لضربہ 
علی الوتر الحساس ینشد بە الإ(صلاح وتصحیح مسار العمل في المسلمین؛ 
حتی إِنٗ عدداً من تلامیذہ ومسترشدیه قد الّفوا کتباً لبیان علمه التجدیدي+ 
جمعوا فیھا من أحادیث مجالسە؛ ومن المواعظ التي وردت في محاضراتہء 
وکتباً اصبحت مصادر الاستفادة للطبقة المتعلّمة من المسلمین؛ وھي التي 
تضيء خطوط الحیاۃ الإسلامیة أمام المستفیدین منھاء ٹم جری طائفة من 
تلامیذہ ومسترشدیه علی منواله في الإصلاح والتر: يةء وبذلك حصل لابناء 
ش في التربیة تقوم بمواصلة الدور الذي 
کان قد قام بە العلاآمة المصلح الکبیر ۔ 

لقد أصبحت شخصیته معروفة کل المعرفة في شبه القارۃ بعَظّمة عمله 
الدیني التربوي؛ ولکٹھا لم شرف في العالم العربي لدی أصحاب اللغة 
العربیةء ولقد جری علی منھجهە مسترشدوہ من بعدہ في شبە القارةء وقاموا 
بواجبھم نحو ذلك بدقة وسعة؛ ولکن لم ینقل إلی اللغة العربیة شيء مھم من 
ذلكء ولم تعرّف شخصیتہ في الناطقین باللغة العربیة معرفةً کاملةء فأرادت 
دار نشر عربیة أن یحصل تعریف بھذہ الشخصیة في کتاب مغنِ في ھذا 
الموضوعء فنشط احد إخواننا الندوبین وھو الخ پاحو و اللہ الندوي 
(المقیم في الدوحة بدولة قطر)؛ وکان أعدٌ قبل ھذا التعریف بعض الکتب من 
هذا القبیلء وأحسن العرض والاستعراض فیھاء فکان من المأمول ان یکون 




















٣ 


عمله في تقدیم شخصیة الشیخ آشرف علي التھانوي المرتي الحکیم والمصلح 
الکبیر والمفًر والداعیة الفقیه عملاً لائقاأء رمؤد 
وقد بنی کتابه ھذاعلی سبعة آبواب؛ في کلٌ باب طائفة من الفصول؛ یتحدّث 
فیھا الکاتب :المؤلف عن جوانب مختلفة من شخصیتہ وأعمالہ 





یجب في ھذا المجال 


آرجو أن یکون ھذا الکتاب ذریعةً نافعةً لمعرفة ھذہ الشخصیة وأعمالھا 
العظیمة وجھودہ التجدیدیةء فإِني أبدي تقدیري لهذا العمل العلمي المفید؛ 
وأدعو الله تعالی أن یحصل منە نفعٌ مطلوب؛ وآن یکون سیآ لحصول رضا اللہ 
تعالی؛ ونفع المسلمین۔ 





محمد الرابع الحسني الندوي 


مو نر ح وٹ دارۃالشیخ علم لف تکیة کلان: رائي بریلي (الھند) 


یس الاب 


الحمدلل رب العالمین ء والعاقبة للمتقین ؛ ولا عدوان إلا علی الظالمین+ 
والصلاۃ والسلام علی أشرف الأنبیاء وإمام المرسلین محمد بن عبد اللہ الأمین+ 
وعلی آلە وصحب أجمعین؛ وعلی من تبعھم بإحسان إلی یوم الدین 

وبعد: فھذہ دراسة لحیاۃ المصلح الربّانيە والربّي الحکیم؛ الداعیة 
الکبیر؛ الشیخ آشرف علي التھانوي رحمہ اللہء الذي تال نجعاً ساطعاً في 
سماء العلم والمعرفةء وتللاً نوراوضَاء في مجال حرکة الإصلاح والتجدید؛ 
وقام بالثورۃ علی الجمود والتقلید الأعمی ؛ ورفع رایة التجدید والإصلاح؛ لا 
سیما في مجال التزکیة والإحسان؛ ولعب دورابارزافي استعادة روح الشریعة 
الإسلامیةء وإیقاظ الوعي الدیني؛ واسترداد المجد الشامخ الراحل في شعوبِ 
شبە القارۃ الھندیة؛ وصرف أقصی طاقاتہ في الدفاع عن حیاض الشریعة 
الغراءء وتطھیر المجتمع الھندي من آرجاس الغلوٌ والإفراط والتفریط؛ التي 
غرقت فیھا الأمة بسبب تقلید الجھلة من الصوفیّة؛ وحملة الأفکار الزائغة؛ 
والمعتقدات الباطلة ؛ والعادات الجاهلیة التي ما آنزل الله بھا من سلطان 














يِف إلی ذلك اطلاعه الشاملء ومعرفته العمیقةء ودراسته الدقیقة 
للعلوم الإسلامیة وإتقانہ کل الفٹونء وفھمه الثاقب؛ وذھن الأحَاذء وذکائہ 
الشبھر الصفات التي تجعل الإنسان یحتل مکاناً مرموقء وینال درجة سامیة 
عند اللہ وعند الناس ۔ 


ہذا وقد مر علی حیاتہ رحمہ الله أکٹر من نصف قرن دون أن تُدرس في. 
کتاب مستقل (باللغة العربیة) یحیط بمختلف جوانبھاء وییرز أھم خصائصھا 
وممیزاتھاء لاسیما التعریف بتراثہ الثري الرائع الذي خلّفہ رحمه الله وتذخر 
به مکتباتنا الإسلامیة۔ 

وفعلاً فقد کان رحمه اللہ من العبافرۃ الأفذاذء والأعلام الکبار الذین 
خلّفوا آثارأکثیرۃ لا تزال ماثلة في حیاۃ الأمة الإ(سلامیة الھندیة حتی الّن ۔ 

منھجي في ھذہ الدراسة: 

وقد کان منھجي في ھذہ الدراسة علی النحو التالي 

الباب الأول: وفیە عدة فصولء وتحتوي علی السیرۃ الذاتیة للشیخ 
التھانوي؛ ونشأتہ العلمیةء وتفوقہ العلمي؛ ونشاطاته الدعویة آیام الدراسة؛ 
وخصائصه وممیزاتہ البارزۃء واستکمالە التربیةء ومبایعتہ للشیخ الحاج إمداد 
الله المھاجر المكيٴ؛ رحمہ اللہ مع ذکر نبذة من ترجمتہء ورحلتہ إلی الآخرةء 
ووصایاہہ ومارٴثي بەء وما قیل فیه۔ 








الباب الثاني : وفیە عدة فصول؛ وتحتوي علی حیاته العلمیة؛ وذکر أھم 
تلامیذہء واشتغالہ بالتالیف والکتابةء وذکر مواعظہ 





الباب الثالث : یتضمن ذکراً مفصّلاً لجھودہ الإصلاحیة والتجدیدیة في 
مختلف المجالات والرد علی الفرق الضالَ 





الباب الرابع : ذکر جھودہ التجدیدیة في مجال التزکیة والإ(حسان 


٦ 





والسلوك ورد مزاعم الجھلة المتصوَ: نید شبھاتھم؛ واستنکار الجھلۃة 
من الصوفیةء وتقریر الأذکار والأوراد والمجاهدة عند الشیخ التھانوي؛ 
ب إلی 
فیھا؛ وما إلی 








وکذلك الر علی الکشوفات الصّوفیةء وبیان أنھا لا قیمة لھا في ال 
الله وتقریر حقیقة البیعة. وتوضیح الافراط والتفریط الواة 
ذلك من المباحث الأآخری۔ 








عن مشاھیر خلفائہ؛ وبیان المیزۃ الخاصة في هذا 








الباب السادس: آثارہ الخالدةء ویتضمن السرد الإجمالي لأھم مؤلفاتہ 
في مختلف العلوم والفنونء ودراسة موجزۃ لبعض أھم المولّفات . 

ھہذاء وقد اعتمدت في بحثي ھذا علی المصادر المتوقَرة عن حیاته 
ومعظمھا باللغة الأردیة وخصّ بالذکر مٹھا کتاب (أشرف السوانح) تألیف 
الشیخ عزیز الحسن المجذوب؛ رحمہ اللہ (من أَجَلُ خلفاء الشیخ وملازمیه 
والمقویین إليه) وکتاب (بین النصوّف والحیاة) للعلامة الا: 
الندوي؛ رحمہ الله (الترجمة العربیة بقلم سماحة العلأمة ا 
الحسني الندوي حفظہ الله تعالی ورعاء) 

وأشکر فضیلة الأستاذ العلأمة الجلیل الشیخ محمد الرابع الحسني 
الندوي؛ حفظ اه تعالی ورعاہ (رٹیس ندوۃ العلساء لکنو) الذي تفضضل 
مشکوراًبکتابة مقدمة علمیة للکتاب تزیدہ قیمة وروعة ومکانة مرموقةء ولقد 
وجدت خلال اتصالاتي بە أباأحنوناًومریباًمشفقاء فجزاہ الله کل خیر 





اذ عبد الباري 








محمد الرابع 








۷ 


کما أشکر آستاذي الکریم الدکتور سعید الأعظمي الندوي؛ حفظہ الله 
تعالی (مدیر دار العلوم لندوۃ العلماء لکنو؛ ورئیس تحریر مجلة البعث 
الإسلامي) الذي أدین لە في جوانب کثیرۃ من حیاتي العلمیةء فقد 
دائماً بإشرافہ العالي ونلت من کل الحب والمودة والإخلاص: والوفاء؛ 
أطال الل بقاء٭لنا وللمسلمین جمیعاً. 

وأتقدم بخالص شکري إلی کل من ساعدني علی إنجاز ھذا العمل٠‏ 
وأخصیٌ بالذکر منھم الڑستاذ الحاج محمد قاسمء مدیر المدرسة الأشرفیة 
بوھدی حفظہ اللہ و ابن عمي الأستاذ عبد الله المبارك الندوي+ وشقیقي الصغیر 
الأستاذ محمد نعمة الله القاسمي علی إتحافي بالمعلومات وتزویدي بالموادٌ 
المتعلق بالشیخ التھانوي: جزاهملله کل خیرء ومّھم بالصحة والعافیة 

وآخیراً لا یسعني إلا ان أرفع أسمی آہ ات الشکر والتقدیر إلی الأستاذ 
محمد علي دولة صاحب دار القلم الذي تبنّی هذا المشروع العلمي القّم 
لتعریف الأمة باعلامھا الکبار؛ وإبراز مآثرھم الخالدۃ؛ وشجٔعني دائماً علی 
القیام باعمال البحث والتحقیق؛ فجزاہ الله کل خیر ومنّعه بالصحة والعافیة 

ربّنا لا تواخذنا إن نسینا آو أخطاناء رب تقبّل مناإِنك أنت السمیع العلیم؛ 
وتب علینا إنك أنت التوّاب الرحیمء وصلّی الله علی سیدنا ونبیتا محمد وعلی 
آله وصحبہ وأزواجه وذریاتہ أجمعین ۔ 








الدوحة۔قطر و 
غرة صفر الخیر ١٤٢٦ھ‏ العبد الفقیر إلی الله 
محمد رحمة الل الندوي 


اوات ‏ ا 


الَابًا ئل 
کے رت 


الفصل الأول : سیرتە الذاتیة 
الفصل الثاني : نشأنه العلمیة۔ 


الفصل الثالث: تفوقہ العلمي ونشاطاتہ الدعویة أیام 
الدراسة 


الفصل الرابع : خصائصه ومیزاتہ البارزۃ. 
الفصل الخامس: استکمال التربیة والسلوك 


الفصل السادس: رحلتہ إلی الآخرۃ 


(ڈ+ کی 




















الفصل الاول 





سی نس 

هو العلامة الأوحد؛ الحبر المفرد شیخ المشایخ في البلاد الھندیة؛ 
المحدث الکبیر؛ صاحب التصانیف النافعة المفیدةء حکیم الأمةء مجدّد الملة 
الحنیفیة في الھند شرف علي التھانوي بن المنشیٔ عبد الحق بن الحافظ 
فیض علي بن غلام فرید شھید بن جلال بن رحمة اللہ بن آمان الله بن عتیق اللہ 
خطیب (الحائز علی منصب عال فی دولة الإمبراطور المغولي أورنك زیب 
عالمکیر رحم اللہ) ابن الحافظ حبیب الہ بن الشیخ آدم بن مولانا محمد جلال 
خطیب (صاحب منصب کبیر في دولة الإمبراطور المغولي ٭ أکبر٤)‏ این مولانا 
صدرجھان (الجد الأعلی للخطیبینہ وکان في سنة ۹۷۰ھ. زمن الإمبراطور 
المغولي ٦‏ اکبر؛)٢‏ 

ویصل نسبە إلی سیدنا عمر الفاروق رضي اللہ عنہ الخلیفة الراشد 
الثاني۔ : 





)١(‏ موائد العوائد ضمن مبحث (سلسلة النسب من الأدب) للشیخ آشرف علي 
بشيء یسیر من الاختصارء مع أشرف السوائح: ۱٢٢/۳‏ 


٢ 


آسرته: 

یتحڈر العلأمة التھانري من أسرۃ کریمة کثیرة المآثر والمفاخرہ معروفة 
بالعلم والأدب والفضل والإحسان: یبلغ نسبھا إلی أمیر المؤمنین عمر الفاروق 
رضي الله عنہ؛ ومشھورة بحیازھا منصب القضاء زمن الإمبراطوریة المغولیة 
في الھند. 

والجڈ الأعلی لھذہ الأسرة التي تولّت القضاء فترۃ طویلة هو القاضي 
نصر الله خانء وما زال هذا المنصب في مذہ الأسرۃ بعد عصر الشیخ مُلاً محمد 
صابر الذي وصفہ مؤلَّف''' (کشاف اصطلاحات الفنون)ء بأتقی العلماءء یبلغ 
نسبه من جھة الأب إلی سیدنا عمر الفاروق رضي الله عنهء ومن جھة الأم إلی 
سیدناعلي بن أبي طالب رضي اللہ عنه . 

کان آبوہ السیّد عبد الحق من کبار الأثریاء والسادۃ المعروفین في قصبة 
(تھانە بھون) من مدیریة مظفر ناغر ولایة (اترابرادیش)؛ بارعاً في اللغة 
الفارسیةء وکاتباً قدیراٌ صاحب اسلوب رائع رشیقء ذاسیا مستقلة لمنطقة 





من مدینة (میرت)ء وقد فتح اللہ تعالی عليه من برکات السماء والأرض؛ وأنعم 
عليه من النعم من کل صوب ما لا یعد ولا یحصی ۔ 

من الأم فھو الشیخ المرشد نجابت علي رحمہ الله تعالی؛ کان 
من کبار المشایخ وفحول الشعراء باللغة الفارسیةء مع ما کان یتمتع بە من قوۃ 


وأماج 





)١(‏ محمد اعلی التھانوي ۔ 


8 


فائقة وملکة قویة في الکتابة والأدب!١٢‏ 
مولدہ: 
ولد العلأمة التھانوي صباح الخامس من شھر ربیع الثاني سنة ألف 
ومثتین وثمانین من الھجرة النبویة علی صاحبھا الصلاة والسلام؛ الموافق 
العاشر من آیلول (سبتمبر)عام ألف وثمانمثة وثلاث وستین للمیلاد 
نبنۃ تاریخیة عن قریته (تھانه بھون): 
إِّ قریة (تھانہ بھون) تقع في ولایة شمالیة من الھند بمدیریة (مظفر 
ناغر)ء وقد استوطنھا المسلمون من زمن بعید قبل عصر الامبراطوریة 
المغولیةء وقد سمّوها بەمحمد فور؟ وھذا الاسم ما زال مسَجّلافي السجلأت 
الحکومیة القدیمة وھي قصبة تاریخیة معروفة بسکانھا المسلمین الأشراف 
من أصحاب السلالة الفاروقیةء وکبار العلماء من ذوي المآثر الفریدةء وتعتبر 
من القری التي غرفت قی الباد لھندیة برجالھا ! بژزینء وعلماٹھا المھرة 
واولیاٹھا الکبار؛ وڈ آمھاتھا ٭ برزوا علی مسرح العلم 
افةء ونوّروا العالم ما خلفوا من آثار علمیة وأدبیة ودعویة وتاریخیةء 
وعلی رأسھم: 
۔ العلأٌمة المحقق الشیخ محمد أعلی التھائوي؛ مؤلف (کشاف 
اصطلاحات الفنون): تلك الموسوعة العلمیة الکبیرة التيی حازت ثناء أھل 











وا 





۔۱۰/١١:حناوسلا اشرف‎ )١( 


۳٭ 


العلم؛ وثقة أھل المعرفةء في مشارق الأرض ومغاربھا۔ 

٢۔العلامة‏ الشیخ محمد الٹھاتوي۔ 

٣۔الحافظ‏ محمد ضامن الشھید۔ 

٤‏ ۔العارف المحقق الشیخ الحاج إمداد الله المھاجر المکي 

نشاته وایام طفولته: 

ولد حکیم الأمة التھانوي رحمە الله في ھذہ القریة العامرۃ بالعلم والدین+ 
والورع والتقی؛ وترعرع في بیئة علمیة ودیئیة خالصةء وج من الصلاح 
والتقوی؛ وقد اختارہ الشیخ عبد الحق؛ رحمه اللهء من ہدایة أمرہ لیتعلّم الدین 
والشریعةء بینما اختار لشقیقہ أن یتعلم العلوم العصریةء وربّاہ تربیة دینیة؛ 
وکان منذ نعومة أظفارہ مُکباًعلی العلم والعلماء میّالاً إلی الطاعات ؛ بعیداعن 
اللھوء وکان من رقة طبعہ منذ میعة صباہ أنه لم یکن یتحمل النظر إلی بطن أحد 
وھو عریان؛ وکان إذا فاجأہ صبي من الصبیان ببطنہ المکشوف: غلبه القيء٭ 
فکان الصبیان یعاکسونە ویکشفون أمامه من بطونھم لیقيء: فکان رحمه الله 
رہما یتعب من القيء مرة بعد آخری؛ وکانت ھذہ الرقة في طبعه فطرۃ من الله 
تعالی؛ جعلته لا یمیل إلی مخالطة عامة الصبیان+ فاصبح بعیدعن لھوهم 
وعیٹھم۔ 

کان رحمە اللہ من المحبوبین لدی الجمیع منذ نعومة أظفارہء أینما کان 
وحیثما کان سواء لدی الأقارب أو الجیران أو غیرھمء وقد ألقی الله في روعه 
حبْ الوعظ والخطابة منذ صباہ: فکان یصعد علی العنبر وبیدا في تقلید 





٢٤ 


الخطباء والواعظینء وھو طفل صغیر؛ لم ببلغ من العمر ثماني سنوات: کما 
کان یحبّ الصلاةء ویواظب علیھا منذ باکورۃ عمرہء حتی تعوّد علی صلاۃ 
الیل وھو ابن اثنتي عشرۃ سنةء وکانت زوجة عمّه 
اللیل: وتراہ یصلّي؛ فتحاول إشفاقاً عليه أن یقلّل منھاء ولا سیما في فصل 
الشتاءء حیث یکون البردالقارس أقصی ما یمکن؛ فلا یهمّه البرد ولا الصّیف 
ولا یلتفت إلی کلامھاء بل یمضي في صلاتہ؛ فکانت تضطر إلی أن تسھر حتی 
یفرغ رحمہ الله من صلاتہ؛ ويکمّل أدعیتہ وأورادہ!'؟۔ 





تیقظ أحیاناًفيی منتصف 


حادثة وفاۃ الام: 

آصیبِ رحمه الله بحادثة مفجعة ومؤلمة إذ توفیت أمه وھو ابن خمس 
سنوات؛ وقلّما یتذکر الإنسان شیئاً حدث لە في مثل ھذا العمر وھکذا کان 
شان الشیخ التھانوی؛ رحمہ الله : وکان یقول 

٭آنا لا أذکر صو وشکلھا أو ھینٹھا بالکاملء إلا أني عندما أتعمق 
في النأمل یُصوّر لي امام عیني منظر أنھا جالسة في جانب من السریر؛ فقط لا 
غیرہ۔ 





وبعد حادثة وفاۃ الأم کان أبوہ ہو الذي احتضنہء وتولّی أمر تربینه 





بقول رحمه اللہ: إِن أبي هو الذي ربّاني أنا وشقیقي بعد وفاۃ أميی+ 
وقد حظیثٗ منە من الحبّ والمودَة والشفقة والعنایة ما أنساني 





( اشرف السوانع: ۱/٤٥۔٥٢٥۔‏ 


هذا العمر الباکر: بل نہ ظل یحینا اکٹر من حبّ الوالدة؛ وُر لنا کل وسائل 
الراحة والنعم للعیش الهنيء الرغید* وعشت في ظلَه الوارف+ وقضیت أغلی 


أوقات عمري تحت رعایته البالغةء واھتمامہ الفائق ”۶ء 


ےج 


(۱) آشرف السوائح: ۱/٢۲/٥۲۔‏ 


۴٦ 


الفصل الثاني 
نشاته العلمیة 


اعم 

بدا العلأمة التھانوي رحمہ الله دراسته في قریتہ العامرۃ بالعلم والدین ٠‏ 
والتي کانت في ذاك الوقت موطن کبار العلماء الأجلاّء: والمھرۃ البارعین في 
مختلف الفنونء وحفظ فیھا القرآن الکریم علی (آخون جی) الذي کان من 
مدیریة (میرت)ء ثم أکمل حفظ القرآن علی الحافظ حسین علي الذي کان من 
شُکان (دھلي)ء واستوطن مدینة (میرت)ء وتعلّم اللغة الفارسیة والکتب: 
الابتدائیة 





ن بعض علماء (میرت)؛ والکتب المتوسّطة من الأستاذ فتح محمد 
ان ے ١)ؤ‏ ,. 
التھانوي''' في 





بھون) ودرس عليه مبادی اللغة العربیةء وقواعد 





خ العالم الفقیه فتح محمد الحنفي التھانوي: أحد الفقھاء الصالحین ٠‏ 
ولد ونشا (بٹھانہ بھون)ء قریة جامعة من أعمال (مظفر ناغر)ء واشتغل 
بالعلم؛ وقرأ اکثر الکتب علی مُلاّ محمود الدیوبندي والشیخ یعقوب بن 
مملوك العلي النانوتوي وغیرہم؛ ثم لازم الشیخ |مداد الله العمري الٹھانوي 
المھاجو إلی مکة المباركةء وآخذ عت الطریقۃء وکان علیمًمتراضماء زاھد1 
متعبداً مجوداً ٭ یأخذ بمجامع القلوب: ؛ ویتلطّف بمن 
في الاشتغال بالعلوم؛ ویحسن إلیھم ویخدمھم في کٹیر من العلوم؛ 
ومن خصائصہ أنه سافر مدة عمرہ راجلاً؛ و مو ئن مو 
غیرھامن المراکب: 






۷ 


النحو والضرف: ثم أکمل ھذہ الدراسة علی خاله 


واجد عليء الذي کان 





من البارعین الماھرین باللّخة الفارسیة وآدابھا۔ 


في جامعة (دارالعلوم)' “دیو 


00) 








وعشرین وثلائمئة وألف ببلدة تھانە؛ ولە سبعون سنة؛ (نزھة 
الخواطر وبھجة المسامع والنواظر : )۳٥٣/۸‏ 

نبذة یسیرۃ عن جامعة دار العلوم دیوبند: 

الوضع السیاسي: عندما تناھت حالة الھند سوعاً عام ١۱۲۷ھ‏ الموافق 
۷ء الذي لفظت فیە الدولة المغولیة الإسلامیة القائمة اسماً في دھلي 
آنفاسھا الآخیرة بعد ثورۃ عارمة قام بھا المسلمون الھنود ضد الاستعمار 
الإنکلیزي؛ وفشلت ہمؤامرات من داخل الصف؛ وبقوۃ الجنود والبنود* 
وکثرة العّدد والعُدد من قبل الاستعمار وعلی ذلك تمٌ استیلاء الإنکلیز علی 
الھند کلھا شرقاً وغرباء فوضعوا السیف في المسلمین في دعلیِ وفي آرجاء 
الہلاد وکٹر القتلی والجرحی؛ وامتلات الشوارع والطرقات بجٹ الشهداء: 
وتعرض العلماء ورجال الفکر والاعوۃ خصّیصاً لغضب الانکلیز نوا 
وشُزدوا تشریداء وآعدموا شتقاء ومن نجا منھم من ذلك کلە َي لی 
جزیرۃ (إندومان) التي کانت منفی سیاسیاً علی عھد الإنکلیزہ لکونھا غیر 
ملائمة طبیعیاً وجغرافیاًللحیاۃ الإنسانیة والصحة الجسمانیة 

ٹم خیم الظلام علی الھند کلھا؛ حیث صادر الإنکلیز جمیع الأوقاف والعقارات 
والإقطاعات التي کانت تم المدارس الإسلامیة با! 
منابع الإشعاع والإصلاح والفکر والدعوۃ وا! 
المسلمون مع الأیام جھالاً یسھل صوغھم في البوتقة المسیحیة المحر 
وحینما نجحت الحکومة ا في القضاء علی الحکم الإسلامي+ 
وتقویض نفوذہ؛ کانت تعلم أَنّ یقاء الفکر الإسلامي في شبه القار: 
۲۸ 
















یشکل خطراً علیھاء لذلك حشدت کل قواھا للسیطرۃ علی الجماعات 
الإسلامیةء وقررت استخدام سلاح العلم للقضاء علی الثقافة الإسلامیةء 
ین أحد غرا انلم الغربیین دھو اللورد میکال ین ۵)) 












وا بقولہ : ہإن الغرض من خطتنا ا 
ھندي الئسل واللون+ أوروبی الفکر والڈھن۔ 


المستعمرین حیال فکرھم وثقافتھم؛ ورغم قلة إمکانیاتھم المالیة؛ فقد قرو 
مواجھة هذہ المؤامرۃ بخطة علمیة رشیدۃء تحفظ للمسلمین تراٹھم؛ وتکفل 
لھم توارث عقیدتھم وعلومھم؛ ونشرھا في کل مکان بشبه القارۃ الھندیة؛ 
فاجتمع علماء المسلمین؛ ومن بینھم فضیلة الشیخ محمد قاسم النانوتوي؛ 
والحاج محمد عابد أحد آنقیاء مدینة (دیوبند) حینذاك: وتدارسوا الأمر فیما 
بینھم؛ وقزروا تاسیس المرکز الإسلامي بدیوبند لمواجھة الحرب السافرة 
المعلنة ضد الإسلام؛ وللرد علی مقولة (اللورد) بقولھم: 'إن غرضنا من 
التعلیم ھو إیجاد جیل یکون بلونه وعنصرہ ھندیاً: ویتنور قلبه وعقله بنور 
الإسلام؛ وتموج نفس بالعواطف الإسلامیة ثقافة وحضارة وسیاسة٥‏ 

تأسیس جامعة دار العلوم: ومن ٹم قاموا بٹاسیس مدرسة صغیرۃ یوم ۱١‏ محرم 
الحرام ۱۲۸۳ھ الموافق ١‏ أیار (مایو) ٦۱۸۲م‏ في مسجد أثري صغیرء بمدینة 
(دیوبند)ء کانت نواتھا مدرساًواحداًاسمہ الما محمودء وتلمیذاً واحداً کان 
فیما بعد ببہشیخ الھند+ تلك المدرسة التي 
٤‏ حتی صارت أکبر جامعة إسلامیة في شبہ 








اسمە محمود حسنء والذي اڈ 
ُرفت فیما بعد ب۔ادار العلوم دیو 









۲۹ 


رحل العلامة التھانوي إلی دیوتبد في نھایة ذي القعدۃ عام ۱۲۹۵ھ 
والتحقق بجامعة دار العلوم هناكء وبقي فیھا خمس سنواتء حتی تخرج 
فیھاء ونال الشھادة في بدایة عام ۱۳۰۹ھ وقد تلقی جمیع العلوم العربیة 
والأدبیة والعقلیة والنقلیةء لدی أساتذة قد جدّدوا ذکریات القدماء في سعة 











وترکز آکراھتماما علی یف الجبل المسلم ثقائ سلاية: وتنشتھم تشنة 
إسلامیةء وریادة المسلمین ریادة روحیة وعلمیةء وِتنْرف بشفّة التسشك 
الإسلامیةء والجمع بین روح الأمانةء والمحافظة علی الشعائرء 
والذب عن حیاض الدینء والذود عن حماہ؛ بجمیع القدرات والوسائل 
المیسر: 

تنتمي ھذہ الجامعة إلی الإمام الحکیم ولي الله بن عبد الرحیم الدھلوي؛ 
المتوفی (۱۱۷۲ھ)ء وو صاحب مدرسة فکریة معروفة قام بدور عظیم في 
حفظ الکیان الإسلامي في الھندہ وامتاز في عرض الشریعة الإسلامیة عرضاً 
یتطابق مع مقتضیات عصرہء وإلبه یرجع الفضل في نشر السنة في رہوع الھند؛ 
وتھدف الجامعة منذ نشاتھا إلی الاحتفاظ بالعقیدۃ الإ(سلامیة؛ واستعا: 
المجد الإسلامي؛ وبناء المجتمع علی آساس الکتاب والسنة وبثّ التوعیة 
الإسلامیةء وإشعال روح الغیرة الإسلامیة والحماسة الدینیة في المسلمین 
ودحض کل نوع من البدع والتقالید غیر الإسلامیة. (یراجع: مجلة الداعي 
عدد ممتاز جمادی الأولی ١٤٤٥ھ‏ الصادرۃ من دار العلوم دیوبندء ٭ودار 
العلوم دیوبند مدرسة فکریة توجبھیةۂ لمؤلفہ عبید الله الأسعدي؛ واعلماء 
دیوبند اتجاهھم الدیني ومزاجھم المذھبي٤:‏ ص٣۷)‏ 














٣ 


کان عکوفاً علی الدراسة والاستزادة العلمیةء ولم یکن لە طول دراستھ 
أي شغل غیر دراسة کتبە وخدمة أساتذتہ ومشایخہ؛ وکان لە في دیوبند عدۃ 
أقارب کثیراماکانوایوجّھون إليه الدعوۃلتناول الطعام عندھم؛ لکنە لا یستجیب 
لھم؛ ویعتذر إلیھم قاثلاً: إنه لم یدخل هذہ البلدۂ إلا للتعلّم والدراسةء فلم 
یڈھب إلیھم مدة محمس سنوات إلی أن فرغ من دراستہ؛ وکان رحمه الله معروفاً 
آیام طليے في دار العلوم بالجذیة والوقار والاداب والأخلاقء والبعمد عن 
الملاھي والملاعب . 











کبارشیوخہ: 

لقد مع الله العلأمة التھانوي بأساتذة أکٌفاء کانوا علی قمة البراعة 
والمھارۃ في زمنھم في مختلف العلوم وشتی الفنونء وقد قرأ رحمہ الله علی 
شیوخ کثیرین؛ وکان من کبارھم: 

١‏ ۔الشیخ العالم الجلیل المحقق النبیل محمد یعقوب بن الشیخ مملوك 
علي النانوتويء احد الأساتذۃ المشھورین في الھند ولد سنة ١٤۱۲ھ‏ 
الموافق عام ۱۸۳۳م ببلدة (نانوته) بمدیریة (سھارنفور) بولایة (أترابرادیش) 
الھند؛ وتوفٌي بھا سنة ١٣٣ھ‏ الموافق ۱۸۸۰ء. قرأ الکتب الدراسیة معقولاً 
ومنقولاً علی آبيە الشیخ مملوك علي بمدینة دھلي؛ حیث کان رٹیس عیئة 
التدریس في (کلیة دھلي) العربیةء ثم درس وآفاد ب(أجمیر)ء وبعد مدة وِلَي 
التدریس بالجامعة الإسلامیة دار العلوم دیوبندء فدرّس بھا مدةء وأخذ عنه 
خلق لا یحصونء وشغل بھاکذلك منصب رثئیس ھیئة التدریس ٠‏ 


ئ 


کان من کبار الأساتذۃ؛ ظھر تقڈمه في فنونء منھا الفقه والآأصول 
والحدیث النبوي الشریف والأدب العربي؛ وکان یمیل إلی الشعر أحیانء مع 
ما کان یتمتع بە من الاشتغال بالذکر والطاعات؛ رحمه الله رحمة واسعةۃ؟ء 
وقرأ عليه الشیخ التھانوي کتب الحدیث والتفسیر . 

٢‏ ۔الشیخ المحذّث محمود حسن الدیوبندي؛ هو نابفة الأنامء الإمام 
المحدّث المعروف بشیخ الھندہ رائد النھضة العلمیة والسیاسیة في شبە القارۃ 
الھندیة کان رحمہ اللہ بطلاً مکافحاً عن مجد الإسلام؛ مجاھداً متحمساً 
ا روحیاً عظیماًء وفي مقدمة العلماء الغیورین الذین عاشوا في منتصف 
القرن التاسع عشرء وبدایة القرن العشرینء وجاھدوا لاستعادة مجد 
المسلمین ولد في سنة ۸٦۱۲ھ‏ الموافق ۱۸۵۱م بمدینة (بریلي) في ولایة 
(اترابرادیش)ء حیث کان آبوہ العلأّمة الأدیب ذو الفقار علي أستاذاً في کلیة 
إنکلیزیةء وھو آدیب بارعء وأحد آئمة اللغة العربیة في الھند المتوفی ١۱۳۲ھ‏ 
الموافق ی۱۹۰ءمء وکان علی رأس الدفعة الأولی من الطلاب التي التحقت 
بالجامعة الإسلامیة دار العلوم دیوبند فالتحق بھا وتخرج منھا عام ۱۲۹۰ھ 
الموافق عام ۱۸۷۳ءء وولّي التدریس بالجامعة عام ۱۲۹۱ھ ثم منح الترقیة 
وبات رئیس عیئة التدریس بھا عام ۱۳۰۸ھ۔الموافق ۱۸۹۰م 


کان آیة باھرۃ في علو الهمَة وبعد النظرء والأخذ بالعزیمة وحبّ الجھاد 
في سبیل الله ٠‏ 








() نزھة الخواطر وبھجة المسامع والنواظر : ١٢٤/۸‏ 


8 


شدید البغض لأعداء الإسلامء کبیر التواضع؛ دائم الاہتھال؛ ثابت 
الجاش ء جیدالمشاركةفي جمیع العلوم العقلیة والنقلیةء ومطُلعاًعلی التاریخ؛ 
کثیر المحفوظ للشعر ؛ کثیر الأدب مع المحڈثین والأئمة المجتھدین ۔ 

ہوکان رحمہ الله یضطرم غیظاً من الإنکلیز وکل ما یمت إلی الاستعمار 
بصلةء دائم التالم لأوضاع المسلمین؛ کثیر الاہتمام بمطاردۃ الإنکلیز وقد 
نفخ روح الجھاد في کافة المنتسبین إليەء فکان یقود العلماء والمثقفین* 
ویناضل ضد الاستعمار البریطاني البغیض ٠‏ 

وضع خطة محکمة لتحریر الھند من مخالب الاستعمار البریطاني عام 
٣ھ‏ الموافق عام ۱۹۰۵ء وکان یوڈ أن ن فیھا بالحکومة الأفغائیة 
والخلافة العثمانیةء وقد هی لذلك جماعة من تلامیذہ وکان بیٹھم الشیخ 
عبید الله السندي: المتوفی ١١۱۳ھ‏ الموافق ١٣۱۹ء‏ والشیخ محمد میا 
منصور الأنصاري؛ المتوفی ١٦۱۳ھ۔الموافق‏ ١٣۱۹ء‏ 

وکان الاتصال بینە وہین تلامیذہ وأصحابە المناضلین عن طریق الرسائل 
التي کانت تکتب علی الحریر الأصفرہ ومن ھنا غُرف نضاله ضذ الاستعمار 
بحرکة الرسائل الحریریةء ولتنفیذ خطتہ سافر إلی الحجازء وقابل کبار 
المسؤولین من الخلافة العثمانیة في المدینة المنورۃء ولکن من سوء الحظ أن 
حکومة الاستعمار الإنکلیزي اطلعت علی هذہ الخطة؛ وآلقت عليه القبض عن 
طریق الشریف حسین أمیر مکة عام ۱۳۳۳ھ الموافق عام ١۱۹۱م‏ ومعه عدد 
من تلامیذہء وسشفُروا إلی (مالطة)ء وسُجنوا بھاء ٹم أطلق سراحھم في جمادی 
الآخرۃ ۱۳۳۸ھ الموافق ینایر (کانون الٹاني) ۱۹۲۰ءء بعد ثلاث سنوات 




















۳٣ 


وشھرین؛ وتلقاہ الناس بحفاوۃ بالغة؛ وغلب عليه الھندء وظل یزور 
ویجول في آرجاء البلادء بدعو الشعب إلی النضال ضدالإنکلیز واستاثرٹ بە 
رحمڈالله صباح یوم ۱۸ من شھر ربیع الاول ۱۳۳۹ھ الموافق ٠۰‏ تشرین الثاني 
(نوغمبر) ۱۹۲۰م في دھلي۔ 

وکانت ترجمته للقرآن الکریم من آحسن التراجم الأردیة واکٹرھا 
نوا وقد نبغ من تلامذت: العارف الکبسر والمرتي العظیم الشیخ أشرف 
علي الٹھانوي؛ والعلأَة المحدّث محمد آنور شاہ الکشمیريء 





)١(‏ عو العلأمة المحدث الکبیر الشیخ آنور شاہ بن الشیخ محمد معظم شساہ 
الکشمیريء انتھت إليه رثاسة تدریس الحدیث في الھند+ کان دقیق النظر في 
طبقات المحڈئین والفقھاء: نادرۃ عصرہ في قوۃ الحفظء وسعة الاطلاع علی 
کتب المتقدمین ؛ والتضلّع من الفقه والحدیث وأصولھماء والتفسیر وأصولہ 
والرسوخ في العلوم الإسلامیة والعربیة لد صباح السبت ۲۷ شوال 
۲ھ الموافق تشرین آول أکتوبر ۱۸۷۵م في کشمیرء التحق بجامعة دار 
العلوم دیوبند ١٣۱۳ھ‏ وتلقی فیھا الدراسات العلیا علی الشیخ محمود 
حسن والشیخ خلیل أحمد السھارنفوري وغیرھماء وتخرج فیھاعام ١۳۱٦ھ‏ 
وبدا یعمل ریسا لھیئة التدریس بالمدرسة الأمینیة الإسلامیة بدھلي؛ وعاد إلی 
وطنہ کشمیر عام ١٣٣٢ھ‏ ٹم سافر إلی الحجاز وآسند الحدیث عن الشیخ 
حسین بن محمد بن مصطفی الطرابلسي ت ۱۳۲۷ھ ثم تولی التدریس 

۔یوبند؛ وأصبح رٹیس التدریس هناك لمدة اثني عشر 

لیقات علی (فتح القدیر)لابن الھمام إلی کتاب الحج+* 

قال الشیخ الکوٹري عنہ: لم یأت بعد الشیخ ابن الھمام مثلہ في استٹارۃ 

الأبحاث النادرة من ثنایا الأحادیث: وہذہ برھة طویلة من الدھرہ وتعلیقات< 
2 

















والسالاأسسح یسر آحسسسد الطضص اذ ي۹۷ 


00 


7۰ 


علی (الشباء والنظائر)ء وتعلیقات علی (صحیح الإمام مسلم) وکتاب 
(عقیدة الإسلام في حیاۃ عیسی عليه السلام) و(إکفار الملحدین) و(مرقاۃ 
الطارم) و(التصریح بما تواتر في نزول المسیح) و(فصل الخطاب) و(نیل 
الفرقدین) و(فیض الباري شرح صحیح البخاري) و(مشکلات القرآن). کان 
رحمہ الله عالماً موسوعیا بکل ما للکلمة من معنی؛ یحمل ۳ مہ کی 
واسعة في العلوم ا 3 
آستاذہ آبا الحسنات عبد الحي اللکنوي في صناعة الحدیث؛ء ا 
رحمة الله في ۳ صفر ١٣۱۳ھ‏ الموافق ٠۰‏ نیسان أبریل ۱۹۳۳مء (یراجع: 
ة العنبر في حیاۃ إمام العصر الشیخ أنورء للشیخ یوسف اللبوري؛ نزھة 
الخواطرء للشیخ عبد الحي الحسیني المجلد الثامن؛ تاریخ دار العلوم دیوبند 
المجلد الثاني: قراجم سن من فٹھء امام الاسلای فی القرن اراع عشر 
للعلأمة عبد الفتاح آبي غدة؛ حیاۃ الشیخ آنور للاستاذ آزھر شاہ قیصر) ۔ 
هو العلامة شبیر أحمد العثماني بن الشیخ فضل الرحمن العثماني الدیوبندي+ 
ولد عام ١۰٥۱ھ‏ الموافق ۱۸۸۷مء والتحق بدار العلوم دیوبند وتخرج فیھا 
عام ۱۴۲۵ھ۔الموافق ۱۹۰۷م؛ وکان من آبرز تلامیذ شیخ الھند محمود حسن 
الدیویندي: وغین استاذا انا ي جامعة دیویند ھام ۱۳۲۸ھ العوائق ۱۹۱۰م 
یالجامعة الإسلامیة بمدینة (دابھیل) 
بولایة (کجرات) الھند وعلی إلحاح من حکیم الأمة آشرف علي التھانوي 
وغیرہ تولّی منصب الرئیس العام لجامعة دیوبند عام ١٦۱۳ھ‏ الموافق ۱۹۲م 
کان رحمہ الله أحد الخطباء المصاقعء والأدباء المترشلین المبرزین باللغة 
الأردیةء الف عددآمن الکتبء تمٌ عن عمیق علمه وسعة اطلاعہ وطول باعۂ 
في العلوم الإسلامیة وکان من کبار قادة جمعیة علماء الھند؛ وقي عام< 
٣‏ 


























واللب۔-۔سخ عی سس اللہ الضسس لي ١‏ 


< ٣٦٣٣ھ‏ انتقل إلی باکستانء وغیْن عضواً في لجنة وضع الاستور ورئ 
للجنة أیضا. من إنتاجاتہ العلمیة الرائعة (إعجاز القرآن)ء (بین العقل 
والنقل)ء (رسالة الإسلام)ء ولە تفسیر وجیز للقرآن الکریم یعرف بالفوائد 
العثمائیة. أما ماثرتہ الخالدۃ وعملە الجلیل فھو شرحہ الحافل لصحیح الإمام 
مسلم؛ وقد سمّاہ (فتح الملھم بشرح صحیح مسلم)ء وآمالیہ علی (صحیح 
البخاري)؛ توفي رحمه الله في ١٢‏ صفر ۹٦۱۳ھ‏ الموافق ٣١‏ کانون أول 
دیسمبر ۹٢۱۹م‏ (یراجع : مقدمة فتح الملھم؛ تاریخ دیوبند: ۹۸/۲ء مقدمة 
اللفسیر العثماني). 

)١(‏ ھوالشیخ العالم الصالح عبید الله الحنفي السندی؛ أحد العلماء المشھورین؛ 
ولد في تاسع المحرم سنة تسع وثمانین ومتتین وآلف في بلدة (سیالکوت)؛ ٹم 
ھاجر إلی بلاد السند ٹم سافر إلی (ملتان) ومنھا إلی (دیوبند) وقرأ علی أساتذة 
الجامعة بعض رسائل المنطق ثم سافر إلی (کانفور) وقرأً أکثر الکتب الدراسیة 
علی مولانا أحمد حسن الکانفوري؛ ثم رجع إلی دیوبند وأخذ الحدیث من 
العلامة محمود حسن؛ وتفقہ عليهء وأسس نظارة المعارف بفناء المسجد 
الفتحفوري في (دھلي) لیدڑس ناك القرآن الکریم وحجة الله البالفةء وبعض 
کتب الحدیث؛ ثم نشبت الحرب الکبری فسافر إلی حدود أفغانستان متخفیاً 
بإیعاز من شیخه العلاآمة محمود حسن الدیوبندي؛ یحمل رسالة الجھادء 
والثورة علی الإنکلیز إلی خاصة تلامیذہہ ولیحمل امیر افغانستان علی 
محاربة الإنکلیز والھجوم علی الحکومة الإنکلیزیة في الھند وتذکرت 
الحکومة الأفغا: یة للشیخ عبید اللہ؛ وفرضت عليه رقابة وآلزمتہ دارآء کان 
یشتغل فیھا بتعلیم القرآن لزملائہ المعتقلین الذین کان اکٹرھم من تلامیذہ 
الکلیّات والجامعات الذین ھاجروا من الھند 

















۳٣ 


والشیسےسخ سھ شع اھسب از المچک ےوک 


<_ کان الشیخ عبید الله من نوادر الرجال في قوۃ الإرادة وشھامة اللفس واقتحام 
المخاطرء والبعد في التخیل : والاعتمادعلی النفس: والعزوف عن الشھوات٠‏ 
ہوکان مفرط الذکاء: جید النظر في طبقات العلماء وتاریخ العلوم وتدوین 
الحدیث؛ کما کان مقرط الحب والانتصار للإمام ولي الله الدھلوي؛ عظیم 
الشغف بکتبە وعلومہ وتحقیقاتہ جعل کتابہ (حجة الل البالغة)ء وتحقیقانہ 
في کتبە اساس فکرہ وجھدہ یطیّھا علی الأصل الجدید وکان لە مذھب في 
تفسیر القرآن یستتبط منە دقائق السیاسة العصریة والمذاعب الاقتصادیة وقد 
تخرج علیہ في ہذا الأسلوب من التفسیر بعض کبار العلماء؛ 7 
بھم علقا کٹیرآء آشھرہم الشیخ أحمد علي اللاھوري؛ ولم یکن له کیڑ 
اشتغال بالتالیف؛ ومن أحسن ما کتب (التمھید في آئمة العجدد) بالمریة 
الفه بمکة؛ وافاہ الأجل في الثالث من شھر رمضان سنة ثلاث وستین و 
وآلف . (یراجع: نزھة الخواطر : ۸/ ۰۱۳٤۔۳۰۸‏ بتعدیل واختصار) 

)١(‏ عو الشیخ العالم الجلیلء المحدّث الکبیرہ البطل الجریيءء السید حسن 
أحمد المدني بن حبیب اللہ المعروف في دیار الھند ب۔(شیخ الإسلام)ء ولد 
سنة ١۱۲۹ھ‏ في قریة (بانکرمو) بمدیریة (آوناو) بولایة (أنرابرادیش) الھند۔ 
التحق بجامعة دیوبند وتلقی العلوم من آساتذتھا البارعین؛ وأخذ الفقه 
والحدیث عن الشیخ العلمة محمود حسن الدیوبندي؛ ولازمہ مدة طویلة إلی 
آن؛تخرج في الجامعة. ھاجر مع أسرتہ إلی الحجاز سنة ۱۳۱١‏ ه-وأقام بالمدینة 
المنوّرۃ یدرس قي المسجد النبوی الشریف إِلی ان غادر إلی الھند عام ۱۳۴۳ھ 
وقد آسر الشریف حسین أمیر مکة الشیخ محمودحسن وأصحابہ ومنھم الشیخ ؛ 
قي مکة المكرمة بایعاز من الحکومة الھندیة الإنکلیزیة حین سافروا إلبھا 
للحج؛ وآسلمھم إلبھاء فنقلتھم إلی مصرہ ثم إلی (مالطة)ء حیث مکٹ > 

۳۷ 














وغیرهم'"ٴء وقد قرأ عليه الشیخ التھانوي أکثر کتب المنطق والحکمة وبعض 
الفقہ والأاصول۔ 

٣‏ الشیخ العالم الفقيه مولانا منفعت علي الدیوبندي؛ أحد الفقھاء 
المشھورینء ولد ونشأ بدیوبندہ قرأ العلم علی مولانایعقوب بن مملوك العلي 
النانوتوي والشیخ السیّد أحمد الدھلوي وعلی غیرھما من العلماء في المدرسة 
العربیة بدیوبند؛ ومکٹ بھا طالبامن سنة أربع وثمانین ومثتین والف؛ إلی سنة 
وتسعین ومنتین وألف؛ ثم ولي الندریس بتلك المدرسة؛ فدرس بھا إلی 
سنة ثماني عشر: وثلائمثة وألف: ثم اعتزل عنھا وخالف أعضاء المدرسة في 
نظامھاء ودّس مدة في مدرسة فتحضوري؛ ثم انتقل إلی جامعة العلوم 
بکانفورہ ودرّس بھا زماناء کان عالماً کبيرأء بارعاً في الھیئة والھندسۃ 





سجیناً نحو ثلاث سنوات؛ ولما حمي وطیس حرکة تحریر البلاد خاضہ بقوۃ 
وثبات: وآألقی خطبامثیرۃ ضد الاستعمارء یجول في البلاد والأمصار فحیس 
وہ ۰ 
تو اھ مایا ملشا اگ راک انان 
الإنسائیة ومزایاھاء وکان قلیل التصنیف؛ ولە (نقش حیات) و(الشھاب 
الثاقب) وقد جمع بعض تلامیذہ دروسە لسنن الترمذي؛ وھي مطبوعة . 
تونّي رحمہ اللہ في سنة ۱۳۷۷ھ بمدینة دیوبند ودفن بھا ۔ (لزعة الخواطر 
۸ ء تاریخ جامعة دار العلوم دیوبند : ۸۲/۲) 

() ینظر لترجمة الشیخ محمود حسن : (حیاة شیخ الھند) و(نقش حیات)ء و(آسیر 
مالطة)ء و(تذکرۃ شیخ الھند)ء ونزھة الخواطرہ المجلد الثامن ٠‏ وتاریخ دار 
العلوم دیوبندہ المجلد الثانيی 





۳۸ 


والحساب والفقه والفرائض؛ لە رسالة بسیطة بالاردو في المواریث؛ توقٌي فی 
کانفور لسبع خلون من ذي القعدة سنة سبع وعشرین وثلائمئة وألف' 
قرأ عليه الشیخ الٹھانوي المختصرات من العلوم العربیة . 

٤‏ ۔ الشیخ العالم الفقيه عبد العلي بن نصیب علي الحنغي المیرتھي؛ 
أحد العلماء المشھورین؛ ولد ونشأ بقریة عبد الله فور من أعمال (میرتہ)ء وقر 
العلم علی العلامة محمد قاسم النانوتوي؛ ومولانا أحمد علي السھارنفوري 
والشیخ فیض الحسن السھارنفوري؛ وعلی غیرہ من العلماء. 

درّس في المدرسة العربیة بدیوبند؛ ثم تصدر للتدریس في مدرسة 
المرحوم حسین بخش بدھلي في سنة اثنتي عشرة وثلامئة ولف کان کثیر 
التواضعء طارحاًللتکلیف؛ ألیفاً ودوداء کثیر الضیافة موسراء تخرجت عليه 
جماعة من العلماء الکبارء وقرأ عليه الشیخ أشرف علي التھانوي والشیخ 
آنورشاہ الکشمیري؛ والشیخ حسین أحمد المدني الفیض آبادي؛ المعروف 
بشیخ الإسلام وغیرھمء مات في سنة أربعین وثلائمئة وألف؛ ودفن في مقبرۃ 
الشیخ ولي اللہ الدھلري!"'۔ 

٥‏ ۔ الشیخ الما محمودء وقد قرأ علیه الشیخ التھائوي بعض کتب: 
الحدیث۔ 


۷ء وقد 











(۱) :نزة الخواطر: ٦۸۲/۸‏ 
٥(‏ المصدر السابق ۲٦۷/۸:‏ 


2۹ 


٦۔‏ الشیخ السید أحمد: وقد قرأً عليه الشیخ الٹھانوي الفٹون الریاضیة 
والمواریٹ. 

۷۔الشیخ العالم المقرئ محمد عبد الله المھاجر المکي؛ کان من القزاء 
المعروفین المشھورین في البلاد العربیة وکانوا ینظرون إليه بعین الاحترام 
نظرا إلی ما رزقه الله تعالی من نعمة الصوت الحسن والبراعة في فن 
التھانوي بعض رسائل التجویدء وتدرب 
علیه في قراءة القرآن الکریم بالترتیلء وذلك في المدرسة الصولتیةا''بمکة 
المكرمة. 

یقول الشیخ القاضي تقي العثماني متحدّثاأعن دراسة الشیخ التھانوي في 
جامعة دیوبند: 





٥وبالجملة‏ فقد عاش حکیم الامة التھانوي رحمه اللہ في دار العلوم بین 


)١(‏ المدرسة الصولتیة: هي المرکز التعلیمي؛ وأول مدرسة أ 
۵ھ في مکة والحجازء وستیت في سنة ۱۲۹۱ھ بالمدرسة الصوا 
نسبة إلی المرأۃ الھندیة التي تبرعت بیناٹھاء واسمھا صولت النساء؛ وبقي! 
العالم رحمة اللہ الکیرانوي مدیراً ومدرّساً فیھا إلی وفاته في ۲٢‏ من شهر 
رمضان ۱۳۰۸ھ. وقد زار الملك عید المزیز آل سعود رحمه الله ھذہ المدرسة 
في ۸٢/٦/١٤٣٣٥ھ.‏ وتفقد فصولھا وبنایاتھاء وآئنی علی القائمین علیھاء 
وما زالت هذہ المدرسة قائمة بدورھا العلمي في مکة المکرمة إلی الّن۔ 
(مقدمة التحقیق لکتاب (إظھار الحق)ء ص٢۲ء‏ ط: الرٹاسة العامة لإدارات 
البحوث العلمیة۔الریاض)۔ 





















٠ 





ھؤلاء الأساتذة وأشالھم؛ رحمھم اللہ واستفاد من علومھم وخدمتھم 
وصجبتھم؛ ولم یکن لە طوال دراستہ أي شغل غیر دراسة کتبه وخدمة أساتذتہ 
ومشایخہ؛ وکان لە في دیوبند عدة أقارب کثیراً ما کانوا جُھون إليه الدعوۃ 
لتناول الطعام عندھمء ولکنە کان یعتذر إلیھمء ہأنە لم یدخل ھفہ البلدۃ إلا 


للتعلّم والدراسة؛ فلم یذمب إلیھم مدة خمس سنوات إلی أن ضرغ من 
00 





دراستہ۷ 


)١(‏ مقدمة إعلاہ السنن:۹/۱۰۔ 


الفصل الٹالٹ 
تفوقه العلمي ونشاطاته الدعویة ایام الدراسة 


کان التھانوي رحمه الله قد أکرمه الله تعالی من المواہب والصلاحیات 
التي جعلتہ یتفوق علی أفرانه وزملانہ في کل فن من الفنونء فقد وہب اللہ 
تعالی لساناً طلقاء واسلوباً رشیقاء وملکة قویةء وبراعة منقطعة النظیر في 
مجال الخطابة والمنا: وقد أحسن رحمہ اللہ في استخدام ھذہ المواھب 
الربانیة في الدفاع عن حیاض الشریعة الغزاءہ الب عن شریعة الله الخالدة: 
ودَحْفٍ قوی الباطلء واستٹصال جذور البدع والمنکرات التي سادت المجتمع 
ٹر 

فکان من عادتہ رحمه اللہ أن یشارك ۔آیام دراسته في جامعة دیوبند -في 
المناظرات مع ممثّّي المذاہب الآخری؛ وکان النصاری والیھود أیام دراستہ 
في دیوبند قد نشروا بعثاتھم التبشیریة في جمیع أنحاء الھندہ وکانوا بھّدون 
المسلمینء ویدعونھم إلی المناظرۃ والمباعلةء فکان رحم الله إذا وجد فرصة 
ذھب إلیھم وناظرھمء وتغلّب علیھم ببالغ حجّة وناصع بیاؤء وندرۃ استدلالِ؛ 
وقوۃ برھان؛ حتی اشتھر بین الطلبة والعامة بقوۃ المناظرةء وملکة الخطابةء 
ولکن ھذا کله کان زمن دراسته بجامعة دیوبندء وأما بعد أن صار شیخاً محنکاًء 
فکان أبعد الناس عن المناظرۃ والجدل؛ لِما کان یری أن أمثال هذہ المناظرات 














٤ 


والمجادلات الکلامیة یعوزھا الإخلاص: وینقصھا الصدق؛ وقلَما تُجدي في 
جذب الناس إلی الھدایة والرشاد۔ 

یقول رحمہ اللہ: أنا الیوم آکرہ ھذہ المناظرات والمجادلات الکلامیة؛ 
وأبتعد عنھا بقدر ما کنت آحبھا وأشتاق لھا أیام دراستي؛ وذلك لما یترتب 
علیھا الیوم من المضارٌ وتضییع الوقت: والمجادلة بالباطل: والانحیاز عن 
الحق؛ وعدم الاستسلام لہ۷ کما أن 
الیوم ویبیّن ما فیھا من أنواع الفسادء ومناظرات السلف الصالح وما فیھا من 
قصص رائعة من الإذعان للحق والائقیاد لەء وعدم الانحیاز علہء والإخلاص 
والصدق والأمانة. 





حمه اللہ کان یقارن بین مناظرات 





المفخرۃ العلمیة: 

عقدت حفلة تخریج الطلاب٠‏ وتوزیع الشھادات والعمائم علی الطلاب 
المتخرجین من دار العلوم دیوبند سنة ألف وثلائمثة للھجرۃ الموافق عام ألف 
رٹ للمیلاں واجتمع فیھا کبار الأساتذ: لتکریم نخبة 
ممتا من العلماء الذین اکملوا دراستھم الدینیة والشرعیة في ھذہ الدار 
المبارکة۔أکبر مرکز للعلوم الدینیة وجامعة علمیة مکتظة بأولي العلم وأاصحاب 
الفضل والمعرفة والتقوی؛ وِمَنْھلاً عذباً من مناھل العلم والدین ‏ ولما حان 
وقت التکریمء إذا بالشیخ التھانوي رحمه اللہ ومعہ بعض أصحابه وعدد من 





وثمانمٹة وائئ 








)١(‏ اشرف السوائج:۴۲/۱۔ 


زملائہ یأتون إلی الشیخ العلأمة محمد یعقوب النانوتوي رحمہ اللہ - وکان 
یومٹذ رئیس المدرّسین ۔ ویقولون: ہإننا سمعنا أن المدرسة ستمنحنا شھادۃة 
الفراغ من العلوم؛ وتضع علی رؤوسنا العمائم؛ ولکنّ الحقیقة أننا لا نستطیع 
أن نحمل أعباء ھذہ الشھادةء ولا نستحق ھذا التکریمء ونخشی أن یکون ذلك 
سیآ في إساءۃ الظن بالمدرسة أَنھاتُخرّج أمثالناء الذین لا یحملون في جعبتھم 
الشيء الکثیر من العلم والمعرفة والاطلاع٤ء‏ فلما سمع الشیخ النانوتوي رحمه 
اللہ ذلك إلیھم قاثلاً: إنکم تشعرون بھذا الشعور لأنکم تعیشون ہین 
أحضان الأساتلة البارعین الماھرین؛ حیث لا ترون لأنفسکم أي قیمةء ولا 
تزنون لھا وزناء وتحسبون أنکم لستم بشيء أمام ھؤلاء؛ ولکنکم إذا خرجتم 
من رحاب ھذہ الدار: وواجھتم العالم الخارجي عیاناء فستعرفون قدرکم؛ 
وستبین لکم قیمتکم في نظر الآخرین؛ وأینما کنتم وحیثما ذھبتم ستکون 
مکاننکم عالیة ودرجتکم سامیةء ورایتکم خفاقةء فکونوا ۔ أنتم البارزین 
علی مسرح العلم والثقافة۔نجوماً وکواکب إن شاء الله تعالی۷(٢‏ 














یقول الشیخ تقي العثماني حفظہ الله: ‏ وصدق قوله رحمہ اللہ حتی 
صار حکيم الأمة التھانوي قدس سرّہہ أكبرَ مرجع للعلماء والعامةء وأعظم 
مرکز للعلم والدین؛ وقد شھد العلماء في ذلك الوقت بأنه وحید عصرہ في, 
العلم والتقوی؛ لا یجاری فیه ولا بیاری؛'٢٠‏ 


٣٥۔٣٣/١:حئاوسلا شرف‎ )١( 
۹/۱ مقدمة إعلاء السٹن:‎ )( 


وفعلاً تمثلت ھذہ الشھادۃ فیما قالء سماحة العلأمة الشیخ أبو الحسن 
علي الحسني الندوي: ہوکان لأحد آبناء دار العلوم دیوبند وھو الشیخ أشرف 
علي التھانوي سَھُمٌ کبیر في نشر العقیدۃ الصحیحة؛ وإصلاح النفوس٭ 
وتھذیب الأخلاقء والدعوۃ إلی لله: وقد عمل وحدہ عمل مجمع علمي کبیر؛ 
ولف کتباء ورسائل تربو علی ثمانمئةء وقد انتشرت انتشارًکبیراء وألّرت في 
المجتمع الھندي الإسلامي تائیراعظیمآ؟۱۷9. 








احترامه الشیوخ وتوقیرہ إیاهم: 

لقد آکرم الله تعالی العلاّمة التھانوي بالشیوخ والاساتذۃ الذین کان کل 
واحد منھم مثالاً رائعاً لعلماء السلف في البحث والتحقیق والات ان والعمق؛ 
آمثال الغزالي والرازيء وکان بتعتع بعنایتھم الفائقة واہتمامھم البالغ ؛ 
وتوجیھاتھم الرشیدۃء وحبھم الخالصء دون الطلاب الآخرین+ وکذلك ھو 
کان یحمل في قلبه أسمی معاني الحب والتقدیرء والاحترام لھم؛ بل کان 
یعشقھم إذاصخ التعیر. 

یقول رحمه اللہ: ٢إنّي‏ لم أبذل جھداً ملموساًفي الدراسة والتعلم؛ ولم 
أصرف کبیر جھد واجتھاد في هذا المجال وإن کل ما رزقني الله تعالی 
وأکرمني بە ہو من فضلہ تعالی عليء ٹم بفضل دعوات ھؤلاء الشیوخ الکرام؛ 
وحبّھم لي : وعنایتھم المبارکة بيی+ وخُسن افضالھم علي: والحمد ل آنا 





)١(‏ الدعوۃ الإسلامیة في الھند وتطوراتھاء ص۳۲۔ 
٤‏ 


استطیع ان اقول: إني لم أُفضب احداً منھم ولو للحظة واحدة وإن قلبيی 
ما زال ولا یزال عامرابحبّ ھؤلاء السادۃ الکبار والشیوخ العظامء ویحمل في 
طیّاته آسمی معاني التقدیر والتوقیر لھم دائماً وآبداً؟۔ 

وکان من عادتہ رحمە اللہ أنه کان دائماً یتحدث أمام تلامیذہ عن سیر 
شیوخہ وتراجمھم؛ وروائع القصص عن علومھم؛ وأحوالھم؛ والمواتفہ 
المشرقة من حیاتھم ونماذج حیة من تحقیقاتھم العجیبة والنادرة: ودروسھم 
القیِمة الٹمینة۔ 

وذلك بأسلوب جذّاب ورشیق؛ یستلفت نظر المستمعین؛ ویخلب 
قلوب الدارسین؛ ویجدد أمام أعینھم ذکریات السلف الصالح بکل رقة 
ولطافةء وغالبا ما کان یتمشل بشعر جریر بعد ذکر مناقبھم وفضائلھم : 


اوشككَ آبىائشي فجشي بمثلھم إذاجَ 


ویٹیِن للمستمع بعد سماع تلك المناقب والفضائل أَنٗ اللہ سبحانھ 
وتعالی قد أودع فیە جمیع ھذہ الصفات والمناقب''٤ء‏ کما قال الشاعر : 





لیسست علےی ال پلک ان يَجْنَم المَالمٌ ني وَاسدِ 


٭ھ٭ 


() اشرف السوائح: ۳۷/۱۔۳۸ 


لی 


الفصل الرابع 


خصائصه وممیزاته البارزۃ 


الذاکرۃ القویة النادرۃ والذکاء الباھر: 

کان رحمه الله تعالی آیة باھرۃ في الذکاء المتوقدء والذھن الأتٌاذء 
والذاکرۃ القویة النادرۃء وقد غُرف رحمە اللہ بھذہ الصفات العظیمة بین زملائہ 
وأقرانەء وکانت المسائل العلمیة والآراء الدقیقة منقٌَحة وواضحة وتامّة لديه؛ 
ولذلك نجدہ سریعاً في الإجابة علی الأسئلة التي تُوجّه إليه٭ وکانت لە ملکة 
خاصة في التقاط المواد العلمیة من الکتب الضخخمة والمباحث المعقّد: وترتیبھا 
علی أحسن المناھج وأحدث الأسالیب: ثم إلقاٹھا بطریقة وافیة وشافیة دون 
زیادة أو نقصان. 














ولمَا عقدت حفلة التخریج بجامعة دار العلوم دیوبند في عام ١٣٣٣ھ‏ 
وحضرھا العلأمة الشیخ رشید أحمد الکنکوھي'" رحمه اللہ لتوزیع 





0۱0 هو الشیخ الإمام العلاآمة المحدّث رشید آحمد بن ھدایة آحمد بن بيربَخٌش بن 
غلام حسن الحنفي الکنکوھي؛ أحد العلماء المحققین؛ والفضلاء المد: 
لم یکن مثلہ في زمانه في الصدق والعفاف والتوکل والثقة والشھامة والاقدام 
علی المخاطرء والصلابة في الدینء ولد رحمہ اللہ في ذي العقدة سنة أربع<× 








۷ 





وآریعین ومتین وآلف للھجرۃء قبل وقعة (بالاکوت) المشھورة في تاریخ 
الجھاد الإسلامي بالھند بسنتین في قریة (کنکوہ)؛ وھي قریة عُرفت منذ قدیم 
بموطن العارقین الکیا: ومواد المقام من رجا لتارخ؛ وتصل نبہ بسیدنا 
آبي آیوب الأنصاري رضي اللہ عنہہ تولّي أبوہ وھو صغیر لم یتجاوز السابعة 
من عمرہہ؛ فتولٰی تربیتہ وتعلیمه جڈہ بیربخش ٠‏ ای 
نجیبا؛ مرھف الشعورء ذکي الفؤاد نافذ البصیرة؛ قرأ مبادئ اللغة العربیة 
علی الشیخ محمد بخش الرامفوري؛ ئم توجّھ إلی دھلي وقرأً الحدیث 
الشریف علی الشیخ عبد الغني بن أبي سعید؛ فضرب بسهم وافر في هذا الف 
حتی برع وفاق أقرانہ في المعقول والمنقول+ والتف حولە طلبة العلم لیآخذوا 
منہ ھذا العلمء سافر إلی الحجاز فلقي الشیخ إمداد الله المھاجر المکیٌ هناكء 
وحج حجة الإسلام؛ ثم رجع إلی الھندہ ثم سافر إلی الحجاز عدة مرات مع 
نخبة من العلماء والشیوخ؛ کان آیة باھرة في التقوی واتباع السنة النبویةء 
والعمل بالعزیمة والاستقامة علی الشریعة ورفض البدع ومحدثات الأمور 
ومحارہتھا بکل طریقء وقد رزقہ اللہ من التلامیذ والخلفاء ما یندر وجود 
آمنالھم في ہذا العصر في الاستقامة علی الدین واتباع الشریعة الغرّاءء ونشر 
العلم النافع؛ وإحیاء السٹن؛ وإصلاح المسلمین؛ له مصنفات قیِمة متھاا 

(تصفیة القلوب)ء (إمداد السلوك)ء (ھدایة الشیعة)ء لزبدة المناسك)+ 
(ھدایة المعتدي)ء (سبیل الرشاد)ء وقد جمع تلمیذہ النجیب الشیخ محمد 
یحبی بن إسماعیل الکاندھلوي ما آفاد بہ في درسه لجامع الترمذي وطبع باسم 
(الکوکب الدرٌي) وما آفادہ في درس (الجامع الصحیح) للبخاري؛ ونشرہ ابنە 
الشیخ محمد زکریا الکاندھلوي مع تعلیقاتہ؛ وستّاہ (لامع الدراري) تونّي 
رحمہ اللہ یوم الجمعة في جمادی الآخرۃ سنة ۳٣۱۳ھ‏ (نزھة الخواطر:< 























۸ 


الشھادات والعمائم بین الطلابء جااعقع جح رصاق رف 
یمدح الشیخ الٹھانويء ویذکر ذکاءہ وذاکرتہ وتباہتہ؛ فلم یلبث العلاسة 

الکنکوھي إِلا آن وجّه بعض الاسئلة الصعبةإلی لتھانري یختبرہ نیھاء فاجاب 
علیھا الشیخ التھانوي باجوبة 
رحمہ الله کثراء وکذلك قعل الملامة الشیخ السید أحمد الدھلوی رحمەالل٠‏ 
الذي بلغ الذروۃ في العلوم العقلیةء وکان قد نبغ في العلوم الریاضیة بمجرد 
المطالعة والجھد الخاص دون أن یدرسھا عند آستاذء إنه جاء وہدا یختبر 
الشیخ التھانويء وطلب منە ان یوضح معنی بیت شعر من کتاب (سکندرنامہ) 
فشرحہ لە الشیخ التھانري شرحاً مفضّلاًء وذکر لە عدة تفسیرات؛ ففرح بە 
الشیخ الدھلوي فرحاًکثیراء وأعجب بەء ودعا لە بالبرکةء وأئنی عليه. وھذاإن 
دلَ علی شيء فإنما يدلَ علی ذکائہ المفٰرط ؛ وقریحتہ الوفا 

















وذھنء الأحَاذ 


ضبط الأوقات وحسن توزیعھا: 

انطلاقاً من مبدآ (الوقت هو الحیاۃ فلا تقتلوہ) و(الوقت کالسیف إن لم 
تقطعہ یفطعك) مشی العلامة التھانوي رحمہ الله في حیاتہء فکان من الذین 
یحافظون علی کل لحظة من لحظات الحیاۃ وکل ثانیىة من ٹوانیھا محافظۃ 
دقیقةء لا یغادر مٹھا دقیقة ولا ثانیة إلا أحصاھاء واستععغلّھا اصالح الإسلام 
والمسلمین؛ وکان رحمہ الله مثالاً فی ضبط الأوقات وحسن توزیعھا بین الله 


۸ء عقال الدکتور سعید الأعظمي الندوي في جریدۃ الداعي عدد 
جمادی الأولی ١٤٠٤٦ھ).‏ 


۹ 


وہین العباد وبین شؤونە الشخصیة والعا: 
اضطراراً۔ 

یقول الشیخ عزیز الحسن مجذوب رحم اللہ (وھو من أھم الملازمین 
للشیخ وکبار خلفائہ): (إنَّ من أھم خصائص ال یخ التھانوي رحمے اللہ 
وممیزاته أنه ما کان یضیّع شیئأمن أوقانہ وإِنّما کان یحاسپ کل دقیقة ولحظة 
من حیاته محاسبة دقیقةء ویعتبرھا آغلی وأئمن ما رزقہ اللہ تعالی من النعم في 
ھذہ الحیاۃ الفانیة وهذہ المیزۃ ما زالت موجودۃ في حیاته منذ صباہ إلی الاّن+ 
الأمر الذي ساعدہ المھِمّات الصعبة؛ وإنجاز الأعمال الکبیرة الھامة 
في وقت قصیر + وکان بفضل الله تعالی وعونہ؛ ٹم بفضل ضبط الأوقات خسن 
استخدامھاء استطاع رحمە الله وحدہ أن یخلّف وراءہ مآثر علمیة حالدة ومکتبة 

ة کبیرۃ ثریةء قد لا یسع لمجمّعات علمیة أن تقوم بھاء إلا أن الله سبحانه 
وتعالی قد بارك في أوقاته وأعماله حتی آصبح أکثر الناس تألیفاً في عصرہ 

وھا هو شیخه واستاذہ العلاأمة محمود حسن الدیوبندي المعروف بشیخ 
الھند قد زارہ مرۃ من المرات ونزل عندہ ضیفاء فأکرمہ الشیخ التھانوي قدر ما 
یستطیعء ووفّر لە کل ما یحتاجہ شیخە من وسائل الراحةء ولما حان وقت 
تألیفه وموعد تصنیفہ حسب جدولہ الخاص المبرمج في حیاتہء ذھب إلی 
شیخه یستأذنہ مراعیاً في ذلك کل معاني الاحترام وغایة ال التوقیرء وقال: سیّدي 
وأستاڈي! عندي بعض الأعمال العلمیة أقوم بھا في مثل ھذا الوقت فلو أذنت 
لي؟ فاذن لە الأستاذ الکریم بکل سرور ورحابة صدر قاثلاً: اغتنم هذہ الفرصة 
العي وھبك الله إیاھاء فذھب التھانوي رحمہ اللہ لینجز ما کان یرید إنجازہ حتی 





٭ لا یخلٌ بھا ولا یستٹتي مٹھا إلا 























0٠ 


لا یحرم من البرکات بسبب الغیاب۲۷(۷ 
وھا ہو العلأمة عبد الحي الحسني''' رحمه الله یصوّر لٹا کیفیة ضبط 
آوقاته تصویراً دقیقاً ورائعا فیقول رحمہ اللہ: ہوکانت اوقاته مضبوطة 


() اشرف السوائح: ۰/۱٥۔۳۱‏ 

)٢(‏ و الشریف العلامة عبد الحي بن فخر الدین الحسني رحمہ اللش؛ والد سماحة 
العلأمة الشیخ أبي الحسن علي الحسني الندوي؛ ولد لثماني عشرۃ ةخلودمن 
شھر رمضان سنة ست وثمانین ومنتین وآلف في زاویة السید عَلَماللہ٠‏ علی 
بعد میل من بلدة (راي بریلي) من أعمال لکنو (الھند)ء قرأً الکتب الدراسیة 
من الصرف والنحو والفقہ والأصول والتفسیر والمعقولات علی آشھر علماء 
لکنوء ثم سافر إلی بھوفال وھي إذ ذاك محط رحال العلماء والطلیةء وقرأ 
الحدیث علی العلامة المحدثِ الشیخ حسین بن محسن الأنصاري الیماني+ 
کان رحمہ الله حریصاً علی إصلاح المسلمین وتفعھم؛ ناصحا لھم؛ وکان 
یتالم کثیرا مما یری من اضطراب حَبْل المسلمینە توق کلمتھم؛ وانشقاق 
عصاہمء وذھاب رِیحھم؛ وکان رحمہ الله هو المعتمد في أمور ندوۃ العلماء 
من اول الأمر؛ وعلیہ المُعوّل فیھاء وحاز ثقة اصحابہء فجعلوہ ناظماً لھا 
ومدیراً لشؤونھاء کان متضلعا من العلوم؛ راسخ القدم في آداب اللغة العربیة 
والفارسیة والأردیة وکان شاعراً مُجیداً. بارعا في الفقه والحدیث والتفسیر 
والشیر والتاریخء لم یکن لە نظیر في العلم باحوال الھند ورجالھا في عھد 
الدولة الإسلامیة من أھم مؤلفاتہ (نزھة الخواطر وبھجة المسامع والتواظر) 
قي شراجم أعیان الھند ومآثرھم؛ (معارف العوارف في أنواع العلوم 
والمعارف) (جئة المشرق ومطلع النور الثشرق) في التاریخ الإسلامي؛ 
(تلخیص الأخبار) (کتاب الغناء) (القانون في انتفاع المرتھن بالمرھون). 
مقدمة نزهة الخواطر۔ 














٥١ 


منظمةء لا یُخل بھاء ولا یسنٹني فیھاء إلا في حالات اضطراریةء وکان إذا 
انصرف من صلاة الصبح اشتغل بذات نفسە عاکفاً علی الکتابة والتالیف؛ 
منفرداًعن الناس؛ لا بطمع فیە طامع إلی أن یتخڈی ویقیل ویصلي الظھرہ فإذا 
صلی الظھر جلس للناس یکتب الردود علی الرسائل؛ ویقرأً بعضھا للناس * 
ویتحدث إلیھم؛ ویُژنَسہم بنکتہ ولطائفہء وکان حديل نزهة للأذھان: وفاکھة 
للجلساءء بحیث لا یملّون ولا یضیقون؛ فإذا صلّی العصر انفرد عن الناس> 
واشتغل بیتہ إلی أن یصلّی العشاءء فلا یطمع فیە طامع ۷ ٴ 

ویجدر بنا بھذہ المناسبة أن نتحف القراء الکرام ہما شھد بە العلمة 
الأدیب والمفشر الأریب عبد الماجد الدریابادیء یقول رحمه اللہ: ×لقد 
عایشتہ (أي: التھانوي) في شتی الظروف؛ ومختلف الأوضاع؛ وقرّت عبناي 
یة محیّاہ في زمن الصحة والمرض: والقوة والضعف: والفرح والحزن٭ 
فأشھد ہما رأ, بام عیني؛ وشاعدتہ بقلبي وقالبيء کان رحمہ الله منعدم النظیر 























غیرہ من عباد اللہ الصالحین وأولیائہ المتقین؛ فنجد معظمھم یقعون 
فریسة الإفراط والتفریط نری فلاناً عظم شأنہء وعلت منزلتہ في الجانب: 
الفلاني وھو شُينلٌّ ومقضّر في الصفة الأخری؛ والجانب الآخر؛ وھکذا الثانی 
والثالٹء آما الازان الکامل والاعتدال المناسب فھو من صفات الأنبیاء علیھم 
السلام وقد رأینا رؤیة العین هذہ الصفات العالیة في حیاۃ التھانويی 








۔۰۸۔١۷/۸ :نزھة الخواطر:‎ )١( 


٢ 


رحمہ الل؛ فکلٌ عمل في وقته ومیعادہ؛ کل شيء في مکانہ؛ الأکل والشرب+ 
المشي والوقوف: القیام والجلوس؛ وکل ذلك مع المراعاۃ التامة للاّداب 
العالیة والضوابط الثابتةء کل حدیث لە ھدف المتوخًی وغایتہ المنشودۃء 
کأنہ لا پعرف التحدث بدون ھدفء لم أرٌ لە مثیلاً ولا نظیرا في التغلّبِ علی 
لسانہ بین معاصریہ وأقرانه وزمرۃ العلماء الآخرین؛ کان عدیم الاهتمام بتلكہ 
الأوراد والوظائف التي تسود زوایا الآخرینء یتجتّبُ الرسوم والعادات الشائعة 
بین العامةء ویحترزٌٴعن التکلّفات والمظاھر؛ لا یھمە إلا شغلهء بعیداً کل 





البعد عن إحراج الآخرین؛ مسرعافي خدمة العباد: مبادراًإلی عمل الخیرات 





باهتمام بالغ وا ناء ہیر هذہ هي الصفات العالیة والأخلاق الحسنةء 
والآداب الفاضلة التي قرّت بھا عیني وثلج صدري؛ وبرد قلبي في المجالس 
الأشرفیةہ. 


وأضاف رحمہ اللہ قاثلاً: ٭لقد رأیت الکثیرین من عباد الله الصالحین 
والنقیت بھم في حیاتي؛ وسمعت أخبار الکثیرین الآخرین عن کثب؛ وعرفتِ 
أحوالھم بکل تفصیل فوجدت منھم المبّاد والزهّاد والمتصوفة والنسّاكء 
آصحاب الزوایا وأھل الکشوف والکرامات: ومما لا شك فیە أن فیھم من عباد 
الله الصالحین والمصطفین الأخیار المقربین الأبرار* ولکن لم تر عیني مصلحاً 
ومریاً ومعلّماً کریعا مثل الشیخ التھانوي؛ ولا سمعت أذناي عمن یعادله في 
ھذہ الأوصاف الکریمةا۶۔ 








۔۱٦-۱١ص المعاصرونء‎ )١( 


حبّه للسنة وکراهیته للبدع: 

قُطر العلاأمة التھانوي رحمہ اللہ علی حبٍ ا ئة وکراهیة البدعء فکان 
حبّ السنة وأھلھا قلبهء وکراھیة البدعة وأھلھا متأصلة في نفسهہ+ 
وذلك منذ نشتہ وقراءتہ لکتب الشریعة ومبادئ الدینء ویتجلی لنا هذا الواق 
في ضوء عمدد من مؤلفاتہ رحمہ اللہ التي ألٹھا خاصة في ارد علی البدع 
والخرافات: ودحض الاأباطیل والخرافات: وقمع الطقوس والتقالید الجاحلیة 
التي ما آنزل الله بھا من سلطانء ومن تلك المؤلضات کتابہ القیِم المعروف 
المسمی بب(إصلاح الرسوم) وکذلك (تعلیم الدین) فقد جمع واستوعب فیھما 
مثل ھذہ الأمور وآرشد الناس فیھما إلی ما هو المحبوب المرضي عند اللہ 
الکریم قكٍ والسلف الصالحء کما أن ردّہ العملي علی 
الناس خیر دلیل علی ذلك 

ون الکتب المؤلفة في سیرتہ وترجمتہ غنیة بمثل هذہ المواقف المشرقة 
وروائع القصص الدالة علی ردّہ العملي علی البدع والعادات الجاعلیةء ومن 
ذلك ما حدث للشیخ في زیارته (للبنغال ا ) حیث بدا الناس یقبّلون رجله 
ویمسکونھاء فٹھی الناس عن ذلكء فلم یمتنعواء فإذا بە یفعل معھم ما کانوا 
یفعلون معہ فترکوا ذلكء وکفواعنه خجلین نادمین؛ ولم یعودوا لذلك مرۃ 
ثائیة قط وھکذا حدث في قریة (أعظم کراہ)ء حیث رأی الناس لا یدعون 
أحداً یمشي أمامہ أو ی قذامہء ولو تقڈم أحد ومر أمامه مصادفۃً أو بسیب: 
الزحمة جاء بعض الناس یزحفون وراء الشیخء فقضی الشیخ علی هذہ العادۃ 
الشائعةالناتجة من الغلو في التقدیس والتکریمء والإفراط في التوقیر والاحترام٠‏ 

ہ٤‎ 




















ونادی في الناس بصوت عالِ: ن الطریق لیس ملکي خاصةہ وإنما هو ملك 
الناس عامة؛ وحق‌للجمیع؛ فالکل سواسیة في استخدامہ والمشي عليه 

محاسن اخلاقہ: 

کان رحمه الله متحلیاً بمحاسن الأخلاق من الرقة واللینء والعفو 
والحلم؛ والوقار والرزانة: والتواضع والکسار اللفس؛ یقول الشیخ عزیز 
الحسن مجذوب؛: رحمه الله : ١کل‏ من رآہ بعین الإنصاف والعدل تبین لە هذا 
الواقع کالشمس في رابعة النھارء وھو ان ما یت یتمتع بە الشیخ التھانوي رحمہ اللہ 

من الرقة واللیونة والعفو والحلم فلما یوجد في آخرین؛ لکن صفاتھ ھذہ لا 

تظھر إلا في مواضع الحاجة؛ وعند اقتضاء المصلحة الدعویة والإصلاحیة 
إني حُرَفي ومزاجي لکني لا أستطیع أن آری أحدا- 
یصیيه الأذی؛ أویعاني من المصییة؛ وکلما أری إنساناًآصابہ 
نوع من الأذی؛ او شخصایعاني من المصائب والمشاکل آتعنی ان أشق لەعن 
قلبي وأشارکە في ہمہ وغمّہ٢۔‏ 

وکان رحم الله بقول: ٢إن‏ رأس الخلق الحسن وأساسه أن یھتمّ الرجل 
بان لا یتادّی منە احد وو الذي علّمنا النبي پل بقوله الجامع : ۸المسلم من 
سلمٌالمسلمون من لسانه ویدوا''ٴء وکل من تسیّب في إیذاء أحد فھو داخل في 








)١(‏ آخرجہ البخاری في صحیحہہ کتاب الإیمان (۱۰ء )١‏ وکتاب الرقاق 
(۸٦1)؛‏ ومسلم في صحیحہ کتاب الإیمان (٤٠ء‏ ٤١ء‏ ٤٣٥)؛‏ والترمذي في 
سئنہ؛ کتاب صفة القیامة (٢٤٥٥۲)؛‏ وکتاب الإیمان (۷٢٦۲)؛‏ وآبو داود في< 


۵٥ 


سوء الخلق؛ سواء کانت صورته صورۃ خدمة أم آدب وتعظیم مما یزعمه الناس 
حسن الخلقء لأن حقیقة الخلق الحسن هي إِراحة الغیر: وعي مقدمة علی 
الخدمةء فالخدمة بغیر الإراحة قشر ِ9۷ 





وسطیته واعتداله: 


کان من فضل الله تعالی علی الشیخ التھانري أن أکرمە بنعمة الوسطیة 
والاعتدالء وجتّے الإفراط والتفریط في کل شآن من شسزونہ؛ وعمل من 
آعمالہء فحیاتہ العامة وحیاته العلمیة والدعویة والإصلاحیة کالت متسمة 
بالتوازن والوسطیة والاعتدالء نراہ یضع کل شيء في محله: وینژزل کل شيء 
حسب درجتہ ومکانتہ: وقد تجلّت لنا میزتہ ھذہ في طریقة إصلاحہء ومٹھج 
تربیتہ؛ ومذھیه الفقھي؛ وفي العدد الکبیر من فتاواہ التي تحوبھا مجلدات 
کبار بکل جلاء ووضوح؛ فنجد افکارہ في غایة من الاتزان منطلقة من المبدا 
القرآني والربّاني في اتخاذ الوسطیة شعاراًودثار؟'' یقول الشیخ عزیز الحسن 
المجذوب رحمہ الله: اکان الشیخ التھانوي رحمہ اللہ ذا إلمام کبیر بالعلوم 
العقلیةء وقد وصل فبھا إلی درجة الشْبوغ؛ ودرس جُل ما اف فیھا من 











٭ .سنہ کتاب الجھاد (۸۱١۲)؛‏ والنسائي في سننہء کتاب الإیمان وشرائعہ 
(۱۹۹۰)ء )٦۹۹۸(‏ و 

)١(‏ مقتبس من کتابه (آداب المعاشرۃ) 

(۲) کما في قول الہاري سبحانہ وتعالی: ٭ 5 
ُھَهَحَل الگایں؟ [البقرۃ: ]١٤١‏ 





المؤلفات الکبیرۃ والصغیرۃء إلا أنە رغم ذلك کل کان يفضَل علیھاالمنقولات: 
ویکرہ الإعراض عن الکتاب والسنّةء والتولي عن مذھب أھل السنة أشذ 





الکراعیة؛ وکان یعتقد أن هذہ العلوم العقلیة بمثابة حدم للکتاب والسنةء وک 
مَن تامل في أقواله وأفعاله وتصانیفه وأعماله العلمیة بعین الإنصاف رأی ھذا 





الواقع بأم عینہء وأیقن أن منھجہ في قمع جذور البدع والخرافات؛ ودحضص 
الأباطیل ء وتفنیدشبھات الضالّین ء والرعلی الیِرق الضالّة والطوائف المنحرفة 
کان منھجاً وسطأء متصفاًبالاتزان والاعتدالء لا إفراط فیه ولا تفریط۷٭۶. 

ولم یکن فی كت فکري آو عصبیة مذھبیة أو جمود علمي؛ بل کا 

اسع النظر رحب الصدرء مُحبا للوسطیة في کل ٭ ولعل هذا هو الس 
افك آنه کان مُحبوباً لدی کافة الأوساط العلمیةء ونال قبول وإعجاب کل 
الطبقات من البشر . 

وکان لا یتعرض في مواعظە للمسائل الخلافیة فیما بین المسلمین؛ إلا إذا 
جاءت مسألة خلافیة في أثناء کلامہء فیشرحھا شرحا وافیابرفق ولطف وحکمۃ 
ونصیحةء لا بُفلظ فیه الکلام علی مخالفیەء ولا یبالغ في النشنیع علیھم؛ وإنما 
یتاگٌی بالانبیاء علیھم السلام في قول لین وموعظة حسنة والمجادلة بالتي ھي 





() اشرف السوائح:۱/٣۳۔٣۳۔‏ 
)٢(‏ مقدمة إعلاء السننء للشیخ تفي العثماني : ٤٤/١‏ بتعدیل یسیر 


۷ 


کان رحمه الله من أولٹك الذین انطلقت حیاتھم بمبدأ قول الرسول ق: 
*الکلمة الحكمهُ ضالَّة المؤمنء آنی وجدھا فھو أحؿُ بھا٥ء‏ فالبحث عن الحق 
والمجاعدۃ في ھذا السبیل ای کان وحیٹما کان دون النظر إلی المصدر والمنیع 
کان من أوصافه ا : وإن خُبَ العلم والعلماء کان قد رسخ في قلبه 
وخاطرہء وتجشم رحمہ اللہ في هذا السبیل مشاقّ کثیرۃً وقطع مسافات طویلة 
في الرحلة إلی کبار أصحاب الفن؛ وھا هو العلاأمة المحدث الشیخ نذیر حسین 
السلفي الدھلوي''' الذي کان من کبار علماء أھل الحدیث في عصرہ؛ قد 





)١(‏ عو الشیخ الإمام العالم الکبیر المحدّث العلامة نذیر حسین بن جواد علي 
الدھلوي؛ المتقّق علی جلالتہ ونبالتہ في العلم والحدیث؛ ولد سنة عشرین؛ 
وقیل : خمس وعشرین ومثتین ولف في(بیھار)ء ونشأ بھاء ٹم سافر إلی (عظیم 
آباد)ء وآدرك بھا السید الإمام الشھید أحمد بن عرفان الحسني البریلوي 
وصاحبیہ الشیخ إسماعیل بن عبد الغني الدھلويء والشیخ عبد الحي بن ھبة 
الله البرصانوي؛ فمل قلبه من الإیمان+ وغشیه نور المعرفة ٹم سافر إلی 
(دھلي)؛ وقرأ الکتب الدرسیة علی کبار علماء الفن في عصرہء ولازم دروس 
الشیخ المسند إسحاق بن محمد فضل العمري الدھلوي سبط الشیخ عبد 

بن ولي اللہ وکان لە ذوق عظیم في الفقه الحفي ٹم غلب عليه حب: 

القرآن والحدیث فترك اشتغالہ ہما سواھما إلا الفقہ؛ کان إماماً في الحدیث 

والقرآن؛ حسن العقیدة؛ کثیر الصلوات والتلاوۃ وا! 









لومة لائم ولم یکن لە خال بتالیۃ 
الحق) (واقعة الفتوی ودافعة البلوی) (ثبوت الحق الحقیق) (فلاح الولي باتباخ× 





۵۸ 


التقی بە الشیخ التھانوي عدة مرات؛ واستفاد من مجالسہ 

مذھبه في الفقہ: 

لقد درس العلامة الٹھانوي الفقه علی مذھب الإمام أبي حنیفة رحمه 
ال درس کتاب (الھدایة شرح بدایة المبتدي) للمرغیناني''' علی شیخ الھند 
ان میزته في هذا الجانب آنە لم یتشذھ 





العلاآمة محمود حسن الدیوبندي؛ | 
تشدّد المتأخرین؛ ولم یقع فریسة التقلید الأعمی الجامدء حتی لا ینحاز إلی 
شبرء ہل کان یختار من الأقوال ما یدعمه 





مذھب معین أو رأي محدّدء 


الدلیل: سواء کان في المذھب الحنفي آو في غیرہہ واعتناؤہ بالدلیل: وتعویله 


- النبي) (رسالة في إبطال عمل المولد)ء وأما الفتاوی التي شاعت في البلاد فلا 
تکاد تحصرء توفي رحمہ اللہ یوم الإثئین لمشر لیالِ مضينَ من شھر رجب سنة 
عشرین وثلائمثة وألف . (نزھة الخواطر : )٦۹۷/۸‏ 

)١(‏ هوعلي بن أبي بکر عبد الجلیل الفرغاني المرغیناني صاحب (الھدایة)ء کان 
]ماما نقبھاً حافظاً محڈٹاً مضٹرا جامعا للعلوم؛ ضابطاً للفنون: منقتاً محققاً 
نظارا مدققاً زاعداً ورعا بارعا اصولیاادیا شاعرآء لم تر العیون مثلہ في العلم 
والأدب: ولە الید الطولی في الخلافء والباع الممتد في المذھب؛ من 
تصائیفہ : (کتاب المتقی) في الفروع؛ و(نشر المڈھب)ء و(التجنیس والمزید) 
و(مناسك الحج) و(مختارات النوازل) و(کتاب في الفرائضش و(الھدایة کی 
شرح بدایة المبتدي)ء توفي سنة ثلاث وتسعین وخمسمئة. (انظر: الفوائد 
البھیة ص۰٣۲؛‏ مفتاح السعادة: /٢‏ ۴٦۲؛‏ تاج التراجم؛ ص١٦٦؛‏ کشف 
الظنون: ۲۲۷/۱؛ الأعلام: .)۲٦٦/٤‏ 




















۹ 


علی الحجج والبراھین معلوم ومعروف لدی الجمیع؛ وخیر دلیل علی ذلك 
کتاب (إعلاء السنن) الذي ألّفه الشیخ المحدّث الفقيه ظفر أحمد التھانوي 
رحمە اللہ علی ضوء ما آفادہ العلأأمة التھانوي رحمہ الله؛ وھو کتاب فرید من 
نوعه وسوف نتحدث عنە بالتفصیل إن شاء الله في باب (مآثرہ الخالدۃ) 

یقول الشیخ ظفر أحمد رحمہ الله : ایمتاز الشیخ التھانوي بوسطیته 


واعتدال في ھذا الجانبء واختیار التوشع؛ وعدم التضبیق في المسائل 
0 





. کما روي واشتھر عنە الإذن بالإفتاء وفق مذھب أحدِ من الائمة 
الأربعة في مسائل العقود والمعاملات؛ التي یوجد فیھا عموم البلوی ونوع 
سعة في بعض المذاہب؛ لثلا تضیق صدور عامّة المسلمین بھاء فیترکوا 
الشریعة راس؟'. 

ومن أراد التحقیق والتفصیل فلیراجع فتاواہ وشروحه للحدیث؛: وما 
کتب وآلف في الفقهء وخیر مثال علی ھذا الباب کتابە (الحیلة الناجزۃ للحلیلة 
العاجزۃ) فقد ألّفه رحمہ الله في شرح وبیان مسألة (زوجة المفقود) واختار فیھا 
قول الإمام مالك رحمہ الله ورجُحه نظراًلما فیە من السعة والرخصة للمرأة 
خلافاً لما ذھب إلیە الأحناف وغیرہمء وما اشترطوا فیە من الشروط الصعبة 
التي تژدي إلی إیقاعھا في الضیق والعسر ۔ 








)١(‏ انظر: تذکرۃ الظفر ص۱۷۲ 
() آداب الإفتاء والاستفتاءء ص٢٢۔٢۲ء‏ لمؤلفہ محمد زید المظاھري الندوي+ 
ط: إفادات اش رفیة باندةء الھند ١٤٢۱ھ‏ 





٠ 





یقول الشیخ عزیز الحسن مجذوب رحم اللہ: اکان قد وہب الله تعالی 
موہبة خاصة وأکرمه بمکانة سامیة مرموقة في مجال البحث والتحقیق؛ ھدفہ 
الأول والآخر وغایته المنشودة والمتوحًاۃ ھو الحصول علی الحق واتباع ما 
ثبت بالدلیل والسیر معہ حیثما سار۔ کان یتمتع بسعة النظر ورحابة الصدر 
خاصة في الفروع والجزثیات؛ وکان لا یدع الاختلاف فیھا۔بسبب الاختلاف 
في الاجتھاد۔یتجاوز الحدود الشرعیةء وکان دائماًیقول: ٥عمري‏ ما حملت 
شیا في قلبي تجاہ اي عالم أو صاحب فضل بسبب الاختلاف في الفروع 
الفقھیة والمسائل الاجتھادیةا'۶۔ 





حلمه وتواضعه: 

کانت حیاۃ العلامة التھانوي رحمہ اللہ مثالاً راعاً للتواضع والحلم؛ 
وتَجذُد ذکریات حیاۃ السلف الصالح في ھذا الباب؛ وکل من عاشرہ أو صحبهہ 
في سفرہ وحلَه وترحاله شاہد ذلك بأم عینهء ومن النماذج علی ذلك أنه کُّما 
عرضت عليه مسألة أو وُجُه إلیه سؤال حول معضلة علمیة أو إشکال علمي, 
سارع في استشارۃ تلامیذہ ومناقشتھم في الموضوعء وبعد الدراسة والبحث 
والتنقیح وعرض الأدلة کان یختار ما یراہ مناسبا وموافقاً لروح الشریعة 
والمصلحة العامةء 





کان من عادته رحمه الله أنە کلما احتاج إلی أن یکلم أحداًأویأ بامرلم 


( اشرف السوائح:۱۲۸/۱ 
01 


یطلبہ إليه ٘بدأء بل مشی إليه بنفسہء سواء کان تلمیذہ آو مسترشدہ آو من صغار 
آقاربہ؛ وکان بقول: اینبغي ان یذھب صاحب الحاجة إلی من یحتاجے لا 
العکس؛ حتی إن الطبیب الذي کان من آصحابہ ومحییه وخٔلٌص مسترشدیه 
وکان یتردّد إليه کثیرأء إذا احتاج إليه الشیخ رحمه الله کان یذھب إليە بنفسہ 
لکي یصف لہ الأدویةء ولا یدعه یحضر إلیە؛ مالم یتعڈز ذلك لمرض؛ وھکذا 
کانت الحال في الحّدَم الذین کانوا في بیتہء لا یامرھم بشيء باسلوب شدیدء 
ہل یراعي في ذلك احترامھم وأدبھم۲۸. 


الاهتمام البالغ بإصلاح الأمة والعنایة الفائقة بتربیة النفس: 


کان إصلاح الأمة والأخذ بھا إلی الطریق المستقیمء وإخراجھا من 





غوائل النفس وسفاسف الأمور إلی معالیھاء شغلَه الشاغل وهكّ الأول والآخر> 
کان توف الله عرٌ وجلٌ حلیفه دائمافي إنجاز ھذہ المھمة الصعبةء حتی نفع اللہ 
تعالی بە أقواماَء واھتدی بجھودہ الدعویة والإیمانیة أفواجٍ من الناس 

وکل من اطُلع علی نبذة من حیاته عرف أَنٗ الله سبحانہ وتعالی خلقه 
لتحقیق ھذا الغرض النبیل؛ وفعلاً قام بە الشیخ التھانوي رحم اللہ بکل ما أودع 
الله تعالی فیە من صلاحیات وما وفّر له من إمکانات+ وسخر کل الوسائل 
المتاحة لە في ہذا السبیلء متخناً شعارہ من الکلام الرباني لإن یڈ إِلّ 
ا :تَا تیب لِلَراه آھود: ۸۸]. 











اَلَْسْلحَءاا 





۱٥۷/۱ اشرف السوائح:‎ )١( 


٦٦ 


إن جھودہ رحمہ الله في هذا الباب تتناول کلا الجانبین ؛ الجانب العلمي 
والجانب العملي: 

آما من الجانب العلعي فیتجلّی لنا ھذا الجانب بکل وضوح وجلاء في 
مؤلفانہ ومواعظ ومذکّراتہ الیومیةء ولا سیّما کتابە العظیم الذائع الصیتِ 
(إصلاح انقلاب الأمة) الذي الّفه خصّیصاً في ھذا الموضوعء ویتحدث فیه 
عن .- الأحداث والمستجذّات التي تواجھھا ھذہ الأمة في دیٹھا وعقیدتھا 
وشریعتھاء وکیف یمکن معالجتھاء وما هي الطریقة الصحیحة لمداواۃ 
الأمراض والأسقام المزمنة التي وقعت الأمة فریستھاء هذا وسوف نتطرق إذ 
شاء الله لدراسة الکتاب بالتفصیل في باب (مآثرہ الخالدة) 

آما الجانب العملي فھناك آمور کثیرۃ اھتم بھا الشیخ رحمہ اللہ ورگز 
علبھا وأولاھاعنایة لتحقیق عدف الإصلاح ومن أھمھا: 








١۔الدعوۃ‏ 
٢۔القیام‏ برحلات دعویة إلی مختلف بقاع العالم 


۳۔ إحیاء فریضة المیراثء وتوزیعہ في أصحاب الحقوق؛ خاصة في 
صنف النساء. 

٤۔سةفتن‏ الارتداد۔ 

٥‏ ۔ فتح الکتاتیب والمدارس الأھلیة لتعلیم القرآن والحدیث والعقائد 
الصحیحة 


۳چ 


٦‏ صیانة الکتاتیب والمدارس من المقرّرات الدراسیة التي تناقض 
الشریعة الإسلامیة وتنافي تعالیم الدین الحنیف ۔ 





۷۔ الاهتمام بنعبین القضاۃ المسلمین لحل نزاعاتھم؛ والحسم في 
قضایاہم۔ 

۸۔الاعتناء البالغ بالدعوۃ والإرشادء ورڈ البدع والمنکرات الشائعة في 
المجتمعات۔ 

غنی النفس: 


لم یتطلع الشیخ التھانوي رحمہ اللہ قطٌ إلی حبّ المال وجمعہ؛ وبرغم 
توقّر کل الأسباب التي تجعل مثله یعیش عیشة ہنیئة رغیدة؛ وفي آنواع من 
التنعم والترف والرخاء کانت حیاته رحمہ الله حیاۃ زھد وعفاف وقناعةء 
استغنی عن الناس فأغناہ الله عنھم؛ ورزقه من لا یحتسب: وانته الدنیا 
وھي راغمة وقد کان من عادتہ رحمه اللہ أن لا یقبل ھدایا الولاۃ والأمراء 
والوزراءء وحیاته غنیة بقصص أولئك الأمراء الذین تقدموا لە بالھدایا القیّمة 
لکنە رفض أن یقبلھا قاثلاً: ہإن ھذہ الأموال ملك لبیت مال المسلمین؛ ولسٹُ 
ممن یجوڑڑلە الأخذ من بیت المال۲(8 











آما مدایا عامة الناس فکانت ھناك شروط خاصة إذا تحققت وتوفّرت؟ 
قبلھا الشیخ رحمہ الله ء وإلا فلاء وھذہ الشروط کانت من أجل التحقق من صدقِ 


() _ آشرف السوانح: ۱۰۷/۱ 


٦٤ 


الشخص المُھدي وإخلاصہ: وللتاکد من أن ھذہ الھدیة لا تتضرر بھا المصلحة 





الدینیة أو الدنیویةء وإذا استوفت الھدیة ھذہ الشروط کانت مقبولة وإلا فاا'“ 
حلیته وصفاتہ: 
کان الشیخ التھانوي رحمہ الله مشکلاً منور الشبیە مکلَلاً بنور الشیب> 





آبیضء مُضْرّبَ الحمرةء رَبعَةٌ من الرجالء حسن الئیاب في غیر إسراف 
وتجملء حلو المنطق؛ لطیف العشرة؛ فیه دعابة مع مھابة ووقارء وسکینة 
ورزائة کثیر المحفوظ: حسن الاستشھاد بالأبیاتء کثیر الإنشاد لأشعار 
المثنوي لمولانا جلال الدین الرومي”''ء في المواعظ والمجالس في محالھاء 
شدید العنای کثیر المحاسبة علی أداء الحقوق إلی آصحابھاء وإصلاح 
المعاملات مع الناسء لا بحتمل في ذلك تساهلاً وتغافل'٣ء‏ مقلاً من الکلام 





)١(‏ اشرف السوانح: ۲۷۹/۲ء۔ 

)٢(‏ و الشاعر المعروفء ولد في بلخ سنة ٦٤٦٠ھ‏ الموافق ۱۲۰۷ءء تلقی العلم 
علی آبیە ٹم علی العالم برھان الدین محقق الترمذي؛ وقد تحدث المؤرخون 
عن عظمته کصوفي؛ وقد وصفہ أحد أدباء فارس فقال: إِن قلبه الطاھر مخزن 
الأسرار الإللھیةء ومذعبە پھدي حیاری الجّل إلی الیقین+ من مؤلفاتہ (دیوان 
شمس تبریز) ہو یشتمل علی ما نظمه من الشمر الغزلي+ وکتاب (المثنوي) 
وقد نظمه بعد ذلك؛ والمثنوي المنظوم یقع في ستة مجلدات وعدد آیا: 
)۲٢(‏ ألف بیت: ویشتمل علی قصص وحکم وأمثال ومواعظ وتفسیر للقرآن 
الکریم؛ توفي رحمہ اللہ سنة ۷۲١ھ‏ السوافق ۱۲۷۳م (انظر: متاقب 
العارفین للافلاکي) 

(۳ نزعة الخواطر: ۰۸/۸ 








0 


کثیر الصمت؛ محباً للخلوۃء دائم الفکرةء کان شغل الشاغل ہو الاهتمام 
بإصلاح الأمة؛ والعنایة بھاء مدیم الاشتغال بالمطالعة والبحث:؛ سال القلم 
في التألیف والتصنیف:؛ سلس القریحة خطیباً مصقعاًء وواعظاً جلیلاًء کانتِ 
لمواعظ صولة وجولة؛ وکلمته مسموعة في الخاصة والعامة؛ واسع الاطلاعء 
عالي الکعب في العلوم الشرعیة؛ کثبر الاعتناء بأمور العقائد ومحاسن 
الأخلاق ۔ 





٦٦ 


الفصل الخامس 


استکمال التربیة والسلوك 
ومبایعته الشیخ إمداد الل المھاجر المکي والاستفادة منہ 





شھدت التجربة أنّ مجوّد غزارۃ العلم وسعة المطالعة لا تکفي في تربیة 
الإنسان ترپیة دینیة قویمة؛ وأنٗ إصلاح النفوس وتزكیة القلوب؛ وتقویم 
الملکات؛ وتعدیل الأخلاق لا یکادیحصل لرجل إلا أن یتاسی في حیاتہ باسوۃ 
رجل من رجال الله ویتمتع بملازمته وصحبته ویستفید من تعالیمەء ویجلب 
إلی نفضے تلك المواہب العالیةء وذلك المذاق السلیم الذي رِفَق ل ذلك 
سٌر اللہ سبحانہ وتعالی (الصراط المستقیم) بقولہ: لص 
۹ء إشارۃ إلی أن الصراط المستقیم: إنما هو صراط مشی 
عليه الذین أنعم اللہ علیھم من النیِین والصدڈیقین والشھداء والصالحین؛ 
وفشرہ النبي پل بقولہ: اما آناعليه واصحابی؛''ء وقال تعالی: وَأتَيع مل 














() جزء من حدیث طویل رواہ الترمذي في سننہ؛ باب ما جاہ في افتراق ھذہ 
الأہة رقم (٢١٦۲)ء‏ ونحوہ رواہ الحاکم في المستدرك: ۲۱۸/۱ء 
(0٤)ء‏ وکذلك المقدسي في الأحادیث المختارة: ۱۲۷۸/۷ (۲۷۳۳)؛ 
والطبراني في المعجم الصغیر: ۲۹/۲ (٢۷۲)؛‏ وفي الکبیر: ١۱٥٤/۸‏ 
(۹)۔ 


1 


تَق اتب (لفمان: ١]ء‏ وفال عر وج  :‏ باج ایک مامٹرا اکٹ الہ 
پیوا مع الیک 4 [التوبة: ۱۱۹]ء دلالة علی ان الصراط المستقیم 
یھتدی إلیه الرجل باتباع من ینیب إلی اللہ؛ وملازمة الصادقین 
ین تھذبت نفوسھمء واعتدلت عواطفھم النفسیة ولذلك استمزّت عادۃ 
العلماء منذ عصر الصحابة والتابعین؛ أنھم لا یکتفون بمجرد مطالعة الکتب 
وحفظ الأحادیث؛ وتلقي الدروس٠‏ وإنما یھتمّون کذلك بملازمة رجال اللہ 


7 


والاستفادة من صحبتھم وخدمتھم' 





قیمة الصحبة واھمیتھا: 
یقول الأستاذ الفیلسوف عبد الباري  :‏ لٹن کان مجرد العلم یکفي لعلوٌ 
مکانة الرجل؛ وتقزبہ لی اللہ ولإصلاح الناس+ وإکمال الدینء لما کان 
لاویڈیا مرو فا اسم مکان سامء ودرجة عالیة في الإسلام؛ 
) 1 لی من جاؤوا من بعدھم من کبار علماء الأمةء 











إِّ فضل الصحابة وجلالة أقدارھم علی من 
شبھة فیھاء وأمر لا جدال فيهء مھما بلغ المتأخرون من الفضل وغزارة العلم 
والشھرۃ في الفقه والحدیثء وإن کانوا اولیاء اللہ وأقطاب الدین؛ لیس الفرق 
بینھم إلا لان أولئك الصحابة ا نفوسھم في صحبة أعظم رجل؛ وأکمل 


ان بعدھم حقیقة لا 





۔)٦٥-‎ ۱٤/١ : من مقدمة الشیخ تقي العثماني لکتاب (اعلاء السٹن‎ )١( 


۸ 


إنسان في الوجود؛ فقیل لھم: صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام؛ وهذاسر 
عظمتھم وسمرٌھم الذي لا یضاھی؛''. 

وانطلاقاً من هذا المبدا لمّا کتل الشیخ التھانوي دراستہ هاج في قلبہ 
الحنین إلی لقاء شیخ العرب والعجم العارف بالله الشیخ إمداد الله المھاجر 
المکي رحمہ الل؛ فأَرّقَ جفونہء واستولی عليه الشوق والاضطراب ۔ 

التعریف بالشیخ إمداد الل المھاجر المكي: 

ہذاء وقبل أن نتحدّث بالتفصیل عن قصة لقائه بہ: وما تلاہ من الأحداثِ 
والوقائع نود أن نعرّف بالشیخ إمداد اللہ المھاجر المکي؛ ویحسن بنا في ھذہ 
المناسبة أن ننقل ماکتبە العلاَمة الشیخ عبد الحي الحسني؛ في ترجمته في کتابہ 
الشھیر (نزھة الخواطر)ء فإنه یصدق عليه وصف (ما قل ودل)؛ وقد جاء فیه 
باب کتب التراجمء وعُصا: کتب عنہ: 

ہالشیخ العارف الکبیر الأجلٌ إمداد الله بن محمد أمین العمري 
التھانوي؛ المھاجر إلی مکة المکرمة المبارکة؛ وکان من الاولیاء السالکین 
والعارفینء اتفقت الألسن علی الثناء عليهء والتعظیم لەہ وُلد یوم الإثنین 
لثمانِ بقَینٌ من صفر سنة ثلاث وثلا: 
أعمال سھارنفورہ وقر الرسالة الفارسیة علی الوجه المرسومء وفرأ (الحصن 





ومثتین بعد الألف (بنانوتة) قریة من 





)١(‏ بین التصوف والحیاۃء ص٤٤‏ - ٤٤ء‏ تعریب الشیخ الاستاذ محمد الرا, 
ہین ص تعریب الشیخ الراع 
الحسني الندوي 


٦۹ 


الحصین) علی مولانا قلندر بخش الجلال آبادي؛ وقرأ المثنوي المعنوي عليه 
أیضاء ثم سافر إلی (دھلي) ولازم الشیخ نصیر الدین الشافعي المجاھدء وأخذ 
عنه الطریقةء وبعد شھادتہ رجع إلی (تھانہ بھون) فأقام بھا زماناًء وفتح اللہ 
سبحانہ وتعالی عليه آبواب المعرفةء وجعلە من العلماء الراسخین في العلم؛ 
فتصدر لڑرشاد والتلقین بامرشیخہء وثار المسلمون وأھل البلادعلی الحکومة 





الإنکلیز سنة أربع وسبعین ومثتین وألف: وقامت جماعة من العلماء والصلحاء 
وأھل الغیرۃ من المسلمین في (سھارنفور) و(مظفر ناکر) فاعلنوا الحرب علی 


الإنکلیز: واختاروا الشیخ إمداد اللہ آمیراً لھم؛ واشتبك الفریقان في میدان 
(شاملي) قریة من أعمال (مظفر ناکر)؛ فقتل حافظ محمد ضامن شھیداء 
وانقلبت الدائرۃ علی المسلمین ورسخت آقدام الإنکلیز؛ واشتد بطشھم بکل 
من ام بالمشارکة في ہذہ الثورة وضاقت علی العلماء العاملین الغیاری 
الأرضء وضاق مجال العمل في الھندء وقضی بعض الرفقة مدۃ في الاختفاء 
والانزواء؛ ولجا بعضھم إلی الھجرۃ ومغادرۃ البلاد. 

ھجرنہ إلی مکة المکرمة: وآثر الشیخ إمداد الله الھجرۃ إلی مکة 
المکرمة: ودخل مکة سنة ست وسبعین ومثتین وألف؛ وألقی رحلە بالبلد 
الأمین؛ وکان أول إقامت علی (الصفا) ثم انتقل إلی (حارۃ الباب) حیث قضی 
حیاته ولقي ربه؛ وعاش آیاماً طویلة في عُْرٍ شدیدہ وفقرِ وفاقةء شآن الأولیاء 
الے رع اہصمج )اراس باقن اقالئن انع ان جی اھ 
بالفرج؛ وأبدل الیسر بالعسرہ وجاءته الدنیا راغمةء واشتغل بالمجامدات 
والعباداتء متوجھاً إلی اللہ بقلبه وقالبه؛ دائم الذکر والمراتبةء فائق القلب 








7: 


والباطن بالعلوم والأنوار؛ مع عضم للنفسء واطراح علی عتبة العبودیة* 
وتواضع للعبادہ وعلوٌ ھمةء وشھامة نفس؛ وإجلالِ للعلم والعلماء؛ وتعظیم 
للشریعة والسنّة السنیةء حتی غرس الله حبه في قلوب عبادہ وِعَطّف قلوب 
العلماء الکبار؛ والمشایخ الأجلاءء إلی الرجوع إليه؛ والاستفادة منەء وأ 
لب المعرفة والیقین من بلاد بعیدۃء وبارك الله ف 
آنوارھا في الاّفاق؛ ونفع الله بە خلائق لابُحصّون؛ أجلھمالشیخ قاسم؛ والشیخ 
رشید أحمد؛ ومولانا یعقوب؛ والمولوي أحمد حسن؛ والمولوي محمد 
حسینء والمولوي آشرف علي؛ وكلھم صارواشیوخاء وانتفع بھم خلق کثیر 

حلیته وصفاتہ: کان الشیخ إمداد الله مربوع القامة یمیل إلی الطول* 
نحیف الجسم؛ آسمر اللونء کبیر الھامةء واسع الجبینہ أَزجٌ الحاجبین؛ 
ن٭ حلو المنطق؛ ودوداء بشوشاء قلیل المنام؛ مُقِلاً من الطعام؛ 
الحب الإلٹھي؛ وأنحفتہ المجاھدات والریاضات؛ رحب الأناۃ؛ 
واسع القلب؛ جامعاً للأشتات: یلتقي علی حبه والاستفادة منە المختلفون في 
الأذواق والمشاربء متسامحامع الناس > متوسعاً في المسائل الجزئیةء 
والمذاہب الخلافیةء لا تعصب نیھا ولا یتشدّد؛ مولع بالمٹنوي المعنري> 
ائم الاشتغال بە تاملاً وتدریساً 








بیتە وطریقتہء فانتشر: 

















ء ینصح أصحابه بقراءتہ والتامل 





مؤلفائہ: لہ مصنفات لطیفةء کلھا في الحبْ الاللھي؛ والمعرفة 
والتصوّف؛ منھا: (ضیاء القلوب) بالفارسیةء (إرشاد المرشد)ء (حدیقة 
المعرفة)ء (تحفة العشاق)ء (الجھاد الأکبر)ء (غذاء الروح) کلھا باللغۃ 





2 


الأردیة؛ واکٹرھا في الشعر ۔ 


وفائہ: توفي رحمہ الله یوم الأربعاء ثاني عشر جمادی الآخرۃ سنة سبع 





عشرة وثلائمئة وألف بمکة المبارکةء ودفن بالمعلاۃ عند الشیخ رحمة الله" 
الکیرانوي؛٥۹.۔‏ 


صحبة ھذا الشیخ مسیرۃ 


0) 


0" 


ہذاء وقد قڈّر الله سبحانه وتعالی أن يكمّل الشیخ التھانوي رحمہ الله في 
التکمیل الباطني؛ ویستفید منه في مجال التزکیة 








و الشیخ الفاضل العلأمة رحمة اللہ بن خلیل اللہ بن نجیب اللہ العثماني 
الکیرانوي؛ کان من العلماء المبرزین في الکلام والمناظرۃء ولد في جمادی 
الأولی سنة ثلاث وثلائِ وألف؛ بکیرانہ قریة جامعة من أعمال 
(مظفر ناکر)ء ونشآ بھاء واشتغل بالعلم آیامافي بلدتہ: ٹم سافر إلی (دھلي)ء 
وقراً علی الشیخ عبد الرحمن الأعمی وشیخہ محمد حیاۃ؛ ولازمھما مدة 
طویلة حتی أتقٹھاء ودرس وأفتی؛ ولە ذکاء مفرط لم یکن في زمانه مثلہء وله 
المقالات الطویلة التي طال بینە وہین أعل عصرہ من علماء النصاری البحث 
فیھاء واضطر بسببه للخروج من الھند؛ فسار إلی الحجاز وأقام بمکة المکرمة ؛ 
حیث صلّف ھناك کتابہ الشھیر (إظھار الحق) بأمر السید أحمد زیني دحلان 
الشافعي المکي سنة ثمائین ومنتین وآلفء وآسس المدرسة الصُوْلتیة ماك 
وبارك الله فیھاء ونفع بھا خلقاً کثیراء ول مؤلفات آخری وأشھرها (إزالة 
الأوھام) (إزالة الشکوك)(إعجاز عیسوي)(اصح الأحادیث فی إبطال التثلیث) 
توفي لسبم بقينَ من رمضان سنة ثمان وثلاثمئة والف؛ فدفن بالمعلاۃ. (نزھة 
الخواطر :۸/٤٢۱ء‏ بالاختصار والعدیل الیسیر)۔ 

نزھة الخواطر: ۷۱/۸۔۷۳ء باختصار۔ 














۷۲ 


والإحسان والسلوك؛ حتی یصل فیە إلی درجة الإمامة والاجتھادء ویؤدي 
دورہ الکامل: وبسبب المواہب الإللھیةء وما أراد اللہ تعالی بە وقیّضه لە من 
إصلاح جذريء وانقلاب شامل؛ وینھض بھذہ المھمة العظیمة بکامل العدة 
والعشادہ والثقة والاعتماد؛ ویقوم بالأعمال التجدیدیة الإصلاحیة من نوع 
جدید؛ فیعید الطریقة إلی نصابھا تابعة طیّعة للشریعةء ویري الناس ویسمر بھم 
إلی المقامات الرفیعة؛ ومراتب الإحسان العالیة؛ وینقلسم من الوسائل. 
والأسباب إلی المقاصد والغایات۔ 








المبایعة: 


کان الشیخ التھانوي رحمہ الله ولوعاً بملازمة مشایخہء حریصاً علی 
خدمتھم؛ وبعد الفراغ من دراستہء بایع العارف المتبصّر الحاج إمداد اللہ 
المھاجر المكي؛ بیعة السلوك؛ ولازمه مدةء واستفاد من صججبتہ؛ علماً أن 
الشیخ التھانوي سبق وأنْ حصل لە شرف المبایعة من الشیخ إمداد اللہ 
بالمراسلةء وذلك أیام دراستہ في جامعة دار العلوم دیوبند في عام ۱۲۹۹ھ 
تسعة عشر عاماء فذھب بە والدہ إلی الحجاز للحج والزیارۃ 
سنة لف وثلائمئة للھجرة؛ فارتحل ف شوال وحج بیت اللہ؛ وزار روضة النبي 
ومکٹ عند شیخہ مد ٹم حج مرۃ ثانیة فی ١٣۳٣ھ‏ وبقي عند شیخہ 
مدة ستة اُشھر؛ ولازمہ ملازمة لا تفتر ولا تنقطع ؛ وبقو: استعدادہ وکمال عنایة 
الشیخ أآصبح في هذہ المدة الیسیرۃ کالمرآة تتجلّی فیھا سیرة شیخەء ونترقرق 
فیہ أخلاقہء حتی آصبح معروفا في دیارہ بعبادته وزھدہ وورعه وبحسن تعلیمه 









تس 


وتربیتہ فنظّف طریق التصوّف عن الخرافات المحدثةء والبدع الشنیعقء 
تجدیدا'۶. 





غادر الشیخ مکة المکرمة متوجھا إلی وطنہ الھندہ وعاد إلی (کانفور)+ 
یدرس ویرتي الطلاب؛ ویفید الناس بدروسه ومواعظه وتصانیفہ 

ثم استقال عن مدرسة کانفور في صفر ١٣۱۳ھ‏ وخلف فیھا تلمیلہ 
مولانا الشیخ محمد إسحاق البردواني ورجع إلی موطنہ (تھانہ بھون) ولزم 
زاویة شیخه ومرشدہ (الخانقاہ الإمدادي) لان شیخه الحاج إمداد الله المھاجر 
المکي کان قد آوصاہ بذلكء ثم لم یزل مقیماً بھذہ الزاویة إلی أن توفّاہ الله 
اظھر الله علی یدیه تلك الأعمال 
الدینیة العظام التي تعجز عنھا المجمّعات الکبیرۃ والمجالس العالمیة ٠‏ 


وھا هو الشیخ العلاًہ عبد الحي الحسني رحمہ اللہ یقص علینا 
ل: اثم سافر إلی الحجاز فحج وزارء وأخذ الطریقة عن 
الشیخ الکبیرء إمداد الله التھانوي المھاجر إلی مکة المکرمةء وصحبە زماناًء 
ٹم رجع إلی الھندہ ودرس مدة طویلة في مدرسة جامع العلوم بکانفور مع 
اشتغالە بالأذکار والأشغالء ثم ترك التدریس وسافر إلی أقطار الھند وراح إلی 
الحجاز 





تعالی في سنة ١٣۱۳ھ‏ وفي هذہ الزا 





قصة مبایعته 











انیة وصحب شیخه مدة ٹم عاد إلی الھند٤(٢"‏ 


)١(‏ سوف نتحدث بالتفصیل عن جھودہ رحمه اللہ الإصلاحیة والتجدیدیة في 
مجال التصوّف في الباب الرابع؛ ص۲۳۹ 
)٢(‏ نزھة الخواطر: ١۷/۸‏ 
۷ 


الخانقاہ الإمدادي: 

کان (الخانقاہ الإمدادي) دار تربیة فریدةۃفي منھجھافي العالم؛ تهذّب فیھا 
الأخلاق: وثتظّف فیھا الأفکارء وتَعلُم فیھا آداب الحیاۃ الفردیة والاجتماعیة؛ 
یجتمع فیھاالمسلمون من أنحاءالھندوأطراف فیھمالعلماء والمشایخ الکبار+ 
وفیھم الاطبّاء والمھندسونء وفیھم الموظفون والمدرسونء وفیھم أصحاب 
الزراعة والصناعة ورجال من جمیع مجالات الحیاۃء یأتون إليه ویسکنون 
عندہ فثرات طویلة ‏ وربما نکون معھم الزوجات والأولادء فیشرف الشیخ علی 
آحوالھم؛ ویعلّمھم الدینء ویدرّبھم علی الأخلاق الإسلامیة ویصف لھم 
طریق الحصول علیھاء ویمرّنھم علی آداب المعاشرۃء ویشرح لھم دقائقھاء 
ویلفت أنظارهم إلی أمراضهم النفسیةء ویبین لھم طریق التخلص متھا 

وکان لہذاالخا: ام محکم في کل شيءء لا بستطیع أحدأن یخالفہء 
وکان ھذا النظام نفسە مثالاً حا لداب المعاشرة الإسلامیةء یحضیّ المرہ علی 
أن ینظُم حیاتہء ویضبط آوقاتہء ویٔعنی باداء الحقوقء والاحتراز عن إیذاء 
الآخرینء حتی صارت ہذہ الزاویة مصنعاً کبیراً یصنع الرجال+ وتصاغ فیه 
الأاخلاق الحسنةء والاداب الصالحةء ولو شرحنا ھذہ الأخلاق والآداب التی 
کان یلتز مھا الشیخ ویدرّب علیھا غیرہ لطال بنا الکلام؛'٢‏ 

















سے 


)١(‏ مقدمة کتاب (إعلاء السنن) للشیخ تقي العثماني : ۱۸/۱۔ 
۷٥‏ 


الفصل السادس 
رحلته إلی الآخرۃ 
کر ایی آئی رت جو راغلی مت رق 
مما لا شكّ فیە أن البقاء للہ الملك الواحد القھّار؛ وھذہ هي الحقیقة التي 
ات وا وکل نفس حیة لھا بدایتھا وٹھایتھاء إلا ذات الباري 
وَالْوْكًو 4 [الرحمن: ۲٢‏ ۔- 





.]۷ 


وتصدیقاً لھذا الواقع الملموس؛ الذي کتبہ الله سبحانه وتعالی علی کل 
إنسانءجاء أوان رحلة ھذاالعبقري الفذٌءوالمصلح الکبیر؛ حکیم الأمة الشیخ 
التھانوي رحمه الہ إلی ربّہ العلي القدیرء في النصف الأول من لیلة الأریعاء؛ 
لست عشرة خلون من شھر رجب سنة اثنین وستین وثلاثمئة وألف؛ الموافق 
٠‏ یولیو ۔تموز عام ۳٣۱۹م‏ وھکذا آفل ذلك النجم الذي تالق ونوّر شب 
القارۃ الھندیة بأضواء العلم والمعرفةء وانوار الزھد والتقوی؛ والذي کانت 
بالمآثر الخالدةء والخدمات الجلیلةء وقد خلّف من ورائہ ترااً 
یا ٹرتا یجعلە حیا إلی ان یرٹ اللہ الأرض ومن علیھاء وکلما یُذکر ہذا 
العبقري یترحم عليه المسلمون عامةء وطَّلأب العلم الشرعي؛ والربون تحت 
إشرافہ: وفي ظله الوارف خاصةء وبذلك ترتفع درجاتە عند الله وتسمو 
مکانتہ عند الرفیق الأعلی إِن شاء الله تعالی ۔ 








۷٢ 


لقد طاب حا فطاب میتاء عاش صالحاً مصلحاًء ومات موتاً مغبوطاء 
عاش محبوباً مقبولاً ترضیاً لدی الخلق؛ ومات محبوباء تحنّ إليە الأفتدة* 
وتبارکە ید الرحمنء وندعو لە الألسنة والقلوب. 

مات رحمه اللہ وترك مسلمي شبە القارۃ الھندیة وشعوبھا باکیة بدموع 
دامیة؛ وخلّف من ورائہ ملایین الألسنة تدعو لە؛ وتذکرہ بالحب والمواساۃ 
والتامّفء وملایین الأکباد تکاد تتفطر من رحیل ھذا المرشد العظیم والمربي 
الربّاني الحکیمء الذي وقف حیاتہ کلّھا علی العمل علی استعادة مجد الأمة 
الإسلامیة الھندیةء واستردادعڑھا وکرامتھاء وماضیھا العُشرق الباھر ۔ 

ھذا وقد شیّعه جم غفی من المححّین؛ وکبار العلماء والصالحین+ 
وصلی علے ابن آخته العلمة المحدّث الکبیر الفاضل الشیخ ظفر أحمد 
العثماتي التھانويء ودفن في المقبرۃ التي وقفھا الشیخ رحمه الله بنفسه لدفن 
موتی المسلمین؛ في الجانب الشمالي من (الخانقاہ الإمدادي) ب(تھانه 
بھون). رحمہ الله رحمةً واسعةء ورفع درجاتہ في أعلی علیین ؛ آمین ۔ 








من وصایا الشیخ رحمه اش: 

لقد أوصی رحمہ اللہ قبل رحیلە إلی الرفیق الأعلی؛ وأعلن عن ہذہ 
الوصایا علی مرأی ومسمع من الناس؛ وھي جدیرة بان تُْكّل ہماء من 
الذھبء لما تحتوي من معايِ قؾِمة؛ وتوجیھات رشیدةء ونصائح نافعة لکل 
مسلم في الدنیا والآخرۃ. 

وفیما یأتي نصْ ھذہ الوصایا: 








۷ 


١۔‏ :آرجو من جمیع إخواني+ وکل المسلمین أن یستغفروا لي اللہ 
تعالی من جمیع المعاصي والخطایاء الصغیرة منھا والکبیرۃ؛ سواء صدرت 
مني عمدآاو خطاً, 

٢‏ أطلب من جمیع المسلمین ممّن قضّرثُ في حقوقھمء أو أصابھم 
مني أيّ أدّی باي شکل من الأشکال: سواء بالید أو باللسان: حاضراًآو غائباء 
آو کنت سببأفي ضیاع حقوقھم عرفواذلك آم لم یعرفوہ؛ ألتمس منھم جمیعاًء 
صغاراو: آء رجالاً ونساء أن یصفحواعني؛ ویسامحوني من صمیم القلوب 
وأعماق الضمائرء واللہ تعالی سیجازیھم أحسن مایجازي بە عبادہ الصالحین+ 
یغفر لنا ولھمء ویرزقنا العفو والعافیة في الدارین؛ ویرفع درجاتھم في أعلی 












۳_آما بالنسیة لي فاعلن بکل صراحة آئي قد عفوت عن الجمیع من 
صمیم خاطري عن کل ما صدر من أحدِ في حقي من ھذا القبیل٭ وذلك طلباً 
لرضا الله تعالی؛ ونیل مرضاتہء وابتغاء وجھ: وآملاً ورجاءٗ في العفو عما 
صدر مني في حقّھم: 

٤‏ ۔آوصي کل الإخوان والأحبّاء والزملاء خصوصاًء وسائر المسلمین 
عموعاً بضرورة الاہتمام بطلب العلم الدیني؛ تعلّمه للنفس وتعلیمه للأولادء 
فإِنه فرض عین علی کل مسلمء سواء کان ذلك بالکتاب؛ آو بملازمة العلماء 
وأصحاب المعرفةء وذلك لأنە لا سبیل لتجتّب الفتن ۔ وما آکٹرھا في أیامنا 
ٴغي أمورالدین والشریعة؛ ولا طریق للاہتعادعنھا في أمور الدنیاء إلابتعلم 














ھذہ 


۷۸ 


الدین: والتسلح بسلاح المعرفةء والاطلاع علی أحکام الشریعة الإسلامیة؛ 
وتطبیق دیننا الحنیف في الحیاۃء واقتفاء سنّة المصطفی قلل في کل شعبة من 
شعب الحیاۃ. 

٥‏ ۔اوصي طلبة العلم وشداة المعرفة والسالکین طریقھا أن لا یغتروا ہما 
تعلّموہ من الکتب؛ لن الفائدة الحقیقیة لھذا العلم هو العمل بەء وتطبیقه في 
الحیاۃء وذلك لا یمکن إلا بملازمة العلماء وأولیاء الله الصالحین 

٦۔إن‏ المدرسة الدینیة (إمداد العلوم) التي ما زالت مستمرۃ بحمد اللہ 
وعونہ في أداء واجباتھا نحو الإصلاح والتربیة والدعوۃ والإرشادہ وتثقیف 
الجیل المسلم والنشء الجدید؛ إِنھا مدرسة ذات منھج خاص؛ وارجو آن 
تواصل مسیرتھا نحو غایتھا الأساسیة وھدفھا الأصیل إِن شاء الله تعالی+ 
وآتمنی من الذین یتولّون أمورھا من بعدي أن لا یغیروا من منھجھاء ویضعوا 
الاہتمام بتربیة الأخلاق؛ وإصلاح النفوس وتزکیة الباطن٥‏ تُصب اعینھم؛ 
آسال الله العظیم أن یجعلھا منبع خیر وبرکة؛ ومٹھل علم ومعرفة ومرکز تزکیة 
النفس وإصلاحھاء ووسیلة قویة لاستثصال جذور البدع؛ والقضاء علی 
الطقوس الجاھلیةء والأفکار الزائفة التي لا تمت إلی الإسلام بصلة 








۷۔ نظراً لی ما یترتّب من المضازٌ في الدین والانیا بسبب اقتراف بعض 
الڈنوب؛ والاجتراء علی بعض المعاصي؛ أوصي إخواني المسلمین جمیعاً 
بالعمل ہما یانيء والعض عليه بالنواجذ : 
النفس عن العمل بمقتضیات الشھوۃ أو ما تھواہ النفس ویتطلبہ 





٠ 
دافع الغضب ۔‎ 
۷۹ 


٭ إن العجلة من الشیطان؛ وھي آمر لا تحمد عواقبه۔ 
٭ الاهتمام بالاستشارة مع أصحاب الشوری قبل الإقدام علی شي٭. 


الغیبة وما یماٹلھا من الأخلاق السیئةء والعادات القبیحقء 





تب کثرۃ الکلام ولو کان مباحاء وکذلك الامتناع عن کثرة الاختلاط 
بالخلق دون ضرورة قصوی أو حاجة شدیدۂ: أو مصلحة دینیة ودعویةء وخاصة 
إذا وصل ھذا الاختلاط إلی درجة الصداقةء والاعتمادعلیھم بالأسرار ۔ 

٭ عدم الأکل دون اشتھاء کامل ۔ 

٭ عدم الاستدانة أو الاستقراض إِلاً في حالة الضرورۃ القصوی 


٭ عدم الاھتسام بجمع أشیاء وأغراض تزید عن الحاجةء ولا تم 
الإنسان في حیاته۔ 





ید النفس علی فضائل الأخلاق والرفق واللین والحلم؛ وتجنّب: 
والشدة والجفاف؛ والخلق السیئ ۔ 

الریاء والتکلّف لما لا داعي لہ؛ في الأقوال والأفعالء 
والماکل والملبس ۔ 

پ علی الرعایا المعاملة الحسنة والتعامل بالأخلاق الفاضلة مع 
آمرائھم: وتقلیل التردّدعلیھم ومخالطتھم؛ وعدم اتخاذھم نصب الأعین لنیل 





القسوة وا! 








۸۸ 





حطام الدنیا وکسب المناصب العالیة؛ وتحقیق الأھداف الفائیة الزائلة . 

٭ الاهتمام بصفاء المعاملات ونظافتھاء اکثر من العبادات 

٭ لا بد من أخذ الحذر التامٌ؛ والحیطة الکاملةء في بیان الروایاتء 
وسرد القصص: وقد تغافل الناس کثیراأعن هذا الجانب؛ سواء في فھمھا أو 
نقلھا للآخرین۔ 

٭ لا بد من استشارۃ الطبیب الحاذق وأخصائي الأمراض قبل استخدام 
الأدویة وآخذ العلاج . 

٭ حفظ اللسان وکثّه عن کل أنواع المعاصي؛ والأمور التي لا تعني 
الإنسان في دینە ودنیاہ. 

٭ کُن ُحباً للحق وعاملاً بہ مھما کان وحیٹما کانء ولا تکن تُصوّاً 
وجامداعلی قول لا یساندہ الدلیل ولا یوافقه البْرھان. 

٭ عدم الإکثار من إیجاد العلافقات: والتدخل في الشؤون الدئیویة 
اامی عا 

۸۔آرجو من جمیع الإخوۃ والزملاء أن یدعوا لي اللہ بالعفو والمغفرۃ+ 
وخاصة بعد قراءۃ القرآنذء وأحذّرھم کل التحذیر من إحداث أي آمر لا 
إلی الإسلام والدین بصلةء أو اختراع أمر مخالف لسنّة المصطفی, ا 

۹ عدم تعلیق النفس بالدنیا وزخارفھاء قدر المستطاع؛ وعدم إغفال 
فکرة الآخرة؛ ولو للحظة واحدة؛ وکذلك إعداد النفس دائماً للقاء الربْ عو 








۸۱ 


وجل؛ حی إذاوانتھا المتیة لا نکن امنجھا ط لزا" لت لعل وب ََمَذَتک 
اگ ین الَّللِیۃً ۹ [المنافقون: ۰٣]ء‏ وملازمة الاستغفار والمواظبة عليه 
لذتوب النھار قیل دنو اللیل+ ولذنوب اللیل قبل دنو الٹھار والقیام بأداء 
حقوق العباہ بالکلّة وتبرئة الذمة منھا قدر المستطاع 

۰٠۔‏ المواظبة علی الدعاء لحسن الخاتمة لا سیّما بعد أداء الصلوات 
الخمس بغایة من التضرعء وأقصی درجات الخشوع؛ لن من نال حسن الخاتمة 
فقد نال الخیر کلەء وحاز الفضیلة العلیا والنعمة الکبری؛ والشکر علی نعمة 
الإسلام کما هو الموعود من خالق السماوات والأرضین ف لن تُکَرَتُرٌ 
ايد کک [زیراعیم: ۱۷۔ 

١‏ ۔اُحر إخواني وأحبّائي بیالغ التحذیر من التجئع بغرض الدعاء لی 
أو إیصال الثواب إليّء لا بقصد ولا من دون قصد: حتی لو اجتمعوا بمناسبة 
من المناسبات فعلیھم أن یتفرقوا عند تلاوۃ القرآن؛ وکل من تحلو لە نفسه أن 
یدعو لي أوینفعني بالصدقات والنوافل والقربات الآأخری فلیفعل وحدہ؛ دون 
آن یشارکھ أحد في شيء من ذلك؛ ولا اُجیز لھم أن یتبزکواہما أخلّفه من ورائيی 
من آثاث البیت؛ أو الأغراض التي کنت استعملھا۔ 

نعمإن یتملّکھا أحدھم بطریقة شرعیةء ویحتفظ بھا بطریقة سرتَة فلاباس 
لکن لا ینبغي الاهتمام بإبرازھا أمام الآخرین آو إطلاعھم علیھاء أو النظر إلیھا 
کشيء یتبوك بہ: فان بريء من ذلك۔ 


کانت ھذہإحدی عشرۃ وصیةء وتشبّہ في العدد باحد عشر کوكباً حوّرتھا 














۸۲ 


وسجّلتھالکم لکي بسترشد بھا الناس ویعملوا بھا 


ساثلاً المولی عرٌ وجلَ أن یوفّقنا لکل خیر؛ ویُرینا الحقّ حقاً ویرزقنا 
اتٌباعهء ویرینا الباطل باطلاً ویرزقنا اجتنابہ: آمین٤.‏ 





مقتبسات من قصائد قیلت في رثاء الشیخ رحمه اش: 
سادمق اینٹ کی را یخ ر 


لما مات رحمہ الله ارتجّت الھند بالبکاء: وتأسّف عليه المسلمون أسفاً 
غی وا اما ا اء ہمثات الأبیات؛ وفیما یأتي نذکر 








إلی ند المَتی حَمَوَائَ 


غ عَلی أفِْ لی اآبائّۂ 





۸۴ 


في اي والقِوع قَامَ تُشَشّراً 








قصیدة الشیخ جمیل أحمد التھانوي : 
ولاو وف 





بوڈ مو تا میدق 
يمنی یس کا 

یکا في ثواو ین رت 
ما ناللتَمَاء عَلی الڈھاء 
فقَننے انیس الاطبے کل داو 
قری فک توب الأخیساء 








ررقت سو اکر 
إِنَا جَسازی الال مُدا٥‏ قزم ‏ جری عَتَالَۂُحَبرَالجَرّاءِ 


٭ ومن قصیدۃ العلأًمة ا ظفر أحمد العثماني التھانوي: 











وعَلْ یدٹویھا ِ 
۹ جتَال الأرغي آو کادث تو 
وارعَتے ابلاڈپنا رأئشٹ يبانائری نا غلیل 


۔۱٥١۔٥٥١/٤١٤حناوسلا اشرف‎ )١( 
۸٤ 


واظلمتِ اللتی_ارُ نَا عَليہا 










نات 2وت ری 
مجهۂ مڈے الإشسلام حقَسا 





ریے کو مُت زرل 
ےت اراس تار 





لَقَذ تم الال عن ام خراب اتا لی وڈ 
یحق بنا علی طُلٍَ المَعَالي ‏ رَتَقلیتَا لِمَا تَا الزشو 


الشیخ المحدّث محمد إدریس الکاندھلوي : 
لقد فْضتْ روح العُلی والمکارع بموتِ حکیم الھندِ شر عالمِ 
وقد قبضت روح الفضائلِ والھدی بسوت سام ائھند راس الاکاع 
یج سی وسوڈے واللو مسو: و 
الوق وفي البحث کالرازي عند الَّخاصمِ 
مواع مشھورۃ في المّوالم 
می علمہ مثل الحیا المترام 
وت وما خاف في سولاہ ا 






وَكکانٌ 








٭ وقال رحمہ الل : 
وا أھل العلم یا عَلمْ ای 
واورڈشا عِلمآ واورٹسا الاسٌشی 
عَليیيك سَلاخ اللو یا قَبْرَ اضر 
وبَوٌااً الےٌحسئ خیسرَ موا 
أيِك یا جم هی : احْسَنّ الڈُعا 
إِكۂ المرش عَبْرَ جَرَابهِ 





فضله وثناء العلماء عليه: 

یقول الشیخ الإمام محمد زامد الکوٹري رحمہ الله (وکیل المشیخة 
الإسلامیة في الخلافة العثمانیة) تحت عنوان : (احادیث الأحکام وأهم الکتب: 
الموا وتناوب الأقطار في الاضطلاع باعباء علوم السهَة): 

ہوکذلك عُني بھذا الأمر العلأمة الأوحد والحبر المفرد* شیخ المشایخ 
في البلاد الھندیةء الشحدّث الکبیرہ والجھیذ الناقد البصیر؛ مولانا حکیم 
الأمة محمد امرف علي التھانوي: صاحب المولّفات الکثیرۃ البالغ عددھا 
نحو مخمسمتة مؤلّف ما بین کبیر وصغیر؛ فائف طال بقاؤہ ۔ کتاب (إحیاء 
الستن) وکتاب (جامع الاثار) في ہذا الباب؛ ویغني عن وصفھما ذکر اسم 
مؤلّفھما العظیمء وکلاھما مطبوع بالھند؛ 081/ 








( اشرف السوائح: ٤/۸٥۱۔١٦۱۔‏ 


۸٦ 


الصعوبة حیث نفدت نسخھما المطبوعةء لکثرۃ الراغبین في اقتناء مؤلفات 

هذا العالم الرباني؛ وھو الاّن قد ناھز التسعین؛ أطال الله بقاءہء وھو برکة 

البلادالھندیة؛ ولە منزلة سامیة عند علماء الھندہ حتی لقّبوہ (حکیم الأّمة)''. 
ویقول الشیخ العلأمة السید سلیمان الندوي رحمہ الله : 


احکیم الآمة مجدّد الطریقۂ؛ العالم الربّاني؛ الشیخ أشرف علي 
التھانوي رحمه اللء الذي مزج بقلمه بین الفقه والتصوّف بعد صراع شدید دام 
بینھما قروناً طویلًء وقد نفع الله بتعلیمه وتربیتہ؛ وتوجیھاتہ؛ وإرشادانہ 
الدعویة الحکیمۃ عالماً من بني البشرإلی حوالي نصف قرن+ وکشف النقاب 
عن الحقائق شض وأزاح الستار عن الدقائق الفقھیةء والآسرار السلوکیة 
فلق ہہ العالم بحکیم الأمةء وحُقٌ لە أن بھذا اللقبء 
مب دوراً بارزاً فی مجال تجدید الطریقة والسلوكء والتزکیةء فطھّرھا من 
أرجاس الرسومء والتقالید غیر الإسلامیة وآخذ بھا إلی مکانھا اللائقء 
وطریقة السلف الصالحین۶9۷۔ 

ویقول الشیخ الشریف عبد الحي الحسني رحمہ اللہ 

8الشیخ العالم الفقیه أشرف علي بن عبدالحق الحنفي التھانوي؛ الواعظ + 
المعروف بالفضل والاثر کانت لە الید الطولی في المعارف الإللھیةء ومھارۃ 





۷٦۔۷۱ص مقالات الکوٹري؛‎ )١( 
یادرفکان۔‎ )۲( 


۸۷ 


جیدة في التصنیف والتذکیر؛ ورزق من حسن القبول ما لم یرزق غیرہ من 
العلماء والمشایخ في العصر الحاضر٥۔‏ 
ویقول سماحۃ العلأمةالشیخ أبو الحسن علي الحسني الندوي رحمہ الله 





انتفعت بھم الھند في إِصلاح العقیدة؛ والعمل؛ والرجوع إلی الله؛ وإصلاح 
النفس؛ والتفع الناس بکتب اتضاعاً لم یعرف لعالم آخر في ھذا 
لْرْمَافء, :گر 


وقال رحمہ الله في موضع آخر: 

٭کان مرجعافي التربیة والإرشادہ وإصلاح النفوسہ وتھذیب الأخلاق ؛ 
تد إلی الرحال؛ ویقصدہ الراغبون في ذلك من أقاصي البلاد وأدانیھاء 
وانتھت إليه الرٹاسة في تربیة المریدین وارشاد الطالبینء والاطلاع علی 
غوائل النفوس؛ ومداخل الشیطان ومعالجة الأدواء الباطشة والأسقام 
)ص۳ 


ویقول الشیخ العلامة محمد شفیع ء المفتي الأعظم في کراتشي باکستان 
() نزھة الخواطر وبھجة المسامع والنواظر: ١١/۸‏ ۔ 
)٢(‏ مقدمة کتاب (بین التصوف والحیاة)ء ص۱۲۔٣٣‏ 
(۳) من تعلیق الشیخ علی کتاب (نزهة الخواطر): ١۷/۸‏ 


۸ 


وکبیر علماٹھا: 

٥آیة‏ من آیات اللہ من الذین إذا روا ذُکر اللهء مجدّد الملَّة حکیم 
الأمةء سند علماء الدھرء وشیخ مشایخ العصر بالدیار الھندیةء سیّدنا ومولانا 
شرف علي التھانوي؛ معن الله تعالی وسائر المسلمین بطول بقائه بالخیر!''“ 

ویقول العلامة الشیخ المحدّث ظفر أحمد العثماني التھانوي رحمە الله : 

امام الھمام: مقدام العلماء الکرامء بھجة الآنام وشیخ الإسلام؛ 
حکیم الأئة المحمدیة؛ مجدّد المل الإسلامیة الحنیفیةء تاج الملّةء سراج 
الأمة التفي النقيّ؛ المحدّث المفسّرء الفقيه الوليّ؛ مولانا الحافظ؛ الثقة 
الثبت؛ الحجّة؛ الشیخ أشرف علي التھانريی+ قذّس اللہ سرّہ؛ ورفع في أعلی 
الدارین درجاتہہ(؟'۔ 














وفال في موضع آخر: فآیة ات الله مظھر قوله عليیه الصلاۃ 
والسلام: ٦الذین‏ إذا رُژوا ذُکر الل٤ء‏ مجدد الملّةء حکیم الأمةہ سند علماء 
الدھر شیخ مشایخ العصرء مسند الوقتء أعظم المفسّرینء سلطان العلم 
والعمل؛ وفي التفسیر والحدیث والفقە؛ امیر المؤمنینء مقدام العلساء 
الراسخین أشرف العلماء والأولیاء الکاملین سیّدنا ومولانا محمد المدعو 
باشرف علي التھانوي مّّنا اللہ تعالی وسائر المسلمین بطول بقائه بالخیر 





٢-٥/١ مقدمة کتاب (أحکام القرآن):‎ )١( 
تقریظ لکتاب (قواعد في علوم الحدیث)ء ص۱۱۱ ۱۴ء‎ )٢( 


۸۹ 


والعیش الھنيء٥۲۷۔‏ 

ویقول الأستاذ الشیخ عبد الباري الندوي : 

٭استفاد منە آلوف من المسلمین؛ وکان لە فضل کبیر في نشر العقیدةۃ 
الصحیحة: وإصلاح الأعمال والأخلاق: ومحاربة العوائد والبدع التي تسرّبتِ 
في مجتمعات المسلمین عن طریق المواطنین)٢۲۔‏ 

ویقول الشیخ القاضي العلامة محمد تقي العثماني حفظ الله تعالی 
ورعاء: 

ہکان رحمه الله من العلماء الأفذاذء والدعاة البررۃ المخلصین؛ الذین 
آناروا في الھند مصابیح التجدید؛ الباعرة الشعلةء الساطعة النور؛ وأخلصوا 
حیاتھم لإعلاء کلمة اللہ وإحیاء علوم الدین ‏ مرابطین علی ثغور الإسلام؛ 
مثابرین في الدعوۃ إليهء ومصاہرین علی ما یصیبھم في ھذاالسبیل' 


٭ 


۔٢۔٥/١ مقدمة کتاب (أحکام القرآن):‎ )١( 
۱١ص :بین التصوف والحیاۃء‎ )٢( 
۷/۱ مقدمة التحقیق لکتاب (إعلاء السنن):‎ _ )۳( 


۹۰ 





الفصل الأول : الندریس والمحاضرات ۔ 
الفصل الثاني : أھمتلامیذہ. 

الفصل الثالث : الکتابة والتألیف 

الفصل الرابع : المواعظ الحسنة۔ 

الفصل الخامس : مذکراتە الیومیة ومجالسه . 
الفصل السادس : القیام بمھام الإقتاء ۔ 
الفصل السابع في المسائل الاعتقادیة۔ 
الفصل الغامن: 





التھانوي والسیاسة (آراؤہ في السیاسةۃ 
الشرعیة والسیاسة المعاصرۃ) 


ال تشکسے ‏ 4۹ا 























الفصل الاول 
التدریس والمحاضرات 


تخرج العلأمة الٹھانوي من دار العلوم دیوبند سنة ١٣۳٥ھ‏ الموافق 
۲ء بعدما کل دراستہ العالیة تحت إشراف العلماء الربّانیین؛ والشیوخ 
الأفاضلء الذین شھد لھم الزمان بالتغوق العلمي٭ وذاع صیتھم في الأوساط 
العلمیة بالتبخر والتبوغ+ فاشاروا عليه بالاشتغال بمھام التدریس في إحدی 
المدارس الدینیة. 


مدرسة الفیض العام: 





کان في مدینة (کانفور) (مدینة صناعیة تقع علی مسافة حوالي 
(۰) کیلو من العاصمة لکنو) مدرسة شھیرۃ معروفة تسئٌّی (الفیض العام) 


وکان یدڑس فبھا الشیخ أحمد حسن الأمروهوي”ٴء وکان من الأساتذة 





)١(‏ و الشیخ العالم الفقیے أحمد حسن الحتفي الأمروهويء أحد العلساء 
المشھورین بسعة التقریر والتبکر في علم الکلامء قرأعلی الشیخ محمد قاسم 
النانوتوي وغیرہ من العلماءء وآسند الحدیث عن الشیخ أحمد علي بن لطف اللہ 
السهارنفوري والشیخ عبد الرحمن بن محمد الأنصاري والشیخ عبد القیوم 
البکري وسافر إلی الحجاز فحج وزار؛ وآسند الحدیث هناك عن الشیخ عبد 
الغني الدھلوي؛ کان حسن الصورةء حلو الکلام؛ ملیح الشمائل؛ قوي< 





۹۳ 





في جمیع العلوم ولا سیما في العلوم العقلیة؛ 
وقد استقال عن التدریس فیھا لبعض الأسباب : فطلب المسؤولون من علماء 
دیوبند أن یبعثوا إلبھم أستاذاً یکون خلفاً للعلامة أحمد حسن: ویسة الفراغ 
الذي حصل بغیابہء فوقعت أنظارھم علی العلأَمة التھانوي ورشٗحوہ واختاروہ 
لإنجاز مذہ المهعّة لِمَا رأوا فیه من النباهة والذکاء والموامب العلمیة 
والدعویةء بجانب الرسوخ في العلم والتضلع من الفنون المختلفةء والتغوّق 
في مجال التدریس 





ویدا الشیخ التھانوي حیاته العلمیة بالقیام بمھام التدریس والافادة في 
مدرسة (الفیض العام) وذلك في صفر ١٣۱۳ھ‏ ؛ وھکذا صارت ہدایة رحلاتہ 
لإفادةالناس في مطلع القرن الرابع عشرہ یقول الشیخ تقي العثماني : ہوبالجملة 
فقد اشتغل رحمه اللہ في (کانفور) بالتدریس والدعوۃ والإرشاد والتالیف 
وسرعان ما اشتھر فیما بین الطلبة بغزیر علمه وحسن تدریسه وقوۃ خطابہ؛ علی 
رغم أنہ تولًی منصب شیخ محنك وہو في ریعان شبابہ؛'؟ 

وقد کان راتب الشیخ رحمه اللہ هناك خمساً وعشرین روبیةء وبالرغم 
من أن هذا الراتب الضئیل کان لا یعادل شیاً بالمقارنة بما کان یملکہ الشیخ 
نہ رحمه الله ارتضاہ؛ بل 





رحمہ الله من والدہ من أموال طائلة وثروات ھائلة 


العمل؛ کر الدروس والافادة؛ توفي سنة ۰٣۳٣ھ.‏ انظر لللفصیل: لزھة 
الخواطر: ٦١/۸‏ 
)١(‏ عقدمة إعلاہ السٹن: ۱۰/١‏ 


۹٤ 





اعتبرہ فوق ما کان یستحقه ھوء وکان یقول: إني لا آری للفسي أنھا تستاھل 
ھذا الرانب الکبیر؛ لکنە فضل من اللہ العلي العظیم الذي أکرمني بە'ٴ 

اس ہے جو 

ثم انتقل الشیخ رحمه اللہ إلی مدرسة أسّسھا في الجامع الکبیر و. 
ب(جامع العلوم) في نفس المدینة* وقد أعجب أھل المدینة کلھم بالشیخ أیما 
إعجابء ونالت دروسه وخطبہ ومحاضراتہء ومواعظە الإصلاحیةء قبولاً 
وشھرةً لدی الخاصة والعامة وتتلمذ علی یدیہ خلق کثیر؛ واستضاؤوا من 
آنوار علمهء واقتبسوا من أشعة معارفہ؛ وقد مکٹ الشیخ زھاء أربع عشرۃ 
سنةء یفید الناس بدروسە ومواعظه وتصانیفه ویحوز ثقة الناس والأساتذةۃ 
والطلابء وقد ألقی اللہ تعالی في قلوبھم حُبه واحترامہ وتوقیرہ: فکانوا 
ینظرون إليه بغایة من الاحترام والتبجیلء وینزلون اعلی منزلة وأسمی مکانة؛ 
حتی أولك الذین یخالفونہ في المنھج؛ والاآراء الفقھیة والفروع والجزثیات؛ 
لم یلبٹواإلا ن أحبوہ واعترفوا له بالفضل وعلوّالکعب . 

وقد استغلٌ الشیخ التھانوي ھذا الحب؛ والعلاقة الوطیدۃ التي کانت 
تربطہ باعل المدینةء في تحقیق أھدافہ الدعویة والإ(صلاحیةء واغتنم الفرص 
المتاحة لە في سبیل نشر السنّة وتطھیر المجتمع عن أدناس البدع والخرافات+ 
وحلٌ بعض المعضلات العلمیة والتاریخیة التي کانت قد تسبّبت في تفریق 
کلمتھم وتشتیت شملھم؛ ومن ضمنھا ما وقع فیه الناس من سوہ الفھم تجاہ 








() اشرف السوائح: ١/٤٠۔‏ 
7 


علاقة الصحابي الجلیل سیدنا معاویة بن أبي سفیان رضي الله عنھما مع الخلیفة 
الراشد سیدنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالی عنهء حیث قام الشیخ التھانوي 
رحمہ الله بالکشف عن الحقائق التاریخیة؛ وإزالة الأفھام الخاطئةء وذلك 
باسلوب علمي رصین ومنھج دعوي قویم؛ وبالحکمة والموعظة الحسنة 


متیجة لی الٹریش 

تتمیز طریقة الشیخ التھانوي ومنھجه في التدریس والافادۃ بخصائص 
وممیزات: قد لا یجدھا الطالب عند الآخرین؛ ومن أھم مزایاہ في ھذا الباب 
انء وحلٌ الغوامض والقضایا الصعبة 
والمعضلات باسلوب سھل میسٌر رشیق یحتل مکانة مرموقة في قلوب 
الدارسینء ویخلف اثراًعمیقاً في أذھان المتعلّمین 





هو سلاسة اللسان؛ وسھولة ا 


ذا وقد رکز التھانوي رحمہ الله علی اصول معینة في طریقة التدریس 
و 





ینبغي للمدرّس أن یقدم المادة العلمیة أمام الطلاب بشکل میسٌشر 
سھل التناول للجمیع+ وھذا یتطلّب منە المطالعة العمیقةء والدراسة الوافیة 
الکافیة للموضوع قبل التدریس ۔ 

للمدرّس أن یقوم بتفھیم الطالب المسائل الصعبةء والقضایا 
الغامضةء دون الإشارۃ إلی أن المسألة الفلائیة من الکتاب من اصعب 
المسائلء آو إخبارھم بذلك. 


۳ 





۹٦ 


٣۔ینبغي‏ للمدرّس أن یقتصر في تقریر المسائل علی ماتفتضیه الحاجة؛ 
ویتطلبه الدرس: ولا یطوّل فیما لا داعي لە؛ فقط لكي یقال: إنە مدرّس فاضل 
عبقري عالي الکعب ورفیع المستوی۔ 

وکان یقول: إذا التزم الطالب بالاصول ال٦َتیةء‏ أمکنہ إیجاد موهبة علمیة 
بکل یسر وسھولة إن شاءالل: وھي : 

١‏ ۔أن یقوم الطالب بمطالعة ما یدرسه لاحقاًء ولیس من اللازم أن یحلٌ 
الدرس ہکامله في مطالعتہ هذہ؛ وإنما المقصود هو أن یمیز بین ما یعلمہ وما 
یجھلە؛ حتی بنسنّی لە الترکیز علی ما بجھلە بشکل اکٹر 

٢۔آن‏ لا یبد في المسألة القادمة قبل أن یقن فھمالمسالة السابقة 

۳۔أن یعید تقریر المسائل نفسھا التي درسھا عند الشیخ 

٤‏ ۔ آن یراجع ویذاکر ما درسه في السابق 

الحاجة إلی العلماء أو المتصوفین: 

کان رحمہ الله یحبّ طُلاب العلم حا جمأء ویعطیھم الکٹیر الکٹیر من 
اھتمامہ والاعتناء بشژؤونھم منذ البدایةء ودائماً یسمي نفسە طالب العلم؛ 
وکان یقول: ؛أنا لست متصوّفاًء أو ولیاً من الأولیاء؛ وإنما طالب علم بسیط 
متواضعء وآرجو أر ٴي في أمور الکتاب والسنة وأحکامھما: وتسألوني 
عن المسائل المستنبطة منھماء ولا أعرف غیر القرآن والحدیث ٠‏ وأنا علی یقین 
قاطع ان معرفة القرآن والحدیث ھی أعظم الولایةء وأفضل درجات التصوّف؛۔ 











۹۷ 


کما کان یکر الناس دائماً ویقول: ؛إِن حاجة العالم الیوم إلی العلماء 
المتقنین الربانیین أکٹر وأشد من حاجتہ إلی المتصوّفین؛ لأن العلماء هم ورثة 
الأبیاء: وبھم یبقی الدین؛٥.‏ 

وبسبب ھذہ المکانة العالیةء والدرجة السامیة التي کان یحملھا الشیخ 
التھانوي رحمه اللہ في قلب للعلم وأھل؛ ازدادت رعایته لطلاّب العلم؛ 
واہتمامہ بشژونھمء والمساہمة الفعَالة في مد ید العون والمساعدۃ لھمء وکان 
یفضّلھم علی الناس الآخرین في الاحترام والتوقیر؛ ریوصي أصحابه بذلك٠‏ 
کما آنه کان ییڈل قصاری جھودہ في صرف ذھن الطالب إلی ھدفه الحقیقيی 
وتذکیرہ بغایتہ المنشودةء ومکانته العالیةء والمنصب العظیم الذي یحوزہ بھذا 
العلمء وکان یقول : اجزی اللہ خیراًالسادة الفقھاء وأجزل مثوبتھم؛ فھم الذین 
خدموا الدینء وبیوا للامة الصراط المستقیم وکشفوا ال 
القویم؛ واستنبطوا من کتاب اللہ وسنة رسول ال پل تلك الأصول والضوابط 
التي تکفي البشریة إلی یوم القیامةء وکلما جد جدید: آو حدث حادث: فإنه 
یمکن معرفة حکمہ في ضوء ھذہ الأصول؛ بدون أیة صعوبة. 

فھناك طائفتان جعلھما الله نعالی رحمة للأمة جمعاء: الفقھاء 
والمتصوفون؛ وھم ہمثابة الحکماء لھذہ الأمة۷؟'. 


مے٭ھْ 











اب عن ھذا اللین 


( اشرف السوانح: ١٢/١‏ 
() المصدر السابق نفسہ۔ 


۹۰۸ 


الفصل الٹاني 
أآھم تلامذته 


سبق أن ذکرنا أكّ ھناك عدداً کبیراً من الیطاش للعلم والباحثین عن 
الحق وطالبي المعرفةء الذین ارتووا من منھل العلأّمة التھانوي؛ العذب 
الفيٍاض؛ وذھب ظمژھم وابتلّت عروقھم ہمیاہ ھہذا المنبع الصّافي والمنھل 
الوافي وبرزواأمام مسرح العلم والثقافة نجوماًوکواکب؛ ساطعین؛ لامعین؛ 
ولعبوا دورابارزاملموسا في أداء المسؤولیات ال ىي ألقیت علی کواهلھم والتي 
ربّاھم علیھا مرشدھم ومربیھم الشیخ الٹھانوي رحمه اللہ فأحسن تربیتھم . 








وھا نحن الاّن نسعد ہذکر نبذة من أحوال بعض ھؤلاء الئلّة ا 
تعن کر نبذة من احوال بعض ھؤا 





الذین 
ترعرعوا ونشؤوا تحت إشرافہء وذلك لأنھم جزء آساس من الحیاۃ العلمیة 
للشیخ التھانري: 

١‏ ۔العلامة المحقق البگائة المدقق؛ والثبت الحجةء المفٹر المحدّث 
الفقیه الأصولي البارع: المؤرّخ الأدیب؛ الورع الزامد؛ ظفر أحمد بن 
العثماني الٹھانوي: ولد في ۱١‏ من شھر ربیع الأول سنة ١٣۱۳ھ‏ بدار آبائہ 
بقرب دار العلوم في دیوبندہ أعظم مراکز العلم في البلاد الھندیةء وتوفیت أمہ 
وھو ابن ثلاث سنینء فربّته جدته أحسن تربیة: وکانت امرأة تقیّة صالحقء 
فتلقن منھا صلاحھا وئقواھاء ولما تم لە من العمر خمس سنوات؛ شرع في 
قراءة القرآن الکریم عند کبار حفظتہ في دیوبندہ ولما تم السابعة شرع في قراءة 








۹۹ 


التب الأردیة والفارسیة وکتب الحساب والریاضیات عند الشیخ الجلیل 
مولانا محمدیاسینە وھو والدکبیر علماء پاکستان العلأمة الشیخ محمد شفیع 
الدیوبندي؛ المفتي الأعظم في کراتشي ومؤسس دار العلوم الإسلامیة فیھا؛ ٹم 
انتقل من دیوبند إلی مجلس خاله (الشیخ التھانوي) وشرع في قراءة الکتب 
العربیة عند العلامة المتمکن مولانا محمد عبد الله الکنکوهي؛ وسمع من خاله 
شیئأ من علم التجویدہ ونبذامن التلخیصات العشر؛ وأجزاء من (المشوي)۔ 

ثم لما اشتغل خالہ في تألیف کتابه العظیم (بیان القرآن) بالآردیةء ذھب: 
بہ إلی (کانفور) وأدخلہ في مدرسة (جامع العلوم) وفوّض تدریسه وتعلیمہ 
إلی آرشد تلامذته مولانا محمد إسحاق البردواني؛ومولانا محمد رشید 
الکانفوري؛ فقرأً عندھما کتب الحدیث المقررۃ - الکتب الستة ‏ و(مشکاۃ 
المصابیح)ء مع ما بعزز دراستھا من کتب المصطلح وعلوم الحدیث؛ کما قرأ 
عندھما کتب الفقه والتفسیر والأدب المقررۃ بکاملھا۔ 

ولما فاز بسند العلوم الشرعیة والنقلیةء متمیزابمواہبه وجدّہ علی سواہ 
من الطلبة النابھین؛ انتقل إلی سھارنفورء وجلس في مدرسة (مظاہر العلوم) 
وحضر دروس الحدیث الشریف عند العارف باللہ: الإمام المحدّث الفقیه مولانا 
خلیل أحمد السھارنفوري: مؤلف (بڈل المجھود في شرح سنن أبي داود)'“۔ 


)١(‏ هو الشیخ العالم الفقیہ خلیل آحمد السھارنفوري؛ أحد العلماء الصالحین؛ 
وکبار الفقھاء والمحڈّٹین ء ولد في أواخر صفر سنة تسع وتسعین ومثتین ولف 
في قریة نانونة من أعمال سھارنفور؛ وقرأً العلم علی خاله الشیخ یعقوب بن 
مملوك العلي النانوتوي؛ والشیخ محمد مظھر النانوتوي وعلی غیرہ من > 

و 





وبعد مدة من ملازمتہ لھذا المحڈث الإمام أجازہ بالحدیث وعلومه 
وبسائر العلوم النقلیة والعقلیة وفاز بسند الإتمام والفراغ من الدراسات العلیا 
في سنة ۱۳۲۸ھ وکانت سنہ حینثلٍ ۱۸ سنةۃ 





وھي سن صغیرۃ لا برتقي فیھا 


العلماء في المدرسة العربیة بدیوبندء وفي مظاہر العلوم بسھارنفورء وکان قد 
درس الحدیث دراسة إتقان وتدیر؛ وحصلت لہ الإجازۃ عن کبار المشایخ 
والمسندین؛ کالشیخ محمد مظھر النانوتوي؛ والشیخ عبد القیوم البرھانوي+ 
والشیخ أحمد دحلان 
تدریساً وتالیغاً ومطالعۃً وتحقیقاء وکان من أعظم أمانیه أن یشرح سن آي 














الشافعیة وغیرھم؛ وعني بالحدیث عناي 





داود فبدأ في تالیفہ سنة خمس وثلائین وثلائمتة والف؛ یساعدہ في ذلك 
تلمیڈذہ البار الشیخ محمد زکریا بن بی الکاندھلوي؛ وانتھی منہ في شعبان, 
٥ھ‏ في المدینة المٹورة وقد صبّ بیخ مھجة نفسہ؛ وعصارةۃ 
علمہ؛ وحصیلة دراستء وقد أجھد قواہء وأرهق نفسە فی المطالعة والتألیفِ 
کانت لە الملکة القویة والمشارکة الجیدة في الفقه والحدیث: والید الطولی 
في الجدل والخلاف؛ والرسوخ التام في علوم الدین والممرفة والیقین؛ نقع 
اللہ بە خلقاً کثیرآء عو عل یسام الشاء زالسقاعغ: ء من أجلھم 
الثصلح الکبیر الشیخ محمد إلیاس الکاندھلوي؛ والمحڈٹ الجلیل الشیخ 
محمد زکریا الکاندھلوي صاحب (أوجز المسالك) و(لامع الدراري)؛ لە من 
المصتّمات: (المھند علی المفند) (إتمام النسم علی تبویب الحکم) (مطرقة 
الکرامة علی مرآة الإمامة) (ھدایات الرشید إلی إفحام العنید) (بذل المجھود 
في شرح سنن أبي داود)۔ 

توفي بعد العصر یوم الأربعاء 1٦‏ من شھر ربیع الآخر سنة ١٣٣٦ھ‏ في المدینة 
المنوّرة ودفن بالبقیع لدی مدفن آھل البیت. (نزھة الخواطر: ۱۳۳/۸ 
باختصار شدید) 








۰ 


إلی ذروۃ ھذہ المرتبة إلا الأفذاذ النابغون؛ ونظراً لمزید تفوقہ: وبالغ ذکائہ؛ 
ونبوغہ؛ عَيْن مدرساً في المدرسة المذکور: فدرّس فیھا زھاء سبع سنین علم 
الفقه والأصول والمنطق؛ ثم فوّض إلیه الشیخ التھانوي تالیف کتاب (إعلاء 
السنن) مع الإفتاء والتدریسء فقام بکل ذلك خیر قیام وبقي في تألیفه نحو 
عشرین سنةء فالفہ في (۱۸) مجلداء ثم أمرہ الشیخ التھانوي بتالیف (دلائل 
القرآن علی مسائل النعمان) علی منوال (أحکام القرآن) للجصّاص!''ٗ وقد 
لف منه مجلدین کبیرین انتھیا بسورۃ النساءء وألف کتبا عدیدة بالأردیة مٹھا: 
(القول المتین في الإخفاء بآمین) و(شق الغین عن حق رفع الیدین) و(رحمة 
القدوس في ترجمة بھجة النفوس)و(فاتحة الکلام في القراءة خلف الإمام) 














وأخیراً استقر في دار العلوم الإسلامیة في أشرف آباد غربي باکستانء 
یدرس فیھا( صحیح البخاري). 


)١(‏ ھوالإمام الھمام؛ المحقق النابغء المحدّث الفقيه الأصوليء أحمد بن علي 
الرازي الحتفي؛ المعروف بالجصاص: أبو بکر؛ فقيه مجٹھدہ وو تلمیذ أيي 
الحسن الکرخي؛ وقد انتھت إليه رٹاسة الحنفیة ؛ وھو من المجتھدین 
المبرزین في المذھب؛ رحل إليه الطلبة من الافاقء من أھم مصنفاتہ: کتاب 
(احکام القرآن) (شرح مختصر الکرخي) (شرح الجامع لمحمد بن الحسن) 
(شرح الأسماء الحسنی) (شرح مختصر الطحاوي). ولد في بغداد سنة خمس 
وٹلاثمئة عجریة وتوفي في ذي الحجة سنة سبعین وثلاثمئة ھجریة 
(الجواھر المضیئة: ١/٤٢۲؛‏ تاریخ بغداد: ٤/٣۳۱؛‏ تذکرۃ الحفاظ 
۳ءء البدایة والنھایة : /۱١‏ ۲۹۷؛ الطبقات السنیة : )٦۷۷ /١‏ 














۰۲ 


کان رحمہ الله مع ضعفہ ومرضه ملتزمابالاذکار والنوافل ؛ یشھد جمیع 
الصلوات في المسجد؛ ویتحمل لذلك عناءٗ کبیراء وکان لسانہ في أواخر عمرہ 
رطبا بذکر الله في اکثر الأوقات؛ وفي شھر رمضان سنة ۱۳۹ھ قد منعہ 
الأطباء من الصیام؛ لأمراضہ المتواردة؛ ولکنە لم یرضٌ بذلك؛ وقال: إن 
عیاضاً رضي الله عنە لم یترک الصیام وھو في التسعین من عمرہہ وکان یلقی من 
الصوم شدہً وعناء حتی کان یجلس في مرکن من الماء: ولا یرضی با 
فکیف أرضی بالفدیة؟! 











وھکذاعاش رحمہ اللہ حتی توفا الله تعالی في ذي العقدة سنة ١۱۳۹ھ‏ 
آسکنہ الله تعالی في رحمتہ ورضاہ!''. 


٢‏ الشیخ العالم الفقیه إسحاق بن لطیف الھدی الحنفي البردوانيء أحد 
العلماء المشھورینە ولد في قریة (کیٹن) من أعمال (بردوان) من أرض بنغالة 
سنة ثلاث وثمانین ومثتین بعد الألف؛ وقرً المختصرات علی آساتذۃ بلادہ ٹم 
دخل (آرہ) وقر علی المولوي محمد حنیف الاروي؛ ثم سار إلی (کانفور) 
وقرأ سائر الکتب الدراسیة علی مولانا عبد الغفار اللكنوي”''ء ومولانا أشرف 


() قمنا بتلخیص ھذہ الترجمة مما کتبە العلأمة المحقق المحدّث الشیخ عبد الفتاح 
رحمه اللہ في مقدمة تحقیقه لکتاب (قواعد في علوم الحدیث) 
أحمدالعثماني؛ رحمە ال ص۸۔۱۰ء ط: دار السلام القاعرة 
)٢(‏ و الشیخ العالم الفقیه عبد الغفار بن عالم علي اللکنوي ثم الکانفوري أحد 
الفقھاء الحنفیةء ولد في ۷٢۱۲ھ‏ بمدینة لکنو؛ واشتغل بالعلم علی مولاناد 











۰۴ 


علي التھانوي؛ ثم ولي الندریس بالمدرسة العالیة بکلکتہ؛ ومنحتہ الحکومة 
لقب (شمس العلماء) ثم رقي إلی درجة (المعلم)في مدرسة حکومیة في (داكة) 
(عاصمۃة بنفلادیش) وأحیل إلی المعاش٠‏ وعین معلما في قسم الإسلامیات في 
جامعة (داكة)۔ 

توفي رحمہ اللہ في سنة سبع وخمسین وثلائمئة وألف في کلکته في 
حادثة اصطدامء وقد جاء إلی زیارۃ موطنہء فنقلت جثە إلی قریته (کیتن) 
ودفن بھا"'۔ 


۳۔ الشیخ الفاضل أحمد علي بن أمجد علي الفتحفوري؛ أحد العلماء 
المدرّسین الأفاضلء ولد في شھر ربیع الثاني سنة اثنتین وتسعین ومثتین وألف 
بفتحفور قریة جامعة من أعمال (بارہ بنکي) قرب مدینة لکنوہ وقرأالمختصرات 
علی مولانا عابد حسین الفتحفوري''' وعلی غیرہ من العلماء؛ ٹم سافر إلی 


× .محمد علي بن عبد العزیز اللکنوي +وحفظ القرآن الکریم؛ ودرس وآقاد بلکتو 
مدة من الزمن ثم ذھب إلی کانفور وبقي في المطبعة النظامیة مدة عمرہء کان 
حسن الأخلاق؛ کثیر الصمت؛ مدیم الاشتغال بالدرس والا: یا 
التعیدء لە (ھدایة العباد إلی آداب محفل المیلاد) و(بدر الکمال)؛ و(الفتاوی) 
و(منظومة في الدعاء) مات في ذي الحجة سنة ۲٣۱۳ھ‏ ببلدة کانفور. (نزھة 
الخواطر: )۲٦۸/۸‏ 

(۱) :نزعة الخواطر: ۵٢/۸‏ 

() و الشیخ العالم الصالح عابد حسین بن محمد حسین الحنفي اللکنوي ٹم 
الفتحفوري؛ کان من العلماء المتورٌعینء ولد ونشأ ببلدة لکتو وانتقل مع < 





٤ 


کانفور ودخل ب(جامع العلوم) المدرسة الکبیرۃ فیھاء وقرأ الکتب الدرسیة 
علی مولانا أشرف علي التھانوي؛ ولازمہ مدة من الزمانء ثم ولي التدریس 
بتلك المدرسةء ودرس بھا زمااء وکان من آوائل من أجازھم الشیخ أشرف 
علي التھانوي؛ وکانت لە مناسبة تامة بالفقەء توفي رحمه الله قبل شیخە أشرف 
علي التھانوی بعدة سنوات"'۔ 

٤‏ ۔ الشیخ العالم الصادق صادق الیقین بن سراج الیقیسن الحنضي 
الکرسويء أحد العلماء المبرزین في الفقه والحدیثء ولد ونشأً بگرسي ۔ 
بضم الکاف۔قریة جامعة من أعمال لکنوء حفظ القرآن وقرأ المختصرات في 
بلادہء ثم سافر إلی دیوبند وقرأ الکتب الدرسیة علی مولانا محمود حسن 
الدیوبندي؛ وعلی غیرہ من العلماء؛ ٹم دخل کنکوہ؛ وأخذ الحدیث عن 
غ رشید أحمد الحنفي!؟' الکنکوهي؛ وقرأ عليه آیاماء ثم سافر إلی 





< والدہإلی فتحفورہ واشتغل بالعلم علی مولانا نذیر علي اللکنوي؛ فقرأ عليه 
الکتب المدرسیةء ثم تصدی للدرس والافادة في حیاۃ شیخہ؛ وصار من أکابر 
العلماءء کان شیخاً منوراء وقوراًمتواضعاء حسن الشکل؛ حسن الأخلاق؛ 
حلو المنطق؛ مات یوم عرفة من ذي الحجة سنة خمس وآأربعین وثلائمئة 
وألف؛ ودفن بفناء مسجلہ بفتحفور . (نزھة الخواطر : ۲۰۸/۸). 

() نزمة الخواطر: ٤٦/۸‏ 

)٢(‏ ہو الشیخ الإمام العلأَمة المحدّث رشید أحمد الکنکوهي الحنفيء أحد 
العلماء المحققین والفضلاء المدققینء لم یکن مثله في زمانە في الصدق 
والعفاف والتوکل والثقة والشھامة؛ والإقدام علی المخاطرء والصلابة في 
الدینء ولد في ذي القعدة سنة ١٤٢۱ھ‏ کان آیة باعرة ونعمة ظارۃ في< 








٢ 


الحجاز للحج والزیارۃ مع والدہ سنة ثلاث وعشرین وثلائمئة وألف؛ فحجٌ 
وابتلي بالحیر استطلاق البطن ۔بمکة المکرمةء ومات بھا في ثالٹ المحرم 
سنة أربع وعشرین وثلاثمئة وألف؛ فدفن بالمعلاۃء وکان علی قدم السلف 
الصالح في الزھد و العفاف؛ والصدق والإخلاص: وعلؤ الهمّة في المجاھدۃ 
والعبادات؛ شدید الحب لشیخہ؛ عظیم الأدبِ معہ “٣‏ 


٥‏ ۔ الشیخ العالم الطبیب الحاذق محمد مصطفی البجئوري؛ کان من 
کبار العلماء الصالحین المشھورین بالحذق والنبوغ في فن الطبّ ومھننہ؛ نشاً 
وترعوع في أسرۃ ثریة وعَائلة غنیة في ظلٌ والدہ السید مروان علي ؛ کان متقناً 
للغة العربیة وآدابھاء وذلك لأن والدہ اھتم منذ صباہ بتعلیمہ اللغة العربیة؛ 
درس علی الشیخ آشرف علي التھانوي جمیع المقررات الدراسیةء وبرع فیھاء 
وھو ول من بدا في جمع وتدوین مواعظ الشیخ التھانوي وترتیبھاء وکان 





< التقوی واتباع السنة النبویة والعمل بالعزیمةء والاستقامة علی الشریعةء 
ورفض البدع ومحدثات الأمور+ ومحارہتھا بکل الطرق + والحرص علی نشر 
السنة وإعلاء شعائر الإسلام 
من اھم مؤلفاتہ: (تصفیة القلوب)ء (ھدایة المعتدي)ء (سبیل الرشاد)؛ 
وأماليه علی سنن الترمذي وکذلك صحیح البخاري۔ توفي رحمہ الله یوم 
الجمعة في جمادی الآخرۃ سنة ۱۳۲۳ھ. (نزھة الخواطر: ۸/۸٣۱ء‏ مقال 
الدکتور سعید الأعظمي الندوي في جریدۃ الداعيء عدد جمادی الأولی 
٭٠ھ)‏ 


( نزعة الخواطر: ۱۸۱/۸ 


یکتب ما یلقیه الشیخ التھانوي باللغة العربیة بعبارات فصیحة مذ ٠‏ 
ثم ینقلھا إلی اللغة الأردیة لفادة الناس عامةء تلك المواعظ التي استفادت 
منھا الامة الھندیة ۔ الإسلامیةء ونفع الله بھا آلاف العباد؛ کما قام رحمه الله 
تعالی بنقل بعض مؤلفات الشیخ التھانوي المستقلَة إلی اللغة الأردیة مثل رسالة 
(الاتبامات المفیدة عن الاشتباهات الجدیدة) وتسھیل وتیسیر البعض الآخر 
منھاء مثل : رسالة (الشوق إلی الوطن) و(مجالس الحکمة) و(أمثال العبر) 

کان مثالاً رائعا لاتباع السنة النبویة؛ وتقوی الله والعبودیة الخالصة ش٠‏ 
والصدق والإخلاص والتواضع؛ محباً للخیر والبز والإحسان إلی الفقراء 
والمساکین. حفظ القرآن الکریم وھو کبیر السیّ؛ کان یتمتع بلطافة الطبع 
وذکاء الحس؛ شعارہ الائقیادوالاستسلام لأحکام الشریعة 





کان أستاذہ الشیخ التھانوي رحمہ اللہ دائما یذکرہ بالخیر ویمدحه ویثني 
عليهء وکان یقول: ٢‏ إن الحکیم (الطبیب) مصطفی فقيه النفس؛ وله نظر عمیق 
في مکاید النفس وغوائلھاٴ وکان یحبە ویوقرہ؛ رحمھم الہ تعالی ورقع 
درجاتھم في أعلی علیین'. 


() کاروان تھانوي (من قوافل التھانوي) للشیخ الحافظ محمد أکبر شاہ البخاري: 
ص١٢٣ .۱۲١-‏ وانظر: المصابیح الأشرفیةء لااستاذ أحمد سعیدء 
ص۱۷۴ 


الفصل الٹالئٹ 
الکتابة والتالیف 


کان الشیخ التھانوي رحمه الہ اکثر الناس تالیفافي عصرہ؛ ولا یوجد في 
ھذا القرن من یجاریە و یدانیە في کثرۃ المؤلفات؛ فإله قد ترك خلفه نحو لف 
کشاب مطبوع؛ ما بین صغیر وکبیر؛ ولا یوجد موضوع دیني أو شرعي أو 
دعوي؛ یحتاج إلبه المسلمون في ہذا العصرء إلا ولە فیه کتاب آو رسالة أو 
موعظة مطبوعةء وقد شھد بعبقریتہ ونبوغه في ھذا المجال کبار المؤلفین 
وجھابذۃ المحققینہ والقّاد والباحثین؛ أمثال الشیخ العلاٌمة المحدّث الناقد 
البصیر الإمام محمد زاھد الکوٹري؛ والشیخ المحقّق المحدّث الفقيه عبد 
الفتاح آبي غدّةء وسماحة الشیخ أبي الحسن علي الحسني الندوي وغیرهم ۔ 

یقول الشیخ زاد بن حسن الکوثري رحمہ اللہ أثناء حدیله عن جھود 
علماء الھند وباکستان ومآثرھم العلمیة والحدیثیة والفقھیة: وکذلك عني بھذا 
الأمرء العلامة الأاوحد والحبر المفردہ شیخ المشایخ في البلاد الھندیةء 
المحدث الکبیر والجھیڈ الناقدء مولانا حکیم الأمة محمد أشرف علي 
التھاتوي+ صاحب المؤلفات؛ البالغ عددھا نحو حمسحئة مؤلف؛ ما ہین 
صغیر وکبیر؛ بل قد زادت مؤلفاته علی الف عند وفاتہ. .۷۱۰ 








۷٥ص مقالات الکوٹري؛‎ )١( 


ویقول الشیخ آبو الحسن الندوي: ہکان لأحد آبناء دار العلوم دیوبند 
وھو الشیخ اشرف علي التھانوي سهم کبیر في نشر العقیدة الصحیحة+ 
وإصلاح النفوس٠‏ وتھذیب الأخلاق والدعوۃ إلی الله وقد عمل وحدہ عمل 
مجمع علمي کبیر: ولف کتباً ورسائل تربو علی ثمانمثة؛ وقد انتشرت انتشاراً 
کبیرأء وأثرت في المجتمع الھندي الإسلامي تأثیراعظیما'''. 

ہذا وقد آللف رحمہ الله في کل فن وفي کل موضوعء وتنمیز مؤلفاتہ 
بالأصالة والإتقان مع سعة العلم؛ ودقة البحث؛ وتنوّع المقاصد وی 
الطابع الإصلاحي والدعوي علی مؤلفاتہ جمیعھا ۔ 
إیجاد جیل من المؤلفین النابغین: 
ولم یقتصر عمل الشیخ التھانوي التالیفي علی ھذہ الکتب التي نجدھا 
الیوم بین أیدینا مطبوعة منشورۃ في ساثر بقاع شبە القارۃ الھندیة وخارجھا؛ 
منتشرۃ في الأوساط العلمیة والمجامع الإصلاحیة والینیة والدعویةء وإنما 
ہناك جھود مبارکة ومساعي حثیئة قام بھا الشیخ التھانوي رحمہ الله وذلك عن 
طریق إرشاد أجّلَ تلامیذہ وکبار مسترشدیه إلی |نجاز مشاریع علمیة في مجال 
التألیف وا! ٭ وبالعالي إیجاد مکتبة علمیة منکاملة تبقی مرجع الطلاب 
والدارسین والباحثین ٭ وتخدم العلماء والمحققین بکل ما یحتاجونە في سبیل 
تحقیق أھدافھاء ویتطلبه العصر الحدیث؛ مع المراعا: 
وضوابط التحقیق۔ 





















ة لأاصول البحث 





() الدعوۃ الإسلامیة في الھند وتطوراتھاء ص۳۲ 
۰۹ 


وفعلاً أثمرت ھذہ الجھود المبارکة ثماراً یانعة وتحقق حلم الشیخ 
التھانوي رحمە الله وظھر کبار العلماء والمحققین؛ والمؤلفین النابغین 
أمثال الشیخ ظفر آحمد العثماني الٹھانوي والشیخ العلأّمة المفتي محمد 
شفیع الدیوبندي؛ والشیخ حبیب احمد کیرانوي؛ والشیخ محمد إدریس 
الکاندھلوي وغیرھم من الذین قاموا بتنفیڈ خطة الشیخ التھانوي رحمه الله 
العلمیة المبارکة السعیدةء وخلفواللأمة الإ(سلامیة عموماً ولمسلعي شبە القارۃ 
الھندیة خصوصآًترائثاًعلمیاً ضخعاء ومکتبة تحقیقیة ذات أصالة وبحث وعمق 
وإتقانء عامرۃ بکل آنواع العلوم والفنون: قد لا یمکن للمجمّعات الإسلامیة 
تقدیمھاء وإِنَ کتاب (إعلاء السٹن) و(إمداد الفتاری) و(بیان القرآن) و(أحکام 
القرآن)ء وغیرها من الکتب؛ بل الموسوعات العلمیةإذا صحّ التعبیر ۔شاھد 
عدل علی ما قا 

ویجدر بنا أن ننقل ھنا ما أعرب به الشیخ التھانوي رحمه اللہ عن انطباعه 
حول کتاب (إعلاء السنن) حیث قال: ٦الحمد‏ للہ قد ظھر بالخانقاہ الإمدادیة 
(تھانہ بھون) عمل عظیمء لم یوجد نظیرہ في أکبر مراکز العلم الدینیة بالھند٭ 
وھو جمع الأحادیث المؤیدۃ لازمام الأعظم أبي حنیفة النعمان رضي الله عنه 
في مسائل الخلاف من کل باب . .. فبتالیف ھذا الکتاب القیٔم (إعلاء السٹن) 
ظھر للناس عامةء وللعلماء خاصة أن لیس مسألة من مسائل أبي حنیفة رحمه 
الله تعالی مخالفة للکتاب والسنةء والحمد لل حمدآکثیرآ٭'' وقال: لولم 

















)١(‏ مقدمة کتاب (قواعد في علوم الحدیث)ء ص١٣‏ - ۱۲ء للشیخ ظفر أحمد 
العثمانيء تحقیق الشیخ عبد الفتاح آبي غدة ۔ 
٠‏ 


یکن بالخانقاہ الإمدادي إلا تالیف (إعلاء السنن) لکفی بە کرامة وفضلاًء فإنه 
عدیم النظیر في بابە"۔ 

ھذا ولنا حدیث مفصّل إِن شاء اللہ تعالی عن مؤلفات الشیخ التھانوي 
رحمہ اللہ مع التناول بأبرز العناوینء وأہم الموضوعات التي نتضمنھا ہذہ 
المؤلفات؛ ودراسة لبعضی منھا دراسة علمیة وافیةء وذکر نماذج من کتاباته 
العربیة کل ذلك ضمن فصول الباب السادس (الاآثار الخالدة لحکیم الأمة). 
وبالله التوفیق ۔ 


٦ 


الفصل الرابع 
المواعظ الحسنۃ 


مما لا شك فیە أن الوعظ والنصیحة أو بتعبیر أصح القیام بأعمال الدعوۃ 
والإرشاد من أهمٌ وأجلَ ما قام بە الأنبیاء الکرام علیھم الصلاة والسلامء وہما 
أّ العلماء الربانیین ہم ورثة الأنبیاء الحقیقیین؛ فکان من الطبیعي أن یرزقھم 
الله تعالی ھذہ الموھیةء ویکرمھم بھذہ الصلاحیة بأاکمل وجه وأتم طریقة. 

وانطلاقاً من مبدا هذہ السنّة الإللهیة نری أنَٗ الشیخ التھانوي رحمہ اللہ 
رن علی الوعظ والخطابةء ویعقد کل 
لیلة جمعة حفلة یجتمع فیھا الطلاب: ویلقون کلماتھم مرۃ بعد أآخری؛ وکان 
الشیخ رحم الله من سبّاقي هذہ الحلبةء ومبززي ھذا المیدانء حتی أصبح بعد 
إکمال دراسته من شر الخطباء والوعاظ في عصرہ: وکلما زار مدینة؛ أو أقام 
في بلدلم یغفل قط عن آداء هذہ المسؤولیة العظیمة۔ 

کان رحمہ الله یعظ الناس ویدعوھم إلی الخیرء وتعقد لە الحفلات في 
کل ناحیة من نواحي البلاد+ بل في کل بلدة من بلاد الھند؛ واشتھرت مواعظه 
في جمیع أنحاء البلاد حتی أصبحت لھا جولة وصولةء کان الناس یقصدون 
إلبھا من اداني البلاد واقاصبھاء ویتجشٌمون من اجلھا المشاقء ویتحملون 








منذ زمن دراسته بجامعة دیربندء کان 





۲ 





+ وحقاً کانت مواعظه کالبحر الذي لا 
لا تجف ابد والمٹھل العذّب الفیّاض الذي یروي 
غلیل الباحثین عن الحقہ وطالبي المعرفةء بقطوف دانیةء فیھا من العلم 
والحکمة والامثال والنوادر واللطائف العلمیة والغرائب الدعویة مالا تحمله 
الأسفار؛ وفیھا من بدائع التفسیر والحدیث والفقهء ومعاني التزکیة والإحسان+ 
ما لا یوجد في الکتب المتداولة+ کان الشیخ رحمه الله ینٹر فیھا من لال عرفانه 
ما یجلو القلوب وینور الأذھان. 





یقول العلأمة عبد الحيٌ الحسني رحمہ الله في (نزھة الخواطر): اوقد 
کان من کبار العلماء الربانیین الذین نفع الله بمواعظھم ومؤلفاتھمء وقد بلغ 
عدد مجالس وعظہ التي دوّنت في الرسائل؛ وجمعت في المجامیع أربعمثة 
مجلس٠‏ وقد کان نفع کتبە ومجالس وعظه عظیماً في إصلاح ا والعمل؛ 
واستفاد منھا ألوف من المسلمین؛ ورفض عدد لا یحصب إِلا الله العادات 
والتقالید الجاعلیةء والرسوم والبدع التي دخلت في حیاۃ المسلمین؛ في 
بیوتھم وأفراحھم وأحزانھم؛ بسبب الاختلاط الطویل بالکفار وأھل البلع 
والڈھواءہ۔ 








وفعلاً فقد کان لمواعظہ من التاثیر في إِصلاح النفوس؛ وتقویم الأفکار 
ما لا یوجد لە نظیر في ہذا العصر؛ فکم من رجل کف بعد سماعھا عما اعتاد 
من المعاصي؛ وکم من ضال قد تاب بھا عن البدع والأھواء؛ وکم من 
غي الشکوك؛ قد اھتدی بھا إلی الإیمان والیقین والذین قد أحدثت ھذہ 





١۳۴ 


المواعظ انقلابافي حیاتھم؛ قدیجاوز عددھم الاًلاف من الرجال والنساء. 


ہذا وقد وفق الله تعالی بعض تلامیذہ الذین قاموا بتحریر ھذہ المواعظ ٠‏ 
وجمعھا وترتییھاء ٹم نشرھا في حلَ فشِيقٍ وطباعة فاخرة؛ بحیث یتمکن 
الجمیع من الاستفادۃ مٹھابکل سھولةء وقد طُبع مٹھا نحو عشرین مجلدا کل 
مجلد منھا یحتوي علی ستمئة صفحة علی الأقل . 

یقول الأستاذ نجم الحسن التھانوي: 'لقد جال الشیخ أشرف علي 
التھانوي رحمه الله في کل بقعة من بقاع الھند المترامیة الأارجاء؛ وألقی فیھا 
خُطَباومواعظ: أمام جموع حاشدة من المسلمینء وأحبانًنستمرھذہالخطب 
وحلقات الوعظ والدعوۃ والإرشاد إلی حوالي خمس ساعات متوالیات٠‏ 
ویستمع إلیھا الحضور الکامل بھدوء منقطع النظیرہ واذان صاغیة وقلوب واعیة 
وکل ھذہ المواعظ کانت تدور حول الرکائز الخمسة والأصول الأساسیة للدین 
الحنیف؛ مدعمة بالاآیات القرآنیة والاحادیث النبویة الشریفةء وأقوال السلف 
الصالحء والعبر والأمثال من حیاتھم المجیدة وماضیھم المشرق الباھرہ(٥‏ 











منھجھ وطریقته في الوعظ: 

١‏ کان رحمە الله برکز في مواعظه علی جانب الترغیب؛ بدل الترھیب+ 
وکان بقول: ەقد جڑبٹ طباع الناس في ہذا العصر فوجدتھم یتفعون ہما 
یشوّفھم ویرغبھم اکثر من انتفاعھم ہما يُرَبھم ویُخوفھم؛ ولذلك أری من 


() الشیخ آشرف علي الٹھانويء سیرتہ وخدماتہ ودعوتہء ص٣٣‏ 


٤ 


المناسب الترکیز علی جانب الترغیبء والتقلیل من جانب الترھیب؛'٤ء‏ 
والحثٌ علی المبشرات دون التحدث عن شيء یبعث علی الیأس والقنوط في 
الآمة۔ 

٠ کان رحمه الله یبتھل إلی الباري تعالی ویدعوہ قبل البدء في الوعظ‎ ٢ 
آن یوفقه لبیان ما یحتاج إليه الحاضرون والەستمعونء وما یکون في‎ 
صالحھمء ویصلح أحوالهم''۔‎ 

٣۔‏ إنه کان دائماً یستھلٌ الوعظ بالخطبة المأثورةء ویتبعھا بتلاو: 
من القرآن الکریم؛ وحدیث من أحادیث الرسول الکریم پھ. 
المسجوعة: واستخدام الجمل 
القصاص والوعًاظ المحترف 
وفي غایة من البلاغة والفصاحةء وکان 








٤‏ ۔کان لا یضیع وقتہ في انتفاء! 
والکلمات الموزونةء مثل عا 
کلام سرداً بأسلوب سھل ر 
یستخدم بعض الابیات الشعریة من العربیة والفارسیة خلال خطاباته ہما یناسب 
المقام ویقتضيه الحال(٣.‏ 





ن+ وإنما یسرہ 











کان لا یتعرض في مواعظہ للمسائل الخلافیة فیما بین العلماء 
والائمة الفقھاء؛ إلا إذا جاءت مسألة خلافیة آثناء کلامہء فیشرحھا شرحاً 


)١(‏ سیر أشرف؛ ص۳۷ء نقلاًعن وعظ الباطن ؛ ص۱۳۷ 
)٢(‏ خمالنسیان: ص١٥‏ 
( اشرف السوائح: ٥٦/١‏ 








0 


وافیء برفقی ولینِ ولطفء وحکمة ونصیحة؛ ولا یغلظ الکلام علی مخالفيهء 
ولا بیالغ في لنشنیع علیھم؛ وانما یتاگی بالأنیاء علیھم السلام في قول لین 
و ہچ سید 

٦۔‏ کان رحمہ اللہ دائم الاعتناء؛ وشدید الاهتمام بالمسائل العقدیقء 
والرد علی البدع؛ وإصلاح ذات البینء وکان یقول : ؛إنَي علی یقین کامل أن 
من صلحت عقائدہ: وط قلبه من آسقام الشبھاتء وأدناس الأفکار الزائفةء 
أدّاہ ذلك إلی صلاح الأعمال إِن شاء الله تعالی؟۔ 

۷ کان من عادته رحمه الله آنە لم یکن یحدّد الموضوع للوعظ بطلب من 
أحدہ وانّما کان یختار الموضوع المناسب حسبما کان یقتضیه الوقت و: 
الحاجة والظروف الراهنةء وہما فیه صالح الإسلام والمسلمین'۲. 

۸۔ کان یتناول شرح بعض الأحادیث الشریفة في مختلف المجالس٭ 
ولمرات عدیدةء ولکن لا یتکور منە نفس الکلام الذي سبق أن تناوله في, 
المجلس الماضي؛ وإنّما کان یتجدّد الموضوع في کل مرا" ۔ 


۹ ۔ کان من عادته رحمه اللہ أنه لم یکن یَعَبْلّ علی الوعظ اي عوض 
مالي؛ حتی لو آھدی إليه رجل بعد الوعظ شی 
الظاھر ۔لم یقبله ابدا۔ 














 )١(‏ اشرف السوائح: ۷۲/۱۔ 
)٢(‏ المصدرالسابق:۸۴/۱۔ 


۱٦ 






المعاني لقوله جلٌ وعلا: فا 9-1 
تَکَلھُ اَی مان4 (النسل: ]٣٤١‏ 


١۹۱۷ 


الفصل الخامس 


مذکراته الیومیة 
(مجموعة ملفوظاتہ)' 


کان من عادة السلف الصالح رحمھم اللہ تعالی أنھم کانوا یھتمون بعقد 
جلسات علمیة ومجالس دینیة ودعویة یومیاًء یتناوون فیھا مرضوعات 
عما یجول في خواطرھم؛ وما ئِلقي الله تعالی في, 
روعھم من کلمات الحکمة والمواعظ الحسنةء وقصص الصالحینء 
وحکایات العلماء الربّانیین: وقد قام تلامیذھم بجمع وترتیب ھذہ الملفوظات 
والمذگرات الیومیة واشتھرت فیما بعد بمجالسھم؛ وتراٹنا الإسلامي الثري 
نی بمثل هذہ المجالس ؛ التي تُسبت إلی کبار العلماء والزھاد والصالحین . 

کان حکیم الأمة التھانوي رحمہ الله ممن اصطفاہم الله تعالی واختارهم 
للقیام بمھمة الدعوۃ؛ والنھوض بالأمة إلی قمة الرقي والازدھار في مجال 
توطید علاقة العباد بالرب تعالی ء والتحلّي بحلي الإیمان والإحسان؛ وِصلاح 
الباطن؛ وتطھیر المجتمع من البدع والمنکرات؛ فکان ہمّه الاول والآخر ھو 








)١(‏ الملفوظات: نوع من کتب المتاخرین یجمعون فیھا کلمات شیوخھم 
وفوائدھم المٹورةۃ 


۸ْ 


القیام بھذا الواجب الدیني والاعوي٭ مستخدماً في تحقیق هذا الہدف کل 
الوسائل الممکنة والإمکانیات المتاحة لدیهء وفعلاً فإن ھذہ المجالس التي 
اشتھرت من السلف الصالح کانت تحتل مکانة مرموقة؛ ولھا من التأثیر الکبیر 
ما لا یعزب عن احد, 

افکان رحمے الله یعقد کل یسوم بعد الظھر مجلساً عاماً في (الخانقاء 
الإمدادي) یجتمع فیے تلامیذہ ومسترشدوہ وعامة الناس؛ فکان یعظھمء 
ویجیب علی آسٹلتھم المتفرقة ویحدثھم ہما بدا لە من غیر اقتصار علی 
موضوع دون موضوعء وکان بعض الحاضرین في ھذہ المجالس یدوّن کلامہ؛ 
وما یلقي فیە من إفاداتء فطبع کلامہ باسم (الملفوظات) في أکثر من عشرین 
مجلداء وتشتمل ھذہ الملفوظات علی نوادر من علم وحکمة؛ ولطائف 





وظرائف؛ وقصص وأخبار وموعظة وعبرة؛ وإصلاح وإرشاد وآدب 


وخلقء ورد ونقدء وقد جرب علماء ھذہ الدیار أن ھذہ الملفوظات لھا أثر بالغّ 
في تکوین المذاق الدیني السلیم؛ والتشجیع علی الأعمال الصالحۃ؛'. 

هذا وقد بلغ عدد أولئك الذین نھلوا من منھل الشیخ الصافي؛ واستقوا 
من معینہ العذب الحلو الالاف؛ یمٹلون کل آصناف الناس وطبقاتھم؛ فمنھم 
الأولیاء والصالحون والعلماء والجھابذۃ الکبارء والمحدّشون والفقھاءء 
والمثقفون والأدباءء والحکماء والأطبّاءء وأصحاب الحرف والمھن 
٭ ولم یقتصر ذلك علی (ا الإمدادي) فقطء بل کانت ھذہ 








۱٤/١ من مقدمة الشیخ تقي العثماني لکتاب (إعلاء السنن):‎ )١( 


۱۹ 


عادثہ في حلّه وترحالهء وسفرہ وحضرہ: وھا ہو سماحة العلاّمة ا 
الحسن علي الحسني الندوي رحمہ اللہ الداعیة الکبیرہ والمفکر الإسلامي 
العظیمء رائد الأدب الدعويء وصاحب المؤلفات التافعةء قد سنحت له 
فرصة الاستفادة من مجالس حکیم المة التھانوي رحمه اللہ عدة مرات> 
ویسعدني أن أتحف القزاء الکرام ہما کتبہ العلامة الندوي في ھذا الصددء ولا 
شك أن کلامہ هذا صورة رائعة ومشرقة لمعرفة مدی العلاقة القویةء والصلة 
الوطیدة التي تربطە بحکیم الأمةء واستفادیّہ من مجالسه ومواعظہ : یقول رحمه 
الله وھویحکي لناقصة نزول حکیم الأمة في مدینةلکنو واستفادة العامة والخاصةۃ 
من مجالسہ: ہوبالجملة فقد قدم الشیخ إلی لکنو؛ في أغسطس عام ۱۹۳۸م 
مسترشدہ وتلمیذہ القدیم المولوي محمد حسن الکاکوروي: مدیر 
(أنوار المطابع) منزلاً لہ ودامت إقامتہ آربعین یوماء وھي مدۃ لھا قیمتھا 
وأمیتھا في مجال التربیة والإصلاح والتزکیة؛ خصنْ وقت ما بین الظھر والعصر 
للقائه برجال مخصوصین؛ وکان ضابط ذلك أن یعرف الشیخ القادمین شخصیاًء 
ا ٴفھم رجل قة من حَضَرةۃمجلسہ؛ کي لا یحدث أمرًلایلیق ب ویؤڈیە. 

طار الخبر المفاجئ بقدوم الشیخ في آرجاء الھند ولا سیما في 
المدیریات الشرقیة؛ برغم جمیع التحفظات والتاکیدات؛ فلم یسمح بالزیارۃ 
إلا لاھل العلاقة الخاصةء کما تشرّف بزیارتہ؛ واستفاد من مجالسه العلمیة 
والإصلاحیةء عدد کبیر من أعیان البلد؛ ہما فیھم علماء (فرنکي محل) 
واساتذة (دار العلوم ندوۃ العلماء)ء وطائفة لا یستھان بھا من المتدینین 
البلد۔ 











وات 











کان الشیخ رحمہ اللہ یصلّي العصر في مسجد (خواص) الذي أصبح 
مسجد الخاصةء بمعناہ الحقیقي بقدومہ المیمون ومجالسە الیومیةء ٹم ینعقد 
مجلسه بعد الصلاۃ في ناحیة المسجد الشمالیة الغربیة: فکان الشیخ بخاطب 
0٦‏ 

کان مجلسه مجلس علم وتربیة وتزکیةء یذکر فیە معاني ورموز التزکیة 
والإحسان؛ ودراسات علمیة وتربویةء وقصص المشایخ والرتایین : وإذا ذکر 
الشیخ أحوال المُصلحین من السلف وقصصهھم؛ غشیت المجلس غاشیة من 
الھدوء والسکینة وسحابة من البھجة والسرور؛ وکان الشیخ نفسە یشعر 
بالفرح والارتیاح وتنفرج آساریر وجھہ؛. 

وقال في موضع آخر: ؛ثم قدم (الشیخ التھانوي) مرة ثانیة إلی لکنو عام 
۱ء بعد ثلائة أعوام؛ وأقام في هذہ المرۃ أیضاً لاکٹر من شھر؛ وکان ثمة 
نفس البرنامج الذي کان من قبلء وہذلك تسنّی لنا أن نحضر مجالسە العلمیة 
والتربویة العامرۃ بالروحانیة والسکینة والرزانة؛ ونٹھل من مشاربھا الصافیة 
ونع(۷. 


وقال في موضع آخر وھو یتحدث عن قصة نزولە ضیفاً عند الشیخ رحمه 











۸/٦٤ مجلۂ ثقافة الھند (حکیم الأمة الشیخ آشرف علي التھانوي):‎ )١( 
۱ء تعریب الأستاذ أفتاب عالم الندوي ۔‎ 
المصدرالسابقء ص۹‎ )١( 


۲۲ 


الله : ٢فحضرت‏ إليه في الضحی تا یبا ولم یحضر فیە إلا بضعة آشخاص+ 
آذکر منھم الشیخ خواجه عزیز الحسن مجذوب؛ فامر الشیخ التھانوي خواجه 
عزیز الحسن أن یناوله حبالتہء فنھض الخواجه امتثالاً غیر أنە لم یتغطن لما 
آمر یە؛ فسالہ الشیخ ھل عرفت ما عي حبالتي؟ کان الجواب بلاء فقال: إنما 
هي المسبحةء فھي حبالتناء نتصید بھا الناس؛ ولم تزل تخشی المجلس غاشیۃ 
من الابتھاج والارتیاحء وسحابة من الانفتاح والانبساطء ولا غروء فإِن طلاقۃ 
وجه الشیخ ووضاءة جبینە؛ وإشراقة محباء؛ وبھاء طلعتهء کان یفضي علی 
المجلس لوناصافیاً من الرونق والبھاءء والروعة والجمال؛'۔ 

کانت ھذہ نظرۃ عابرة علی مجالسه رحمه اللہ؛ وإلیکم الان نبذة یسیرۃ 
من مقتطفات ھذہ المجالس القیِمة والملفوظات الغالیة نتحف بھا القزاء 
الکرام مع الأمل أنھا ستلعب دورا بارزا في مجال الإصلاح وتطھیر النفس من 
الرذائل وتحلیتھا بالفضائل ومحاسن الأخلاق والاآداب: 











*٭ کان من وصایاہ للعلاّمة المفتي محمد شفیع رحمه اللہ حین قدم إلیه 
مسترشداوستفیداً: 





ان الاھتسام باداء الضراشض والواجبات: والاعتٹاء بالسضن 
والمستحبات؛ یقوم بە کل المسلمین؛ عامتھم وخاصٔتھمء ولکن أوصيك أن 
تواظب علی ثلائة آشیاء: 





۱١ص المصدر السابقء‎ )١( 


۲ 


١‏ ۔تقوی الله تعالی؛ وھي لا تقتصر علی الصلاة والصیام والمعاملات 
الظاھریةء بل تجب مراعاتھا في المعاملات الباطنةء ولاہد من تحققھا فیھا 
مثل الأعمال الظاھرۃ. 

٢۔تجنب‏ کل ما لا یعني؛ سواء کان من العمل أو الکلام أو الجلوس آو 
اللقاءء وأقصد بب(ما لا یعني) الشيء الذي لا برجع علی الإنسان بنفع وخیر 
لا في الدنیا ولا في الآخرۃ. 
واننا إذا تاملنا فی حیاتناء وأمعنا النظر فیھا یتجلّی لنا هذا الواقع أننا 
الکثیر الکثیر من أوقاتنا وأشغالنا وأقوالنا ما لا ینفع شیئا من دنیانا ولا 





۳۔ یتبغي المواظبة یومیاً علی تلاوۃ القرآن الکریم ولو شیتاً یسیرآء 
وکذلك المداومة علی النسبیحات المأثورةء مثل (سبحان الل) و(الحمد لل۵) 
و(لا إلله إلا اله) و(أستغفر ال۵)ء والاہتمام بالصلاۃ علی النبي الکریم قل؛ 
والالتزام بالتسبیحات المأثورة بعد الصلاۃ . 





٭ کان رحمه الله یقول: نری کثیرامن تاب الله بختمون القرآن 
الکریم في شھر رمضان المبارك في لیلة واحدةء ویحسبون ذلك قربة عظیمة 
عند الله تعالی؛ ویغیبُ عن بالھم أَنٗ هناك ناساً ضعفاء ومرضی وعجَرَةَء 
یحتاجون للراحةء کما أنّ ناك عدداً کبیراً من الساس الذین بشتغلون في 
المصانع؛ ویتوظفون لدی المؤسسات الحکومیة؛ والعمال الذین یسعون في 
الأرض یبتغون من فضل اللہ ویکسبون المعاش حتی یعولوا أھلیھم وذویھم؛ 








۳۴ 


وبالتالي فان هؤلاء الناس في حاجة إلی أن یاخذوا قسطاً من الراحة في اللیل+ 





في إزعاج النائمین ۔ 

فھذہ الأمور وإن کان ظاھرھا العبادةء وأعمال الخیر والثواب؛ لکتّھا 
تسبّبُ إیذاء الآخریر ونتسیّب العذاب والنقمة أکٹر من النعیم والرحمة؛ کما 
أننا علی درایة کاملة أن درجة ھذہ الأعمال هي التطوع والنفل والاستحباب+ 
آما إیذاء المسلم فتجهبہ أمر واجب؛ وصاحبہ یڈ مرتکب الکبیرۃ. 





٭ کل شيء إذابقي في حّہ فھو نافع یفید؛ وإن تجاوز حدّہ تحوّل إلی 
ضررء مثال ذلك (الخشیة) (الخوف من الل) فھو ینبوع فیّاضء ومنھلُ عذبٌ٠‏ 
ومصد'ٌ حقیقي لکل الخیرات والحسنات؛ ویحتل مکانة مرموقةء وله من 
الفضائل والمناقب ما لا یُعدّ ولا بُحصی: لکنە إذا تجاوز الحدّ یجعل الإنسان 
آف؛ 
غایةء ولذلك نری الرسول الکریم ےل لما دعا الله تعالی وطلب من أن یرزقه 
الخشیة قال: (اللھمٗاقسم لي من خشیتكَ ما تَحُوْل به بیني وبینٌ معاصيك؛'ٴ 





یعیش مُعطّلاًء [تذھب حباتہ] سّدّیء دون أن یتوجہ إلی خدف أو یا 


ومقابل ذلك (أي الخشیة) الشوقٔ إلی لقاء الله تعالی والحنین إليه؛ ولا 
شك أنه من اأکبر نعم الله تعالی وآلاتہ العظیمة علی الإنسان؛ لکن الرسول لا 


() سنن الترمذي )۳٥٣٢(‏ کتاب الدعوات؛ سٹن النسائي الکبری )۱۰٢۴١(‏ 


۲٤ 








لما دعا الله تعالی کانت ألفاظہ ھکذا: ‏ وشوقاً إلی لقائكَ في غیرِ ضرَاءَ مضرّةء 
ولا فتةمضّة٢.‏ 
٭ قال رحم الله 


ٌعلی الکشسوف الئي یزعمھا المتصوّفۃ اھذء 





دلیل النقرب إلی اللهء ولا یه رظ لب میرم |اعغرت إوَ کرت مکنا 
عاقلاًء بل یمکن صدورھا حتی من غیر المسلمین؛ وکذلك من المجائین 
والمختلین عقلیاء وقد صح کبار الأطبّاء ونصّوا علی أنّ المجنون یمکن ان 
یصدر ملە الکشف الصحیح وھناك أدلة ثابتة متوفرۃ علی صدور الکشسف 
الصحیح من الکفار والفسقة . 

وقد أعجب الناس الیرم باصحاب الکشوف وأُولعوا بھم حتی بدؤوا 
یقڈسونھم ویعظظمونھم؛ فضلّوا وأضلّوا کثیراً منھم؛ ولیعلم کل واحد أن‌ 


المیزان الحقیقي والمقیاس الأصلي ہین الحق والباطل؛ والمقبول 
والمردود: هو اتباع شریعة الله تعالیء وسنة رسول َء فالذي لا یتوذہ 
المیزان والمقیاس فإنه ضال فضلاً عن أن یکون ولیاً من أولیاء اللہ أو قدوۃ 
وأسوۃء ولا عبرۃ بصدور الکشف منە حتی لو بلغ المثات أو الّلاف٤‏ 

٭ حقیقة التزکیة والتصوّف: 


قال رحمە الله : إن حقیقة التزکیة والتصوّف هي تضحیة النفس٠‏ وتفادي 





فيههذا 





۱۹۷/۱ : صحیح ابن حبان:٥/٣۰٠ء (۱۹۷۱)ء المستدرك علی الصحیحین‎ )١( 
کتاب الدعوات‎ )۱٣٣١( (۱۹۰۰)ء و١/٥۷۰ء (۱۹۲۳)؛ سنن النسائي‎ 


۰ 


الأرواح لاہتغاء رضوان الله تعالی ونیل رضاہ؛ وما العبادة والطاعة والمجامدات 
إلا وسائل لابتغاء وجه الله تعالی؛ وإِن رضا الله سبحانه وتعالی یحصل بالتواضع 
والائکسار وإظھار العجز والڈل أمامہ عزٌ وجلٌء فالعبد لابد أن یحویه 
الشعور بالتقصیرء وإحساس عدم الإیفاء بالعھدء مع القیام بأداء کل الواجبات 
والفرائض. 

مَن یِنّا یعادل رسول اللہ 8 وصحاہتہ العظام رضوان الله علیھم 
آجمعین؛ آو یدانیھم في شيء من العبادات والطاعات؟! کانوا قَُاماً باللیل 
فرساناً بالنھار؛ وقفوا حیاتھم باکملھا في سبیل اللہ وإعلاء کلمته ونشر دینھ 
وبثٌ دعوته وکلمتہء وبرغم ذلك کلە کانوا یُلزمون أنفسھم الاستغفارء یقول 





الله تعالی في وصفھم: وَالكتَار مم تن 4 [الذاریات : ۸ء وفي هذہ 
الیة توجیە خاص وتعلیم مھم؛ لاسیما لطائفة العلماء والخطباء والمؤلفین 
والکٌُاب؛ والمجتھدین في العلوم الشرعیةء أن مایقومون بە من أعمال علمیة 
وخدمات دینیة ودعویةء لیس ممایتباھون بە أویفتخرون عليهء وإِنّما هو نعمة 
من الله تعالی یجب الشکر علیھاء والاستغفار علی ما حصل في آداٹھا من 
الأخطاء آو التقصیر. 

وکان یقول: القد أخطاًالناس في فھمھم للتزکیة والإحسان والتصوّف؛ 
ووقعوا فریسة سوء الفھم في ھذا الصدد وزعموا أن التزكیة والتصوّف اسم 
لئوع من الأوراد والأشفال الخاصةء والکشف والإلھامء والأذواق والمواجید؛ 
وبالتالي فصلوہ عن الدین؛ وقطعوا صلتہ بأحکام الشریعةء وسنة النبي الکریم 
َء وھذا زعم فاسد؛ وفھم خاطیْ البنة؛ إنما الطریقة أو التزکیة والتصوّف 








٦ 


اسم لاتباع کامل للشریعة الربانیة؛ واقتفاء أثر الرسول ُ فی کل شعبة من 
ب الحیاۃ؛ وجمیع مجالاتھاء وإن الأعمال الباطنة وإصلاح الباطن جزء لا 
یتجزأ من الشریعة الإسلامیة مثل الأعمال الظاھرة؛ وأول ما یقوم العبد 
بإصلاحه في الأعمال الباطنة ہو جانب العقائدء فبعد إصلاحھا يأتي دور 
إصلاح الأخلاق والاداب؛ والتحلّي بمحاسن الأاخلاق؛ والاتصاف باوصاف 
التواضع؛ والقناعةء والصبر والشکر؛ والحب الکامل لله ورسولہ َء وتطھیر 
النفوس والقلوب من الأمراض الشائعة عموماًء والأسقام التي تطرقت إلی 
الداخل مثل الکبر والحسد والشحناء والبغضاء والحرص والشخْ وحبّ المال 
والجاہ 





هذا وقد أشار الإمام عبد الوھاب الشعراني رحمہ اللہ في کتابە (الیواقیت 
والجواھر) إلی آسباب عدم اعتمام السلف الصالح من الصحابة والتابعین ومن 
بعدھم من الأئمة المتبوعین والمجتھدین بتدوین الأعمال الباطنة وأحکامھاء 
آو الاعتناء بھذا الجانب مثل الأعمال الظاھرۃ وأحکامھاء فقال ما معناہ 

'إ٥ٌ‏ السلف الصالح بأکملھم کانت بیوتھم عامرۃ بالعمل علی ھذہ 
الأعمال الباطنة؛ وکانوا علی معرفة تامةء واطلاع کامل علیھاء وبالتالي فلم 
تعد هناك حاجة إلی تدویٹھا أو جمعھا وبیان آحکامھاء ولما بدأ الناس ُغفلون 
ھذا الجانب المھم؛ وأصیوا بالتکاسل والتھاون تجاهھاء قیٍض اللہ سبحانه 
وتعالی في نھایة عھد السلف مَنْ نھض برفع لواء ھذہ المهمة الکبیرۃء وقام 
بتدویٹھاء ومثلھا مثل الحدیث والفقه والعلوم الإسلامیة الأخری؛ حیث لم یتم 
تدویٹھا في زمن النبي قكِ؛ ولکن جھابذة العلماء؛ لما شعروا بحاجة الناس 


۷ 


إلی ذلك قاموا ودونوا ورثٔوا وجمعوا حسب ما اقتضت بە الضرورة تدریجیاء 
فدونوا الحدیث ثم الفقہ ثم الأصول وھکڈا)۔ 

وخلاصة القول: یتبغي أن لا یغتز أحد بعدم وجود أحکام الأعمال 
الباطنة في کتب الفقه المتداو! آیدیناء ویظن آنھا لیست من الأحکام 
الشرعیة؛ بل إن مکانٹھا وأھمیتھا لا تنقص من الأعمال الظاھرة؛ مثل الصلاۃ 
والصیام والأحکام الشرعیة الآخری: والل تعالی أعلم٥‏ 

فائدة مهمّة: 

لقد ثبت في ضوء الأصول المتفق علیھا 
یسوغ فیھا الاجتھاد ویعمل فیھا کل من الأ: 
من وجهھة نظرھم وراجحاً حسب الدلیلء لا ینب 








الأئمة الأربعة: أأٗ اي قضیة 
ة المجتھدینء ہما یرونہ مناسباً 
أن نحکم علی رأي مھا آنه 









منکر؛ بل القائلون بکل الراء من أصحاب المعروف؛ ولا یجوز أن یستخدم 
هناك قاعدۃ (الأمر بالمعروف والنھي عن المنکر)؛ کما لا یجوز لأحد أن یتھم 
من خالفه في رأیه ومذھبه ب۔(تارك السنة) أو بالفسق 


ویبغي لطالبي الحق؛ والباحثین عن الحقیقة أن یجعلوا تُصب أعینھم 
في هذہ المناسبة ما کتبە العلأّمة الحافظ ابن عبد البر رحم اللہ في کتابە العظیم 
(جامع بیان العلم وفضلہ)۔ 

+٤89 7‏ ك٣تس‏ وزاعمي المعرفة في ھذہ 
الأیام يَصِثونَ إلی درجة التکفیر والتفسیق؛ وما أسھل علیھم ھذا التجر 
والنسرع! لیس لأجل الاختلاف في الأساسیات والعقائد المعلومة من الدین 


۸ْ 


بالضرورۃ؛ بل لاختلاف في الآراء؛ وتباین وجھات النظر في الفروع؛ 
والقضایا الاجتھادیةء الأمر الذي یزدي إلی الإساءۃ إلی مقام کبار الأئمةء 
والقدح في الجھابذۃ من العلماء؛ أعاذن الله منە . 





٭ 


۹ 


الفصل السادس 


انام ار اوفتاہ 


لقد امتاز الشیخ التھانوي رحمہ الله بخدماتہ الجلیلةء ومآثرہ العظیمة في 
مجال الفقہ والإفتاء: وإِن جھودہ في تدریس الفقه مع المقارنة بین المذاھب 
الأربعق وکذلك الافتاءء والتدریب للڑفتاءء وإعداد الرجال المتخصصین في 
الفقہ؛ وتالیف ما یُحتاج إليه في ذلكء علی آسالیب مختلفة وفي جوانب: 
متعددة؛ من أھم ممیزات حیاتہ العلمیةء فالاشتغال بالإفتاءء والردعلی أسئلة 
المستفتین کان من روائع ما تمتاز بە حیاتہء بل إن ھذا هو الجانب الأساسي, 
الڈي یحیط بحیاته العلمیة کلھاء کیف لا وقد تمن رحمہ الله علی هذا ان 
ونبغ فیە في ظلَ إشراف استاذہ العطوف الشیخ محمد یعقوب النانوتوي رحمه 
اللہ ۔ 








کان من عادته رحمه الله منذ الوقت المبکر من اشتغاله بالافتاء ۔أن یھٹم 
بتحریر وضبط کل ما یجود بە قلمه السّال: حتی الفتاوی التي صدرت منہ آیام 
تدرّيه فی دار العلوم دیوبند کلھا محزرة ومحفوظةء وبالنظر إلی الإفادة العامة 
واستفادة الجماہیر فقد اعتنی رحمہ اللہ بطباعة بعض منھاء في مختلف 
المناسبات وحسب الظروف والمتطلبات ۔ 


۰۳ 





وتنقسم فتاواہ رحمە الله إلی ثلاثة أقسام نظراًإلی زمن ا' 

فالقسم الأول ہو تلك الفتاوی التعي صدرت منە رحمه الہ أیام تمرنہ 
علیھاتحت إشراف شیخەء وذلك من عام ۱۲۹۷ھ إلی ١٣٣۱ھ‏ 

والقسم الثاني : هو تلك الفتاوی العي صدرت آثناء ! امته في (کانفور) 


في فترۃ ما بین ١٣٣۱ھ‏ و٣٣۱۳۱ھ.‏ 


والقسم الثالث: هو الفتاوی الصادرۃ في فترۃ استقرارہ بتھانە بھون 
وإقامتہ الدائمة هناكء وذلك من عام ١٣۱۳ھ‏ إلی ١۱۳۲ھ۔‏ 





وقد قام الشیخ رحمه اللہ ہمراجعة الشیخ رشید أحمد الکنکوهي رحمه 
اللہ في القسم الثالث من فتاواہء واستفاد منە أشیاء 





ثیرۃء والفتاوی اليی 
صدرت منە بعد هذہ الفترة کانت تسمّی بب(تتمة الفتاوی)ء وأخیراًتمت طباعة 
کل ھذہ الفتاوی مجموعة مرتبةء محلاّۃ بالھوامش والت 
في ستة مجلدات ضخمةء علماًأن ھناك عدداً کبیرا من الف 
رحمے ال باللغة العربیةء وسوف نتحدث بالتفصیل إن شاء 
مجموعة ھذہ الفتاویء وخصائصھاء وممیزاتھاء ومٹھج الشیخ رحمہ اللہ 
فبھاء ونمافج من فتاواہ العربیة في الباب السادس (الًثار الخالدة لحکیم 
الأامة)۔ 





في عام ۱۳۷۱ھ 





۴ 


الفصل السابع 
آراؤہ في المسائل الاعتقادیة 


٭ الشیخ التھانوي یثبت الاستواء ش تعالی ویحمله علی الحقیقة 
دون الخوض فیھا: 





سریر الحاکم والملك بحیث یلیق بشأنہ: وبسماع ھذا یخطر ببال السامعین 
آمران للزوم العرفي: 


أحدھما: الرقعة والعلوء والآخر: صدور الأوامر الملکیةء لأنە یلزم 
الأمران للجلوس؛ والتمکن من العرش الملكي والسریر الحکومي؛ وھذاھو 
الذي عليه جمھور السلفء من حمل الاستواء علی الحقیقةء ثم تفوبضھا إلی 
الله تعالیء والمنع عن الخوض فیھاء وھذا المنع معقول؛ لن إدراکنا قاصر 
عنہء کما یمنع من الخوض في کنە اللون بعین ھذہ العلةہ وإیاك أن تقیس 
استواءہ علی استوائك؛ لأن الصفة تختلف حقیقتھا باختلاف الموصوف: وإذا 
کان المستوي غیر معلوم الکنہ؛ فکان الاستواء لا محالة غیر معلوم الکنہ؛ فأي 
وجە لقیاس مجھول الکتہ علی معلوم الکنہ'' 





٦٢٦٦ص انظر: بیان القرآن: ٤/۱۹؛ وکذلك بوادر النوادرء‎ )١( 
۲ 


ویقول رحمه الله في موضع آخر اتحقیق المقام أنە في الاستواء وأمثاله 
اتفق أھل الحق علی أنّ اتصافه تعالی بھا لیس مثل انصاف المخلوق؛ وھذہ 
ان آت 






الأولی - طریقة السلف: وھي أنھم یحملونھا علی الحقیقةء ویفوّضون 
کٹھھا إلی علم الله تعالیء ولا یذکرون لھا کیفیة , 





طریقة الخلف : وھي أنھم یؤلوتھا بتاویلات مناسبة؛ وذلك لثلا 
الضالة ۔ مثل المشبھة والمجسمة۔العوامَء ولا یوقعونھم في الغلط 
بان یقولوا۔ونعوذ باللہ من ذلك-: إن الله تعالی مستقر علی العرش؛ والاستقرار 
هو الجلوس والعکوف؛ فثبت أنە تعالی جالس علی عرشہ؛ کما اننا جالسون 
علی السرائرء 

والجواب الصحیح عن هذہ الشبھات علی طریقة السلف أن کل ذلك 
ثابت له؛ ولکن لیس کمٹلناء إلا أن العوام لا یدرکون ھذاء ولا تُتقل آذھانھم 
في مثل ھذا إلا إلی العجسیم والخشبیہء ولابد من حفظھم وصونھم عن هذہ 
العقیدۃ؛ فلذلك ذھب الخلف إلی ان فسّروا ھذہ الحقائق ہما لا یترك بە القرآن 
والحدیثہ وإنماالسلف لم یحتاجواإلیهء لأن خواصهم کانواعاملین بقول الني, 
اتنگروا في آلاِ ٹر ولا تفگروا في الل'”''. فکانوا لا یخوضون في مثل 





)١(‏ رواہ الطبراني في المعجم الأوسط: ۲٥٢/٦‏ (۲۴۱۹)ء قال الویئمي : وفیهد 
ال 


ھذہ الأشیاءء ویدفعون الوساوس عن آنفسھمء وأما العوام فکانوا محفوظین 
عن ذلكء لان ھؤلاء المبتدعة المضلّلین لم یکونوا في ذلك الزمانء فکانت 
آذھانھم خالیة عن ھذہ الشبھات٠‏ وکانوا یؤمنون بمعانیھا إجمالاًء ولا یفکرون 
في البحث والخوض 

ٹم قال رحمه الله : ہوھذا کله کان علی مذھب السلف؛ واختار الخلف 
مسك التاویل لمصلحة سھولة فھمہ للعوام'”ء وقد صرح رحمہ الله برجحان 
مذھب السلف. 

التھانوي یرجُح مذھب السلف في اختصاصه تعالی بعرشہ: 

قال رحمہ اللہ في اختصاصەه تعالی وتعلّقه بالعرش: ٭آنا في ہذہ العق 
علی مسلك السلف٠‏ فإنھم لم ینکروا الحقیقة؛ بل آنکرواالجھةء ونفي الجھة 





< الوازع بن نافع وھو متروك+ وتفردبە علي بن ثابت (مجمع الزوائد: ۸۱/۱) 
ورواہ البيھقي في شعب الإیمان: ١/٦۱۳ء )۱۲١(‏ وقال: هذا إسناد فیه 
نظرء ورواہ اللالكائي في (اعتقاد أمل السسة): ٣٥٥۵ء‏ (۹۲۷)+ 
والأصبھاني في (العظمة): ١/٤۲۱؛‏ والصروي فی (الأربعین في دلائل 
التوحید): ۹۰/۱ء (۳۸)ء کما روي الحدیث بألفاظ أخری بطرق. ان 
مختلف کتب السن؛ وقد ضتفه السیوطي في (الجامع الصغیر) )۳۴٣۸(‏ 
وذکرہ المتقي الھندي في کنز العمال )١۷۰۷(‏ 

() انظر: رسالته (تمھید الفرش في تحدید العرش) في مجموعة (بوادر النوادر)+ 
ص ٦٦-٠٦٦‏ باختصار وتعدیل؛ وکذلك (إمداد الفتاوی): ۲۹۲۷/٦‏ 

ء٦٦۷ص بوادر النوادر‎ )٢( 














١ 





ثابت نقلاً وعقلاًء أما النقل فقوله تعالی: لا 
۱ء واما العقل فلان الجھة مخلوقة حادثةء والله تعالی منزٌہ عن الانصاف 
بالحادث: لأن محل الحادث حادث؛ والحکم بالاستواء والعلو لا یستلزم 
الجھة؛ فلو حکمنا بالجھة واثتنا ىنه العلو والاستواء: وذلك خلاف 
قول السلف. فإنھم یصرّحون بأنه غیر معلوم۷". 
یه كي مایا 
شُثل الشیخ التھانوي رحمہ اللہ عن المعیة الامیۃ في قوله تعالی: 
وَثومَمکو 4 [الحدید: ٤]ء‏ وقوله تعالی: رق 
[سورةق: ٦٦]ء‏ 








فمن الناس من یقول: إِن القرب باعتبار الذات والوصف 

ویقول الآخرون: إِن القرب بحسب الوصف فقط: فَأیّھماعلی الصواب؟ 
وا الفریقین علی الحق؟ وإن کان الله قر بالذات٤‏ فھل بقرب مع کون 
استواثہ علی العرش؛ أم لا؟ ثم القائلون بالقرب الوصفي 
جس سیف 


فاجاب رحمہ الل فا 


لقائلین 











الما کان المتبادر عند العامة من المعیة الذاتیة؛ هي المعیة الجسما 
آنکرھا العلماء: وکفر بعضھم القائلین بھاء ولو آرید بھا المعیة غیر المتکیفة+ 


() إمادالفتاوی: ٦/٥۲۔‏ 


۳" 


فلا محذور في القول بھاء والامتناع في اجتماع بالاستواء؛ لأآن الذات لیست 
بمتناھیةء والمعیة لیست بمتکفة ومن لم بقدر علی اعتقادھا بلا کیفیيةء 
فالاسلم لە ان یقول بالمعیة الوصفیة فقطء وبھذا التقریر خرج الجواب من کل 
سؤال؛ وارتفع کل إ[شکال والحمدلل الکبیر المتعال عن کل مقام وخیال٥۔‏ 


رآيە في العلم بالغیب: 

قال الشیخ أشرف علي التھانوي: الغیب لە معنیا: حقیقي وإضافيی+ 
ضالغیب الحقیقي: ما لا طریق ولا سبیل إلی معرفتہء وھذا مخصوص به 
تعالی+ وحصولە للعبد محال شرعاً وعقلاً۔ 

والغیب الإضافي: هو ما یعطاہ الإنسان باحد الوسائل؛ لکنە یعطی 
البعض فقط: ویخفی عن بعض؛ فھذا یحصل للعبد بإعلام من الله تعالی''. 

ویری رحمه الله أنە لا یجوز إطلاق لفظة (عالم الغیب) علی الرسول ل2 
وإن کان بتاویل: لکونە موهعاًللشركء ولو جوز ذلك بتاویلء للزم أن 


2 





إطلاق (الخالق) و(الرازق) و(المالك) و(المعبود) وغیرھا من صفات اللہ 






نفي إطلاق لفظة (عالم الغیب) عن الله تعالی با 
عالم الغیب بالواسطة والعرض. فھل یاذن في نفیە عاقل متدیّن؟ حاشا 
وکا ۴ا ۔ 


۲٢۔٥٢/٦‎ : [زمدادالفتاوی‎ )١( 
المھنّد علی المفندء ص٢۲۔٢۲ء للشیخ خلیل احمد السہارنفوري؛ نقلاً-‎ )٢( 


٢ 


التھانوي یفنّد قول مذكري بشریة الذبي قِ: 

یعتقد الشیخ التھانوي رحمہ الله کما هو عقیدة السلف من أھل السنة 
والجماعةء أنّ الأبیاء بشر دون ریب وشبھةء ویقول: بِأئّ من لم یعتقد فیھم 
البشریةء فھذایعني أنە یوصّلھم إلی حدودالألوھیةء وھذاشرك جليٗ. 

کما آنه رحمہ الله آفتی فیمن یّعي أَ النبي يك کان بشرافي ظاھرہ فقط+ 
آما في الحقیقة فھو لیس ببشرہ بأن هذہ الدعوی کفرء ولذا فإنە فسّر الاّیات 
القرآنیة التي جا: الأنبیاءء ووصفھم بمافسر بەالجمھور والسلف 
الصالح؛ فقال في تفسیر قوله تعالی: ط إِن كَُْ إِلَا مك بتکم [إیرامیم 
نعترف ونقر بیشریتناء وبأننا بشر مثلکم؛ ولکن لا 
ء لأن النبوۃ منة عظمی من اللہ تعالی: ولە تعالی الحق 
تیار أن یمن علی من یشاء من عبادہ'. 
التھانوي یفتر الدّور بالقرآن العظیم: 
کما فسّر الشیخ التھانوي رحمہ الله کلمة (النور) الواردة في قول تعالی : 
قَذ س٥ا‏ صظم رَشو کا بیٹ کک سکیا ٹا صنثم تنْثوک یت 
آلکتپ والٹرا عت سکییر کذ ک2 حظم برک الو ٹڑ تًَکوکٹ 
پ4 [المائدۃ: ١٣]ء‏ بالقرآن العظیمء فقال: 
















<۱ عن کلام الشیخ الضائوی, 
)١(‏ انظر: بیان القرآن : ١/٦‏ 


۳۷ 


قد جاءکم من الله تعالی شيء نوراني وھو کتاب واضح یعني القرآن 
المجید؛ وین سبب الترجیح قاثلاً: إشارۃ إلی ان عطف الکتاب علی لفظ 
(النور) للنغسیرء فھما متغایران بالصفةء متحدان بالذاتء ولذا حَمُن إفراد 
الضمیر في (بہ)ء وبھذا التفسیر حسن إسناد الھدایة ھاھنا إلی الله تعالیء 
وجعل الکتاب والنور سیباء وإسناد التبیین فیما قیل إلی رسول اللہ پچ وأما إذا 
قُمَر الٹور بالرسول؛ لا بحصل ھذا الحسنء کما أن قوله تعالی : ٭ وَآَوَِتا' 
نا یکا )4 [النساء: ]٢۷١‏ یؤید ما قلناہ: لأن المقصود في الآیة ھو 
الکتاب قطع". 





التھانوي یمنع الدعاء لغیر اش بلفظ الخطاب آو نداء غیرہ ب(یا 
کاشف الکرب) آو (یا قاضي الحاجات): 

لقد سُثل الشیخ التھانوي رحمہ اللہ عن دعاء النبي لٍ بعد وفاتہ بلفظ 
الخطاب؛ أو تلقیب غیر الله تعالی ب(دافع القحط والوباء) أو (کاشف الکرب) 
آو(قاضي الحاجات) ماحکمە؟ 





فاجاب رحمہ اللہ قاثلاً: قال الله تعالی: و لا نوا یکا [البقرۃ: 
٤ء‏ وقال رسول اللہ ہل : ١لا‏ یقولَیٌ َحدُکُم عبدي وأمتي؛ ولا یقل العبڈ: 


0)0 
ریہ 








۱٤/٣ بیان القرآن:‎ )١( 
ونحوہ>‎ )۲۲١۹( رواہ مسلم في صحیحہ؛ کتاب الألفاظ من الأدب وغیرعاء‎ )( 


۸ 





وقال ےی : ١لا‏ تقولوا ما شاء اللہ وشاء فلان٥'ٴء‏ وفي روایة 
ما شاءَاللہٴوشَاءَ محفّة۷''. 

إنٌ الألفاظ المذکورۃ في السؤال فوق الألفاظ المذکورۃ المٹھي عنھا في 
الکتاب والسنة بدرجات في إبھام الشرك یقیناأء سواء کان النھي باي درجة 
ولکنه مکروہ وغیر مرضي في کل حال؛ فلما کان الأخف منھیاًعنه عند الشارع 
عليه السلامء کان الأشد ممنوعا من باب أولی ۔ 

والوجہ الثاني: أن الألفاظ المٹھي عنھا في الحدیث إنما یستخدمھا 
أيّ تعبٍ أو تقوب ؛ ولک هذہ الألفاظ التي یسا 
عنھا السائل ۔یصحبھا الاعتقاد بالتبرك والتقرب إلی اللہ آو إلی أولیائەء حسب 


الاتقولوا 


الناس عادۃ دون أن تو 





البخاري في صحیحہہ؛ کتاب العتقء (٢٥٥۲)؛‏ وأبو داود في سننہ؛ کتاب 
الأدبء (۹۷۵))؛ وأحمد في مسندہ: ۲/٤٤٦ء ٣٦٤٤/۲ )۹٥١0(‏ 
۱۸٤/۲ )۹۹۰۵(‏ (۱۰۲۸۸) ۱۹۱/۲ (۵١۱۰۴۷)۔‏ 

)١(‏ رواہ أبو داود في سننە کتاب الأدب (4۸۰])؛ والببھقي في السٹن الکبری: 
۳ء (٥۰١٥٢)؛‏ والنسائي في السٹن الکبری: ٢/٥٤۲ء‏ (۱۸۰۱۲۱)+ 
وأحمد في مسندہ: ۳۸٣/٥‏ (۲۳۳۱۳)ء ٥/٣۳۹ء‏ (۲۴۳۳۹۵)؛ ورواہ این 
أبي شییة في العصف : ۷٤/٦ ء)۲٦٦۹۰( ۴٣٣/٥‏ (۲۹۱۷۲) 

)٢(‏ رواہ این حبان فی صحیحہ: ۱۴/ ۴۲ء (٥٥۷١)؛‏ والحاکم في المستدرك: 
۳ء و(٥٥۹٤)؛‏ والدارمي في سننہ: ۳۸۲/۲ء (۹۹٦۲)؛‏ وابن ماجه في 
سنہ باب النھي أن یقال ما شاء اللہ . .. إلخ (۲۱۱۸)؛ وأحمد في مسندہ 
٥ء‏ وہ( ۳۹۳ ۷۴۳۸۷۷۸)۔ 


حت 


اختلاف معتقدات الناس؛ فھذا فیه نوع من التعبّدء وھذا ممنوعء لن التعبد 
بامر ممنوع أقبح وأشنع من استعمال الممنوع في غیر موضع ا لآن الذيی 
تصدر من ھذہ الکلمات لا یعتقد المعصیة في ھذہ الصورة سبباً لرضاء الله 
تعالی؛ وفي الأولی یعتقد المعصیة والممنوع سببالرضائه. 





ولما ثبت الھي ونقور المنع ٹم ثبت وصخ ذلك عن شخص أُمرنا أن 
تُحسن الظن فیه؛ لا یجوز التغیر في الحکم الشرعيء ولا لأحد استعمالہء ولا 
الاستدلال: وذلك لن النھي عنە ثبت وتقرّر بالحجج الشرعیة؛ وفعل المشایخ 
لیس بحجة شرعیة إزاء النصَ آو خلافہ؛ وقال رحمہ الله في موضع آخر وإِن 
هذہ الخطابات لھا ثلاث مراتب: 











الأولی : أن یعتقد أنٗ اصحاب الخطابات متصرفون في الأمور 
بالاستقلالء فھذا شرك صریح . 

الثانیية: أن یعتقد آن ھؤلاء متصرفون بالإذنء ومطلعون علی ھذہ 
الخطابات بمشیئة الله تعالی؛ وھذالیس بشيء من الشركء لکْ وقوعه مختلف 
فيه بین صلف ھذہ الأمةء فمنھم من أثبت ذلك؛ ومنھم من نفاہء والمثبتون لا 
ون النداء من بعیدء ولا یوجد دلیل علی السماع من البعد دواماء فمثل هذا 
الاعتقاد دون دلیل شرعي مع آنه لیس بشرك حقیقة صریحاً۔ معصیة وکذب 











حقیقة؛ وشرك صور: 


دلیل المعصیة قولہ تعالی : ہل ولا تنث مَا کی کک یہ لم 4 [ال(سراء: 
۲ء ودلیل الکذب صدق تعریفه عليهء وأما الشرك صورۃ فلاجل التشبَ 





٤ 


عادۃ بمن یعتقد بالمرتبة الأولی . 

الثاللة: أن لا یعتقد التصرّف ولا السماع؛ بل یخاطبھم وینادیھم بمٹل 
ھذہ الخطابات من غلبة الحبّ وشهة الحنین لھمء فھذالیس بشرك ولا معصیة؛ 
ویجوز بشرط أن لا یتعدی حدود الشرع في الألفاظ والخطابات؛ ولا یستلزم 
فساد العامةء لأن المرء کما یجب عليه الاجتناب عن المعاصي یلزم عليه 
من المسلمین لا سیما العامة منھمء ولذا فلو استلزم هذا العمل 
فساد عقیدتھم لا یجوز آبدآ'۔ 









المنھب الوسط في التوسّل والوسیلة: 

لقد اختار الشیخ التھانوي رحمه اللہ مذعباً وسطاً في باب التوسل 
والوسیلة؛ وأ ما ذھب إلیه شیخ الإسلام ابن تیمیة رحم الله ومن نحا نحوہ 
من منع النوسل بالأعیان الموتی؛ تأویلاً لطیفاء وله بحث مفید في ھذا 
الموضوع؛ وقدتحڈّث عنە في مواضع عدیدة من مختلف مؤلف 

یقول رحمه ال: إنٌٗ التوسل وإن لم یکن قربة مقصودة مثل الصلاة علی 
النبي ِء لکنہ مثلھا في الفائدة والتاثیر؛ وھو أنٌّ کلاً منھا یقرب الدعاء إلی 
الإجابة وقد اختلف فیه البعض بنوع اختلاف؛ لکن الجمھور فیه علی الجواز؛ 
بشرط أن یراعي الإنسان الحدود الشرعیةء ولا فإنہ مذھب منصور'"؟ 








۔۳۷۹٣۔‎ ۳۷۸/۵٥ إمداد الفتاری:‎ )١( 
انظر ھذا الموضوع في کتب الشیخ التھانوي؛ منھا: نشر الطیب في ذکر النبي<‎ )٢( 


٤٤ 


ٹم ذکر الروایات واستدل بھاعلی ما ذھب إليه. 

وفال في موضع آخر وھو یذکر ما ذھب إليه شیخ الإسلام ابن تیمبة 
رحمە الله : ٢إِن‏ الشیخ ابن تیمیة یجیز التوسّل بالأعمال؛ فلو کنت في زمنە أو 
کان هو في هذا الزمن لقلت متادباً أمامه: یا شیخنا ما حقیقة هذا التوسّل 
بالأعمال؟ فاما أنا فاری أن ذلك ان احداً إذا خاطب الله تعالی للتوسّل 
ویقول: اللھمٌ افعل لي کذا بفضل العمل الفلاني: فمعنی ذلك: اللهمٌ إن هذا 
العمل محبوب عندك ومقبول لديك٠‏ وقد وعدت بتزولِ رحمتك الخاصة علی 
من لە لیس بعمل تح فلنا أیضاًتلہُس الکسب والصدور بھذا العمل؛ فتطلب 
منك رحمتك التي وعدتھا علی التلب٘س بھذا۔ 

فنظراً إلی ہذہ الحقیقة لو توسّل أحد بالأعیانء فما هو الفارق ہین 
التوسّلین؟ التوسّل بالأعمال: والتوسّل بالأعیان؟. 

وسواء کان الأعیان أحیاءٗ آو أمواتا؟ لان محصل ھذا التوسّل بالأعیان۔ 
بعد التوجیە المذکور ‏ اللهھمٌ إ٥ّ‏ ھذا الرجل الصالح ۔ حیاً أو میتاً۔ محبوب 
عندكء وقد وعدت بنزول الرحمة علی من لە تلبّٗس باحبائثكء ولنا تلبس حسن 
الاعتقاد والحب بھذا الرجل الصالح؛ فنطلب منك رحمتك الموعودةء فقل 
لي: ما الفرق في ھذا بین الحي والمیّت؟ وإلّي علی یقین بأن الشیخ لو کان حیاً 














الحبیبء ص۷٢۲‏ -۸٤۲؛‏ إمدادالفتاوی: ٥/٥۸؛‏ بوادر النوادر ص٦۷۰‏ 
28 


۲ 


الیوم لرجع عن المنع عن التوسّل بالأعیان الموتی إطلاقاًء بعد اتضاح حقیقة 
التوسّل٠‏ 

توجرہ عاتم شیع اإسااواین میڈ رع 2× 

وبالتالي قاری أ٤‏ الشیخ آراد بالتوشل الممضوع ہو التوسّل بطریق 
الاستغائة والاستعانة بالامواتء لا أنە یمنعه مطلقاء أو یوجّه قوله (بالمنع) بأن 
الممنوع من النوسّل هو المذکور آنفاء إلا أنە اطلق المنع سداًللباب: لثلا یزدي 
لك إلی وقوع العامة من المسلمین في الحرام الممنوع من التوسّل بتجویز 
واختیار الجائز منهہ لأن التوسّل ‏ الذي نحن نسوغہ ونجیزہ ۔ مباح وجاشز 
فقطء ولیس من الواجبات والمقاصدء وکل مباح بُخشی به الافتتان والضلال 
فلا بأس بأن یمنع عنه العلماء. 





خلاصة القول: 

وبالجملة فإن التوسل بالموتی لیس بمنھي عنە مطلقاء کما ذھب إليه 
شیخ الإسلام ابن تیمیة في ظاہر قوله: ولا أنه مباح جائز بحیث إنە یطلب منھم 
ات أو الدعاء لقضاٹھاء بل الأمر بین بین وھو ما ذکرته من أن یختار 
بفضل حبّھم؛ وحقیقة ذلك هو طلب الرحمة الموعودة علی التلب٘س+ 
سواء کان التلب٘س تلبّس الصدورہ کما في الأعمالء آو تلبّس الحب کما فيی 
الأعیانء ویجب الابتعاد عن الإفراط والتفریطء بالتزام الاعتدال في الباب!١'.‏ 






)١(‏ اسعدالأہرا ص۲۹۰۔۲۹۱ 


۳۴ 


المنامات لیست بحجة شرعیة ولایجوز الاعتماد علیھافي المسائل: 

المنامات کما ثبت بالأخبار الصحیحة نوعان: 

١‏ صحیحة صادقة لھا حقائق في الخارجء لنھا تکون من اللہ تعالی 
ومن الملاأ الأعلی 

٢۔‏ والنوع الآخر منھا: کاذبة ھي خیالات محضةء تنبعث من النفس أو 
الشیطان. 

والمهمٌ في الباب أن المنامات لیست باختیار العبدہ لذا یری فیھا المرء 
عليه في الیقظة ۔ 





مالایریدہ ویتصورہ أبدا وکذا ما لا قدرۃ 

ھذا وقد نصیْ العلماء علی أن المنامات والرؤی المحضة التي لا دلیل 
یدل علی صحتھاء لا یجوز آن یثبت بھا شيءبالاتفاق فإنە قد ثبت في الصحیح 
عن النبي َأنە قال : ۲ إذااقترب الزمان لم تکد رزیاالمسلم تکذب؛ وأصدئُکم 
رؤیا أصدقُکم حدیثاء وروی المسلم جزء من خمس وأربعین جزءا من الب 
والرؤیا فالرزیا الصالحة بشری من الله ورؤیا تحزین من الشیطانء 
ورؤیا ممایحڈث المرهُنفَہ .۹۷۰۰ء 

وذلك لأن مسائل الدین والعلم لا یعتمد فیھا إلا علی نصوص من 
الکتاب والسنةء وإجماع الأمةء وهذا ما قورہ الشیخ التھانوي رحمہ الله ٠‏ حیث 











صرح وقال: 


)۲۲٦٢( رواہ مسلم في صحیحہء کتاب الرؤیاء‎ )١( 
٤ 


٥إ‏ المنامات لیست بحجة شرعیة 
ویجادل أحداء إلا أن الرؤیا الصالحة من المبشرا, 





بنصْ من الحدیث: أثرھا 





الطبیعي التسلیة والسرورہ فإذا وافقت الدلائلَ الشرعیء یترجح جانۂ 
صدقہا١۷.‏ 


ن المنامات لا یجوڑٌ الاعتماد علیھا 
بني علیھا أحکام الشرع+ ولا عبرة بھا 
في المسائلء إلا أنه فیھا نوع مسا للاستشہاد آو الاستبشار والاطمثنان: أو 
الامتٹال أیضا في بعض الأحیانء إذا وافقتہ الدلائل والقرا 








وھذا هو المسلك العدل الذيی اختارہ علماء أھل الےنة والجماعة في 
موضوع المنامات؛ کذا ذکرہ شیخ الإسلام ابن تیمیة والإمام ابن القیم رحمھما 
ال ٣‏ 
التھانوي یرفض الورد ب(یاشیخ عبد القادر) ونحوہ: 
کان المجتمع الذي عاشه الشیخ التھانوي رحمه اللہ ملیئاً بانواع من 
الخرافات والمنکرات والأباطیل ونسودہ شتی أصناف الضلالات ؛ والبدع 
والتقالید والطقوس غیر الإسلامیة التي لا تمت إلی الإسلام بصلةء لا من قریب: 





)١(‏ انفاس عیسیء ص۹٥۱‏ ۔ 
)٢(‏ المصدر السابق؛ ص١٥۱‏ 
(۴) انظر: مجموع الفتاوی لشیخ الإسلام ابن تیمیة رحمہ الل: ١/٦۹‏ ۔ 


٤ 


ولا من بعیدء وإنّ ا 
المنکر وإزالته کان شغلّه الشاغل هو القضاء علی تلك البدع السائدة؛ واستٹصال 
جذور تلك الخرافات: التي ما آنزل الله بھا من سلطان والتي من أھمھا تلك 
الأورادالباطلةء والنداءات المردودةالتي توھم الشرك والکفر ؛ وبحکم اشتغاله 
رحمہ اللہ في المجال الإصلاحي وردته أسئلة کثیرۃ عن النداء والورد ب۔(یا شیخ 
عبد القادر شیٹاً ۵) وینحوھا من النداءات الأخرہ فاتفقت کلمته علی عدم 
الجواز؛ وأجاب رحمە ال : 


خ رحمہ الله منذ ہدایة أمرہ في مجال الإصلاح وتغییر 





فإن عدم الجوازء وعدم نقله عن الأئمة ظاھرء والدلیل أیضاً ظاھرء 
ومن قوله تعالی : 9 
رع ابو کَوئرک4 [الأحقاف : ٥]٠۔‏ 

وھناك تفصیل آکثر في نفس الموضوع(٢‏ 

تحقیق معنی السنة والبدعة: 

لقد عالج الشیخ التھانوی رحمہ اللہ موضوع السنة والبدعة معالجة 
دقیقةء وشرح معناہما وبّن مدلولھما بدقة وتفصیل موضحاً إیاھما بضرب 
کما تطرق رحمہ الله إلی تقاسیم البدعةء وبعض الأعمال المعتبرۃ في 








() لمعرفة مزید من التفصیل یراجع کتاب إمداد الفتاوی: ٣٤٤ ٥٣٣ /٤‏ 


٦ 


تقسیم البدعة إلی حسنة وسیئة نزاع لفظی: 

إِن القاعدۃ الکلیّة في ھذا الباب؛ أن ما لا یکون من الدین ۔ کلیا أو جزئیاً 
فجعلە من الدینء واعتقادہ کذلك: علماً وعملاً لاعتراء شبھتەء بدعةء 
لاجل مزاحمة الأحکام الشرعیة ۔ 





ودلیل ذلك الحدیث الصحیح: ہمَیْ أَحْدّث في أمرنا ہذا ما لیس منە فھو 
ردہ”''ء ففي ھذا الحدیث کلمة (من) وکذا (في) تدلان علی ھذا المدعی 


صراحةء 


والبدعة ا 





لا تکون إلا سیئةء فاما البدعة الحسنة: فھي بدعة 
صوریة وسنة حقیقیة لدخولھا تحت کلیة وانضمامھا إلیھاء ولذا فإلبات تقسیم 
البدعة إلی حسنة وسیئة ونفیه نما ھو من النزاع اللفظي؛ فان الإثبات نظراً لی 
الصورۃء ونفیە بناءعلی الحقیقةء ولا مشاحّة في الاصطلاح('. 

وقال في رسالتہ (إعداد الجنة للتوقٌٔي عن الشبھة في إعداد البدعة 
والسنة) بعد أن ذکر تعریفات الفقھاء للسنة والبدعة : ١وفي‏ الحقیقة إِن معنی 
السنة : هي الطریقة المسلوكة في الدین؛ 








)١(‏ رواہ البخاري في صحیحہء کتاب الصلح؛ (۹۷٦۲)؛‏ ومسلم في صحیحہء 
کتاب الأقضیةء (۱۷۱۸)؛ وآبو داود في سننهہ کتاب السنةء (٤٤٦٦)؛‏ وابن 
ماجه في سننه؛ کتاب المقدمةء (١۱)ء‏ 

۲۸۵/۵ آمداد الفتاری:‎ )٢( 


۷ 


ومعنی البدعة : داعتقاد خلاف المعروف عن الرسول لا لا لمعاندة: 
بل بنوع شبھةاء 

ویعبارۃ خری: ہما أُحْلِثَ علی خلاف الحق المتلقًی عن رسول اللہ و 
من علم آو عمل أو حال٤.‏ وھذا المعنی الحقیقي للبدعة هو المراد في قوله 
قیل: امن أحدث في آمرنا هذا ما لیس منە فھو رڈٌ'''ء اي آدخل في الدین ما 
لیس في الدین؛ والثابت بالأدلة داخل في الدین؛ ولیس بخارج منہ'٢'۔‏ 

وقال في موضع آخر: ہإنما حقیق البدعة أن یفعل المرء شیتاً ویختارہ 
معتقدا أنه من الدینء فلو اختار معالجة تدہیر لأمر من أمور الدین؛ فکیف لا 
یکون من الدین؟ فھنا آمران: إحداث للدین: وإحداث في الدینء فالإحداث 
للدین سنة معنی؛ والإحداث في الدین بدعة۳(8'. ٤‏ 





قاعدۃ کلیة لمعرفة السنة والبدعة من المحدثات: 


لمعنی البدعة بشيء من التفصیل قسمھا رحمه اللہ بالنظر إلی 
آسباب حدوٹھا: 





یقول رحمہ اللہ: (اعلم آن ما حدث وأحدث من الامور بعد خیر القرون 


علی نو۔ 





۱٢٤١ص سیق تخریجه في‎ )١( 
٦۷۸ص بوادر النوادر‎ )٢( 
المصدر السابق؛ ص۷۷۸۔‎ )۴( 


۸” 


النوع الأول: ما یکون سببە أیضاً جدیداً مثله لکنە یتوقف عليه شيء 
مامور به من الشرعء بحیث لا یمکن الإتیان بذلك المامور بە إلا باختیار أمر 
محدث (في أصله وذاتہ) مثل تصنیف الکتب الدی: وتألیفھاء وبناء المدارس+> 
فنہ لم یکن یوجد شيء منہ في زمنہ ِء فالسبب جدید وھذہ الاشیاء یتوذ 
علیھا مامور بە من الدین وھو حفظ الدین ونشرہ؛ وإشاعتہ بعد تغیر الأحوال 
والظروف بالنسبة إلی زمن النبي قلاء فسبب ھذہ الأشیاء جدید؛ لأنہ لم یکن 
في خیر القرون؛ وآما نفس ھذہ الأشیاء فقد توقّف علیھا حفظ الدین لان بعد 
تغیر الزمان . 

فالأعمال المذکورۃ (من تصنیف الکتب وبناء المدارس ونحوھا) بدعة 
في الصورۃء لکٹھا في الحقیقة لیست کذلك؛ بل هي واجبة بنا٤ٗ‏ علی القاعدة 
التي تقول: :مایتوقف علیہ حصول الواجب فھو واجب؛ 

النوع الثاني : من الأمور المُحدئة ماسیبه قدیم مثل الاحتفال بمولد النبي 
َء والأربعینات ونحوھا من البدع ؛ فان آسبابھا قدیمةء لأن سبب الاحتفال 
بالمولد هو الفرح للولادۃ النبویةء وکان ھذا السبب موجودافي ز پل ابضاء 
لکن لم تنقل هذہ المجالس والاجتماعات عن النبي قِء ولا عن أحِ من 
اصحابہ فھذہ الأشیاءُ بدعةً صورۃً ومعنّیء وواجبة الرد لدخولھا تحت 
مْ أَحْدّث فی أمرنّا ھذا مَا لیس نہ 














مکردا 
جاتگر 





۱١۷٤ص سبق تخریجء‎ )١( 


۹ 


فالاحتفال بمولد ال 


وواجبة الرڈ۔ 


والأربعینات ونحوھا بد صورة ومعنی؛ 





فاما النوع الاول فھو مقبول؛ لأنہ داخل في ”ما منہ٤ء‏ فھذہ قاعدۃ کلیة 





لمعرفة البدعة والسنة من المحدثاتء وعليہ یخوڑج حکم جمیع الجزئیات 
المحدثةا۔ 
عدم تکفیر أھل الأھواء: 


کان التھانوي رحمه اللہ من أولئك العلماء الصالحین الذین رزقھم الله 
تعالی نعمة الوسطیة والاعتدال في کل شأن وفي کل أمر؛ وقد اتسمت حیاته 
بھذہ الصفات الکریمة في جمیع الشؤونء فنراہ متزناً معتدلاً في سائر تعاملاتہ؛ 
وأعمالہ الدعویة وجھودہ الإصلاحیةء وخیر دلیل علی ذلك فتاواہ العلمیة٠‏ 
ومواعظہ الإصلاحیةء حیث إِنَّ منھجه وآسلوبہ یتمیز بھذہ ا 
الکلمة. 


وھا ہم البریلویة'''الذین کانوا قد أظھروا عداواتھم وبغضاءھم لجمیع 








)١(‏ البریلویة: طریقة صوفیةء ولدت في الھند آیام الاستعمار البریطاني؛ وقد غالی 
الأنبیاء والأولیاء عامةء والنبي محمد ا خاصةء 
وأضفوا علیھم صفات تعلو بھم عن خصائص البشرہ متاثرین بعقیدة النصاری 
في سیدنا عیسی٠‏ والبوذیة في بوذاء والشیعة في آئمنھم المعصومین ۔في 
نظرہم ۔ وقد آسس عفہ الطریقة أحمد رضا خان بن تقي علي خان سنة 
٤ھ‏ الذي سمّی نفسے عبد المصطفی ولد في بلدة بریلي (ولایة< 





آفرادھا في محبة 








"٣ 


أھل السنة والجماعةء ونبزوہم بالألقاب حتی وصلوا إلی غایة الإساءة 
فکفْروہم؛ ولکن في ہذا الوضع الحرج نری الشیخ رحمہ الہ لا بُسرع في الرد 
علیھم بالتکفیر العتبادلء وإنما یثبت علی حلمه ووسطیتہ واعتداله؛ ویقول 
نحن لانکفرھم مع أنھم یکفرونناء مذھینا أخذ الاحتیاط الشدید في الحکم 
بالکفر علی أحد وذلك لأنە لو کان أحد کافراً حقیقةء وفي واقع الأمرہ ولم 
نقل إنه کافرء فما الحرج فیه؟ولکننا لو قلنا لأحد : إنه کافر؛ وتبین الأمر خلاف 
ما قلناہء فھذا أمر خطیر للغایةء ونظراً إلی هذا السبب فاإننا لم نحکم بالکفر 
علی القادیانیة”'٠‏ في بدایة الامر ۔بالرغم من أنھم کانوا یکفرونناء ولکن لما 
قیقنت لنا حقیقة الأمرہ وتجلی لنا الواقع أنھم یقولون بنبوّۃ (المیرزا)ٴ'' أفتینا 








ش) وننلمذ علی المیرڑا غلام قادر بك الله لأکبر للمیرزا غلام 





چٹ قدرۃ یتحکم بھا في الکون+ وللأولیاء مثل ذلك ولھم علم الغیب ایض 
ولھم عقیدة اسمھا الشھود حیث إن النبي قٍ في نظرھم حاضر وناظر 
لأفعال الخلق في کل زمان ومکان؛ وھکذا یعنقدون في أحمد رضا خان 
(انظر : للتفصیل الکتب المؤلفة في البریلویة)۔ 

)١(‏ سوف نتحدث عن ھذہ الفرقة بالتفصیل في باب (جھودہ الإصلاحیة) إِن شاء 
اللہ 





)٢(‏ هو غلام أحمد بن غلام مرتضی القادیان 





ي المتمھدي ثم المتتِي؛ کان مولدہ 
نحوسنة ست وخحمسین ومنتین وألف؛ وفي سنة ثمان وٹلائمئة وألف ادعی آنه 

مثل المسیح؛ وقال: لقد أُرسلثٗ کما اُرسل المسیح بعد کلیم الله موسی؛ 
وطبق علی نفسه الأحادیث التي وردت في نزول المسیح عليه السلام؛ وآبعد< 





٥١ 


بکفرھم؛ لا ھذا کٹر صریح+ وما کان قبل ذلك مما سواہ فکنا نؤوّلهء ولو 
بتاویل بعید: نظراًإلی عدم إخراج احد من الملة الإسلامیة بشبھةء فالبریلویة 
عندنا من أھل الأھواء: وأھل الأھواء لیسوا بکفرۃ'''۔ 

وکان رحمه الہ یقول: ہنعذرہم فیما یرموننا بە نظراً إلی أنّ ذلك لا 
یصدر منھم إِلا لشدة حبھم وغرامھم بالنبی پلہ؟' 


ۓ النجعة في تأویلھاء وألف رسالة سماھا (تحفة الندوۃ) قدمھا إلی حفل ندوة 
العلماء المنعقدة في (أمرتسر) قال فیھا: افکما ذکرٹ مراراً أن ھذا الکلام 
الڈي أتلوہ ھو کلام الله بطریق القطع والیقین کالقرآن والتوراۃء وأنا نبي ظلي 
وبروزي من آنبیاء الله ویجب علی کل مسلم طاعتي في الأمور الدینیةء 
ویجب علی کل مسلم أن یؤمن بائي المسیح الموعود. .٠٠٠‏ وادعی فیما بعد 
آنه نبي مستقل؛ صاحب أمر ونھي؛ وکفر من لا یژمن بنبوہء وقال بالتتاسخ 
والحلول وادعی التفوق علی کثیر من الأئبیاءء وألف في ھذا الموضوع عدداً 
کبیراآمن الرسائل والکتب؛ وافتی بنسخ الجھاد وتحریمہ؛ واعلن آن الإئکلیز 
ہم أولو الامر الذین تفترض طاعتھم علی المسلمین وفي عام ست وعشرین 
وثلائمئة وألف باھله الشیخ ثناء الله الأمرتسري؛ وأن الکاذب المفتري من 
الرجلین سیموت؛ ودعا الله تعالی آن یقبض المبطل في حیاۃ صاحبہء ویسلط 
عليه داء مثل الھیضة والطاعون یکون فیە حتفء وفي شھر ربیع الآخر سنة ست 
وعشرین وثلاثمئة وألف آصبب با ة الوبائیة وھو في (لاھور) ومات في 

ت من شھر ربیع الآخر سنة ست وعشرین وثلاثمئة وآلف. (نزهة 
الخواطر : ۸/ ٤٣٥۔٤٣۳‏ باختصار وتعدیل) 

۳۸٣ص ملفوظات کمالات أشرفیة؛‎ )١( 

)٢(‏ مجلةھدی؛ الشھریةء الصادرۃفي دھلي؛ ۱۹۹۵م 

۲ 











موقفه من الاجتھاد والتقلید: 

إِن الشیخ التھانوي رحمه اللہ لم ینطلق في فقھه من رأي محض آأو هوٌی 
متبع؛ کان یقلّد المذھب الحنفيء لکن لیس تقلیداً اأعمی؛ وإنما انطلق من 
مرتکزات یعتمد علیھاء وأصول یستند إلیھاء وأھمھا الرجوع المباشر إلی 
کتاب اللہ وسنة رسول اللہ قِ بغایة الوصول إلی الحق حیٹثما کان؛ وھذا ما 
یپ اته وتحقیقاته العلمیة النادرةء واستفادتہ من 
کنوز الأئمة السلف؛ دون تمییز أو تفریق بین المذاہب والمسالك؛ فنری أنه 





ن لنا فی ضوء کتاباته وتألي 





یستفید من کتب شیخ الإسلام ابن تیمیة رحمه اللہ؛ ویذکر آراءہء وکذلك 
تلمیذہ النجیب الإمام الحافظ ابن قیم الجوزیة رحمه الله وینقل آراء 
والاحترام والتبجیلء حتی أودع بعض کتاباته الشيء الکثیر من 
أقوال وآراء مذین الإمامین وغیرھما من السلف٠‏ 





ورسالتہ المسمًاۃ (نھایة الإدراك في أقسام الإشراث) مستفادة بکاملھامن 
رسالة شیخ الإسلام ابن تیمیة رحمہ الله (اقتضاء الصراط ا 
مذہ الرسالة ملیئة بنقول من کتب الإمام الحافظ ابن قیم الجوزیة مثل : (إغاثة 
اللھفان في مصاید الشیطان) و(مدارج السالکین شرح منازل السائرین)'ٴ 


)ء وتتمة 








وھا هو تلمیذہ وخلیفتہ العلأمة المحقق السید سلیمان الندوي(''رحمه 
الله یکتب إليە فیقول: ؛لا أقلد المتأخرین في الفقہ؛ ولست من أھل الحدیثِ 





() وانظر کذلك: إمداد الفتاوی : ٦/۸۲۔٤۸۹-۸‏ 
)٢(‏ انظر: ترجمت بالتفصیل في باب (َجل خلفالہ)ء ص۲۷۸۔۲۸۵. 
۴" 





بالمعنی الذي تعارف عليه الناس؛ أحترم الأئمة رحمھم الله تعالی من صمیم 
قلبي؛ ولا أری من الحق مخالفتھم جمیعاً٢۔‏ 

فکتب إليه الٹھانوي رحمه اللہ : القد زادني إعرابك الحرعن مذهبيك حا 
لك؛ وذلك لسببین: 

أحدھما: لماکشفت لي عن صدقك وإخلاصك ۔ 

والشاني: لصفاء ھذا المذمب ونقائہ؛ وہذا و مذھہب أھل الحق 
جینآ۹: 

وفعلاً کان التھانوي رحمه اللہ داعیاً لھذا المذھب وسالکاً عليهء کان 
یرفض التقلید الأعمیء ولا یقڑہ إلا في المسائل الظنیة الٹي یسوغ فیھا 
الاجتھاد؛ ولا تخالف نصاً فطعیاً۔ 

اک ا یت ور ا ئل َال آلککپ کمالزا إل 

ا تکالہ 

تا کان شود ر4 (آل عمرا 
کان عليه أھل الکتاب؛ فاما التقلید الذي عليه جمھور المسلمین الاّن فھو 
مشروعء ولیس بداخل تحت مدلول ذہ الاّیة ومحل ھذا التقلید (المشروع) 
ھي المسائل الظنیة التي تحتمل الطرفینء ولا تخالف نصاً قطعباً محکماً 











)١(‏ مجلة (بحث ونظر) الفصلیةء الصادرۃ في دھلي من مجمع الفقہ الإسلامي 
لعمومالھند عدد جمادی الأولی ۸٤٣٠ھ‏ ص٢٠٠‏ 


نت 


مجمعاًعليه ولا إجماعاء وإلاذ 





دم النص والإجماع'١ٴ‏ 


ویقول رحم الله في موضع آخر وھو بصدد بیان 





الأحکام علی نوعین : منصوص وغیر منصوص ٠‏ 

والمنصوص منە علی قسمین : متعارض وغیر متعارضِ 

والمتعارض لە صورتان: معلوم التقدیم والتاخیر وغیرہ. 

فالأحکام المنصوصۃ غیر المتعارضة؛ وکذا المتعارضة معلومة التقدیم 
والأخیر لا یجوز فیھا لأحد القیاس ٭ لا اتباع قیاس أحدء لقوله تعالی :ئن 
ہم لا یَتثْكَ ب4 [البقرةۃ: ۷۸]ء ولقولہ تعالی: ٭ إن چو اس“ 
[الأنعام: ٢١١۲ء‏ المرادبالظن المذکور هو ما یعارض النص ۔ 

وأما الأحکام غیر المنصوصۃ؛ أو المنصوصۃ المتعارضة غیر معلومة 
التقدیم والتأخیرء فلھا حالان: 

١‏ ما آن لا یعمل بھا أصلاً 

٢۔أو‏ یعمل بھاء 

شک : ات لیت 
۹ء وقوله تعالی تسا عفن کا وک 1ے 


اوش4 [المؤمنون: .]١۱١‏ 












() بیان القرآن: ۲۸/۲ 


"٥" 


وإن آراد العمل فلا یمکنە ذلك إلا بالعلم؛ وبعد تعیین أحد جانبیھاء 
وھذا العلم أو التعیین لا یحصل بالنص؛ لعدم النصیْ في الأول؛ وللتعارض من 
غیر علم بالتقدیم والتأخیر في الثاني؛ فلا محالة أن العلم بالتعبین یحصل 
بالقیاس۔ 

وإذا کان کذلك فإما أن یعتبر شرعاً قیاس کل واحد؛ آو العبرۃ بقیاس 
البعض دون البعض الآخر ودون الکل؛ لقوله تعالی : ٭ وَلَو رَدُوهإِلَ ألرَسُولِ 
ات أزل اکر ںہ 4 النساء: ۸۳]۔ 

فلما ثبت آن المعتبر من القیاس هو قیاس البعض؛ فذلك البعض یسمّی 
(المجتھد والمستبط). 

آما المقلد: فھو من لا يعْتَر قیاشہ؛ فھکذالزم علی المقلّد أن یقلّد ویتبع 
المجتھد: لقوله تعالی : تیعم لََنْأَبَِل [لقمان: .٥(]۱١‏ 


یجب علی المقلّد ترك مذھبه فیما لا دلیل علیه: 





وقد حذّر الشیخ التھانوي رحمہ اللہ سن التقلید الأعمی؛ وآرشد إلی 
القول الوسط الحق؛ لا وھو اتباع الدلیل حیٹما کان وآنی وُجد؛ کما وضح أن 
ترك المرجوح بعد النظر في الراجح والمرجوح من وظیفة المجتھد؛ لا بد من 
العمل عليه؛ سواء کان مجتھداً مطلقاً أو مجتھداً مقیداً۔ 


٤٥٥-٥٥٥/٤ زندادالفتاری:‎ )١( 


٥٢ 


یقول رحمه الله في بعض فتاواہ: 





ہ٢إِن‏ ترك المرجوح بعد النظر في الراجح والمرجوح أیضاً من وظیفة 
المجتھد ولو کان مجتھداً مقیدا نعم إذا تبین وتحقق لمقلد محض أنہ لا 
یوجد دلیل لمذہبه في مسالة معینة مثلا: یجب عليه أن یترك ذلك القول 
والمذھب: ویعمل بالراجح المدعم بالدلیل والبرھان؛ٴ 

ومتھجه ھذا یتجلی لنا بکل وضوح في تآلیف أعظم کتاب و أوسعه 
وأحسنه في بیان مأخذ الحنفیة من الأحادیث النبویة؛ وھو کتاب (إعلاء 
ایا 

فقد قال الشیخ ظفر أحمد العثماني ۔ابن آخت الشیخ التھانري -الذي 
جمع الکتاب ورتّبه في ضوء ما آفادہ الشیخ التھانوي: بل رُجُح قول الإمام 
الشافعي علی قول الحنفیة في بعض المسائل+ وکتب في تلك المواضع آنه لم 
یوجد حدیث في تأبید الحنفیة في کتاب من کتب الحدیث الموجودةء ومن 
الممکن وجود حدیث في ذلك عند آئمتنا لم نقدر عليه؛ ففي ھذا الحال قول 
الإمام الشافعي هو القري؛ وھو الذي اخترناہ؟“ 








() المصدر السابقء ص14۷ 





۷ 


الفصل الٹامن 


التھانوي والسیاسة 
آراؤہ في السیاسة الشرعیة والسیاسة المعاصرۃ 


تمھید: 

لایخفی علی کل من لە إلمام بسیرۃ الشیخ التھانوي رحمے الل؛ ان 
خدماتہ المبارکة ومآثرہ العظیمة في شتی مجالات الحیاۃ؛ وشعبھا المختلفةء 
منعدمة النظیر لا نجد لھا مثیلاًء منذ قرون ماضیةء وذلك لأنە قلما یوجد 
موضوع دیني؛ أو جانب دعوي؛ لم نجد لە فیه رسالة أو مقالاًء عالج فيه ذلك 
الموضوع؛ وناقشہ من وجھة نظر إسلامیةء وحاول إبراز تعالیم دیننا الإسلامي 
الحنیف؛ متخنذاً غایںه وھدفه الوصول إلی روح الشریعةء ومقاصدھا 
الأساسیةء 








آما موضوع السیاسةء وآراؤہ رحمہ الله حول الموضوعات السیاسیةء 
قبالرغم من أن شخصینہ رحمه اللہ لم تکن لھا أیة صلة بسیاسة العصر؛ لا من 
قریب ولا من بعید؛ ولا کانت السیاسة المعاصرۃ موضوعہ الخاص ‏ ولذلك 
نری أنە لم یتناول هذا الموضوع في کتاب مستقل لکن کما ہو معروف فإن 
شریعتنا الإسلامیةء وأحکامھا المبنّة علی مصالح البشر؛ لھا ارتباط وثیق؛ 





۸ْ 


وصلة وطیدة بالسیاسة+ وھي لیست بمنفصلة عنھا انفصالاًتاماً 

فنری الشیخ التھانويی رحمے اللہ بتطرق إلی مباحٹھاء ویذکر بعض 
التوضیحات المتعلقة بھاء ویحدّد مسارھا الصحیح؛ ومکانتھا اللائقة بھا فيی 
دیننا الإسلامي الحنیف؛ دون إفراط أو تفریط وذلك ضمن مؤلفاتہء 
وملفوظاته ومواعظہ: مستخدماآً اسلوبه الرائع ومٹھجہ الدعوي القویم؛ 
متجتباً الإطناب المُملَ والإیجاز المُخلَ سالکاً طریق العدل والوسطیة 
والاتزان۔ 

ویشعر القاری الکریم؛ ودارس ھذہ المباحٹ؛ أنھا تت 
توضیح أحکام الشریعة الإسلامیة تجاہ السیاسة المعاصرۃ۔با! 
السیاسیة المعاصرةء والتحدید لمواضع ضعفھاء وانحرافاتھا الفکریة؛ 
وزلاتھا العلمیة والعملیة٠‏ 

إِنّ ھذہ الأسطر المتواضعة تأتي ضمن إطار محاولة تسلیط بعض الضوء 
علی تلك المباحث السیاسیة والأفکار المبعثرۃ التي دبجھا یراع الشیخ التھانوي. 
رحمه اللہ وفاض بھا قلمه السیّالء والتي کانت مغمورۃ مطمورۃ في بطون 
الکتب؛ وھي تحمل في طیاتھاء تصوّراً کاملاّ, وتوضیحاً وبیاناً لمبادئ هذا 
الموضوع؛ وتعالیم شرعنا الإ(سلامي القویم نحوہ. 

لقد کان الشیخ التھانوي رحمه الله من أولئك العباد المصطفّین الأخیار 
الذین اختارہم الله تعالی لتجدید دینە وإحیاء شریعته في القرت الرابع عشر 
الھندیة ۔ومما لا شك فیە أنّ القیام بھذہ المهِمَة الشاقة صعب 











-في شيه القارۃ 


۹ 


المنالء لا یتمکن منہ إِلا من صَبّغ حیاته بالصبفة الدینیة الخالصةء صبفة 
الکتاب والسنة ومصادر الشریعة الحق 9 يبكة ا تی أَعسَیُ یرک انی 
یڈ چ [البقرۃ: ۱۳۸]. ومن کان ھذا شانہ لابد أن یکون علی معرفةتامة: 
واطلاع کامل علی مجریات زمائەء وحوادث عصرہ؛ وما یصیر حواليیہ لکنھ 
لا یمشي وراءہء ولا یقبل منە إلا ما یتطابق والصبغة الدینیة الخالصةء ولا 
یذعن إلا لما یتوافق وتعالیم الشریعةء تکون عیناہ مفتوحتین دائماً۔عین البصر 
وعین البصیرۃ لا تؤثر فیە الدعایات والإ(شاعات السائدة حواليهء حتی لو أن 
الدنیا بکاملھا أجمعت علی شيءء وانحازت إلی جانب واحد؛ لا تتزلزل قدماہ 
عن الصواب الحق؛ بل یبقی صامداًعليه و حدودالل تعالی؛ متمسکاً 
بحبل الہ المتین: عاضٌاًعليه بالتواجذء لا یخاف في الصدع بالحق لومة لائم ٠‏ 

ھذہ ھي أآبرز صفات الشیخ التھانوي رحمە الله؛ الذي ثبت بقدم راسخة 
علی الصراط المستقیمء والحق المبین؛ في العواصف الھوجاءء صادعاًبالحق 
علی مرأی ومسمع من الملالأعلی ء دون أي خوف أو تردد. 

وإذا نظرنا إلی المباحث السیاسیة التي تناولھا الشیخ رحمہ اللہ في 
مختلف مؤلفاتہ ومواعظه ومذکّراتہ الیومیةء یمکنناتقسیم آفکارہ السیاسیة إلی 
ثلائة أقسام رثیسیة: 











١‏ ۔مکانة السیاسة في الإسلام ۔ 
٢‏ نظام الحکم الإسلامي فرائض وواجبات ومسؤولیات . 
۳۔حکم الجھود والمساعي السیاسیة لإقامة الدین؛ وماھي حدودھذہ 


الجھود؟۔ 
٦۰‏ 


ھذہ هي النقاط الثلاث المهمَة التي تدور حولھا أفکارہ السیاسیة رحمه 
الله ولنبدأفي ذکر کل نقطة بشيء من التفصیل : 

النقطة الأولی: مکانة السیاسة في الإسلام 

ما هي مکانة السیاسة في الإسلام؟ وما هي أھمیة إقامة نظام سیاسي 
صحیح في الدین؟۔ 

لقد اشتھرت نظریة (النصرانیة) حول فصل الدین عن السیاسةء والقول 
أنھما آمران متباینان ٹم إن هذہ النظریة الخاطئة القائلة بالفصل بین الدین 
والسیاسة تحوّلت إلی نظریة (العلمانیة) في العصر الراھن؛ الي تعدّ من 
النظریات المحیّة لدی الأنظمة السیاسیة المعاصرة؛ والمعجب بھا عند معظم 
الحکومات والدولء ومما لا شك فیە أن الإسلام یرفض کلتا النظریتین رفضاً 
تام وہما أن تعالیم دینتا الحنیف تشمل سائر جوانب 
۔ومنھا السیا اسة۔فَإٹھ لا تسمح بفصل السیاسة عن الدین والشر 





الخطاً الدقیق في النعبیر (السیاسة الإسلامیة أو الإسلام السیاسی؟) 


وقد تصدّی للردعلی ھاتین النظریتین؛ ومثٹل هذہ الأفکار الزائفةء عددٌ 
کبیرڑ من العلماء والمثقفین الإسلامیینە إِلا أنھم في آثناء رذھم علی ھذہ 
لنظریات الباطلةء وقعوا فریسة خطا دقیق لم بخطر علی بالھمء ولم یشعر به 
ذھنھمء ولو أردنا أن نعِّر عن ذلك الخطا الدقیق یمکننا القول 











إنھم في غلیانھم؛ وتحنسهم في الرد علی ھذہ النظریات جعلوا الإاسلام 


٦ 


سیاسیأاء بدل أن یجعلوا السیاسة إسلامیةء وقد کان المفروض أن یعبّرواعن 
رأیھم ویقولوا: 

الاینبغي أن تفصل السیاسة عن الد, ۲ء لکنھم أخطؤوا وقالوا: ؛لا 
ینبغي آن یِفصل الدین عن السیاسة4۔ 

ولم یقتصر الأمر علی ذلكء بل مما زاد الطین بلة+ أنسم تجاوزوا 
الحدود في الردعلی ھذہ النظریات: إلی درجة أنھم جعلواالسیاسة والحکومة؛ 
المقصوۃّالأصلي؛ والغایةا! للإسلامء والھدف الأساس من بعثة الأنبیاء 
علیھم السلامء بل اعتبروھا الغرض الأوّلي من خلق الإنسان: وآما آرکان 
الإسلام الأخریء ودعائمه الحقیقیة مثل العبادات وغیرھاء فلم یعتبروھا من 
الدرجة اٴ فقط: بل جعلوھا وسیلة للحصول علی الھدف الأصليء وھو 
(السیاسة) في نظرھم . 

وفد أّی ھذا التصلّب والتطرّف إلی انقلاب صورۃ الدین رأساً علی 
عقبء وانقلب ترتیب الأولویات(10:10ە )0:9٥٥ ٤‏ في الدین الإسلامي+ 
وحلّت الوسیلة محل الغایةء وتسلّطت علی القلب والذھنء وأما الغایة فقد 
تحوّلت إلی وسیلةغیر مھكة. 








هذا في جانب؛ وفي جانب آخر لما ان 





بزان الحقیقي للإسلام 
لدی ھؤلاءء وأصبحت السیاسة: وإنشاء الحکومة المقصد الأول: والعبادات 
الأخری حلّت محل الوسیلةء رخصت في نظرہم قیمة الوسائل ؛ وسَهل علیھم 
التضحیة بالوسائل طمعا في نیل الغایةء ورضوابالإھمال فیھاء والتغافل عنھاء 


٣۲ 


لأنھم اعتبروا انفسھم بصدد نیل الھدف السامي؛ وغاب عن أنظارھم هذا 
الخطا الفادح الذي ارتکبوہ في مسیرھم ھذا۔ 

ولما ابتدأت حرکات تدعو إلی الاستقلال من مخالب الاستعمار الغربي 
في المسلمین؛ منذ فجر القرن الرابع عشر الھجري؛ شاعت فیھا ھذہ النظریة 
ةء وترشخت فیھا هذہ الفکرۃ التي جعلت السیاسة مقصداً للدین؛ 
وراء أسماء حدیثة وعناوین مبتکرۃ جدیدۃ؛ مرة باسم (الخلافة في 
الأرض) وأخری بب(الحکومة الإللھیة). 

وھکذا وقع معظم المثقفین ‏ الذین أصبح الحصول علی الاستقلال 
السیاسي شغلھم الشاغل٤‏ وھقھم الأول والآخر ‏ فریسة ھذا الخطا الدقیق؛ 
ولم یفکروافي تحدید المکانة الصحیحة للسیاسة في الدین۔ 








في مثل ھذہ الظروف: والأوضاع الحرجة التي أصیبت بتقلیب الحقائق 
والموازین؛ کانت شخصیة العلأّمة شرف علي التھانوي ھي الأولی من نوعھاء 
الني نھضت رافعة لواء الإصلاح والتجدید ن رحمہ اللہ للناس ھذا الخطاً 
الفادح٭وأثبت لھم في ضوءالکتاب والشُنة مکانة السیاسة الحقیقیة في الإسلام 

یقول رحمہ اللہ: دیقول اللہ تعالی: ط لمکم ٴ 
اَلَکرة يَاتَزا ازَکَة رووا مروف وَكَھواعَي السَکر وذ 
[الحج: ١ء‏ دلّت الأیة الكریمة علی أن الیانات هي المقصودة بالذات؛ 
ون السیاسات والجھاد لیس من الغرض الأصیل؛ ولعلٌ ھذا هو السبب أن 
جمیع الأنبیاء علیھم السلام قد بُعٹوا بالدیانات وأحکامھاء وھذہ هي النقطة 









٣۴ 


الجامعة بیٹھم جمیعاًء لکن السیاسة أو الجھادلم یُعث بە الجمیعء بل أمر الله 
تعالی بە حیث اقتضت الحاجة وتطلّبت المصلحة؛ وھذا هو شأن الوسائل 
والأسباب: فإنہ لا یکلّف بھا الإنسان إلا لضرورۃ۔ 


وقد پیر أحد ھذا الإشکال: ویخطر ببالە أكٗ اوت اح ون 
حا ا ا اسر و 






مم :٥ء‏ واشترطت الآَیة الإیمان والعمل الصالح 
من أجل النمکین في الأرض؛ وھذا یستلزم کون السیاسة المقصودّالأاصلي؟ 

فالجواب: أن الله سبحانه وتعالی وعد بالتمکین في الأرض٠٭‏ 
والاستخلاف فیھا علی استیفاء شرط الإیمان والعمل الصالح؛ وإن السلطة 
والتمکین في الأرض یترتبان علی الدین؛ ومعناہ أنه وعد بنیل السیاسة والقوۃ 
علی شرط وجود الدین؛ ولا یلزم کون الموعود مقصوداً وإلا ففي قوله 
تعالی : ط ولَزَأَُم اَم 
أزِْلهھۃ ب4 [المائدۃ 5 ا٠‏ ھل یسع احد أن یقول: إن السعة في 
الأرض هو المقصودالاصلی من العمل بالتوراۃ والإنجیل والقرآن؟ کلا! بل إن 
الله سبحانه وتعالی وعد بسعة الرزق إذا عملوا بالتوراۃ والانجیل۔ 

وعلی کلف ضوء ما آسلفنا أن السیاسة هي وسیلةء وأن الدین 
وتحقیق أحکام الشریعة و الھدف الحقیقي؛ والغایة المتوخَاۃء وھذا لا یعنی 









٦٤ 


بالضرورۃ إھمال السیاسة وإغفالھاء بل المطلوب فیھا تنزیلھا منزلتھا 
الحقیقیةا*'۔ 





إِن الشیخ رحمہ الله قد کشف القناع عن الموضوع وجعلە واضحا نیا 
کالشمس في رابعة الّھارء في هذہ الکلمات المو۔ بحیث لا یبقی مجال 
للثك ولا للریبء ویمکننا تلخیص کلامە في العبار: 








إن کلتا النظریتین علی طرفي نقیضء واجبة الرفضء فلا یتبغي الاعتماد 
علی نظریة (العلمانية) التي تفصل السیاسة عن الدینء ولا تلك النظریة الي 
تجعل السیاسة الغایة الأصلیة للدین: والحق الذي یجب الإیمان بە هو أن 
الھدف الأساس من الدین هو صلة العبد بالربْ تعالی؛ ویتمٹل ذلك في الطاعاتِ 
والعباداتء ولیست السیاسة والحکومة إلا وسیلة لتحقیق ھذا الغرض؛ وئیل 









وبالتالي فان الإسلام لا یرضی إلا بتلك السیاسة التي تساھم في تحقیق 
ھذا الغرض؛ وکل سیاسة لا تھدف إلی ذلك؛ بل تقلّب الموازین؛ وتؤدي إلی 
إیجاد مفاھیم خاطئة عنہء فھي لیست من الإسلام في شيءء مھما سقیناھا 
إسلامیة و دین 





النقطة الثانیة:نظام الحکم الإسلامي یرفض العلمانیة والدیمقراطیة: 


إن معظم الحکومات التي قامت في اوروبة في القرون الوسطی؛ کانت 





() اشرف السوائح (خاتمة السوائح): ٤/۲۸۔۲۹۔‏ 


٦٥ 


حکومات شخصیةء ویغلب علیھا الطابع الشخصي؛ وکل أمر صادر من 
الحاکمء آو کلمة خارجة من فم الملك تحمل درجة القانون الرسمي الذي 
یجب العمل بە؛ ولا یسع أحد مخالفتہ أو معارضتہ في شکل من الأشکالء 
الأمر الذي أدی إلی شیوع الظلم والجور والفساد؛ وعمّت الفوضی في العباد 
والبلاد وسادت المجتمعات الأوروبیة أنواع من المصائب؛ وأصناف من 
المشکلات من جزاء هذا النظام ۔ 

وبالتالي فکان من الطبیعي أن یحدث ھناك رڈ فعل عنیف ضد ھذا النظام 
الظالمء وفعلاً بدأات متافات الغضب العارم ونعرات الاستتکار تعلو ضدّی 
وقّذمت (الدیمقراطیة) کحکومةنموذجیة مقابل اكء إلی أن حلّت الدیمقراطیة 
محل الحکومة الشخصیة باکملھاء وظل الناس یمجّدوٹھا ویشیدون بھاء 
ویعتقدون نھا النظام الوحید الذي یضمن لھم العدل والإتصاف والحق 
والصداقةء حتی إن الأحزاب والجماعات السیاسیة التي نھضت في عصرنا 
الراھن باسم الإسلامء لم یلبث معظمھا آن تأثرت بتلك الدعایات العالمیةء بل 
جعلت إنشاء الحکومة الدیمقراطیة تُسْبٌ أعیٹھاء وعلی رأس قائمة أھداٹھا 
وغایاتھاء وتحقیقاً لأغراضھم هذہ بدؤوا یزعمون أن الدیمقراطیة متطابقة مع 
أصول الإسلام؛ وتعالیم الدین الحنیف؛ بل جرّھم صنیعھم ھذا إلی القول: 
بأن الإسلام علّمنا الدیمقراطیة۔ 








لقد تسربت ھذہ الفکرۃ الخاطة إلی کل الأوساطء وترسخت في أذھان 
الزعماءء وصارت لھا جولة وصولة لدی العامة والخاصة ولم یتجرا أحد 
علی معارضتھاء في مثل ھذہ الأوضاع قام الشیخ أشرف علي التھانوي: مشتراً 


1 


عن ساعد الجد غیر مبال بالنعرات الجذّابة ولا منجذب وراء الهتافات 
البرٴاقة معتصماً بحبل الحق؛ متمسکا باراصر الدین القریق عاضَاً علیھا 





وما ینجم عنھا من عواقب وخیمةء وتناول ھذا الموضوع 
من جوانبە المختلفةء وعالجه في ضوء تعالیم الشریعة الإسلامیة وذلك في 
أثناء مؤلفاتہ ومواعظہ. 


ھذا وقد أبعد النجعة من جعل الدیمقراطیة (من المسلمین المثقفین) 
مرادفة (للاستشارة)ء ومبدأ (الشوری الإسلامي): تلك الاستشارة التي أمر بھا 
الإسلامء وحثٗ علیھا الرسول الکریم ُء والواقع یرد ذلك رد قاطعاً؛ لان 
الحکومة الدیمقراطیة تمشي وراء فلسفةء وتتمسك بمبدا لا یمکن أن یتقبله 
الإسلام في أي خطوۃ من خطواتہء وبموجبھا بشترط الإیمان بالعلمائیة ۔ 

والعبار 








الیة اشتھرت في توضیح معنی الدیمقراطیة : 
(علجمەح عطا ءہ/ 'لج0ٴ+ر عطا رط ملجدەح ×ط آہ ا+صہصہ6 کال 
(إنھانظام حکومي جمھوری یتشکل یر أي الجمھور لصالح الجمھور). 
وعلی ھذا فإن الرکن الأساس؛ والدعامة العظمی للدیمقراطیة هي أن 
الجمھور ہم بمثابة الحاکم الأعلی فیھاء وکل حکم یحکم بە الجمھور+ 
معتمدین علی رأىی الأغلبیة العظمی؛ فإنه یعتبر حکما واجب العمل؛ لا یمکن 
رفضه آو إلغاؤہ في أي حال من الأحوال۔ 


وخلاصة القول: ان نظام (الدیمقراطیة) یعتبر رأي الآکثریة بمٹابةۃ 


۰۳۷ 


الحکم الإللھي الذي لا یمکن الإنکار عليه؛ وبسبب ھذہ الطامة الکبری نری 
الغرب ما زالوا ینففذون بعض القوانین بالاعتماد علی رأي الأغلبیةء دون أن 
یفگروا في نوعیتھاء آو یقڈروا مدی عواقبھا الوخیمةء حتی لو کان فاحشة 
من الفواحش؛ أو جریمة من الجرائم الخلقیة والإنسانیةء بالغة ما بلغت من 
درجات الانحطاط والتدھور الخلقي؛ مثل الثرخیص بأعمال الزنی واللواط+ 
وغیرھما مما یس عرض الإنسان وناموسہ وکرامتہ؛ ویدعو إلی الإباحیة؛ 
باشکال مختلفةء وھنانری أن الشیخ التھانوي رحمہ الله آڈ وَهْنَ هذہ الفکرۃ 
وضعفھاء ور علیھا في ضوء تعالیم الکتاب والسنة وفھم سلف الأمةء قال اللہ 
تعالی : لے وا شع سک مرف الگ یی کک عن سبيل ام4[ الأنعام : ]۱١٦‏ 

ھل رأي الأغلبیة معیاڑللحق؟: 

یقول رحمە اللہ في إحدی مواعظە: ۷ إن من الأمور الغریبة التي یتداولھا 
الناس الیوم زعمھم أن الحق دائمایکون مع الأغلبیةء وھذا صحیح من ناحیة؛ 
ولکن من ہم المعنّون بالأغلبیة؟ ھل ہم العوام المُشبّھون بالأنعام؟ وإذا کانوا 
ہم المعنتِین؛ فلماذالم یعمل نيٍ الله ھود عليه السلام برأي قومہ؟ إنھم کانوا 
علی رأيء وھود عليه السلام کان علی رأي آخرہ وکان السبب في ذلك أن 
قومه کانوا من الجَهَلةَء ورأیھم کذلك کان مبنیاعلی جھالۃ۶'۷. 

کما استدل رحمه الله علی ذلك ہما حدث للمسلمین في غزوۃ أحد9''ء 




















() فضائل العلم والخشیة ص۰٣؛‏ معارف حکیم الأمة ص۷٦١‏ 
)٢(‏ روی البخاري في (صحیحہ) عن البراء رضي الله عنە قال : ؛لقینا المشرکین < 


٦۸ 


حین عین الرسول الکریم پٹ حمسین من رماۃ الصحابة علی الجبل؛ وأمرھم 
آن لا یبرحوامن مکانھم مھماکان الوضع٭ انھزم المسلمون أو انتصرواء ولکن 
اختلفت آراژھم واجتھاداتھم في فھم فحوی کلام النبي ِء فرأی بعضھم۔ 
وکانواالأغلبیة۔أننا ظھرناعلی العدوْء وآن الأوان أن نصیب من الغنیمة ونتقدم 
إلی جھتھاء بینما تمتك البعض الآخر ۔ وکانوا قلة ۔ بامر الرسول 8ء ولم 
یبرحواالمکانء وھکذا أخطأت الطائفة الاولی في اجتھادھاء وقد رأینافي ھذہ 








الواقعة أن‌رأي الفثة الکبیرۃکان‌علی خطأء ورأي الفثة القلیلة کان هو الصواب 
وفي ذلك عبرۃ لأولك الذین یرون أن رأي الأغلبیة دلیل علی کونە 
عق “۔ 


یومثذ؛ وأجلس النبي 8ل جیشأً من الرماۃ؛ وأٹر علیهم عبد الہ وقال: لا 
تبرحواء إِن رآیتمونا ظھرنا علیھم؛ فلا تبرحواء وإن رأیتموھم ظھروا علینا 
فلا تعینوناء فلما لقینا عربواء حتی رآیت النساء یشتددن في الجبل؛ رفعن عن 
سُوقھنٌ قد بدت خلاخلهئء فاخذوا یقولون : ا 
عھد إليٍ انی أن لا تبرحواء فابواء فلما أبوا ضرف وجوهھم؛ فاصیب 
سبعون قتیلاًء وأشرف أبو سفیان فقال : آفي القوم محمد؟ فقال: لا 

: آفي القوم ابن آبي قحافة؟ قال: لا تجیبوہء نقال: آفي القوم ابن 

فقال: إِن ہؤلاء تُلواء فلو کانوا أحیاء لأجابواء فلم یملك عمر 
نفسهء فقال: کذبتّ یا عدو اللہ أبقی اللہ عليك ما یخزيك. . . الحدیث؛۔ 
کتاب المغازي؛ باب غزوۃ أحد (٤٦٤٤٥)ء‏ ورواہ مختصراً برقم (۴۹۸۳)؛ 
کمارواہ أبو داود في سئنہ؛ کتاب الجھادء )۲٦٦٢(‏ 

() انظر: دم اللسیان للشیخ التھانوي؛ ص۴١؛‏ وکذلك معارف حکیم الأمةء 
ص۸٦٦ء‏ 


ةٌ العْنیمةء فقال عبد اللہ 

















٦۹ 


کما استدل رحمه الله علی ذلك بعمل سیدنا أبي بکر الصدّیق رضي اللہ 
عنہ مع مانعي أداء الزکاۃء لما امتنعت بعض القبائل عن أداء الزکاۃ بعد وفاۃ 
ائرسول گل ولقائہ بالرفق الأعلی+ فاعلن رضي الله عنہ رقُم علم الجھاد 
ضدھم: ومعلوم أّ معظم صحابة الرسول پچ وعلی رآسھم سیدناعمر الفاروق 
رضي الله عنە کان یری عدم محاربة مانعي الزکاۃ؛ لکن شرح اللہ صدر أبي بکر 
رضي الله عده في ھذہ القضيةء وثبتہ علی رأیہ؛ وفي النھایة أجمعت آراء 
الجمیع علی رأي أبي بکر؛ واعترفواکلھم بأنە کان علی الصواب والحق”ٴ'. 

وھکذا رد الشیخ التھانوي رحمہ اللہ علی هذہ الفکرۃ بدلائل شرعیة 
الواقع باسلوب بسیط؛ وطریقة سھلةء لو تامل فیھا الإنسان 
ونظر إلیھا بنظرۃ الإنصاف؛ لوصل إلی ہذہ النتیجة التي وصل إِلیھا الشیخ 


رحمه اللہ 





() روی البخاری في صحیحەعن آبي ھریرة رضي الله عنہ قال: المَاتوفي رسول الله 
گی وکان آبو بکر رض اللہ عنہ وکفر من کفر من العرب؛ فقال عمر رضي الله 
عنہ: کیف تقاتل الناس وقد قال رسول اللہ ہہی4: أُمرت أن أقائل الناس حتی 
یقولوا: لا إلله إِلا للء غمن قالھا ففد عصم متّي ماله ونفسه إلا بحقّه وحسابه 
علی اش؟ فقال: : ول لان من فرق بین الصلاۃوالز) اةء فإن الزکاۃ حق المالء 
والله لو منعوئي عناقاً کانوا یؤدونھا إلی رسول الل پي لقاتلتھم علی منعھاء قال 
عمر رضي اللہ عنہ: فو اللہ ما ہو إلا ان قد شرح اللہ صدر أبي بکر رضي اللہ عنہ 
فعرفت نہ الحق؟. کتاب الزکاۃء برقم (١٤٥٥)؛‏ وکتاب استابة المرتدین 
(٤ء)ء‏ وکتاب الاعتصام بالکتاب والسنة (۷۲۸)؛ ومسلم في صحیحہ٠‏ 
کتاب الإیمانء (٢٣)؛‏ والنسائي في سننہ؛ کتاب الزکاۃ؛ )۲٢٢٢(‏ 











۷ٔ 


نظام الحکم الشخصي (الملکیة): 

لقد ید الشیخ رحمہ الله نظام الحکم الشخصي في عدۃة مواضع من 
کتاباتە؛ خلال نقدہ للنظام الدیمقراطي؛ ومما لا شك فیە أن تأبیدہ ودعمه 
لنظام الحکم الشخصي یتوجه إلی ذلك الحاکم الإسلامي المثالي الذي بسمّی 
في اصطلاح الشرع ب(أمیر المؤمنین) أو (خلیفة المسلمین)ء وذلك النظام 
الذي یتمیّز بخلوّہ من مفاسد الحکومات الشخصیۃة (الدکتاتوریة) عموماًء 
والحي سبق أن تحدثنا عنھا من خلال نظرۃ عاہرۃ علی أنظمة الحکم في الغرب: 
في القرون الوسطی. 

ومما یجدر بالذکر في ذہ المناسبة أن تعیین الخلیفة أو (امیر المؤمنین) 
في مثل ھذا النظام إنما یتم عن طریق اختیار أھل الحلٌ والعقدہ لا بالوراثة أو 
بالقوۃء کما أن ھناك صفات وممیزات لاب من توافرهافي شخصیةذلك الخلیفة؛ 
ولا یجوز لأھل الحلٌ والعقد أن اروا أحداً لا یستوفي ھذہ الشروط . 5 
یسعنا في هذہ العجالة الخوض في تفاصیل هذہ الشروط فإنھا معروفة عند 
آھل العلم 

ھذا وقد تناول الشیخ التھانوي رحمہ اللہ موضوع الدیمقراطیة ونظام 
الحکم الشخصيء في عدۃ آماکن من مواعظہ ومؤلفاتہء أوسعھا وأشملھا ما 
جاء في رسالتہ (تقلیل الاختلاط مع الأنام)۔ 











السلطة مسؤولیة وأمانة ولیست حقا من الحقوق 
ٹم ھناك فرق کبیر جدا بین نظام الحکم الشخصي الذي تبتنی دعائمه 


۷۱ 


علی تنفیذ قوانین وضعتھا ید الشخص الواحد أو نطق بھا لسان الفرد+ وإطاعة 
آوامرہ؛ والاستسلام أمامہہ وبین نظام الحکم الإسلامي الذي یتولاًہ فرد من 
أفراد المجتمع؛ فإن الحکم الشخصي في المجتمعات غیر الإسلامیة یُعتبر حقاً 
من الحقوق (٥ع٥1ذہ:۶۶)‏ أو فائدۃ من الفوائد (٥ع٥امہ۸۵۷)‏ وھناك ینشأ سؤال: 
من الذي یتمتع بھذا الحق؟ ومن الذي یستفید من ھذہ الفائدة؟ ومن أجل ذلك 
یظل الناس یرکضون وراءہ لنیلەء ویبذلون أقصی ما عندھم من الإمکانات 
لتحقیق ھذاالغرض٠‏ 

آما من وجھة نظر الإسلام فإن الحکم والسلطة تعدّ من قبیل (الأمانة) أو 
(المسوولية) التي لیست أداۃ راحة أو وسیلة حصول العیش الھنيء الرغیدء بل 
إنھا عبء ثقیل وجمل کبیر ۔ دیني ودنیوي - يُلقی علی کواھل الحاکم؛ فلا 
یتقدم إليه أحد؛ ولا یمڈیدہ لنیله: بل بھرب منە ویجتّبە نفسه قدر الإمکان؛ 
ولعل ھذا ہو السبب في أن الشخص الذي یتقدم أمام الناس بھذا الطلب٠‏ فإنہ 
یعتبر غیر متامل لحمل ھذہ الأمانةء في نظر الإسلامء وأن السیاسة الإسلامیة 

قیقیة خالیة عن أي تصّر للترشیح (006ف1ہ۸۵10:) 















فرائض الحاکم وواجباتہ: 

وعلی ھذا فکل من یتحمل ھذہ المسؤولیة العظیمة علی عائقہء یجب: 
عليه أن یعتبر نفسە خادما لغرض ابتغاء وجہ الله ونیل رضاہء ویعتقد اعتقاداً 
جازعا أن الحکم لیس مقصوداًبالذاتء وإِنما الھدف الأساس والغایة الأصیلة 
ھي نیل رضاہ سبحانه وتعالی؛ ولذا فإن وقع مناك أي تعارض بین الحکم 


۷۲ 


ورضا الله تعالیء فالحاکم بؤثر رضا الله علی الحکومة ویضحي بالحکم بکل 
فرح وانبساط ۔ 

یقول الشیخ التھانوي رحمہ الله في إحدی مواعظە: ہواعلموا أن السلطة 
أو الحکومة لیست بمقصودة بذاتھاء وإنما الغایة الأصیلة المتوحَاۃ هي رضا الله 
تعالی: وابتغاء وجھہ؛ ولو سخط اللہ علینا مثل فرعون مع ھذہ السلطةء فتباً 
لھذہ السلطة التي تجعلنا في عداد فرعونء ولو کانت السلطة والحکومة هي 
المقصودة بالذات لکان فرعون وھامان ونمرود وشدّاد من عباد الله المقزبین؛ 
ولکنھم مطرودون من رحمة اللہ وملعونون عند الله؛ فعلمنا آن السلطۃ 
والحکومة المطلوبة والمحبوبة عند الله؛ هي التي یصحبھا رضا الله تعالی؛ وأما 








الھدف الأصیل کان رحمہ اللہ إماماً فقیاً محدّثاًء وقد أکرمہ اللہ تعالی بنعمۃ 






اھیم بن أدھم؛ الإمام العارف: سیّد الزمّادء أبو إسحاق العجلي: 
فی النمیعي نزیل الشام في حدود الملة؛ قال النسائي: هو ثقة مآمون أحد 
لاد اشتھرت قولتہ المشھورۃ: ہکل ملك لا یکون عادلاً فھو واللص 
سواء وکل عالم لا یکون تقیً فھو والذثب سواء؛ وکل من ذلّ لغیر الله فھو 
والکلب سواء6 ت تین وستین ومئة . (سیر أعلام النبلاء 
۷ معرفة الثقات للعجلي : ۱/٠۲۰؛‏ مشامیر علماء الأمصار لابن 
حبان: ۱۸۳/۱) : 





۷۳ 


العلم والفضل؛ ومع ذلك کلە فانه لما شعر بإخلاله في المقصود صرف النظر 
عنالحکم 

وھا هو سیّدنا آبو بکر الصذّیق رضي الله عنه الخلیفة الراشد الأول+ 
وسیّدنا عمر الفاروق رضي اللہ عنه الخلیفة الراشد الثاني لمّا رأیا أن الخلافة 
والسلطة لا تخل في نیل مقصودھما ولا تضزھما بشيءء أُذن لھما بھاء وثنم 
سیّدنا آبو ذر رضي الله عنه عن هذہ المسؤولیةء وقبل لە: ۷ 
1 ا 
و ا 

وفیه دلیل واضح علی أنٌ المقصود الأصلي هو الحصول علی رضا اللہ 
تعالی؛ ولیست السلطة والحکومة؛ فإن أضرّت السلطة بالمقصودء وأخلّت 
في تحقیق الھدف یمنع عنھا الإنسان٢۲.‏ 

١‏ ۔الاهتمام بالأمور التافھة والاعتناء بالأشیاء البسیطة والمحقّرات 








یقول رحمه اللہ: ہإِن من أھم أسباب سقوط السلطات السابقةء 





( روی الإمام مسلم في (صحیحہ) عن آبي ذر رضي الله عنە أن رسول الله قال 
لي : ١یا‏ آبا ذر إني آراك ضعیفاء وإِتّي احبْ لك ما احب لنفسي؛ لانَأَكر علی 

ء بب كرلغة الأمارۃ یی شَرَوْرةء (۹۸۴۹)ء روا 
ابن حبّان في صحیحہ: ۱۲/ ۴۷۵ (٥٥٥٤)؛‏ واللفظ الوارد في الکتاب رواہ 
احمد في مسندہ: ٥/۱۸۱ء‏ (٢٦٦۲۱)؛‏ ونحوہ آبو المحاسن الحتفي في 
معتصر المختصر: ٢/۲ء‏ کتاب الأقضیة) 

٦٢-٦٦ص تقلیل الاختلاط مع الأنامء‎ )٢( 











آشرف الجواب: ص9٥-٤٥٥‏ 


۷ 


وزوالھاء في نظريء هو عدم اهتمام الحکام بالأمور التافھة؛ لأن الإنسان إذا 
تعؤد علی الڑھمال في الأشیاء البسیطةء وإغفال المحقرات من الأعمالء 
فیجڑہ صنیعه هذا إلی الڑھمال في الفرائض والواجبات؛ وإذا کان ھذا صنیع 
الحاکم فیتسبّب ذلك في زوال النعمة وذھاب السلطةہ۔ 

۲۔منع الأمراء والممّال من الظلم والطغیان 

فکما یجب علی الحاکم ان یحکم بالعدل والإنصاف بین الناس في کل 
قضایاھم؛ کذلك یجب عليه أن یأمر آمراءہ وعُمّاله بتجتّب الظلم والطغیانء 
ویعرّدھم علی الإحسان والعدل؛ والتحلّي بالأخلاق النبیلة العالیةء في سائر 
تعاملاتھم مع الرعایا والمحکومین!٢؟‏ 

۳ قسمة الأعمال والمسؤولیات بین الحُکام والعلماء : 

یقول رحمہ اللہ: ہکان النبي الکریم قلُ قد بعشے الله تعالی بمهمَتین 
عظیمتین مهمّة النبوۃء ومھمّة الحکومةء وکان الخلفاء الراشدون بعدہ جامعین 
لھاتین الفضیلتینە إِلا أنھما قد انقسمتا وتوزعتا في عصرنا الراہن إلی طائفتین 
مختلفتین: فمهمّة الب في العلماء؛ ومهّة الحکم والسلطة تتمثل في 
سلاطین الإسلامء والحُکام المسلمین؛ ولذا فإن استغنت فئة السلاطین عن فثة 
العلماء یلزم من الإعراض عن مھمّة من مھّات النبيٌ الکریم ِء وصورۃ 
الجمع بین ھاتین المھمتین هي : 








۲٥۹/۷ إصلاح المسلمینء ص۱۱۷۹ الإفاضات الیومیة:‎ )١( 
انقاس عیسی:۴۳۷/۱۔‎ ٢( 


۷٣ 


أنٔ نقول للحکام والسلاطین: لا ینُذوا حکمآً من الأحکام إلا بعد 
الاستفتاء من علماء الحق؛ والاستشارۃ منھم . ونقول للعلماء: أن یتٹّتوا من 
أحکام الشرع بعد تنف ڈھاء وإذاتحققت ھاتان المھمتان اللتان بُمٹ النبي الکریم 
اي بھماء أرجو أن یتحقق الھدف الأصیل وتنال الإنسان ٭ولن یصلح آخر 
ھذہالأمۃإلایماصلح بە آولھاء وإلا فالل خیرحافظاًوھو أرحم الراحمین؛ ٥‏ ۔ 

٤‏ ۔استشارة أولي الألباب؛ وأصحاب العقل والفھم: 

یجب علی الحُکام أن یُلزموا أنفسھم استشار ة أولي الألباب؛ وأصحاب 
الفھم والعقل؛ لان استشارتھم نکشف لھم عن جوانب خفیةء ونواج عدیدة قد 
تغیب عن أنظارھم؛ علماً أن ہذہ الاستشارة مطلوبة؛ لکن مع الحذر الشدید 
من التباس الاستشارۃ بالدیمقراطیة المخترعة المعروفةء فإنھا دعایة کاذبة 
جوفاءہ لا سیّما النظام الدیمقراطی المکون من أعضاء مسلمین وکافرین؛ فإنَه 
في حکم السلطة الکافرة ولا یسمی حکومة إسلامیة أبداً في اي حال من 
الأحوال؟٢۔‏ 

















النقطة الثالثة: حکم ہذل الجھود والمساعي السیاسیة لإقامة الذینء 
وما هي حدودهذہ الجھود؟ : 
هذہ هي النقطة الثالثة المهمّة في دراستنا وعرضنا لأفکار الشیخ التھانوي 
() إصلاح المسلمینء ص٦٣٥٠‏ 
)٢(‏ الإفاضات الیومیة: ٣/۱١۱۔٢١۱‏ 


۷٦ 





ةء فھل یجب علی المسلمین أن یجاھدواء وییذلوا کل ما في وسعھم 
من الطاقات لإقامة حکومة إسلامیةء وماھي حدودھذہ الجھود؟. 

لقد لف الشیخ رحمە الله رسالة خاصة بھذا الموضوع؛ سمّاها (الروضة 
لناضرۃ في المسائل الحاضرۃ) أوضح فیھا مکانة ھذہ الجھود؛ من وجھة نظر 
الإسلام؛ کما أعرب عن رأيه حول الأوضاع السیاسیة السائدة في عصرہ 





یقول رحمہ اللہ: ہإن مدافعة الکفار عن أھل الإسلام عموماء وعن 
الحکومة الإسلامیة خصوصاً ۔ بما فیە الخلافة وغیر الخلافذ والحکومة 
الإسلامیة ۔ وعن شعاثر الإسلام ومقدساتہ لاسیِما الحرمین الشرہ 
الفرائض الواجبة علی المسلمین+ او ات سرت 
اختلاف الأحوال؛ إلا آن ھناك شروطاً لابد من توافرھا لھذہ الفریضةء وھذہ 
الشروط قد تناولھا الفقھاء مفصّلة مبسوطة في کتبھم؛ ومن جملتھا 

١‏ ۔الاستطاعة: والمراد منھا الاستطاعة الشرعیة التي دلٌ علیھا الحدیثِ 
: عن أبي سعید الخدري رضي اللہ عنهء عن رسول الل قكُ قال : 
ہن رای منکم منکراً فلیغٹرہ بیہ؛ فإن لم یستطع فِلِسَاِہ؛ فان لم یستطع 


؛ وذلك اضعفُ الإیمان۷(٥۲‏ 















() رواہ مسلم في (صحیحہ)ء کتاب الإیمانء (۹٦)؛‏ والنسائي في سننہ+ کتاب 
الإیمان وشرائعہ (۰۰۸٢)؛‏ وأبو داود في سننہ؛ کتاب الصلاق (١٢۱۱)؛+‏ 
وکتاب الملاحم (٤٣٣٥)؛‏ وابن ماجه في سننهہ کتاب إقامة الصلاة والسنة 
یھاء (۱۲۷۵)۔ 


۷ 


٢‏ ۔انتفاء أسباب الوقوع في شر آکبر من السابق: وذلك مثل مخافة أن 
یسیطر الکفار أنفسهم بعدالدفاع؛ أوتسیطر طائفة مکونة من الکفار والمسلمین؛ 
لأن الغایة مفقودة في ھذہ الصورۃ وھي إخلاء الأرض من الفسادء والقاعدۃ 
تقول: ٦الشيء‏ إذاخلاعن الغایة انتفی٤۔‏ 

ثم إِن لم تنتفِ ھذہ الأسباب سقط الوجوب: أما الجواز ففيه تفصیل+ 
وخلاصة القول: إِن کانت الاستطاعة متحققةء ولا یکون ھناك احتمال الوقوع 
في مفسدۃ أکبر من الأولی؛ فالمجاھدة؛ وبڈل المساعي واجب: أحیاناًعلی 
آیینة وأحیاناعلی الکفایةء وإلا فلاہ۶۔ . 











الجھود السیاسیة ومبدآتزکیة الأخلاق : 

ومن الشروط الأساسیة لھذہ الجھود أن یقوم الإنسان بتزکیة أعماله 
وأخلاقہ؛ وأن تکون مشاعرہ وأحاسیسە منسمة بالاتزان والاعتدال والوسطیةقء 
ولنافي حیاۃ رسول الله پل أسوۃ حسنةء وانظروا لی الحیاۃ النبویة المکیةء کیف 
عاش پل ثلاثة عشر عاماً من حیاتہء إِنھا فترۃ التعلیم والتربیة وتزکیة اللأخلاق 
والأعمال ولما ت رس الصحابة رضوان الله علیھم أجمعین؛ وتجلّت 
أخلاقھم العالیةء وتریّوا متفینین ظلال النبي الکریم ِء وبعد مجاعدات 








)١(‏ الروضة الناضرۃ غي المسائل الحاضرۃء المطبوعة ضمن اشرف السوائح 
٣۳٣‏ -۔-۔ ۱۸۱ وانظر کذلك: الإفادات الأشرفیة في المسائل السیاسیة؛ 
ص١‏ 


۷۸ 


عظیمةء وتحمّلٍِ للمشاق؛ وصبر علی الإیذاء؛ والتواصي بالحق والتواصي, 
بالصیرہ بدا النبي پچ بالمدینة المنوّرۃ في أمر الجھادہ وحیاۃ الکفاح والقتال 
ََالَکوٰخَ وَالِابةت 

التدابیر السیاسیة: 





لقد آکد الشیخ التھانوي رحمءے الہ في مواضع عدیدة من مؤلفاته 
ومواعظہء أنە لا یکفي في السیاسة الإسلامیةء کون المقصد والھدف صالحاًء 
٭ والوسائل 
التي تستخدم في تحقیق الھدف: متطابقة مع أصول الشریعة الإسلامیة. فلو 
آراد أحد أن یؤسس حکومة إسلامیةء تارکا أحکام الشریعة وراء ظھرہ مُعرضاً 
عن تعالیم دیننا الحنیف؛ صارفاًنظرہ عن مبادئ الدین وأصوله وقواعدہ؛ فإنہ 





سیواجه عواقب وخیمةء حتی لو نجح في تأسیس الحکومةء فإنھا لن تکون 
إسلامیة إلا في الاسم لا غیرہ ولذا فلا بّ من التاکد من جمیع الوسائل التي 
یختارھا الإنسان في ھذا الھدفء وکل خطوۃ یخطوھاء هل تأتي ضمن الإطار 
الشرعي أم لا؟ وھل هي موافقة لوجھة النظر الإسلامیة آم لا؟.۔ 

إن حیاۃ سیّدنا النبي الکریم قچيذء وسیرۃ صحابته الکرام رضوان الله علیھم 
أجمعین؛ لغنیِتان بنمافج حیة رائعةء تدلّ علی إعراضھم عن بعض التدابیر 
الحربیة ۔حتی لو کانت مھمة وتکتیکیة لضرب الأعداء - بسبب تعارضھا مع 
مبادئ دینناء وشریعة نبیتاء ومن منا لا یعرف عن غزوۃ بدر الکبری؛ المعرکة 
الحاسمةہ یوم الفرقان یوم التقی الجمعانء إذ کان عدد المسلمین لا یتجاوز 











۷۹ 


ثلائمشة وبضعة عشر شخصا والأعداء کانوا مُجْھٗزین في المُدة والمَتادء 
وبأضعاف عدد المسلمینء وفي ذلك الوضع الحرج کان من الطبیعي أنه إذا 
ازداد شخص واحد في الجیش: لأدی ذلك إلی رفع معنویاتھم؛ فأراد 
الصحابي الجلیل حذیفة بن الیمان وآبوہ أن ینضمًا إلی جیش المسلمینء 
ولکن کان من ہدیه پل أن أعداءہ إذا عاعدوا واحداً من أصحابه علی عھد لا 
یضر بالمسلمین بغیر رضاہء أمضاہء وھکذا فعل مع المشرکین في حذہ 
وآبیەء فامضی لھم ذلكء ومنع حذیفة وآباہ من الانضمام بالجیش الإسلامي+ 
انفي لھم بعھدھم ونستعین اللہ تعالی علیھم٥''۔‏ 

قَدُمَشخص مشرك۔کان یذکر منه جراء٥ٗ‏ ونجد: 
لرسول اللہ ہی لکن الرسول 8 رفض طليه قاثلاً: ہارجع فلن أستعین 


7 











بمشركا 


() روی الإمام مسلم عن حفیفة بن الیمان رضي الله عنہ قال: اما 
بدراً إلا آنيی خرجت آنا وأبي حُسیلء قال: فأخذنا کفار قریش قالوا: إنکم 
تریدون محمدا فقلنا: ما نریدہ: ما نرید إلا المدینةء فأخذوا منا عھد اللہ 
ومیثاقہ لنتصرف إلی المدینةء ولا نقائل معہہ فائینا رسول الل قلء فأخبرناء 
الخبر؛ فقال: انصرفاء نفي لھم بعھدھم ونستعین اللہ علیھم) (کتاب الجھاد 
والسیر؛ (۱۷۸۷)) 

روی الإمام مسلم في (صحیحہ) عن عائشة زوج النبي چٹ آنھا قالت: اخرج 
بدرہ فلمّا کان بحرة الوبرۃ أدرکه رجل قد کان ہُذکر منه 
رح آصحاب رسول اللہ ق حین رأوہ؛ فلما ادرک قال < 








٢) 





۸۰ 


وھکذا کان شأن الصحابة رضي الله عنھم وآتباعھم؛ واتباع اتباعھم؛ 
کانوا منسّکین بھذا المبدأء وتاریخنا الإسلامي المجید؛ المشرق الباھرہ 
غني بھذہ الروائع والمواقف العظیمة۔ 
التعامل مع الحُکام: 

لقد آئَد الإسلام في جمیع أحکامہء وسائر تعالیمه علی ضرورۃ اتباع 
أحکام الشریعة في کل الشؤون: فإنْ حَکُمٌ حاکم؛ أو صدر أمر من الأمبر 
یخالف شریعة الله فلا یجب تنفیذہ ولا العمل بە؛ لأنە لا طاعة لمخلوق في 
معصیة الخالقء ویلزم العمل باحکام الشریعة؛ إلا في حالة الاضطرار وإکراہ 
النفس؛ کما یجب القیام بالأمر بالمعروف والنھي عن المنکرہ وفق الشروط 
اللازمةء وإظھار الحق والصدع بە عند الضرورة؛ لأنه أفضل الجھادء کماورد 
في الحدیث الشریف١۔‏ 














لأتبمك وأصیب معك: قال لہ رسول الل پچ : نؤمن باللہ 
: لاء قال: فارجعء فلن أستعین بمشرك . .. الحدیث٤.‏ کتاب 
الجھاد والسیرء برقم (۱۸۱۷)؛ ورواہ الترمذي في سننہہ کتاب السیر؛ 
(۸٥٥٥)؛‏ وابو داود في سننہء کتاب الجھاد (۲۷۴۲)؛ وابن ماجھ في 
سننء کتاب الجھاد (۲۸۴۳۲)۔ 





() روی الإمام أبو داود في سنہ عن أبي سعید الخدري رضي الل عنه قال: قال 
رسول اللہ : ٭أنضل الجھاد کلمة عدل عند سلطان جائر؛ أو أمیر جائر* 
کتاب الملاحم (٤٣۳٦)؛‏ ورواہ این ماجه في سننہہ کتاب الفتن+ برقم 
.))١١(‏ 


۸۱ 


إلا أن العامة وقعوا فریسة الإفراط والتفریط في الأوضاع الراهنة تجاہ 
معرفة حق الحاکم والمحکوم؛ فھناك فثة من الناس تکون ألسنتھم رطبة بمدح 
الحُکام والإشادة بھمء وذکر مآئرھم ۔ وھذا آقرب ما یکون إلی المداهنة من 
الب آو المدح ۔ وھولاء یسکتون علی المفاسد الموجوہۃ في النظام٭ 
ویصرفون أنظارھم عن الظلم السائد فیەء بینما ناك فثة آخری تجعل مخالفة 
الحکام نصب أعینھاء ولا تألو أي جُھد في صبّ جام الغضب علیھم بکل 
الطرق والوسائل المتاحةء ولا یلیٹون إلا أن یصفوهم بصفات سیئةء وینبزوھم 
بالألقابء ویسخرون منھم في مجالسھمء وآأحاناً لا یمتتعمون عن سبّھم 
وشتمھمء ویقترفون معاصي الافتراء والبھتان ۔ 

وھا نحن نری الشیخ التھاتوي رحمہ الله برفض ھذا المٹھج رفضاًتاماء 
ویستنکر هذا الاتجاہء ویقول رحمہ الله : 'إن الحجاج بن یوسف کان من آظلم 
الناس في ھذہ الام وقد اغتابہ رجل في مجلس آحد الصالحین واتھمه 
بأشیاء؛ فقال لە الرجل الصالح: إِن الحجاج وإن کان فاسقاً ظالماء لکن الله 
تعالی کما ینتقم منە من أجل حقوق المظلومین الآخرین؛ کذلك فإنە سبحانه 
وتعالی سینتقم للحجاج ممن یظلمه ویفتابه آو یتھمہ؛١١‏ 
ان إھانة الحُکامء والإساءۃ إلیھم 
علی مرأی ومسمع من الناس؛ دون ضرورۃ قصوی؛ أمر مذموم یتبغي تجتبه 





)ھ۱۳٣۸ مجالس حکیم الأمةء ص۹۲ء (ملفوظات رمضان سنة‎ )١( 


۸۲ 





ل رحمه اللہ: إ٥‏ الجمھور والرعایا عم الذین سیتضرّرون بھانة الحُکام 
لأن القلوب إذا خلت عن ھیبتھمء أدی ذلك إلی نشوء الفٹن الکثیرۃ؛ 
وثار الغضب؛ ولذا فیجب علی الجمیع احترام سلاطین الإسلام وتوقیر الحُکام 
المسلمین۲۷. 

وإذا تاملنا في کلام الشیخ رحمہ اللہ ؛ وأمعنا النظر فی 
لماروی عیاض بن غنم رضي الله عنە عن النبي لچ یقول : من أراد أن ینصح 
لسلطان بامر فلا يُدِ لە علانیةء ولکن لیأخذ بیدہ بەء فان قبل من 
فذاكء وإلا کان قد أدّی الذي علي لہ۶۲۷. 





ین لنا آنه شرح 








ویقول رحمه الله في إحدی مواعظہ: نری بعض الناس یسبّون الملوك+ 
ویشتمونھمء ویسیئون إلیھم؛ ویصفونھم باسوآ الصفات؛ ویلقون کل اللوم 
علیھمء لما یواجھون من المصائب في بعض الاحیانء وھذہ علامة فروغ 
الصبر؛ وأمر غیر ممدوح . 

وقد وردفي الحدیث الشریف المنع عن سبّ الملوك٣'.‏ 


وقد قصد الشیخ رحمه الله بالحدیث ما روي عن عائشة رضي الله عٹھا 


() أنفاس عیسی: ۳۷۵/۱ 

٢(‏ رواہ أحمد في مسندہ: )۱٣۷۹۲( ء٠٤٣٤ /٣‏ قال الھیثمي في مجمع الزوائد 
رجال ورواہ الطبراني في مسند الشاممین: ۱۹٤/۲‏ 
(۷) وذکرہ الدیلمي في الفردوس بمآثور الخطاب: ۳/ ۰۹۱٦ء )١۸٥۱(‏ 

(۳) وعظ الصیر ص٣٦۳؛‏ إصلاح المسلمین؛ ص٥٢٤‏ ۔ 





۸۳۴ 


' لا تشغلوا قلوبکم بسبّ الملوك: ولکن تقبوا إلی الله تعالی بالدعاء لھم؛ 
لف الله تا کا ا ا لی ا 
ان عَلِك المُلُركء قُوبُ المُلوك 





بیديی م٠‏ ص'20 
٥‏ 





بالڈکر والسڑ إِليٌء ام 
وما روي عن آبي أمامة رضي الله عنہ قال: قال رسول اللہ ہے : ١لا‏ تسبّوا 
الأئمةء وادعوااللہ لھم الصّلاح؛ فإنّ صلاحھم لکم صلاح؛۳؟ 


(١‏ رواہ السیوطي في الجامع الصغیر وضتفه برقم (۹۸۰۵)؛ والمتقي الھندي في 
کن العُمّال .)۱٥٤۸۸(‏ 

)٢(‏ رواہ الطبراني في المعجم الأرسط ۹ء (۸۰۲. قال الھیثمي في (مجمع 
الزوائد): وفیە إبراعیم بن راشد وھو متروك: ٥/۹٤۲؛‏ وذکرہ آبو نعیم 
الأصبھاني في (حلیة الأولیاء): ۳۸۸/۲؛ وابن حبان البستي في کتاب 
(المجروحین): ۷٦/۳‏ في ترجمة وہب بن راشد 

۴ رواہ الطبرانيی ٹي السجم الأوسط: ۹/۲٦۱ء‏ (١٦٦٦)؛‏ وفي السجم 
الکبیر: )۷٦۰۹( ۱۳٣/۸‏ قال الھیثمي: لم آعرف شیخ الطبراني؛ وبقیة 
رجاله ثقات؛ مجمع الزوائد: ٥/۹٢۲؛‏ کما ذکرہ ات البغدادي في 
تاریخہ: ۱٥١/۱١‏ (٣٦٦٢)؛‏ والمجلي في کشف الخفاء: ۲/٤٤٦ء‏ 
(۷۰) وضتفہ السیوطي ي الجامع الصغیر برقم (۹۷۸۵)؛ کما ذکرہ 
المتقي الھندي في کنز العتال برقم )۱٣٤۸۷(‏ 








۸ 


وأکتفي بھذا القدر من ذکر مواقف الشیخ التھانوي رحمہ اللہ الرائعة في. 
باب الحکومة والسیاسة: وآرائه السدیدة وتوجیھاته الرشیدة في ھذا 
الموضوع٭”۔ 





)١(‏ قد استفدت في تحریر ہذا الموضوع من کتاب الشیخ العلامة المفتي محمد 
تقي العثماني (الأنکار السیاسیة للشیخ حکیم الآمة التھاتوي)ء ط: مکتبة 
ملت دیوبند الھند؛ وکذلك کتاب (آشرف السوائح) للشیخ الخواجه عزیز 
الحسن المجذوب؛ و(أحسن الفتاوی): ۸٥/٦‏ ٥۹ء‏ بتحقیق الشیخ محمد 
تقي العثماني بالإضافة إلی المصادر والمراجع المُشار إلیھا في الھواش+ 
فجزی اللہ تعالی مؤلفي عذہ الکتب ورحمنا معھم۔ 


۸ً 


ا و 


کے کے 

الَابااٹً 
مرو لےنم (لہازریا 
الا الحقة والتطریید 

:میٹ 

الفصسل الأول: جھسودہ الإصلاحیة في مجال العقائد 
والإیمان 

الفصل الثاني : تعلّم الإنسانیة أم تع الولایة 

الفصل الثالث : العنایة البالغة بحقوق العباد 

الفصل الرابع : إصلاح المعاشرۃ 

الفصل الخامس : تعلیم حسن المعاشرۃ مقدّم علی تعلیم 
النوافل 

الفصل السادس : إصلاح العسادات والتضالید غیسر 
الإسلامیة 


سے گا 




















یا یھ 


الفصل السابع: الجھود الإصلاحیة في مجال تعلیم 

المرأۃالمسلمة 

الفصل الشاسن: صیائة المسلمین عن خیائة غیسر 
المسلمین. 

الفصل الناسع : الرةعلی الفرق الضالّة 























تمھید 


کل من لە إلمام بالتاریخ الإسلامي في الھند؛ واطلاع واسع علی سیر 
وتراجم علماٹھا العبافرۃء والقائمین باعمال الإصلاح والتجدید یعرف معرفة 
الیقین أن الشیخ التھانوي رحمے الله قد قام بدور رائع في الدفاع عن الدین 
الإسلامي؛ والذب عن حیاض الشریعة الفراء؛ وتطھیر المجتمع الإسلامي 
الھندي من أدناس التقالید والطقوس الجاھلیةء وشوائب البدع والخرافات 
التي کانت ولیدة العقول البشریةء وکسبت الرواج والشیوع في کل الأوساط+ 
اج من المسلمین؛ وذلك یسبب البعد عن تعالیم 
الإسلام النقیّة الصافیة فی جانب؛ وشیوع الجھل بینھم في جانب آخر 
إلی هذہ الجھود الإ(صلاحیة والنجدیدیة الرائعة في استعادة الروح 














اریخ جدید؛ وبدایة عھدجدید؛ حتی غلب عليه لقب (حکیم الأمة) و(مجذّد 
المئة) الذي عرف بە الشیخ رحمه الله واشتھر اشتھاراً 
بشارۃ الصادق المصدوق 8ل فیما رواہ الإمام أبو داود في سننه عن أبي عریرةۃ 
ایم لھزو الام ةعلی می کُلْ من 





لیم وقد صدقت به 





سَك من يُجدّه لھا ِیتھاہ"ٴ وکذلك سول ال بقولہ: مل مّذا 
اليِلميِ کل خَلَبٍ عُدُزلَہء ینفو دن عنۂتحریف الغالینٌء وانتحال الكبطلي ٌ۷(“ 











٠ةملا اخرجہ الإمام أبو داود في سننہء کتاب الملاحم؛ باب ما یذکر في قرن‎ )١( 
1)۸۵۹۲( ء برقم‎ ٦٦۷/٤ برقم (۹۱٢٦)؛ کما رواہ الحاکم في الستدرگ:‎ 
؛)٥٥٦۷(‎ ء۴٢٣/٦ ورواہ الطبرائي في المعجم الأوسط:‎ ؛)۸٥۹۳(و‎ 
)٣٥٥( ۱٣۸/۱ والدیلمي في مسند الفردوس:‎ 

)٢(‏ رواہ الطبراني في مسند الشامیین: ١/٤٣۳؛‏ والبیھقي في السٹن الکبری 
۱۰ وذکرہ الھیثمي في مجمع الزوائد: ١/٤٢۱ء‏ باب أخذ الحدیث 
عن الثقات؛ وأبو المحاسن الحنفي في معنصر المختصر: ٢/٦۱۰؛‏ وأوردہ 
الدیلمي في مسندالفردوس : ٥/۰۴۷ء‏ (۹۰۱۲)۔ 


۹٠ 


الفصل الاول 
الجھود الإصلاحیة في مجال العقائد والإیمان 


یتجلّی لنا عمله التجدیدي؛ ومآئرہ الإ(صلاحیة الخالدةۃء في تجلیة الفکر 
الإ(سلامي؛ وإنعاش الروح الدینیة؛ ومقاومة الفتن الخطیرۃ المحدقةء 
واستتصالھا من جذورھاء وکسر طلاسم المحاولات الضالة المؤسسة علی 
را ا یا ا تع 
اء سنّة سیدنا وقدوتنا محمد قج؛ واتباع عدیه؛ ولا تری 
لزوماًلذلكء وکشف النقاب عن وجە العقائد والنظریات المتلبسة بأاصناف من 
الطقوس الجاحلیةء والتشدید في الإنکار علی البدع والخرافاتء وإزالة آثار 
الکفر ومعالم الضلال۔ 

ضوابط التجدید والفُجڈد: 








وقد تحققت ضوابط التجدید والمُجدد في شخصیتہ رحمه الله بکل 
معانیھاء علماً ان مذہ الصفات والسمات التي لا بڈ من ٹوافرھا في المجدّد قد 
نمی علیھا علماء کبار أمثال الحافظ ابن حجر والسیوطي والمناوي والمحبيٗ 
وشمس الحق العظیم آبادي وأبي زھرة وغیرھم؛ وھي کالتالي 

١۔أن‏ یکون متبعاً لا مبتدعاً . 

٢۔أن‏ یکون محیباللسنة؛ طامساًللبدعة . 


۹۱ 


٣۔أن‏ یشتھر بین آبناء عصرہ ومصرہ بالعلمء ویکون مشاراًإليه بالبنان . 

٤‏ ۔أن یکون مکٹرامن العلم ناصراً لأملهء ذائداأعن حمی الدین؛ متصفاً 
بالصفات الکاملةء إذ المقصود أن یکون من علمه صادعاً بالحق؛ وناصراً 
اھله, 

٥۔آن‏ یکون ھذا الاشتھار علی راس مثة ھجریة ۔ 

فیکون ثاہتاًعلی دین الإسلام داعیاً إليەء ومحذّرآمن کل دخیل عليه؛ 
واثقاً مما هو علیەء لا یغتر ہما تغتر بە العوامء ولا ینخدع کما تنخدع الھوام؛ 
وإنما ینظر إلی الأمور بعین الحکمۃ الإللهیةء وعلی مقتضی الشریعة 
المحمّدیة؛ ویکوٹ الناس بحاجة لعلمه ومؤلفاتہ؛ وینتفعوا بھااٴ“ 

وکل دارس لشخصیة الشیخ التھانوي؛ وناظر في حیاته یجد مذہ 
الصفات فیھا متحقّقةء وھذہ السّمات متوفرۃ بأروع أشکالھا وأکمل معانیھا ۔ 

تفضیله الشریعة علی الطریقة: 

کما أَكٗ ھشاك جانباً آخر مھماً تترکز عليه جھودہ الإصلاحیةء الا وھو 


)١(‏ انظر: فتح الباري: ۱۲۹٥/۱۳‏ خلاصة الأثر للمحتي: ٣/٤٣٤۳؛‏ فیض 
القدیر: ۱۱۰/۱ ۲۸۱/۲؛ الرفع واللکمیل؛ ص٤٤؛‏ عون المعبود: 
۷ء مقالات الکوثريی؛ ص٥۱؛‏ المجددون في الإسلام للصّعیدي؛ 
ص١۱۔١۱-٥۱؛‏ المجددون في الإسلام للخولي؛ ص۴٣‏ ٣۳؛‏ والنور 
السافر للعیدروسي؛ ص۱۱۱۔۱۱۷ء۔ 


۹۲ 


تفضیل الشریعة علی الطریقةء وأن الطریقة تابعة خاضعة للشریعة وخادمة لھاء 
وقد أوقف رحمە اللہ بذلك تلك الفتنة الخطیرۃ الناجمة في أوساط (السلوك 
والطریقة) العي کانت تدعو إلی الاستغناء عن الشریعةء وکذلك إعادة الثفة 
والإیمان إلی قلوب ابناء الأمة الإسلامیة بخلود الرسالة المحمدیة وحاجة 
الناس إلیھاء وترسیخ جذور ھذہ العقیدة المهمّة 

یقول الشیخ آبو الحسن علي الندوي رحمه الله عن جھود الشیخ التھانوي 
الإصلاحیة : ہکان من کبار علماء ھذا العصر الربانیین؛ وأعظم مؤلف في هذا 
العصر بالإطلاق: ومن اعظم من انتفعت بھم الھند في إصلاح العقیدةء 
والعمل؛ والرجوع إلی اللہ وإِصلاح النفس؛ وانتفع الناس بکتبە انتفاعاً لم 
یعرف لعالم آخر في ھذاالزمان٤''“‏ 

جھودہ في إصلاح العقائد: 

هذا وإن جھودہ الجبارۃ في مجال إصلاح العقائدء وإرشاد الناس إلی 
الدین القویم والصراط المستقیمء تتجلی لا في ناحیئین : عملیة وعلمیة: 

أما العملیة: فقدکانت حیاتہ رحمہ الله مرآۃصافیةء ومنبعاًشفافاًء ومنھلاً 
عذباً للتوحید الخالص؛ لا یشوبھا شيء من الشرك آو البدع أو الخرافات: کما 








أَن مجالس وعظه؛ ولقاءاته ورحلاتہ غنیة بتلك الواقعات والقصص التي هي خیر 
بُرھان علی تمسّکہ بھذا المبدأء وعنایتہ الفائقة بھذا الجانب المهمٌ والرکیزۃ 
الإسلامیة الأساسیة 


٣٣۳-۱١ص من مقدمتہ لکتاب بین التصوف والحیاۃء‎ )١( 
۴ 


وأما من الناحیة العلمیة فحڈّث ولا حرج: فَإنّ لا نجد کتبا أو رسالة؛ 
آو مذکرة إلا ونراہ یتطرق فیا إلی هذا الجانب بکل ما یحویه من المعاني+ 
فیحثّ علی الاعتصام بعقائد الإسلام الحق؛ ویحذّر من الوقوع في البدع؛ 
ویقطع دابر کل المعتقدات الباطلة ٠‏ آو الرسوم والتقالید الجاھلیة التي اختلقتھا 
العقول البشریة أو أنتجتھا الأفکار الزائغة والأوھام التاتھة . 


فھا هو کتابە القیم (تعالیم الدین) علی حوالي مثتي صفحة 
بالقطع العتوسّطء ورغم آنە صغیر الحجمء لکتّہ یتضمن روس کل المسائل 
الأصولیة؛ المتعلقة بالعقیدة والتوحید والإیمانء ومقابل ذلك أنواع الشرك 
والبدعء والتحذیر منھا مع بیان تفصیلي لشُعَبٍ الإیمانء وکل ذلك مع الأدلة 
والبراھین من الاّیات القرآنیة والاحایث النبویة الشریفةء وقد تناؤل فیه رحمه 
اللہ بیان العقائد الإسلامیة مختصراً في أربعین مادةء وأتبعھا بذکر أقسام 
الشرك؛ فذکر الإشراك في العلم والصفات؛ والإشراك في التصرف والعبادة؛ 
والإشراك في العادةء ٹم انتقل إلی ذکر البدع قبدأ بذکر بدع القبورء ٹم البدع 
الأخری والطقوس غیر الإسلامیةء کما تناول موضوع بعض الکبائر؛ وشعب 
الإیمانء وختم الکتاب بذکر المضار الدنیویة الناتجة عن المعاصي؛ والمنافع 
الدئیویة الناتجة عن الطاعات؛ وھکذا جاء ھذا الکتاب رضم صغر حجمه 
یحمل في طیاته بحراً زانحراً بالکنوز والمعارف؛ کثیر النفع جم المعاني؛ 
وکذلك مؤلفاتہ الآخری التي سوف نتحدّث عنھا بالتفصیل في الباب السادس 
(آثار الشیخ الخالدة) إن شاء الله تعالی ۔ 
















٭ 


۹ 


الفصل الٹاني 
تعلّم الإنسانیة ام تعلّم الولایة؟! 


کان التھانوي رحمہ اللہ قد أوقف حیاته کلھا علی القیام بأعمال إصلاحیة 
في کل المجالات؛ وسائر جوانب حیاۃ الإنسان الفردیة والجماعیةء وہشتی 
الطرق والوسائل؛ مستخدعاً في ذلك کل الإمکانات المتاحةء فلم یَذخر أي 
وسع في سبیل تحقیق أھدافہ الإصلاحیة والدعویة اللبیلة ٠‏ 

یقول الأستاذ نجم الحسن التھانوي: ؛لقد جعلە الہ سبحائه وتعالی 
(حکیم الأمة) بکل ماتحویه ھذہ الکلمة من المعاني+ فکان التفکیر في إصلاح 
الآمة ونفخ الروح الإیمانیة الجدیدة فبھاء جزءاً أساساً من حیاته الطبیعي 
وشغلە الشاغل في معظم لحظات عمرہ؛ لم یوجد ھناك فراغ في أي جانب من 
جوانب إصلاح الأمة إلا بذل الشیخ جھودہ الحثیئة المتواصلة لسدّہ؛ ولا حاجة 
من الحوائج الدعویة إلا فگر في قضاٹھاء وبالجملة فإن تفقد أحوال الأمة؛ 
ومحاولة إصلاحھاء کان الغایة المتوخاۃ من حیاته۔ 





ومن أھم ما یمتاز بە مٹھجه في الإصلاح وتربیة النفس هو اهتمامہ البالغ 
بجانب الآخلاقء والمعاملات؛ والترکیز علی تصحیح أعمال الحیاۃ العملیةء 


"۰ 


مم الاعتناء الکامل والشدید بجانب العقائد والعبادات ۔ 

لم نکن طریقنہ في الإصلاح والتربیة خحاضعة للطرق الخاصة المسلوکة 
المعروفةء ولا کان یقلّد أحدافي منھجه في التعلیم؛ وإنما کان جلٌ اھتمامہ ھو 
تنفیذ وامر الله وتطبیق شرع اللہ؛ واتباع الرسول الکریم َء في کل شعبة من 
شعب الحیاۃء کان ینفق قسطاً کبیرآً من وفتہ في تجنیب النفس من مکاید 
الشیطان: وإبعادھاعن وساوسه ۔ 





ولم تکن المنامات؛ والمکاشفات: والکرامات؛ في نظرہ ذات قیمة 
ومکانة؛ إزاء العقائد والعبادات؛ وتصحیح الأعمال . 


ہوکان یقول: ؛لأن اجعل مجلسي ھذا مجلس الإنسان الکامل الذيِ 
یتمتّع بکل معانيی الإنسائیة من الأخلاق والاًداب والعقائد والأوصاف الفاضلة 
-أحبٌ إليٌ من أن أجعله مجلس الأولیاء بمفھومھم المعروف المشھور بین 
العائة8. 


کما کان یقول: ٭ نا دائماً أردّد ھذہ المقولة وأکررھا للجمیعء من أراد 
ان یتعلم الولایة أو یحوز مراتب الأولیاء فلیغادر مجلسي ھذا ولیرحل حیثہ 
یشاء ومن آراد أن یتعلم الإنسانیة ویتحلّی باوصاف الإنسان الکامل الذي 
یرضاہ الإسلامء فلیأت عندي؟۔ 

وکان رحمه الله یقول: ہإن تعلّم أوصاف الإنسانیة واجب أساسي؛ 
وتعلّم الولایة لیس بواجب: لان المرء إذا لم تتحلٌ حیاته بصفات الإنسانیة 


٦ 


في إیذاء الآخرینء آما الذي لم یتعلّم الولایةہ ولم 
تحصل لە درجة الآولیاء فإنه لا یضر غیرہ شیئا۷(''. 





ہے ٭ 


)١(‏ حکیم المة ومجدّد الملة أشرف علي التھانويی؛ ص١٤۱‏ للشیخ نجم الحسن 
الٹھانوي۔ 


۷ 


الفصل الٹائثٹ 
العنایة البالغة بحقوق العباد 

کان من أھم رکائز نشاطہ الإصلاحي والتربوي أنه کان یح اٌتباعہ 
ومسٹرشدیہ علی أداء الحقوق؛ سواء کان من حقوق اللہ تعالی أو حقوق 
العباد وکانت عنایته بحقوق العباد آکد وآکٹرء لِما شاھد من حال کثیر من 
الناس أنھم یواظبون علی العبادات . ویکٹرون من ذکر الله؛ ولکنھم یقضرون 
في حقوق العبادہ ویخالفون الشرع في کثیر من المعاملاتء کما أن اهتمامہ 
یتعلیم آداب المعاشرة؛ اکثر وأشدً من اهتمامه بتعلیم الأوراد والأذکار وسائر 
التطوّعات ۔ 

وکان یقول: ٢‏ إني اصرف جل عنایتي بان لا یتاڈڈی أحد منيء أو من 
آصحابي؛ سواء کان ذلك الإیڈاء بَدنیاً کالضرب والتزاعء أو مالیاً کنصب 
الحقوق وأکل الأموال بالباطلء أو ما یتعلق بعرض الانسان کإھانة رجل 
واغتیابہء أو نفسیًمثل أن یترك أحد غیرہ في اضطراب ونشویش؛ أو یعامله ہما 
یکرعہء وإناصدر شيء من ذلك خطاء فالواجب أن یبادر إلی طلب العفو ۔ 








وإني أھتم بھذہ الأشیاء آکٹر من اهتمامي بغیرھاء حتی لو رأیت احداً 
یخالف الشریعة في وضعه الظاھر؛ فإن ذلك یحدث في نفسي نوعاً من الألم ؛ 


۸ 


واما إذا رأیت احداً لا یبالي باداء هذہ الحقوقء فإنه یحز 
وأدعو الل تعالی لە أن ینجیه من ھذہ الموبقات؛'. 





۱۷۹/۱ اشرف السوائع:‎ )١( 


"۹ 


الفصل الرابع 
إصلاح المعاشرۃ 





إّ المعاشرۃ أو الحیاۃ الاجتماعیة شعبة مھمة من شعب الإسلام؛ العي 
قلما یھتم بھا الإنسانء ویراعي حقوتھا وآدابھاء ونشاد أن عامَّة الناسء بل 
خواصٌهم کذلك یُغفلون ھذا الجانب المھم إلا من رحم الله؛ وذلك لأن الحیاۃ 
الاجتماعیة هي قوام البشریةء والعنصر الأساس والمھم الذي إذا صلح یَمُود 
الأمة کلھا الخیژ والبركةء ویستتبّ الأمن والاستقرارہ وبالتالی فإن إنجاز ھذہ 
المهمّةء والتشمیر عن ساعد الجد لتحقیق هذا الغرض+ برائفہ حرش 
والمحور الأساس الذي تدور حوله هذہ الجصود التجدیدیة والأعمال 
الإصلاحیة العظیمة؛ التي نھض بھا ورفع رایتھا الشیخ التھانوي رحمه الله بکل 
یة دینیةء وشجاعة إیمانیة قویةہ دون أن یبالي في هذا الطریق بلومة لائم أو 
طعن طاعن ۔ 
وکان نقطة انطلاقہ في ہذا السبیل هو کلام الصادق المصدوق قَُ الذي 
لا ینطق عن الھوی؛ إن ہو إلا وحي یوحی؛ حیث آرشد فیە الإنسانیة إلی 
دستور قیٍم للحیاۃ. وقانون متکامل بھدي الناس إلی إیجاد مجتمع مثاليی 
آفضلء إذا طبقوہ في حیاتھم؛ یقول المصطفی 58ڈ: هالمسلم مَْ سَلْمَ 











٣۰٣ 


0 


المسلمود من لسَا: 

وھا هو کتابە القیم (آداب المعاشرۃ) خیر دلیلِ علی ما کان یحمله الشیخ 
رحمہ الله من فکر دائم وهمٌ عمیقء نحو إصلاح المعاشرۃء وتحلیة المجتمع 
بالخلق الحسن؛ وتخلیته من مساوئ الأخلاقء والسلوك المنافي لروح 
الشریعة الإسلامیة 








کان جلٌ عنایتہ رحمہ الله تعلیم الإحسان إلی خلق اللہ وعدم مسّھم 
بالڑھانة والیذاء. 


)١(‏ أخرج البخاري في صحیحہہ کتاب الإیمان رقم (١۱و‏ ١۱)؛‏ وکتاب الرقاق+ 
(۵) وسلم في صحیحہہ کتاب الإیمان؛ رقم (٤٣٤٣٣٤٣٤٤٢٦)؛‏ 
والترمذي في سننه کتاب صفة القیامة والرقائق والورع (٢٥۲۰)؛‏ وکتا 
الإیمانء (۸٢٦۲)؛‏ والنسائي في سننہ؛ کتاب الإیمان وشرائعہ؛ (۹۹۹٦)؛‏ 
وأبو داود في سننہہ کتاب الجھادء (۸۱٢۲)۔‏ 








۲ 


الفصل الخامس 
تعلیم حُسن المعاشرۃ مقەم علی تعلیم النوافل 


إنّ راس الخُلق الحسن وأساسہ أن یھتمٌ الرجل بأن لا یتاذی بە أحدء 
بقولہ الجامع : (المسلع من سَلِمٌالمسلمود من لسانو 
ویدِہا' وکلٌ ماکان سیا لإیذاء أحدء فھو داخل في سوء الخلق؛ سواء کانتہ 
صورتہ صورة خدمة أو أدب وتعظیم مما یزعمه الناس حُسْنٌ خلقء لأن حقیقة 
الخّلق الحسن هي إراحة الغیر؛ وھي مقدمة علی الخدمة؛ فالخدمة بغیر 
الإراحة قشر بلا لب وإن آداب المعاشرة ولو کانت متأاخرۃ عن العقائد 
والعبادات من حیث کوتُھا شعائر للدین ولکنھا مقدمة علی العقائد والعبادات 
من حیثیة أخری+ وھي أن في الإخلال بالعقائد والعبادات ضرراً یقع علی 
الإنسان نفسہ؛ وفي الإخلال بآداب المعاشرۃ ضرراً لغیرہ؛ وإضراژ الرجل 














غیرہ ٘شڈ من إضرارہ بنفسہء ومن تَمٌ قڈم الله تعالی قولہ : فیک يَقُوهَعَل 
لی مار حَاهم الج ارک تَاَراِ سا چ[الفرقان : ۴٦]ء‏ الذي فیه تعلیم 


آداب المعاشرۃ؛ علی قوله تعالی: و الب ٹیک رَيْهم مکنا وکا 4 
[الفرقان : ٤٦]ء‏ الذي فیە تعلیم العبادات وغیرھا۔ 


)١(‏ تلم تخریجه في الفصل السابق۔ 


۷چ 


فالمعاشرۃ الحسنة مقدمة علی الفرائض من بعض الوجوہء وأما تقدمھا 
علی النوافل فثابت من جمیع الوجوہء وکما ورد في الحد, 
رواہ الصحابي الجلیل أیو هر 
تصوم الٹھارَ وتقوم الیل ؛ وتؤذ 
في اللًارٴء قیل: فلانا تصلّي المکتوبة وتصوم رمضان؛ وتتصدق بأثوارِ من 
اف ولا توذي أحدابلسانھاء قال: قھي في الجةہ'' 
النبؿ لن التي کانت تقوم بواجباتھا تجاہ ربھا؛ وتصون لسانھا 
من إیذاء الآخرین في الجنةء وأما التي کانت تؤذي جیرانھا فھي من أھل النارء 
حتی لو کانت تصلّي وتقوم اللیل؛ وبھذا اتضح لنا قیمة المعاشرۃ وأھمیة 
الاعتناء بھا۔ 










ء٥٤٥٥ رواہ أحمد في مسندہ رقم (۹1۷۳)؛ والبخاري في الأدب المفرد:‎ )١( 
ء)۷۳۰٣ والحاکم في المستدرك واللفظ لہ: ٤/١۱۸ء (۷۳۰۵۔‎ )۹( 
وقال: ہذا حدیث صحیح الإسناد ولم یخرجاہ: کما رواہ ابن حبان في‎ 
)٦۷٥٢( ۷۷/۱۴ صحیحہ:‎ 


الفصل السادس 
إصلاح العادات والتقالید غیر الإسلامیة 


کان التھانوي رحمه الله ل چھدا کیرآ في إصلاح الرسوم والقضاء 
علی الطقوس والتقالید غیر الإسلامیة السائدة في المجتمع الإنساني نتیج 
إغفال الناس تعالیم الکتاب والسنة؛ واحتکاکھم المباشر بالمجتمع الھندوسي 
الذي یتکون من أساسه بأفکار زائغةء وأوھام خیالیة ومعتقدات واھیة لا 
آساس لھا في الدین والشریعةء فکان التشبّه بالھندوس شائعافي کل الأوساط ٠‏ 
وجمیع مجالات الحیاۃ؛ ولم یکن الأمر مقتصراًعلی الطقوس العادیةء وإنما 
بلغ الأمر إلی مشارکتھم حتی في آعیاد الھندوس وحفلاتھم التي یغلب علیھا 
الطابع الدیني ؛ بل قد نتضمن نوعامن أنواع الإشراك بالله؛ ومعظم تلك العادات 
والتقالید کانت مرتبطة بمناسبات الأفراح والأحزانء وکان منھا ما ابتدعہ 
القبوریون: وکانوا یرون أنٗ فیھا أجراوثواباء ید سا تا لی 
رحمہ اللہ لدحض عفہ التقالید الخرافیةء وذلك باستخدام شتی الوسائل 
ومختلف الأآسالیب مثل إلقاء الخطب؛ وعقد مجالس الوعظ ؛ وإعدادالنشرات 
والکتب؛ وکان یرشد الناس إلی اتباع السنة؛ وتجنب البدع؛ فانتفعت بە الامة 
؛من أدناس الشرك وأرجاس الخرافات والعادات الجاھلیة 














۰٢ 


وھا هو کتابه المسٹّی (إصلاح الرسوم) (إصلاح التقالید والعادات) 
یسلّط الأضواءعلی جھودہ المبارکة في ھذاالمجالء ورغم صغر حجم الکتاب 
فإنہ جمع واستوعب کل ھذہ الأمور؛ أو معظمھاء أو أرشد الناس إلی ما ھو 
المحبوب المرضيْ عند اللہ تعالی ورسولہ ہل وکذلك کتابہ (اغلاط العوام) 
و(حفظ الإیمان) و(إصلاح انقلاب الأمة) من الکتب المهمّة؛ ذات الفوائد 








القیّمة اللادرةۃ 

وقد کانت نقطة انطلاق الشیخ رحمہ اللہ في هذا السبیل هو قولە تعالی: 
ان اڈ ال ا تک انث و یی الا ماک عکجد یٹ وہ ایب ه (مود 
۸.۔ 


الفصل السابع 
الجھود الإصلاحیة في مجال تعلیم المرأۃ المسلمة'“ 


آما دور التھانوي في تعلیم المرأۃق: وجھودہ الإصلاحیة في ھذا المجال 
فھي تعرف خاصة من کتابە (حلیة أھل الجنة) الذي ة فيه الشیخ صورۃ 
ملخُصة جامعة لمفاھیم القرآن الکریم؛ والسنة المطھّرة٠‏ وتناول فیه معظم 
القضایا الخاصة بحیاۃ المرأة الیومیةء فھذا الکتاب موسوعة نتضمن مسائل 
المرأۃ المسلمة وأحکامھا في الإسلامء ذاع صیتھا في الوقت الذي لم یتوفٔر في 
أي کتاب آخر باللغة الاردیةء یحقق متطلبات النساء؛ فقد بحث فيه المؤلف: 
الإیمانء والعبادات: والأخلاق: والمعاملات: وآأسالیب الحیاۃ إلی جانب: 
التوجیھات القیِمة الخاصة بشؤون المنزل: والأمور العائلیة ٠‏ 














ھذا الکتاب یجمّد فعلاً اعتمامه البالغ بتعلیم النساء اللاتي ظل أغلبیتھن 
المجتمع المسلم الھند: 


فریسة للانفلات وعدم العنایة ج 
التعلیم؛ بالرغم من وجود الدلائل القویةء والنصوص الواضحة التي تحث 





)١(‏ من مقال الأستاذ الدکتور نسیم اختر الندوي (مجلة البعث الإسلامي الصادرۃ 
في لکنو عدد محرم ١٤٢۱ھ‏ بتعدیل واختصار 


٣٣ 


المسلم والمسلمة علی الاہتمام بالعلم سواء بسواءء فقد ظلّت المرأۃ المسلمة 
قي الھند متخلفة عن مسیرۃ التعلیمء فقام الشیخ التھانوي وآلقی النظر علی 
المجتمع الھندي+ ووجد الناس منقسمین إلی ثلاث فثات في موضوع تعلیم 
المرأۃ: 

فالنوع الأول: قد اختار موقفاً حیادیاء لا یزید ولا یعارض فکرۃ تحلیة 


المرأة بالتعلیم. 





والنوع الثالث : یستعد ویؤیّد ما ینفع المرأۃ من التعلیم والتربیة 

کان الشیخ التھانوي یؤمن أن الأفراد من الفئة الأولی منحرفون عن طریق 
الصواب؛ وھم قد فشلوافي تعلیم المرأةء وتقدیر دورھا الملموس؛ ونشأ ھذا 
الخطا عن الفکرۃ المادیة الجامحةء فھم یرون أن المرأة لا تھمّھا الوظائف؛ 
وضرورة الأعمال خارج سور البیت؛ فلا داعيی لھا لأن تسلّحَ بالتعلیم؛ 
وتتکلف مالایفیدھاء ولا یفید أسرتھا۔ 

ویعتقد الشیخ الٹھانوي أن ھذا الموقف آبرزٴمثال علی الفجوات الفکریة 
بین المسلمین الھنود وخاصة ھذہ الفثةء ولا یدري ھؤلاء الناس أن الإسلام دین 
لا یشیدیفکرۃ ربط التعلیم بالعمالةء ولا یعتبر التعلیم وسیلة للترف المادي؛ بل 
إن ادعلی تَلقي العلم الدیني: مؤکدابا: ۵ 
الفرد بخالقه عژٌ وجلٌّء وھذا هو التعلیم الذي بنشٌط الناسَ في جمیع أشغالھم 
الیومیةء ویرتفع بە مستوی سلوك الفردوأخلاقہ في المجتمع . 









امکانیة أوسع لتقو, 





۰۷ 


ویری الشیخ لتھانوي أن الفئة الثائیة التي تعارض تعلیم المرأ: تعتمد في 
فکرتھاعلی الأسباب التالیة: 


١‏ -ھذہ الفئة تؤمن بأن تعلیم المرأة مُضِلَء لان المرأۃ المتعلمة تتورٌط 
سافرۃ في النطق والکتابة: حول الموضوعات غیر الملائمة خلقیاء مما یژدي 
بھا إلی الوقوع في الفجورء الذي یقضي علی ما تحملہ من الحیاء والوقارء ولا 
یتوقف الأمر ھا هناء بل یتاثر مزاجھا النسائي؛ وتصبح منفتحة في طبیعتھاء 
> وهي تتعرض لما لا یلیق ہمکانتھاء وقد تقع 
فریسة الفحش بسھولة لایمکن تصورھا۔ 

٣‏ ۔إن فثة النساء إذا اختلطت بفثة الرجال بھذہ الطریقة: 
الإمکانات لنشوء الانحرافات الخلقیةء ویلاحظ أن المرأۃ المنفتحة بطبیعتھا 
تتأخر عن إجابة الرجل البلیغة وفي بعض الآحیان تسکت وتحول طبیعتھا 
النسائیة وفطرتھا الأئثویة دون إظھار رضاھا وموافقتھاء ویظن الرجل سکوتھا 
رضاً منھاء وھذہ ھي الأشیاء التي أباحت لمؤیدي ھذہ الفکرۃ آن یذھبوا إلی 
الزعم بأن التعلیم ہو الذي سبّب ھذہ المشاکل کلھاء وأن المرأۃ لو لم تکن 
متعلمة لما ظھرت ھذہ المشاکل؛ کما یڑکد مؤلاء أن من معایب المرأة 
المتعلمة أنھا تقرأ کل شيء مکتوب علی الصفحات٠‏ سواء أکان من الروایات 
الرومانسیةء آو الکتب الماجنة؛ آو قصص الھوی مما ٹیر فیھا الرغبات 
الجنسیة والغرائز البشریةء الأمر الذي قد یڑدي إلی افتتانھا وإیجاد فضائح 














یقول الشیخ التھانوي: هإنە من الصعب جحود ھذہ الإمکانات؛ ولکٹنا 
إذا تدبرنا في هذا الأمر؛ وجدناأن ھذہ المفاسد لیست ناتجة عن التعلیمء وإنما 
المسژول الوحید فیھا ہو منھج التعلیمء الذي یتسبب بخلق ھذہ المفاسد 
وإنشاء هذہ الفتنء م0 تثقیفھا بوسیلة الکتب النافعة 
والمفیدة لدینھا ودنیاھاء ولم تنل حظھا من الکتب التي تتناول مسائل الحلال 
والحرام؛ ومباحث الجزاء والعقاب: والاًداب والأخلاقء وکذلك الترغیب 
والترھیب۔ 

ولا یمکن اعتبارٌ شخصِ یعرف قراءة حروف الھجاء متعلماء وت یع 
ھذا القدر من المعرف تعلیما وکذلك لا یمکن القول بأأٗ أحداً یصیرژُ متعلماً 
بقراءة بعض الروایات أو القصص والمجلات وت 
والمقررات الدراسیة جیدة ومفیدةء ولکن لا یتم تطبیقھا عملیًء وھکذا تظل 
غایةُ التعلیم بعیدةًعن التحقیق ۔ 

وأما ما یتعلق باتصال امرأۃ برجل ما نطقاً أو کتاہء فیمکن التغلّب علی 
هذہ الظاھرۃ والقضاء علیھا بالمراقبة الشدیدة علی عملیة الاتصال'. 

والفثة الثالة التي تؤید تعلیم المرأة في 
مخطكة في بعض آفکارھاء فھي تظنٌ أّ مجرد الإلمام بحروف الھجاء علم؛ 
تصوّرھا للتعلیم محدود جداء وقلَما یتضئن بناء شخصیة کاملة للمرأة؛ وفیه 
نقص للمعالجة العملیة للتعلیم؛ فھي تجنح لتدریس المرأۃ جمیع مواد التعلیم 
المصري مھماکانت طبیعتھا وتاثیرھاء وھي بسبب اتباع المعاصرۃ غیر المعقولة 





نطاق ضیق محدود, هي أیضاً 











۰۹ 


تسرف في موقفھاء وتطلب من المرأة المسلمة بأن تقتفي آثار الغرب؛ والحق 
أنھم لم یفھموا الفرق بین الغایتین الأساسیتین لتصوّر التعلیم عندنا وتصوّر 
التعلیم عند الغرب٠:‏ فالتعلیم قد یکون عندھم وسیلة للحصول علی الوظائف 
لإشباع رغباتھم المادیةء ولک التعلیم عندنا هو مصدر للھدایةء یتشکل بە بناء 
مجتمع سلیم وفوق ذلك؛ فإن التعلیم یسترشد بە الناس؛ ویتوصلون بە إلی 
الحقیقة المطلقةء وھذہ الضرورات لا یمکن تحقیقھا إلا عن طریق التعلیم 
الدیني۔ 

ولکن السرأۃ التي بقع علی عاتفھا مسؤولیة توفیر نفقات أطفالھا؛ 
تستطیعٌأن تدرس جمیع الموضوعات التي تکون لھا في ظروفھا القاسیة وسیلة 
جیدۃ للدخلء وبإمکان ھذہ المرأۃ وآمثالھا الحصول علی أي تعلیم مھني أو 
حرفة یدویة لسڈّ حاجاتھا المعیشیةء ولکن یجب علیھا أن لا ٹنسی قیمھا 
الدینیة ولا تغفل عن تعالیمھا الشرعیة وممیزاتھا الإسلامیة في الملیس 
والمظھر مھما کانت حرفتھا آو مھنتھا۔ 

یقول الشیخ التھانوي رحمہ الله  :‏ یرسل بعض الناس بناتھمإلی المعلّمات 
المنفتحات؛ المؤمنات بالتقدمیة للحصول علی التعلیم منھن؛ ولا شك أن 
الدراسة أو تحصیل العلم علی أمثال ھؤلاء المعلّمات لا یؤثر علی المتعلّمات 
سلیاً فقطء بل ھي تغیر نظراتھن إلی الدینء والثقافة الإسلامیةء ولا یمکن 
لاحد ان ینکر ماللمصاحبة من تآثیر عمیقء ویلوح أن الطالبات من هذہ النوعیة 
یفتخرن باتباع خطوات معلماتھن اللاتي قلّما یؤمنّ بالنبل والکرامة: وھن 
یسحرن الطالبات٠‏ وبالتالي فلا تلبث الطالبات أن تجعلنھن قدوۃ لھنء 








۲۰ 


وتتورطن في عمل لا أخلاقي؛ دون أي تردد أو تخوف من أھلھن أو أسرتھن 
ومجتمعھن۔ 

إنّ المرأةٗ المسلمة تعرّف بالحیاء والوقارہ ولکٹھا في زماننا ہذا وقعتِ 
فریسة الانحطاط الخلقي؛ والانھیار الدینيء وذلك لماتتعرض لە من الھجمات 
الشرسة تجاہ دیٹھا وعقیدتھا: عند التحاتھا یاحدی المدارس أو مراکز التعلیم 
المسیحیة؛ بدعوی تحصیل التعلیم العاليء والاستزادة العلمیة وتطویر 
الثقافة بغضیّ النظر عن کل ما تواجھه من المشاکل والمصائب في الحفاظ 
علی شعائر الإسلامء وأصول الدین٢.‏ 

المنھج الاسلم لتعلّم البنات: 

إِذاً المنھج الأسلم لتعلیم البنات کما یعتقد الشیخ التھاتوي و منھج 
یتوفر فیه تعلیمهن في فصول خاصة بھنّ دون أي اختلاط مع الذکور وفي 
مجموعات صغیرۃء کي تقلٌ إمکانات وقوعھن في الصحبة السیئة ؛ أو تعرّضھن 
لرفقة السوء وإذا سنحت لھن فرصة الدراسة في بیوٹھن علی المعلّمسات 
الصالحات فھذا أحسن وافضل؛ کما أنّ اقتناء اتب الدینیة المفیدة النافعق 
واختیار المقرر الدراسي المناسب من أھم رکائز تعلیم النساء . 

یقول رحمہ الله: ٢‏ إنّ ناك العدید من الکتب النافعة للنساء الراغبا؛ 
الحصول علی التعلیم الصحیح البنّاء؛ ویمکن أُن ندرسهِیّ اللعة العرہ 
وجدناھن حریصات علیھاء کي یفھمن القرآن الکریم والحدیث الشریف٤+‏ 
وکان رحمہ اللہ واثقاً بان إصلاح المجتمع یجب أن یکون عن طریق 











٦ 





المرأۃق وکان غیرٌ مقتنع بالمناہج الدراسیة السائدة آنذاكء ومتاکداًبان التعلیم 
العصري للنساء لایمکن أنتتم ب إزالة المفاسدالمتفشیة في الأسرۃ المسلمة؟'ٴ 


وقد أیّد الشیخ التھانوي منھجا یغرس في نفوس البنات التقوی؛ ویصلح 
إیمانھن وسلوکھن؛ ویقوّي صلتھن بالل العلي العظیمء مع الرغبة في الجنة 
والخوف من جھنمء وکان علی یقین من أنە إذا نالت هذہ المقاصد أولویة 
سیتغیر المجتمع حتما'''. 

لقد أراد الشیخ التھانوي رحمه الله أن یری المرأة المسلمة متعلّمة دینیأء 
فان المٹھج التعلیمي الذي أوصی بە الشیخ لا یھدف إلی تدریسھن بعض 
الکتب؛ بل یحث علی التعلیم الذي یقوم بتربیة الأطفال خلقیاء وھذہ عي 
السمات البارزۃ لمٹھجه التعلیميي: 

ەیلزم أن یکون مستھل تدریس الأطفال۔الذکور والإناث ۔تلقین کلمة: 
لا إللہ إلا الله محمد رسول اللہ مع تحفیظھا عن ظھر القلب ولو بجزء منھا إذا 
لم یمکن حفظھا کاملاًء وکلّنا یحسب أَنَّ ھذا شيءیسیط؛ ولکن الواقع خلاف 
ذلك؛ فإنہ بعید الأثر وعمیق التائیر ویجب توجی الأطفال أن یتعلموا الدعاء؛ 
ویدعوا الله سبحانه وتعالی؛ کمای 
من السیَ المبکرۃ: وترسیخ ھذہ الحقیقة في قلوبھم؛ وھي أنٗالله جلٌ وعلا عو 





غرس بذور العقیدۃ الصافیة في أذھانھم 











۔٦٦-‎ ٦۹ص إصلاح النساء‎ )١( 
المصدرالسابق: ص۱۳۰‎ )٢( 


ب7 


الخالق والرازق ذوالقوۃالمتین؛ وھوالعلیم الخیر الذی بیدہ ملکوت السماوات 
والأارض؛ وھو علی کل شيء قدیرء وإذاصدر عن الطفل خطأ فیجب التذکیر 
با العمل الفلاني يُغغٍبُ الله تعالی؛ کما یجب التنویه والإشادۃ بعملِ صالج 
یقوم بہ: وئذکر لە أ٥‏ الله تعالی یحبّه ویرزقہ من الَلاء والنَّمُم۷. 

وأوصی الشیخ رحمه اللہ الأم أن تقوم بتعوید الطفل علی حفظ قصار 
السّور منذ باکورۃ عمرہ''ء کما یجب تأکیدھا علی أداء الصلاۃ إذا بلغ السابعة 
من عمرہ؛ ومعاقبتہ علی التقصیر إذا بلغ العاشرۃء ویجب تدریے القرآنِ 
الکریم بکل الاهتمام وبالاعتاء البالغ ۔ 

ومن المعروف لدی الجمیع ا الطفل لە ھن حساس؛ وھو یٌجذّب إلی 
کل ما یحصل حولهء ونظراً إلی ہذا الأمر الطبیعي تتوجب تریته علی خطة 
إسلامیةء وسلوك نبیل من ہدایة عمرہء وفي ھذہ المرحلةا 
القصوی تستطیع الأم أن تمثل دوراً مرموقاً في تربیتہ+ إذا ؤفقت في تربیة أول 
طفل بنجاحء فلتتوقع أن هذا الطفل سیکون معلما للآخرین فیما بعد لأن 
الصغار یقلّدون الکبار(*. 












کما نصح الشیخ التھانوي رحمه ال النساء عموماً باجتشاب مطالمة 
الرواییات؛ والقصص؛ وکذلك المجلات التي أصبحت ظامرة لا یمکن 


() إصلاح النساء: ص۱۸۸ 
)٢(‏ المصدر السابق نفسہ 
(۳) المصدر السابقء ص۲۸۲ 


۲۳ 


التغلّبِ علیھاء والتي تفم في الأسواق کأداۃ للتسلیة والتفکهء وکذلك الکتب: 
التي تحتوي علی قصص خیالیةء أو التي لھا طابع غیر أخلاقيء وحثٌ علی 
مطالعة الکتب الدینیة والعلوم الشرعیةء ومواصلة قراءتھا 

ہذہ بعض أفکار الإمام التھانوي رحمه اللہ حول تعلیم المرأۃ المسلمة* 
وتربیٹھا بمنھج یتفق ومزاج المرأۃ وطبیعة الدین؛ وبذلك تکون المرأۃ جزعاً 





۲٤ 


الفصل الٹامن 
صیانة المسلمین عن خیانة غیر المسلمین 

لقد فَظُر اللہ عرٌ وجلٌ الشیخ التھانوي رحمہ الله علی الشفقة علی الخلق؛ 
والفکر الدائم في إصلاح الآمة وصرف أقصی المجھودات؛ وکل أنواع 
التضحیات في سبیل إرجاع المسلمین إلی دینھم من جدید+ فکان رحمه الله إذا 
رأی منکرً یسود المجتمع المسلمء آو فتنة تصیب المسلمین؛ وتمسٌ دینھم 
وعقیدتھمء لا یھدأ لە بالء ولا یق له قرار حتی یستعد لمعالجتھاء وینھعض 
للبحث عن حلھاء ویرشد فیھا الناس إلی ما فيه صلاح دنیاهم وآخرتھم؛ یقول 
الشیخ المفتي محمد شفیع۔کبیر علماء باکستان رحمہ الله : 

'کلَما نزلت نازلةء آو وقعت واقعة علی المسلمین في أي زمان أو 
مکان؛ کان رحمه الله یغتمٌ ویصیب الهھمٌ والحزن: مثل الأب الحنون المشفق 
الذي یتالم ویقلق لما یصیب ابنە الحقیقي؛'“ 

وبھذا یمکننا أن نقڈر مدی شعورہ البالغ ؛ وإحساسە الدائم بمشاکل 





() الشیخ التھانوي رحمہ اللہ سیرتہ وخدمانہ وخصائصہ+ 
التھانوي؛ ص٢٣‏ 





۲٥٢ 


الأمةء وعنایته الفائقة بشؤونھاء فکیف بھنأله طعام آو یحلو لە شراب: أو تری 
عینہ النوم؟ ولعلٌ هذہ الأوضاع الحرجة؛ والظروف القاسیة التي کان یعانيی 
منھا المسلمون بین فینة وآخری قد دفعت الشیخ التھانوي إلی الٹھوض والتشمیر 
عن ساعد الج فخطر بباله أن یضع لھم دستوراء ویقرّر لھم بعض الأصول 
الثابتةء المستقاۃ من منابع الدین الأصیلةء ومصادر الشریعة الغراء الحقیقیة* 
المتمثلة في کتاب الله تعالی وسنة رسولە َء والتي إذا عمل بھا المسلمون+ 
وساروا علیھا ونقُڈوھا في حیاتھم الفردیة والجماعیة تننزل علیھم رحمة 
الباري تعالیء وتغشاہم السکینةء وھذہ الأصول بمثابة حل ناجع؛ ودواء 
نافع؛ لکل المصائب والمشاکل التي تواجه المسلمین؛ وقد رتبھا الشیخ رحمه 
الله علی شکل موادٌ وسمّاھا(حیاۃ المسلمین) وکان یف 
الأصول) علی جمیع مؤلفاتہ وکان یقول: ٥‏ 
والدعویةء ورأس مالي في حیاتيء وارجو اللہ عرٌ وجلٌ أن ینفعني بە في الحیاۃ 
الدنیا والآخرۃء ویتقبله مني ویجعلە في میزان حسناتي۶(۸۔ 

وکان شعارہ ومبدآ انطلاقه في تاصیل هذہ الأصول هو فولە تعالی: ف مَنْ 
یز مد يعاؤ مر از أ‌ق مَمرَ موی نیہ حَبه کہ4 (النحل: ٦۹۷‏ 

ثم قام رحمہ اللہ بوضع نظام عملي: ومنھج منظّم قویم لتطبیق هذہ 
الأصول وتنفیذھاعلی کل المستویات؛ وتوسیع نطاق انتشارھابین المسلمین ؛ 
وھذا النظام العملي یحتوي علی واحد وثلائین مادةء وقد تم إجراڑھا في عام 























۲٢ص الشیخ أشرف علي التھانوي: سیرتہ وخدماتہ وخصائصہء‎ )١( 


۲١٢ 


۱ھ باسم (صیانة المسلمین عن خیانة غیر المسلمین) وھکذاتمکن الشیخ 
رحمہ الله من خلال جھودہ ھذہ من جمع شمل المسلمین وتوحید کلمتھم؛ 
والأخذ بھم إلی رصیف واحد من الحبّ والولاء: وتکوین مجتمع مثالي أفضل+ 
یعیش فیە الإنسان وھو یتمتع بکافة حقوقہ وسائر مزایاء: ملتزماً باحکام اللہ 
تعالی؛ خاضعاً مستسلماً لشریعت؛ متبعاً لسنة رسولہ َء ومحافظاً علی 
مبادئه الدینیة وقیمه الإسلامیة ۔ 

وفیما یأتي نذکر نبذة 
التي یشتمل علیھا ہذاالتظام: 

أمابعد الحمد والصلاۃء فعن آبي ھریرۃ رضي الله عنہ قال : قال النبئ و 
:موم القویغ خیڑ وأحب إلی الله می المزمنِ الضعیفِ وفي کل خیڑہٴء دل 
الحدیث الشریف علی رجوب الإعدادء واتخاذ کافۃ الوسائل الممکنة؛ 
والأسباب اللازمة للدفاعء والمحافظةء وأما الشيء الذي یدالَعٌ عدء أو 
یحافظ عليه فھو أمران: 

١‏ ۔الدین وو الأاصل۔ 

٢۔الدنیا‏ وتتضمن المال والعرض والنفس . 


عن ھذا النظام العملي مع ذکر بعض المواد 








0 


آخرجہ الإمام مسلم فی صحیحه کتاب القدر برقم (٢٦٦۲)؛‏ وابن حبان في 
صحیحہ: ۲۸/۱۳ (٥٥۷٢)؛‏ والنسائی في السٹن الکبری: ٦/۹٦۱ء‏ 
(۷) والبیھقي في السٹن الکبری: ۸۹/۱۰؛ وابن ماجه في سنتہ+ 
کتاب القدر (۷۹)ء وباب النوکل والیقینء برقم )٦٦٦۸(‏ 


۲۷ 


وی ا ا ا ا 





رفقا ق ا ا2 7 ا والمحافظة عليه 
لكلٌ من الفردوالمجتمع لا یتحقق إذاتشتت شمل المسلمینء وتفرق 
وعلی هذامَّٹٗ الحاجة إلی جمع شمل المسلمین؛ وتوحید کلمتھم؛ والأخذ 
بأیدیھم إلی نقطة مرکزیة موحدة وعلی مستوی واحد؛ ولتحقیق هذا الغرض 
النبیل والغایة العظیمة تم تأسیس ھذا المجلس٤۔‏ 

آھم رکائز المجلس واصوله: 

١۔‏ العمل بکافة الأحکام الشرعیةء إِلأً ما تعڈّر العمل عليهء فیعذر 
صاحبہ۔ 

٢‏ دعوۃ الآخرین إلی تطبیق سائر القوانین الشرعیة؛ والأحکام الربانیة 
والمواظبةعلیھا۔ 





() رواہ النسائي بھذہ الألفاظ؛ کتاب تحریم الدم؛ باب من قا دیلہء رقم 
(٤٤١٥)؛‏ وآبو داود في سنہ کتاب السنة؛ باب من قتال اللصوص+ 
(۷) وآحمد في مسندہ: ۱۹۰/۱ء (١٢٦۱)؛‏ کما أخرجه الترمذي في 





سننهء کتاب الدیات برقم (١٤٢۱)؛‏ وآخرجه مختصرا الإمام البخاري في 
صحیحہ؛ کتاب العظالم والنصبء برقم (٢۸٤۲)؛‏ وسلم في صحیحه 
بنحوہ؛ کتاب الإیمانء )۱٤١(‏ 


۲۸) 


۳٣۔صرف‏ کل الطاقات؛ وہذل کل الجھودللعمل بالأمور التالیة : 

تعلّم الدین وتعلیمہ: تعلّم القرآن وتعلیمہء حبّ الله تعالی وحبّ رسوله 
أقصی ما یمکنء الإیمان بالقدر التوکل علی اللء الدعاء من الله تعالی 
والاستغاثة بە في کل شأن من شؤون الحیاء اختیار الجلیس الصالح؛ الدعاء 
للسلف الصالح بالمغفرۃ والرحمةء دراسة سیرة النبي الکریم قلء شدة 
المراعاۃ لحقوق العباد أداء حق النفس: الاعتناء الکامل بأرکان الإسلام 
الخمسة؛ تعلّم الفروسیة وما یقوم مقامھا حسب متطلّبات العصر للدفاع عن 
النفس وعن حیاض الشریعة الفراء 

٤‏ ۔الیدء في العمل بالنظام في کل مکان : سواء کان العدد قلیلاً آو کثیرا۔ 

٥۔لن‏ یقبل أي عمل مخالف للشرع؛ أو أي رأي یناقض الدین الإسلامي 
الحنیف: وإذا تردّد الأمر في شيء یراجًع العلماء وأصحاب الافتاء للتحقیق 

٦۔یتم‏ تعیین بعض العلماء کدعاۃ ومرشدین؛ یدعون الناس إلی اللهء 
ویبلٌفونھم سنّة المصطفی لی ویطلعونھم علی ھذا النظام. ریکون من 
واجبھم توجیە الدعوۃ إلی غیر المسلمین وترغییھم بالدخول في داشرۃ 
الإسلام۔ 

۷۔ یتم نشر بعض الرسائل الدعویة والإ(صلاحیةء من قسم النشر 
والإعلام للمجلس وذلك حسب المقتضیات والمتطلبات . 


۲۹ 


۸۔ ھذا المجلس منھجه دیني إسلامي محض+ لا دخل فیے لامور 
السیاسة؛ کما أنّ المجلس مسژول عن استرداد الحق إِلی ذوي الحقوق؛ سواء 
من الحکومة أم من الأفرادء وھذا لا یسگی سیاسة؛ وإِنما من باب إعطاء کل 
ذي حق حقہء وہذا من صمیم الدین وعین الشریعة. 

وختم رحمہ اللہ قاثلاً: هذہ المواد ۔ الأصول ۔ کتُھا متطابقة مع روح 
الشریعة الإسلامیةء فلا داعي للاطالة في بیان دلائلھاء إلا أنّ تأسیس ھذا 
المجلس أمر اجتھادي؛ فلا یِلوُم أحد بالدخول فيهء وإاٌ الذي یری العمل 
بمفردہ؛ وبمٹھجھ الخاص فلە ذلكء وأختم کلماتي بھذا الدعاء: هاللهمٌ اجعل 
ھذہ الجماعة صیانةًوحمایۃًللمسلمین عن کلٌ خیانة ونکایۃ من غیر المسلمین٤‏ 





کتب: أشرف علي 
٤‏ ربیع الأول الأغر المبجُّل ١٣۱۳ھ‏ 


سے 


۳٢ 


الفصل التاسع 
الرد علی الفرق الضالَة 


اولا۔الطبائعیون (النیا: 

ہم ینتسبون إلی الطبیسةء ویقدمون ما یوافق الطبیعة علی الأحکام 
الإسلامیةء آو بتعبی رآخر کانوایعرضون أحکام الإسلام علی طباعھم وعقولھم؛ 
فما وافقھا قبلوہ وإلا رفضوہء وہم أقرب إلی المعتزلة!' کما أنھم کانوا 
ینکرون المعجزات: ویحوفون الایات القرآنیةء ویعبّرون عن الإسلام حسب ما 
تھوی أنفسھم وأذھانھم المنحرفة وأفکارھم الضالة؛ یقول الشیخ التھانوي 
رحمہ الله في مستھلّ حدیثہ عن نشأة ھذہ الفرقة الضالّة: 


کے 
)×× 











(کما جرت سنة اللہ تعالی في هذا الکون أن یبعث في بدایة کل قرن من 
0 تو" ویقضي علی البدع والمستحدثات في 
الدین؛ ویسعی في اسنتصال جذورھاء وقمع المنکرات؛ ودحض الأباطیل+ 
مثل الخلیفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزیز رحمہ اللہ علی رأس المشة 
الأولیء والإمام الشافعي علی رأس المثة الثانیة. .. وقس علی ھذاء کذلك 


)١(‏ النیاچرۃ: جمع ٹیچری؛ منسوب إلی ٹیچر (٥9۸0ك)‏ آي : الطبیعة 
)٢(‏ العناقیدالغالیقت ص۲۸۷ 


فی 





یوجد في کل قرن من یتسبّب في تخریب الدین ومحو آثار الإسلامء وإیجاد 
البدع والخرافات؛مثل الحجّاج الذي اشتھر ظلمه؛ وفھرہ الأبریاء بین العامة 
والخاصّة في المئة الأولیء و(المامون) في المئة الثانیةء الذي قال بخلق 
القرآنء وآذی العلماء بأنواع من الأذی. .. وقس علی ھذاء إلی أن حدثتِ 
هذہ الفرقة في القرن الرابع عشر للھجرۃ في دیار الھندہ وأعلنت تغلیط علماء 
الإسلام کلھم؛ و: ت ھجوعاشرسآ علی الإسلامء ونالت من أصول الدین 
وطعنتھاء ورمتھا بأنواع من اللعن والسو ء9 وی سب انم بے 
[الکف ]٠٠١:‏ وف يَِنَا یدوا ‏ الْضِ َ 
ممضلخوتک )ال اع مم لفاون وک لَا وھ [البقرۃ: ١۱۔٢۱]۔‏ 
ہذا وقد وصلتنا الأخبار من الجھة الموثوق بھا أن رئیس ھذہ الفرقة من 
أصل کشمیريء وقد شرف بتأییدہ الخاصء وإخلاص الکامل للاستعمار 
البریطاني؛ والحکومة الإنکلیزیةء الأمر الذي ساعدہ إلی الوصول إلی مناصب 
عالیة ونال بە القرب من المسؤولین الإنکلیز وبدا یرغٌب المسلمین في 
إطاعة هؤلاء المستعمرین المحتلّین؛ اك کیا ىفان إقات وجب طاعة 
آولي الأمر ۔ وہم المستعمرون البریطانیون ۔ والرد علی الخارجین ضدّھم؛ 
والدفاع عنھم وعن منھجم؛ وقام بترجمة (الإنجیل) إلی اللة الأردیةء 
وتوزیعه بین المسلمین؛ کل ذلك سعأ إلی إخماد ٹور الإسلام؛ وإبعاد 
المسلمین عن شریعتھم الغرّاءء ودعوتھم إلی النصرانیة وعقائدھا الباطلۃ 
٭ وبعد عودتہ من ھناك بدات 
























حرکة قویة لدعوۃ الناس إلی الطبیعةء وما تقتضیه الطبیعةء حتی إذا وجدوا 


۲ 


مسالة مجمعاًعلیھا من قبل علماء المسلمین قالوا: ھذہ من آساطیر الجاعلیة ٠‏ 
أما الأحادیث الشریفة فردوها مرۃ بعلّة (العنعنة) ومرۃ أآخری بعلة (الإرسال) 
و(الانقطاع)ء وإن لم یجدوا شیناً من هذہ العلل الباطلةء رفضوھا بدعوی 
مخالفتھا للطبیعةء واعتبروا رواۃ 
العالمین فلم یستطیعوا تکذیبہ؛ لکن ردّوہ مرۃ بزعم القصة التمثیلیةء وآخری 
بآراء المخاطبین الجقّالء ومرة زعموا الإلھام فحزفوا فیە؛ وھکذا جاؤوا 
بالأعاجیبء کسر الله شوکتھمء أو میّ علیھم بالتوبة 

وفیما یأتي ذکر نمافج من عقائدھم الباطلةء وتفسیرعم الباطل للقرآنِ 
اکر سح ارد عاكغ: 

. ۔ینکرون حقیقة الملائکة والشیطان وشجرة الجنة‎ ١ 

الردعلیھم بقولہ تعالی : ط تَجَة نکد سکم 
بک مع الیک 4 [الحجر: ۳۰۔ ۴۱]ء وف ولا نی کز 





الحدیث کاذبین مفترینء أما في کلام رب 














۲۔ینکرون حقیقة عذاب القبر ۔ 


الرد علیھم بقوله تعالی: ٣ژ‏ بریثُورے کیا دنا وَعَيْيًا وم تثمْ 
الکَامَۂاَد زا ءال وَرمَزِک ام المَنا پک [الغافر: ٤٤].۔‏ 





۳۔ینکرون الجنة بسبب عدم وجودھا في خارطة الأارض 


الرد علیھم بقوله تعالی: ٭ وَجَتَة عَہهُھا الكَکوَث وَالْأَردُ 
یتو [آل عمران: ۳۳٤]۔‏ 








۲۳ 


٤‏ ۔ ینکرون القیامةء وحشر الأجسادء والثواب والعذاب: والنارء 
والحور والغلمان . 
الرد علیھم بقولە تعالی: 


مثرے 4 [المؤ 















٤ء‏ ا خڑ تَفَسْتّث ‏ 
و 


[الرحمن : ۷۲]ء ھچ وییکیف مکیہم ردان شُلنَ کچ [الإنسان: ۱۹]. 





٥‏ -یُحلون الطیور المنخنقة ۔ 
الرد علیھم بیقولہ تعالی : ھل حَِْت َليم الَتةوَاَم و 
لِتَر الو پو۔ )4 (المائدۃ: ۳]۔ 





٦۔ینکرون‏ مسألة التقدیر . 

الرد علیھم بقوله تعالی: لزا تَتَاكوٌ 
[التکویر : ۲۹]ء وغیرھا من ال٦ّیات‏ والأاحادیث. 

۷۔ینکرون المعجزات والکرامات . 

الرد علیھم بقوله تعالی: 6ا آئي: 23 
[آل عمران: ۳۷]ء قد اَرَسَلتَ زَشلَتَا كت [الحدید: .]٢٢‏ 

۸۔ کل الموحدین ناجون: من أي مذھب أو دین کانواء ومنکر التوحید 
عندھم ایض موحد. 

الرد علیھم بقرلہ تعالی : ف( ون مَْتَج عَََالْوِسلم رتا 


۲٤ 





















لاک عمران: ۸۵]ء ئن برق پاقہ مد حَرَ الک 
[المائدۃ: ۷۲]. 





۹۔ لاتحریف في الکتب المقدسة إلا معنو, 
الرد علبھم بقوله تعالی و رو الم اضٍودِہ* [النساء: +]٤٤‏ 
پ14آل عمران: ۷۸ء ۶ فَييَلُ 
رِکذة یکاہ لی این نی ائر4 لابقرۃ 7 

۰۔ لا استرقاق في الإسلام . 
الرد علیھم بقول تعا! بن نل ََِكَيسکُمٌ..۔4 [النور: ٣٣]ء‏ 


وغیرھا من الاّیات والأحادیث التي لا تحصی ولا تعد ولا تحصر ولا تحد 








١۔‏ لا وجودللسماوات 


الرد علیھم بقولہ تعالی: فا وَبيِتَا فَرَکم سنا ناما 4 [النبا: ٢١]ء‏ 
کہا [النازعات : ۲۷]۔ 








عنم آوھ 


۲۔ الإجماع لیس بحجة ۔ 
الرد علیھم بقولہ تعالی: و بُکاقق اہ 






۰ اء أما ما رُوي عن الإمام أحمد آنه قال شر کت 
فھسو محمول علی انفراد الناقل أو إجماع غیر الصحابة؛ أو عند حدوث 
الإجماعء وإلا فإنه تمسك بە في مواضع 


۲٢ 


٣۔‏ کلُ الناس مجتھدون لأئفسهم ذ ین ا 
الرد علیھم بقول تعالی: فمَتَوا اَمْلَ آآ 
[النحل: ٤٦]ء‏ وفولہ ق: ہاتخذ الناسْ رؤوساً ج 7 
ےر شا 
٤۔‏ لا نسخ في القرآن الکریم . 
الرد علیھم بقوله تعالی : 89 متخ من ءا 
تل 4 [البقر: ٠ئ‏ 
۱ الس ما ھولا ان خاا اع فی لئ لاسترفاق :ا یل ھذا 
إلا ھذیان آو جنون؟!. 









٠٥‏ ۔بُحلَون الخمر والختزیر 






الکن توُچ (المائدۃ: 


[المائدة: ۳]۔ 
کی 
الرد علیھم بقوله تعالی : ٢‏ وَمآ: 
[الحشر: ۷]ء لت ا ا ا و 7 





)١(‏ رواہ البخاري برقم (١٠٥)ء‏ في کتاب العلم؛ ومسلمء برقم (۷۳٦۲)؛‏ في 
کتاب العلم 


او 


۷ ۔ینکرون الرمي بالحجارۃ علی أصحاب الفیل 








الرد علیھم بقوله تعالی: ظ چ4 [الفیل٤٤]‏ 

۸ -ینکرون وجود الجن ۔ 

الرد علیھم بقوله تعالی: ٭ گر آلگٹور 4 [الحجر: 
بے 

۹۔ینکر السحر۔ 








الرد علیھم بقوله تعالی: ٭قيَتملو نھُکا ما یکزیشک یہ بََ ال 
وو 5 [البقرة: .]٦٤١‏ 

٠۔‏ إن الا بلّغون الشيء الذي ثبت حسن أو قبحہ عقلاً۔ 

الرد علیھم بقوله تعالی: لوا کا يك ڑل متا اق [الأعراف: 
۳٣ء‏ وقال الرسول ہھ: ہواولولا اللٴما اعتدینا ولا تصدّقنا ولا صلّینا؛(ٴٴء 
أي: لولا ھدایته۔ 

۱۔إن الإنسان لیبلغ إلی منزلة الأنبیاء تفر في الکون والسٹن اللھیة فی 

الرد علیھم بقوله تعالی: ال اَعَکمُ حَبّثُ حیے تک رکاتہُ> [الأنعام: 
٤ء‏ وفي المطالب الوفیة: تک 








() رواہ البخاري في صحیحہ برقم (٤٤٦٦)ء‏ کتاب المغازی 
صحیحہ برقم (۱۸۰۲)ء کتاب الجھاد والسیر 





رسلو و 


۲۲۷ 


الخلق بصفات من الکمال؟ء وفي شرح العقائد النسفیة: ہلا یبلغٌ وی درجة 
الأئیاء:)٭۲۷. 

کانت ھذہ نماذج یسیرة من معتقدات ھذہ الطائفةء ولما نشأت ھذہ 
الفرقة نھض العلماء علیھم؛ ودحض أباطیلھمء وکشف النقاب عن 
معتقداتھم الباطلة ا ٭ والّغوافي ذلك کتبا ورسائل۔ 

والشیخ التھانوي رحمه الله یأتي في مقدمة العلماء الذین تصدوا للرد 
علی ھذ فالّف رسالتہ المشھورۃ (نموفج من معتقدات أھل العوج)ء 
وھذہ الرسالة مطبوعة ضمن فتاویه: آما أھم الشخصیات التي 
الطائفة فمٹھا: 

۔السید أحمد''': (ولد في ١۱۲۳ھ‏ وتوفّي في ذي القعدة ١۱۳۱ھ)ء‏ 
مھدي علي': (ولد فی ا 
رمضان سنة خمس وعشرین وثلاٹ مئة وألف)؛ کریم بَح٘ش؛ ذکاء ال 
عنایت رسول: جراغ عليء عبیدالل ۔ 

قال الشیخ التھانوي رحمہ اللہ بعد ذکر جدول مختصر لمعتقدات ھذہ 
الطائفة ومصادرھم التي نقلت منھا: تم ھذا الجدول؛ ووراء ھذا عقائد لھذہ 




















۱۸٥-۱٦١ص إمدادالفتاوی؛ المجلد السادسء‎ )١( 

)٢(‏ انظر ترجمتہ المفصّلة في: نزھة الخواطر: ۳۰/۸ ۳۷ء وفیھا نبا 
أعمالہ ومعتقداتہ: وانتمائہ إلی فرقة الطبائعیین ۔ 

(۳) انظر ترجمتہ في نزھة الخواطر : 1۸٦-1۸۳/۸‏ 


۲۲۸ 





الشرذمة التي هي کالأنعام بل هم أضلء حذفناھا روما للاختصار؛'ٴ 

أما أھم الکتب أو المصادر التي نقلت منھا هذہ المعتقدات فھي : 

١۔(تھذیب‏ الأآخلاق) مجلة شھریة أنشأھا السید أحمد خانء ۲۔(نور 
الفاق)ء ۳ (اکمل الأخبار)ء ٤‏ (رھبر إسلام: المُرشد الإسلامي)؛ ٥‏ 
(إمداد الاّفاق): ٦۔(ملحق‏ نور الآفاق)'۲. 

ثانیً۔البھائیة: 

تبذةعن حیاۃالبھائیة 

ي حرکة هذامةء خلفت البابیة ومؤشھا حسین علي نوري بن 
عباس بن بزرك المازندارني من بلاد فارس؛ ولد عام ۱۲۳۳ھ الموافق 
۷ء کان وشقیقه یحیی من آرکان البابیةء وقد بدأ ینشط بعد إعدام الباب 
علي محمد الشیرازي؛ أعلن المازندارني دعوته ا في الکرخ ببغدادء 
وزعم آنه المقصود بدعوۃ (البیان) التي جاء بھا علي محمد ال 
حلّت فیه بعض الألوهیة۔ 





ازي؛ وآنه قد 





معنقدات البھائیة 


من معتقدات البھاثیة ما یقولهالبھاءعن نفسه في کتابە المسمّی(الأقدس) 


۱٦٦/٦ إمدادالفتاوی:‎ )١( 
المصدر السابق نفسہ‎ )٢( 


98 


'یا قوم لا یاخذکم إِلا الاضطراب إذا غاب ملکوت ظھوري؛ وسکنت 
أمواج بحر بیاني: ان في ظھوري لحکمةء وفي غیبتي حکمة آخری؛ ما اطلع 
بھا إلا الله الفرد الخبیر؛ وئریکم من أفقي الأبھی؛ وننصر من فام علی نصرۃ 
آمري بجنود الما الأعلی ؛ وقبیل من الملائکة المقربین٤‏ 

ومن معتقداتھم: أنَّ دعوۃ البھائیة جاءت لنسخ الإسلام؛ ومما قاله فيی 
کتابه (الإتقان): 'إن ما تمسك بە الیھود والنصاری ٠‏ وکانوا یعترضون بە علی 
بث بە أصحاب الفرقان في ھذا الزمان؛ 
ویعترضون بە علی نقطة البیان؛ روح من في ملکوت الأمر فداہ؛ فانظر إلی 
ہژلاء الغافلینء الذین یقولون الیوم ما قالہ الیھودوھم لا بشعرون٤۔‏ 

والبھائیون قدموا ویقڈمون خدمة مھمة للاستعمار والصھیونیة من خلا 
دعوتھم للسخ الجھاد وعدم استخدام السلاح؛ فإنھم بذلك یشلّون طاقات 
من یتبعھم عن المواجھة ومقاومة الأعداء؛ ویزعمون بأن ظھور (البھاء) هو 
الڑیذان بعصر سلام؛ تتوقف فیه کل أشکال القتال والصراع 








الجمال الآحمدي؛ هو بعینه ما قد 


والبھائیة حرکكةهدامةء ومتبعھامرتد وھو مذھب باطل لیس من الإسلام 
في شيءء بل إنە لیس من الیھودیة والنصرانیة ومن یعتنقه من المسلمین یکون 
مرتداً مارقاً من دین الإسلام؛ لن هذا المذھب قد اشتمل علی عقائد تخالف 
الإسلام ویأباھا کل الڑباء!' 


ٴ(١)‏ انظر للتفصیل: (البھاثیة نقد وتحلیل) للشیخ إحسان إلٹھي ظھیر؛ و(البھائیةھ 


۲۳٢ 


ہذا وقد قیِض اللہ تعالی لمقاومة ھذہ الفرقةء ودحض آباطیلھا في الھند 
عدداً من العلماءء الغیاری علی دینھم وعقیدتھم؛ وفي مقدمتھم الشیخ أشرف 
علي التھانوي رحمه اللہ فاللف رسالة أبطل فیھا دلائلھم وسمّاھا (الحجّة 
النھائیة علی المحجٰة البھاثیة)ء وفعلاً لعبت ھلہ الرسالة الصغیرة دوراًبارزاً 
وملموسآً في کشف النقاب عن معتقدات هذہ الفرقة الضالة وإحقاق الحق 
وابطال الباطل تجاهھا۔ وقد طُبعت ھذہ الرسالة ضمن مجموع فتاویه رحمه 








م6 
ثالثاً۔القادیائیة: 
تبذة عن القادیانیة: نشأت ھذہ الحرکة في عام ۱۹۰۰م بتخطیط من 
الاستعمار الإنکلیزي في القارۃ ا بھدف إبعاد المسلمین عن دینھم 


عموما وعن فریضة الجھاد بشکل خاصء حتی لا یواجھوا المستعمر باسم 
الإسلامء وبالفعل ألغوا الجھادء وأطاعوا الحکومة الإنکلیزیة طاعة عمیاء٠‏ 
لنھا بزعمھم ولي الأمر بنصن القرآن! ۔ 

وکان میرزا غلام أحمد القادیاني (۱۸۳۹م ‏ ۱۹۰۸م) هو أداة التنفیذ 
الأساسیة لڑیجاد القادیانیةء وکا 





ینتمي إلی آسرۃ اشتھرت بخیانة الدین 
والوطن؛ وھو معروف عند أتباعه باختلال المزاجء وکٹرۃ الأمراض: وإدمان 


< الفکر والعقیدة) للاستاذۃ أمینة مصطفی الصاوي؛ و(نصائح الھدی في الرد 
علی البھائیة) لجواد البلاغي؛ و(البھائية) للشیخ مصطفی سعید الخن 
)١(‏ إمدادالفتاوی: ١/١۱۲۔۱۲۷‏ 


ای 


المخدّرات: ولە اکثر من خحمسین کتاباونشرة ومقالاء ویعتقد القادیانیون بأن 
المیرزا غلام أحمد هو المسیح المنتظر وان بوّۃ لم تختم بمحمد قلُِ؛ بل 
عي مستمرةء وأن غلام أحمد هو افضل الأئبیاء جمیعاء وأن جبریل علیہ السلام 
ینزل علی غلام أحمدہ وآنەیوحی إليه: وإلھاماته کالقرآنء وأنه لا قرآن إلا الذي 
قدمە المسیح الموعودغلام أحمدء ولا حدیث إلا مایکون في ضوء تعلیماتہ؛ 
ویعتقدون أن کتابھم المنژّل اسمە (الکتاب المبین) وھو غیر القرآن الکریم؛ 
ویعتقدون بأنھم أصحاب دین جدید مستقل وشریعة مستقلةء وأن رفاق الغلام 
أحمد کالصحابةء وأن (قادیان) کالمدینة المنوّرۃ ومکة المکرمة؛ بل أفضل 
مٹھما۔ 

وللقادیانیة علاقة وطیدة مع إسرائیلء وقد فتحت لھم إسرائیل المراکز 
والمدارس؛ ومکنتھم من إِصدار مجلة تنطق باسمھمء وکانت مجلة (الادیان) 
التي تصدر باللغة الإنکلیزیة هي لسان ھذہ الحرکة؛ وقد تاثروا بالمسیحیة 
والیھودیة والحرکات الباطنیة في العقائد والسلوك علی الرغم من ادّعاتھم 
الإسلام ظاھریاًء ومعظم القادیائیین یعیشون الأن في الھند وباکستان: وقلیل 
مٹھم في فلسطین المحتلة والعالم العربيء ویسعون بمساعدۃ الاستعمار 
للحصول علی المراکز الحساسة في کل بقعة من بقاع العالم؛ وھم ینتشرون 
خفیة متسترین وراء أسماء ودعوات مختلفة من صوفیة باسم الطریقة الأحمدیة 
وغیرھا"؟۔ 











)١(‏ لمزید من التفصیلء انظر: (القادیاني والقادیانیة) لسماحة العلامة الشیخ أبي 
الحسن علي الندويء و(القادیانیة ثورۃ علی النبوۃ المحمّدیة والإسلام) لە< 
۲۳۲ 





ذکر من تصدّی للرد علیھا: ہذا وقد یآ الله تعالی لمواجھة ھذا التیار 
الجارف؛ والتصدي لھذا التحدَي العنیفء ودحض أباطیل هذہ ظا 
المخططة التي کانت تھدف إلی تشویہ وجہ الإسلام 
المشرقة؛ وقمع شوکة الإسلام؛ وطمس ملامحہ الوضّاءةء وکانت ثورۃ عللیة 
جھراء علی نبوّۃ سیدنا محمد قَيٍ ۔ العلماء البواسل؛ والمجامدین الأخیار 
الڈین کانت نفوسھم تفیض بحبّ العقیدة الربانیة وشرعة الإسلام الضزاءء 
نة المصطفی ا البیفساء النقيةء وکانوا مستعدین أن یقڈموا مھجھم 
وآرواحھم؛ ویضخوا بغالیھم ورخیصھم في سبیل ھذا الدین؛ والدفاع عن 
حیاض الشریعة الإسلامیةء والمجاھدة من أجلە بالسیف والقلم؛ والکتابة 
والتحریرء وبکل ما یملکون من الوسائل والإمکانات؛ مستخدمین في ذلك 
المنابر والمنصّات: ومجالس المناظرات؛ وأجھزة النشر والإعلامء وآبرز 
ھؤلاء: الشیخ محمد علي المونجیري'''رحمە الله ؛ الذي وقف نفسه وجھودہ 








و 


<_ رحمہ اللہ؛ و(القادیانیة) للشیخ إحسان إللھي ظھیر؛ و(الرد علی الأحمدیة 
لت پ) للشیخ طاہر الأناسي؛ وکتب أخری مستقلة في الموضوع نفسه 
العالم الفقیه الزامد محمد علي بن عبد العلي؛ أحد الأفاضل 
المشھورین في الھند ولد بمدینة (کانفور) لثلاثِ خلونٌ من شعبان سنة اشتین 
وستین ومٹتین وألف: وقرأالمختصرات علی المفتي عنایت أحمد الکاکوروي؛ 
ٹم لازم المفتي لطف اللہ الحتفي ببلدة (کانفور) وقرأ عليه سائر الکتب 
المدرسیة؛ ٹم ولي التدریس بمدرسة (فیض عام) فدرس بھا زماناء وسافر إلی 
الحجازء فحج وزار؛ وأقام بمکة المبارکة سنة کاملة ٹم سافر إلی الحجاز 
٭ وأقام بھا سنتین؛ وھو الذي سس ندوۃ العلماء سنة إحدی عشرۃ< 











۲۳ 


لھذا الغرضء ف 





اظر وألف في الرد علیھم اکٹر من مثة کتاب ورسالةء أولھا 


وأحسنھا کتاب (فیصلہ آسماني) (الحکم السماوي) في ثلاثة مجلدات 
وکتابه (شھادت آسماني) (الشھادۃ السماویة) 


ولا تنکر مجھودات الشیخ التھانوي رحمہ الله في هذا الصددء فقد ألَف 


رحمے اللہ کتابہ المعروف المشھور (الخطاب الملیح في تحقیق المھدي 
والمسیح)''ء فنّد فیه شبھات القادیائیین ودعاویھم القائلة بأن: (المیرزاغلام 


0) 


وثلائمئة وألف لإحیاء المدارس العربیة وإِصلاح نظام الدرس؛ ورفع التزاع 
بین الفرق الإسلامیة والذبْ عن الإسلام؛ فبارك اللہ في مساعیہء وأسس 
اعضاء الندوۃ مدرسة عظیمة ہمدینة (لکٹو) وھي التي اشتھرت بدار العلوم؛ 
رحمہ الله منذ أیام الطلب والتدریس إلمام بما یجري حول من 
حوادث وتیارات وکان بنتیعھا بعقلِ واع وتفس حساسةء ورأی نشاط 
القساوسة النصاری في نشر النصرائیقء فاقبل علی دراسة النصرائیة وشتر 

عن ساعد الجد للرد علی القساوسة والمبشرین؛ وأصدر صحیفة لھذا الغرض 














و(دفع التلبیسات) ومن أھمھا (الرسالة المحمدیة)ء کما الف حوالي مثة کتاب 
ما بین صغیر وکبیر في الرد علی القادیانیةء کان عالماً ربّائیاء ومصلحاً کبیراء 
صاحب جذبة إللھیة ونسبة قویة توفي رحمہ الله في شھر ربیع الأول سنةست 
وأربعین وثلائمثة وآلف . (نزھة الخواطر : ٦٤٤-٦/۸‏ . الشیخ محمد علي 
المونجیري؛ للشیخ أیي الحسن الندوي) 

کما تناول رحمہ اللہ الرد علی القادیانیة ودحض معتقداتھا الفاسدۃ الباطلة في 
مواضع کثیرۃ من المجلد السادس من (إمداد الفتاوی) یراجع : ٦/۹١۔١٠٥۔‏ 
۱۳۹۵۔۲۷۴ 








۶٤ 


أحمد القا: دیاني)؛ ہو المھدي والمسیح؛ وھو النبي؛ نعوذ بالله من ذلك+ 
وآأثبت رحمہ الہ بدلائل قاطعةء وأاسلوب رصین محکم؛ مسآلة ختم البوّة 
علی اود ا تنا ماد برام لسن لأاجل صیانة 











نبذة عن الّغاخا: : ھي فرقة من الإسماعیلیة النزاریةء أیدوا نزاراء 
الابن الأکبر الفاطمي المستنصر باث ٠‏ الذي نصٌ علی خلافتہ من بعد 

وتذکر المصادر الإسماعیلیة النزاریة أنّنزاراًاستطاع أن یغادر الإسکند 
سرٌاًمع أھل بیتہء واتجہ إلی بلادفارس : حیث استقر في جبال طال رجال 
دعوتہء وعمل مع الحسن بن الصباح علی تاسیس الدول النزاریةء وتوفي سنة 
۰ھ الموافق ۱۰۹۷م۔ 

ثم انتقلت النزاریة إلی الھند بعد القضاء علی دولتھم علی ید ھولاکو؛ 
وانضم إلبھا الإسماعیلیون من الھند والسند ۔ 

معتقداتھم: وعقیدتھم هي عقیدة الإسماعیلیة التزاریةء غیر أنھم 
یعتقدون في (آغاخان) وھو اللقب الذي أطلقوہ علی إمامھم المعصوم (حسن 
علي شاہ) المتوفی ۱۲۹۸ھ ٭ ۱۸۸۱ءء وکان قد أعلن انتسابه إلی نزار بن 
المستنصر الفاطمي؛ وخرج في إیرانء إلا آنه فشل؛ وتم نفیه بمساعدةۃ 
الإنکلیز؛ وفي ہومباي بالھند اعترفت بە الطائفة الإسماعیلیة إماماً ولقب: 
بالآغاخان 




















والاّغاخا: لون بعصمة الاغاخانء ویقدّسونہ؛ ویقدمون إلیه 
خُمُنَ ما یکسبون: وھم موجودون في الھند وباکستانء وإیران وشرقي 
إفریقیة وفي سوریة'“ 








ھذا وقد تصذّی الشیخ التھانوي رحمە اللہ للردعلی ھذہالفرفةء وکشف 
النقاب عنھاء وإنقاذ المسلمین من غوائلھا وآباطیلھاء وألّف رسالته المشھورۃ 
باسم (الحکم الحقّاني قي الحزب الأغاخاني)ء تناول فیھا معتقدات ھذہ 
الفرقة الضالة وحذّر مٹھاء وبین للناس الطریق المستقیم؛ وأرشدھم إلی 
الحق١ٴ‏ 





کانت ہذہ صفحة مشرقة من حیاۃ الشیخ التھانوي رحمہ اللہ في مجال 
الإصلاح الاجتماعي؛ وجھدہ المتواصل؛ وسعی الحثیث في التصدي للتیارات 
المعادیةء والفرق المنحرفة الضالةء وإحقاق الحق٠‏ وإبطال الباطل؛ ومما لا 
شك فیه أننا لو درسنا حیاته الحافلة بالأاعمال الإصلاحية؛ والغنیة بالعطاء 
المتواصل في مجال إصلاح العقیدةء والتحذیر من البدع والخرافات: لوجدنا 
أن جھودہ رحمہ الله -بفضل الله وعونە ۔تکلّلت بالنجاح؛ وأثمرت ثمارآیانعةء 
وقد نفع الله تعالی بھا آلافا من الناسء وأنقذھم من ظلمات الغوایة والضلال 
إلی نور الإسلامء ومصابیحہ المشرقة الِرۃ+ وکان توفیق الله تعالی حلیفہ فيی 


)١(‏ یراجع لمزید من التفصیل: المجلد السادس من (إمداد الفتاوی)ء فقد تناول 
التھانوي؛ رحمه اللء عقائدھم وطرق صلاتھم وعباداتھم؛ وکشف اللقاب 
عنھمء ورد علیھم رداوافیاء (إمداد الفتاوی : )٥٥٤/١‏ 


اوت 


کل هذہ الجھودہ وبذلك یکون قد حقّق ما رماء واستھدفہ رحمه اللہ من نقطة 
انطلاقہ في ھذہ السیل متخناًشِعارہ قوله تعالی : ین أیید الا اللتكع نا 
لاق [ھود: ۸۸]ء وقول الرسول پ: 'لآن بھدی الٌ 


٦" 








)١(‏ آخرجہ البخاري في صحیحہء کتاب الجھاد والسیر (٢١۲۹)ء‏ (۳۰۰۹)؛ 
وکتاب المناقبء(۳۷۰۱)؛ وکتاب المغازي؛ (٤٤٢٦)؛‏ ومسلم في صحیحہ 
کتاب فضائل الصحابةء (٢٤٥۲)؛‏ وأبو داود في سنٹه: کتاب العلم؛ 
(۳۱)۔ 


۲۷ 


نا حھوا 


الاما ا۵ 


ت٭8" 
ےوآ اسان وَالجاول 





الفصل الأول : التزکیة والإحسان في میزان الإسلام 

الفصل الثاني تقریر حقیقة الأوراد والأذکار 

الفصل الثالث : تقریر حقیقة المجامدة ونفنید مزاعم 
المتصوٌ لة 

الفصل الرابع : الکشوفات الصوفیة لا قیمة لھا في 
التقرب إلی الل . 

الفصل الخامس : الکرامة هي التي تظھر من متبع کامل 
في التقوی. 


.ہم صے-عچجیئ 


























اچچ وو 


الفصل السادس : تقریر حقیقة البیعة ۔ 


الفصل السابع: الھدف الأصیل هو العبودیة التي هي 
کمال العمل والطاعة. 























الفصل الاول 
التزکِیة والإحسان في میزان الإسلام 


التزکیة شعبة من شعب الدین: 
لو رجعنا إلی کتاب اللہ تعالی؛ وسنّة الرسول ِء زسشرافخان 
والتابعینء وتأملنا في الاّیات القرآنیةء وجدنا القرآن الکریم 
شعب الدین؛ ومهمّة من مھمّات النبوّةء بعبّر عنھا بلفظ (التزکیة) ویذکرھا 
کرکن من الارکان الاریعة التي بُمٹ الرسول الأعظم 










الرذائلء وتحلیتھا بالفضائل+ تلك الٹزکیة التي نری أمثلتھا الرائعة في حیاۃ 
الصحابة رضوان الله علیھم أجمعین وإخلاصھم وأخلاتھمء والتي کانت 
نتیجتھا ھذا المجتمع الصالح الفاضل المثالي الذي لیس لە نظیر في التاریخ+ 
وتلك الحکومة العادلة الرشیدة التي لا مثیل لھا في العالم ۔ 


وھانحن نجدلسان النبّة یلھج بدرجة هي فوق درجة الإسلام والإیمان؛ 


اق 


ویعبّر عنھا بلفظ (الإحسان)ء ومعناھا کیفیة من الیقین والاستحضار یجب آن 
یعمل لھا العاملون؛ وبتنافس فیھا الەتافسون؛ قِسالالرسول پا ما الإحسان؟ 
تر نثاوت ٠9‏ 








ما أثرعن الرسول بی ینقسم إلی قسمین : 

١۔أفعال‏ وھیثات: وأمور محسوسة کقیام وقعود ورکوع وسجودء 
وغیرہ وقد تکقل بھا الحدیث الشریف روایة وتدویناء والفقه استخراجاً 
واستتباطاً. 

۲ - کیفیات باطنة؛ کانت تصاحب هذہ الأفعال والھیثات عند الأداء 
وتلازم الرسول گل قیاماً وقعوداً ورکوعاً وسجوداء وفي کل الأحوال؛ وعي 
الإخلاص والاحتساب والصبر والتوکل والتضرع والاہتھال في الدعاءء والزھد 
في زخارف الدنیاء وإیثار الآخرۃ علی العاجلةء وغنی القلب: والایشار 
والسخاءء والحیاء؛ والخشوع في الصلاۃ؛ والشوق إلی لقاءاللہء إلی غیر ذلك 
من کیفیات باطنةء هي بمنزلة الروح من الجسد؛ وتندرج تحت ھذہ العناوین 
التفاصیل والجزثیاتء والاًداب والأحکامء التي تجعل منھا علماً مستقلاً 





)١(‏ آخرجہ البخاري في صحیحہ: کتاب الإیمانء (٥٤)؛‏ وکتاب تفسیر القرآن* 
۷۸) وسلم فی صحیحہہ کتاب الإیمانء (۸) و(۹)؛ والٹرمذي في 
سننہء کتاب الإیمان (٢٦٦۲)؛‏ والنسائي في سنتہ؛ کتاب الإیمان وشرائعہ* 
(٤١))؛‏ وأبو داود في سننہء کتاب السنةء (۹8٢٦)؛‏ وابن ماجه فی سننہ٠‏ 
کتاب العقدمة (٦٥)و(٦٦)‏ ٰ. 


٤ 





فقه الظاھر, وفقه الباطن: 


وفي ضوء ہذا اللفصیل قد سُمي العلم الذي تکفُلَ بشرح القسم الأول+ 
وإیضاح وتفصیله والدلالة علی طرق تحصیله (فقه الظاھر). 





وأما القسم الثاني من أحکام الکتاب والسنةء الذي 
باطشة العي محلھا القوب والأرواح؛ فالعلم الذي بت 
الکیفیات؛ ویدل علی طرق الوصول إلیھا سُمّي (فقه الباطن) . 

وکان الأجدر بنا أن نسمي العلم الذي یتکفل بتزکیة النفوس وتھذیبھاء 
وتحلیتھا بالفضائل الشرعیةء وتخلیٹھا عن الرفائل اللفسیة والخلقیة؛ ویدعو 
إلی کمال الدین والإیمانء والحصول علی درجة الإحسان؛ والتخلَق بالأخلاق 
النبویةء واتباع الرسول قل في صفاته الباطنة وکیفیاته الإیمانیة کان الأجدر 
بنا وبالمسلمین أن یسمّوہ (التزکیة) آر (الإحسان) أو (فقه الباطن) 

إذا فالتزکیة والإحسان أو (فقه الباطن)ء حقائق شرعیة علمیةء ومفاھیم 
دینیة ثابتة من الکتاب والسنةء یق بھا المسلمون جمیعاء ویقرون ہاٹھا روح 
الشریعة ولب لباب الدین؛ وحاجة الحیاةء فلا کمال للڈّین ولا صلاح للحیاۃ 
الاجتماعیة إلا بتحقیق ھذہ الشعبة في الحیاۃ. 








حدوث مصطلح (التصؤؤف) وجنایته علی (التزکیة وال(حسان): 
ھذہ التزکیة التي تعتبر شعبة من شعب الإیمانء وھذا الإحسان الذي هو 
درجة فوق الإیمان والإسلام؛ قد اصطلح علیھا العلماء في الزمن الأآخیر 


۲۴٣ 


بالتصؤف؛ وھذا المصطلح (التصوّف) قد جنی علی الحقیقة الدینیة الناصعة 
جنایة عظیمدء فقد حجبھا عن أنظار کثیرۃء وصد فریقاً کبیراً من الناس عن 
سبیلھاء والحرص علی تحصیلھاء ٹم جنی علی ھذہ الحقیقة شيء آخرہ وھو 
آنه دخل فیھا دجّالون ومحترفون وباطتیون وثلحدون اتخذوھا وسیلة 
لتحریف الدینء واضلال المسلمین؛ وإفساد المجتمع؛ وشر الإباحیةء 
وتزعموا هذا الفن؛ وحملوا لواءہ - وکل ذلك باسم التصوّف ومن وراء ستر 
المتصؤفین - فکان ذلك ضغشاً علی إِّالةء وزھد فیە ونفر منه أھل الغیرۃ 
الدینیة والمحافظین علی الشریعة الإسلامیةء وجاءت طائفة آخری من غیر 
المحقّقین ء لم یعرفواروح هذہالشعبةوغایتھاء ولم یمیزوابین الغایڈوالوسیلةء 
فخلطوا بیٹھاء وألحوا علی الوسیلة أحیاناً وضیّعوا الغایة أو أدخلوا ما لیس 
من ھذا الفن في صمیم ہذا لفن وصلبہ؛ وعذوہ من الکمالاتء ومن الغایات 
المطلویةء وعقّدوا المسالةہ وجعلوا لب الدین لغزاً وفلسفة ورعبائیق لا 
یجرؤ علیھاء ولا یطمع فیھا إلا من نفض یدہ من آسباب الحیاۃء ورفض الانیا 
وما إلیھاء وھکذا آصبح ھذا المصطلح الذي کان يُعبّر عن حقیقة دینیة مُھمَةء 
ودرجة کبیرۃ من صمیم الشریمةء أصبح يُمبّر عن فساد في الدین؛ وعن 
التحریف فیهء وداعیاً إلی الإلحاد وإفساد المجتمع؛ ونشر الإباحیةء وإحداث 
مجموعة من البدع والخرافات؛ والطقوس والتقالید غیر الإسلامیةء وتسمیتھا: 
الدین والشریعة: ودعوۃ الناس إلیھا 

الحاجة إلی المجددین والمصلحین: 

ونظراً إلی قلب الموازین وتغییر المقایس في ہذا الموضوع فقد منّتِ 




















٢٤٤ 


الحاجۃة إلی مجدّدین ومصلحین ینفون عن ھذا الدین تحریف المغالین+ 
وانتحال المبطلینء وتاویل الجاھلینء ویحرّرون هذہ الشعبة المهمّة من شعب 
الدینء من أغلال البدع+ وشوائب العجمیة والفلسفةء وینفخون في الأمة 
روحأجدید من الإیمان والإحسان؛ ویجدّدون صلة القلوب بال؛ والأجسام 
بالآرواحء والمجتمع بالأخلاقء والعلماء بالربٔائیّةء ویوجدون في الناس قوۃ 
مقاومة الشھوات؛ وفتنة المال والولدء وزینة الحیاۃ الدنیاء والجرأة علی 
الجھر بکلمة حق عند سلطان جائر؛ والقناعة بالیسیر؛ وغیرھا من الأوصاف 
العالیة والأخلاق الفاضلةء وھکذا بُنْكِنهُم تحقیق ما نادی بە الرب ذو الجلال 
والإکرامء حیث قال: ٭ ولیی وا رین بعا کشم مور وین مل 
تشوگ [آل عمران: ۷۹]ء 

ھذا وقد قٍفض الله سبحانه وتعالی للقیام بھذا العمل الجلیلء وأداء ھذہ 
المسؤولیة العظیمةء نحو التجدید في ھذا الجانب من الحیاۃ علماء صالحین 
متقنینء ونشطت حرکة الإصلاح بواسطتھمء فجدّدواھذاالفن وسیّلوہ لأھل 
العصر؛ ونفَٔحوہ مما التصق بە من البدع؛ والزوائد+ واستخلصوا منه خلاصته 
توافق نفوس أھل العصر؛ وطبائعھم؛ وتقرّب الطریقء وتیسّر الوصول؛ وعلی 
رأسهم الإمام الربّاني الشیخ أحمد السرھنديء مجدد الألف الثاني؛ المتوفی 
وشیخ الإسلام الشیخ أحمد بن عبد الین المعروف 


سنة ١٣۱۰ھ‏ 


























() ھوالإمام أحمدبن عبد الأحد السرھندي الفاروقي ؛ ولد بسرھندعام ۹۷۱ھ 
وتلقی العلوم النقلیة والعقلیة علی أعلام عصرہء وأخذ الطریقة النقشبندیف < 


٢ 


بالشیخ ولي الل الدھلوي ۶ء المتوفی سنة ۱۱۷۹ھ والسید الإمام أحمد بن 


عرفان الشھید؛ المتوفی سنة ۱٢٤٣١‏ ھ!'' والعالم الربّاني 


رشید أحمد 





وصار من أقطابھاء مع نصرۃ السنة والالتزام الکامل بالشریعةء وھو القائل 
غتتنا النصوص عن الفصوص٠‏ والفتوحات المدنیة عن الفتوحات المکیة٥‏ 

اشتفل بالندریس والإصلاح؛ وحقَّ نجاحا کبیا بفضل اللہ أولاء ٹم بفضل 
حکمتہ وعلمہ وصبرہ. من مؤلفاتہ کتاب (المکتوبات)ء توفي في سرھند سئة 
٤ھ‏ انظرکتاب: الإمام السرھندي؛ للعلاَمة أبي الحسن الندوي۔رحمہ 
الله ۔وھو الجزء الثالث من سلسلة رجال الفکر والدعوۃ في الإسلامء طبع دار 
القلم بدمشق 

ھو الإسام المحڈث الفقیه العالم المجتھد أحسد بن عبد الرحیم المعروف 
بولي الله الدھلويء ولد في عام ١۱۱۱ھ‏ طلب العلم 
الحجاز عام ١٢١۱ھ‏ ورجع إلی الھند عام ١٤١٥ف>‏ وا لب 
آفضلھا (حجة اللہ البالغة) نشر أعلام الحدیث: وأخفق لواءہ؛ وجذّد معالمہ 
حتی سلّم لە الناس أعشار الفضل وآنہ رئیس المحڈئین ونعم الناصر لسٹن 
سید المرسلین؛ قال الکتاني : وھو ممن ظھر لي آنە یع من حفاظ القرن الثانی 
عشر؛ لالەممن رحل ورُحل إليه+ وروی وصنف واختار ورجّح وغرس غرساً 
بالھند أطعم وائمر وأکل منه منہ خلق؛ توفي رحمہ الله في عام ۱۱۷۲ھ انظر: 

فھرس الفھارس: ۱۱۲۲/٢‏ ؛ ونزعة الخواطر۔ 

ہو السید الإمام حجة اللہ بین الأنام؛ قامع الکفرۃ والمبتدعین: المجاعد 
الشھید أحمد بن عرفان الحستي البریلوي؛ ولد في صفر سئة ١١٢٥ھ‏ ببلدۃ 
(راي بریلي) ونشافي تصون تام وتألہ؛ واقتصاد في الملبس والماکل ؛ ولم یزل 
علی ذلك خلفاً صالحاً بر اتقتا ورعاء تلقی العلم عن الشیخ عبد العزیز بن ولي< 











٢ 


الکنکوھي؛ العتوفی سنة ۱۳۲۳ھ وقد کان من خلفائھم المصلح الکبیر 
حکیم الأمة الشیخ أشرف علي التھانوي؛ المتوفی سنة ٣۷ھ‏ وإن شاء 
الله سوف نتحدث عن أعماله التجدیدیة والإصلاحیة في ھذا الباب بشيء من 
التفصیل۔ 

الشیخ التھانوي المجدّد: 

وقد وفّق الله تعالی المصلح الکبیر الشیخ أشرف علي التھانوي؛ فقام 
بالتمحیص في ھذاالباب؛ ونقح مثل هذہ الأخطاء المختلقةء فکان عملە ذلك 
یافي باب التزکیة والإحسان۔ 





الله الدھلوي؛ وآخذ عنہ الطریقةء وفاق الأقرانء وأتی ہما یتحیر من آعیان 
البلدة في العلم والمعرفةء ثم غلب عليه الشوق إلی الجھاد في سبیل الله 
فذھب إلی معسکر الأمیر المجاھد نواب میرخانء ولیث عندہ بضع سنین ٹم 
رجع إلی دھلي ووقف نفسه لنصرۃ السنة المحمدیة والطریقة السلفیة حتی 
أعلی اللہ منارہء وجمع قلوب أھل التقوی علی محبتہء ودخل في بیعتە کبار 
العلماء: وسافر إلی الحجاز+ وحصلت لە ناك الکشوف والکرامات؛ واتضع 
بہ خلق کثیرون؛ ثم سافر إلی افغانستان: وحوض المؤمنین علی الجھاد 
فبایعہ الناسء ونال درجة الشھادة العلیا في معرکة (بالاکوت) في الرابع 
والعشرین من ذي القعدة سنة ١٢٢٦ھ‏ واستشھد معہ کٹیژمن آصحابہء (نزعة 
الخواطر: ۲۷/۷۔۴۱)۔ 

)١(‏ مقتبس من مقدمة سماحة الشیخ أبي الحسن الندوي رحم اللہ لکتاب (بین 
التصوّف والحیاة)؛ ص۳٣۔۱۲ء‏ بشيء یسیر من التعدیل والاختصار 


۲ 


ولم یقتصر رحمہ اللہ علی ذا الجانب السلبي؛ وإنما أضاف إلی ذلك 
الجانب الإیجابيء وھو آنە وف إلی عرض ھذا الجانب الدیني المھم ۔جانب: 
التزکیة والإحسان ۔عرضاً صحیحاً إسلامیاء حتی تحقق أن التصوّف لیس إلا 
تعبیراعن الشریعة الإسلامیة وتفسیراًلھا۔ 

لم یژد الشیخ رحمہ الله ھذا العمل التجدیدي نظریاً وعلمیاًء بل إنما قام 
بإحیاء التصوّف عملیاء وحققه بوسائل التعلیم والتربیة في غایة من التحقیق 
والاجتھاد؛ وبعثهبعثااجدیداء وقام ۔رحمەالل۔نظراًإلی أھمیةتجدیدالتصوّف؛ 
وضرورة تعلیبےء وإبانة حقیقشہ بتالیف رسائل کبیرۃ وصغیرۃ مفردة لھذا 
الموضوعء وغیر مفردةہ وبمواعظہ وملفوظاتہء وعرض في مؤلّفاتہ المختلفة 
هذاالموضوع بایجاز وتفصیل وبعناوین مختلفة ومنعة . 

یقول الشیخ آبو الحسن علي الندوی۔رحمہ الله ۔وھو یسلّط الأضواء علی 
العمل التجدیدي الذي رفع لواء٭الشیخ التھانوی۔رحمەاللہ-في ھذاالباب : 

*کان الشیخ الٹھانوي من أعظم من انتفعت بھم الھند في إصلاح العقید: 
والعمل والرجوع إلی الله وإصلاح اللفس؛ وانتفع الناس بکتبه انتفاعاً لم 
یعرف لعالم آخر في ھذاالزمان؛ وقدشرح اللہ صدرہ لتیسیر ھذہ الطریقة ۔طریقة 
التزکیة والإحسان ۔ وتقریبھاء وتنقیح الغایات من الوساتل؛ واللباب من 
القشور والزوائدء وبلغ فیھا درجة الإمامة والاجتھادء حتی أَقوّله کبار العلماء 
والشیوخ والمرتون بالتفزد في ہذا البابء والتجدید لھذا الفن٭ ووفقہ الله عن 
طریق التربیة والنالیف والوعظ لتجلیة حقیقة التصوّف٠‏ وإقناع الناس باہمیتہ؛ 











۸ 


والحاجة إليە؛ وتیسیرہ لکل فرہ علی حسب طیقتہء وأشغالہ؛ وثقائتہ 
وعقلیتہء حتی سھل منالهء ودنا جناہ: وأقبل عليه العلماء والزعماء والمؤلفون 
والموظفون وکبار العلماء وا والمعلّمین في الجامعات: ممن تاثر 
بالحضارة الغربیةء والفلسفة الحدیئةء وتعرض لاڑلحاد والمروق من الدین؛ 
والعاطلون والمشتغلونء وأھل اللبوغ والذکاءء وأھل الحرف والصناعات 
وأصحاب النفوس القویةء وأھل الھمم الضعیضة؛ علی السواء؛ حتی کان 
للتصوّف وإصلاح الباطن مکانة في الطبقة المثقّفة؛ ودولة في العھد 
المادّی۶۷۷. 








حقیقة التصوّف عند الشیخ التھانوي: 





یقول الشیخ التھانوي رحمە الله وهو یعیّررعن 

۷إن الأعمال التي آمرت الشریعة الإسلامیة بإتیانھاء أو نھت عنھا ھي من 
توعین: 

بعضھا یتعلق بظاھر الجسد وبالحقائق المعروفة العامة مثل الشھادۃ 
باللسان والصلاة والصیام والحج والزکاۃ وخدمة الأبوین وھي تسّی 
(مأمورات) ومثل التکلم بکلمة الکفر ٭ والإتیان باعمال الشرك والزنی والسرقة 
وأکل الربا والارتشاء: وتسمّی (منھیات). 


وآمرت بجوارھا بأعمال نتعلق بالباطنء وھي الایمان والتصدیق+ 


۱۳-۱١ مقدمة کتاب(بین التصوّف والحیاة) للاستاذ عبدالباری الندوي؛ ص‎ )١( 


1٤ 


والعقائد الصالحة والشکر؛ والتوقلء والرضا بقضاء اللہ والتسلیم 
والإخلاص لەء ومحبّة اللہ ورسولە وما سواھا من الأعمال الحسنة الاخری+ 
وھي (مأمورات وفضائل) أیضا أما العقائد الباطلة وعدم الصبر والکفران 
والریاء والکبر والعجب وغیرہ+ فھي (المناھي والرفائل) التي نھت عنھا 
الشریعة الإسلامیةء في القرآن الکریم تجد لوقب )ا 4 
[البقرۃ: ۴٦]ء‏ رتجد أَيا ارک >امڈوا ضوفا تَسَاِلوا 4 لال عمران: 
۰ء وتجد ووشگُڑوا آوچ [البقرۃ: ۱۷۲]ء وکما تجد في 
القرآن کیب ملعم الیَيَام 4 (البقرۃ: 1۱۸۳ء ور 
لیت بی [آل عمران: ۹۷]ء تجد کذلك في موضع آخر لب 
[المائدۃ: ]٤٤٦‏ فوَلین اڑا اڈ ما ل4 [البقرۃ: ۵ء وکما تجد في 
موضع و کاموا الکو کاشوا کنا 4 [النساء: ١٤١]ء‏ تجد في موضع 
آخر فآُوں لاس پچ [النساء: ١١٤]ء‏ وکما تقرأ لوماً وتقریصاً علی تارك 
الصلاةء ومانع الزکاۃء تقرأ کذلك ذمّاً وإنکاراً علی صاحب الکبر والعجب> 
وکل ذلك یوجد في الأحادیث النبویة أیضاء فحینما نری فیھا آبواباً لبیسان 
الصلاۃ والصیام؛ وشرح أحکام البیع والشراء٠‏ والزواج والطلاقء نری أبواباً 
یضافي ذم الریاء وطلب الشٌٌمعة والکبر وغیرہ۶۷۷. 
















الأعمال الظاهرۃ لم تفرض الا لتخدم الإنسان في ب 
ولو حققنا النظر في ھذا الباب لعلمنا أّ الأعمال الظامرۃ هي نفسھا لم 





() بین التصوف والحیا ص٢٥‏ 








ا رو سے کت ا ا 
جبان الھلاك في الآخرةء فإن الله سبحانه وتعالی یقول: قد اَم من 

من ءَشٹھا 4 الشمس : ۹-١٤]ء‏ وقال تعالی: طبَوملَابَكَمْ 
بقل سر [الشعراء: ۸۹-۸۸]. 

ومن ھنا یتین لنا أنَٗ الغایة الوحیدة للإنسان ھي تزکیة القلوب؛ وأن 
پ ہمثابة الملك بین رعیته وجنودہ؛ والجوارح بمثاہة الجنود والعبید: وإذا 
صلح الملك تبعتہ في صلاحه أتباعہ وطاوعوہ؛ وھذا ما بُشیر إليە قول الصادق 
الا ون نی الجَسَدِ تُشْمَةإِنَا صَلَحَثْ صَلَعالجَسَدُکله وإ٥ًا‏ 
جَمَدُکُلَه الا وحِي القَلث٥.‏ 



















ومراد ذلك أن صلاح الجسد الظامري وأفعالهء وفساد أعمال الجسد 
الظاھر وأفعالء إنما یتوقفان علی الصلاح القلبي والباطني وفسادہ؛ ولیس 
الغرض من التصوّف أو التزکیة آو (فقے الباطن) إلا إصلاح ھهذا القلب+ 
وتزیینەء وصیائتہ من الشرہ ومعالجته عند فسادہ ومرض؟“ 


)١(‏ آخرجہ البخاري في صحیحہ؛ کتاب الإیمان (٥٥)؛‏ ومسلم في صحیحہ؛ 
کتاب المساقاق (۹۹٥۱)؛‏ وابن ماجه في سننهء کتاب الفتن (۳۹۸۶)؛ 
والدارمي في سننہ؛ کتاب البیوع -.)۴٥۴۱(‏ 

() بین التصوف والحیاف ص٦٢‏ 





التصوّف هو التزکیة التي تخضع لاحکام الشریعة الإسلامیة 
راتباعھا والامتثال لھا: 

یقول الشیخ عید الباري الندوي رحم اللهء وھویشرح لنا حقیقة التصوّف 
مند الشیخ التھانوي رحمہ اللہ : ٭إن من الخطا والالتباس العظیمین ما وقع فیه 
عض کبار العلماء بأن حسبوا طرق التزکیة السائدة الیوم هو التصوّف بعینهء 
ِلذلك دخل الإشراقیون علی وجە العمومء ورعبان البراهمة علی وج 
لخصوص في زمرۃ المتصوّفةء وھذا الالتباس الخاطی لم یدخل في عقول 
لناس إلا من الکلمة المعروفة الذائعة: ٭آن الصوفي لا مذھب لہ٤ء‏ فتحرّر 
لنصوف بذلك من قید الإسلام؛ وجاز لە أن یتحد إذاشاء مع کل عقیدةء ودین 
فیرالإسلام۔ 

قال أصحاب ھذا الفکر الخاطئ: إن التصوّف هو آسمی وأرفع من أن 
تقیدبظواھر الأعمال؛ وإنە لزعم فاسد لا حقیقة لە؛ ولا نصیب لە من الصحة 
رقد استتکرہ شیخنا الشیخ أشرف علي التھانري قاثلاً: ہلیست کل تزکیة 
صوفا وإنما التصوّف ہو التزکیة التعي تخضع لأحکام الشریعة الإسلامیة 
تحصل باتباعھا والامتٹال لھا وانما ھي التي تصلح للمرہ أَمر آ: 
یُدخل صاحبھا تلك الجنة التي وُعد بھا المتقونء إن الله تعالی قال : 
من ژگٹھا لب وذ اب من دَشہا 4 [الشمس: ۹۔ ٤٤]ء‏ وذلك باتباع الشریعة 
لإسلامیةء لا بمخالفتھا۔ 








آما الریاضات الروحیةء والمجاھدات البدنیة الکثیرۃ التي یاتیھا رھبان 
بن البراھمة وغیرهمء فلیست من التزکیة والتصوّف في شيء؛ مھما قیل عنھاء 
.۰ 


ومھما سُمّیت باسماء التصوّف؛ ولن تحمل تلك الأسماء والألقاب معنی؛ ولا 
حقیقة ولا شأن لھا بالتصوّف: إنھا ألفاظ مجردۃ ومردودۃ عند الله غیر مقبولة+ 
وبالتامي لا یمکن لرجل أن یحرز رحمة اللهء وینال الفلاح یوم الآحرۃ؛ وحیاتہ 
متعارضة مع الشریعة الإسلامیةا('ٴ 

إنکار الشیخ التھانوي علی الجھلة من الصّوفیة: 

ومن ھنا جاء إنکار الشیخ التھانوي رحمہ الله علی الجَهَلة من الصَوفیةء 
الذین غیروا مفھوم التزکیة رأساعلی عقب؛ واختلقوالھامعنی ترضاہأھواؤھم؛ 
وشرحوھا شرحاً لا یتفق إلا مع میولھم ورغباتھم فحسب؛ وبظتّون أن تزکیة 
القلب وإِن کانت غیر حاضعة للشریعة الإسلامیة هي آرفع درجة من العبادات + 
والأعمال الظاھرة؛ مثل الصلاة والزکاۃ وغیرصاء وآن ھذہ الأعمال احط 
منزلةء واقل قیمة من طرق التزکیة السائدة المشھورةء ففَنّدَ الشیخ التھانوی 
رحمہ الله مزاعمھم الباطلة* ودَحَض أباطیلھمء وأوضح بکل صراحة أن امتثال 
الشریعة الإسلامیة؛ واتباغ الرسول عليه الصلاۃ والسلام ھما أھم الأعمال 
واوجبھاء وان الذي لا یخضع ولا یستسلم لھا ولا یحافظ علی إکمالھاء لا 
یمکنە آن ینال رضا اللہ سبحانه وتعالی ولا أن یحرز ثوابہ وجنتہ؛ ومما لا شك 
فيه أُن الجنة ورضا الله سبحانه وتعالی؛ ھما غایتان منشودتان وھدفان جلیلان 
لکل مسلمء آفلیس التصوف باطلاً إذا تحرر من الخضوع لأحکام الشریعة؛ 
ومن السعي للعمل بھا کاملة؟! وکما أن کرامات الأولیاء لا تصح ولا تقبل إلا 











() المصدر السابق نفے 
۲٣٣۳‏ 





إذا کانت صادرۃ من رجل ورع تقي بارء کذلك التصوف لا یصح ولا یقبل عند 


الله تعالی إِلا إذا کان فی رجل ورع تقي ؛ عامل بالشریعةء خاضع لھاء ولا بدعٌ 
في ذلك؛ فقد کان الصحابة رضوان الله تعالی علیھمء وھم سادة الأولیاء وأئمة 
الأبرارء یواظبون علی جمیع العبادات من صلاۃ وصوم وزکاۃ وجھاد وتلاوۃ 


القرآنء وآمر بالمعروف ونھي عن المنکر؛ وغیر ذلك من الأعمال الصالحةء 
ویداومون عليھاء ولذلك کانت قلوبھم صافیةء ونفوسهم زا 
بھذہ الأعمال کلھا أحسن قیامء فرضي الل تعالی عنھمء وأثبت هذہ الشھادۃ فيی 
کتابہ حیث قال : ری ال عَنہمکَرَسُوا ند [البینة : ۸] 

ان التصوّف (الحقیقي) لیس إلا تزکیة للباطن ء مع الامتٹال الکامل 
ریعة الإسلامیةء والاستسلام لھا بکل معنی الکلمة!ٴٴ 

إزالة سُوء الفھم: 

کان الشیخ التھانوي رحمہ الله قد جعل نُصب عینيه النظر إلی الغابات 
والأھداف دون الوسائل والأسباب: أو إلی الأعمال الظاھرۃ والقشور الزائفة 
فنراہ في مبحث (ذکر الله تعالی) یرد علی أولئك الذین لا یکون همّھم إلا تردید 
کلمة لفظ الجلالة مئة ألف مرةء أو غیر ذلك من الأعدادء دون أن یتاملوا في 
حقیقة الذکر؛ ویتعمقوا في الھدف من الذکر والغایة منه 















یقول رحمہ اللہ: ایظن الناس بعد تردیدھم لکلمة (ال۵) مئة ألف مرةء 


 )١(‏ بین التصوف والحیاۃ باختصار وتعدیلء ص۳۱۔۴۲۔ 


۲٢٤ 


آنھم آتوا بالذکر؛ مع أنھم لم یأتوا بحقیقة الذکر؛ بل إنما آتوا بصورۃ الذکر 
وباثر من آثارہء لأنھم لو کانوا أتو بحقیقة الذکر لم تخل حیاتھم من الأعمال 
الحسنة الأخری؛ بل نجد أٗ بین یردّدون کلمة (الل) مثة ألف مرۃ لا 
توجد فیھم الأعمال الآخری بتاتاً۷۔ 








وقال في موضع آخر وھو ائدة استقرار ذکر الله في قلب الاإنسان 
وتمگنہ منہ: ‏ من استقر ذکر الله في قلبہ؛ فیکون رضا الله وعتاب ومحیّتہ 
وجلالہء وعقابہ وثوابە تُصب عینيه في أحوال الحیاۃ کلھاء من حرکات 
وسکنات: وبعد ذلك یجب علی المرہ أن یقع في المعاصي؛ وأن لا یتعقد 
ذنباء سواء کان صغیراًأو کبیرآء إلا لغفلة بشریة أو عند النسیان٤‏ 





وأوضح الشیخ رحمہ اللہ هذہ الحقیقة في موعظة لە تستی (باکبر 
الأعمال)؛ عدّ الذکر فیھا من أکبر الأعمالء یقول فیھا 
ہو ما یحمل علی اجتداب جمیع المعاصي؛ ویحضّ علی الإتیان بجمیع 
الأعمال الحسنة۲۷۷. 





)١(‏ ینظر کتاب (قصد السبیل إلی المولی الجلیل)؛ للشیخ التھانري؛ وکذلك 
کتاب (بین التصؤف والحیاۃ)ء ص۷٦-۰۸‏ 


۲٢ 


الفصل الٹاني 
تقریر حقیقة الاذکار والاوراد 


صلاخ جسیم لی باپ لزا 

وقع کثیر من الناس في خطأً جسیم في باب الذکر؛ إذ حسبوا أن مجژّد 
الذکر یکفي لإصلاح جمیع الأعمال والأخلاق ؛ وھم أشذ خطأ حینما بحتجّون 
لزعمھم هذابأنه قیل: ہنا جلیس من ذکرنيە'' فیظنون آن هذا یدل علی أن 
العبد یتقرب إلی الله بالذکرء فإذاتقرب إلی ربە فکیف یمکنہ أن یعصیهء آویأبی 
أوامر ربّه؟! فإذاً لا حاجة إلی وسائل آخری لإاصلاحەء وقد عمّت ھذہ الفکرۃ 
الخاطئة حتی عند المشایخ العظامء فإذا أخذوا البیعة ولقّنواعدة أذکار فکأتھم 
انٹھوا من عملهمء فلا صد لفساد الأعمال والأخلاق ولا عتاب ولا استجواب+ 
ولا مداواة ولا تدبیرء بل إِذا عرض الطالب علی شیخ من هولاء المشایخ 














شیبة في المصنف: ۱۰۸/۱ء )۱۲٢١(‏ عن کعب قال: ؛قال 
موسی: أي رب أقریب انت فأناجیك آم بعید فأنادیك؟ قال: یا موسی آنا 
جلیس من ذکرنيی٠٠٠.‏ ونحوہ في : ۷۳/۷ (۲۸۷٣۳)؛‏ والبیھقي في شعب 
الإیمان: ١/٤٥٦ء‏ (٦۱۸)؛‏ وابن أبي عاصم في الزعد؛ ص۸٦؛‏ وأحمد بن 
حنیل في الزھد ص۷٥؛‏ وآبو نعیم في حلیة الأولیاء: ۳۷/٦‏ ٤٤؛‏ وذکر 
طرفه بالتفصیل الإمام المجلوني في کشف الخفاء: ۲۴۲/۱ء )٦٦٦(‏ 











۲٢٢ 


مرضہ؛ وطلب منە علاجہ: یقترح عليه ذکراًأو وردا۔ 

آما الشیخ المجدّد التھانوي رحمه الله فمختلف عن مڑلاء في همذہ 
الناحیةء إذ قام بتغییر جلیل في کیان التصوّف السائدء ولذا نعد ذلك مجھوداً 
کڑا لە قیمة ومکانة کبیرۃ؛ فقد جعل المؤاخذۃ والمداواۃ في الأعمال 
والأخلاق في الدرجة الأولی ؛ بالنسہة إلی الأذکارالمعروفةء والأعمال والآوراد 
السائدۃ؛ وجعل ھذہ الأذکار وما إلیھا في الدرجة الثائیة بل الثالثة فلم یکن 
الحدیث عنھا یأتي في مجلسہ إلا نادراً 








أما النقد للأعمال والأخلاق؛ فقد کان کثیر اما یقول رحمہ الله وھو یرد 
علی القائلین بن الذکر هو کل شيء ولا حاجة إلی إصلاح الأعمال: ٭وھذا 
خطا فاحش؛ لآن وسائل الإصلاح داخلة في کلمة (ذکرني)؛ فلا یثبت (کڑ 
اش) بدون معالجة الأمراض ومداواتھاء اقرأ (الحصن الحصین) تجد فیه (بل 
کل مطیع لل ذاکر) فمعنی الذکر التذکیرہ والتذکیر یأتي من طرق مختلفةء لا أن 
ینطق باسم شيءء ویرددہ فقط ! أفیعد ذکراًأن لا یکاتب ولا یراسل؛ ولا یکلم 
ولا یزور ولا یمنٹل الأوامر؟! کلا؛ إِنه لیس من الذکر في شيء؛ أما الذکر 
الذي لا یصحبہ الإصلاح فلیس إلا مثل هذا؛۔ 

وقال رحمە الله في مناسبة من المناسبات: ٢‏ إن مجرد الورد لا یکفي 
آبدء احلف بالله أن شیوخ الاوراد المجزہة لا یوجد لدیھم الإاصلاحء 
والإصلاح لا یأتي إلا باختیار طرق الإصلاح؛ 

وقال: ۷إن الناس في ھذہ الڈیام یفرمون بالأآورادء ولا یقبلون علی 
الشيء الأصیل+ وھوالاعاء مع أنە روح ولب لجمیع العبادات؛ ۔ 

۷ 











م یرڈ علی الجھلة من المنصوفین قائلاً: وھکذا تجد کثیرآمن الجھلة 
یحسبون الأذکار والأشغال والمراقبات والریاضات أو الأحوالء غایات 
ومنشودات أصیلة للتصوّف والولایةء وہذہ جھالة خالصة: لن المقصود ھو 
أعمال الظاھر والباطن لا غیرء أما بقیة الأذکار والأشغال المتعارفة أو الریاضات 
والمراقبات؛ فلیست إلا تدابیر ووسائل لإصلاح الأاعمال؛ وأما الأأحوال فھي, 
الثمرات التي لیست بلازمةء أي الثمرات التي لا یلزم أن تظھرء ولیس 
تحصیلھا بواجب ولا منشودہ۹. 

مبدآن آساسیّان للتجدید في مجال التصوّؤف: 

یقول الشیخ عبد الباري الندوي رحمہ اللہ : ٥‏ آما أساس تصوّف شیخنا 
رحمہ اللہ الذي یعد بحق تجدیداً وإصلاحاً عظیماً في التصوّف فھو مبدآنء 
یجب التجنب فیھما في جمیع الأوقات لأمرین: 

أحدھما: الغفلةء وعلاجھا الذکر . 

ثائیھما: المعصیة۔ 

ویری عامة اھل الدین؛ وأصحاب العلم الظاھري أَنٗ المعاصي هي 
الکبائر من الذنوب؛ وما تقترفه جوارح الرجل ٠‏ أما صغائر الذنوب وما بخص 
القلب والباطن منھاء فلایکترٹون لھا کثیراً. 


۲۱۹ ۱۹١ص :بین التصرف والحیاء‎ )١( 


۲۰۸۰ 


یقول الشیخ التھانوي رحمہ اللہ: الغفلة تجرف النورانیة والإشراق من 
القلبء والمعصیة تضیف إلی ذلكء بان تزیدہ في السقوط عن التقرب؛ 
والقبول عند اللہ ء فلا شك أن هذہ خسار: 

ولاجل ذلك الخ الشیخ علی العنایة الفائقة في ذلك وأنه جب علی 
المرء إذا بدرت منە ھہفوۃ أو معصیةء سواء کانت قولیة 
غفلتہ؛ آو خبث من نفسه؛ فعليه أن یستغفر ربە بکل ضراعةء ویندم علی فعله؛ 
ویتوب إلی ال بید أن بعض المعاصي اعظم ضرا وأکبر خطرأء فیجب علی 
الطالب في صددھا أن یکثر حذرہ واحتیاطہ فیھاء وتجد من ھذہ المعاصي, 
الریاء والاستکبار ؛ ویتولد منھا آحیاناًالفخرہ سواء کان هذا الفخر علی فضیلة 
دنیویة أو فضیلة دینیةء وتجد من ھذہ المعاصي الغیبة والوشایة والنقد والطعن 
والاعتراض؛ وکثیراً ما یرزأ الھجر من الکلام وفضولہ صاحبہء ویسلب شیناً 
کثیراً من نور قلبهء ولذلك یحسن بطالب الحق آن یجتنب إکثار مخالطة 
الناسء والتآلف معھمء إلا إذامسّت الحاجة إلی ذلك ‏ 

ومن ھذہ المعاصي التفات الرجل إلی موضع لا یجوز لە الالتفات إليه 
برغیة أو شھوۃء سواء کان ھذا الالتفات بالنظر ام بخاطر یخطر بالقلب ۔ 

ومن ھذہ المعاصي تجاوز الحد المشروع في الغضب؛ آو إتیانہ 


بالغضب في غیر موضعہ؛ أو تعرضہ لأحد بغلظة أو قسوۃ('۔ 








ام فعلیة بسبب من 








سے 


)١(‏ بین التصؤف والحیا ص۷۸۔۸۱۔ 
۲۹ 


الفصل الٹائثٹ 


تقریر حقیقة المجاهدۃ 
وتفنید مزاعم الجھلة من المتصوفة المتعسّفین 


إن حقیقة المجاھدة ھي التدریب علی إنکار الذات ومخالفة النفس+ 


لیمکن التغلّب علی الشھوات؛ وعلی میل النفس إلی الرغائب؛ من نعمة 
الجسد: ووفرۃ المال؛ واکتساب الجاہ وقد عیّر عنە القرآن بالجھاد بالأئفس 
والاموالء ووعد بالھدایة والرشد علی هذہ المجاھدة ٭ وَلَنَ جمَدُوا هن 
یع شیا چ۱ [العنکبوت: ۹٦]ء‏ ونجڈ عند الشیخ التھانوی رحم اللہ تقر 
هذہ المجامدۃ وتجدیدھا بقوله: ٭مطالب النفس اثنتان: أحدھما: الحقوقء 
وآخرھما: الحظوظء أما الحقوق فلا یقوی الجسم إلا بھاء ولا تکون بدوٹھاء 
وأما الحظوظ فھي فاضلة علیھاء وتاتيی بعدھاء فغایة المجاھدۃ ھي أن تبقی 
الحقوق وتفنی الحظوظ٥''ٴ‏ 


لا ِفراط ولا تفریط: 


وکما أفرط الناس في جانب ترفیە النفس؛ حیث یقتصرون حیاتھم کلھا 








)١(‏ التکشف بمعرفة أحادیث التصوّف ص٤١٦؛‏ وانظر: آشرف الطریقة في 
الشریعة والحقیقة ص٥۷‏ 


علی ہذا الجانب؛ من إمتاع النفسء واقتناص الملذڈات؛ فکذا أفرط غیرہم 
ممن کانوا علی عکسھمء في التقصیر في الاستجابة لمطالب النفس الحقیقیة 
لا یمکن أن‌تستقیم الحیاۃ بدونھاء فإِنھم یحرمون النفس حقوقھاء والکفاف 
من قوتھاء کالیوغا والإشراقیین: وحسبوا أن المجاھدۃ هي أن تبخس حقوق 
النفسء وتمحق مطالبھا جمعاءء ویحسہون ذلك طریقاً إلی نجاۃ الروح 
وفلاجھا۔ 

یقول الشیخ رحمە الله وھو یرد علی الفکرۃ الصوفیة الخاطلة : 

افاصبح الصوفیة یزعسون أیضاً أن رضا اللہ لا یحصل إِلا بمخالضة 
النفس؛ وکلما کانت ھذہ المخالفة آشدء کان رضا اللہ أعظم وأقوی؛ ولو 
کانت هذہ المخالفة لا تتفق مع الشریعة الإسلامیةء حتی إنە قد ییدو لبعضھم؛ 
فیحزمون علی أنفسهم اللحمء فلا یأکلونە؛ ویمتنعون عن البارد من الماء فلا 
یشربونہء ومنھم من یجتنب الفراش الوثیر فلا یضطجع فیەء وغلت طائفة ممن 
حرمت نعمة الإسلام؛ فتجاوزت إلی حدّ أنھم قد ن جرارحھم 

















ویمیتوٹھا.٤٠٠۔‏ 
فھذہ کلھا أعمال أحری بھا أن تنسب إلی الجھالة العمیاء ولا تجد 
الاعتدال والقصد إلا في أوللك الذین جاھدوا مجاھدۃ في تقویم النفس 
وإصلاحھاء محتفظین بالأوامر الشرعیةء فلا یتعدون حدود الإباحةء ولا 
یباشرون ہذہ المجاھدۃ إلا بصفتھا علاجاً ومداواۃٌء وأنھا آسباب التقرب إلی 
الله ولا یدع أحدھم طعاماًإلا إذا رآی فیه ضرراً طبیاء وما أشبہ ذلك؛ وإِذا 


٦ 


ترکوہ فلا عدون ترکھم لە شیئاً من التحنث؛ وآأما إذا ترکوہ ظانین أن ترک 
عبادة ونسكء ورجوا من ھذا العمل جزاءٗ ومثوبةء فقد آذنبوا؛ لأنھم أضافوا 
بذلك إلی الشریعة الإسلامیة حکماً لم یکن فیھا من قبل؛ وھذا ہو الس في 
قساد البدعة وقبحھاء فھؤلاء إذا ھجروا شیتاً لا بھجرونہ إلا للوقایة من مرض 
آو للاحتراز من ضرر ماديء أآما أولئك الناس فلا یترکونه إلا لأنھم یحسبون 
ھذا العمل عبادة وذریعة إلی التقرب إلی الله ووسیلة من وسائل المثوبة . 

فعلی کل إِّ من الجسد قسطہ من الراحةء وحطّه من الترفیه؛ وبھجة 
النفس وتادیة ما لھا من حقوق> لایسع احداًإنکارہ؛ ولذلك وضعت الشریعة 
الغراء لکل شيء حداً ینتھي إليه؛ فکان سیدنا آبو الدرداء یطیل السھر باللیل> 
فنھاء سلمان الفارسي رضي اللہ عنه عن ذلك حتی بلغ ذلك الرسول قُ فقال 
وصدق سلمان+ وقال : ه إ٤‏ لنفْسكَ عليك حقآہ''۶۔ 

المتصوّفة الجھلة المتعسّفون زیِفوا التصوّف وافسدوہ: 

یقول رحمہ الله : ۸ أسفاً لھڑلاء المتصوّفة المتعسفین الجھلةء فقد زیقوا 
التصوّف وآفسدوہ: وجعلوہ مُخیفاً موحشاء یقترحون الاعتکاف الصوفي+ 
ویشیرون بتطلیق الأزواج؛ وینصحون بالعتّل عنھن ء وإقصاء الأھل والأولاد؛ 





)١(‏ انظر: شرف الطریقة في الشریعة والحقیقة ص٢۲۳‏ ۔۲۳۸؛ وکذلك تقلیل 
الطعامء ص۹٦‏ - ١٦؛‏ والحدیث رواہ البخاري في صحیحہ؛ کتاب الصوم 
(۱۸))؛ وکتاب الأدب: (۱۳۹٦٢)؛‏ والترمذي في سننہء کتاب الزھد 
(٣)۔‏ 


٣٢ 


وکانت تؤخذ أربعون حبة حمص؛ فلا یتناول منھا إلا حبة کل یوم؛ وقالوا: إن‌ 
الولایة والوصول إلی الله لا تتأتی بغیر ھذاء أما أنا فاقول بکل صراحة: إِن 
الولایة تحصل حتی علی البسط الناعمة والوسائد اللینةء وفي الإمارۃ ومع 
اللڈائذ من الأطعمةء لکن یشترط أن یکون الطالب خارج البیت وفي خدمة 
شیخ کامل٤ء‏ وقال رحمہ اللہ: 'إن السالك لا یحتاج إلی کساء غلیظ وثوب 
مرقعء بل تحصل لە المشیخة إذا آراد في الخلع الفاخرۃء والملابس الناعمة؛ 
وفي الملوکیة کذلكء لکن بشرط أن یکون طلبھا بطریقھا؛. 

وقال في موضع آخر: 'فلیس الإقلال من الاکل زعداء ولیس غایۃ 
منشودة؛ إذا زھدنا في شيء؛ لم نستطع أن نزید في خزائن الله شیتاء مع 
آنه یجب أن لا یاکل الرجل إلی أن یتخم أو یتالم من بطنہء آما الشیخ إمداد اللہ 
رحمہ اللہ فکان من رآیہ أن یمتع الرجل نفسہ؛ وبلیي رغیتہء ٹم یستخدمھا في 
أعمال الخیر ویجھدھاء وحقاً إِذا عرف الرجل أنہ قد أعد له طعام شھي؛ فإن 
نفسه تنشط لإکمال العمل وإتقانہ؛ وتسرّ لتدرك هذا الطعام الشهي؛ فلا بد 
للنفس من حافز. .. 

لذلك تجد صیانة الصحة والمحافظة علیھا من أوجب الأمورء وذلك 
بترفیە الدماغ والقلب؛ وتقویتھما بمداومة تغذیتھما ومداواتھماء فلا بحسن 
الزھد في الغذاء حتی یسري الوھن؛ ویتولد الیٔس في الدماغ؛ کما یجب 
أیضا آن لا یفرط الرجل في تناول الغذاءء فتختل قوۃ الھضمء فإذامن اللائق بە 
أن لا یتناول طعاماً إلا إذا کانت عندہ شھیة صادقةء کما عليه أن ینصرف عنہ؛ 
وفي النفس رغبة إلی لقمة أو لقمتینء ویجب علبه أیضا ان بسلك مثل ذلك 








۲٣۳٣ 


الاعتدال في النوم؛ فلا یفرط فیە؛ لثلا یکسل ولا یقصر فيه کذلك: لثلا یطرا 
علی قواہ الجفاف والتخدیر؛ “١‏ 


)١(‏ یراجع: شرف الطریقة في الشریعة والحقیقة ص۷- ۸۰؛ وکذلك بین 
التصوّف والحیاۃء ص٦۸۔4۲‏ 


۲٦٤٢ 


الفصل الرابع 
الکشوفات الصوفیة لا قیمة لھا في التقرب إلی ال 


یقول الشیخ الٹھانوي رحمە الله : هإ٥ٗ‏ الاس یعدّون الکشف من أجلّ 
الکمالاتء مع أنہ لا قیمة لە في التقرّب إلی الله ؛ وتتفق طبائع بعض الناس مع 
الکشف دون غیرہم؛ کما أنّ عیون بعض الناس نافذة بعیدة النظر؛ في الوقتِ 
الذي لا ئٔصر الآخرون إلا الشيء القریب؟ء وقال مشیراًإلی فسقیة المسجد: 





مَبُوا أن امرأ لا یجاوز بصرہ ہذہ الفسقیة؛ مع أن بصر رجل آخر غیرہ 
یجاوڑھا إلی الشارع في الخارج! أنبھذایُعد الرجل الذي یبلغ نظرہ إلی الشارع 
من المتقربین إلی اللہ؟ کلا! بل إِن ھذا نوع من البصر لا علاقة لە بالقربات: 
وأحلف بالل أئه مھما حصل لامری ما من ألوف الکشوف؛ أو آکثر من ذلك+ 
فإنہ إذا رجع إلی وجدانه لشعر أنە لم یکسب في التقدم ولو قدریسیر غیر آنه 
إذا سبّح اللہ ثلاث مرات؛ ثم رجع إلی وجدانہ أحسْ أنە قد تقدم في القرب إلی 
الله : فلیختبر ھذا من شاء من أھل الذوق وأصحاب الوجدان٢.‏ 

وھاھو الشیخ عبدالباري الندوي أحد تلامذۃ الشیخ الٹھانوي رحمھمااللھ 
ینقل لنا ملخص کلام شیخه : ۷ کیف یکون الکشف من علائم القرب والولایة 
إذا لم یشترط فيه کون المرء مؤمناً؟! فإِنه یحصل للمؤمن والکافر والملحد 


تک 


ولغیرهم علی السواءء فالحقیقة أن الکشف لیس ءعظیم؛ لآن الکافر أیضاً 
إذا جاہد وتررّض حصل لە ویحصل للمجانین أیضاء والکشوف إذا کانت 
موافقة للقواعد الشرعیة صح العمل بھاء وإلا وجب ترکھاە"' 





() :بین التصوّف والحیاق ص۱۰۷۔۱۰۸ 


۲٦٦ 


الفصل الخامس 


الکرامة هي التي تظھر من متبع کامل في التقوی 


لقد تکلم الشیخ رحمہ الله عن الکرامات؛ وین حقیقتھاء ورڈ مزاعم 
الجھلة في ھذاالصّددہ فقال: 

'الکرامة ھي التي تظھر من متبع کاملء ولا تطُرد اطراداء لانھا إن‌ 
اطردت لم تعد کرامةہ وإِن لم تخضغ الکرامة التي ظھرت منە بشریعة نبي من 
الأئبیاء؛ لم تعد کرامة؛ مثل (الیوغا) و(السحرۃ) الذین تصدر عنھم مثل ھذہ 
الأحوالء ولو کان یدعي ویقول: إنه ثبع نبئء لأن عمله یخالف شریعمةۃ 
ا٠‏ وسواء کان الاختلاف في الأصول کأھل البدعء أو کان في الفروع+ 
ن والفجّارء والکرامة من ھؤلاء لن تستی إِلا استدراجاء ولا یستی 
کرامة إلا مایصدر من متّبع کامل في التقوی 

وأصبح الحال في عصرنا أن الناس یلقّبون کل رجل تظھر منە کرامة قطباً 
وغواء یا ما کانت عقیدته وأعمال وقد صرح السلف بأنك إذا رأیت أحداً 
یحلّق في الفضاء أو یجري علی الماءء ولا یحافظ علی الشریعة فلا تحسب له 
حساباء وقال الصلحاء: إِنٌّ ستر الکرامة واجب علی المرہہ إِلا إذا کان 
محتاجاإلی إظھارھا؛. 











۲۷ 


وقال في موضع آخر : (الولایة لا تفتقر إلی خوارقء ولم تظھر الخوارق 
من بعض الصحابةء ولو مرة واحدة في حیاتھمء والخوارق تظھر في اکشر 
الأحیان من (الیوغا) وھي من نتائج الریاضةء ودرجة خرق العادة أقل من الذکر 
القلبيء وقد کتب صاحب (العوارف) عن الذین لا تصدر منھم الخوارق أنھم 
أفضل من أھل الخوارقء إن من أکبر کرامات العارفین أن یستقیمواعلی جادةۃ 
الشریعةء ومن اعظم کشوفھم أن یتبیتوا استعداد الطالبین؛ ٹم یربّوہم وفق 
ذلك؛۲۷. 








وقد رة الشیخ رحمہ الله علی مزاعم بعض المھووسین في هذاالباب فقال : 
ہوبعض الناس یظنون أنھم سیرون أنواراً وسطعات إذا ما ذکروا واشتغلوا. و 
أنھم سیسمعون أصواتاء فلیس ھذا کلہ إلا عوساً وبلاھةء إنە لا یجوز أولاً: أن‌ 
تحصل تلك الآثار علی الذکر والشغل ء ولا یحتاجان إلی ذلكء وٹا: 
تلك الأنوار والأاصوات في بعض الآحیان إلا ولیدة ذھنهء ولیست شیا آنی 
عالم الغیب٠‏ وثالئاً: لو انکشفت أشیاء ذلك العالمء فایة فائدة من ذلك؟ إذ لا 
یزداد التقرب بتکشف عالم؛ إنما خلق اللہ للتقرب إليه الطاعات؛ قد یری 
الشیاطین الملائکة في بعض الأحیانء ولا یزال ھؤلاء الشیاطین شیاطین؛ ٹم 
ستنکشف حقائق ذلك العالم بعد الموت٠‏ للمؤمن والکافر علی السواء٭* 
آفیحصل بذلك القرب المقصود لکل أحد؟ا٦.‏ 














)١(‏ انظر: الکرامات الإمدادیة؛ للشیخ التھانوي رحمه الله 


۲٢۸ 


الفصل السادس 
تقریر حقیقة البیعة 


الإفراط والتفریط في فھم حقیقة (البیعة): 





لقد وقع الناس فریسة إفراط وتفریط في فھم العلاقة بین الشیخ ومریدہ؛ 
نجد في جانب أَنٌ الناس عدُوھا حدثاً في الدین وفي جانب آخر اتخڈھا الناس 
طقساآ من الطقوس بأن اکتفوا بأن یقبلوا الید والرجل؛ ولا یرغبوا في عمل آو 
فھمء ولا بحتاجون إليهء وإِن کانت العلاقة بین الشیخ ومریدہ لاتُجدي نفعاء 
ولا بنفع الإنسانَّإِلاعَمَله ‏ 

ولیست حقیقة (البیعة) سوی اختیار رفیق أو دلیل عارف للوصول إلی 
الھدف والغایةء وفي لفظ آخر یمکن أن یقال: إنھا تفویض النفس وتسلیمھالید 
رجل اعلم منہ وآمھر؛ ومربْ ومرشد؛ کما یسلم البائع ماله لمشتریہ: أو کما 
یغؤض مریض نفسه إلی طبیب؛ ولا یعمل إلا ہما یوصیه الطبیب بہ أو یقترح 
بە عليه؛ عملاًکاملاًء قد کان ذلك أمرا واضحابتتاوعادیأء ولم یکن في حاجة 
إلی ہذا الإفھام والتمثیل الضافیین؛ إلا أنٗ السلفیة الجافةء والصوفیة التقلیدیة 
کانتا علی طرفي نقیض في التصوّف في ماض من الزمن؛ فالطائفة الاولی رأت 
البیعة من المحرمات والمبتدعات المحضة؛ والفریق الآخر أوجب البیعةء 
وبالأخص طقوسہ وتا 














۲۹ 


ھذا وقد عیّر الشیخ التھاتوي رحمہ اللہ عن هذا بعقْدِ عھدِ بین ا! 
والتلمیذء آو المرشد والمریدء یتعھد فیە الشیخ بالإصلاح والإرشاد؛ 
والطالب بالاتباع والتقلیدء وإن البیعة التقلیدیة لیست من الواجبات في شيء+ 


وکان رحمہ الله یقول مراراً: 





٥‏ إني لا أعرف من دخل في بیعتيء وإِني لا أحفل ولا آری إِلا الذي لە 
صلة بالعمل والجُھد؛ وکان یطرح علی المبایع تلك الأسئلة الشد, التيی 
؛ لأنہ لیس في آذھان الناس من أعداف البیعة إلا 
یصبحوا من أصحاب الکشوف والکرامات: فإنھا 
یحسن بالمرید أن یحصرص علیھا؟! وبعضھم 
لنون أن الشیوخ سیکفلون ویشفعون؛ مع أن رسول الله و نفسە قال لفاطمةۃ 
رضي اللہ عنھا: ”یا فاطمة أنقذي نفسك من النارء فإني لا أغني عنك من اللہ 
شیئاه''ٴ فکیف یمکن أن ینقذ شیخٌ مریدّہہ إذالم یرضَ المرید بذلك٥‏ 

وکان یقول: ۷ویظن بعض الناس أَنّٗ الشیخ سینقل مریدہ في نظرۃ واحدة 
إلی الکمال؛ فلو کان الأمر ھکذاء لما احتاج الصحابة رضصوان الله علیھم 
اجمعین إلی أي جھدہ إذ لم یکن في الناس آکمل نظرآء وأعظم تاثیراً من 
الرسول عليه الصلاة والسلامء ولو وقع ذلك حیناً ما خرقاً للعادةء فلا یق 













)١(‏ آخرجہ الإمام مسلم في صحیحہء کتاب الإیمانء (٢۲۰)؛‏ والبخاري في 
صحیحہء کتاب الوصایاء (۲۷۱۳)؛ والترمذي في سننہ؛ کتاب تفسیر 
القرآن: (۳۱۸۵)؛ والنسائي في سننہ؛ کتاب الوصایاء )۴٦٣٤(‏ 


۷٣۰ 


مراراء فإن الخوارق لیست دائمة لازمةء ومن الخطاً العظیم أن یتکل عليه 
الإنسان؛۔ 

لالزوم لصورة البیعة التقلیدیة: 

آما أخذ الید حسب العادة والتقلیدء أو تناول ید مرشدء وبالأخصٌ ید 
بالاسم فھو أقرب إلی الھزل منە إلی الجذ* وقدتحدث الشیخ رحمه اللہ 
عن ذلك في حماسة وا 








الا طائل تحت ھذاالتعلّق الفارغ؛ ولاتحت ھذہالبیعة الاسمیة الرسمیة؛ 
ةء اللأصل ھو روح البیعةء أي الاتباع؛ ولاحاجة أن یدخل 





وبینہ؛ وستجد حتماً ذلك النغع الذي تعتقدہ في (البیعة) و(الإرادة)ء وإني 
لأعجب للناس أنھم لا یعملون إذا اُمروا بالعمل؛ ولا یریدون إِلا اسم البیعة؛ 
لذلك تری أن المرشدین الذین یأخذون البیعة ولا ینصحون بعمل تجد مریدیھم 
أعظم سرورا بذلك؛ لأن العمل شاق علی النفوس: والبیعة التي لا تکلف شیتاً 
ترغب فیھا الطباع أما آنا فلا أبایع بل أنصح بالعمل فیُسخطھم ذلك؛۲۔ 
و ا وا رڈ ہا وا الشیخ التھانوي 
رحمه الله حول البیعة 








اوکثیر من الناس حسبوا(الإرادة)و(الشیاخة) و(البیعة) لازمةللتصوّف 


() بین التصوف والحیا ص١٢۱‏ 
۲۷۱ 


و حسبوا البیعة الصرفة کافیةء وهي جھالة خالصةء أما الغرض الحقیقي من 
الشیاخة والإرادة فھو إصلاح الأعمال الظاهرۃ والباطنةء وعلی الأخص علاج 
الأمراض النفسیةء ولو کان الشیخ والمرید معنتین بالإصلاح والعلاج عنایة 
قامةء فالبیعة التقلیدیة الصرفة لیست بواجبة إذا غیر أن الإنسان کما یلتمس 
لأمراضه الجسدیة طیبانظامیاًاعلم من یوجدہ ٹم یراجعہ في مشاکله الصحیة؛ 
کذلك یجب الاعتناء بذلك في طبیب الباطن الذي یداوي الأسقام النفسیةہ'. 





() المصدرالسابق ص۲۱۹ء 


۲۷۲ 


الفصل السابع 
الھدف الأصیل هو العبودیة 
التي هي کمال العمل والطاعة 


خلاصة التصوّف والھدف الأساس منه: 

والمقصد العظیم؛ والھدف الجلیل من ھذہ العناوین والتعبیرات 
والاصطلاحات هو إبانة العلاقة ہین العبد والربْ بالعبادة والعبودیة والتفانيی 
والتسلیم؛ والذي یفھم من قوله تعالی : لوم لقث اإٌْوََلَيتیإِلا ود 4 
[الذاریات: ٦٥]ء‏ وھو إظھار لذلكء وادماج في الحیاۃ العملیةء لتکون 
علاقتنا باللہ تعالی علاقة العبد الرقیق الخاضع؛ الذي یظل مشمّراً وستعداً 
لطاعة سیّدہ في کل وقت؛ وکذلك تتحصل صبغة من (الإحسان) من معرفة 
ات پا ما والقرب والأقربیة التي نفھمھما من قوله 














)١(‏ قطعة من حدیث جبریل المشھور؛ أخرجہ البخاري في صحیحہء کتاب 
الإیمانء (٤٤)؛‏ وکتاب تفسیر القرآن (۷/۷۷٦١)؛‏ ومسلم في صحیحہ+ 
کتاب الإیمانء (۸) و(۹) و(١١)؛‏ والترمذي في سننہء کتاب الإیمان 
)٢٢(‏ والنسائي في سنہ کتاب الإیمان وشرائعہ: (۹۹۰٦)و(۹۹۱٦)؛‏ 
وآبو داود في سننہ؛ کتاب السنة (۹0٦٦)؛‏ وابن ماجہ في سننہ؛ کتاب 
المقدمق (١٦و٤٦)۔‏ 

۲۷۴ 


إن الکمال المقصود للشریعة والطریقة کلتبھما ي العبودیة التي قیل عنھا 
سبق: إِنھا قرب الرضاء وھو أن یُذیب العبدڈ مرضیاتِ نفسه في مرضیات 
ربەء وأن یجعل أعماله کلھا تبعاًلأوامر الله سبحانه وتعالی کلیاء ولذلك لایمکن 
حصول ھذا القرب والوصول إلا بطریق الإسلام: لأن معرفة أوامر الله سبحانہ 
وتعالی ومرضیاتہ الصحیحة الموثوق بھا لا توجد إلا في دین الإسلام؛ وإذا 
حصل القرب والوصول بدون اتباعھاء فمٹلھا مثل اللص والثاثرء إذا دخل علی 
الملك في مخدعہ من طریق خلفیةغیرعادیةء ٹم حسب نفسه من مقبي الملك ۔ 











کانت هذہ ھي الموضوعات الرثیسةء والعناوین المهمّة في باب خلاصة 
ما قام بە الشیخ التھانوي رحمہ اللہ من التجدید والإصلاح والتحقیق في ھذا 
الموضوعء وعصارة جھودہ رحمه الله في هذا الصدد9'. 


بڑدےے 


)١(‏ معظم موضوعات ہذا الباب مستفادة ومستقاۃ من کتاب الأستاذ الکبیر عبد 
الباري الندوي رحمہ اللہ (بین التصوّف وا الذي ألّفه رحمه الل لبیان 
جھود حکیم الأمة التھانوي التجدیدیة والإصلاحیة في مجال التصوّف 
والتزکیة والإحسانء وذلك بمراجعة کتب الشیخ رحمہ الله المؤلفة في ھذا 
الموضوعء لا سیما کتابہ (اشرف الطریقة في الشریعة والحقیقة)ء و(قصد 
السبیل إلی المولی الجلیل)ء و(الکرامات الإمدادیة)ء ومعروف أن الأستاذ 
عید الباري الندوي رحمہ اللہ کان من کبار تلامیذ وأجلٌ خلفاء الشیخ التھانوي 
رحمه اللہ والمستفیدین منہ؛ وإِن شاء الله سوف نتحدث عن ترجمتہ وسیرته 
بالتفصیل ضمن باب (أشھر خلفائہ). 








۲۷ 


7 جح وا 


لان ان 
قت زج اھر 


و 0 


تمھید : المیزۃ الخاصّة 

الفصل الأول : العلامة السید سلیمان الندوي ۔ 
الفصل الثاني : العلاّمة ظفر أحمد العثماني التھانوي, 
الفصل الثالث : العلأمة المفتي محمد شفیع ۔ 
الفصل الرابع : الشیخ المقری محمد طیب 
الفصل الخامس : الأستاذ الشیخ عبد الباري الندوي 
الفصل السادس 
الفصل السابع : الشیخ وصي الله الفتحفوريي۔ 


ال ےو 





عبد الماجد الدریابادي 














ان - ہي 


الفصل الثامن : الشیخ عبد الحي السھارنفوري. 
الفصل التاسع : الشیخ عبد الغني الفولفوري۔ 
الفصل الماشر : الشیخ محمد یوسف البنوري 























تمھید 


إن استیعابَ أولتك الذین نھلوا من معین التھانوي العلمي والروحي+ 
وتلقوا التربیة الدینیة؛ وقطعوا مفاوز السلوك عليهء واستفًوا من بحار علمه 
وصلاحہء وارتووا من عیون فیوضہ وآنھار برکاتہ؛ وإحصاءَ مث ِھم لیس مرا 
میسورآء فقد بلغ عددُعم الَلافء وتفرقوا في أقطار العالم؛ یحملون ھذہ 
الدعوۃ وینشرون ھذہ الحركة - حرکة الإصلاح والتجدید ۔التي حمل لواءھا 
الشیخ التھانوي رحمه الله ۔ 

ویمکٹنا ان نقڈر ذلك القبول العظیمء والانتشار الواسع الني أحرزتہ 
طریقة الشیخ التھانوي؛ وکیف أثمرت جھودہ الإصلاحیة والتجدیدیة: وآنت 
أکلھا یانعة شھیة ۔ بأن معظم ۔ کبار العلماء؛ وأصحاب الفضل؛ والشرف 
والکمال من شبه القارۃ الھندیة۔ الھند وباکستان وہنجلادیش ینتمون إلی الشیخ 
التھانوي وطریقتہء وینتھجون ٹھج ۔ 





أما المستفیدون من دعوته وتربیتہ وإصلاحه وإرشادہ ۔ عامة ۔ فھم 
منتشرون في کل آنحاء العالم؛ ولکن هناك عدد کبیر من خلفائہ الذین اعتمد 
علیھم الشیخ رحمه الله للترییة والإرشاد واختارھم للقیام بھذہ الخدمة 
العظیمة الجلیلة فقاموا بکل ما ألقي علیھم من المسژولیات خیر قیام؛ فيی 
مجال التربیة والإصلاحء وآمسوا المراکز الروحیة التربویةء واستفاد منھم 
العلماء والعامة من فواشد العلم والتزکیة؛ ولا یمکن کل ذلك إِلا بالتایید 


"۲۷۷ 


الرّاني؛ والإرادة الإللهیةء والقبول من الله سبحانه وتعالی؛ وغایة الإخلاص 
والصفاءء واتباع السنة النبویة والشریعة الغراء۔ 
وھکذا تغلغل صدی التوحید في کل الأوساط والمجتمعات؛ وأضاءت 
شموع الدین في محافل المسلمین ۔ 
یقول الشیخ أبو الحسن علي الندوي رحمہ اللہ: ٭وصار مرجعاً في. 
التربیة والإرشادء وإصلاح النفوس وتھذیب الأخلاق؛ یش إليه الرحالء 
یقصدہ الراغبون في ذلك من أقاصي البلاد وآدانیھاء وانتھت إليه الرثاسة في 


بیة المریدین وإرشاد الطالبین؛ والاطلاع علی غوائل النفوس ومداخل 
الشیطانء ومعالجة الأدواء الباطنة والأسقام النفسیة٤۔‏ 








وقال في موضع آخر: 

(وقد کان من کبار العلماء الربانیین الذي نفع الله بمواعظھم ومؤلفاتھم؛ 
وقد بلغ عدد مجالس وعظہ التي دُوّنت في الرسائل٭ وجٌُمعت قي المجامع إلی 
آربعمثة مجلس٭ وقد کان نفع کتبە ومجالس وعظہ کثیرا في إصلاح العقیدة 
والعمل واستفاد منە ألوف من المسلمینء ورفض عدد لا یُحصرے إِلا الله 
العادات والتقالید الجاحلیة , ۴۷۷۰۰ 


هذا ولم یکن المستضیؤون بأنوار علومه وبرکات فیوضەء والمستفیدون 








() من تعلیقہ علی کتاب (نزھة الخواطر) ضمن ترجمة الشیخ التھانوي رحمه اللڈ 
ص۰۸ المجلد الثامن 


۲۷۸۵ 


من دعوته وإرشادہ أشخاصاً من طبقة خاصة أو طائفة محدّدةء وإنما سادت 
اشعة دعوتہء وأنوار إصلاحه کل الطبقات البشریة والکتل الإنسانیةء وعمّت 
کل المستویات وھا و سماحة العلأمة أبو الحسن علي الندوي یسلّط 
الأأضواءعلی المستفیدین منە رحم الله فیقول: 

ہوأقبل عليه العلساء: والزعماءء والمؤلضون والموظفونء وکبار 
المثقّفین والمعلمین في الجامعات؛ وممن تاثر بالحضارۃ الغربیة والفلسفة 
الحدیثة وتعرض للاٍلحاد والمروق من الدینء والعاطلون والمشتغلون. 
وأھل اللبوغ والذکاء: واھل الحرف والصناعات؛ وأصحاب النفوس القویة؛ 
وأھل الھمم الضعیفة علی السواء. حتی کان للتصوّف وإصلاح الباطن مکانة 
في الطبقة المثقّفةء ودولة في العھد المادي؛۷. 

المیزۃ الخاصة: 

إذٗمن أھم ممیزات دعوۃ الشیخ التھانوتي رحمہ اللہء وتربیتہ وإصلاحہ؛ 
آنه قد اجتمع حولہ نخب من کل الطوائف وصفوۃ من شتی الجماعات+ 
فربّاہم خیر تربیةء وسعی في إصلاح باطنھمء وقام بذلك خیر قیامء فلم یأمر 
رحمہ الله الأغنیاء الأثریاء أن یتجرّدوا مما رزقھم اللہ تعالی من الخیرات 








والأموالء وما منحھم من عیش ھنيء رغیدہ ولم یأمرھم أن یعزلوا أنفسھم عن 
الناس> وینقطعواعن الدنیاء ویتخذوا لھم زاویة خاصة یحبسون أنفسھم فیھاء 
ولم ینصح بعزل الأولاد والأزواجء والتنحي عن الأقارب والأصدقاء 





() من مقدمت لکتاب (بین التصوف الحیاۃ)ء ص٣۱‏ ۔ 


۷۹ 





فیھم روح العبادة لہ وحدہ؛ والباع السنة النبویةء واختیار منھچ السلف 
الصالح؛ مع البقاء والاستمرار في نعم الله والتمتع بما وھبھم الله تعالی من 
خیر الدنیاء وھکذا جمع رحمہ اللہ بین الحسنیین؛ وقدم نموذجاً رائعاً ومثالاً 





لنیل اعلی درجات التقرّب إلی الله ء والوصول إلی أسمی مکانة من الصّلاح 
والسعادة والشرفء وذلك للمسلمین أجمعین دو 
کانت حرفھم ومھنھم؛ سواء کانوا من طبقة العلماءء أو من جماعة الج 
من أصحاب الفکر والفلسفةء أو المعجبین بالثقافات الغربیةء إ٥‏ 
والشمول هذہ قد لا نجدھاعند غیرہ من المصلحین والمربٔین المرشدین ۔ 

ولقد قال رحمە الله وصرح بھذہ الحقیقة في مناسبة من المناسبات؛ اثناء 
ذکرہ لمن نالوا شرف التربیة في ظلّه وحازوا المکانة العلیباء في مدرسته 
الإصلاحیة والتریویةہ بالکلمات الاَنیة ۱ 

٭انظروا إلی کل من تلقی عندنا دروس الإصلاحء ونال التربیة الدییة: 
تجدون قیھم کل الطوائف؛ وسائر الجماعات؛ فیھم من ہو موظف في الدولةء 
وفیھم من ہم من العلماء والمدرّسین: والاطباء والدکاترۃء ورجال القانون 
والمحاماۃء والمھندسین والتجّار وتشاہدون آثار ہذہ التربیة في الأغنیاء 
واصحاب الثروات والموسرینە والفقراء والمعسرین؛ إنکم لا تعیشون عصراً 
آشد فتنة وأعظم محنة من ھذا العصرہ فلا تصدّنْکم هذہ الفتنة العمیاء عن اتباع 
دینکم؛ استمسکوابە وعضّوا عليه بالتواجذ*۔ 

وأضاف قائلاً: ٢إن‏ الدین سھل میسّرہ وکل ھؤلاء الناس الذین ینتمون 
إلی مختلف الطبقات وشتی المھن یشتغلون في وظائفھم ولا یمنعھم مائع من 


۸۰ 


آو تفرقةء أی 





ارء أو 


الجمم 














امتثال الدین والاستسلام لشریعة الله؛ إِنھم یقوسون بواجباتھم؛ ویؤدون 
مسؤولیاتھم علی أکمل وجە؛ وآمثل طریقةء مع احتفاظھم بالامتثال لأوامر الله 
واتباع شریعنہ؛ تراہم مشغولین في کسب المعاش وحصول الرزق؛ وابتغاء 
فضل اللہ دون أي صعوبة تواجھھم آو مشکلة تعانیھمء في القیام بواجباتھم 
نحو ربھم ودینھم وشریعتھم وبالتالي فلا بُعذر أحد منکم الّن؛ بعد اتضاح 
الحق وتیین الواقع وستشعرون جیداٗبمدی سھولة الدین ویسرہ؛ وکونہ قابلاً 
للعمل؛ وملائساً لطبیعة البشریة جمعاءء ومسایراً للرکب البشري بکل 
مقتضیانہ ومتطلّبانہ۷('. 





وھا نحن نسعد بذکر نخب وصفوۃ من أولك الخلفاء الذین تربّوا في 
کنف الشیخ الٹھانوي رحمه الله ء ثم قاموا بنشر دعوۃ تیھم في العالم بأسرہ؛ 
ووقفوا حیاتھم في ھذا السبیلء وأنفقوا کل طاقاتھمء وصرفوا کل إمکانیاتھم 
هذا الغرض النبیل۔ 

أجِل واشھر خلفائہ: 

وکما سبق أن ذکرنا أن أعدادھم لا یمکن أن تُحصی بسھولةء ولذانکتفيی 
بذکر بعضھمء لِمَا تحوي حیاتھم وشخصیاتھم من مزایا علمیة ودعویة؛ 
وخصائص وصفات قد لا نجدھا في غیرهم : 











ے٭ 


۲۸۱ 


الفصل الاول 
العلامة السیّد سلیمان الندوي رحمه اللہ 
(۱۹۰۴۳-۱۸۸۷م) 


هو العلامة النحریر المفسّر الشھیر؛ المحدث الفقيهء والکاتب: 
القدیرء النابغة في الإنشاء والأدب والتحریر سلیمان بن أبي الحسن بن محمد 
شیر المعروف بالحکیم محمدي؛ یصل نسبە الشریف إلی سیدنا علي بن اي 
طالب رضي الله عنه. 

ولد ہذا الإمام العلّمة في أسرۃ علمیة ودینیة عریقة حسینیة النسب+ 
شھیرة بالعلم والتقوی والفضل نامع بقریة دیسنة من ولایة (ببھار) 
الھند یوم الجمعة لسبع, نة اثنتین وثلائمئة وألف من الھجر: 
المواف الثاني والعشرین من تشرین الثاني نوفمبر سنة أربع وثمانین وثمانمثة 
وآلف المیلادي ۔ 

نشأتہ: نشأ رحمہ الله علی حُبِ الاطلاع والعکوف علی العلمء کان من 
نعومة أظفارہ ومستھلٌ طفولته علی دآب نادر في اکتساب العلوم والمعارف+ 
فکانت تلوح علی جیینە علائم الرشد؛ وتتجلی فیه بوارق الذکاءء حتی تفرس 
بعضٔ ذوي البصیرة أنه سیکون لە شأن کبیر ومکانة عالیة رفیعةء 














۸۲ 


ترعرع رحمہ اللہ في بیئة علمیة وأدبیة یسودھا جو من الصلاح والتقوی+ 
ونشأعلی أیدٍ أمینة رہته علی عقیدة صافیة زکیة لا تشوبھا بدع أو خرافات . 

طلبه للعلم: تلقی رحمہ الله العلوم الابتدائیة من حضرة والدہ و: 
الأکبر السید أبي حبیب النقشبندي (ت۱۹۲۷ءم) ثم ارتحل رحلده العلمیة 
الأولی إلی (فلواري شریف) إحدی ضواحي العاصمة بتنه (۶8108)ء ومکٹ: 
ھناك عاماً حیث قر علی الشیخ محيي الدین المحتّيی؛ وضرس فی التذوّق 
للادب والشعر: کما أخذ دروس المنطق من العلاأمة سلیمان الفلواروي؛ ٹم 
ارتحل إلی المدرسة الإمدادیة في مدیریة (درہنجه) بولایة بیھار؛ ودرس ھناك 
کتاب (الھدایة) للمرغیناني في الفق الحنفي علی الشیخ مرتضی حسین 
الدیوبندي و(شرح التھذیب) في المنطق علی الشیخ فداحسین الَروي 


التحاقه بدار العلوم لندوۃ العلماء لکنو : التحق بدار العلوم لندوۃ العلماء 
لکنو في عام ۱۹۰۱م وارتوی من علوم أھلھا ومعارفھم لمدة خمس سنوات 
وکانت ساحة ندوۃ العلماء إذ ذاك مزدانة مستئیرۃ بالعلم تتلاٰلأً بجھابلة 
العلماء الربائیین وکبار المشایخ من المحڈثین والفقھاء والمفترین؛ 
فسنحت الفرصة للعلامة الندوي أن ینھل من علومھم؛ ویرتوي من معارفھم؛ 
ویکسب فیوضھم وبرکاتھمء ویروي غلیلە العلمي في الظل الوارف من ھؤلاء 
العباقرة: حتی کس صحبٹھم علماأغزیراء وروعة وبھاء في الاخلاق والاّداب 
واکتملت ثقافته هناك ۔ 














نبوغہ وعبقریته ومکانه العلمیة: کان رحمه الله عالماً موسوعیاً بمعنی 


۸۶۳ 


الکلمة یحمل في صدرہ مکتبة واسعة في العلوم والفنونء وکانت ذاکرتھ 
تذخر بأنواع من الدرر واللاّلي من جمیع الفنونء فإذا بحثنا عنه في مجال کتاب: 
الله رأیناہ دائم التدیّر فیەء إیمانا منه بأن ثمرة التلاوۃالتدبّر والتذکرہ مع الاہتمام 
الکبیر باستنباط المسائل العقدیة والفقھیة والخلقیة والسیاسیة؛ من آي القرآنِ 
الکریمء وشرح لطائفه الأدبیة: وتحقیق مباحثہ التاریخیةء وکتابہ (أرض القرآن) 
خیر دلیل علی ذوقه ھذاء بالإضافة إلی ذلك کانت لە دروس مننظمة في تفسیر 
القرآن الکریم تفسیراًعلمیاًتحقیقیاًدقیقاًء کماکانت لدیه خطة لتدوین المسائل 
القرآنیة وترتیبھا وفق الأسلوب العصري؛ وافراد الاّیات القرآنیة المتعلقة 
بالقضایا والشؤون العقائدیةء والأحکام الفقھیةء والمباحث الاقتصادیةء کل 
مٹھاعلی حدة۔ 

وأما الحدیث الشریف فلم یکن نصیبه فیە أقل من الفنون الآخری؛ وکان 
کثیر الاشتغال بکتب الأحادیث والسنن والاآثار ومن حبه للسنن والاآشار 
والاشتغال بھا؛ کان دائم الحرص علی اقتناء کتب السنة والحدیث في دار 
المصتفینء حتی أصبحت خزانة دار المصتفین حافلة بکتب الحدیث ورجاله 

وإذا نظرنا إليه کفقیه نجدہ یتمتع ببصیرۃ فقھیة تامةء وقد توفرت له 
وسائل تحقیق المذاہب والاجتھادء لما آناہ الله تعالی من الملکة في معرفة 
اللغة العربیة وآدابھاء والعلم الواسع الدقیق بالقرآن الکریم وعلومہء والحدیثِ 
الشریفء والناسخ والمنسوخ؛ والاطلاع العمیق علی مصادر الفقه وأصوله 
وقواعدہء ومذاہب الأئمة وآراء الفقھاء. 








ومن الجدیر بالذکر أنّ الشیخ رحمه الله کان من ول عھدہ بالبحث 
۲۸٣‏ 


والتحقیق محققاً في المذھب؛ لا یتقید بمذعب؛ سلفي الئزعة في العقائد+ 
یؤمن کما آمن السلف الصالح؛ من غیر تکییف ولا تعطیل؛ وما زال یکتب: 
ویحاضر متشبعاً بھذا المٹھج الفکري؛ إلی أن آرہی علی الخمسین من عمرہ؛ 
ئم جعل یمیل شیثاً فشیثاً إلی الانتك والصرّفء فمن ذلك الیوم بدأت تظھر 
فیه آثار التدرّج نحو مذھب الحنفیة والمتصوّفة في کثیر من المسائل+ وکذلك 
تغیرت وجھة نظرہ في کثیر من المسائل المستحدئثةء والمشاکل الجدیدة 
المتنوعةء یقول رحمہ الله : 

٭إني ملتزم بالسئّة: ومتیع للتوحید الخالص؛ آری السنّة دلیلي؛ وباب 
الاجتھاد مفتوحاً دائماً للعلماء ولا أری الحق منحصراً في أحد من أئسۃ 
السلف؛۔ 








ویقول في إحدی خطبہ مفاسد ھذا العصر الجمود المشین علی 
آراء الفقھاء المتاخرین وفتاواهم؛ کأنھم معصومون عن الأخطاء والزلاأت: 
وعدم الرجوع إلی المرجعین الأصلیین؛ القرآن والسنةء واجتھادات آئمة 
السلف في البحث عن الحلول للمشاکل المدنیة والقضایا الدینیةء والقول 
بإغلاق ہاب الاجتھاد للأہدہ ۔ 

آما التاریخ والاعتناء بالسیرة فکما قال الشیخ أبو الحسن علي الندوي 
٭إن السید سلیمان الندوي یستحیّ دون مراء أن بعد مؤرّخ وباحث عصرہ؛ وإن 
کتبه (الخیام) و(الصلات بین الھند والعرب) و(الملاحة عند العرب) و(حیاۃ 
الإمام مالك) و(سیرۃ أم المؤمنین السیّدة عائشة رضي الله عنھا) خیر نموذج 











۸۰ 


للکتابة في التاریخ والبحث العلمي+ وکتابه (أرض القرآن) لا یزال کتاباً فریدً 
لیة في الموادالعلمیةہ۶'9. 





لم نسج علی منوالہ في موضوعہ؛ وھوثروۃ 

کما أنه رحمه اللہ کان ضلیعاً بالفلسفة وعلم الکلام؛ وخیر دلیل علی 
ذلك کتابه (سیرۃ النبي پٰ) فإنه حقق بالسیرۃ والتاریخ أھدافاً لا تحقق إلا بعلم 
الکلامء فاسس علم کلام جدید یفوق علم الکلام القدیم في التأئیر علی الڈھن 
بالشخصیة النبویة والشریعة الإسلامیة؛ 
وھو اکٹر سداداًللحیاۃ العلمیة المعاصرۃ. 





الجدید واقناعہ: وفي زیا 


آما اللغة العربیة فکان رحمہ اللہ من کبار الأدباءء وإنه آئی في حقل 
الأدب العربي بالعجائب؛ وخلف آثارأفي القول المنظوم والمنٹور+ مما یعجز 
عن مثله نوابغ أدباء الھند وشعراٹھا 

أھم مآثرہ العلمیة وجلائل اعماله الخالدۃ: 

من آبرز أعماله العلمیة: وأرفعھا ذکرأء وأسماھا مکانةء إکماله لکتاب 
(سیرۃ النبي ق) الذي کان بدا تالیفہ استالہ ومربّیه المحقق العلامة شبلي 
النعماني رحمه الله وفعلاً کان التلمیذ خیر مَکمّل لما بد بە أستاذہ؛ فخرج 
الکتاب أمام العالم من عیون ما آلّفه علماء الإسلام منذ قرون ء ومن غرر ما آتحف 
به علماءٗ الھند المکتبةً الإسلامیة العامدًء وتفتخر بە المکتبات الإسلامیةء 
والکتاب في سبع مجلدات 








() شخصیات وکتب: للعلاأمة السید أبي الحسن علي الندوي رحمہ ال 
ص۷۰۷۔۷۱ء 


۸٦ 


ول مصنفات علمیة أآخری فریدةۃ من نوعھاء ومنھا: (أرض القرآن) 
یرة النبي )وو في. 
فرید من نوعہء من أھم مزایاہ دراستہ لأوضاع العرب السیاسیة وا 
والحضاریة في ضوء القرآن الکریم؛ مع الاستفادة من المصادر الأج 
العبریة والإنکلیزیة والمصادر الإسرائیلیة والرومیة والیونانیة وقد ترجم 
الکتاب إلی اللغة العربیة الاستاذ الاکٹور محمد أکرم الندوي؛ وھو قید الطباعة 
في دار القلم بدمشق ‏ 

المؤمنین السیدة عائشة رضي اللہ عنھا) هذا الکتاب العظیم 
اولی المحاولات من نوعھا بصدد دراسة حیاۃ أم المؤمنین رضي الله عنھا دراسة 
علمیة وافیةء وکشف الستار عن مکانة ھذہ العبقریة وقد تم نقل الکتاب 
إلی اللفة العربیة مع دراسة وتحقیق وتخریج الأحادیث+ وطیعتہ دار القلم 
بدمشق۔ 





+ وھ کتاب 




















و(محاضرات مدراس)'''و(حیاۃ الإمام مالك) و(الملاحة عند العرب) 
و(رسالة مل السنة والجماعة) بالإاضافة إلی عشرات المؤلفات التي فاض بھا 
قلمہ السؾال؛ وھي کلھا نافعة تسم باقصی درجة من البحث والنظر والتدفیق 
والتحقیق۔ 








( وقد نقل الکتاب إلی العربیة مع تخریج آحادیثہ کاتب ھذہ السطور تحت عنوانِ 
(الرسالة المحمدیة)ء وقد طبع في دار القلم بدمشق 


۶۲۷ 


التربیة وإصلاح النفس ومبایعة حکیم الامة الشیخ آشرف علي 
التھانوي: 

ولما بلغ رحمہ الله ذروتہ فی الابوغ والکمال فی العلوم والًّداب؛ وذیوع 
الصیت والشهرۃ في أنحاء الھند+ واکٹاف العالم؛ وأصبح ملجأ العلماء 
والمثقفینء و التاب والباحثین حملتہ نفسه الطامحة إلی آن نی 
بإصلاح باطنه وتزکیة نفسە؛ لییلغ درجة الإحسان٭ فاختار أن یصحب العالم 
الربّاني والمرشد الدیني الکبیر الشیخ أشرف علي التھانوي. 

یقول سماحة الشیخ أبو الحسن علي الحسني الندوي: دأعتقد أنە لم 
یکن في العلماء المعاصرین؛ وعلی الأقَلٌ في خریجي المدارس الدیتیة في 
الھند من عاش معرکة العقل والقلب: والقدیم والجدیدء والشرق والغخربء 
والدین والأدب؛ أو الدین والفلسفةء مثل ما عاشھا أستاذنا العلأمة (السید 
سلیمان الندوي) الذي کان من خریجي دار العلوم لندوۃ العلماء: ومؤلف سیرۃ 
النبي 8ء وسیاسیاً یا بصیرء تجول في أورویةء وکان قد سقی 
شجرۃ العلم بنبعه القٍاضء واستظل بظلّھا الظلیل سنین طوالاَّء وتساول 
موضوعات التاریخ؛ وتحدث عن فلسفة مةّ العلم وجزرہ؛ وتطوّرہ 
وانحطاطہء ولکن قلبه السلیم وروحہ الوقّابة کانت تشھد بأنه لم یتھل بعد من 
نمیرہ الصافي الفیٍاض؛ وکانت مؤلفاته وخاصة (محاضرات مدراس)ء (سیرۃ 
النبي قيل)ء (سیرة أم المؤمنین السیدة عائشة)ء قد أذکت في قلوب آلاف الناس 
شعلة الإیمان: فذاقوا حلاوتہء ولکن ہمتہ البعیدةء وعزمه وطموحه کان یحله 









۸ 


علی البحث عن تلك المنزلة التي عیّر عنھا الحدیث الشریف بالإحسان: 
والقرآن الکریم بالتزکیة؛ وکان بشعر بحاجة إلی من یرشدہ إلی دقائق إصلاج 
النفس؛ وکمال الإخلاص والتحقیق؛ فساقہ التوفیق والمناسبة العلمیة إلی 
مولانا أشرف علي التھانوي؛ وبایعه في شھر رجب سنة سبع وخمسین 
والاعتماد والتفویض وا 
شیخه الزلفی في أقل مدةء فاجازہء واستخلفہ لعشرٍ خلودٌ من شوال سنة 
إحدی وستین وثلائمئة وألف؛۶. 





وثلاثمئة وألف؛ وأذعن لە باٹ 





ادہ ونال عند 


وفاته: 

بعدما أمضی عمرہ الحافل بالعمل الدؤوب؛ والمآئر الخالدة؛ 
والخدمات العلمیة والدینیة وافاہ الاجل بباکستان في غرۃ شھر ربیع الثاني عام 
٣ھ‏ الموافق ۲٢‏ من تشرین الثاني نوثمبر ۱۹۵۳م رحمہ اللہ رحمة 


واسعة۔ 


؛۷٦ انظر: شخصیات وکتب للشیخ أبي الحسن علي الندويء ص۷۵ ۔‎ )١( 
ونزهة الخواطر: ۸/٥٦۱؛ وکتاب الأستاذ الدکتور محمد أکرم الندوي‎ 
(السید سلیمان الندويء أمیر علماء الھند في عصرہ وشیخ الندوبین)‎ 


۸۹ 


الفصل الٹاني 
العلامة الکبیر الشیخ ظفر احمد العثماني التھانوي 


هو العلأمة المحقق والباثةالمدقق ہ والثبت الحجة؛ المفسّر المحدّث٠‏ 
الفقيه الأاصولي البارع؛ المؤرٌخ الأدیبء والورع الزاھدء ظفر أحمد بن لطیف 
العثماني الٹھانوي۔ 

ولد في ٣١‏ من شھر ربیع الأول سنة ١٣٣۱ھ‏ بدار آبائه بقرب دار 
العلوم في دیوبندہ أعظم مراکز العلم في البلاد الھندیةء وتوفیت أمه وھو ابن 
صالحةء فتلقن منھا 
صلاحھا وتقواھاء ولما تمٌ لە من العمر حمس سنواتء شرع في قراءة القرآن 
الکریم عند کبار حفظتہ في دیوبندہ ولما اَم السابعة شرع في قراءة الکتب: 
الأردیة والفارسیة وکتب الحساب والریاضیات عند الشیخ الجلیل مولانا محمد 
یاسینء وھو والد کبیر علماء باکستان العلّامة الشیخ محمد شفیع الدیوبندي؛ 
المفتي الأعظم في کراتشي ومؤسس دار العلوم الإسلامیة فیھاء ثم انتقل من 
دیوبند إلی مجلس خاله (الشیخ التھانوي) وشرع في قراءة الکتب العربیة عند 
العلأمة المتمکن مولانا محمد عبد الله الکنکوھي؛ وسمع من خاله شیا من 
علم التجویدء ونبذامن التلخیصات العشرء وأجزاءٗ من (المثنوي). 


ثلاث سنین؛ فربّته جدته أحسن تربیةء وکانت امرأ 








۹۰ 





ثم لما اشتغل خالہ في تالیف کتابە العظیم (بیان القرآن) بالأردیةء ذھب: 
بە إلی (کانفور) وادخلہ في مدرسة (جامع العلوم) وفوّض تدریسہ وتعلیمہ إلی 
آرشد تلامذته: مولانا محمد إِسحاق البردواني؛ ومولانا محمد رشید 
الکانفوري؛ فقرأ عندھما کتب الحدیث المقررۃ ‏ الکتب الستة ۔ و(مشکاۃ 
المصابیح)؛ مع مایعزز دراستھا من کتب المصطلح وعلوم الحدیث٠‏ کما قر 
عندھما کتب الفقه والتفسیر والأدب المقررۃ بکاملھا 

ولما فاز بسند العلوم الشرعیة والنقلیة؛ متمیزاً بمواہبه وجدہ علی سواہ 
من الطلیة النابھینء انتقل إلی سھارنفورء وجلس في مدرسة (مظاہر العلوم) 
وحضر دروس الحدیث الشریف عند العارف باللء الإمام المحدّث الفقيه 
مولانا خلیل أحمد السھارنفوري؛ مؤلف (بذل المجھود في شرح سنن أيي 
داود)۔ 





وبعد مدة من ملازمتہ لھذا المحڈّث الإمام آجازہ بالحدیث وعلومه 
وبسائر العلوم النقلیة والعقلیة؛ وفاز بسند الإتمام والفراغ من الدراسات العلیا 


في سنة ۱۳۲۸ھء وکانت سنہ 





ٍ۱۸ سنةء رھي سن صغیرۃ لا برتقي فیھا 
یر ونظراًلمزید تفوقہ: وبالغ ذکائہ؛ 
ونبوغہ؛ عُیْن مدرساً في المدرسة المذکورۃ فدرّس فیھا زھاء سبع سنین علم 
الفقه والأصول والمنطقء ؛ ثم فوّض إليه الشیخ التھانوي تألیف کتاب (إعلاء 
السنن) مع الإفتاء والتدریس + فقام بکل ذلك خیر قیامء وبقي في تألیفه نحو 
عشرین سنة؛ فالفہ في (۱۸) مجلداء ٹم آمرہ الشیخ التھانوی الف (دلائل 





۹۱ 


القرآن علی مسائل النعمان) علی منوال (أحکام القرآن) للجصّاص٠‏ وقد الف 
منە مجلدین کبیرین انتھیا بسورۃ النساءء وألف کتبا عدیدۃ بالآردیة مٹھا: 
(القول المتین في الا 
القدوس في ترجمة بھجة النفوس) و(فاتحة الکلام في القرا خلف الإمام)۔ 







وآخیراً استقر في دار العلوم الإسلامیة في أشرف آباد غربي باکستانء 
یدرس فیھا صحیح البخاري . 

کان رحمہ الله مع ضعفه ومرضه ملتزماً بالأذکار والنوافل؛ یشھد جمیع 
الصلوات في المسجدہ ویتحمل لذلك عناءً کبیرا؛ وکان لسانہ في آواخر عمرہ 
رطبا بذکر الله في آکثر الأوقات؛ وفي شھر رمضان سنة ١۱۳۹ھ‏ قد منعہ 
الأطباء من الصیامء لأمراضہ المتواردة؛ ولکنە لم یرضیَ بذلك؛ وقال: إن 
عیاضا رضي الله عنە لم بترك الصیام وھو في التسعین من عمرہء وکان یلقی من 
الصوم شدہًوعناءٗء حتی کان یجلس في مرکن من الماءء ولا یرضی بالاقتداء* 
فکیف آرضی بالفدیة؟!۔ 

وھکذا عاش رحس اللہ حتی توفاہ الله تعالی في ذي العقدة سنة 
٤6ھ‏ آسکن الله تعالی في رحمتہ ورضاہ!'؟۔ 


ے٭ 


)١(‏ تقدمت ھذہ الترجمة ضمن فصل أھم تلامذۃ الشیخ الٹھانوي؛ وأعدتھا هنا 
إتماماًللفائدۃ. 
۲ 


الفصل الٹائٹ 
العلامة الشیخ المفتي محمد شفیع رحمه الله 
المفتي الأعظم بباکستان سابقاً 


یعتبر مولانا العلمة الشیخ المفتي محمد شفیع رحمہ الله من کبار علماء 
الھند وباکستانء الذین حملوا في ھذہ الدیار لواء الدین الحنیفء وبذلوا 
لإعلاہ کلمتہ حیاتھم وفوتھم؛ وأناروا في دیوبند - الھند - مصابیح التجدید 
الباھرة الشعلةء الساطعة النور؛ حتی ال قافلة الإسلام تتقدم مبذّدةۃ 
دیاجیر الکفر والإلحاد؛ وباعثة للامل الحي في نفوس أماتھا الیاس والقنوط ٠‏ 

ولد الشیخ رحمه الله تعالی في الواحد والعشرین من شعبان المعظّم سنة 
٤ھ‏ وترعرع في حجر العلم والعرفانء إِذ عکف علی تلقّي العلم من 
العلماء الکبار منذ نعومة 














ارہ والتزم صحبة العارفین من بداءة عمرہ۔ 
التحاقه بدار العلوم دیوبند: 
قد دخل دار العلوم في دیوبند بعدما قرأ القرآن الکریم في سنة ١٣۱۳ھ‏ 
وھو في میعة صباہء ولم یزل مشتفلاً بدراستہ مدة عشر سنوات؛ مکباً علی 
تلقي العلوم من العلماء الأفاضلء الذین سارت بصیتھم الرکبا في أنحاء الھند 
وخارجھا 








۲۳۴ 


آشھر اساتذته: 

(١)۔‏ الإمام الحافظ المحدّث العلاّمة المحقق مولانا الشیخ أنورشاہ 
الکشمیري؛ وکان بحراً زاخراً بالعلوم والمعارف؛ نابغة في کل فن؛ آیة من 
آیات الله في الحفظ والإتقانء قرأعليه الشیخ محمد شفیع : الجامع الصحیح) 
للبخاري؛ و(سنن الترمذي)ء وکتاب (الشمائل): و(العلل): وکتاب (الفلسفة 
الجدیدة)ء و(شرح النفیسي في الطب)ء وھو من تلامذته المبرزینء وکان 
حضرۃ الإمام الکشمیري یحبّه حتی جعلە من أصحابه الأصفیاءء الذین ساعدوہ 
في مھمة الردً علی (القادیانية) وبأمرہ لف الشیخ رحمہ اللہ کتاب (ختم النبوۃ) 
باللغة الأردیةء و(التصریح بما تواتر في نزول المسیح)ء و(ھدیة المھدیین في 
آیات خاتم النبیین) باللغة العربیة . 

(٢)۔‏ الإمام الفقيه مولانا الشیخ المفتي عزیز الرحمن وکان من أعلام 
العلماء والفقھاءء قرأعليه الشیخ : (موطاً الإمام مالك) بروایة یحیی‌بن یحبی+ 
وبروایة الإمام محمد بن حسن الشیباني ىي الآثار) للمام الطحاوي 
و(تفسیر الجلالین) للسیوطي والمحلي؛ و(مشکاةۃ المصابیح) للتبریزي 
و(شرح نخبة الفکر)للحافظ ابن حجر العسقلاني؛ رحمھم الله تعالی ۔ 

(۳)۔الإمام الزاعد مولانا الشیخ السید اصغر حسین الھاشمي الحسني ؛ 
وکان رحمه ال من أعیان علماء عصرہ فیه آنموذج صالح للأخلاق الإسلامیة 
الکریمة من التواضع وخشیة اللہ قرأ عليه الشیخ محمد شفیع: (سنن أبي 
داود)ء و(السنن الکبری) للنسائي؛ وجزءاًمن آواخر (سنن الترمذي)۔ 

















۲۹۶ 


)٤(‏ ۔ الإمام الداعیة الکبیر شیخ الإسلام مولانا شبیر أحمد العثماني 
صاحب (فتح الملھم بشرح صحیح الإمام مسلم)؛ قرأ عليه الشیخ رحمہ اللہ 
(صحیح الإمام مسلم)؛ وشطرامن کتاب (الھدایة). 

(٥)۔الإمام‏ الفاضل شیخ الأادب والفقہ مولانا إعزاز عليء وکان رحمه 
الله بارعافي سائر العلوم؛ لا سیما العلوم الأدبیةء قرأعليه الشیخ المفتي شفیع 
سائر الکتب الأدبیةء و(شرح عدایةالحکمة)للمیبذي؛ و(شرح العقائد النسفیة) 
لللفتازاني؛ و(شرح الوقایة) لصدر الشریعةء وبعض الرسائل الأخری ٠‏ 

(٦)۔‏ الإمام الفیلسوف مولانا الشیخ محمد إبراھیم البلیاوي+ وقد ترأ 
عليه الشیخ کتاب (الصدرا) و(الشمس البازغة)ء وفرغ من دراستہ في سنة 
٥ھ‏ ولما کان من الطلاب المتفوّقین زمن دراسته اختارہ أساتذة دار 
العلوم لیکون مدرسآًلھاء فشرع في التدریس سنة ١٣۱۳ھ‏ وسرعان ما اشتھر 
تدریسه في أوساط الطلبةء ولم یزل یدرس الحدیث والتفسیر والفقه وغیرھا 
من العلوم الدینیة الرائجة مدة ست وعشرین سنةء وتتلمذ عليه في ھذہ المدة 
خلق کثیرء واستفادوامن علومه وعرفانہہ ونھلوامن معینہ العذب النمیر ۔ 

استرشادہ ہمشایخ الطریقة ولاسیما الشیخ اشرف علي التھانوي: 

کانالشیخ محمدشفیع منذ میعة صباہ في اشنیا 
صحبة أساتذته ومشایخه الکرام: فکان کثیراما یحضر مجالس الإمام الداعیة 
المجاھد الکبیر شیخ الھند مولانا محمود الحسن؛ ویستفید من بحار عرفانہ؛ 
ٹم لما اعتقل الشیخ بجزیرۃ (مالطة) راجع شیخ مشایخ الوقتء حکیم الامة 





۔یدنحو الاستفادۃ من 


۹۰ 


مولانا التھانوي؛ وبعدما رجع شیخ الھند إلی (دیوبند) بایع علی 
السلوك في سنة ۱۳۳۹ھ ولم یزل یلازمہ حتی توفاء 
ال راجع حکیم الأمة الموصوف مرة ثانیةہ وجذّد البیعة علی یدہ في سنة 
٦ھء‏ ٹم لازمہ مدة ست وعشرین سنة؛ کاو موی ہو 
من أصحابہ الأصفیاء؛ ویشاورہ في کل مھمة دینیةء وساعدہ حضرۃ الشیخ في 
تالیف کثیر من الکتب مثل (الحیلة الناجزۃ للحلیلة العاجزۃ) وھو کتاب قّم 
یحتوي علی أحکام زوجة المجنون والمتعنّت والمفقود والعئین ؛ وکان مذھب: 
الحفیة فبھا ضیقاً فراجعواعلماء المالکیة وکتبھم؛ وافتوابمڈھبھم؛ وبالجملة 
فقد لازم الشیخ حکیم الأمة التھانوي رحمہ اللہ إلی سنة ١٣٣٢ھ‏ وفي سنة 
۹ھ أعطاہ حکیم الأمة خلافتہ في هذا الطریق ۔ 








ثم بعد وفانہ رحمہ 





جتایت باؤفتا 

خ محمد شفیع رحمہ اللہ یعتني بالفقہ والتیا اعتناء بالغاً منذ 
زمن تدریسە بدار العلوم دیوبند؛ فکان کثیراً ما یساعد شیخه المفتي عزییز 
الرحمن .۔رئیس ھیئة الإفتاء ثم لما توفًا الله تعالی؛ رشح الأساتذۃ لكي یتبوّا 
منصب رئیس هیئة الافتاء بدار العلومء لیملا الفراغ الناشئٔ من وفاۃ الشیخ عزیز 
الرحمن فلم یزل بشغل ھذا المنصب الجلیل فیما بین الفترة ١٣٥۱ھ‏ ۔ 
۲٣ھ‏ ثم ہاجر رحمہ اللہ إلی باکستان في ۷٣۱۳ھ‏ الموافق ۸٢۱۹م‏ 
وأسس دار العلوم في کراتشي؛ وھي جامعة شعبیة دینیةء وتعتبر الن من أکبر 
مراکز العلوم الدینیة في باکستان ۔ 











٢ 






غالیةء وآلف رحم اللہ في کل فن من الفنون التفسیر 
والحدیث والفق والتصرّف والأدب والعقائد والاآداب الاجتماعیة وغیرھاء 
وفیما یأتي نتطزق إلی ذکر بعض الھم مٹھا: 

١۔‏ (معارف القرآن): وھو تفسیر للقرآن الکریمء الف الشیخ باللغة 
الأردیة في ثمائیة مجلدات: شرح فیە معاني القرآن الکریم باسلوب سھل 
رائع؛ وتطزق إلی الأحکام المستنبطة من الّیات؛ کما أٗ هذا التفسیر یحتوي 
علی مباحث علمیة نادرۃ أحدٹھا العصر الحدیث؛ وقد ترجم التفسیر إلی عدة 
لغات کالفارسیة والب وقد شرعت جماعة في ترجمتہ إلی اللغة 
الإنکلیزیة وآخری إلی اللغة العربیة. 

٢‏ (جواھر الفقه): وھي مجموعة قّمة لرسائل فقھیة حول موضوعات 
یکٹر النساؤل عتھاء وأبحاث علمیة نفیسة حول موضوع (رؤیة الھلال) 
و(مواقیت الإحرام) و(بیع حقوق الطبع) و(الذبح بالمکائن) وما إلی ذلك من 
موضوعات تھمٌ المسلم المعاصرہ وقد بلشت ھذہ الموضوعات اکٹر من 
أربعین ۔ 




















هو کتاب حافل للرد علی الدجاجلۃ القادیانیین 


٤‏ ۔(سیرۃ خاتم الأنبیاء): وھو کتاب وجیز جامع لسیرۃ رسولنا الحبیب 
المصطفی 8 ۔ 


۳۔(ختم ا 


۷ 


٥۔‏ (الآلات الجدیدة): 
والنوازل الجدیدة۔ 

٦۔(أحکام‏ الأراضي) 

۷۔(إمداد المفتین): وھي مجموعة لبعض فتاویه التي أفادھازمن إقامنہ 
بدار العلوم دیوبندء وطبعت في أربعة مجلدات ضخام. 

۸۔(التصریح بما نواتر في نزول المسیح): رسالة وجیزۃ باللغة العربیة 
لھا الشیخ بامر من آستا: العلاًمة الإمام الشیخ انور شاہ الکشمیري ٠‏ 
جمع فیھا الاحادیث الواردة عن المسیح عليه السلام وصفاتہ 

۹۔ (ھدیة المھدیین في آیات خاتم النبیین) : رسالة أخری في الرد علی 
القادیاني الکذاب؛ ألّفھا رحمہ الله بامر من شیخہ العلاآمة الکشمیري السابق 
الذکر* : 

وفاتہ: 

توفًاہ الله تعالی لیلة الحادي عشر من شوّال سنة ۱۳۹۲ھ الموافق 
تشرین أول أکتوبر عام ۱۹۷۲مء وشھد جنازتہ نحو خمسین ألف رجل؛ رحمه 
الله رحمةواسعةء وتقبل من سعیەالمشکورہ ورفع درجاتہ في أعلی علیین'' ٢‏ 


سے 


_سالة تتحدث عن أحکام المخترعات الحدیثة 














() انظر ترجمتہ المفصّلة: في مقدمة (الیائع الجلي في آسائید الشیخ عبد الغني) 
للشیخ محمد ثقي العثماني حفظہ اللہ؛ ومقدمة (أحکام القرآن) المجلد 
الثالث؛ وکاروان تھانوي؛ ص۱۱۳-٦۱۱‏ 





۸ 


الفصل الرابع 
الشیخ المقرئ حکیم الإسلام محمد طیب 


م۱۹۸۳-۱۸۹۷عءض۱٣٤۴٣۔-٣۶‎ 


نسبه ومولدہ وتعلیمه: 


هو العالم الھندي الکبیر الذي انتھت إليه رئاسة الخطابة الدینیة في العھد 
الأخیرء والذي جمع بین الشرف في النسب الدیني+ والنسب العائلي معاء 
وتمتّع بالشعبیة غیر العادیة عبر شبە القارة الھندیة فھو حفید الإمام محمد 
قاسم النانوتوي المتوفی ۱۲۹۷ھ ٭ ۱۸۸۰م الذي کان رئیس الطائفة المؤمنة 
والکتیبة الربانیة التي أسست جامعة دیوبند الشھیرۃ؛ والذي ینتھي نسبه إلی 
سیدنا أبي بکر الصدیق رضي الله عنہ؛ وھو النجل الأکبر للشیخ الحافظ محمد 
أحمد بن الإمام النانوتوي المتوفی ١٣۱۳ھ‏ الموافق ۱۹۲۸ء الذي رأُس 
جامعة دیوبند مد أربعین عامافي الفترۃ مابین ۱۳۱۳ ١٣٣٣ھ‏ 








في ذا البیت العلمي؛ والوسط الدیني ولد الشیخ محمد طیب رحمہ الله 
في محرم ١۱۳۱ھ‏ الموافق لأیار مایو عام ۱۸۹۷م في مدینة (دیوبند)* 
ہمدیریة (سھارنفور) بولایة (ا یش) الھندء وسُلّم للکتّاب وھو ابن سبع 
سنین؛ وانتھی من حفظ القرآن الکریم مع إتقان التجوید والقراءات في ظرف 






۲۹ 


سنتین؛ حتی تخرج منھا عالماً متضلعاً عام ۱۳۳۷ھ الموافق ۱۹۱۹م؛ وھو 
ابن نحو(٢۲)‏ سنة فقط ۔ 


شیوخه وآساتذتہ: 


ن الشیوخ الأجلاّء الذین قرأعلیھم في جامعة دیوبندء الشیخ 
محمود حسن الدیوبندي المعروف ب(شیخ الھند) المتوفی ۱۳۳۹ھ الذي 
أگٌس لتحریر الھند من مخالب الاستعمار البریطاني (حرکة الرسائل الحریریة) 
المعروفة جداً في تاریخ تحریر الھندہ والشیخ خلیل أحمد السھارنفوريی 
المدني المتوفی ١٣۱۳ھ‏ صاحب لبذل المجھود في حل سنن أبي داوہ) 
والمفتي الأکبر بجامعة دیوبند الشیخ عزیز الرحمن العثماني الدیوبندي؛ 
المتوفی ١٣۱۳ھ‏ والمحدّث الکبیر الشیخ العلامة أنور ششاہ الکشسمیري؛ 
المتوفی ١٣۱۳ھ؛‏ الذي انتھت إلیه رثاسة الحدیث في عصرہہ والشیخ حبیب 
الرحمن العثماني الدیوبندي صاحب التفسیر الشھیر للقرآن الکریم؛ والعالم 
الربّاني الشیخ السید أصغر حسین؛ المتوفی ١١٦۳ھ‏ وکثیر آخرون 

وتخرج في التزکیة والإحسان علی الشیخ محمود الحسن الدیوبندي؛ 
والشیخ الکبیر حکیم الأمة العلامة أشرف علي التھانوي رحمھم الله حیک 
بایعہ بعد وفاۃ الشیخ محمود حسن رحم اللہ في عام ١٣۱۳ھ.‏ 
التي نشا فیھا: قد ولدت في مستھل 
القرن الرابع عشر الھجري؛ ومنتھی القرن الثامن عشر المیلادي؛ في بیشة 
شھدت انقلاب موازین الحضارۃ المتوارثةء وکان وقع حضارۃ جدیدو وثقافة 


وکان من 











یقول رحمہ اللہ متحدثاً عن ا 


۳ُ 





حدیثۂء بدایقرع الاّذانء وقد کانت ولادتي في آسرۃ جذي الإمام حجة الإسلام 
محمد قاسم النانوتوي رحمہ الله الذي کان محيي العلم والدین في عصرہ 
وکانت حیاتہ مثالاً للبساطة والتوکل والاکتفاء بأقل ما یمکن من الأسباب؛ 


والاقتصاد والجد والکڈ. وکانت زوجة ( 





دي) قد تشبعت مباشرۃ بتربیته 
وصحبتہ المؤثرة؛ فکانت نسیج وحدھا في المجاھدة في العبادة؛ والسخاء 
والسماحةء والتمسّك بشعائر الدینء والمحافظة علی الصلاۃ والصیام 


والأورادہ. 


عمله استاذاً ونائب ریس ٹم رئیساً لجامعة دار العلوم دیوبند: 

وبعد تخرجه من دار العلوم دیوبند عُيِن أستاذا فیھا فدرس کتب شتی 
العلوم والفنون عن جدارۃ وأعلیةء بما فیھا کتب التفسیر والحدیث والفق 
والصرف والنحو والبلاغة والمنطق والفلسفةء وکتاب آسرار الشریعة (حجة 
الله البالغة) للإمام ولي الله الدھلوي (المتوفی ۱۱۷ھ) 

وبرغم تولیه بعدثلٍ رٹاسة الجامعة لمدة ستین عاماً تقریباً ظل یوم 
کتاب (حُجة اللہ البالغة)ء وعین رثیساً للجامعة با! 
ن رئیساً مساعداً للجامعة لفٹرة قصیرة بعد وفاۃ ‏ 
حبیب الرحمن العثماني ؛ ثم رئیساً مستقلاًلھا في ١٢‏ شزال سنة ۸٣۱۳ھ.‏ 


ھذا وقد شھدت الجامعة علی عھدہ تقدماً کیرآء جدیراً بکل نوع من 
الإشادة والتقدیرء بالإضافة إلی أَنّ صیٹھا طبّق الاّفاق بشکل غیر مسبوق+ 









وتخرّج في عھدہ أکبر عدد من دُفعات العلماء والدعاۃ والمفتین والمفکرین من 
ہذہ الجامعة 


دفاعه عن الإسلام والسلمین: 

وبالإضافة إلی جانب هذا التقدم الھائل الذي شھدتہ الجامعة علی عھد 
رثاسته علی کافة الأأصعدۃ البناثیة والإداریة والتعلیمیة وعلی صعید الُمعة 
المطیقة والصیت الذائع ء إلی جانب ذلك کان دورہ طلیعیافي الدفاع عن الإسلام 
والمسلمینء وذلك انطلاقاً من آسوۃ مشایخ الجامعة الذین ظلّوا یحاربون 
الاستعمار الإنکلیزي بکافة الأسلحةء ثم ظلوا في طلیعة المحاربین للفرق 
الضالَّة والطوائف المنحرفةء ہما فیھا القادیائیة والبریلویة والحرکات 
المستھدفة ملإسلامء من قبل الإحیائیة الھندوسیة والتبشیر المسیحي. 

آمابالنسبة للقادیانیة فقدشارك مع مشایخه وزملائہ في کثیر من المناظرات 
والمقاوماتء کما کتب وخطب طویلاً في ھذا المرضوع. وأما بالنسبة 
للبریلویة فقد کان لساناًناطقاً ضدھا بخطاباہ التي لاتُحصیء والتي قلّمابقیتِ 
مدینة أو قریة في شبە القارۃ الھندیة لم تستمع لھاء وکانت معظم خطاباتہ تدور 
حول غرس الحقائق الأصیلة للإسلام في قلوب الجماھیر ۔ 








مكانتھ في الخطابة: 


لم بُرّلە مثیلٌ في شبە القارۃ الھندیةء في مجال الخطابةء کان یجلس 
علی منصّة الخطابة والوعظ؛ فیمتلك مشاعر المستمعین وقلوبھمء بغزارة 





۲ 


علمہء ووفرۃ اطلاعہ؛ وکثرۃ محفوظاتہء وتعمقہ في الکتاب والسنةء وتشبّعه 
بأسرار الشریعة: وبروعةعرضہ للدلائل علی حة 
وبعذوبة منطقہ: وجمال مظھرہء وحسن ھندامہ وبدیع بسانہ وسلاسۃ 
لسانہ: کان عندلیباً یغتي؛ آو ملکا یتکلم: یجري في خطاباتہ في مدوء: وعلی 
تس واحد؛ کالأنھار الجاریة في السھول 

ھذا وقد اعترف بفضل الشیخ محمد طیبِ رحمە الله في مجال الخطابةء 
نواہغ الخطباء وعباقرة اللّسن المعاصرین؛ وعلی رأسھم الخطیب الإسلامي 
البلیغ الشیخ عطاء اللہ شاہ البخاريء المتوفی ۱۳۸۱ھ وآدیب الأردیة 
وخطییھا المصقع؛ وکاتبھا الفرید الشیخ أبو الکلام آزادء وزیر التعلیم الھندي 
الأول بعد الاستقلال؛ المتوفی ۱۳۷۷ھ الموافق ۸٥۱۹ء‏ 





الإسلام وأحکامہ وشرائعہء 


مؤلفاتہ: 

وإلی جانب ذلك کلە کان رحمه الله کاتباً قدیراء باللغة الأردیة؛ وشاعراً 
مطبوعآً باللغتین الأردیة والفارسیةء ودبٌجت یراعته مشات من المقالات 
والبحوث العلمیة والفکریة والدعویة 
القارۃ الھندیة وخارجھاء کما ألّف رحمہے اللہ کتبا بالآردیة في مختلف 
الموضوعات الإسلامیة؛ ونقل بعضھا إلی اللغتین العربیة والانکلیزیةہ ومن 
آھم مؤلفاتہ: 





نشرتھا شتی المجلات الأردیة في شبہ 





٣۔الدین‏ والسیاسة . 

٤۔مبادئ‏ الدعوۃ الإسلامیة۔ 

٥۔المساواۃ‏ الإسلامیة۔ 

٦۔الإسلام‏ والعلم . 

۷۔الاجتھاد والتقلید۔ 

شمائله: 

جمع الله فی إلی جانب روح العملء لین العریكةء ومروئة الخلق٠‏ 
وکرامة النفس؛ والمروءة والسماحة؛ وطلاقة الوج التي کانت تعلو محیاء کل 
وقتء فقد ظلٌ متوفراً علی دراسة کتب الإمام الغزالي+ (المتوفی ٥٥٦٥ھ)‏ 
والإمام وليَ اللہ الدھلوي المتوفی ۱۱۷۲ھ وجدذہ الإمام محمد فاسم 
الناتوشويء المتوفی ۱۲۹۷ھ والعلامة حکیم الأمة الشیخ أشرف علي 
التھانوي رحمھم الله ۔ 





وفاتہ: 

في الساعة الحادیة عشرۃ والدقیقة الخامسة تمامآمن یوم الأحد ٦‏ شوال 
۴ھ الموافق ۱۷ تموز یولیو ۱۹۸۳ءء استأثرت بە رحمة اللہ تعالی؛ 
وصُلّي علیہ في داخل الحرم الجامعي بعد صلاۃ العشاءء ودفن في المقبرة 
القاسمیة الملاصقة للجامعة. وکان رحمہ الله لدی وفاتہ في الثماني والثمانین 





۳٣٣ 


من عمرہ؛ وفعلت فیه الشیخوخة ما تفعل فیمن یبلغ ہذہ السنْ؛ وأنھکتھ 
الأمراض التي اصاہته في الأیام الأخیرۃہ إلا أن قواہ الفکریة لم تزل علی ما ھي 
عليه حتی آخر لحظات حیاتہ'۶. 





)١(‏ من مقدمة الشیخ الأستاذ نور عالم خلیل الأمیني لکتاب (علماء دیوبند 
اتجاعھم الدیني ومزاجھم المذھبي)؛ للشیخ محمد طیب رحمە اللہ ص٢۲-‏ 
۹ باختصار وتلخیص وتعدیل 


الفصل الخامس 
الاستاذ الشیخ عبد الباري الندوي 


هو الشیخ عبد الباري بن الحکیم عبد الخالق ء أحد العلماء المشھورین 
بمعرفة الادب والفلسفة الإسلامیةء ولد في ٤١‏ من ذي الحجة ١٣۱۳ھ‏ 
الموافق آب آغسطس عام ۱۸۹۰ء في قریة (سترکھو) بمدیریة (بارہ بنکي)ئم 
استوطن والدہ مدینة (لکٹو)۔ 

کان والدہ من العلماء المشھورین في عصرہ؛ ومن أجلٌ خلفاء الشیخ 
محمد نعیم''' فرنکي محلي؛ یصل نسبە الشریف إلی الصحابي الجلیل عبد الله 
الأنصاري رضي الله عنه. 


اشتفل بالعلم علی الشیخ فرنکي محلي؛ والشیخ توکل حسین في 





() هو الشیخ الفاضل الکبیر محمد نعیم بن عبد الحکیم بن عبد الرب بن ملك 
العلماء بحر العلوم عبد العلي محمد الأنصاري اللکنوي أحد کبار العلماء؛ 
کان عالماً کبیراً فقیاً اصولیاً متکلماً ناصحاً مفیداً مع البر والدینء والنودد 
والتواضع والحلم والأناۃ والاستقامةہ کان غایة في الزھد والقناعة والتوکل 
علی اللہ والتبّل ٴي إلی رحمة اللہء لتسع بقينَ من ربیع الثاني سنة 
۸ھ بلکنو (نزهة الخواطر: ۹/۸٥٥)۔‏ 





٣ 


قریہ؛ وقرأ علیھما الکتب الابتدائیةء ثم التحق بدار العلوم التابصة لندوۃ 
العلماء لکنو في عام ۱۳۱۹ھ؛ وقرأ بعض الکتب علی الشیخ محمد إدریس 
الندوي واستفاد منە في شتی العلوم والفنونء وظل عاکفاً علی الاستزادۃ 
العلمیة تحت إشراف ورعایة العلاأمة شبلي النعماني"؟ء رحمہ اللہ؛ وفي ظلّه 
الوارف؛ بندوۃ العلماء۔ 
أساتذة ندوۃ العلماء الآخرین 
آنذاكء وعلی رأسھم العلأمة السید سلیمان الندوي رحمه الله والشیخ عبد 
الحفیظء والشیخ عبد السلام الندوي: رحمھم اللہ 

کان رحمہ الله من باکورة سنّه معجباً بعلوم التاریخ والاآداب والفلسفة 
والعلوم العقلیةء ولھذا السبب کان من عُشَاق العلاآمة شبلي النعماني والمعجبین 
به. تخرج من ندوۃ العلماء عام ۱۹۱۰م ثم توجّ إلی تعلّم اللغة الإنکلیزیة حتی 
برع فیھاء وترجم عدۃ کتب في الفلسفة إلی اللغة الأردیةء ثم تصدّر للتدریس٭ 


کما سنحت لە فرصة الاستفادة من شیو۔ 





)١(‏ و الشیخ الفاضل العلاَمة شبلي بن حبیب الہ البندوليء فرید ھذا الزمان؛ 
و تی قد رک وی اع اد 
یکشف حجب الضمائر؛ ویھتك آسرار السرائرہ دقیق النظرء قوي الحجةء ذا 
نفوذ عجیب علی جلسالہء کان واسع الاطلاع علی تاریخ الإسلام والتمڈن 
الإسلامي کثیر المحفوظ من الأدب وا! کثیر المطالعة؛ لم یفته کتاب: 
في آداب الأمم وفلسفة أخلاقھم إلا طالعہء توفي إلی رحمة الله في ذي الحجة 
سنة ۱۳۳۲ھ. (نزة الخواطر : .)۱۷٣/۸‏ و(شبلي النعماني) للدکتور أکرم 
الندوي؛ ضمن سلسلة علماء المسلمین الصادرۃ عن دار القلم بدمشق 





۳۲۷ 





وعُین محاضراً في کلَیة (بونا) التابعة لجامعة بومباي ۔ عَلَفاً لأستا؛ 
السید سلیمان الندوی۔رحمہ الچ ۔ حیث ستحت لە الفرصة لفدراسة المتواصلة 
والعمیقةء والاستزادۃ العلمیة في مجال الفلسفة والتاریخء الموضوع المحبّب 
إلیه؛ والذي ألِقه ذھنہ وعلق فی 











الدین والعقلا 





ٹم آن الأوان أن تتجلی الموھیة الربّانیةء وما أودعه الباري تعالی في 
عبدہ من صلاحیات؛ وعُقد المؤتمر التعلیعي لعموم الھند وشارك فیه کبار 
الزعماء والساسةء والشخصیات العلمیة الموقرۃ من جمیع أنحاء الھندء 
وبطلب وإلحاح شدید من الشیخ حبیب الرحمن خان شیرواني؛ ألقی الشیخ 
عید الباري الندوي فی محاضرتے القیٍمة الغنیة بالمادة العلمیة القویمة* 
والأسلوب الرشیق الحلو الجذاب حول موضوع (الدین والعقلانیة)ء وقد 
استقبلت المحاضرۃ بالقبول والإعجاب المنقطع النظیر لدی الحضور؛ ونالت 
0 في أوساط العامة والخاصّةء حتی ازداد إقبال الناس علی 
طلبھاء ونشرھا وتوزیعھاء فتمّت طباعتھا باسم (الدین والعلوم العقلیة) 
ہذا وقد اطلع علیھا أستاذہ الروحي ومرشدہ الدیني الشیخ حکیم الآمة 
العلأمة آشرف علي التھانوي رحمه اللہ ومدحھا وأشاد بمحتواھاء وأٹنی 
علبھا قائلاً: ٢إنّ‏ هذہ المحاضرۃ القیّمة ہمثابة القلعة الحدیدیة للدین 
الإسلامي؟ء وھکذا تواصل عطاؤہ للأمة الإسلامیةء وانتفع بے العلماء 
والعامة 


















رحلاته العلمیة والدعویة: 


ثم سافر الشیخ رحمے اللہ إلی حیدر آباد (الاکن) حیث التقی ھناك 
بالعلأىة الشیخ محمد حسین الحیدر آبادي رحمہ اللہ و 
عدة أشھر ثم غادر (حیدر آباد) متوجھاً إلی دار المصتفین في (أعظم کرہ) 
بدعوۃ من العلامة السید سلیمان الندوي؛ وتولّی ھناك مسؤولیات علمیةء 
مشتفلاً باعمال البحث والدراسة والتحقیق؛ إلی آب أغسطس عام ۱۹۲۲مء 
وفي شھر آیلول سبتمبرعام ۱۹۲۲م رجع إلی (حید رآباد) مرۃ ثانیةء حیث غِيّن 
استاذاً للفلسفة والادب والتاریخ في جامعة حیدر آباد بشکل دائم؛ واستمر 
هناك حوالي ثلاث وعشرین سنة آلاف الطلاب٠‏ وانتفع بە عدد کبیر من 
غُطشان العلم ومحبي المعرفة والباحین والدارسین في مختلف المجالات”. 

یقول سماحة العلاأمة الشیخ أبو الحسن علي الحسني الندوي: ١کان‏ 
معلّماً للفلسفة الحدیئة في الجامعة العثمانیة بحیدر آبادء ومؤلف کتاب (بین 
الدین والعقلیات) المشھور وعاش في الوسط الدیني والعلمي؛ وتخرج في 

بني کبیر؛ وصحب کبار العلماء والمؤلفین والکتّاب في الھند؛ وعاصر 
دور العقلیة والنٹور والحریة الفکریة في ھذہ البلادء ودرس الفلسفة الحدیثة 
بتعقق وتوع+ ثم مارس التعلیم في جامعة من أرقی جامعات الھند+ ودرّس 
طوائف من الشباب الأذکیاء والنابغین الفلسفة وعلوم الدین؛ واجتاز مراحل 
القلق الفکريء والارتیابیة والسوفسطائیةء وکان متصلاً بالمدارس الفکریة 


معہ یستفید مله 























٤٤-٦٦ص کاروان تھانوي؛‎ )١( 


الحدیثة في أورویة. .۲۷۷ 


علاقته مع حکیم الإمة الشیخ التھانوي ومبایعته لە: 
کان رحمہ الله من أَجلْ خلفاء حکیم الأمةء والناشرین لدعوته 
الإصلاحیة والتربویة والداعین إلیھاء وقد بایعہ في حزیران یونیوعام ۱۹۲۸ء 
ومنذ ذلك الوقت تواصلت زیارات لزاویة شیخه (تھانه بھون) وتوطدت العلاقة 
إلی درجة أنْ ا! خ عبد الباري لم یکن یرضی أن یضیّع أي فرصۃ 








ملازمتہ ومصاحبته لکي تتسنّی لە الاستفادة والاستزادۃ العلمیةء ویتمکن من 
الارتواء من منھله الصافي ومعینہ العذب الئمیر في مجال التربیة والإصلاح 


والتزکیة والإحسان'. 


یقول العلامة أبو الحسن علي الندوي متحدثاًعن علاقة الشیخ عبدالباري 
مع حکیم المة: اثم ساقه سائق التوفیق إلی شیوخ مخلصین؛ في مقدمتھم 
الشیخ آشرف علي التھانوي الذي خصْ الأستاذ بالثقة والعنایة؛ لذکائە وسلامة 
فھمہ؛ وصدق طلبه حتی حصلت لے الإجازۃ منەء ودامت الصلۃة 








وإحکام ولم تزدہ الأیام والتجارب إلا إعجاباً بشخصیة 
شیخه وثقة بفھمه واجتھادہ؛ واستمر اللقاء والمراسلات حتی استأثرت بالشیخ 





وازداد: 


)١(‏ من مقدمته لکتاب (بین التصوف والحیاة)ء للشیخ عبد الباري الندويٰ؛ 
ص۴٥-١٢‏ 
() کاروان تھانوي: ص٦٦‏ 


٣٢ 


رحمة اللہ عام ١٣۱۳ف۲۷,‏ 

وھا هو الشیخ عبد الباري یتحدث لناعن مدی حنینہ وشوقه الشدیدین 
للقامة مع مرشدہ؛ فیقول رحمہ الله : *کانت نفسي تتوق دائماً أنْ أقیم إقامة 
دائمةً في (تھانه بھون) لکن کسر سلاسل الوظیفة لم یکن سھلاً میسوراء 
وبالرغم من أنّ الشیخ التھانویی رحمە اللہ قد آرسل بنفسہ رسالۃ إلی والي وحاکم 
یشفع لي فیھاء لکن الجامعة العثمانیة رفضت الطلب قائلة بأنھا إلی 
الاآن لم تجد من ینوب عني ویتولی مسولیاتي؛ فاعتذرت عن قبول استقا 
وإعفائي من العمل٥۔‏ 


ویقول رحمه الله وو بصدد ذکر عنایة حکیم الأمة رحمہ اللہ بە وأفضاله 








حیدر آیا 








عليه: 
٥إ‏ من جملة الأفضال: وأصناف العنایات التي کنت تمتعت بھا من 
مرشصدي حکیم الأمة رحمہ الله والتي لم ینلھا آضرون إلا قلبلاً 
ٴف بالحضور في خدمتہ من (حیدر 
آباد) في إجازتي الصیفیة وامکٹ عندہ حوالي أسبوع آو آسبوغینء یتفضل 
. رحمہ الله قاثلاً: لماذا لا تکون عندي ذ 
الشرف العظیم: ولا شك أن ھذہ کانت عنایة 
وأضاف رحم اللہ قاثلاً: ہإن من أھم الجوانب وأعظم الصفات التي تأثرت بھا 





ھوشرف 








() بین التصوف والحباۃ ص١٤‏ 


۳۲ 


في حیاۃ الشیخ رحمه الله ہو جانب التقوی والورع؛ الذي جعلە یعتبر الکتاب 
المبین الشرط آلاہاوں پالرکن الأصیل والرکیزة الحقیقیة لھدایة المتقین 
[البقرۃ: ٢]ء‏ وعندما حضرت في 
رحمه الله کت مصاباً بشتی أنواع الأمراض المزمنة والأسقام 
المھلکة من النواحي الدینیة والروحیة؛ فمنْ الله تعالی عليْ إذ أکرمني بحکیم 
الأمةء فداواني من ھذہ الأمراض؛ وکل ماحصل لي من الشفاء؛ وماتلقیتہ من 
العلاج الدیني والروحي یرجع فضله بعد اللہ سبحانه وتعالی؛ إلی حکیم الأمة 


رحمه ال٤‏ 





وکان یقول: ہإن هذا العاجز ‏ کاتب هذہ السطور لیس لدیه علم 
بالشریعةء ولا معرفة بالسلوك والطریقةء ولكني آقول وحُقَ لي أن أعبّر عن 
ھذہ الحقیقة الساطعة وذلك في ضوء ما فھمه ذھني ووعاہ قلبي من خدمة 
هؤلاء المشایخ: من آراد|, ہمشاھدۃ أقصی درجات الاتزان ء وأعلی 
مراتب الاعتدال في الجمع ہین الشریعة والطریقة فلیأت الخانقاء الإمداديء 
لیری فيه العجب العجابء ویجد فی بغیته المنشودة وضالته المتوخَا ہ۹9 





خدمته لمآثر حکیم الامة العلمیة والدعویة والإصلاحیة: 

کان الشیخ عبد الباري الندوي من أولتك العلماء الأفذاذ الذین اختارھم 
الله تعالی لعرض دعوۃ حکیم الأمة ونشر فکرہ وقد أنفق رحمہے اللہ کل 
)١(‏ مصابیح المحافل الأشرفیة ص۲۷۸۔۲۸۳۔ 


۳٣۲ 


طاقاتہء وصرف کل ما کان یملکە في مجال نشر هذہ اللاّلی : والنوادر الثمینة؛ 
والذخائر العلمیة والدعویة والإصلاہ ة القیمة وقام بجمع وتدوین عصارۃ 
مواعظ حکیم الأمة ومذکٌراه وملفوظاتہ بجدارۃ فائقةء وف لنسھیلھا أمام 
الناس ؛ وجعلھا في متناول الجمیع؛ حتی یعم نفعھاء وتتم فائدتھا؛ ویستفید 
مھا خلق الله في مشارق الأرض ومغاربھا ۔ 

وھا ھي عصار ول لباب النعلیمات الأشرفیة تتجلّی أمام الناس في 
أربعة أقسام؛ منفحة مذّبة ومرتبة وھي : 





. ۔تجدید إحیاء الدین‎ ١ 
التصوّف (التزکیة والإ(حسان).‎ دیدجت۔٢‎ 


٣۔تجدید‏ المعاشرة(الحیاۃ الاجتماعیة). 


٤‏ ۔تجدید التعلیم والتبلیغ"'. 

یقول الشیخ أبو الحسن علي الندوي: ”اختار الله لعرض دعوۃ حکیم 
الأمة وفکرتہ ‏ التي احنوتھا آلاف من الصفحات ۔ أستادّنًا الکبیر الشیخ عبد 
الباري الندويء أحد تلامیذہ الروحیین: وقد کان من أجدر الناس بھذا العمل 
الجلیل٤۔‏ 


وقال في موضع آخر: 'وانقطع الشیخ بعد ما أُحیل إلی المعاش سنة 





٦٦ص کاروان تھانويء‎ )١( 


۳۳۴ 


٥۵ء‏ إلی تلخیص مؤلفاتہ والاقتساس منھاء والتقاط الدرر من بحارماء 
ونظمھا في أسلوب کتابي عصري؛ وِعُني بعرض فکرتە کفکرۃ جامعة وصورۃ 
کاملة في مؤلفاتہ۶9۷۔ 

وفاتہ: 

وبعد عسر حافل بالخدمات العلمیة والدعویة والمائثر الإاصلاحیةۃ 
في ۲۸ المحرم الحرام سنة 
ینایر) عام ۱۹۷۰م اِنَا لف وإِنًا إلبه 





والتربویة استأثرت بە رحمۃة اللہ ووافتے ا 
٦۹ھ‏ الموافق ٠٢‏ کانون الثانيی 
راجعون. رحم اللہ الفقید رحمةً واسعةً وأسکنە فسیح جنانہ. 





٤٤-٤٣ص من مقدمته لکتاب (ہین التصوف والحیاة)ء‎ )١( 


۳٣٤ 


الفصل السادس 


الشیخ الأدیب الکاتب 


۹۔۱۳۹۷ھ- ۱۸۹۳۔۱۹۷۷ 





عبد الماجد الدریابادي 


هو الشیخ الفاضل؛ الأدیب البارعء الکاتب القدیر؛ المفّر العظیم 
عبد الماجد الدریاباديء ولد بقریة (دریاباد) من أعمال (بارہ بٹکي) (بولایة 
أترابرادیش الھند) في ۱۸۹۳ءء أخذ العلوم الابتدائیة في قریتهء ٹم سافر إلی 
لکنوء آکمل هناك دراستہ الجامعية> وفي عام ۱۹۳۰م التحق بدار 
الترجمة التابعة للجامعة العثمانیة بحیدر آباد الدکن؛ ثم عاد إلی لکنو بعد فترۃ 
ِ۰ وأنشا مجلة أسبوعیة باسم (الصدق) ئم سمّاھا (الصدق الجدید) 
یقول الشیخ المفتي محمد تقي العثماني حفظہ الله تعالی : 
٥إ‏ عبقریة الشیخ عبد الماجد الدریابادي غلیة عن التعریف في شبه 
القارۃ الھندیة کان رحمه اللہ أدیباً بارعاء صاحب اأسلوب رشیق؛ صحفیاً 
قدیرا ومؤلفاً متضلعاً کبیا ذا کعب عالٍ من العلوم الشرعیة 
نادرۃ في تفسیر القرآن الکریم؛ وترجمتە إلی لغات مختلفةء متقناً لعدة لغات 




















کانت حیاتہ الابتدائیة مصابة بأنواع من الانحرافات الفکریةء وواقعة 


20 


فریسة الشکوڈ والشبھات تجاہ العقائد الإسلامیةء ثم ھداہ الہ تعالی إلی 
الصراط المستقیم؛ وتجلّت أمام عینيه الحقائق الربّانیةء وساقہ التوفیق الإللھي 
إلی معرفة الحق والصدق؛ وتحوّر عقله وذھنه من سلاسل الفلسفات 
الحدیئثة؛ وآغلال العقلانیة الجامدةء وأسعدہ اللہ بفلاح الدارین؛ حتی سعد 
بلقاء حکیم الأمة العلاآمة أشرف علي التھانوي؛ وتشرف بالمبایعة علی بد 
الشیخ المحدّث السید حسین أحمد المدني رحمه الله ؛ وقضی فترۃ طویلة في 
ظل التربیة العالیة من حکیم الأمةء ینھل من معینه العذب الثز؛ ویروي غلیله 
من منبعه الفیّاض ٠‏ 

کان رحمہ اللہ قد اع فی روعہ عشق حکیم الأمة وحٰبّه الشدیدین؛ 
ویذکرہ دائمافي کتاباته با(المرشد التھانوي) وظلّت ھذہ العلاقة تربطہ بمرشدہ 
إلی آخر لحظات حیاته. 

غذا ولم تمنعه هذہ العلاقة الوطیدة والصلة الوثیقة من أن یختلف مع 
شیخه في بعض المسائلء وتتباین وجھة نظرہ فیھا بالنظر إلی تحقیقه وبحٹہ 
إلا أن ھذا الخلاف العلمي الذي کان منبثقاً من هدف الوصول إلی الحق أینما 
کان وحیثماکان: لم ماعلی هذہ الرابطة القویة التي تربطھما٥(١'۔‏ 

ویقول الشیخ العلمة محمد یوسف البنّوري : 

ەکان الشیخ الفقید عبد الماجد الدریابادي رحمه الله من المفگرین 









() کاروان تھانوي؛ ص۲۷۸۔۲۷۹ء 


٦ 


الکبار؛ وأصحاب الفضل وأولي البصیرة؛ وقد عرف الحقیقة عن کثب؛ إنەلم 
یضیّع لحظة واحدۃ من ستین سنة من أواخر عمرہ وشخصیتہ منقطعة النظیر؛ 
ولا یوجد لە مثیل في غایة الانتظام والانضباط والترتیب المناسب لکل الأمورء 
وکل ذلك مع الاشتغال بالعلمء والعکرف علی البحث والدراسة 

کان قد وہبه العَييك الواب الحظ الوافر من أفضالهء وأکرمه بالنعم التي 
لا تعادلھا نعمة کان صاحب أسلوب أدبي فصیح نادر في اللغة الأردیةء وکاتباً 
قدیراً بارعا ممتازاء یتسم أسلوبە برزانة علمیةء وغزارة مادة قلما یدانيه 
کاتب؛ أو یجاریە مولف؛ في سھولة أسلوبه؛ وجمال تحریرہہ ونباهة فکرہ؛ 
وعُمق نظرہء وسُموّ عقلہ: کان واحدا من الکُتّاب الذین یأتون في رأس القائمة 
من شب القارة الھندیة۔ ٠‏ 

کان رحمہ الله موفقاً في استنباط نوادر النکات الإصلاحیةء واستخراج 
الفوائد الدعویة والدقائق التربویة من الاّیات القرآنیةء والأحادیث النبویة 
الشریفةء فاق أقرانه وحاز قصب السبق في هذا المجال علی زملائه . 

لم یکن رحمہ الله متخرجا من مدرسة دینیةء ولکنه کان خائضاًفي بحار 
العلم وکنوز المعرفة بکل معنی الکلمةء وفعلاً فإنہ استخدم صلاحیاته ومواہبہ 
في خدمة العلم الدیني؛ ومؤلفاته القِمة وکتاباتہ العلمیة والدعویة خیر دلیل 
علی ما قلناء. وتفسیرہ الرائع بالآردیة وترجمته للقرآن الکریم في ثلاثة 
مجلدات: نموذج رائع؛ ومثال حي لذوقہ الأدبي الرفیع+ ومکانتہ السامیقء 
وکعبە العالي الراسخ في مجال العلم والأدب والمعرفةء وقد منْ رحم اللہ 














۳۳۷ 





علی طلبة العلم العرب إذ 
المشھورۃ۶۷۷. 

بعد عم حافل بالأعمال الدعویة والإصلاحیةء وخدمة العلوم الدیتیةء 
استأثرت بە رحمة الله تعالی في صفر الخیر ۱۳۹۷ھ؛ الموافق شباط (فبرایر) 
عام ۱۹۷۷ء ء إناللہ وإنا إليه راجعون: رحم اہ الفقید رحمةً واسعةً وأسکٹھ 
فسیح جنانہ. 


في تفسیرہ بالعبارات العربیة منقولة من التفاسیر 


۲۸۰ بصائر وعبر؛ المجلد الثاني؛ ص۷۱۸؛ وکاروان تھانويی؛ ص‎ )١( 


۳۲٣۰۸)_ 


الفصل السابع 
المُصلح الشیخ وصي ال الفتحفوري 


ھ۱۳۸۷۔٤‎ 


هو الشیخ الفاضل العالم الکبیر الثصلح المُربي وصي اه الفتحفوري ٠‏ 
آحد مشاھیر العصر وٗلد ونشأ بقریة من اعمال (فتح فور) (اعظم کرہ) بولایة 
(آترابرادیش) الھند في عام ١۱۳۱ھ‏ قرأ الکتب الابتدائیة من العرببة 
والفارسیة في بیتء وعلی أساتذة وعلماء قریتہء وأکمل حفظ القرآن الکریم 
وھو ابن اثني عشر عاماء ثم التحق بجامعة دار العلوم بدیوبند في سنة ۱۳۲۸ھ 
ومکث ناك حوالي سبع سنوات؛ حتی تخرج فیھا في سنة ١٣۱۳ھ.‏ 

وقد هیأ الله سبحانہ وتعالی لە فرص الاستفادة من جبال العلم في 
عصرہ: وکبار الشیوخ وجھابذة العلماء من المحدّثین والفقھاء والمحققین؛ 
وعلی رأسھم المحدّث الکبیر؛ إمام العصر العلاّمة أنور شاہ الکشمیري رحمه 
الله وشیخ الھند العلاآمة محمود حسن الدیوبنديء والمفسّر الکبیر والأدیب 
النابغ الشیخ شبیر أحمد العثماني؛ وشیخ الحدیث حسین احمد المدني+ 
رحمھم اللہ تعالی 

کان رحمہ الله من ستّه المبگر دائم الفکر في إصلاح الأعمال؛ معتنیاً 
بتلقي التربیة الدینیةء مھتماً بجانب تزکیة النفس؛ وکان من حسن حلله رحمه 











۳۹ 


الله آنە وف للقاء حکیم الأمة الشیخ أشرف علي التھانوي رحمە ال ؛ والاستماع 
إلی محاضراتہ ومواعظہء والاستفادة منە بین فینة وآخری کلما سنحت لە 
الفرصة أثناء دراستہ في دیوبندء حتی آصبح من کبار الملازمین لە بعد تحْرٌجه 
من دیوبند مباشرۃء وازدادت حیاته رونقاً وبهاءء وعلماً وعملاً بُسن صحبة 
حکیم الأمةء والتظلل بظلّه الوارف؛ وتربیتہ الرشیدة. 

ھذا وبعد وفاۃ حکیم الأمة وانتقال إلی رحمة الله تعالی؛ کتب اللہ 
لشخصیة الشیخ وصيْ الله قبولاً عاماء ونالت إعجاب العامة والخاصةء حتی 
آصبحت مرجعاً في التربیة والإرشاد وإصلاح النفوس وتھذیب الأخلاق: 
یقصدہ الراغبون؛ ویتوجه إليه المسترشدون من مختلف الأرجاء وشتی 
الأطراف؛ ولا سیّما سُکّان منطقة (فتح فور) و(غورکھفور) والقری المجاورۃ 
لھاء فإنھم قد استضاؤوا من أنوار علومهء وتربّوا في کنفہ؛ واستفادوا من 
توجیھاتە وإرشاداتہ. 

ثم انتقل رحمہ اللہ إلی مدینة (إلله آباد) الشھیرۃء وأقام ھناك حیث کتب: 
الله لە القبولء ونالت دعوته وتربیتە الإعجاب لدی کل الأوساط؛ وقصدہ جم 


غفیر من الناس من کل حدب وصوب۔ 





لتفاق والاستعاذة باللہ من هذہ الموبقةء ویعلّمھم محاسبة النفس. وکانت 


کو 





٭ ومنھج دعوتہ وإرشادہ وإصلاحہ تُبہ طریقة شیخه ومرشدہ 
حکیم الأمة التھانوي رحمہ الله فمن کان یأتیە طالبالللإصلاح؛ ناویا في تزکیة 
النفس؛ وئیل التربیة الدینیة واکتساب المنھج الصحیحء کان رحمہ الله یصرف 
عليه کل جھدہء ویراقبہ مراقبة شدیدۃ ویوصيه بمحاسیة النفس ۔ 

ھذا ولم یکن المستفیدون منە من 
کانوا موزعین قي کل الطوائف والجماعات؛ کان منھم القضاۃ والمحامون 
البارعون؛ والمھندسون المتقنون والعلماء الکبار الراسخون؛ والموسرون 
والمعسرونء وبالجملة فکان نفعه عاماً في الجمیع دون أي تفریق بین شخص 
وشخص٠‏ أو طائفة دون طائفة . 





خاصةء وجماعة واحدة؛ وإنما 





کتاباته الدعویة ومؤلفاته الإصلاحیة: 

ومن اأجل تحقیق هذا الغرض النبیلء وھذہ الغایة المنشودة: قام الشیخ 
رحمہ اللہ بتألیف عدة مؤلفات ضمّنھا فوائد علمیة قیِّمة نادرةء ونکات دقیقة 
غالیةء وعي عدیة مباركة للشّلاب والباحین؛ وشداة العلم والمعرفۃة 
ن باعمال الإصلاح والتربیة والدعوۃ والإرشادء وھذہ المؤلفات 
بین الأوساط العلمیة والدعویةء ومنھا: ١‏ - وصیَة السالکین 
٢۔وصیّة‏ الإخلاص. ۳ ۔ وصیّة الأخلاق ٤٤‏ - توقیر العلماء. وغیرما من 
الکتب النافعمةء التي خلفت اراً عمیقة في قلوب المسترشدینء 
والسالکین لطریق الحق؛ وفتحت لھم طرق الخیر والصلاح؛ ومھّدت السبیلٌ 
إلی اقتناء ثمار الدعوۃ کانت أوقاته منظمة مرتبة مضبوطة؛ فقد خصٌ رحمه 
الله مجلس الصباح بالطلاب والعلماء یجلسون معہ؛ ویسآلونہ ویستفیدون 














۳۲۲ 


منهء ویناقشونہ مسائل دینیة وأحکاماً شرعیة؛ أما جلسة الظھر فکانت عامة 
للجمیع؛ وھا هو زمیلە الشیخ العلامة المفتي محمد شفیع (کبیر مفتي باکستان 
سابقاً)ء رحمه الء یتحدث إلینا حول علاقتہ الخاصة بحکیم الأمةء رحمہ الله 
فیقول: 

ەکان الشیخ وصي اللہ من کبار وأجلٌ خلفاء حکیم الأمة الشیخ التھانوي 
رحمه الله إذ کان یتمتع بعنایته الخاصةء وکان ملازماله منذ ١٣۱۳ھ‏ إلی ان 
اف وله فضل المشارکة في کل مجالس حکیم الأمة ومحافله العامة 
والخاصةء ونظراًإلی ھذہ المكانة العالیة التي کان یحتلّھا الشیخ وصي الله لدی 
حکیم الأمةء حظي باحترام وتوقیر کبیرین في صمیم قلوب زملائہ وأقرانہ؛ 
واعترفوایمکانتہ العالیة ودرجتہ السّامیة رحمه ال٥‏ 











وفاتہ: 

بعد عمر حافلٍ بالأعمال الدعویةء وغني بجھود الإصلاحء والتریة 
والإرشاد وحثٌ علی اتباع السنّةء والتحذیر من البدعء استأثرت بە رحمة اللہ 
تعالی ووافته المنیة في ۲٢‏ تشرین الثاني نوغمبر ۱۹۲۷ءء وھو علی الباخرۃ في 
رحلته المبارکة للحج؛ فإناللہ وإنا إليه راجعون!'؟. 





)١(‏ آکابر دیوبند؛ وکاروان تھانويی؛ ص٤١١۱‏ ۔ ١٤٤١؛‏ وانظر کذلك: مصابیح 
المحافل الأشرفیة ص٤٦؛‏ وصیّة العرفان للشیخ قمر الزمان؛ وکتاب الشیخ 
محمد إعجاز الأعظمي؛ کتابان مستقلان بترجمته رحمه اللہ ۔ 





۳۲۳ 


الفصل الٹامن 


الشیخ عبد الحي السھارنفوري ٹم الحیدرآبادي 


ھو الشیخ الفاضل عبد الحي بن عبد الرحمن بن أحمدعلي بن لطف اللہ 
الأنصاري السہارنفوري ثم الحیدر آباديء أحد العلماء المبرزین في العلوم 
الأدبیة: قرأ العلم علی والدہ وعلی غیرہ من العلماء بحیدر آبادہ ٹم قدم لکتو؛ 
وأخڈ عن الشیخ فاروق بن علي الجریاکوتي؛ وتطبّبِ علی الحکیم عبد الولي 
اللکتوي؛ ثم رجع إلی حیدر آبادہ وولّي التدریس بدار العلوم في عام 
۳ھ وبعدما أنشٹت الجامعة العثمانیة بحیدر آباد ولّي تدریس اللغة العربیة 
قیھاء وبقي علی ھذاالمنصب إلی آخر حیاته۔ 

لە براعة في الشعر والأدب؛ واللغة والنحوء شرع في تألیف کتاب کبیر 
في أمثال العرب وتعبیراتھم؛ سمّاہ (معجم الأمثال) طبع منە جزء لطیف؛ وقد 
حفظ القرآن الکرد یا 

علاقته بالشیخ اشرف علي التھانوي ومبایعته لە: 

ارتبط مع حکیم الأمة التھانوي رحمہ الله بالعلاقة الإصلاحیة والتربویة 








آخر حیاتہ' 


() : نزعة الخواطر: ۲۳۹/۸ 


*۴ 


في عام ۱۹۱۸م آو۱۹۱۹مء وبایعہ ونال منە الإجازۃء وقد تحدث حکیم الأمة 
عبد الحيْ بەء وذلك في 
الإفاضات الیومیةء فقال: الما غادر السید عبدد الحي حیدر آباد؛ باحثاً عن 


مع بالإصلاح وا! 





التھانوي رحمے اللہ بنفسه عن قصة علاقۃ 





أو مرشد یبایعەء کان قد اشترط لذلك 





شیخ 
شروطاء فان وجد أحداً مستوقیا هذہ الشروط مضی قُدما وربط ہہ علاقتہ 
الإصلاحیةء ومن تلك الشروط : 

١۔آن‏ لاتکون البیعة عندہ شرطاًللتعلیم 

٢۔أن‏ لایکون المرشد جاهلاً أمیاً۔ 

٣۔أن‏ لایکون قد آصابه الکبر وبلغ سنّ العجز . 

وقد وجد ھذہ الشروط متحققه مستوفاۃ لدی حکیم الأمة التھانوي في 
(تھانہ بھون) واقتنع بشخصیتہ رحمه اللہ واستعة لربط العلاقة بەہ 

وقال حکیم الأمة التھانوي رحمہ اللہ في مناسبة آخری: ۷إن المولويی 
عبد الحي قد جاء من حیدر آباد؛ وھو حفید العالم المحدّث الشیخ أحمد علي. 
السھارنفوري ٠‏ وأستاذ اللغة العربیة في الجامعة العثمانیة بحیدر آبادہ وقد 





)١(‏ ہو الشیخ العالم الفقیہ المحدّث احمد بن علي بن لطف اللہ الحقی 
السھارنفوري؛ أحد کبار الفقھاء الحنفیةء ولد ونشأً بمدینة (سھارنفور) وقرآد 


۳۲٤ 


ذکرت لە مرة من المرات أني لم أدرس إلا کتب المقورات الدراسیة؛ فبدأ یقول 
لي مستغرباً وفي غایة من الاستعجاب : کنت آظن آنك طالعت آلاف الکتب٤۔‏ 
کان رحمہ الله مواظباً علی زیارۃ شیخہ حکیم الأمة التھانوي کل عام؛ 
ومستدیم المراسلة معہء شدید الاحترام والتوقیر لە؛ حتی إِنه کان بخاطب: 
شیخه دائماًبصفات عالیة ویلقبه ۔(جامع الکمالات العلمیة والعملٰیة)۔ 





وکان یقول دائماً: ہإن شیخنا حکیم الأمة بمثابة الإمامین الغزالي 
والرازي في عصرناھذا؛۔ 

کما أنە قام بتلخیص وتسھیل کتاب حکیم الأمة (تربیة السالك) وجعله 
في متناول الجمیعء سھل الاستفادة. 





نزیراً علی آساتة بلدتہہ ثم سافر إلی (دھلي) وأخذ عن الشیخ مملوك 
علي النانوتوي وآسند الحدیث عن الشیخ وجیە الدین السھارنفوري؛ ٹم 
سافر إلی مکة المبارکة فتشرف بالحج وقرأ الأمھات الست علی الشیخ 
[إسحاق بن محمد آفضل الدھلوي المھاجر المکي سبط الشیخ عبد العزیز بن 
ولي اش ثم رجع إلی الھندہ وتصدر بھا للندریس مع استرزاقہ بالتجارۃ: 
وکان عالماً صدوقاً أمیناً ذا عنایة تامة بالحدیث؛ صرف عمرہ في تدریس 
الصحاح الست وتصحیحھاء ولاسیما صحیح الإمام البخاری؛ خدمہ عشر 
سئین فصحٌحہ وکتب علیہ حاشیة مبسوطةہ توفي بالفالج لس خلونَ من 
جمادی الاولی سنة سبع وتسعین ومثتین وألف بمدینة سھارنفور فدفن بھا 

(نزھة الخواطر: )٦۴/۷‏ 








۲٤ 





وألف بالطاعون قي حیدرآبادہ ودفن بھاء إناللہ وإنا إليه راجعون"٠۔‏ 





٦۲٤٤ص کاروان تھانوي؛ ص۷۰۔۷۱؛ مصابیح المحافل الأشرفیة‎ )١( 
۲۳۹/۸ الخواطر:‎ 


۳۲٦ 


الفصل التاسع 
الشیخ عبد الغني الفولفوري 


۳۔-۔۱۳۸۲ھ 


هو الشیخ العالم الربّاني؛ الزاھد الکبیر؛ عبد الغني الفولفوري رحمه 
الل؛ ولد في: نة (أعظم کرہ) عام ۱۲۹۳ھ واشتھر بالفولفوري؛ لأئه قضی 
معظم فترۃ یاتە في (فولفور)ء قرأ الکتب الابتدائیة في مدرسة قریتہء ثم أخ 
بە والدہ إلی مدینة (جونفور) حیث کان یقیم الشیخ آبو الخیر المکي ابن الشیخ 
سخاوت علي الذي کان من خلفاء المجاھد العلأآمة السید أحمد بن عرفان 
الشھید رحمہ اللہء فقرأ عليه واستفاد مہ حوالي سنتین 


ثم انتقل إلی الشیخ السید آمین الدین النصیر آبادي؛ ودرس عليه بعض 
الکتب الدینیةء ثم ارتحل إلی (کانفور) حیث التحق بمدرسة (جامع العلوم) 
ودرس ھناك کتب الحدیث الشریف؛ وفي أثناء دراسته بجامع العلوم قام حکیم 
الأمة الشیخ التھانوي رحمە الله بزیارۃ لمدینة کانفور فتشرف الشیخ عبد الغني 
بلقائە: وسعد ب 









ب ارتهء وأعجب بە أیما إعجابء حتی جاش في قلبه شوق 
اللقاء بەء والحنین إلی توثیق الصلة بە وتوطید العلاقة معه. 


فلماتخرج من مدرسة (جامع العلوم) ازدادت رغبته في لقیاہ وملازمتہ٠‏ 


۳۷۴ 





وعزم علی مبایعتهء ولکن لم تتحقق أ 
الشدیدة في تعلّم المعقولات من الفلسفة والمنطق إلی (رامفور) حیث کانت: 
المدرسة العالیةء المرکز الکبیر الخاص بالعلوم العقلیةء وبعدما تخرج من 
هناك ولي الندریس في المدرسة العربیة بمدینة (میتافور) وحاز منصب رئاسة 
التدریس ھناكء وبقي في ھذا المنصب لمدة خمس سنوات ‏ 

ٹم سنحت لہ الفرصة للقاء الشیخ حکیم الامة الٹھانوي في إحدی 
المناسبات بمدینة (أعظم کرہ) في عام ۱۳۳۸ھ حیث ألقی فیھا حکیم الأمة 
خطبة عظیمة ملات القلوب بالمعارف؛ وأشعلت في النفوس نیران الحب 
والإخلاص والمودّة للہ؛ والتفاني في سبیل الله وقد کانت الساعة المبارکة 
تلك التي کان ینتظرھا الشیخ عبد الغني منذ فترة طویلة وآن الأوان أن یمدً إلی 
حکیم الأمة یدہ للمبا؛ کو اود سراف مہ و 
والاشتغال بالدعوۃ وَالازشاذ والأعمال الإصلاحیة طوال حیاتهء 
عن طریق تأسیس المدارس؛ وبناء المراکز التعلیمیة والتربویة . 

کانت حیاته رحمہ الله ساذجة بکل ما یحمل من المعاني؛ زاھدافي الدنیا 
وزخارفھاء لقد أکرمہ الله تعالی بنعمة القناعة والصبر والإخلاص؛ لم یرض 
لنفسه أخذ أي راتب من المدرسة؛ ولاذاق طعاماً فیھا قطء وإذا آراد أن یپ 
في المدرسة یوماً کاملاً بغرض النظر في أمورھا وتفقّد شؤونھاء حمل معه 
الاقیق والملح ۔ 

کان رحمه الہ قد قُطر علی تحمّل المشاق؛ ونجشّم التعب والنصب٠‏ 


نیته ھذہ في الوقت نفسە؛ وساقتہ رغبته 














۲۴۸ 





فکان یقطع مسافة عشرۃ أمیال مشیاً علی الأقدامء لابتغاء وجے اللہ وئییل 
مرضاتہ: ولعلٌ ھذا هو السبب في آن حکیم الأمة التھانوي رحمہ اللہ کان دائماً 
یثني عليه ویمدحہ؛ ویقول: 





المولوي عبد الغني ما شاء اللہ عليهء رجل صاحب همة عالیةء 
؛ ذو استعداد عالِء قوي؛ وقد بلغ ذروۃ الکسال في العلم 





وجرأ 


جاک 


ونظراً إلی مکانة (الجھاد) العظیمة في الإسلام؛ وکونە (ذروۃ سنام 
الإسلام)ء وانطلاقاً من مبدآ قول رسول الہ پل : ۸المؤمیُ القویٔ خر وأحَبٔ 





ہذہ الأمنیة المبارکة اللبیلةء وإحیاء هذہ الفریضة الغالیةء وقد تعلم الفنون 
العسکریة من آجل ھذا الغرض والھدف الساميء کما آنه کان یدب زملاءہ 
وأصحابه علی ھذا الفن العظیم؛ وقام بتوظیف آستاذ في المدرسة یدرژب 
الطلاب علی الشؤون العسکریة . 

وکان شیخه ومرشدہ حکیم الأمة التھانوي رحمے الله یشجّعه علبه 
ققة آمام 





ویمدحه ویرفع معنویاتہ؛ ویسرَ کثیراً إذ یری ثمار تربیتہ الر: 


0 


رواہ الإمام مسلم في صحیحہہء کتاب القدرہ (٢٦٦۲)؛‏ وابن ماجەء في سننه 
کتاب المقدمةء (۷۹)؛ وفي کتاب الزھد (۸٦٦٦)؛‏ وأحمد في مسندہ 
۲ء ۸۷۷۷)ء ۳۷۰۲ء (۸۱۵) 


۳۲۹ 


عیدہء وکان الشیخ عبد الغني رحمہ اللہ من شدیدي النمّك بأواسر اللہ+ 
والاعتصام بحبل الله المتین؛ وتنفیذ شرائعہء وأحکامہء ولا ترضی نفسه أن 
الف شریعة الإسلامء ولو رأی أحداً یخالف أمر اللہ آو ینتك 
حرمات اللہ یتغیّر وجھ ولا یقرله قرار ولا پھدآ لە بال إلا بعد القیام باصلاح 
هذہ المخالفةء وقطع جذورھا۔ 





یری آحداًپ 


ونظراً إلی ہذہ الصفات العالیة الرفیعةء والأآخلاق الحسنة الطییةء 
والفضائل المبارکةء کانت لە مکانة مرموقة عالیة في قلب مرشدہ حکیم الأمة 
التھانوي رحمہ اللہ وکان یسر بزیارتہ ویفرح بقدومه. 

ھذا وقد لف رحمہ الله بعض الکتب الإصلاحیة والدعویة والتربویةق 
ومتھا: 

١‏ ۔المعرفة الإللھیة: وقد ضمّنه فوائد علمیةء ونکات دعویةء ودقائق 
ومستفادة من آمالي الشیخ التھانوي رحمہ الله . 
تحدث فیە الشیخ رح اللہ عن قیمة الصحبة 
وأہمیتھا في تکوین الشخصیة وأوضح أن حصول القر ابتغاء 
رضوان اللہ تعالیء لا یمکن بقراءۃ محضة للکتب العلمیةء ودراسة جامدة 
للمؤلفات الکبیرۃ وإنجاز البحوث والدراسات النادرة٭ وإنما یحتاج المرء 
لذلك إلی صحبة أولیاء الله وملازمة المتقین والصالحین من عباد اللہ 


٣۔الصراط‏ المستقیم : کتاب یتحدث عن معرفة الله تعالی وحبّة . 






5 





۳۰ 


٤‏ ۔الملفوظات : مجموعة خطبه ومواعظہ التي ألقیت ضمن مناسبات 
وفيی مختلف المحافل۔ 


٥‏ ۔ البراھین القاطعة: یتحدث عن توحید الباري تعالیء وفیە تقریر 
للرسالةء والقیامة. 


وفاته: 
وبعد عمر حافل بالأعمال الدینیة والمجھودات الدعویة والإ(صلاحیةء 


وعکوف علی التدریس والتعلیم؛ استأثرت بہ رحمة الہ تعالی في آب 
(اغسطس) ۱۹۲۲مء رحمہ الله رحمةً واسعة وأسکنە فسیح جنانہ٢۔‏ 


سے 


)١(‏ انظر ترجمتہ في : (کاروان تھانوي)ء ص٥۸؛‏ ومصابیح المحافل الأشرفیةء 
ص١١۱‏ 


۳ 


الفصل العاشر 
الشیخ العلامة المحدّث محمد یوسف البدّوري 


ھ۱۳۹۷۔-۱۹٦‎ 


اسمه ونسبه: 

هو السید محمد یوسف بن محمد زکریا بن میرمرّمل شاہ البتوري رحمه 
الله یصل نسبه الشریف إلی سیّدناعلي بن أبي طالب رضي الله عنه 

مولدہ وموطنه: 

ولد رحمه اللہ لیلة الخمیس؛ السادس من شھر ربیع الآخر سنة ألف 
وثلائمئة وست وعشرین من الھجرۃ الموافق سنة ألف وتسعمئة وثمانیة 
للمیلاد؛ في قریة (مھابت آباد) من أعمال مروان باکستان: وکان جدہ الأعلی 
السید آدم رحمه اللہ أقام في قریة (بّور) من مدیریة (أنبالہ) (الھند) ولذاتنسب 
هذہ الأآسرۃ الکریمة إلی (بتّور)۔ 

أسرته: 

والأسرۃ البِّوریة أسرۃ جمع اللہ فیھا العلم والعمل؛ والتقوی والورع٭ 
والخیر والصلاح: والزھد والقناعةء والإعراض عن الدنیاء والإقبال علی 
الآخرۃ کان والدہ رحم اللہ عالماً ورعاًء زاھداًتقیاء عابداء وورث کلٌ ذلك 
ایل البار الصالح؛ ورزق مع حسن الخ حسن الصورۃ۔ 





۳۳۴ 


رحاسا 
تعلم القرآن لکریم ؛ والمبادئ علی والدہ السید محمد زکریاء وخاله 
ري؛ وقرأً کتب النحو والصرف علی الشیخ عبد الله 
البشاوري المتوفی سنة ١٣٣٥ھ‏ : وقرآ الکتب المتوسطة في الفنون المختلفة 
من الفقه واللأصول والمنطق؛ والمعاني والبدیع علی علماء بشاور وکابل+ 
ومن أکبر مشایخہ في هذہ الفنون الشیخ عید القدیر اللمقاني الأففانيی 

التحاقه بدار العلوم دیوبند: 

وحضّہ ھیمانہ بالعلم؛ وشوقہ إلی الاستزادة العلمیة إلی السفر إلی 
الدیار الھندیة للالتحاق بجامعتھا الغزاء (دار العلوم دیوبند) فالتحق بھا سنة 
٥ھ‏ وکمل فیھا دراستہ العلیا في التفسیر والحدیث والفقہ والأصول٠‏ 
وبقي فیھا إلی سنة ١٣۱۳ھ‏ ومن أکبر مشایخه في الحدیث محقق العصر 
الشیخ شبیر أحمد العثماني (صاحب فتح الملھم شرح صحیح مسلم) رحمه 
الله وإمام العصر ء المحدث الکبیر الشیخ محمد أنور شاہ الکشمیري رحمہ الله 
تعالی۔ 

مناصبه ورئاسته للتدریس: 

ولازم العلمة الکشمیري؛ ورافقہ حتی صار امیناً لعلومہ+ وشارحاً 
لثروته العلمیةء وتراثه الحدیثي؛ واعترافاً بمکانتہ العلمیةء ومواہبه الخاصة 
في مجال البحث والتحقیق ا 
مقاطعة بومباي (الھند) بعد 








مدرسآً في الجامعة الإسلامیة بدابیل في 
خہ رحمے اللء إلی أَنْ صار فیھا شیخ 





۳۴ 


الحدیث: ورئیس الأساتذۃ والمدرّسین. 


وانتخب عضواً للمجلس العلمي في الجامعة الإ(سلامیة؛ وقد بعشہ 
المجلس العلمي مندوباً لە إلی القاھرۃ لاڑإِشراف علی طبع عدة کتب عام 
۷ء کما عغُين رٹیساً لجمعیة علماء الھند في بلاد (کجرات) و(بومباي)؛ 
وکذلك کان عضواً للمجمع العلمي العربي بدمشق وعضواًلمجمع البحوث 
الإسلامیة بالقاھرۃء وقد دعاہ العلامة السید سلیمان الندوي إلی الجامعة 








تاسیس (السرسة العربیة الإسلامیة): 


وبعد ھجرتہ إلی باکستان في ینایر کانون الثاني عام ۱٥۱۹ء‏ أقام حوالي 
ثلاث سنوات ریسآً لقسم التفسیر في دار العلوم الإسلامیةء ثم أسس في 
(نیوتاون) بکراتشي جامعة یاسم المدرسة العربیة الإسلامیة . 

مؤلفاتہ: 

إِن مؤلفات الشیخ یوسف رحمە الله کلھا باللغة العربیة الفصحی؛ تمتاز 
بعبارۃرائقةء وأسلوب بدیع؛ ومٹھا: 

١‏ ۔بغیة الأریب في مسائل القبلة والمحاریب: 

٢۔نفحة‏ العنبر في حیاۃ إمام المصر الشیخ محمد أنور . 

٣۔یتیمة‏ البیان في شيء من علوم القرآن . 








سس 


٤‏ ۔معارف السٹن شرح سنن الترمذي 
علاقته بحکیم الأمة الشیخ اشرف علي التھانوي: 
کان الشیخ یوسف رحمہ اللہ قد ربط علاقتہ الروحیة مع الشیخ أشرف 
علي التھانوي رحمه اللہء وسعد بالحضور في (تھانه بھون) لأول مرۃ في سنة 
ألف وثلائمشة واثنتین وخمسین من الھجرۃء ثم واصل مکاتباته مع الشیخ 
رحمہ الله بعد زیارتہ الثائییة لە في عام ١٥۱۴ھ‏ لیسعفید في مجال التزکبة 
والإحسان؛ وفي عام ۸٣۱۳ھ‏ أصبح من خلفائہ رحمہ اللہ وقد سبق أنە بایع 
لیفة الشیخ الحاج إمداد الله المھاجر المکيی 





کان من المعجبین بذکاء الشیخ التھانويی؛ وحسن انتظامه للأمور+ 
واستغلال الوقت وحسن استخدامہ؛ وانتھاز الفرص المتاحةء وکمال التربیة 
والإصلاحء کما أنه کان داثماًیذکرہ بذوقہ الاجتھادي ومکانتہ العالیة وجھودہ 
العظیمة في مجال تجدید التصوف:؛ وتطھیرہ من الخرافات والأباطیل٢.‏ 

وفاتہ: 

وقدرحل ھذاالمجامد العظیمء والعالم الجھہذ الکبیر إلی الدار الآخرۃ 
وکان في سفر إلی إِسلام آباد للحضور في المجلس الإسلامي الاستشاري؛ 
واستأثرت بە رحمة اللہ إثر نوبة قلبیة؛ وذلك یوم الإثنین الثالث من ذي القعدۃ 





۱۹١ص انظر: مصابیح المحافل الأشرفیة ص٣٠-۳۲؛ کاروان تھانويی؛‎ )١( 


سس 


عام ۱۳۹۷ھ الموافق ۱۷ تشرین الاول أکتوبر عام ۱۹۷۷ءء ونقل جثمانہ 
إلی کراتڈ ي هي من أکبر مأثرہ الخالدۃء رحمه 
الله رحمةً واسعةً وتغمدہ بعفوہ وغفرائہ'. 





٭ ودُفن في رحاب جامعتہ ا 


() انظر: مقدمة معارف السٹن: ۲/٢‏ ۔ ٥٥‏ للشیخ محمد حبیب اللء وانظر 
کذلك : العدد الممتاز لمجلة (بْتات) الصادرۃ من کراتشي باکستان 


۳۳٣ 


البَابالتادوس 


سہتارفال 
لِحےی آلڈ ات سان 
الفصل الأول : کلمة عامةعن مؤلفات الٹھانوي 
الفصل الثانيی : سردإجمالي لأشھر مؤلفات التھانوي 
الفصل الثالث : دراسةموجزة لأھم مؤلفات التھانوي : 





٢‏ ۔إمداد الفتاوی 

٣۔کشف‏ الداجی عن وجه الربا 

٤‏ ۔استحباب الدعوات عقیب الصلوات 
٥۔الحیلة‏ الناجزۃ للحلیلة العاجزۃ 
٦۔حلیة‏ أھل الجنة 

۷ صلی اریم تخل الین 
۸۔المصالح العقلیةللأحکام النقلیة 














ھی 











اہ ےچ 


۹ ۔ نھایة الإدراك في أقسام الإشراك 

٠۔‏ اإصلاح الرسوم 

١۔‏ تمھید الفرش في تحدید العرش 

٢۔‏ جزاء الأعمال 

۴ ۔ إحیاء السنن آو جامع الاثار 

٤۔‏ إعلاء السنن 

٥۔‏ احکام القرآن 

٦۔‏ مسائل السلوك من کلام ملك الملوك 
۷۔ إصلاح انقلاب الأمة 








جک یی 

















الفصل الأاول 


کلمة عامة عن مؤلفاته 


إن التراث العلمي القیٔم الذي خلفہ حکیم الأمة التھانوي رحم اللہ لینوء 
بالأکادیمیات الکبری؛ والمجامع العلمیة الفخمةء فقد أودع الله تعالی فیه 
البحث والتحقیق؛ وملکۃ عالیة في الکتابة 
والتالیفء إلی جانب تر بش واصلات واهتمامہ بعد کییر من آولٹك 
المسترشدینء الذین کانوا ٹون منھله العذب الصافي؛ بالإضافة إلی أعماله 
الدینیة الأخری من إرشاد المجتمعات والقیام بزیارات دعویةء وجولات 
إصلاحیة وتربویة في کل أنحاء الھند المترامیة الأطراف . 

لقد قام حکیم الأمة الٹھانوي رحمه اللہ ب 
بالاصالة في البحث والتحقیقء والعمق في النظر والندقیق؛ وانجز من الأعمال 
العلمیة الھائلة ما لا تستطیع الأکادیمیات الکبیرۃ إنجازھاء وقد صدق سماحة 
الشیخ أبو الحسن علي الندوي رحمه الل إذ قال کلمتہ التي تعیّر عن الواقع بکل 
مالەمن معنی : ووصفہ ہمایاتي : (المصلح الکبیر الشیخ أشرف علي التھانوي: 
الذي هو من کبار علماء ھذا العصر الربانیین؛ وأعظم مؤلف في ھذا العصر 
بالإطلاق۷؛۷٥۔‏ 


قدرة فائقة وکفاءۃ 














٦١ص مقدمة لکتاب (بین التصوّف والحیاۃ)ء‎ )١( 
۳۳۴ 


وقال رحمہ الله في موضع آخر وو یتحدث عن مؤلفات حکیم الأمة 
رحمہ اللہ: 

٭ولے مصتفات کثیرۃ ممتعةء ما بین صغیر وکبسر؛ وجزء لطیف٠‏ 
ومجلدات ضخمةء أحصاہا بعض أصحابه فبلغت إلی نحو ثمانمئةء فیھاانحو 
اثني عشر کتاباً بالعربیةء منھا: (آنوار الوجود في أطوار الشھود) و(التجلّي 
العظیم في أحسن تقویم) و(سبق الغایات في نسق الاّیات)ء وغیرھا من 
مصنفاتہ في غیر العربیة (الإکسیر في ترجمة التنوبر)ء و(التادیب لمن لیس لە 
في العلم والأدب نصیب) و(تحذیر الإوان عن تزویر الشیطان) و(الشول 
البدیع في اشتراط المصر للتجمیع). ۰ ۶۸۰. 
اوقد کان من کبار العلماء الربانیین الذي نفع 
الله بمواعظھم ومؤلفاتھم؛ وقد بلغ عدد مجالس وعظہ التي دُوّنت في الرسائل> 
وجُمعت في المجامیع إلی اربعمئة مجلسء وقد کان نفع کتبە ومجالس وعظہ 
عظیما في إصلاح العقیدة والعمل ۲۷ 

ویقول الشیخ محمد تقي العثماني حفظہ الله : 

ہکان حکیم الأمة الشیخ التھانوي رحمه الله اکثر الناس تألیفافي عصرہ+ 
ولا یوجد في ھذا القرن من یجاریه أو یدانیە في کثرۃ المؤلفات؛ فإنه قد ترك 














٦۹١۸/۸: :نزفة الخواطر‎ )١( 
المصدر السابق نفسه.‎ )٢( 


۳٣ 


خلف نحو ألف کتاب مطبوع ما بین صغیر وکبیر؛ ولا یوجد موضوع دیني 
یحتاج إليه المسلمون في ھذا العصر إلا ولە فيه کتاب أو رسالةء أو موعظة 
مطبوعة؛ ولا نبالغ إذا قلنا: إن شخصیتہ رحمہ اللہ لتحیي لنا مثالاً رائعاء 
ونموذجاً حيَاء وذکری مبارکة لائمة السلف؛ وکبار المؤلفین؛ أمثال الغزالي 
والرازي والسیوطي رحمھم اللہ الذین وقفوا حیاتھم لھذا الغرض؛ ھا نحن 
الآن سعداء بذکر ما فاض بە قلمه السیّالء ودبجه یراعه من کتاب أو رسالة ٠‏ 


علماً أن کل کتاباته رحمه الله وجمیع مولفاتہ یرتبط بموضوع علمي؛ 
وجھد دعوي؛ وابراز نقطة تربویة مھمةء ولا یسعنا في هذہ العجالة أن نتطرق 
الشریفةء وإنمانکتفي بماھو معروف ومتیشر لدینا۔ 








۳ 


الفصل الٹاني 
سرد إجمالي لاشہر مؤلفات التھانوي 


لقد قسّمنا مؤلفات حکیم الأمة حسب الموضوعات التالیة'٢:‏ 
1۔التفسیر وعلوم القرآن الکریم: 

. ۔ترجمة القرآن الکریم إلی اللغة الأاردیة‎ ١ 

۲ _ تفسیر القرآن الکریم السسمی (بسان القرآن) في أربعة مجلدات 


0 


٣۔جمال‏ الق 





(في بیان قواعد التجوید والقراءات) 
٤-تجوید‏ القرآن ۔ 

٥‏ ۔آداب القرآن 

٦۔متشابھات‏ القرآن لتراویح رمضان ۔ 

۷۔ ظھور القرآن من صدور الصبیان۔ 

۸۔إصلاح الترجمة الدھلویة للقرآن الکریم ۔ 





() ماعوٌفتُ بە من المؤلفات أثبت بالحرف الأسود. 


بس 


۹ ۔التواجه ہما یتعلق بالتشایه. 
۔سبق الغایات فی نسق الاّیات (باللغة العربیة). 
أقضیز قي الظسپر 
انتقد فیھا بعض التفاسیر العصریة وشرح فیا قواعد نفیسة من أصول 
التفسیر؛ ممایغفل عنھا کثیر من الناس في عصرنا 
۲۔رفع الخلاف في حکم الأوقاف۔ 
۳۔ وجوہ المثاني مع توجیھات الکلمات والمعاني (بالعربیة) 


٤۔تنشیط‏ الطبع في إجراء السیع . 





وی 









من العلماء والمفشرین في ضوء ما آفادہ الشیخ التھانوي رحمه 
اش یقع في خمسة مجلدات (بالعریة) 





٦۔‏ ملاحة البیان في فصاحة القرآن ۔ 

۷۔ دفع الاعتساف عنآیة الاستخلاف . 

۸۔العنوان في آیتي سورة الامتحان ۔ 

۹ ۔تنزیه علم الرحمن عن سمة النقصان ۔ 

٠۔نور‏ الناظرین في تقریرات الجلالین . 

ب۔الحدیث الشریف وعلومه: 

١۔‏ إحیاء السٹن أو جامع الآثار (بالعریة)ء وعليه حاشیة باسم تابع 


الآثار ۔ 
۴ٰ۳ 


۲۔حفظ الأربعین ۔ 


٣۔المسك‏ الزکي شرح أحادیث سنن الترمذي . (مجموعة أماليه علی 
سنن الترمذي). 

٤۔الثواب‏ الحلي ۔ 

٥۔إطفاء‏ الفتن ترجمة إحیاء السٹن ۔ 

٦۔التشرف‏ بمعرفة أحادیث التصوّف (بالعربیة). 

۷۔إعلاء السٹن 

تألیف المحدّث الشیخ ظفر أحمد العثماني علی ضوء ما آفادہ الشیخ 
شرف علي التھانوي یقع في ثلاڈ بزءا۔ 

۸۔ فوائد موطا الإمام مالك ۔ 





جہ۔العقائد وما یتعلق بھامن الموضوعات: 
۹۔الإدراك والتوصّل إلی حقیقة الإشراك والتوشل۔ 
۰۔نھایة الإدراك في أقسام الإشراك ۔ 

٢۔‏ جزاء الأعمال۔ 


۲۔ الإکسیر في إثبات التقدیر ۔ 
۴۔ جمع الدعاء والرضا بالقضاء. 


۳٤ 


-٤‏ فروع الإیمان 

۵۔حفظ الإیمان۔ 

٦۔بسط‏ البنان لکفٌ اللّسان عن کاتب حفظ الإیمان ۔ 

۷۔ احکام التجلّي من التعلّي والتدلّي. 

۸-ظھور العدم بنور القدم 

۹۔ إقامة الطامة علی زاعم بقاء النبو العامّة 

٤۔الانتباہ‏ المفید في الاشتباھات الجدیدةۃ 

وھو کتاب فرید في بابە جمع فیه الشبھات التي أوردھا الملحدون علی 
الإسلام: والتحریفات التي ارتکبھا الذین یحاولون السیر في رکاب الغر: 
ورهً علیھم رداًبلیغاً ناجعاء وأثبت العقائد الإسلامیة الأساسیة بأدلة عقلیة 

کل ذي عقل سلیم وطالب حق٠؛‏ وقد نقل الکتاب إلی اللغة الإنکلیزیۃ 

٤‏ ۔المصالح العقلیة للأحکام النقلیة ۔ 
الأقوام علی صدق الإسلام: 
ثناء الکفار علی الإسلام وتعالیمه ۔ 














٣۔إصلاح‏ الخیال۔ 
٤۔آشرف‏ الجواب۔ 
٤‏ ۔تعلیم الدین مع تکمیل الیقین . 


20 


٦۔الخطاب‏ الملیح في تحقیق المھدي المسیح . 
۷۔قائد القادیان: 

ردّعلی غلام أحمد القادیاني+ زعیم القادیانیة۔ 
۸ ۔القول الفاصل بین الحق والباطل 

۹ ۔الفتوح ہما یتعلق بالروح . 

٥۔شق‏ الجیب في حق الغیب ۔ 

١۔بلوغ‏ الغایة في تحقیق خاتم الولایة . 

٢٥‏ ۔رفع الزحمةعن وسع الرحمة ۔ 

. ۔خلود الکفار في النار جزاءٗعلی الإصرار‎ ٥ 
ذیل علی (شرح العقائد النسفیة) (بالعربیة).‎ ۔٤‎ 
درایة العصمة في الردعلی فلسفة (ھدایة الحکمة)‎ ۔٥‎ 
الفلك في تطھیر الملك.‎ ریودت۔٦‎ 

۷ ۔القول الأئفع في تحقیق إمکان الأبدع ۔ 

۸ ۔نعم العون في تحقیق توبة فرعون 

۹ ۔نافع الإشارۃ إلی منافع الاستخارۃ۔ 
۔إحکام الإیقان لأقسام الاطمثنان . 





۳ 


د۔الفقه والفتاوی: 
٦٦۔|مدادالفتاوی:‏ 

في ستة مجلدات ضحمة (باللغة الأردیة)۔ 
٦۔التحقیق‏ الفرید في حکم آلة تقریب الصوت البعید . 
٦۔تفصیل‏ الکلام في حکم تقبیل الأقدام. 
٦٤۔إصلاح‏ المعتوہ في تعریف الحرام والمکروہ. 
٦۔تصحیح‏ العلم في تقبیح الفلم . 

٦۔کلمة‏ القوم في حکمة الصوم۔ 

۷۔ الحق الصراح في تحقیق أجرة النکاح۔ 
۸۔تحفیر الإخوان عن الربا في الھندوستان . 


۹۔رافع الضنك عن منافع البنك (في تحقیق مسالة الربا) ۔ 





۰۔ الاقتصاد في التقلید والاجتھاد. 
١۔الحیلة‏ الناجزۃ للحلیلة الماجزۃ: 
۲۔کشف الغشوۃعن وجه الرشوۃ. 
٣۔‏ کشف الاجی عن وجه الربا۔ 


٤۷۔‏ جلائل الأنباء في حرمة حلائل الأبناء. 


۳۴3۷ 


٥‏ ۔رة التوحد في طلاق ذات التعدد۔ 
٦۔تحقیق‏ التشبه باھل السفاح لمن لا یرید آداء المھر في النکاح ٠‏ 
ابل المھر۔ 





۷ ۔تعدیل أھل الدھر في درجة: 
۸۔ ترجیح الراجح ٠‏ 
۹۔إرشاد الھائم في حقوق البھائم . 

۰ رفع الارتیاب عن مسألة ثبوت الأنساب 

۱۔القول الصواب في مساألة الحجاب . 

۸۲۔کثرۃ الازواج لصاحب المعراج ۔ 

۳۔کسوۃ النسوۃ۔ 

٤۔‏ ثبات الستور بذوات الخدور 

٥۔خلاصۃ‏ الکلام في أذان الجمعة بین یدي الإمام. 
٦۔المقالات‏ المفیدة في حکم أصوات الاّلات الجدیدة . 
۷۔القول البدیع في اشتراط المصر للتجمیع ۔ 

۸۔ زکاۃ الفرض في تبات الأرض 

۹۔ الصلاۃ علی المیت الصبي المتولّد بین مسلم وکافر بغي ۔ 
۰۔ قول السداد في الخضاب بالسواد۔ 


۸ 


۱۔ إلقاء السکینة في تحقبق إبداء الزینة ۔ 

۲۔ استحباب الاعوات عقیب الصلوات (بالعربیة). 

ھ--کتب التزکیة والإحسان: 

۳۔مسائل السلوك من کلام ملك الملوك (باللغة العربیة): 

استنبط فیه مسائل السلوك من القرآن الکریم 

٤۔التشرّف‏ بمعرفة أحادیث التصوّف: 

جمع فیہ الاحادیث التي یستنبط منھا مسائل النتصوّف؛ وشرحھا شرحاً 
وافی: مع ذکر أصول التصوّف ومسائلہ الأساسیة. 

٥۔شرح‏ المثنوي لمولانا الرومي (في مجلدین)۔ 

٦۔معارف‏ العوارف (في مجلدین)۔ 

۷۔ التکشف عن مھمّات التصوّف ۔ 

۸- تلخیص البدایة للغزالي ۔ 

۹۔تربیة السالك وتنجیة الھالك ۔ 

وھي مجموعة لما کتب إلی مسترشدیە جواباًعلی اسٹلتھم في آمراضھم 
النفسیةء وتحوی علی نکات بدیعة في درا العلل النفسیة وعلاجھا۔ 

٠٠‏ ۔قصد السبیل إلی المولی الجلیل۔ 


۳۹ 


١‏ ۔حقیقة الطریقة من السنة الأئیقة ۔ 

٢‏ ۔۔الابتلاء لاھل الاصطفاء. 

۴ ۔الجلاء والشوف في الرجاء والخوف: 

٤‏ ۔ارضی الأقوال في عرض الأعمال۔ 

٥-شمس‏ الفضائل لطمس الرڈائل. 

٦۔‏ لامع علامات الأولیاء: (تلخیص جامع کرامات الأولیاء 
للنبھاني)۔ 

۷۔الاعتدال في متابعة الرجال ۔ 

و۔الدعوۃ والإرشاد, ورڈ البدع والمنکرات, والآداب الشرعیة: 

۸ ۔|صلاح الرسوم 

۹۔حیاۃ المسلمین. 

٠‏ ۔ فرع الإیمان. 

١‏ ۔آداب المعاشرۃ. 

٣‏ ۔حقوق الإسلام ۔ 

۴ ۔حفظ الإیمان (في الرد علی البدع والعقائد الباطلة) ۔ 


٤‏ ۔اغلاط العوام۔ 


٥‏ ۔إصلاح النساء. 

٦‏ ۔|صلاح انقلاب الأمة (مجلدین). 

۷ ۔آداب الأخہار ۔ 

۸-شذرات الحکم. 

۹ ۔الحجة الانتھائیة علی المحجة البھاثیة, 
٠‏ ۔ززالة الرین عن حقوق الوالدین ۔ 

٢‏ ۔رفع الغلط لدفع الشطط ۔ 

٢‏ ۔بیان اللحیة والشوارب .۔ 

في التحریکات الحاضرۃ. 
8٤‏ -معاملة المسلمین عن کل خیاتة من غیر المسلمین 
٥‏ ۔الخطوب المذیبة للقلوب المثیبة ٠‏ 


۳ ۔الروضة الناذ 





. ۔إعداد الجنة للتوقي عن الشبھة في إعداد البدعة والسنة‎ ٦ 
۔الفعل المحرم في فصل المحرم‎ ۷ 

۸ ۔القول الأھلي في مسالة جامع دھلي۔ 

۹ ۔درجة الحسام عن إشاعة الإسلام . 

۰٣‏ ۔العذر والنڈر 


۱ ۔تنویر السراج في لیلة المعراج . 
٣‏ ۔۔الانسدادلفتنة الارتداد۔ 
۳ ۔الاستحضار للاحتضار مع تقلّبات الأطوار 
٤‏ ۔الدلالة لأھل الضلالة ۔ 
۵ ۔ سذ الغلط والمفاسد في حکم اللغط عند المساجد . 
٦‏ ۔اکمل الأدیان في أسھل اللسان. 
۔تنبیه المسلمین علی تمویه العالم المخالطة بالمشرکین 
ز-السیر والتراجم: 
۸ -نشر الطیب في ذکر النبي الحبیب 8ل . 
۹ ۔الترتیب اللطیف في قصّة الکلیم الحتیف ۔ 





٠‏ ۔اآمائل الأقوال والأحوال لأفاضل الرجال۔ 
١‏ ۔إخبار أھل المجدعن آثار أھل النجد 

٢‏ ۔تحفة الشیوخ. 

٣-۔‏ قصة سیدنا یوسف عليه السلام ۔ 

ٴ٤‏ ۔السئة الجلیلة في الجشتیة العلیة ۔ 


۔دومحمرکذ۔٥‎ 


٦‏ -شریف الدرایات. 

۷ ۔أحسن التفھیم لمقولة سیدنا إبراهیم . 

۸ بیان الوفود في أعیان ابن مسعود 

ح ۔الاذکار والادعیة: 

۹ ۔المأمول المقبول في قربات عند الله وصلوات الرسول 

اختصر فیھا الأدعیة المأشورۃ من (الحصن الحصین)؛ وقمھا علی 
سبعة أحزاب؛ وقد بلغ ھذا الکتاب آکٹر بیوت المسلمین في بلاد الھندہ ونال 
إعجاب وقبول کل الأوساط ۔ 

. ۔زاد السعید في صیغ الصلاۃ علی النبي الوحید‎ ٠ 

. ۔الاستبصار في فضل الاستغفار‎ ١ 

٢‏ ۔القول الصحیح في تحقیق بعض آجزاء دوازدہ تسبیح 

۴۳ ۔تتمة قربات عند اللہ . 

. ۔خیر الدلالة لی حکم ھاء الجلالة‎ ٥٤ 

٥‏ ۔زوال الَنة من أعمال الگنة ۔ 

٢‏ ۔الخطب الماثورۃ: 

جمیع فیھا خطب النبي پٹ والخلفاء الراشدین 

۷ ۔خطبات الأحکام لجمعات العام (بالعربیة) 

۳٣٣۳ 





ط ۔المؤلفات المتفرقة: 

۸ ۔بوادر النوادر (في مجلدین). 

۹ ۔بدائع الفرائد 

. ۔الطرائف والظرائف‎ ٠ 

١‏ ۔جمع الصکوك في قمع الشکوك ۔ 

٣‏ ۔علاج القحط والوباء. 

٣‏ ۔۔العدل مع أھل العدول۔ 

, سد الھیعة في حذ البیعة‎ ٤ 

٥‏ ۔دعوات الذّاعي۔ 

٦‏ ۔۔التادیب لمن لیس لە في العلم والأدب نصیب ۔ 

کانت ھذہ إلمامة بأھم وأشھر مؤلفانہء وھناك الکثیر الکثیر الذي ذکرہ 
العلماء والمعتنون ےت 
بنا الصفحات؛ بالإاضافة إلی مجلدات ضخمة وکثیرۃ من الملفوظات التي قا 
بتسجیلھا وجمعھا وتدویٹھا تلامیذہ في مختلف جلساتهھ ا رت 


الخاصةء وھي تحتوي علی نوادر من علم وحکمةء ولطائف وظرائف؛ 
وقصص وأخبارء ومواعظ وعبر. 








۳٣ 


ھذا وفیما ىأتي من الصفحات نتحف القزّاء الکرام ۔ بإذن الله تعالی 


لبعض الأھم من هذہ المولفات ۔ 








ومشیئتہ۔بدراسة موجزۃ 


٣٥٣ 


الفصل الٹالٹ 
دراسة موجزة لأھم مؤلفات التھانوي 
١۔تفسیر:‏ (بیان القرآن) 


تمھید: 

لما کان کتاب اللہ العظیم ہو المصدر التشریعي الإسلامي الاول بذلك 
العلماء بالغ عنایتھم؛ وصرفوا أقصی جھودھم في مجال خدمة هذا الکتابِ 
العزیز منذ ہدایة العھدء وتناولوہترجمةً وتفسیرا وبیاناأوتوضیحا استنبطوامنہ 
الأسرار وبّنوا وجوہ الربط بین الاّیات . وکشفوا القناع عن الحقائق والمعاني+ 
بأسالیب بدیعة مبتکرۃ۔ 








ونفسیر (بیان القرآن) الذي نتحدث عنه الآن لیس إلا درۃ متلأٰلأۃ ثمینة 
من عذہ السلسلة المبارکةء فھو تفسیر بدیع بمعنی الکلمة؛ لم ینسج علی 
منوالهء اتمٌ فیه المؤلف (الشیخ ا 
المشکلات القرآنیة في آسلوب جمیلء وعلّق علیہ باللغة العربیةء وھو یفنيی 
الإنسان عن کثیر من المطولات . 

یقول الشیخ محمد تقي العثما: افاما في التفسیر فله تفسیر بد 
باللغة الأردیة باسم (بیان القرآن) في أربعة مجلدات ضخمة من القطع الکبیر+ 





ان التناسق بین الاّیات؛ وإیضاح 








۳٣ 


یحوي مباحث علمیة هامة من التفسیر والنحو والبلاغة والفقہ: والکلام؛ 
والتصوّف: وإِنما یعرف قدر ھذا الکتاب إذا رجع إليە القاری بعد مطالعة 
المطوّلات من کتب التفسیر؛ فإنه یجمع لھا ومغزاھاء بعبارۃ ممیزۃ علمیة 


جامعةا؟. 





ویقول الشیخ محمد یوسف البّوري رحمہ اللہ متحذَثاً عن تفسیر بیان 
القرآن: ۷کابد فیه مطالعة کتب المفترین؛ ولخٌص فیە أموراً مفیدة: وحلٌ 
مواضع مشکلة غامضة بوجھ أنیق ؛ وزاد نفعھا بفوائد بالعربیة؛("' 

8اومما لاشك ذ یر یستفید منە الطلبة والعلماء أولو الفضل وسعة 
النظر مع وقد أشاد بە کبار العلماء: وراجعوہ في حلٌ عویصات ومعضلات 
تفسیریة لم یجدوا حلھا في تفاسیر آخری؛ أمثال الشیخ شبیر أحمد العثماني 
والشیخ العلامة المحدّث أنور شاہ الکشمیري رحمھم الل۷'٣'۔‏ 

آ۔الجوانب المرعیة في تفسیر القرآن الکریم : 

لقد وضٌح الشیخ التھانوي رحمه الله بعض النقاط المهمّة في مقدمة 
تفسیرہ وھي بمثابة الأصول والضوابط الأساسیة التي سار علیھا خلال تفسیرہ 
لکتاب الله؛ والمنھج العلمي الذي اختارہ في ذلك+ وھا نحن نلخُصه للقاری 
الکریم. 





۱۱/۱ من مقدمة لکتاب (إعلاء السٹن):‎ )١( 
٥٥-١٥ص یتیمة البیان في شيء من علوم القرآذ؛‎ )٢( 
دار العلوم دیوبند مدرسة فکریة توجیھیة؛ ص۱۷۰‎ )۳( 


۷ 


قال رحم اللہ 

١‏ قمت بترجمة القرآن الکریم؛ ترجمة سھلة میسّرة مفھومة للجمیع+ 
مراعیة للمعاني اللغو, 

۲۔ لم استخدم في الترجمة الأمثال البحتةء لآن الأمثال تختلف من 
منطقة إلی منطقةء ومن ولایة إلی أخری؛ وأما اللغة الأردیة الفصیحة السلسةء 
فإنھا مفھومة لدی الجمیعء وسھلة المنال في کل مکان ۔ 
بعض التوضیحات: والتعلیقات العلمیةء والتحقیقات 
الفنیةء والفوائد التفسیریةء وحلَ الإشکالات الواردة في بعض الأماکن؛ إذا 
اقتضت الحاجة إليەء وقد وضعت ھذہ الإضافات کلھا ورمزت لھا ۔(ف) 

وقد اقتصر المؤلف علی ما دعت الحا: دون التطرق إلی التفاصیل 
من ذکر اللطائف والنکاتء والتطویل في الفضائل ء آوالمسائل الآخری؛ وذلك 
لن الھدف الأصیل والغرض الأساس الذي قصدہ المؤلف من ھذا التفسیر ھو 
شرح کلام الله تعالی وتسھیل معانيه للناس دون التجمیع والتکثیر والتطویل 

٤‏ ذکرت القول الراجح من أقوال المفسّرین حیث تعدّدت آراؤھمء 
ولم أتعرض لجمیع الآّراء والأقوال. 

٥‏ ۔ اقتصرت علی ذکر المذمب الحنفي في المسائل الخلافیة بین 
المذاھب الأربعمةء إلا إذا افتضت الحاجة إلی التطرق لاَراء کل المذاھب 
فوضعتھا في الھامش ۔ 














۳۸ 


٦۔‏ فوائد خاصة لطلاّب العلم : هناك بعض الإضافات العلمیة المفیدۃ 
الخاصة بطُلاب العلم والدارسین والباحثین؛ وتتضمن بعض الموضوعات 
العلمیة الدقیقةء مثل بیان ان الاآیة الفلانیة مکیة أو مدنیةء وذکر اللغات غیر 
المشھورۃ؛ وتوضیح وجوہ البلاضة والتراکیب النحویة والصرفیة؛ 
والاستنباطات الفقھیة وشرح أسباب التزول علماً أن هذا کلە بلغة عربیةء 
وباسلوب سھل میسّرء یمکن لطلبة الصفٌ الثانوي فھمھا وإتقانھا والا: 
منھاء وخاصة أن عذہ الحواشي تفید المدرّسین والأساتذۃ عند تدریس مادۃ 
التفسیرء وتنفعھم للغایة۔ 

۷۔ مراعاۃ المعنی اللفظي: یقول رحم اللہ : ہ قمت بمراعاۃ المعنی 
اللفظي؛ التزاماً بالترادف مرةء وأخذاً بالحاصل أخری؛ ولقد جرأني عليه 
صنیع شیخ مشایخناء السلّم لە عند اصحابنا الشاہ عبد القادر الدھلوي١٠‏ 
رحمہ الله تعالی؟۔ 








() عو الشیخ الإمام العالم الکبیر المفشر عبد القادر بن ولي الله بن عبد الرحیم 
العمري الدھلوي؛ آحد العلماء المبرزینء اتفق الناس علی ولایتہ وجلالتہ؛ 
کان مرجعاً في علم الروایة والدرایة وتھذیب اللقوس والدلالة علی معالم 
الرشد وطرائق الحق؛ ومن أعظم ما من اللہ بە عليه أئە وفق لترجمة القرآن 
الکریم وتفسیرہ في لغة اھل الھند واعتتی بھا العلماء؛ ستاھا (موضح 
القرآن) من خصائصھا أنە اختار لغة جا یت 
والخصوص والإطلاق والتقبید؛ حتی إنھا لا تجاوزھا في موارد الاستعمال 
توقي رحمہ اللہ في رجب سنة ثلاثین ومثتین وآلف بدھلي. نزة الخواطر: 
۷۔۲۹۹ 

۳٣۹ 


ویسرد أمثلة من ترجمتہ: 





قوله تعالی: یما إ٥‏ أي: ما نزل إليك؛ فعبر عن المجھول 
المتعدي بالمعروف اللازم۔ 
يك عَل هَدی ین هم4 أي: آنھم نالواالھدی من ربھمء نعبّرعن 


الخبر الاسمي بالفمْليء ثم مادة الوجدان غیر مذکورۃ في القرآنء ٹم لم یق 
فمدی۴* مضافاًإلی الرب في القرآن ۔ 

عم سرد لقْيمْبَ> اي : أنھم وصلوا إلی ہدفھم وغایتھمء فعیّر عن اسم 
الفاعل بالماضي۔ 

٣‏ ماك مُضلخو رک أي: إنما شاننا الإ(صلاح؛ وکم من بون بینھماء 
وأمثال ذلك کثیرۃ 





ترجمتہ رحمة اللہ ۔ 





۸۔ البعد عن التکلفات في بیان النکات : ومنھا نکات اختلاف العنوانات 
ا ار جو کی ین طئ 
۰ [البقرة: ۸٥]ء‏ وقولە تعالی ال لَهُمْ اکُوا كَذو 
...4 1لاعراف: ۱١٦]ء‏ ن بیان النکات في اختلاف العنوانات ہین 
نء فإن أمثال ھذہ النکات ت وتعتفاتء والجواب الصحیح+ 
والحق الصریح في جمیع عذہ الأمور وما حاکاھا ما نقله من روح المعاني عن 
الزمخشري (من أنە لا باس باختلاف العبارٹین إذا لم یکن هناك تناقض)ٗء 
















)١(‏ انظر: روح المعاني للإمام الالوسي : ۸/۱٦۲ء‏ ط: دار إحیاء التراث العربي 
بیروت۔ 
ف9 


ولا تناقض بین هذہ العنوانات . 

وبالجملة فإن التفٹن في التعبیر لم یزل داب البلغاءء وفیه من الدلالة 
علی رفعة شأن المتکلم ما لا بخفی؛ والقرآن الکریم ملي٭ء ومن رامٌ بیان سر 
لکل ما وقع فیە منہ+ فقد رام ما لا سبیل إلیە إلا بالکشف الصحیح والعلم 
اللدنيء واللہه پڑتي فضله من یشاءء وسبحان من لا بأسرار کتابہ إلا هو ۔ 








۹۔بیان ربط الاّیات من حیث الموضوع : وھذامبني علی اعتبار الارتباط 
فیما بین الاّیات؛ والدلیل الشافي عليه عنديء أنە لو لم نعتبر المناسبة بیٹھما 
لما اختلف ترتیب التلاوۃ عن ترتیب النزول٠‏ واللازم منتف بالتوفیق کما 
عليه 





ویژیدہ ما في (روح المعاني) تحت آیة ھ وَاَتّقوابَومَا وْمَعْک ید إِل 
اوک آنە و قال : ٥اجعلوھا‏ بین آیة الریا وآیة الدین٤+‏ وفي روایة أخری آنه 
قال: ٦اجعلوها‏ علی رأس مثتین وثمانین آیة من البقرۃا”'۔ ونحوہ في 
النفسیر المظھري'''ء ودلالته علی ما أوعینا من التوقف ظاہر ء وکذاالارتباط 





() روح المعائي: .١٥٣‏ 


لد الله الفاني فتيء أحد العلماء 






عفان رض الله عنهء وُلد 


وکان شدید التعبد رات کا لئ نر الفکر وسلامۃد 


٣٦ 


ہین السور المرتبة معتبرء لکن لا بالتوقف بل باجتھاد الصحابة؛ مع إجماعھم 
عليه فیما آراہ۔ 

والدلیل الکافي عليه: ما أخرجه أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي 
وابن حبان والحاکم عن ابن عباس رضي الله عنھما قال: اقلت لعثمان: ما 
حملکم علی أن عمدتم إلی الأنفال وهي من المثاني؛ وإلی البراءة وھي من 
المثین؛ فقرنتم بیٹھماء ولم تکتبوا بیٹھما سطر (بسم اللہ الرحمن الرحیم)؛ 
ووضعتموھا في السبع الطوال؟٤۹.‏ 

فھذا يدلَ علی أن الاجتھاد له دخل في ترتیب 
روایات مرفوعة وموقوفة في ترتیب السور؛ فدل علی کونە غ 








الذھن قد بلغ رتبة الاجتھاد في الفقہ والأصول؛ لە مصنفات عظیمة من آشھرها 
(التفسیر المظھري) في )۱١(‏ مجلداء وکتاب في الفقہ في مجلدین: و(السیف 
المسلول فی الرد علی الشیعة)ء و(تذکرۃ الموتی والقبور)ء و(تذکرۃ المعاد)ء 
ورسالة في حکم الغناء؛ ورسالة في حرمةالمتعةء ورسائل آخری؛ توفي رحمه 
الله في رجب سنة خمس وعشرین ومثتین وألف . (نزھة الخواطر: ۱۱۲/۷ ۔ 
5 ۔ 

)١(‏ آخرجہ احمد في مسندہ: ۷/۱٦ء‏ (۳۹۹) و١/1۹ء‏ (۹۹٦)؛‏ والترمذي في 
سننهء کتاب التفسیر باب ومن سورة التوبة برقم (۳+۸۷)؛ وأبو داود في 
سنہ کتاب الصلاقء (۷۸)؛ والنسائي في السٹن الکبری: ۱۰/٥‏ 
(۰۷۸) وابن حبان في صحیحہ:۱/ ۲۴۰ (٤٦)؛‏ والحاکم في المستدرك 
علی الصحیحین : ٢/٤٥٤۲ء‏ (۲۸۷۵)۔ 


٣۲ 


الشارع مسکوتاعنہ ء ٹم أجمعواعلی ھذا الترتیبء والن لا تجوز مخالفتہ . 
۰۔ ومن البلاغة عند بعض العتأخرین ورود بعض المعاني في صورۃ 
المتشابھاتء فإن صاحب التلویح عدھا کفایات: کما قال: وأما عند علماء 
البیان فلآن الکنایة لفظ قصد بمعناہ معنی ثان ملزوم لەء أي لفظ استعمل في. 
معضاہ الموضوع لەء لکن لا یتعلّ به الإثبات والنفي؛ ویرجع إلیه الصدق 
والکذب. بل لینتقل منە إلی ملزومہہ فیکون هو مناط الإثبات والنفيء ومرجع 
الصدق والکذب؛ کما یقال: فلان طویل النجادء قصداًبطول النجاد إلی طول 
القامةء فیصح الکلام؛ وإن لم یکن لە نجاد قطء وإِن استحال المعنی الحقیقي 
کمافي قوله تعالی: ٭ وَألكواث ملوكتٗ ییب4 [الزمر: ۷٦]ء‏ وأمثال 
ذلكء فإن ھذہ کلھا کنایات عند المحققین من غیر لزوم کذب ؛ لأن استعمال 
اللفظ في معناہ الحقیقي؛ وطلب دلالته عليه إنما مو لقصد الانتقال منە إلی 
ملزومە؛ وحینشذٍ لا حاجة إلی ما قیل: إِن الکنایات مستعملة في المعنی 











الثانيی؛ لکن مع جواز إرادة المعنی الأولء ولو فی محل آخر وباستعمال آخر؛ 
بخلاف المجازء فإِنه من حیث إنه مجاز مشروط بقرینة مانعة عن إرادة 
الموضوعلە۔ 

۱۔ الاهتمام ببیان ربط الاّیاتء والسور ہما قبلھاء وذلك باسلوب 


سھل میسّرہ کما أن ناك اعتناءٗ ملموسًبتناول ملخص لکل سورۃ وبیان فحواھا 
الحقیقي في بدایتھاء یلقي الضوء علی ما تتضمنہ السورة من الموضوعات 
الرتیسةء 
۲۔ الاعتناء بوضع عناوین رئیسة للمعاني التي تشیر إلیھا الاّیةء وھذہ 
٣۳۴‏ 


العناوین تسهّل الطریق للدارسین والباحین: وتساعدھم في الوصول إلی 
غایتھم وعدفھم بأسرع وقت . 

۳ ۔الایات التي فسّرت بالأحادیث والاآثارء اھتم فیھا المؤلف رحمه 
اللہ أن تکون صحیحةء وصریحة في الموضوعء آما الآییات التي لم تُُسشر 
بالماثور؛ کما أن اللفظ القرآني لم یکن یحتمل ذلكء فقد وقع التسامح في 
اشتراط الصحة لاٹارھا۔ 

٤‏ ۔أما في موضوع الرد علی الشبھات: وتفنید المزاعم الباطلةء فقد 
کان جُلَ عنایة المؤلف رحمہ الله: بالشبھات التي تستند إلی دلیل صحیح؛ أما 
الشبھات العقلیة والحسیة التي لا یژنّدھا الدلیلء ولا تعتمد علی نظر سدیدد 
وفکر صحیح فلم یتعرض لھا بتاتاً۔ 

٠‏ ۔لم نقصد إلی الإطالة في الموضوع؛ والإطناب في التفسیر والشرح 
بدون حاجة ملحةء أو فائدة علمیة نادرة. 

٦‏ ۔بہما أن کاتب ھذہ السطور لیس لە کثیر علم؛ واطلاع علی الکتب 
السماویة الآخری؛ فقد کان (تفسیر الحقاني) ہو المعوّل عليه في تفسیر 
لق سب افعایتت -- 











آثار السلف الصالح في الانتقاء من آقوالھم والأاخذ بآراٹھم 
من دون التطرق لاَراء المتآخرین . 

۸ ۔لم أتطرق لذکر اللطائف والنکات التي لا دخل لھا في فھم القرآن+ 
ولا فائدۃ مٹھا مرجوٰۃ فيه وذلك لن الھدف الأساس؛ والغرض الأاصیل هو 
۳٣٤‏ 


تفسیر القرآن الکریم وفھم معانیە: والاعتباربہ۔ 

۹ ۔الاّیات التي ورد في تفسیرها حدیث مرفوع ثابت إلی النبي هك لم 
نلتفت في تفسیرھا إلی قول أحد. 

ب ۔اھم مصادر المؤلف في تفسیر (بیان القرآن): 

٭ تفسیر البیضاوي؛ للشیخ عبد الله بن عمر بن محمد القاضي ناصر 


الدین البیضاوي الشافعي (ت ۷۹۱ھ) 


للإمام أبي محمد الحسین بن مسعود الفراء البغوي+ 





٭ معالم ا 
المتوفی سنة ٥١٦ھ‏ 

٭ رح المعاني في تفسیر القرآن العظیم والسبع المثاني؛ للزمام شھاب 
الدین أبي الثناء محمود بن عید الله الاَلوسي؛ المتوفی سنة ۱۲۷۰ھ۔ 

٭ الکشاف عن حقائق التنزیل وعیون الأقاویل في وجوہ التاویل٤‏ 
لمحمود بن عمر بن محمد الزمخشري (ت ۸٣٦ھ).‏ 

٭ تفسیر الجلالین؛ لجلال الدین المحلي (ت ٦٤٦۸ھ)؛‏ وجلال 
السیوطي (ت ۹۱۱ھ). 

٭ مدارك التنزیل وحقائق التاویل: لأبي البرکات عبد الله بن أحمد 
النسفي (ت۷۱۰ھ)۔ 

٭ تفسیر القرآن العظیم؛ للإمام الحافظ عماد الدین أبي الفداء 
اإسماعیل بن عمر بن کثیر (ت ۷۷۵ھ). 





٣٢ 


٭ الدر المنشورہ للإمام جلال الدین عبد الرحمن السیوطي, 
(ت۹۱۱ھ)ء 


٭ تفسیر الخازن. 
٭ تفسیر فتح المنان۔ 

٭ لباب النقول في آسباب النزول؛ للسیوطي (ت ۹۱۱ھ)۔ 
٭ الإتقان في علوم القرآن ؛ للإمام السیوطي ۔ 

٭ تفسیر الرحماني۔ 

*٭ القاموس المحیط للفیرو زآبادي 

* تراجم القرآن الکریم؛ باللغة الاردیة. 


٭ کتب الحدیث والفقہ والسیر والتراجم . 


ج۔۔منھچ المؤلف في التفسیر: 


اعتناؤہ بالروایات ونماذجه من تفسیر الآّیات : 





ا4ال عمران: :]٤-١‏ 





دی 





ہالروایات : في روح المعاني'''عن ابن جریرعن الربیع قال : إِن النصاری 
رسول الہ ق فخاصموہ في عیسی ابن مریم؛ وقالواله من أبوہ؟ وقالوا 
علی اه تعالی الکذب والبھتان: فقال لھم النبي ل: ألستم تعلمون أنە لایکون 
ولدإلا وھو یشبه آباہ: قالوا: بلی؛ قال : ألستم تعلمون أن ربنا حي لا یموت: 
وآن عیسی یاتي عليه الفناء؟ قالوا: بلی۔ . . وفي روایة: ألست تزعم أن عیسی 
کلمة الله تعالی وروح منه.۰٠۹۔‏ 





آخرجھ السیوطي في (الدر المنثور) عن ابن أبي حاتم وابن جریررعن 
الربیعء وفي (لباب النقول)''' عن ابن أبي حاتم وابن إِسحاق؛ بتخریج 
البيھقي في آخر القصةۃ٣؛‏ وقال في سور الفاتحة مُعَنونا (الروایات) اسورۃ 
الفاتحة مکیة عند الأکٹرہ وھو المروي عن علي وابن عباس وققادۃ واکٹر 
الصحابة٥.‏ 





وھکذا اختار رحم اللہ مٹھجه في ذکر الروایات؛ علماً أن معظم ھذہ 


الروایات منقولة من تفسیر (روح المعاني) 


)0 انظر: روح المعاني؛ للاّلوسي: ۷٥/۳‏ 

)٢(‏ انظر: الدر المنٹور؛ للسیوطي: ٢/٤٢۱؛‏ ولباب النقول؛ للسیوطي کذلك+ 
ص٥٦ء‏ ط: دار إحیاء العلوم بیروت؛ وانظر کذلك: تفسیر الإمام ابن جریر 
الطبري: /٣‏ ۴١٦۱ء‏ ط: دار الفکر بیروت ١٤٤٥ھ‏ 

(۴) بیان القرآن: ۳/٢‏ 





۳۷ 


١‏ ۔اللفة والنحو والبلاغة: 

کان رحمہ الله یعتني اعتناءٗ بالغاً ببیان اللغة والتحلیل اللغوي والنحوي 
والبلاغي؛ ویخوض في بحار الوجوہ البلاغیة مستنداً في ذلك إلی آقوال 
العلماء والمفشرینء ویختار القول الراجح بین الأقوال وفیما یأتي نضرب 
بعض الأمثلة: 









یقول رحمه الله في سیاق الشرح اللغوي لقولە تعالی: ط 
و کیاکی . ...4ال عمران: ]۱٤١‏ 

في روح المعاني : الأمة: 

١‏ ۔الجماعة التي تؤمء أي تقصد لأمر ما۔ 

٢‏ وتطلق علی أتباع الأنبیاء؛ لاجتماعھم علی مقصد واحد 


٣۔‏ وعلی القدوۃء ومنہ قوله تعالی: ہل إِٗ اي کک أَة ە [النحل: 
8 





٤‏ وعلی الدین والملةء ومنہ قوله تعالی: ٭ إِنَيَمَدا ڑکا علق أكٍ 








[الزخرف: ٢۲]۔‏ 
٥‏ والزمان: ومنہ قوله تعالی: ٭وَاَفْكرَبَدَأو 4 [یوسف: ٤٤]ء‏ لی 
غیر ذلك من معانیھا۔ 


النحو: قولہ: فمنکم4ء قیل: مِن)4 تبعیضیةء لوجوب ھذا الأمر 


۴۸ 


والنھي علی الکفایةء وقیل: بیانیة ولا یعارض وجوبە علی الکفایةق لأن 
عموم الخطاب لا یقتضي الوجوب علی العین ء کما أن خطابات الجھاد عامةء 
ومع ھذا فھو واجب علی الکفایةء وأیضاً المخاطب جمیع المدنیین؛ ویدخل 
فیھم الاوس والخزرج دخولاً اولیاً۔ 

البلاغة: ویقول في تفسیر قولە تعالی: 4 إِنَمَا 
تین اک مہا لدع وف کاب رَألکَریں رف کیل اگ 
[التوبة: ۰ء آتی في الأصناف الأربعة باللام؛ وفي الباقیة 
ا ا ا ا لت 
الأربعة المتقدّمة کونھم ملاکاً اظھر من المتاخرةء لن المتأخرة 2-2 
منجزۃء والغالب صرفھا إلیھم فوراء فالمال الذي یصرف في الرقاب إنما 
یتناوله السادةء وکذلك الغارمون إنما یصرف نصیبھم لأرباب دیونھم تخلیصاً 
لھم وکذافي سبیل الل وابن السبیل یصرفون في المدَة والزاد فوراً۔ 

وقال رحمہے اللہ وھو یییّن الوج البلاغي في تقدیم فوله وت 


بت علی قولہ اولادكم4 في قولہ تعالی : ط إِت ولک وَاَرَآَدُ 

















قلت: قتم الاموال مع کرڈ الالاد احب نی الإقسان طیماء لآن المال 
کثیرء ولان في تحصیله (شغالاً کبیراء فحق لە أن یھتم بہ٤۔‏ 

٢‏ ۔اعتناؤہ باستخراج مسائل السلوك من کلام ملك الملوك 

ھذہ رسالة خاصة بما تضمنہ تفسیر (بیان القرآن) من مسائل السلوك+ 





۳۹ 


استنبطھا المؤلف رحمە الله واستخرجھا من ال٦ّیات‏ القرآنیةء وقد سمّاھارحمه 
الله (مسائل السلوك من کلام ملك الملوك)؛ علماً ان ھذہ الرسالة لھا الشیخ 
باللغة العربیةء وإلی القارئ الکریم نمافج من ہذہ المسائل المستنبطةء 
وسوف نتحدث بالتفصیل عن ھذہ المسائل ؛ والتعریف بھذہ الرسالة في مبحث 
مستقل إن شاءالل ۔ 7 

١‏ ۔ فولہ تعالی : ٭ بنايہا اش کذ کم مزعظۂ بن یڑ وَِاڈ لمَا فی 
اَلشُڈور 4 [یونس: ۷٥]ء‏ دلیل علی أن في القلوب أمراضاًء وھي أشد من 
أمراض الأبدانء کالشك والنفاق والحسد والحقدء وأمثال ذلك۶. 

٢۔فولہ‏ تعالی :لے ہل اش نول اق کم نت 
يَعلکد+ [یونس : ]٤۹‏ فیە رد علی من حرّم بعض الف مل قد اما 
اوعملاًء تقشغاً وتزھدا وبٔخص منە من ترکہ علاج٢؟'‏ 














ء]٦ قولہ تعالی : لہ ما ین تاکن ف الا اِلَاعَل اق زڈیا 4 [ھود:‎ ٣ 
فیه حمل بلیغ للعباد علی التوکل في الرزق؛ ولا یمنع من التوکل مباشرة‎ 
الأسبابء والأخذ بھاء مع العلم بأئه سبحانہ مسبّب لھاء ولا ینبغي أن یعتقد‎ 
آنە لا بحصل الرزق بدون ي الوثوق بالله تعالی؛‎ 
وربط القلب بەسبحانہ: فماشاءکانء ومالم یشالم یکن9“‎ 





() ییان القرآن: ٥۰/٥‏ 
() المصدر السابق: ۲١/٥‏ 
(۴) المصدرالسابق: ٥/۳۷۔‏ 


مس 


٣۔المسائل‏ الاعتقادیة 


0 ً ؤٔؤ ٔ ,+4 / 
المسائل الاعتقادیةء ورڈ علی الفرق التي انحرفتء وحادت عن طریق 
الصواب والحق وفشّرت ال٦ّیات‏ حسب أھواٹھاء وأفکارها الزائغة 

یقول رحمہ اللہ في تفسیر قولہ تمالی: ٭ ثُل آییّٹر گا اَل اق لک 
کے وَذقو 4 [یونس: ۹٥]ء‏ استدل المعتزلة بالآیة علی أن الحرام لیس 
برزقء ولا دلیل لھم فیھاء إذ المعنی ١ما‏ قُدر لانتفاعکم؛ والمقدّرللانتفاع ھو 
الحلال؛ فیکون المذکور هاھنا قسماً من الرزق لا مطلق الرزق الشامل للحلال 
والحرامء والکفرۃ إنما أخطؤوافي جعل بعض الحلال حراماء ومن جعل أھل 
السنة نظیراً لھم في جعلھم الرزق مطلقاً منقسماً إلی قسمین؛ فقد اعظم 
الفریۃ۔ 

وقال في آثناء تفسیرہ لقوله تعالی: و شس علق حر ہم کات )۷> 
[التوبة: :]۸٤‏ 





وقد ذکر أستاذي الشیخ محمد یعقوب رحمہ اللہ في وجه حکمة صلاتہ 
ےل حکمۃ آخریء ولا غرو في تضمن فعلہ 8ل حکما کثیرۃء وھي آنہ کل بھذا 
الفعل کشف القناع عن وجه شرعي عظیمء وو آنہ لا بنفع شيء من النوسّلات 
والتبڑکات بدون الإیمانء لا ترون في نب یصلّي والصحابة رضي الله عنھم 





۲٦/٥ بیان القرآن:‎ )١( 


۳ 


مقتدون بەء فصلوا جمیعاًعلی جنازتہ: واستغفرواله؛ وکفن في قمیص النبي 
پنش" ودخل جوفہ ریق النبي قےلء ومع ذلك کله هو في الدرك الأسفل من 








النار؛ فلا یغتر أحد بکونہ ذا نسبة من میارك أو مقبولء کما هي ھوسات 
الجھلاء الذین یسلکون أنفسهم في محبي الأولیاء ومعتقدیھم : وأنّی لھم ذلك ۔ 
انٹھی ہممناہ'۔ 


د-بعض الفوائد العلمیة المنتقاۃ من (بیان القرآن): 

١۔موالاۃ‏ الکفار واتخاذھم أولیاء من دون المؤمتین : 

قد تحدث الشیخ التھانوي رحمہ الله عن ھذا الموضوع وتناوله في عدة 
مواضع من تفسیرہ إجمالاً وتفصیلاًء حیث ورد النھي الشدیدعن انخاذ الکفار 
آولیاءء ومڈ ید الموالاۃ إلیھم؛ ونظراًإلی ھذہ التصریحات۔ النھي عن الموالاة 
۔وقع بعض الطوائف من غیر المسلمین فریسة سوء الفھم؛ بل الفھم الخاط+ 
022 شریعة الإسلام تحرّض آتباعہ علی فصل کل العلاقات مع غیر 
المسلمین؛ حتی الحُلق الحسن؛ والسلوك الطیب لا حظ لھم فیە من المسلمین؛ 
وصرفوا النظر عن الاّیات القرآنیةء والأحادیث النبویة الني تحك المسلمین 
علی الخلق الطیب الحسن؛ والسلوك النبیل السامي مع کل الأقوام 

وفي مقابل ھؤلاء کانت هناك جماعة من السذّج من المسلمین الذین 
اطلعوا علی آیات النھي عن الموالاۃ؛ ٹم شاھدوا ما قام بە سیّد البشر الحبیب: 





۱۳۲/٤ بیان القرآن:‎ )١( 


۳۳ 





نوا أمثلة عجزت أقوام العالم عن تقدیم شيء مٹھا۔ +٠.‏ 
ہولاء رأوا من ذلك ان ھناك تعارضاً بین الاّیات القرآنیة والاحادیث النبویة+ 
إلا أنٌ کُلأٌ من ھذین الفکرین ناتج عن قصر النظر في آیات کتاب اللہ؛ وعدم 
التامل - کما مو حقہ ۔ في حقائقھا وفحواھاء ولو أنھم أمعنوا النظر فیھاء 
وعمقوا الفکر في معانیھا وسعة شمولیتھا لما وقعوا فریسة ھذا الخطاء ولزالت 
تلك الأوھام التي أدتھم إلی القول : بالتعارض بین المصدرین الکتاب والسنّة 





ومن تٌمْ فقد مسّت الحاجة إلی شرح المصطلحات ذات الصلة بھڈا 
الموضوعء والتي یتین لنا من خلالھا المنھيٌ عنە من المسموح بە في مجال 
العلاقات والروابط الفردیة والجماعیة بین المسلمین وغیرھم؛ وما هي 
الأسباب التي من أجلھا جاء النھي؛ وما إلی ذلك من الأمور 
ایس (العلافة) ومراتبھا: 

الواقع أنّ ھناك مقاییس ومراتب: 
بھا العلاقة بین شخصین أو جماعتین: 

فمٹھا: مرتبة (الموالاۃ والموئّة القلبية)ء وھذہ المرتبۃ خاصة 
بالمؤمنین ولا تجوز آبدالغیر المؤمنینء في أي حال من الأحوال 

۔ومنھا: مرتبة (المواساة) وھي الرغبة في الإحسان إلی الآخرین والنفع 
لھم؛ وإیصال الخیر إلیھم؛ وهذہ جائزۃ ومسموح بھا لغیر المسلمین أجمعین؛ 





ینبغي أن ننظر إلیھا بعین الاعتبار ونزن 





۳۷۳ 


إلا لأاھل الحرب منھمء الذین یحاربون المسلمین ویسعون في إضرارھم 
وإیذائھم؛ ویقومون ضذھمء ویساندون أعداءھم في المعاركڈء هذا وقد بین 
الله جلٌ وعلا تفاصیل هذہ المرتبة في سورة الممتحنةء إذ قال عو من قائل: لآ 
ار ہر ےتشر رت طرا کا٤‏ 
الین توق ن از رآڈیٹرکہ یَ بخ 
ش4 [الممتحنة: ۹-۸]ء 








ومٹھا: مرتبة (المداراة) ومعناھا التظاہر بالخُلق الحسن؛ والمعاملة 
الطیبةء والسلوك المرضي العاليء وھذا أیضاً جائز مع غیر المسلمین؛ إذاکان 
الھدف منە هو الدعوۃ إلی الدین؛ أو کانوا ضیوفاً عند المسلمین؛ أو لتالیف 
قلوبھم؛ أو کان الغرض هو توفیر أسباب الامن باتقاء شرورھمء والأضرار 
النانجة منھم؛ وھذا هو المتصود في قولہ تمالی : ط ِلآ کتراینۂ کڈ“ 
[آل عمران: ۲۸]ء فتھی عن الموالاۃ واسٹٹنی منھا ہذہ الحالةء وھي الني 
تسٹی بالمداراۃ۔ ٤‏ 





۔ومنھا: مرتبة (المعاملات)؛ أي: التعامل معھم في الأمور الدنیویة؛ 
کالتجارة والصناعة ومشارکتھم في الجرف الأخری+ فھذا جائز مع جمیع 
الکفارء إلا في حالة واحدة وھي حالة تضرّر المسلمین من هذہ المعاملات 

وإن ما قام بە سیدنا وحبیبنا رسول اللہ پل ومن بعدہ الخلفاء الراشدون 
ثم الصحابة أجمعونء خیژشاھد: وأصدق دلیل وبرھان علی ذلك؛ وما قزّرہ 
الفقھاء من حظر بیع الأسلحة لأاھل الحرب من الکفار والإذن في تجارۃ 
الأشیاء الآخریء إنما ہو مبنئ علی ھذا الأصل۔ 

۳۷ 





٢۔التشبه‏ بالأقوام الآخرین: 
من هوالمنشبة؟ 





ہو من عدل عن حقیقتہ وشکلە الأصلي؛ وتخلّی عن ممیزاته وسیرته 
وأخلاقہ واندمج في حقیقة قوم آخرین وتشکل بشکلھم؛ واختار طریقتھم 
وھیٹتھمء وانتھج منھجھم؛ واتبع سلوکھم 

وھکذا نری أن تعالیم دیننا الحنیف وشرعنا القویم الإسلامي تُلزم اتباعه 
أن تکون شخصیاتھم متمیزۃ عن الآخرینء حتی في الأشکال الظاعریة والتي 
قتمثل في الملبس؛ أما ما یمیزھم من الآخرین في داخل الجسم فھو الاختتان* 
واللحیةء ولا یمکنا! المسلمین وغیرھم ‏ في المظھر الخارجي۔إلا 
بھاتین المیزتینء ومن ھنا فقد حثّ الدین الإسلامي علی اختیار الملبس الذي 
یتفق وقواعد شرع الل؛ وإن الحفاظ عليه وعلی شعار اللحیة من متطلببات 
الحمیة الدینیة والغیرۃ الإسلامیةء ولیس من قبیل النعصّب أو قصر النظرہ 
وإنما الغرض الأساسي هو إنقاذ الأمة الإسلامیة من تقلید الغیر؛ وتجنییھم 
الوقوع في الالتباسء آو فریسة التشبّه بالأقوام الأخری وذلك لأن الأمم التي. 
لا تحافظ علی ممیزاتھا وخصائصھاء ولا تصون شخصیاتھا من الاندماج في, 
الأقوام الآخری فإنھا لا تستحق أن یقال لھا: أمة مستفلة حرة تتمتع بکل معاني 
الحریة والاستقلال ۔ 








حکم التشبّه بالکفار 
مما لاشك فیە أن التشبّه بالکفار في المعتقدات والعبادات کفر ؛ والتشبہ 


۳۷۰٣ 


بھم في الطقوس والتقالید الدینیبة حرام؛ مثل تقلیید النصاری في تعلیق رمز 
الصلیب بالعنق؛ واستخدام اي نوع من آنواع القلائد التي ترمز إلی الشرائع 
الھندوسیةء والطقوس الدینیة غیر الإسلامیة فھذا کله حرام؛ لأن اختیار 
الشعائرالکفریة وال الشرکیة علناً وجھراآ دلیل علی الرضا بھا قلباء وھذا النوع من 
التشبّه وإن کان أقل درجة من النوع الأول ء لكنە ذریعة إلیەء فلا بد من ستھا 
حتی لا یمکن الوصول إليهء فھل یُعقل آو یرضی أحد لنفسه أن یشرب البول۔ 
أعزنا الله وإیاکم ۔بحکم وجود الفرق بین ا! والبول؟ کلا! بید آن النھي عن 
التشبّه بالکفار في العبادات والطقوسء والتقالید المذھبیةء والآعیاد التي 
تحمل طابع الدین عندھمء ثابت قطعاً بإشارات من کتاب اللہء وأحادیث 

ة کثیرۃء وسنة رسول اللہ لا وقد فصّل القول فیە شیخ الإسلام 
الا ان تی رس ای ناب ناظاہ المراط الستظی تی عالڈ 
اصحاب الجحیم) وذکر معظم تلك الاّیات الکریمة والأحادیث الشریفة التي. 
تناولت ھذا الموضوع۔ 








آما التشبّه بھم في شؤون العشرة الاجتماعیةء والعادات القبلیة والتقالید 
القومیة فھو مکروہتحریما مثلاً التزئي بالزٌ الخاص بھم: واستخدام مایشیر 
إلی طائفة خاصة من الملابسء آو یعد عَعْلَا من معالمھم بحیث یعرفون بہ؛ 
مثل استعمال الطاقیة آو القلنسوۃ الخاصة بالنصاری؛ وارتداد الکساء الخاص 
الذي یستعملہ المبّاد الھندوس؛ آو الحذاء الخاص بالُسَاك والرھبانء ھذا وما 
یشبھه کلە داخل في التشبّه بھم ۔ 








۳٦ 


هذا وقد یزید الطین بلة إذاکانت اللیة من استعمال ھذہ الأزیاء والملابس 
هي التباي بھاء والتفاخر بالتظاہر بارتداٹھاء أو تقلید الإنکلیز آو أقوام آخری 
في هذہ الأشیاءء فلا شك أن الحرمة تزدادء وتشند الخطورۃ ۔ 

آما إذا قلدھم أحد في طریقة التحدث وأسلوب الکلام حتی یُعدَ من 
طائفتھم وبٔحسب من زمرتھم فذلك أیضاً محظور عليه: علماً أن تعلّم اللفات 
مثل الإنکلیزیة آو الھندیة آو السنسکریتیة إذا کانت أداۃ للمخاطبة ووسیلة 
المراسلة والمكاتبةء ولم تصحبھا نیة الاشبه بھمء أو إرادة کسب إعجابھم أو 
إثبات حبْ الوطن فھذا لا اس بە: بل قد یصل الأمر إلی الوجوب إِذا اقتضتِ 
الحاجة الدعویةء وتطلبت الضرورةۃ الدینیة؛ وکان الغرض فھم کلامھم 
للاطلاع علی نوایاھم: ومعرفة مقاصدھم 

۳۔مخالطة غیر المسلمین : 

یقول اللہ تعالی: ٭ ولا ٹیگڑڑا إل الینَ اما تک ار 4 (مود: 
۳ء في (روح المعاني): ویشمل النھي حینئذ مداہنتھم؛ وترك النکیر 
علیھم مع القدرةء والتزتي بزیھم؛ وتعظیم ذکرھمء ومجالستھم من غیر داع 
شرعي؛ وکذا القیام لھم؛ ونحو ذلك. قال الحسن: جمیع (الذین) في 
یعني (لا تطغوا) و(لا ترکنوا) 
٤‏ ۔الزواج بالکتا, 














یقول اللہ تعالی: و وَلا تی الَتشَرۃ [البقرۃ: ٢٤۲]ء‏ 


۳۱۷ 


ظاھر الاّیة یدل علی جواز نکاح الکتابیةء وقد حقّق في الموضوع الشیخ 
التھانوي رحمه الل؛ فقال: دھناك طائفة من الناس یزعمون أنھم من أھل 
الکتابء وآن أزیاءھم الظاھریة وأسلوب حیاتھم وطرہ 
الکتابء ولکن یبدو بعد إمعان النظر في عقائدھم+ والبحث والتمحیص في 
اصول معتقداتھم أنھم لیسوا من أھل الکتاب في شيء؛ وکل ما یدّعون في ھذا 
الصدد دعاوی باطلة لا تمت إِلی الواقع والصحة بصلة فلا یجوز نکاح المسلم 
لنساء ھؤلاءء کما هو الحال في عصرنا ھذاء حیث یعتقد بعض الشاس أن 
الإنکلیز ہم من النصاری أتباع سیدنا عیسی عليه السلامء والواقع أن عقائدھم 
قد تسزبت إلیھا أمور إلحادیةء وخرافیةء وتطرقت إلیھا آشیاء باطلة لا علاقة 
لھا بالشریعة العیسویة وما آنزل الله بھا من سلطان؛ فإِنھم لا یؤمنون بنبوۃ 
عیسی عليه السلام ولا بشریعة الإنجیل؛ وکونه کتاباًسماویاء وعلی مذا 
فھؤلاء لیسوا من اھل الکتاب الذین أحل اللہ للمسلمین الزواج بنسائھم؛ وإِن 
الذین یتزوجون في بلاد أوروبة أو الدول الغربیة الآخریء دون أي تحقیق أو 
بحث عن دیانة المرأة ومعتقداتھاء یقعون فریسة الخطاً الفادح؛ ویظلمون 
انفسھم). 

٥‏ ۔بعض الفوائد التفسیریة: 

یقول رحمه اللہ تعالی في تفسیر قولە تعالی: ٭نعبدہ4 : إِن العبودیة 
الکاملة ہي معراج الإنسانیة؛ ولذلك أکرم الله تعالی جمیع الألبیاء بھذہ الصفة 
المبارکة وخاطبھم ب(عبادالش): کماوصف خاتم النبیین سید الأنبیاء والمرسلین 
محمد ب۔(عبد الله ورسولہ) الذي ہو خیر خلق اللہ في الأرض۔ 











۳۷۸ 


- ویقول في تفسیر کلمة طالرزق4: إن معنی کلمة الرزق وفحواھا 
واسع النطاق في کتاب الله تعالی+ فالرزق یتضمن کل أنواع اللعم؛ وجمیع 
آصناف الاّلاء سواء کانت ظاھریة أو مادیة أو ٭ فتشتمل دائرۃ (الرزق) 
العلم والحکمة والفھم والفراسة والمحبة والخ النقوی والطھارةء وعباد 
الل الصالحین یتفقون کل ما أنعم الله علیھم من النعم في سبیل الحق والدین ۔ 

ویقول في تفسیر قوله تعالی : ط وََلَنََا حلسم التعَام 4[ 
کانت بنو إسرائیل قد تدفقت علیھم أصناف من النعم؛ وأنواع من الثروات 
والالا ورغم ذلك کلە کان مآلھم أنھم کانوا غارقین في بحار المعاصي, 
والآثام والبغي والطغیانء وفي ذہ الایة دلیل صریح علی أن آبواب أنعم اللہ 
تعالی وآلائہ تظل مفتوحة رغم کثرۃ المعاصي والآثام؛ وھذایسٹّی استدراجاًء 
وقد زعم بعض الجھلة من المتصوفة أن کثرۃ المالء والازدیاد في الثروات من 
علامات القبول عند اللہ تعالیء وھذا جھل بحت لا یمت إلی الدین بصلة 








۷ 











۔ ویقسول في تفسیر قوله تعالی : ٭ وب عَبْ لی ین لُک دم 
[آل عمران: ۳۸]: دلّت الآیة الکریمة علی ثلائثة أمور : 
١۔إن‏ طلب الأولاد من الله والرغبة فیھم لا یعارض التقوی والزھد 


٢‏ ۔ینبغي أن یکون نظر الداعي وتوجّھہ إلی مسبّب الأسباب؛ ولیس إلی 


الأسباب 






اتھا۔ 


۳۔ینبغي أن یدعو الإنسان ربە تعالی أن یرزقه الأولادالصالحین؛ ولیس 
مجزدالاولاد۔ 


۳۷۹ 





تفسیر قوله تعالی: فلا اَلقزا سَُکڑتا امک )یں وَاَمَتْعَمِکُمْ 


جو بِخرِعَلیمِ [الأعراف: ٦ء‏ دلَت الایة الکریمة علی اربعة أشیاء 

١۔‏ لا ینبغي أن یغتر الإنسان بالخوارق الصادرۃ من بعض الٹاس؛ لاتھا 
قد تصدر من أھل الباطل۔ 

٢۔-ھناك‏ نوع من السحر قد یؤٹر علی القلب ویتصرف فیەء ویدخل فیه 
(عملیة النٹریم) (8 0۸:9:0 ۔ 

۳۔ إن التاثر بالسحر وعملیة التنویم ( ہہ )٥4:‏ لا ینافي الکمال 
الباطني؛ وقد آصیب سیدنا موسی عليه السلام أیضا بالخوف والرعب ۔ 

٤‏ لیس من الضروري قدرة أھل الحق علی التغلّبِ علی ھذہ الأشیاء أو 
إبطالھا ۔ 

۔تفسیر قوله تعالی : ٭ إ٤َحيتَہَالثہُور‏ عِند کو4 [التوبة: :]۳٦‏ 

یقول الشیخ التھانري رحمہ اللہ: ٥إن‏ المعاصي والاآثام تزداد سوا 
و ا في الأوقات المبارکة والساعات المفضّلةء وینبغي أن یقاس علی 
الأوقات: الأمکنڈُ والمقاماث المبارکڈ والأسف کل الأسف علی أوللك 
الجھلة من رعاۃ شژون المزارات وضرائح الاولیاء والصالحینء الذین بقترفون 
آنواع الذنوب والمنکراتء ویرتکبون أصناف المعاصي والاآثام؛ والبدع 
والخرافات عند هذہ القبور ویعقدون محافل الموسیقی ومجالس الطرب 
والغناءء ویزین لھم الشیطان أعمالھم ؛ ویفتح لھم آبواب الشر والفساد والتبزج 








۳۸۰ 


والسفور علی مصراعیہء وھم یحسبون أنھم یُحسنون صُنعاًء نسال الله السلامة 
والعافیة, 

۔وقولہ تعالی : و وَمَافََلَْعَن ای4 [الکھف: ۸۲]: 

قال الشیخ التھانوي رحمه اللہ: لم یقدر سیدنا موسی عليه السلام أن 
یصبرعلی الأمور الثلاثة الصادرۃ عن الخضر عليه السلام؛ وھذا دلیل علی أن 
الإنسان مھما بلغ من المکانة العالیة الرفیعة في العلوم الباطنة لن یسعه العمل 
مخالفاً لظاھر الشریعة الإسلامیة إِلا بإلمام صریحء وھذا الإلمام الصریح 
استحال صدورہ بعد ختم النبوۃ. 

وأضاف رحمه الله قائلاً: 

آجمع العلماء المحققون قاطبة علی آن أي عمل آو فعل مھما کان مکی 
رسلی رسای سٹ ار الزرحابی راطاظ الو رایةء ار کان ضارما 
لظامر الشریعة ومخالفاً لھا فلن یکون مباحاًأبداء یقول الله تعالی: ٭ إِن الِمْكمٌُ 
الاک 

قرلہ تعالی  :‏ اي إِن تَكََہْ ن الس أکھا اضَکرة ات ابر 
وَآسَروا قرف وَتَوْأَي الک4 [الحج: :]٤٤‏ 

هلہ الأَیة الکریمة تناولت شرح وبان النظام الإسلامي والحکومۃ 
الإسلامیةء وصرحت بأنە لو أقیمت حکومة المسلمین الصالحین لعمرت 
مساجد الله بذکر الله ؛ وازدادت رونقاً وبھاءٗ بإقامة الصلوات: وحلقات الاروس 


۳۸۱ 


والوعظ؛ فتَسْمَع دوىّ التکبیر والٹھلیل في کل الأنحاء والأطراف: ولتبدو 
الحیاۃغنیةبالمعنویة والروحانیةہ والقلوب عامرۃ منوّرۃبنور الصلاح والتقوی؛ 
والبر والإ(حسان؛ حیث یقوم بیت المال بس حوائج الفقراء والمحتاجین: فلا 
تجدنٌ جائعاًیطلب مایسدبه رمق ولا عاریا یطلب ما یواری بە عورتەء ویعم 
الخیر بین الجمیع؛ ویسودُ المجتمم العدلُ والإنصاف وتحکمہ المساوافٰ بدل 
آن یضطز الإنسان لشراء العدل؛ والمساومة في المحاکم للحصول علی حقه 
الشرعي والقانوني؛ ونتحرر الکتلة البشریة من أغلال الربا والرشاوي؛ ویتطھر 
المجتمع من کل آنواع الکذب والتزویر والتزبیف؛ والفحشاء ومساویئ 
الأخلاق ومن جمیع الفٹن المادیة ؛ کالسرقة والنھب وقطع الطریقء وبٔصبح 
ارتکاب المعاصي والاآثام؛ واقتراف الذنوب خُلمالن یتحقق؛ وأملاًلن ینال ۔ 

وکل من سوّلت لە نفے الاقشراب منھا سیکون مصیرہ هو الخیية 
والخسران في الأولی والآخرةء ولو لم یتب أصحاب الغناء والموسیقیء 
ومحافل الطرب والرقص؛ ولم یتخلّوا عن ہذہ العادات السیئةء فسیواجھون 
النفي والجلاءء تلك الحکومة التي تقمع فیھا جذور الفواحش٠‏ وتحرّق دور 





الشینما والأفلام الخلیعق وتھدم محلات الملاھي ومواضع التھمء ویحل 
الادب الإسلامي البناء الرائع؛ والقصص الحسنة ذات السلوك العالي والتربیة 
الرفیعةء محل الروایات الکاذبة والقصص الخرافیةء والأشعار الثفسدة 





للأخلاقء المثیرۃ للشھوات؛ والھادمة للقیم الخلقیة والمعابیر الدہ 
والإسلامیةء وبالجملة فان إقامة وتأسیس الحکومة الإسلامیة بمعنی الکلمة 
لتجعل الدنیا الفانیة الزائلة جنة بشعر فیھا الإنسان بالراحة والطمانینة والھدوء 





۸۲ 


والسعادة؛ ویعیش عیشة ھنیئة رغیدة بکل امن واستقرارء وھذہ هي الحکومة 
التي آرادھا الباري جلٌ وعلا في هذہ الاَیة الکریمة . 

تفسیر قول تعالی: < جاَیّتً ارک :اما اتا لئ وَابِتدوا د 
اَلوَيسیلة ہچ [المائدة: .]٣٣‏ قال رحمہ الله: روي عن ابن عباس رضي اللہ 
عتھماء ومجامد وفتادة والحسن البصري رحمھم الله : أنھم فسّروا الوسیلة 
بالتقربء ومعنی ابتغاء الوسیلة و البحث عن التقرب إلی الله والوصول إلیه ٠‏ 
وھذا یحصل للوإنسان بالأعمال الصالحة؛ وتجتب المعاصي والذنوب 
والابتعادعٹھما 

وإِنَ بعض علماء الھند الذین استدلّوابکلمة الوسیلة علی إثبات الاستعانة 
والاستغائة بالاولیاء قد آساؤوا فھم کلمة الوسیلة؛ وحسبوها شبیھة ومماثلة فيی 
المعنی لکلمة (الوسیلة) الأردیةء ولا ثك أن ھذا خطأ فاحش؛ لآن الوسیلة 
کلمةعربیة معناھا القرب والدنو ۔ 





وخلاصۃ الشول: إِن نیل رضا ار تعالی٠‏ والحصول علی مرضانه 
والتقرب إلیه لا یکون إلا بالأعمال الصالحة فقط؛ لا بالاستععانة بالاولیاء 
والاستغاثة بھم؛ ولا بإحیاء ذکراہمء والاحتفال بھمء والنذر لھم؛ نسال الله 
السلامة والعافیة 





ونکتفي بھذا القدر من الفوائد العلمیةء والنوادر واللطائف التفسیریة 
التي انتقیناھا من (بیان القرآن) لحکیم الأمة الشیخ شرف علي التھانوي 


۸۰۴ 


والجدیر بالذکر ان ھذا التفسیر العظیم قد طبع في طبعتہ الأولی في اثنيی 
عشر مجلدا ٹم صُقّرت الحروف وتمت طباعتہ في أربعة مجلدات ضخمة؛ 
رحم الله المؤلف ونفع بکتابە المسلمین 


ہے 


۳۸۶ 


٢‏ ۔إمداد الفتاوی 





إِن موضع الإفتاء؛ أو کتایة الفتاویء هو الذي یحیط بمعظم جزاء حباته 
رحمہ الله العلمیة والدعویة والإ(صلاحیةء ہل إِنه یحتل حیاته الکاملة بعد البدء 
في مرحلة التدریس والدخول في مجال الافادۃ والتعلیم+ وقد رزقه الله تعالی 
من العمر ما یناھز أکثر من نصف قرنء یخدم فيه الدین والشریعةء ویغذي 
الناس وینفعھم بعلمہ وجذقہ وذکائہ: وفھمہ: وورعه وتقواہ 

وھکذا عاش ھذا العالم الربّاني الجلیل ترجماناً عن مراد الله تعالی+ 
وبمثابة الوزیر الموفع عن الملك”؟ء مع ما في ہذا الفن من الخطورة وکبر 
الموفعء وکثرة الفضل"'. 











)١(‏ لقد شب الإمام القرافي رحمە الله المفتي بالترجمان عن مراداللہ تعالی؛ وجعله 
الإمام ابن القیم رحمه الله بمنزلة الوزیر الموقّع عن الملك؛ وقال: إذا کان 
منصب التوقیع عن الملك بالمحلٌ الذي لا ینکر فضلہ؛ ولا یجھل قدرہ؛ وھو 
من أعلی المرائب الستیِات فکیف بمنصب التوقبع عن رب الارض 
والسماوات؟!. (إعلام الموقعین عن رب العالمین : .)۱۰/١‏ 

)٢(‏ قال الإمام النووي رحمە الله : اعلم أن الإفتاء عظیم الخطر؛ کبیر الموقع: کثیر 
الفضل؛ لأنَ المفتي وارٹ الأنبیاء صلوات الله وسلامہ علیھمء وقائمٌ بفرض< 








۸۰ 


ھذا وقد عذ العلماء هذہ المجموعات الکبیرۃ من الفتاوی الصادرۃ من 
حکیم الأمة الفائضة من قلمه السیّال مأثرۃ کبیرۃ تجدیدیة لھذا العصرء 
وترائاً علمیاً کبیراء لا یستغتي عنە العلماء وأصحاب الفضل؛ فضلاًعن طلاب 
العلم وعامة الناس"۲ء 

یقول الشیخ محمد تقي العثماني : ہوآما في الفقه فله (إمداد الفتاوی) 
في ستة مجلدات ضخمۃ باللغة الأردیة''ء وھي مجموعة فتاواہ التي کتبھا 
بنفسہء وکان رحمہ اللہ أکبر مرجع للثُتیا في الھندہ یرجع إليه المستفتون من 
مشارق الأرض ومغاربھاء ویکتب إليه العلماء الأفاضل في مسائل عویصة 
آشکل علیھم أمرھاء فیجیبھم الشیخ؛ ویحلٌ مشکلات المسائل وغامضھا بکل 
تحقیق وتدقیق؛ ہما یٹلج صدورھمء ویشفي غلّتھم؛ وإن (إمداد الفتاوی) 
شاھدُ عدل لعمق نظرہ في الفقہ: وفیھا مباحث فقھیة نفیسةء وشرح لمعظم 
المسائل التي حدثت في العصور الآخیرۃء ویعتبر ھذا الکتاب الان آکبر مأاخذ 
للمفتین ومرجع لھم في باکستان والھند وبنغلادیش ۳۷ 

















الکفایة لکتّہ معوَغیٌ للخطاء ولھذا قالوا: المفتي موقٌع عن الہ تعالی 





(المجموع شرح المهذب: ٤٤٦)۔‏ 

() من مقدمة الشیخ المفتي شفیع أحمد (کبیر المفتین في پاکستان سابقاً) لکتاب: 
(إمداد القتاری)۔ 

)٢(‏ وفیھا عدد لا باس بە من الفتاوی باللغة العربیةء سوف نذکر نمافج منھا إِن شاء 
الله فی الصفحات القادمة ۔ 


(۴) من مقدمة لکتاب إعلاہ السٹن : ١/١۱۔-٢۱۔‏ 


۳۸٦ 


هذا وقد آکرم اللہ سبحانہ وتعالی الشیخ التھانوي بأساتذۂ أّفاء من أھل 
الورع والتقی الذین کانواله خیر معین في ہذا السبیل؛ ویرجع إلبھم الفضل بعد 
الله سبحانہ وتعالی؛ في تطویر مواہبه العلمیةء وتنشیط صلاحیاتہ الدعویةء 
فقطع رحمہ الله شوطاً کبیر من هذہ المھمة العلمیة في ظلٌ إشرافھم العالي+ 
ورعایتھم وارشاداتھم الغالیةء وتوجیھاتھم القبّمة وسنحت لە الفرصة أن 
یتمرن علی ھذا الفن؛ ویمارسه عن کٹب؛ وتنمو فيه ملکة قویةء وبراعة نادرۃ 
تساعدہ علی الإتقان في آداء هذا الواجب الدیني الکبیرہ الذي لا تکفي فیه 
القراءة البحةء والمطالعة المحضة؛ والذکاء النادرہ والعارضة الوقادة 
فحسبء بل لا ہد فیه من ملازمة مَهَرة ھذا الفن والمحنکین ا حتی 
یتمکن القائم بھذا الواجب من کسب ذوق صحیح ني معرفة أصول ھذاالفن. 

والاطلاع علی دقائق ھذا الشأنء وإیجاد ملكة تعینه علی الاستنباط 
والاستخراج في بیان أحکام ما یواجھہ من الحوادث الطارئة والمستجدات 
والنوازلء الأمر الذي یتطلب منە بذل جھود وطاقات مضاعفةء حتی بتحقق 














هدفه المنشودء وینال غایتہ المتوخاۃ. 
وفعلاً فإِن العلماء والمفتین الذین تربی في کنفھمء ونشأ في إشرافھم 
نشأتہ العلمیة وتحت رعایتھم الرشیدةء کانوا من أجلَ واکبر الأساتۃ في ھذا 





الفن؛ أمشال الشیخ المحدث والفقیه العلآمة محمد یعقوب النانوتويی؛ 
والعلاأمة المحدث الصالح الشیخ رشید أحمد الکنکوهي رحمہ الله 


وإن القارئ لإمداد الفتاوی؛ والمطلع عليهء سیجد اآثر عذین الشیخین 


۸۷ 





ن في الفتاوی ج أبارزء ولا شك ان توجیھاتھم العلمیة أصولاً وفروعاً 
تذکرنا بالمتقدمین من الفقھاء والمحققین الذین اشتھروا في مجال الافتاء وذاع 
صیتھم فیه۔ 





آ-۔خصائص الکتاب ومزایاہ ومنھچ المؤلف فیه: 

ھذا الکتاب موسوعةً فقھیةً مبِسٌّطةً للناطقین باللغة الأردیة 
یجد فیھا القارئ الکریم کل ما یحتاجه في العقائد والعبادات والمعاملات: 
باسلوب سھل میسّرہ لا غموض فیە ولا اضطرابء ولا تعقید ولا التباس؛ 
ومما یزید في قیمة الکتاب ویرفع من مکانتہ: أن الشیخ التھانوي رحمە اللہ قد 
ة حول قضایا معاصرۃ؛ ونوازل طارئة رہما لا یجدھا 








٢۔إن‏ کثرۃ مصادر هذہ الفتاوی وتنوع مواردھاء یدلَ علی مدی عنایة 
الشیخ التھانوي رحمه اللہ بھذا الکتاب؛ وغوصه بحار البحث والتحقیق؛ کما 
أنە یدلٌ علی سعة اطلاعهء وعلو ثقافتہ؛ وإحاطتہ بالمادۃ التي تناولھا۔ 

۳۔ کلما عرضت عليه مسألة ۔ مھما کانت سهلة واضحة وجلیّة ۔ کان 
یدرسھا دراسة متأئیةء وینظر فبھا بإمعان وتعمقء ویفکر في جوانبھا وأطرافھاء 
قبل أن یبدا في کتابة الجواب؛ وینفق کل طاقاته في الوقوف علی شبیھھا ومٹیلھا 
من فتاوی فقھاء السلفء والمتقدمین من العلماءء فإن وجدھا کتب الجواب 
علی ضوٹھا۔ 


٤‏ ا المسائل التي لا یجد لھا جزئیة صریحة فکان یحزر جوابھا طبقاً 





۳۸ 


للقواعدء وفي ضوء الأصول؛ وینبّه في آخر الجواب ویقول إن ھذا الجواب 
ضوء الأصول والقواعد؛ لأني لم أقف علی. 
المسالة في آراء الفقھاء: ویتبغي مراجعة العلماء الآخر: 
خالفوني في الجواب فارجو إفادتي بذلك ۔ 








٥‏ کان رحمہ الله لا یت في مسألة ما دون استشارة ومراجعة أٔق 
وزملائہ من آھل العلم؛ بل إِنه کان یراجع أحیاناً تلامیذہ ویستشیرھم إذالم 
یجد احدأمن آساتذته أو أقرانہ؛ وکان من عادته رحمه اللہ أنه کان یوصي العلماء 
ویژکد علیھم بالتستك بمیدأ النشاور والالتزام بە نظراًإلی أھمیته القصوی . 

٦۔‏ إذا کانت المسألة لھا صلة بذاته هوء أو عرضت لە عارضة لم یعمل 
فیھا بفتواہ الخاصةء وإنما کان یعرضھا علی العلماء الآخرین فیھاء 
ثم یعمل بماکانوایفتونء وقد آرسل إلی الشیخ المفتي محمد شفیع عدة مرات 
یسألةعن مسائل ویستفتیه فیھا ۔ 





۷۔ برغم استخدام کل آبوابِ الحیطة؛ وبڈل کل الجھودہ وإنفاق کل 
الطاقات الممکنة في مجال البحث والتحقیقء وإمعان النظرہ وتدقیق الفکر في 
المسائل؛ کان رحمه الله یؤکد علی أصحابه والملازمین لمجالسه وحلقات 
دروسه؛ وعامة العلماء أن یحیطوہ علماً إذا خالفه أحد في الفتاوی الصادرۃ 
علہ وکان یحبْ أن یسمع الانتقاد لفتاواء من أي واحد حتی من الصغار؛ وکان 
إن تغیر رأیە بعد إعادة النظر في المسألةء أو وصل إلی نتیجة جدیدۃ في البحث+ 
یُسرع في إعلانہء وإطلاع الناس عليه في أقرب وقت ممکن؛ ویقوم بنشر رأیه 


۸۹ 


الجدید وقول الأآخیر (الذي یراہ راجحاً) في مجلة (النور) الشھریةء ٹم یضمّن 
کل مجلد من (إمداد الفتاوی) ملحقاً خاصاً بأقواله الجدیدة وآرائه المتأخرة 
وذلك بعنوان (ترجیح الراجح)۔ 

۸۔ کان رحمہ اللہ ینھج منھج التیسیر ٭ ودفع الحرج؛ وإزالة المشقة عن 
عامة الناس ؛ وجعلە نُصب عینە تجاہ النوازل والمستجدات الحدیئةء والقضایا 
المعاصرة التي أوجدتھا الآلات الحدیثة والمعاملات الجدیا 
الأصول والضوابط الفقھیة تسمح بقبول الرخص لھمء وإزالة الضرر عنھمء؛ 
ویمکن توفیر التیسیر لھم دون أي تعارض مع النص الصریح؛ کان یری مذھب 
التیسیر وخاصة في القضایا التي عمّت فبھا البلویء ولو وُجدت رخصة في 
روایة ضعیفةء أو في رأي عند إمام من الأئمة المتبوعین من السلفء کان 
یختارھاء ویفتي بھا نظراًإلی ضرورة الناس وعموم البلوی؛ ولکنہ کان یشترط 
فیھا شرطین أساسیین : 

الأول: أن یکون عامة الناس مضطزین في تلك المسألةء ولا یکون الأامر 
عائداًإلی حبّ الیسر والسھولة؛ أو کان السبب في ذلك هو التکاسل 

الثاني: أن تتم دراسة المذھب الذي اختیر قولە في الأخذ بالرخصۃ 
والتیسیر دراسة کاملة: وتحفّق فیه المسالة من کل الجوانب والشواحي؛ 
وبمراعاۃ شروط ذلك المذھب وتفاصیله الکاملة المستفادة من أحد علماء 
ذلك المذھب؛ ولا یکتفي في ذلك بالمطالعة الشخصیة 


ہذا وقد تحققت ھذہ الضرورۃ مستوفیة کل الشروط في مسألة الزوج 


ةء فإن رأی آن 








۳۰۰ 


العنّین والمجنون والمتعنّت والمفقود؛ بحیث لما اشتدت مظالم الأزواج علی 
زوجاتھم؛ ووقعن فریسة المصائب والمشکلات من قبل آزواجھن في قضایا 
الأحوال الشخصیة من النکاح والطلاقء وذلك بسبب غیاب القاضي الشرعي+ 
وفقدان القانون الشرعي في بلاد الھند حتی انتشرت أخبار ارتداد النساء 
المسلمات في ولایة (بنجاب)ء کان من الطبیعي أن یقلق الشیخ الٹھانوي رحمہ 
الله لھذا الوضع المؤلم الُحزنء والذي بکت لە العیون دموعاً دامیة؛ ولِمَا آلِ 
الأمر إليه في شان النساء المسلمات . 






وانطلاقاً من بدا رفع لواء الإصلاح؛ والمشاركة الفمَّالة في البحث عن 
حلول ناجعة لما یعاني منە المسلمون؛ نھض الشیخ التھانوی رحمہ اللہ وأقبل 
علی البحث والتنقیح لھذہ المسائل من کل الوجوہء وذلك بمراجعة المذاعب 
الأربعة وشمّر عن ساعد الج لتحقیق ھذا الغرض النبیل: والھدف السامي . 

وکان کل من الشیخ المفتي محمد شفیع؛ والشیخ المفتي عبد الکریم قد 
شارکاہ في إنجاز ھذا العمل العظیم؛ وآزراہ وشدّا عضدہ بکل معنی الکلمة؛ 
في کل خطوۃ کان یخطوھاء حتی وفقھم الله تعالی لإکمال ھذا التحقیق الأئیق 
من الکتب الفقهیّة للمذاہب الأربعة۔ 

ٹم نظراً للاستزادة العلمیةء وطلباً لمزید من التنقیح والتوضیح قاموا 
بمراجعة علماء المذھب المالكي الذین کانوا في ذاك الحین بالحرمین 
الشریفین وواصلوا معھم کتابة ومراسلةء کما لم یَقْنْهُم أن یراجعوا علماء 
وفقھاء شبه القارۃالھندیةء ویستشیروهم في ھذہ الحادثة . 








۳۱ 


وبعد خمس سنوات حافلة بجھود متواصلة حثیثةء ومساع مستمرۃ في 
مجال البحث والتحقیق؛ والتقیح والتمحیص؛ قام الشیخ التھانوي رحمہ الله 
بتالیف کتاب سمّاہ (ا اللحلیلة العاجزٰة) وجاء الکتاب متضمناً حلاً 
شرعبا دینیاًللمعضلة التي کانت تعاني منھا المرأۃالمسلمةء والظروف القاسیة؛ 
والأوضاع العصیبة التي کانت تمر بھا بسبب آنواع من العنف والظلم التي کان 
یقوم بھا الآزواج تجاهھن۔ 





کانت هذہ نبذةۃ یسیرۃ تعریفیة بمجموعة فتاوی الشیخ التھانوي رحمہ الله 
وخصائصھا ومٹھجھ فیھا۔ 

ب ۔المصادر والمراجع التي استقی منھا المؤلف فتاواہ: 

لم نذکر في ھذہ القائمة کتب الأحادیث والاآثار والسنن ہجمیع أنواعھاء 
ي الأحادیث الضعیفة والموضوعۃ ء وإنما اکتفینا بذکر 
أھم مراجعہ في التفسیر والفقه وشروح الحدیث؛ والکتب المتفرقة . 








کتپ التفسیر وعلوم ال 
١۔‏ تفسیر البحر المحیط؛ لأبي حیان الأندلسي؛ ٢‏ ۔تفسیر الکشاف+ 
للزمخشري؛ ۴ غایة البیان ٤۔‏ تفسیر الإمام الرازي؛ ٥۔‏ روح المعاني 





للاّلوسي؛ ٦۔‏ حاشیة الصاوي علی الجلالین ۷۔ الإتقان في علوم ا 
للسیوطي؛ ۸-فتح الرحمن للامام ولي الله الدھلوي؛ ۹۔موضح القرآن للشیخ 
عبد القادر المحدث الدھلوي؛ ١٥۔تفسیر‏ النسفي (مدارك التنزیل)ء للنسفي ٠‏ 
١۔تبصرۃ‏ الرحمن؛ ١۱۔تفسیر‏ ابن کثیر؛ ۳۔الدر المنثور للمام السیوطي+ 


۲ 


٤۔فضائل‏ قل هو الله أحدء لأبي محمد السمرقندي؛ ١٥۔التفسیر‏ المظھري 
للعلامة القاضي ثناء الله ١۱۔‏ تفسیر روح البیان للبرسوي؛ ۱۷ تفسیر 
الخازن 

کتب شروح الحدیث 

١‏ فتح الباري بشرح صحیح البخاريء للحافظ ابن حجر العسقلاني؛ 
٢‏ عمدة القاري بشرح صحیح البخاري؛ للعلامة العیني: ٣‏ عون المعبود 
شرح سنن أبي داود؛ لشمس الحق العظیم آباديء -٤‏ شرح السنة؛ للمام 
البغوي؛ ٥۔جمع‏ الفوائدء ٦شرح‏ النووي لصحیح الإمام مسلم؛ ۷ شرح 
الشمائلء للامام الملا علي القاري؛ ۸ ۔ مرقاۃ المفاتیح شرح مشکاۃ 
المصابیحء للملا علي القاري؛ ۹۔ التعلیق الصبیح علی مشکاہ المصابیح؛ 
للعلامة محمد إدریس الکاندھلوي؛ ۰٥۔‏ مشکل الاآثار؛ لامام الطحاوي؛ 
١۔اشعة‏ اللمعات شرح المشکاة (بالفارسیة)ء ١۱۔بلوغ‏ المرامء للحافظ ابن 
حجر العسقلاني؛ ۱١‏ المصلّی شرح الموطاء ١۱۔‏ الاستیعاب؛ للامام ابن 
عبد الب ١۱۔شرح‏ القسطلاني لصحیح البخاري ۔ 

کتب الفقه والفتاوی والأصول: 

١۔‏ رد المحتار علی الدر المختار لابن عابدین الشامي؛ ٢‏ الفتاوی 
الھندیة (الفتاوی العالمکیریة)ء ۳۔ الخلاصة ٤۔‏ المقنع؛ ٥۔‏ النھایة شرح 
الھدایةء ٦۔الھدایةء‏ للمرغیناني؛ ۷۔الکفایة (حاشیة علی الھدایة)۸۰۔العنایة 
(حاشیة علی الھدایة)ء ۹۔ حاشیة الشیخ وجیە الدین علی شرح الوقایة؛ 





۴ 


۰۔تنشیط الأفھانء ١۱۔‏ جامع الرموز للقھستاني؛ ١۱۔‏ کشف المنارء 
۳۔ فتاوی قاضیخانء ١٤۔البحر‏ الرائق شرح کنز الدقائق لابن نجیم الحنفي+ 

٥۔‏ حاشیة العلأأمة عبد الحي الاکتوقٍ علی شرح الوقایة ١٦۔‏ الأسرار 
المحمدیّةء ۱۷۔ الأشباہ والنظائر؛ لابن تُج تجیم الحنفيء ۱۸۔ نصب الرایة في 
تخریج آحادیثك الھدایة للعلامة الزیلعي؛ ۱۹۔ فتح القدیر بشرح الھدایة 
امام ابن الھمام؛ ۲٢‏ تیسیر الوصول إلی علم الأصول؛ ۲۱ مراقي الفلاحع 
شرح نور الإیضاح؛ ٦٢‏ شرح الصدورء ۲۳۔الفوائدء لأبي القاسم بن علي 
الزنجانيء ٢٥۔‏ التجریدء لػأبي الفضلء ٢۲۔‏ بدائع الصنائع في ترتیب 
الشرائع؛ للامام الکاسانيء ٢٦۔‏ منیة المصليء ۲۷ الحلبي؛ ۲۸ حاشیة 
الطحطاوي علی الدر المختارء ۲۹۔ النھر الفائق؛ ۰٠۔‏ جامع الرموز 
للقھستاني؛ ۳۱۔ المحیط؛ للسرخسيء ۳۲۔ رسم المفتيء لابن عابدینء 
۳۔ شرح القھستانيء ٥٣‏ تبیین الحقائق شرح کنز الاقائق؛ ٣٥۔‏ مجموعة 
فتاوی العلامة أبي الحسنات عبد الحي اللکنوي رحمه اللہ ٣٦۔‏ فتاوی 
المفتین : ۳۸۔علم الفقہء للعلامة عبد الشکور اللکنوي ؛ 
۹۔ فوائد تاج الشریعة ٤٠۔‏ خزانة الروایات+ ٤٦۔‏ الفتاوی السراجیةء 
٢٦۔الفتاوی‏ العزیزیةق .٦٤‏ الفتاری الحامدیة ٤٥۔‏ عمدۂ الرعایقء 
٥۔الفتاوی‏ التاتارخانیة؛ ٤٦۔‏ فتاوی أھل سمرقند ٤٦۔‏ فتاوی مجمع 
البرکات: ٥۸‏ الخزانة الجلالیةء ۹٦۔‏ فتاوی النوازلء لأبي اللیث 
السمرقندي؛ ٥٠۔معتمد‏ الأصول؛ لأبي یعلی القاضي٠‏ 








ھمایونء ۳۷۔خزا: 












۳۹۶ 





کتب متفرقا 

١‏ تذکرۃ خواص الأمةہ لسبط ابن الجوزي؛ ٢۔‏ حلیة الأولیاء لأبي 
نعیم الأصبھاني؛ ٣۔‏ أصح السیر؛ للشیخ عبد الرژوف القادري؛ ٤‏ الطبقات 
الکبری؛ لابن سعد ٥۔الشفاء؛‏ للقاضي عیاض؛ ٦۔نسیم‏ الریاض شرح شفا 
القاضي عیاض؛ للخفاجي؛ ۷۔سیرۃ ابن ہشامء ۸۔ترجیح الراجح؛ ۹۔شرح 
نخبة الفکر؛ للحافظ ابن حجرہ ٠١‏ حجة الله البالغةء للعلامة الشاہ ولي اللہ 
الدھلويء ۱۱ تھذیب التھذیب؛ للحافظ ابن حجر العسقلاني؛ ۱١‏ منھاج 
السنةء لملإمام ابن تیمیة ۱۳۔إحیاء علوم الدینء للامام الغزالي+ ٠١‏ بھجة 
النفوس لابن أبي جمرۃء ١۱۔‏ کتاب الروح؛ للامام ابن القیم؛ ٦١‏ حادي 
الأرواح إلی بلاد الأفراحء للامام ابن القیم؛ ۱۷۔ وفاء الوفا بذکر حجرات 
المصطفی پچ ۱۸۔ تنزیل السکینة علی قنادیل المدینة للسبکي؛ ۱۹ کشف 
النور عن أصحاب القبورء للنابلسي؛ ٢٠۔شرح‏ العقائد النسفیةء ١٢‏ وفیات 
الأعیانء لابن خلّکان: ٦٢‏ الرسالة القشیریة ۲۳۔ العقد الفریدء لابن عبد 
رب ٢٤۔‏ إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء للامام ولي اش الدھلري؛ 
٥۔الطریقة‏ المحمّدیة؛ للإمام البرکوي؛ ٦٢‏ عوارف المعارف؛ ۲۷۔زبدةۃ 
النصائح. 

کانت ھذہ قائمة بأہم المراجع والمصادر التي استقی منھا المؤلف مافي 
کتابه (إمداد الفتاوی)ء وإن کثرۃ ھذہ المراجع؛ وتعدّد أنواعھا وموضوعاتھا 
إن دلت علی شيء فإنما تد علی ثقافة الشیخ الٹھانوي الواسعةء واطلاعہ 
العمیق؛ وسعة نطاق معلوماته المحیطة بکل أصناف العلوم وأقسام المعارف؛ 














۳۰۰ 


ومن تَمٌ فان الفتاوی الصادرۃ من قلمه کانت تجمع بین القدیم الصالح والجدید 
النافع ؛ وتّسم بالوسطیة والاتزانء ونتمیز بالاعتدال في اختیار الآراء والأاقوال؛ 
ودعمھا بالأادلة والبراھین ۔ 

جہ۔فھرس اھم الموضوعات والقضایا التي عالجھا الکتاب: 

لقد جاءت فتاوی الشیخ التھانوي رحمه الله مرتبة ومبوّبةً علی الأبواب 
الفقھیة؛ منسوجة علی منوال الفقھاءء متضعّنة الفروع والجزثیات المتعلقة 
بسائر الأبواب ا 





*٭ أھم المناوین التي احنواھا المجلد الأول من (إمداد الفتاری)ء والذي. 
بلغ عدد صفحاتہ حوالي ثمانمثة وسبع وأربعین صفحةء علماً أن کل العناوین 
وُضعت باللغة العربیة: 


کتاب الطھارۃ: فصل: في الوضوء ونواقضہء فصل: في الغسلء 
فصل: الماء الذي یجوز به الوضوءء وما لا یجوزبەء فصل في الأسآر: فصل: 
في التیممء باب : المسح علی الخفین؛ باب : الحیفض والنفاس والاستحاضةء 
أحکام النجاسات وکیفیة تطھیرھاء فصل: في الاستنجاء؛ مسائل منثورة 
متعلقة بکتاب الطھارۃ. کتاب الصلاۃ: شروط الصلاۃ وصفتھاء باب القراءةء 
فصل في التجوید رسالة (ضیاء الشمس في أداء الھمس)ء رسالة (التدقیق 
الجلي في تحقیق النون الخفي)ء باب الإمامة والجماعةء باب ما یفسد الصلاۃ 
وما یکرہ فیھاء باب النوافل+ باب الوتر فصل في التراویح: فصل في إدراك 
الفریضة وقضاء الفوائت؛ فصل في أحکام اللاحق والمسبوق؛ باب السھو في 











۳٦ 


الصلاۃ وأحکامہء باب صلاة المریض؛ باب سجدہ التلاوةء باب صلاۃ 
المسافر؛ رسالة (نافع الإشارۃ إلی منافع الاستخارۃ)ء باب صلاة الجمعة 
والعیدین؛ باب صلاۃ الاستسقاءء باب الجنائز خلاصة الکلام في أذان 
الجمعة؛ مسائل منثورة متعلقة بکتاب الصلاۃ؛ المقالات المفیدة في حکم 
آصوات الاّلات الجدیدة رسالة (استحباب الدعوات عقیب الصلوات)+ 
رسالة (الصلاۃ علی المیت الصبيٌ المتولد بین مسلم وکافر بغیٗ)ء (التحقیق 
الفریدفي حکم آلة تقریب الصوت البعید)۔ 

٭ فھرس أھم الموضوعات التي تناولھا المجلد الشاني الذي بلغ عدد 
صفحاتہ: سبعمثة وائنتین وثلائین صفحة۔ 





کتاب الزکاۃ والصدقات: فصل في العشر والخراجء تحقیق أراضي 
الھند صدقة الفطر. کتابِ الصوم والاعتکاف . کتابِ الحج: باب الإحرام 
وآرکان الحج؛ باب الحج عن الغیر؛ مسائل منثورۃ متعلقة بالحج ۔ 

کتاب النکاح: رسالة (ضم شارد الإبل في ذم شارد إبل)؛ الصراح في, 
أجرة اللکاحء باب الجھاز والمھرء رسالة (تعدیل أھل الدھر في درجة تقلیل 
المھر): باب المحرمات وغیرھاء جلائل الأنباء في حرمة حلائل الابناءء باب 
الأولیاء والأکفاءء مسائل منثورة متعلقة بالنکاح . کتاب الطلاق: فصل في 
فسخ النکاح والخلعء فصل في الظھار والإیلاءء فصل في العدة والرجعة 
فصل في النسب والحضانة والنفقات : کتاب الحدود والتعزیر. کتاب الأیمان؛ 
کتاب النذورء کتاب الوقف:؛ أحکام المسجد 








۷ 


* فھرس آھم الموضوعات التي تضمنھا المجلد الشالٹ من (إمداد 
الفتاوی) الذي بلغ عدد صفحاتہ: ستمثة واثنتین وعشرین صفحة: 

کتاب البیوع: فصل الإقالة والبیع بالخیار بیع السلمء بیع الصرف+ 
بیع المُملات والأوراق النقدیة المعاصرةہ البیع الفاسدء أحکام بیع الثمار 
والأزھاں المعاملات المباحة والمحظورۃ والمکروهةء أحکام المستجدات 
والقضایا المعاصرۃ الحدیثة؛ کتاب الربا: رسالة (رافع الضنك عن منافع 
البنك)ء ورسالة (کشف الاجی عن وجے الربا)؛ کتاب الوکالة: کتاب 
الودیعةء کناب الحوالةء کتاب الضمانء کتاب العاریةء کتاب الإجارۃء کتاب 
الصلحء کتاب المضاربة کتاب القضاء کتاب الشھادات؛ کتاب الشفعةء 
کتابِ الغخصب؛ کتاب الرھن؛ کتاب الهبةء کتاب الشركة؛ کتاب القسمة 
کتاب الزراعةء کتاب الشرب؛ کتاب الصید والذبائح والأضحیة والعقیقة 
رسالة (الاعتصام بحبل شعار الإسلام)۔ 

٭ فھرس أھم الموضوعات الشي تناولھا المجلد الرابع من (إمداد 
الفتاوی) الذي بلغ عدد صفحاتہ: ستمئة وثمانِ وثمانین صفحة : 








کتابِ الحظر والإباحةء وفیه بیان ما یجوز وما لا یجوز؛ وما یستحب 
ومایکرہ من الصلاۃ والتسبیح والذکر والدعاءء أحکام النعلیم والتعلم والکتب: 
والمدارس؛ المحظور والمباح من الأطعمة والأشریةء أحکام الھدایا وقبول 
الدعوۃء المحظور والمباح من الملابس وأدوات الزینة والحلي أحکام 
الکسب الحرام والحلال والمکروہ؛ المال الحرام والمشتبه فيه؛ احکام 


۸ 


حجاب المرأۃ المسلمةء ولمسھا؛ والنظر إلبھاء أحکام النکاح والجطبة وما 
هو المحظور والمباح فیھاء أحکام الزنا وما یتعلّق بہ من الأمورء أحکام 
التداوي والمعالجة واستخدام الأدویة المباح منھا والمحظورء أحکام الأشعار 
والحلق والتقصیر واستخدام الخضاب؛ والختانء الغناء والمزامیر واللھو 
واللعب؛ وأحکام التصاویرء حقوق البھائم وما یتعلق بھا من الأمورء التشبه 
بالکفار؛ ودرجات معاملات المسلمین مع آھل الکتاب والمشرکین: أحکام 
السلامء وتعظیم الأکابرء المسائل المتعلقة بالطاعون والآوہشة الطارئۃ 
الآخریء المسائل المتفرقة. کتاب الوصایا . کتاب الفرائض 

٭ ٹھرس ام المباحث التي تناولھا المجلد الخامس من (إمداد 
الفتاوی) الذي بلغ عدد صفحاتہ: أربعمثة وست وخمسین صفحة: 

کتاب الحدیث والتفسیر؛ رسالة (دفع الاعتساف عن آیة الاستخلاف)+ 
مباحث ومسائل تتعلق بالحدیثء رسالة (جزل الکلام في عزل الإمام). کتاب 
السلوكء رسالة (تقطیف الثمرات في تخفیف السکرات)ء رسالة (التعرف في 
حقیقة التصوّف)؛ رسالة (سد الھیعة في حذ البیعة). کتاب الرؤیا. کتاب 
البدع ۔ کتاب العقائد والکلام ۔ 

٭ فھرس أھم الرسائل والمباحث التي تناولھا المجلد السادس من 
القضایا المعاصرۃء وقد بلغ عدد صفحاتھا ثلاثمئة وخمس وثلائین صفحة: 

١۔رسالة‏ (إقامة الطامة علی زاعم بقاء النبوّۃ العامة) 





٢۔رسالة‏ (تمھید الفرش في تحدید العرش). 


۹ 


۳٣۔رسالة‏ (نھایة الإدراك في أقسام الإشرك)۔ 

٤‏ ۔رسالة (تنزیه علم الرحمن عن سمة النقصان) 

٥۔رسالة‏ (خلود الکفار في النار جزاءعلی الإصرار)۔ 

٦۔رسالة‏ (الحجة الانتھائیة علی المحجة البھائية) . 

۷۔رسالة (البرھان علی تجھیل من قال بغیر علم في القرآن) ٠‏ 

کانت هذہ نظرۃ عاہرۃ علی أھم تلك العناوین والموضوعات التي تطرق 
لھا الشیخ الٹھانوي رحمہ الله خلال فتاویه؛ وقد لاحظ القاری الکریم أن عدد 
الصفحات کل من المجلدات الستة یبلغ حوالي ثلائة آلاف وستمئة وثمانین 
صفحة؛ وبھذا یتین لنا مدی کثرۃ عدد الفتاوی؛ والمسائل التي تضمنتھا مذہ 
الصفحات: بالإضافة إلی تلك الرسائل الصغیرۃ المھمّة التي ألفھا رحمه الله 
حول القضایا والنوازل المعاصرةء والمستجدات العلمیة الحدیثةء فھذاإن دل 
علی شيء فإنہ یدلَ علی دراسته العمیقة المتأنیة للمجتمعء وثقافتہ الواسعةء 
وسعة نظرہ؛ ودقة فکرہ؛ ویراعتہء واهتمامہ البالغ؛ واعتنائہ الشدیدء ہما 
المسلمین في العالم رجالاً ونساءٗ صغاراًوکباراً۔ 
ومما لاشك فیه أن أمثال ھذہ الخدمات الجلیلةء والمآثر الخالدۃ تجعل 
الإنسان یرتقي إلی درجة المجدّد: والمصلح الکبیر والعالم الربّاني الجلیل: 


ےو تت0 بٹنتمَے يَجْمَم المَالمٌ في وَاجدِ 











٤ 


د۔نمانج من فتاویه: 

١‏ ۔تحقیق القول في مسألة غسل الزوج زوجته بعد وفاتھا: 

شمثل رحمہ اللہ عما آخرجه ابن ماجه والدا قطني والدارمي وأحمد عن 
عائشة رضي اللہ عنھا قولہ کی : اوما ضز إنْ ِتٗ قَبلي 
وصلَیثُ عليكِہ''ء حیث یدلَ الحدیث علی جواز غسل الزوج زوجتہ بعد 
وفاتھاء فما ہو تحقیق القول في هذہ المسألة؟. 








فاجاب رحمہ اہ قاثلاً: تحقیق المقام أنّه لا خلاف في جواز غسل المرأۃ 
زوجّھاء کما نقله غبر واحد من العلماء؛ وإنما الخلاف في جواز غسل الزوج 
امرأدہہ فقال أبو حیفةء وموافقوہ: لاء وقال آخرون: نعم؛ واحتج 
المجوّزون بوجوہ: 

الأول: بقول ق لعائشۃ رضي الله عنھا: اما ضر امت قبلي 
فغسَلعٔكٍ.٠٠٠ء‏ وجوابە أَن البخاري رحمہ الله روی هذہ القصة؛ ولم یذکر ھذہ 
ء بل تفرد بھا ابن إسحاق وععن في الروایق وھو غیرژ صحیح فیما تفزد 











0م" أخرجہ این ماجه في سننه+ باب ما جاء في غسل الرجل امرأتہء وغسل المرأة 
زوجھاء برقم (١٤٢٥)؛‏ والدارقطني في سننه: ٣ء )١(‏ وآحمد في 
مسندہ: ۲۲۸/٦‏ برقم (٢٥۹٥۲)؛‏ کما أخرجہ ابن حبان في صحیحہ 
۹۶ء (۸۸٥۱)؛‏ والبیھقي في السٹن الکبری: +)٤8٦( ۳۹٦٣/۳‏ 
باب الرجل یغسل امرأته إذا ماتت؛ والنسائي في السنن الکبری: +۲٥٢/٤٢‏ 
(۷۱۷۹۰) 


٤ 


بە؛ لا سیما إذاعنعن تد الاحتجاج بھذاالحدیث . ولو سُلّم فقولہ: اغسلتك+ 
یحتمل التولي بالفسلء کما یحتمل المباشرة؛ ومعلوم من عادتہ َيُ أنە کان لا 
یباشر الفسل؛ فَيِحمَلْ علی التولّي لا المباشرۃ. 

الثاني : بغسل علي فاطمة رضي اللہ عنھا . وجوابہ من وجوہ: 

الأول : أنه اختلفت الروایات في غسل فاطمةء ففي ر آنھا افغصلت 
رمیہ سیت ۷لا یکشفني أحد بعد موتي؛ لأاني تطھّرت٤ء‏ کما في 
الزیلعي '. وفي روایة: أنھا غسلتھا الملائكکة٤ء‏ کما في (تذکرۃ 

خواص الأمة) لسبط ابن الجوزي؛ وفي ر ة: ‏ أٹھاغٌّلتھا آم أیمن٤ء‏ کما في 

الشامي( ٠"‏ وفي روایة  :‏ أٹھا غّلھا لی وآسماء٥۳۔‏ 

آما الروایتان الأولیان فظني أنھما مکذوبتانء اخترعھما الروافض 

















)١(‏ رواها الإمام أحمد بن حنبل في مسندہ: ٦/٤٦٦ء )۲۷۸٥١(‏ عن أم سلمة 
رضي الله عٹھاء قال الھیثعي بعدما ذکرھا فی مجمع الزوائد: ۲۱۱/۹ء رواہ 
أحمد وفیە من لم أعرفہ: وقد فصّل القول في سند ھذہ الروایة وطرتھا الإمام 
الزیلعي في نصب الرایة: ٢/٤٥٢؛‏ وذکرھا این الجوزي فی (التحقیق في 
آحادیث الخلاف): ٦/٦‏ (٦٦۸)؛‏ وفي (الملل المتنامية) : ١/٦٦۲؛‏ وابن 
شاھین في (ناسخ الحدیث ومضوخہ)ء ص٤۸٦ء )٥٦٦(‏ 

)٢(‏ انظر: رہ المحتار علی الدر المختار (حاشیة ابن عابدین+ المعروفة بالشامي 
عند أھل الھند): ۱۹۸/۲ ط: دار الفکرء بیروتء ۱۳۸۲ھ ن 

( انظر: سنن البیھقي الکبری: ۳٤/٤‏ (۷۲۱٢)ء‏ باب ما ورد في النسش 
النساء۔ 


خذلھم الله تفضیلاًلفاطمة بفضائل غیر واقعیةء کما هو دأبھم 

وأما الروایتان الأخریان فالاولی منھما أقوی من حیث الروایة؛ وٹانیتھما 
أقوی من حیث الدرایة 

آما قوة الأولی من حیث الروایة فإنہ لم یثبت للثانیة سند؛ ولم اعلم من 
اخرجھا من المحدّثینء وأما قوۃ الثانیة من حیث الدرایة فلأن اختصاص أم 
آیمن باعل بیت الثبوۃ معروفء بخلاف آسماءء فبعید کل البعد أن تتکفل 
آسماء بغسلھا أو توصیھا فاطمة رضي ال عنھا مع وجود أم أیمن؛ لاسیما إذا 
0" 0 مت 
الله عنہ؛ کما یروی عنه؛ فإن کانت الروایة الثانیة ثابتةء والأولی غیر ثابتةء 
فالجواب ظاھر . 

وأما إن کانت الروایة الأولی ثابتةء فالجواب أن تشارکت أسماءٗ وعلي 
في الغسلء وھذایحتمل وجوهاً: 

الأول: أن یکون کلاھما مباشرین . 





الثاني : أن یکون علي مباشراًوأسماء عوناًله. 
الثالٹ: المکس۔ 
فاحتجنا إلی الترجیحء فلما نظرنا فی وجوہ الترجیح علمنا أنّ الراجح 





)١(‏ قلت: بل ھي أسماء بنت عمیس؛ کما في الصفحة ا 


٤٣ 


ہو الاحتمال الثالث لأئہ لما کان أحدھما کافیاً في المباشرۃء لم تکن فاطمة 
محتاجة إلی الوصیة لکلیھما بالمباشرۃ وأیضا: لو جاز لعلیٌ غسلھاء فأي 
حاجة کانت إلی الوصیة لأسماء؛ فلما أوصت لکلیھما علمنا أن الوصیة 
بالمباشرۃ کانت لأسماء: ووصیة الإعانة کانت لعلي 

آما الوصیة بالمباشرۃ لأسماء فلعلمھا رضي الله عنھا بعقلھا وحسن 
اطلاعھا ومعرفتھا لما أشارت علیھا باتخاذ التابوت؛ کما وقع في روایة أبي 
نعیمء ولفظھاھذا: 

جا و پھر یا آأسماء ہ 
بالنسا أن یطرَح علی المرأؤ الثوبَ فیصهُھا فیصنُھاء ققالت آسماۂ: یابنة رسولِ افرآلا 
فحتَٹْھاء ٹم طرحٹ علیھا 
أحسیَ هذا واجملہ؛ مُعْرَف بہ المراہُ من الرجل؛ فإذا 
یٹ آنا فاضلیٹي انت وعل . ولا تُدخلي علي أحدآء فلمًا توفیت غسلھا علیٌ 


اما 

آما الوصیة بالإعانة لعليٌ فلانه کان أعلم بأحکام الفسل من أسماء؛ 
ا ا کت 
ي غسلھاء ء وأیضاً کانت تعلم حُبٌ 











بأرض الحبشةء فدعت بجرائد ر 








)١(‏ انظر: حلیة الأولیاء لأبي نعیم الاصبھاني: ٦٤/٢‏ ء ط: دار الکتاب العربي 
في السٹن الکبری: ٥٣/٤‏ (١۷۲٢)؛‏ وأوردھ 
این عبد ایر فی الاستیعاب : /٠‏ ۱۸۹۷ء ط: دار الجیل بیروت: 


بیروت؛ کما أخرجه 





5چ 


إیاھا فرأات رضي الله عنھا أنە رضي الله عنہ لا بقصٗر في تحسین غسلھاء فلھذہ 
الوجوہ أوصتٗ إليه بالإعائةء فلما انتقش علی صحیفة خاطرك ما تلوناہ عليك 
علمت أن حدیث غسل فاطمة إن ثبت فَلَنَا لا علینا۔ 
والدلیل الثالث للمجوزین ھو: حدیث ابن مسعود رضي الله عنه آنه 
غسل امرأتہ'ء وجوابە أن حدیث غسل ابن مسعود رضي الله عنه ضعیف کما 
صرح بە البيھقي'"ء کما أن حدیث الاعتراض الذي نقله الشامي غیر ثابت'۳. 
والدلیل الرابع : حدیث ابن عباس آنە قال: ٭الرجل اح بفسلِ 


امرآنہہ ۶گ . 











وجوابە أنَّه من روایة حجاج بن آرطأۃ عن داود بن حصین عن عکرمة 
عن ابن عباسء قال ابن المدیني في داود: ماروی عن عکرمة فمنکر؛ وفال 
أیضاً: مرسل الشعبي ا٘حبّ إليْ من داود عن عکرمة عن این عباس ۔ 


() رواہ البیھقي في السٹن الکبری: ۳۹۷/۳ء )٥٥٦٦(‏ بطرق مختلفةء وذکرہ 
آحمد ني العلل: ۱۹۰/۴ء .)٥۱۸۱۸(‏ 

)٢(‏ المصدر السابق نفس. 

(۳) یشیر بە إلی ما قاله ابن عابدین: ٥لا‏ تری أنَّ ابنَ مسعود رضي اللہ عنه لما 
اعترض عليه بذلك آجابە بقوله: ما علمت أَذَّ رسول الله وچ قال : إِنّ فاطمة 
زوجنك في الدنیا والآخرۃہ (حاشیة ابن عابدین : ۱۹۸/۲) 

)٤(‏ رواہ البیھقي في السٹن الکبری: ۳۹۷/۳ (9٦٣)؛‏ وابن أبي شییة في 
المصنف: ٣/٤٥٥ء‏ (۱۰۹۷۷)؛ وکذلك: ۴/ ٤٣ء‏ (۱۱۹۵۱۷) 





٤٤ 


وقال آبو داود: : أحادیلہ عن شیوخه؛ وأحادیلہ عن عکرمة مناکیر4ء 
وقال ابن 
حاتم: ہلیس بالقوي؛ ولولا ان مالکااروی عنہ رك حدیئہہ 

وقال الساجي: منکر الحدیث یتھم برأي الخوارج وقال الجوزقاني: 
لا یحم الناسٌ حديله. وعاب غیر واحد علی مالك الروایة عنہء وترکه عن 


اکنا نتقي حدیث داود٤:‏ وقال أبو زرعة: ؛لین٤ء‏ وقال آبو 





سعد بن إبراھیم'ٴ وھو وإن وثقه الأئمة أیضاء ولکوٌ توثیقھم إیاہ في نفسه لا 
یعارض حکم الأئمة بالنکارۃ علی حدیثه عن عکرمة عن ابن عباس رضي الله 
عنھماء وأیضاً فیه الحجاج بن آرطأۃ المختلف فيە والمدلّس المشھور وقد 
عنعن في الروایة فلا تقبل ۔ 

وبالجملة فحدیث ا یُحتجٌبہء ولو سُلَم فھو محمول 
علی التولّي بأمور الغسل لا المباشرۃء کماعلمت في حدیث غسل فاطمة رضي 
الله عٹھا۔ 

الدلیل الخامس: ما رُوي عن علقمة وغیرھم من التابعین أنھم غسلوا 
نساءھم 

فجوابە: آن فعل التاب 





ن لیس بحجة علی الإمام 





() انظر: تھذیب التھذیب: ۷/۳٥۱ء‏ ترجمة داود بن الحصین أبي سلیمانء رقم 
(٣٣۴).۔‏ 


حت 


المعقول فقالوا: موت الرجل کموت المرأة وبالعکسء فإِن کان موت المرأة 
رافعاًللنکاح بحیث یکون للرجل حق غسلھاء یکون موت الرجل أیضاًرافعآ لہ 
کذلك؛ وکذلك المکس؛ وإن لم یکن موت المرأۃ رافعاً لە بالحیثیة المذکورۃ 
لم یکن موت الرجل أیضاًرافعاله لتلك الحیثیةء وکذلك العکس ٠‏ 

إذا علمت ھذا فاعلم أن موت الرجل لیس رافعاً لہ بتلك الحیئیة فلا بد أن 
لا یکون موت المرأۃ أیضاً رافعاً لە بتلك الحیثیةء وأ 
الموتتین کما سیجيءتفصیله. 


واحتج المانعون بوجوہ: 





الأول: بقول عمر رضي اللہ عنہ: ہنحن کنا أحىٔ بھا حينَ کانت حیة+ 
وأما إذ ماتت فانتم أحق بھاہ١٥۔‏ 

ویرد عليه أولاً بأنە لم یثبت ھذا النقل عنہ وثانیاً بأنه یدل علی أحقیة 
اھل المرأۃ بعد الموت؛ لا علی نفي الحق عن الزوج أصلاء ونحن لا تُکر 
الأحقّیةء بل نقول بەہ لأن حق القرابة باق بحلّھاء وحق الزوجیة اضمحل 
بالموتء فبطل الاستدلال بە. 

الثائي : بأننا تتبعنا الشریعةء فوجدنا أنھا تبقي النکاح في صورۃ موت 
الزوج في الجملةء حیث تُوجب العدة علی المرأۃء ولیس ھذا إلا بقاء النکاح 


( ذکرہ ابن أبي شبیة في المصلف: ٢٦0٦ء‏ (١۱۰۹۸)ء‏ و۳/ ٤٦ء )۱۱۹٦۰١(‏ 
باختلاف یسیر في اللفظ ۔ 





في الجملةء ولا تبقیه في صورة موت الزوجة لأنە یحلٌ للزوج نکاح أختھا 
بمجردموتھاء فلو کان النکاح باقیالم یحل لە نکاجھا ۔ 

ورد علیہ آنتا لا تلم انعدام النکاح بالکلّیة: بل ہو باق من وجە؛ 
وزائل من وجہ: کما قلتم فی صورة موت الزوجء وبٌجاب عنہ بأن بقاء الشيء 
یُعرف بأصلہ وأصل النکاح باق في صورۃ موت الزوج بخلاف موت الزوجة؛ 
فقلنا بیقائہ في الأول دون الثاني؛ ویُرد عليه ت المیراث للزوج بحق 
الزوجیة اثڑللنکاح وہوباقء فکیف یحکم بانعدام النکاح مطلقاًء ویجاب عنہ: 
من آثار الشيء مایثبت مع ذلك الشيء؛ ومنھا ما تب عليه بعد انعدامہ کما 
هو شأن المیراٹ؛ فثبوت المیراث للزوج یحتمل أن یکون من القسم الأول؛ 
ویحتمل أن یکون من القسم الثاني؛ فلما نظرنا إلی ثبوت حل نکاح أختھا له 
علمنا آنە من القسم الثاني؛ ویرد عليه أن ثبوت حلٌ نکاح الأخت لا یدل علی 
کون المیراث من القسم الثاني؛ لان من أحکام الشيء ما یثبت مع بقائہ؛ ومٹھا 
ما لا یثبت معہء فیجوز أن یثبت لە المیراث؛ ولا یثبت لە حرمة نکاح في 
السِيلة) 

الثالث: إنھم قالوا: موت الزوجة یعدم المحلء فلا یبقی النکاح معہ 
بخلاف موت الزوج؛ فإنه لا یعدم المحل فییقی؛ ففي صورة موت الزوج یجوز 
للزوجة غسل الزوج؛ وفي صورۃ موت الزوجة لا یحل للزوج غسل الزوجة ۔ 

ویرد علیہ آنه کما لا تبقی المحلّیة في صورۃ موت الزوج؛ کذلك لا تبقی 
الأہلیة فی صورۃ موت الزوج؛ والشيء کما ینعدم بانعدام المحلَیة کذلك 











۸ 


ینعدم بانعدام اللأھلیةء فکیف ییقی النکاح في صورة موت الزوج؟ 

ویجاب عنه باننا لا نسلم انعدام الأہلیة بالکلّیة؛ ویجاب عنە بأن الشرع 
آحل للزوج نکاح اللأخت؛ فعلمنا مہ أنه اعتیر انعدام الأھلیة بالكلّیةہ وألزم 
المرأۃالعدق: فعلمنا أنہ لم یعتبر الشرع انعدام المحلیة بالكلیة کما مرسابقاً 





وأیضاً: إلزام المرأۃ العدۂ لا یقتضي عدم اعتبار انعدام الأملیة با 
لأنه یجوز أن یکون إلزام الشرع العدة لأجل احتمال العلوق لا لأجل بقاء 
النکاح؛ ویجاب عنە أنە یستلزم أن لا یکون علی غیر المدخول بھا عدة؛ ویرد 
عليه أنه لا یستلزم ذلك لجواز إقامة السبب (أي النکاح) مقام المسبّب؛ کما 
فعل الشرع في غیر موضع؛ ویؤید ما قلناہ انقضاء العدة بوضع الحمل 

اقول: ھذانموذج من الکلام بین الفریقین ؛ ویتضح من ذلك آن المسألة 
اجتھادیفق ولکل فریق سعة في الکلام؛ ولیس عند أحد ما ئُسکت المخالف+ 
فلا یجوز الطعن لأي فریق علی الآخرہ ھذا ما تیسّر لي في ھذا المقام: واللہ 
آعلم)۔ 

٢۔الختان‏ لمن أسلم وھو کبیر الس : 

س: ما قولکم دام فضلکم أیھا العلماء العظام والأفاضل الکرام: غي 
رجل کان نصرانیاًء ٹم تشرف بقبول الإسلام من صمیم قلبهء وھو یقول: إِنيی 
رجل کبیر السن؛ أخاف من ضرر الختانء فسامحوني عنه؛ وکذلك أبنائيی 





() إمدادالفتاوی: ۱/٤۹٦ء‏ باب الجنائز ۔ 


٤ 


الذین ھم کبار السئّء وإلا لن یقبلوا الإسلام وسیبقون علی الکفر ۔ 

فھل یُسامح عن الختان في ھذہ الصورۂ؟ أم یکرہ وبُجبر عليه؟ الأمر 
الذي قد یزدي إلی ارتدادہء وبقاء أبنائه علی الکفر؛ بیّنوا بالتفصیل وتؤجروا 
بالآجر الجزیل؟۔ 

الجواب : یُسامح عنه لوجھین : 

الأول: عدم تحمل نفے لەء ومن لا ُطیق يَُرَڈ ختائّہء بتصریح 
الفقھاء: کما في: (الدر المختار)ء و(الکنز)ء و(الخلاصة)ء و(الخانیة)ء 
و(السراجیة)ء و(الھندیة)ء و(جامع أحکام الصغار) وغیرھا بألفاظ متقاربةء 
ہشیخ اسلم وقال أھل النظر: لایطیق الختان تُرك٤ء‏ وھذادخل فیمن لا 
لأن الطاقة هي |مابالجسم أوبالنفس٠‏ فلمال ملق نفسه دخل فیمن لا بطیقہ ١١ء‏ 
وقول الفقھاء (یختن) بالاتفاق کما في (الذخیرۃ)ء والکافر إذا أسلم بختن 
بالاتفاقء مشروط بالطاقة بدلیل الروایات الآخری. 











الثاني : تألفه وتالف أولادہ علی الإسلام؛ کما شرط بنو ثقیف أن لا 
یجاھدواء وأجازہ رسول اللہ "ٴ٠‏ وصرح العلماء في شرح حدیث بریرۃ 
رضي الله عنھا: چحمل آدنی الضررین لدرء أشدھما۔ 


)١(‏ انظر: البحر الرائق شرح کنز الدقائق : ۸/ ٥٥۰٦ء‏ ط: دار المعرفة بیروت؛ رة 
المحتار علی الدر المختار: ۷۵۱/٦‏ 

)٢(‏ انظر: البدایة والٹھایة لابن کثیر: ٥/۲۹؛‏ زاد المعاد للإمام ابن القیم 
۳:؛ السیرۃ النبویة لابن ہشام : ۲٢۲٢/٥‏ 


٤٠ 





٣۔تعلّم‏ علم المنطق ودراسة 

س: تعلّم علم المنطق حرام أو مباح أو فرض أو واجب آم حسن؟ وإذا 
کان مباحا بقدر الاصطلاح فما قدرہ؟ وہل قراءة (سُلّم العلوم) وشروحه علی 
قدرالاصطلاح جائز؟ ۔ 

ج: العلم المنقول کالأغذیة مقصودہ والمعقول کالأدویة ضروريء 
لمن بالکفایة من المنقول> ولم یسلم ذھنہ عن الخطاء في الاستدلال 
بدونہ: ولما کان الضروري یتقدر بقدر الضرورۃ؛ وقدرھا مختلف باختلاف 
الأانھان: فباي مقدار ترفع الضرورۃء کان الضروري هو ذاك المقدار؛ ومن لا 
ضرورةلە ولا ضرر کان لە مباحاًء ومن تضرر بە کان لە مذموما وبقدر التضرر 
یکون الذم من الکراهة والحرمۃ١.‏ 











٤۔تحقبق‏ تصویر صورة الحیوان: 

شٹل رحمہ الله عن حکم تصویر صورة الحیوانء فاجاب ہما یاتي: 

تحقیق تصویر صورة الحیوان: قال الإمام النووي في شرح مسلم في 
باب تحریم تصویر صورة الحیوانء وتحریم اتخاذ ما فیه صورة غیر ممتھنة 
بالفرش ونحوہ؛ وآن الملائكة علیھم السلام لا یدخلون بیتاً فیه صورۃ ول 
کلب؛ مانصه: 





() [مداد الفتاری: ٤/۷۷۔‏ 


٤ 


قال اصحابنا وغیرھم من العلماء: تصویر صورة الحیوان حرام شدید 
التحریمء وھو من الکبائرہ لأنه متوعد عليه بھذا الوعید الشدید المذکور في 
الأحادیث؛ وسواء صنعہ بما یمتھن أو بغیرہء فصنعتہ حرام بکل حال؛ لن فیہ 
مضاھاۃ لخلق الله تعالی وسواء ما کان في وب أو بساط أو درھم أو دینار أو 
فلس او إناء أو حائط آو غیرھا۔ 

وأما تصویر صورة الشجر ورحال الإیل وغیر ذلك مما لیس فیه صورۃ 
حیوان فلیس بحرام؛ وھذا حکم نفس التصویر. 

وأما اتخاذ المصوّر فیه صورۃحیوانء فإن کان معلقاعلی حائط ء أو ٹوباً 
ملبوساء آو عمامة ونحو ذلك مما لا یعد ممتھناً فھو حرامء وإن کان في بساط 
یداس؛ ومخَذّة ووسادۃ ونحوها مما یمتھن فلیس بحرامء ولکن ہل یمنع 
دخول ملائكة الرحمة ذلك البیت؟ فیه کلام نذکرہ قریباً إ 
في ھذا کلە بین ما له ظلء وما لا ظل لەء هذا تلخیص مذھینا في المسألة؛ 
وبمعناہ قال جماھیر العلماء من الصحابة والتابعین ومن بعدھمء وھو مذھب 








اء اللہ ولا فرق 


الثوري ومالك وأبي حنیفة وغیرهم ٠‏ 

وقال بعض السلف: إنما یٹھی عما کان لە ظلء ولا بأس بالصور التي 
لیس لھا ظل : وھذا مذھب باطل فإنّ السٹر الذي أنکر النبي لچ الصورۃ فی 
یك احد أنه مذموم ولیس لصورته ظل: مع باقي الأحادیث المطلقة فيی کل 
صورةء وقال الزھري : الٹھي في الصورۃعلی العمومء وکذلك استعمال ماعيی 
فیەء ودخول البیت الذي هي فیەء سواء کانت رقماً في ثوب أو غیر رقم؛ 





۲ 


وسواء کانت في حائط أو ثوب أو بساط ممتھن أو غیر ممتھن؛ عملاً بظاھر 

الأحادیث؛ لا سیما حدیث النمرقة الذي ذکرہ مسلم؛ وھذا مذھب قري ۔ 
وقال آخرون: یجوز منھا ما کان رفماً في ثوب؛ سواء امتھن آم لاء 

وسواء علق في حائط أم لاء وکرھوا ماکان لە ظل ؛ آو کان مصورافي الحیطان 

وشبھھاء سواء کان رقعاً أو غیرہء واحتجوابقوله في بعض أحادیث الباب !إلا 
قمافي ثوب؟ء وھذامذھب القاسم بن محمد .. إلخ . 





شم قال (النووي) تحت فولہ قلل: ہإلا رقماً في ثوب؛ ما نصہ: دھذا 
یحتچ بە من یقول بإباحة ما کان رقماً مطلقاء کما سبق؛ وجوابنا وجواب 
الجمھور عنہ: أنه محمول علی رقم علی صورۃ الشجر وغیرہ مما لیس 
بحیوانء وقد قدمنا أن ھذاجائز عندنا('۶. 

آما حدیث الستر'' الذي أنکر عليه النبي پچ هو هذا: عن عائشة رضي 
الله عنھا قالت: دخلٌ عليٌ رسول اللہ قيي وانا منسترۃً بقرام فیه صورهٌ فتلوَنٌَ 
وجھۂ ثم تناولّ السترَ فھتکہٴ ثم قال: 'إنٌ ِنْ شڈ الناس عذاباً یومٌ القیامق 
الذي یُشبَھو: 








وأما حدیث النمرقة فھو: عن عائشة أنھا اشترت نمرقةً فیھا تصاویر؛ 


( شرح النووي لصحیح الإمام مسلم: ۳٣١/۷‏ ط: دار الحدیث القاھرۃ 
٤ھ‏ 
)٢(‏ من ھنا کلام الشیخ الٹھانوي رحمہ الله ۔ 


٤۳ 


فلما رآھا رسول اللہ پي قام علی الباب فلم یدخل٭ إلی قولە: فقال 
رسول ال قاِ: ؛إنٗ أصحابَ ھذہ الصُور بُعذّبون.٤٠٠.‏ الحدیث۔ 

رواھما مسلم في الباب المذکور؛ وأیضاً ر في محله أن مخالفة 
إجماع الأئمة الأربعة لا یجوز لا سیّما وقد صحٌ نص الٹھي عن الرقم في 
الثوب؛ کما مر فحدیث استثناء الرقم إما مؤوّل کما موہ وإما منسوخ بقاعدۃ 
'إذا تعارض المحوم والمبیح المحژم) وإما منسوخ بدلالة مخالفة 
الإجماع؛ کما تحوّرٌ في موضعه: وإما محمول علی الصغیرۃ جداً بحیث لا 
تستبینء والل أعلم. 








کتبە أشرف علي 

)٣٢م۱۳۳٤١ ذي القعدۃ‎ ٥ 

٥۔حکم‏ بیع آراضي بلاد فلسطین المقدسة آو التوسط في بیعھاللیھود: 
س: ما حکم الشریعة الإسلامیة المطھّرۃ في بعض المسلمین الذین 
یبیعون آراضي بلاد فلسطین المقدّسة؛ أو یتوسٌطون لبیعھا علی ید الیھود 
الطامعین؛ الذین یقصدون من شراء هذہ الأراضي والعقارات جلاء المسلمین 
من هذہ البلاد المقدسة؛ والاستیلاء علی المسجد الأقصی الذي بارك الله 
حول وإنشاء کنیستھم (الھیکل) مکانہ وتشکیل دولة یھودیة في فلسطین 
بمساعدة بعض الدول المعادیة للإسلامء والتي تبڈل کل جھد في محاربتہء 


۲٥٢۔٥٥٢‎ /٤ إمدادالفتاوی:‎ )١( 


٤٤ 


وما هو الرادع لھم عن ھذا العمل المُنکر؟۔ 

وھل إذا آفتی بعض العلماء بکفر من باع آرضه للیھود أو توسط بیع 
رض غیرہ لھم لمساعدة أھل الکفر علی المسلمین؛ ولموالاته للبھود الذین 
یعملون لیل نھار لطرد المسلمین؛ وابعادھم عن بلاد فلسطینء والمسجد 
الأقصی الذي آسری اللہ برسولہ محمد قل إلیەء وحرمانھم من الصلاۃ 
علیھمء ومن الدفن في مقار المسلمین: لخروجھم عن الإسلام؛ وفیه 
لغیرھم ممن تسوّل لە نفسه اقتراف مثل خطیئتھمء فما قولکم في فتواہ؟ آفیدونا 
ولکم من الله الأجر والثواب . 

الجواب واللہ ہو الموفق للصدق والصّواب: 

آما عن الجزہ الأول فلنمهّد أولاً الدلائل ثم نشید بھا المسائل؛ ففي 
(الدر المختار)ء فصل الجزیةء احکام أھل الذمة مانصە: ١‏ ولا یعمل بسلاح؛ 
أي لا یستعمل ولا یحملە لأنە عو وکل ماکان کذلك یُمنعون عنہء قلت : ومن 
هذا الأصل تحرف أحکام کثیرۃ6. 

وھذا أصل کَُي ٠‏ وھاھنا جزئیات نسردھا: ففي (الدر المختار): الذتيی 
إذا اشتری دارآ؛ أي آراد شراءھا في المصر لا ینبغي ن تباع منه+ فلو اشتری 
یجبر علی بیعھا من المسلمء وقیل: لا یجبر إلا إذاکثر؛ قال ابن عابدین في رد 
المحتار علی (الدر المختار): قوله: ٦الذتي‏ إذا اشتری داراً.٠٠٥ء‏ قال 
السرخسي في (شرح السیر): فان مَصٌر الإمام في آراضیھم للمسلمین کما مضر 
عمر رضي الله عنہ البصرۃ والکوفة؛ فاشتری بھا أھل الذَمة دوراً وسکنوا مع 









٤٤ 


المسلمین؛ لم یمنعوامن ذلك٠‏ فإنا قبلنا منھم عقد المّةء لیقفواعلی محاسن 
الدین؛ فعسی أن یؤمنواء واختلاطھم بالمسلمینء والسکن معھم یحقّق ھذا 
المعنی؛ وکان شیخنا الإمام شمس الأئمة الحلواني یقول: ھذاإذاقلواء وکان 
بحیث لا تتعطل جماعات المسلمین؛ ولا تتقلل الجماعة بسکنھم بھذہ الصفة 
فأما إِذا کٹرواعلی وجە یی إلی تعطیل بعض الجماعات أو تقلیلھا نعوامن 
ذلك؛ وآمروا أن یسکنوا ناحیةء لیس فیھا للمسلمین جماعةء وھذا محفوظ 
عن آبي یوسف في (الأمالي)٤.‏ 

ثم في (الدر المختار) بعد آسطر : 

ەوإذا تکاری أھل الذمة دُوراً فیما بین المسلمین لیسکنوا فیھا (أي 
المصر) جازء لعود نفعه إلیناء ولیروا تعاملنا فیسلمواء بشرط عدم تقلیل 
الجماعات لسکناہمء شرطہ الإمام الحلواني؛ فإِن لزم ذلك من سکناھم+ 
أُمروا بالاعتزال عنھم والسکنی بناحیة لیس فیھا مسلمون؛ وھو محفوظ عن 
وت 

وفي (رد المحتار) : فتحصّل من مجموع کلام الحلواني اي 
أئّه إِذا لزم من سکناہم في المصر تقلیل الجماعة* اُمروا بالسکنی في ناحیة 
خارج المصرہ لیس فیھا جماعة للمسلمینء وإن لم یلزم ذلك یسکنون في 
المصر بین المسلمین مقھورینە لا في محلَة خاصة لأنە یلزم منە ان یکون 
لھم في مصر المسلمین منعة کمنعة المسلمین؛ بسبب اجتماعھم في محلّتھم؛ 
فافھم 


٦ 


ٹم في (رد المحتار) بعد أسطر بعنوان (التنبيه): ١قال‏ في (الدر المنتقی) 
وکذا یمنعون عن التعلي في بنائھم علی المسلمین ومن المساواة عند بعض 
العلماءء نعم یبقی القدیم. ٠۰٠٠ء‏ ثم قال بعد بحث طویل: 

ۃوالحدیث الشریف"' لا فید آن لھم ما لنا من ال والشٌرف؛ بل في 
المعاملات من العقود ونحوھاء للادلة الدالة علی إلزامھم الضْعّار وعدم 
التمرّد علی المسلمین وصرّح الشافعیة بان منعھم عن التعلّي واجب؛ وأن 
ذلك لِحیٌ الله تعالیء وتعظیم دینەء فلا یباح برضا الجار المسلم. وقواعدنا لا 
تآباہ: فقد مر أنه یحرم تعظیمہء ولا یخفی أَنٌ الرضا باستعلائہ تعظیم لەء هذا 
ما ظھر لي في هذا المحلء والل تعالی أعلم؛'''. 

قلت ۔ القائل هو الشیخ التھانوي ۔ وفي الباب روایات لا تحد ولا تعد+ 
وفیما ذکرنا کفایة إِن شاء الله تعالی؛ وإذا کان ھذا حکم الکراء والشراء للدار* 
والتعلّي في البناء والجدارء فکیف حکم بیع المسلمین أراضیھم من الکفار؛ 


)١(‏ آٴشار بە المؤلف إلی الحدیث الذي رواہ أحمد وغیرہ عن سلمان رضي الله عنہ 
عن النبي پیل قولە: ۶.... وإنا ندعوکم إلی الإسلام؛ فإن آسلمتم فلکم مثل 
ما لنا وعلیكم مثل ما علیناء وإن آبیتم فأعطوا الجزیة . ٠٠٠‏ الحدیث. مصنف 
ابن أبي شییة: ٦٤۷٦ء‏ (٣٣۳۳۰)؛‏ ومسند أحمد: ٥/٤٤٦؛‏ (۲۴۷۷۷)؛ 
وذکرہ الھیثمي بلفظ : امن اسلم من اھل الکتاب فله أجرہ مرتین؛ ولە ما لنا 
وعليه ما علینا٤ٴء‏ وقال: ضعفہ أحمڈء مجمع الزوائد: ۹۳/۱ 

)٢(‏ رہ المحتار علی الدر المختار: ۲۱۱/٤‏ ۔ ۲٢۲۱ء‏ ط: دار الکتب العلمیة* 
بیروت: 








۷ 


وھو آقوی آسباب العزۃ والشوكةء والقوۃ والصولۃ؟! وإذا کان ہذا حکم 
الذمیین؛ وھم مقھورون تحت حکم الإسلامء فکیف حکم غیر الذهّیین الذین 





لیسوا في شيء من الاستسلام؟! وہو کما قال الله تمالی : ہل لَ" اتک عَبال4 
[آل عمران: ک0 وکما قال تعالی: ٣‏ ان بَتثرک کیٹا لک آمدة ورتطرا 
مال[ اع ایہم پالشن وَرڈ ال نکد [الممتحنة: .]٢‏ 

ولف در القائل : 


وأننڑ بن رِلْمَ الْنَهَساء 
فَعَتَی َِفِق الذَضْز بن سَکَرَاِ واری الیھسود ےل القُقوْاءِ 
وأما عن الجزء الشاني فَإنْ کان أھل هذہ الفساوی من أھل البصیرۃ 
والکیاسةء فاقرب محاملھا ھي السیاسةء والعلماء لھم في آمثالھا حق الرثاسة؛ 
وھذاآخر الجواب في ھذا البابء واللہ أعلم بالصواب 
کٹا 
آشرف علي التھانوي الحنفي الفاروقي 
في الثلث الأول من رمضان المبارك سنة ۱۳۳۸ھ ٠!‏ 
٦۔حکم‏ دفن الموتی باللیل : 


شثل رحمہ اللہ عن حدیث رواہ ابن ماجہ''' في سنتہ؛ (کتاب 








() إمدادالفتاری : ۵۹/۳ء (کتاب البیوع)۔ 
)٢(‏ ابن ماجہ في سننہ؛ کتاب الجنائز برقم (١٥٥۱)؛‏ والطحاوي في شرح 
معاني الاآثار: ١/٥١١ء‏ باب الدفن باللیلء بدون کلمة هإلا أن تضطرواہ؛ > 
۸ 





الجنائز)ء قولہ ق: ؛لا تدفدوا موتاکم باللیل إِلاً أن تضطرّرا؟؛ علما أَٗ 
الجماھیر یدفٹون الموتی حتی في اللیلء ولا یملع عنه العلماء؛ فما رأیکم 
حول العمل بھذا الحدیث الذي ظاھرہ المنع عن دفن الموتی في اللیل؟ وقدد 
ورد في (الفتاوی الھندیة) فولہ: ٥لا‏ بس بە٤.‏ 











فاجاب رحم اللہ 


الحدیث المذکور في السؤال ضعیف بإبراھیم بن یزیدء نعم روی مسلم 
با فذکر رجلاً من أصحابہقبضَ 








قال النووي: قولهقل: احتی یصلّی عليه٤ء‏ هو بفتح اللامء وأما النھي 
عن القبر لیلاً حتی یصلّی عليهء فقیل : سیبە أن الدفن نھارآبحضرہ کثیرون من 
الناس؛ ویصلّون عليهء ولا بحضرہ في اللیل إلا آفرادہ وقیل: لأنھم کانوا 
یفعلون ذلك باللیل لرداءۃ الکفن فلا بین باللیل: ویؤیدہ أول الحدیث وآخرہ؛ 
قال القاضي : العلتان صحیحتان؛ قال: والظاہر أن النبي ا قصدھما معاء 









×. واوردہ الدیلعي في الفردوس بمائور الخطاب: /۲۹ء )۷۴٣٣(‏ 
)١(‏ رواہ مسلم في صحیحہہ باب في تحسین کفن المیت؛ (۳٢۹)؛‏ وابن الجارود 
في المنتقی: ١/٤٢۱ء‏ (٥٤٢)؛‏ وأبو داود في سنٹہ؛ کتاب الجنائز 
(۸٣۳۱)؛‏ وآأحمد في مسندہ: ۲۹۵/۴ )۱١١۷۸(‏ 


٦٤۹ 


: قولهقل: هإلا أنْ یضطر إِنسانٌ إلی ذلك+ دلیل آئه لا باس بە في 





وقد اختلف العلماء في الدفن باللیل٠‏ فکرھه الحسن البصري إلا 
بضرورة؛ وھذا الحدیث مما یستدلَ بە لە وقال جماھیر العلماء من السلف 
والخلف: لا یکرہ؛ واستدلًوا بأن آبا بکر الصدیق رضي الله عنه وجماعة من 
السلف دفنوا لیلاً من غیر إنکار وبحدیث المرأۃ السوداء: والرجل الذي کان 
يقم المسجدفتوقّي باللیل+ فدفنوہلیلاًء وسألھم النبي قلِعنہ فقالوا: توفي لبلاً 
فدفناءفي اللیل ؛ فقال : ۸ال آذنتموني ٥!‏ قالوا: کانت ظلمةء ولم ینکر علیھم ٠‏ 

وآجابوا عن ھذا الحدیث أن النھي کان لترك الصلاةء ولم ینە عن مجرد 
الدّفن باللیلء وإنما نھی لترك الصلاةء أو لقلَة المصلّینء أو عن إساءة الکفن+ 
آوعن المجموع کماسیق””'. وقال المحشي : قوله: احتی یصلّی عليه. ٠٠٠٠‏ 
قال الإمام النووي: يُصلّی بفتح اللامء وقال الشیخ ابن حجر فيی شرح صحیح 
البخاري: وقولہ: احتی یصلّي علیہ مضبوط بکسر اللامء أي یصلي النبي, 
ِء فھذا سیب آخر للٹھي (غیرسبب عدم تحسین الکفن) یقتضي أنە إن رجي. 


بتاخیر المیت إلی الصباح صلاۃ من تُرجی برکته عليهء استحب تأخیرہ وإلاا 





فلاء وبه جزم الطحاري' 


قلت ‏ القائل هو التھانوي -: وقد دَذ 





مبنیاً للفاعل) انب باللیل 


شرح الإمام النووي لصحیح مسلم: ۱۱/۷ 
فتح الباري بشرح صحیح البخاري : ۲۰۸/۳۔ 
٠‏ 








ا 








بنیأللمفعول) باللیل؛ کما في (جمع الفوائد) 
ا وسط اللیل من لیلة الأریعاء'''۔ 

ذلك دلیلكً فعلیاً علی الجوازہ والدلیل القولي عليه بل علی 
کراھة انتظار الٹھار بلا ضرورۃ ما في (جمع الفوائد) عن آيي داود: أن طلحة بن 
البراء لما مرض آتاہ رسول اللہ ہل یعودہ فقال : ەل أرَاه إِلأفَّدْ 
فآذنوني بووعجْلُواء فإه لا ینیغي لجیفة مسلم أَن تْحمَنٍ َ3 
وہذلك کلە قال فٹھاژناء کما في (ر المحتار)ء ولذا کُر أخیر صلاتہ ودفنہ 
لیصلي عليه جمع عظیم بعد صلاة الجمعةء وفي (الدر المختار): ؛لا یکرہ 
الافن لیا9۹؟. 





( رواہ الإمام الٹرمذي في سننہہ باب ما جاء في الدفن باللیل؛ برقم (۷١۱۰)؛‏ 
والبیھقي في السئن الکبری : )٦۸٤9( ٥/٤‏ 

.)۱٦٢۲۸( رواہ ابن ماجە في ستنہء باب ذکر وفاتہ ودفنہ 2ء‎ )٢( 

(۳) رواہ أبو داود في سننہ؛ باب التمجیل بالجنازۃ وکرایة حیسھاء برقم 
(۹ء) کما رواہ البيھقي في السٹن الکبری؛ باب ما یستحب من التعجیل 
بنجھیزہإذا بان موتہ؛ برقم .)٥٤١٦(‏ 

)٤(‏ رد المحتار علی الدر المختار (حاشیة ابن عابدین): ٢/٤٥٢۲؛‏ حاشیة 
الطحطاوي علی مرافي الفلاحء ص٤٤٥٠‏ ؛ إمدادالفتاوی : ٢٥٥/١‏ 

1ھ 











٣۔کشف‏ الدجی عن وجه الربا 


إن هذہ الرسالة العلمیة القیّمة من مآئثر العلأَمة التھانوي الخالدةء التي 
حوّرھا رحمہ اللہ رداً علی سؤال کان ورد إليه من المحکمة الشرعیة للدولة 
الًصفیة (حیدر آباد الدکن) یتضمن عدداً من الأسثلة والاستفسارات حول 
حقیقة الرباء وما یترتب عليه من المضار والمفاسد الدنیویة والآخرویة؛ 
فجاءت ھذہ الرسالة کاملة مكطّلة مستوعبة جمیع جوانب الموضوعء مبیْتة 
الاصول والقواعد الأساسیة: والضوابط ا قیقة التي یبتني علیھا الرباء متناولة 
جمیع الادلة القاطعةء والبراہین الساطعة علی تحریمہ وھا هو نص بدایة 
الرسالة: 





٭الحمدلل وکفی؛ وسلام علی عبادہ الذین اصطفی؛ وبعد: 

فقد اطلعناعلی الاستفتاء الذي وردعلینامن الصدارة العالیةء والمحکمۃ 
الشرعیة للدولة ال في حقیقة الرباء فاردنا أن نخرج للمستفتي ما عندنا 
من العلم وفق طلبهء ونوضح لە طریق الحق ومحجة الصدق؛ إنجاحاً لمرادہ 
وماربەء وباللہ أعتضد فیما أعتمد وھو حسبي ونعم الوکیل؛ ولنذکر قبل 
الشروع في الجواب آصولاً موضوعیة لیتیسّر لنا بھا طریق الإیجاز في بیان 
الصواب٤.‏ 





۲ 


ہذا وقد بین رحمە الله في الأصل الأول : ١أن‏ إجماع المجتھدین حجة؛ 
لایجوز لأحد خلافہ). 

وأوضح ني الأصل الٹا: 
یلزمہ اتباع قول المجتھدین . 

وآما الأصل الٹالٹ : ققد تناول فیه رحمہ الله شرح معنی قول الأصولیین 
8الثابت بدلالة النص٥‏ وہو ما ثبت بمعنی النص لغة لا اجتھاداء ولیس المرادبہ 
معناہ اللفوي الموضوع لەء بل معناہ الالتزامي کالإیلام من التأفیف ۔ 

وذکر في الأصل الرابع : ال مدار تصحیح الحدیث وتضعیفه لیس علی 
الإسناد فقط؛ ودعم قوله هذا بآراء من المحڈّثینء والفقھاء والأصولیینء 
أمثال المحقق ابن الھمام وابن عبد الب وغیرھم . 
الأصل الخأمس: أنّ الحدیث المرفوع الضعیف إذا تید بأقوال 
الصحابة أو قول اکثر الملماء فھو مقبول محتج به. 

وأما الأصل السادس؛ فتناول فیه موضوع (الأجل) و(المدة) وأوضح : 
ان الأجل لیست لە قیمة مستقلة عند الشارع . 





أنٌ العامي الذي لیست لە أھلیة الاجتھاد 





والأصل السابع في بیان علة حرمة الرباء وھي کونہ ظلماًوغبنأء وذلك 
لقولہ تعالی : < ون مُبْثْر تَعظم نارش اَتوَلکم لا لیئر وَلا تنک 4> 
[البقرۃ: ۲۷۹]۔ 

والأصل الثامن في بیان: أنٗ أقوال التاہمین في تفسیر الّبات حجةء کما 


۶ 


قال الإمام ابن القیم رحمہ اللہ في (إعلام الموقعین): ١ومن‏ تأامل کتب الأئمة 
ومن بعدھم وجدھا مشحونة بالاحتجاج بتفسیر التابعي ۷ 

ھہذہ ھي الأصول الثمانیة التي ذکرھا العلامة التھانوي رحمہ الله کمقدمة 
وتمھیدللجواب الذي کتبە حول مسالة الریا۔ 

وقد بدا في الجواب قائا إن الفضل المشروط في القرض ربا محرمٌء 
لا یجوز للمسلم أخذہ من أخیه المسلم أبداَء لإجماع العلماء المجتھدین علی 
حرمتہہ فلم یقل أحد منھم بجواز الفضل المشروط في القرض. ثم ذکر رحمه 
الله أقوال العلماء والفقھاء المجتھدین في هذا الصّددہ وتناول الأدلة والبراھین 
بالتفصیل. 

یقول رحمہ اللہ: ولعلٌ هذا القدر کاف لجواب هذا الاستفتاء بطولهء 
وافٍ للمستفتي في إنجاز سؤلە: وإنجاح مامولہء ولکن رید آن نتکلّم علی ما 
آبداہ من الدلائل بالتفصیلء حیث یشفي بە الغلیل؛ ویتمیز الصحیح من العلیل؛ 
فنقول: قد زعم المستفتي أن الأمة بعد اتفافھا علی أن المعنی اللغوي للربالیس 
مراداً في الآیةء تشعبت فرقتین؛ فالائمة وجمھور العلماء عیتوا ھذہ الآفراد 
بالستةء فالربا عندھم منحصر في البیع لا غیر وذھب البعض إلی أن الام في 
الرباللعھد والمرادبە ربا الجاعلیة۔ 


قلت: أآما الائمة فلم یرد منھم تصریح بإجمال الاّیة أصلاًء ومن ادّعی 











)١(‏ إعلام الموقعین: ۱٥١/٤‏ ط: دار الجیل بیروت؛ تحقیق : طە عبد الرؤوف 
مع 


٤ 


انصومٌهم۔ 
واما المتأخرون من العلماء فقد ذھب بعضھم إلی ما قال المستفتي؛ وقد 
بقي قول آخژ ذکرہ ابن العربي في أحکام القرآن لە؛ وصحَحہ؛ ونصہ: 

٭قال علماؤنا: الربا في اللغة ھو الزیادةہ ولا بد في الزیادة من مزیدعليه 
تظھر الزیادة بە فلاجل ذلك اختلفوا مل هي عامة في تحریم کل رباء أو 
مجملة لا بیان لھا إلا من غیرہ؟ والصحیح أٹھاعامة. ٢۷۰۰‏ 

وھکذا فصّل العلامة التھانوي رحمه الله القول في بیان حقیقة الربا 
الشرعیة واللغویة وتحدید معناھا ومفھومھا فيی ضوء الأدلة وأقوال العلماء 
المتقنین اصحاب هنا الشان: وفّد جمیع الشبھات التي آارھا أھل الأھواء 
واصحاب الزیغ والباطل؛ بصدد ربا الفضل والنسیئة وربا الجاعلیةء وبحث 
في الموضوع بحتاً علمیا دقیقامتناولاً سائر الجزثیات وکل الفروع مع الجوانب 
المرتبطة بەء إلی أن نھی تحقیقہ العلمي الرصین بقوله: ھذا آخر ما أُردنا 
إیرادہ في جواب ھذا الاستفتاء الذي وصل صاحبه في تحریف الکلامء وتبدیل 
الشرع غایة الانتھاءء ولعمري إن الذین کانوا یجؤزون الربا في الھند مع الکفار 
لکونھا دار الحربء ہم أحسی حالاً من ھذا المستفتي؛ وخیژ ملا لکونھم 
آخذین بقول إمام من الأئمةء ولو ضعیفاء لا ہجوز الإفتاء بە عندنا إلا لضرورۃ 
یئن 















)١(‏ احکام القرآن لابن العربي ۔ 


٦ 


وأما ہذا المستفتي فقد آتی بالعجب العجاب من تحلیل الحرام وإلی 
الله المشتکی مما أحدثہ المنتسبون إلی العلم في الأحکامء وغیّروا من شرع اللہ 
وشرع رسولە آفضل الأام عليه صلاۃ الله وسلامہ إلی یوم القیامة؛ وعلی آله 
وأصحابہ البررة الکرام؛ والحمد للہ رب العالمین؛ اللھم توقَنا مسلمین+ 
وألحقنابالصالحینء وإذااُردتّ بقوم فتنة فتوفني غیرٌ مفتون . 


خُررفي ۲٢‏ ذي الحجة ١٣۱۳ھ‏ 


مد3 


٤‏ ۔استحباب الدعوات عقیب الصلوات 


ھذہ الرسالة اختصار وتلخیصٌ للکتاب المسمّی (مسلك السادات إلی 
سبیل الدعوات) لمؤلفہ الشیخ محمد علي بن الشیخ حسینء مفتي المالکیة 
سابقاًبمکة المحمیةء في تحقیق أحکام الدعاء۔ 

ولنتحف القارئٴالکریم بماکتب الشیخ التھانوي رحمہ الله نفسہ في مستھل 
ہذہ الرسالة : حول سبب اختیارہ لھذا الکتاب والقیام باختصارہ وتلخیصہ: 

ةبسم الله الرحمن الرحیم؛ ونحمدہ ونصلّي علی رسولە الکریم؛ وبعد : 

فھذا بعضٌ من أجزاء کتاب (مسلك السادات إلی سبیل الدعوات) الذي 
الہ الفاضل الشیخ محمد علي بن المرحوم الشیخ حسین مفتي المالکیة بمکة 
تحقیق أحکام الدعاء عموماء واستحبابه إثر الصلوات للفذٌ 
ولائمة المساجد والجماعات خصوصاء في عام الألف والثلائمئة والإحدی 
والعشرین من الھجرة؛ کما صرح في آخر الکتاب؛ لحُصتھا منہ سدا لنکبر 
بعض المتھوّرین وحکمھم بالبدعة عليه؛ ولقّٹھا (باستحباب الدعوات 
عقیب الصلوات)ء نفع الله تعالی بھا المسلمین؛ وجعلھا لي ذخراًلیوم الدین+ 
وانا شرف علي التھانوي عفي عنه٠‏ وحررتھا في أوائل رجب الأصم سنة 
٤٥ھ‏ من الھجر: علی صاحبھا ألف آلف سلام وتحیةا 





هذا وقد قسّم رحمہ الله تعالی هذہ الرسالة إلی آربعة عشر جزءاً۔ 


٣۷ 


وھا نحن نذکر للقزاء الکرام نبذۃ یسیرة عن کل جزء من هذہ الأجزاء تعمیماً 
للفائدۃ والغع ۔ 
الجزء الأول: : ذکر فیہ المولف حدیث انس رضي اللہ عنہ آأٗ! 


قال : لماِؿ عَیي مؤمنٍ سط في مر كُلْ صلا گ: الم الام ول 
أسالكَ ان 








ٹم ذکر رحمه اللہ آقوال العلماء في درجة ھذا الحدیث:؛ واثبت بانه 
حدیث ضعیف: لکن يُعمَلُ بە في الفضائل؛ وکما ذکر روایات آخری تعضدہ 
وتقیەء کما نقل عن الحافظ السیوطي وغیرہ من العلماء ما ذکروہ في کتبھم 
من الروایات المتعلقة بھذا الباب ۔ 


الجزہ الثاني : ذکر فیه ما رواہ ابن السني عن أبي أمامة قال : ما دنوت من 
رسول الله قي في دبر کل صلاة مکتوبة ولا تطوع إلا سمعثه یقول : ×اللهمٌاغفز 
لي فُُوبي وحَطایايَ کُلھا.٠٠٠‏ کذا رواہ النسائي وآبو داود والحاکم بالفاظ 
مخطف؟۔ 


() أاوردہالدیلمي في (الفردوس بماثور الخطاب): ۱/٤۸٦ء‏ (۱۹۷۰). 
)٢(‏ رواہ الحاکم في المستدرك: )١۹١٤( ء۵٢٦٥ /٣‏ عن أبي آیوب الأنصاري 
رضي الله عنهء ونحوہ الطبراني في المعجم الصغیر: ١/٣٦۳ء‏ (٦٦1)؛‏ وفي< 


۸ 


الجزہ الثالث: ذکر فیه المؤلف رحمه الله اتفاق المذاھب الأربعة علی 
ندب الدعاء سراللإمام والفذٌء وسر في ھذا الصدد نصوصآً من کتب الأئمة؛ 
وأثبت أنٗ ھذا هو الذي عليه عمل الأئمة في جمیع الأقطار وفي المشارق 
والمغارب بدون أي نکیر 

الجزہ الرابع: حاصل الکلام في دعاء الإسام عقب الصلاۃ وتأمین 
الحاضرین علی دعائه إن کان علی نیة أنه من سنن الصلاةۃ وفضائلھا فھو غیر 
جائز. وإِن کان بدون ھذہ النیة فھو بای علی حکم أصل الاعاءء والدعاء عبادةٌ 
شرعیةء فضلُھامن الشریعة معلوم ۔ 

الجزء الخامس: في ذکر النصوص من کتب الشافعیة الدالة علی 
استحباب الدعاء بعد الصلاةء والإسرار به إلا إذاکان لتعلیم الحاضرین . 








الجزء السادس: في بیان نصوص الحتابلة التي مفادھا أنٗ الدعاء إشر 
الصلوات مسنونٌ عند الحنابلةء لأٰئّه من ساعات الإجابة کما دلّت عليه 
الأحادیث۔ 


الکبیر: ۱۲٥/١‏ (۴۸۷۵)ء آما عن 
الطبراني کذلك في المعجم الکبیر: ۸/٠۲۰ء‏ برقم (۷۸۱۱)؛ ونحوہ في: 
۸ء (۷۸۹۳) ونحوہ في 1 ا ا ا 
الزواد بعد ما عزاہ إلی الطبراني: رجاله رجال الصحیح إِلا الزبیر بن 


وهوٹلة: ۱۱۷/1۰ء 





آمانة رضي اللہ عنه فقد رواہ 


اعد 





الجزء السابع: في ذکر نصوص الأحناف في ھا الصدد؛ وإلبات 
استحباب الاعاء عقب الصلاۃ ۔ 

الجزہ الٹامن : خلاصة القول : 

افتحصّل من ھذا کلّہ أنّ الدعاء مب الصلوات مسنون ومشروعٌ في 
المذاھب الأربعةء لم ینکرہ إلا نان مجنون؛ قد ضلٌ في سبیل ھواہء 
ووسوس لە الشیطان فاغواہ. 
غَئ المَمْرۂ با نی علِِ 
مَافَلاءئی اْريمََرَئتَا 
ارب عَلَشا رَمَم 


الجزء التاسع : في بیان (رفع الیدین عند الدعاء) قال المؤلف رحمە الله : 





دلّت عليه الأحادیث خصوصاً وعموماًء فمن العموم ما آخرجه آبو داود 
والترمذي وحگّن ء وابن ماجهء وابن حبان في صحیحہء والحاکمء وقال : علی 





)١(‏ رواہ أبو داود في سننهء باب الدعاء برقم (۸۸٣۱)؛‏ والترمذي في سئنه؛ باب 
في دعاء النبي قچ برقم (٢٥٥۳)ء‏ وقال: عذا حدیث حسن غریب؛ وابن 
ماجہ في سئنہہ باب رفع الیدین في الدعاءء (٥۳۸۱)؛‏ وابن حبان في 
صحیحہ: ۳/ ۴٢٦۱ء‏ (۸۸۰)؛ والحاکم في السندرك: 1۷٥/۱‏ برقم< 





مد 


واج الحاکم وقالۃ صخیح الاسناد قح 
قال رسول اللہ ا : : ا لرحیغ کریڑیستحي رن بی 





یٹ أنس رضي الله عنه؛ قال: 








وھکذا استمر یسرد الأحادیث في الموضوع نفسےہ وذکر عدداً من 
الروایات؛ الدالة علی رفع الیدین ۔ 

الجزء العاشر : في حکم رفع الیدین علی المذاھب الأربعةء وقد فصّل 
المؤلف فیه القولء وذکر أقوال ونصوص المذاہب استناداًإلی کتبھم 





وخصّ الجسزء الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشسر بذکر مذہ 
النصوص۔ 

الجزء الرابع عشر: وھو في بیان ما یتعلّق بمسح الوج بالیدین بعد 
الدعاءء وفیه ذکر لنصوص الفقھاءء مع ذکر الأحادیث وشرحھاء وتوجیه کلام 
العلماء في ھذا الصددہ وعليه تنتھي الرسالة ٠‏ 


×-- (۱۸۳۷۰ر۱۱۸۳۱)ء ۲۱۸/۱ (۱۹۰۷)۔ 


.)۲۱۸۳۲( ء۱۷٥۱ الحاکم في المستدرك:‎ )١( 


ای 


٥‏ ۔الحیلة الناجزۃ للحلیلة العاجزۃ 





ھذہ رسالة ان بعض القضایا الشائکة المتعلّقة بالأحوال 
الشخصیة للمسلمینء ومٹھا: 

۔أحکام الزوجة المفقود عنھا زوجھا۔ 

۔احکام الزوج المجنون. 

۔حکم زوجة العتّین. 

۔حکم عدم إنفاق الزوج علی زوجتہ مع القدرةۃ 

۔حکم تفویض الطلاق عند النکاح . 


ہذا وقد تحدث الشیخ التھانوي رحمہ الله حول ھذہ القضایا وما یتعلّق 
بھا من الفروع والجزثیات بکل تفصیل؛ واستوعب کل جوانبھاء واستعرضص 
أقوال العلماء وأدلتھم نحو هذہ القضایاء وین للقرّاء مدی تمتع المرأۃ المسلمةۃ 
من حقوق لدی الشریعة الإسلامیة ا 

المتائل في هذہ الدراسة یجد أنٌ المؤلف رحمه الله بذل في البحث عن 
احکام هذہ المسائل وتحقیقھا وتدقیقھا اقصی ما یمکن من الجھودء وأنفق 
فیھا من وقته الثمین الکثیر الکثیر کما أنه لم یکتفِ بدراسة ومطالعة ما کان 





“٢ 





لدیه من الکتب المتوفٌرۃ والمصادر والمراجع المتاحةء وإنما راجع في تحقیق 
الأمر وطاباً لمزید من الإیضاح؛ علماء کبارء أصحاب الفضل والعلم في 
عصرہ: من شب القارۃ الھندیة وخارجھامن المملکة العربیة السعودیة من علماء 
الحرمین الشریفین؛ لا سیما المدرسین في الحرم النبوي الشریف: فقد قام 
بإرسال الرسائل إلیھم للتاکد من رأي المذھب المالکي والقول الراجح لدیھم . 

وقد اختار الشیخ رحمہ الله مذھب الإمام مالك رحمہ اللہ في بعض 
المسائل نظراًإلی دفع الحرج عن المرأۃ المسلمةء ورفع الضیق عتھاء وتیسیر 
أمرھاء وبالذات في مسألة المفقود عنھا زوجھا. 


ھذا وقد تضمنت ھذہ الرسالۃ عدۃ رسائل صغیرة وھي کالاّتي. 





١‏ ۔(المختارات في مھمّات التفریق والخیارات): وتحتویي ھذہ الرسالة 
علی أحکام مفصّلة لمسائل النکاحء ومن أهمّھا: خیار البلوغء خیار الکفاءۃء 
حرمة المصاھرۃ, 

۲ (حکم الزواج مع اختلاف دین الأزواج): وتتضمن ھذہ الرسالة 
احکاماً مفصّلة لاختلاف مذھب الزوجین؛ وصور فسخ النکاح وعدمه عند 
وجود الاختلاف۔ 

٣‏ (المرقومات للمظلومات): هذہ الرسالة خلاصة للرسائل السابقة 
وہمثابة دستورء وأصول وضوابط لتنفیذ ھذہ الأحکام 


٤‏ (رفاق المجتھدین للنظر في وفاق المجتھدین): تشتمل ھذہ الرسالة 


+٣ 


علی تلك الاعتراضات؛ والانتقادات التي وُجْھت إلی رسالة (الحیلة الناجزۃ 
للحلیلة العاجزۃ)۔ 

آھم العناوین التي تضمنتھا ھذہ الرسائل کلھا: 

* حکم فسخ النکاح بسبب ارتداد الزوجة . 

٭ شرائط القاضي الشرعي۔ 

٭ الافتاء بمذھب الأئمة الآخرین؛ وشروطہہ وکلام شیخ الإسلام ابن 


ٹیمیة رحمە الله في هذا الصدد۔ 
٭ حکمتفویض الطلاق وصورہ الٹلاٹ . 
٭ الفرق بین النکاح المعلّق والمشروط 
* حکم قضاء القاضي في الھند وما شابھھا من البلاد ۔ 
٭ فائدۃ علمیة مھمة لاھل العلم حول شروط قضاء القاضي ۔ 


* ھل یمکن العبرۃ بالأحکام الصادرۃ عن ممثلي الحکام الموجودین 
علی مستوی المدیریات والمحافظات؟ وکیف؟ ومتی؟۔ 


٭ حکم زوجة العتین. 
٭ کیفیة رفع الدعوی ضد الروج العتّینء وطریقة الحکم فیھا۔ 
*٭ شرائط التفریق لزوجة العنّین 


+٦٤ 


٭ حکم المجبوب۔ 

٭ حکم زوجة المجنون. 

٭ خیار الفسخ لزوجة المجنون۔ 

*٭ حذ الجنون الموجب لللفریق . 

٭ صور الاعوی والتفریق . 

٭ شرائط التفریق 

٭ حکم مھر زوجة المجنون وعذّتھا۔ 
٭ حکم زوجة المفقود. 


* مذاھب الأئمة الأربعة في زوجة المفقود۔ 








٭ الفتوی علی مذھب الإمام مالك رحمه الله عند اقتضاء الضرورۃ 
* الاستفتاء من علماء السادة المالکیة . 

٭ صورة دعوی زوجة المفقود والحکم عليه بالموت ۔ 

* اتفاق الحنفیة والمالکیة علی حکم المفقود في دار الحرب . 


٭ تحدید أربعة أعوام نتم بعد تفتیش الحاکم وطروء الیأس ٠‏ وانتھاء أمل 
العودة. 
٭ مصاریف ونفقات البحث عن المفقود والتفتیش 





"٢ 


٭ من الذي ینوب عن القاضي الشرعي عندعدم وجودہ 

٭ حکم زوجة المتعنت. 

* إذا امتنع المتعنت عن ظلمہ فما هو الحکم۔ 

٭ حکم زوجة الغائب (غیر المفقود). 

٭ صور إرسال الحکم إلی الغائب۔ 

٭ لا یشترط إرسال الحکم إلی الغائب؛ إذا کان بعیداً في الدول 


الأخری۔ 
٭ إذا عاد الغائب إِلی بلدہ فما هو الحکم؟ 
٭ حرمہ المصاھرۃ. 
٭ آسباب وشرائط تحقیق حرمة المصاھرۃ. 





* کیفیة الحکم في حرمة المصاھرۃ۔ 

٭ التوضیح الضروري المتعلَّق بالحلف والتصدیق والشھادة ۔ 
٭ خیار البلوغ۔ 

٭ لزوم النکاح المعقود من الأب والجد وشرائط اللزوم٠‏ 
٭*٭ کم الأولیاء الآخرین ماعدا الأب والجڈ ۔ 


* الحاجة إلی قضاء القاضي في خیار البلوغ والتفاصیل المتعلّقة بە. 


انف 


حکم الأبکار والثتبات . 

* الحاجة إلی إشھادالشھودللیکر في خیار البلوغ؛ وتفصیل القول فیه 

* خیار الکفاءۃ. 

٭ صور الزواج من غیر الکفؤ, 

٭ حکم ارتدادالزوجة ٠‏ 

٭ لایفسخ النکاح بارتدادالزوجة. 

کانت ہذہ أھم العناوین التي احتوت علیھا ھذہ الرسائل؛ وبھا یتین 
الواقع بکل جلاء مدی الجھود والمساعي التي بُذلت في ھذا الصّدد . 

آما ما وجّھه الشیخ التھانوي رحمه الله من الاستفتاءات إلی علماء السادۃ 
المالکیة فھي خمس رسائل ؛ وقد اعتنی بھا علماء الحرم النبوي الشریف اعتناءٌ 
بالغاء وردّوا علیھا باھتمام کبیر؛ ولا یتسع المکان أن ننقل ھنا کل ما یتعلّق 
بھذا الموضوعء فإن الاستفتاءات واجوبتھا تحتوي علی حوالي خمسین 
صفحة بالقطع المتوسٌط+ وإنما نقتصر علی الإشارة إلی الاستفتاءات الموجّھة 
إلیھم فقط؛ علما أنھا کلّھا محورة باللغة العربیة . 

نمی الاستفتاء الاول: 


اف 0 ا أطال الله بقاءھم ونفع المسلمین بعلومھم؛ في 











۷ 





١‏ ۔امرأۃ مسلمة فقدت زوجھا منذ سنین؛ ولم آمرہ مع کثرة 
التفتیش> ہل یجوز لھا بعد مضيٗ ربع سنین أن تعتد عدۃ الوقاۃ ٹم وَج 
؟ آم لا بڈ من رفع الأمر إلی الوالي أو الحاکم أو جماعة المسلمین 
ذلك المرفوع إليه: فإذا یٹس یحکم بعد ذلك بانتظارھا أربع ستین ٠‏ 
تعتد عدة الوفاۃ؛ کما یفھم من المدوّنة ومختصر الخلیل وشرحه 
للدردیر؛ أم کیف الحکم؟۔ 

۲۔ ہل یلزم حکم الحاکم أو حکم جماعة المسلمین لانتظار أرہع 
سنین؟ ام یصح ذلك بغیر الحکم ایضا؟ ۔ 

۳ ۔بلاد إسلامیة استولی علیھا الکفار منذ مدة مدیدة؛ وفقدت مسلمة 
من أھلھا زوجھا فیھا؛ ولیس ھناك حاکم إِسلامي یفصل الأحکام حسب 
القوائین الشرعیة؛ فکیف السبیل هناك؟ وفي أي قسم من الأقسام الأربعة 
المذکورۃللمفقود في (مختصر الخلیل) یکون عدالہ؟ ۔ 
٤-ھل‏ الصورۃ الثانیة للمفقودء المذکورۃ في (مختصر الخلیل)تختص 
کانت من سُکان البلاد الإسلامیةء فذھب زوجھا إلی البلاد الشرکیة 
وفقد ھناد؟ آم تشتمل القاطنة بالبلاد التي استولی علیھا الکفارہ وبالدیار 
الحربیة الأصلیةء أم کیف الأمر؟. 

٥‏ المفقود عنھا زوجھا سواء کانت من البلاد الإاسلامیة أو الشرکیةء إذا 
لم یترك زوجھا عندھا نفقةء وھي في غایة من الاحتیاج والفاقةء آو کانت 
بحیث پُخشی علیھا الفساد بالعزوبة کیف السبیل لھا إذا أرادت الزواجء أو 
آراد أھلھا ذلك؟۔ 












۸ 


٦۔‏ المفقود عنھا زوجھا إذا لم یکن عندھا النفقة؛ وھي محتاجة؛ أو 
پُخشی علیھا الفسادء ھل یصح تطلیقھا أو فسخ نکاحھا من غیر حکم الحاکم 
الشرعی؟ أم لا بد من الحکم؟ وعلی الثاني کیف یعمل بالبلاد الإسلامیة التي 
تغلّب علیھا الکفار؟ آفیدونا ولکم الأجر الجزیل٠‏ 

ھذا کان نصيٌ الاستفتاء الأولء وقد آجاب عليه ثلائة من العلماء الکبار 
المفتین في المذھب المالکي بالمدینة المنورۃء وھم: 

١‏ العلأمة سعید بن الصدیق الفلاتي؛ مفتي المالکیة بالمدینة المنوّرۃ؛ 
وقد تم تحریر الجواب منہ رحمە اللہ في تاریخ ۷ جمادی الأولی ١٣۱۳ھ.‏ 





٢۔العلامة‏ ألفا ہاشم رحمه الله تعالی؛ مفتي المالکیة بالمدینة المنوّرۃ. 

۳۔ العلامة محمد طیب بن إسحاق الأنصاري المالكي؛ المدرّس 
بالمسجد النبوي الشریف. 

کما وجُە الشیخ التھانويی رحمہ الله بعض الاسئلة المتعلقة 
المفقود مرة 
ومٹھم: 

١‏ ۔العلامة الصالح التونسي المدرّس بالمسجد النبوي الشریف۔ 





بزوجة 
إلی مؤلاء الأفذاذ وقد أجاب علیھا العلماء الآخرون 








٢‏ ۔العلاآمة سعید بن صدیق الفلاتي (المذکور سابقاً). 
وھکذا مرۃ ثالثة ورابعةء وفي المرة الرابعة جاء الردّ من العلآمة محمد 
اہن علي البیضاوي المالکي رحمہ الله؛ وأما في المرۃ الخامسة فقد جاء الرد من 


۹ 


الشیخ عبد اللہ الفوتي المدرس بالمسجد النبوي الشریف؛ مرفقاًبتوقیعات کل 
من السادۃ محمود بن أبي بکر الفلاتي ؛ وعثمان بن إدریس علي الفلاتي ٠‏ 

وھکذا بدت لنا جھود حکیم الأمة التھانوي رحمہ الله في مجال البحث 
والتحقیقء ویذل کل الوسائل المتاحةء والإمکانیات المتوفرۃ للوصول إلی 
العق> 

ومما لا شك فیه أن مشل ھذا العسل الجلیل؛ وھذہ الخدمة الدینية 
العظیمة لا یقوم بھا إلا من اصطفاہ الله تعالی لتجدید دینە وإصلاح أمتہ؛ طوَقی 
ذَلِكَ فلينَائیں المََاؤمو 4 [المطففین : ]٥٢‏ 





ثناء العلماء علی الکتاب””'وإشادتھم بھڈا الجھد العلمي المبارك: 

قال الشیخ ظفر احمد التھانريی: '٭الحمد لل وکفی؛ وسلام علی عبادہ 
الذین اصطفی؛ وبعد: 

فقد طالعت ھذہ الرسالة الفریدة وملأت عیني بأنوار تلك اللاّلی 
النضیدةء فوجدتھا فریدة في الباب؛ ودرۃیتیںة ا 





لب قلخ تب 
الام لِکُلٌ قلبِ آسَزِ 








() وقد بلغ عدد صفحات الکتاب إلی مثتین وثلاث وعشرین صفحة؛ بالقطع 
المتوسط: ط: مکتبة رضي دیوبندہ اترابرادیش الھند 


٤ 


لہ در شیخناء فقد بالغ في التحقیق والتتقیر؛ ویڈل جھدہ في النسھیل 
علی الأأمة المظلومة والتیسیر جعل الله هذا السعي مشکورآء وھذا العمل 
مقبولاً ومبروراء وصلی الله وسلم علی سیدنا ومولانا محمد وعلی آله 
وأصحابه أجمعین٤۔‏ 
کتبه 
ظفر أحمد الٹھانوي 
تغمدہ الله بالغفران والرضوان 
وقال الشیخ عاشق إِللھي المیرتھي: ۶... وقد تشرفت بمطالعة عذہ 
الرسالة الفائقةء والضمیمة اللاحقة والخلاصة الرائقة بإمعان النظر وحسن 
الفکر؛ فوجدت الأجوبة کلھا صحیحة بلا ارتیابء والمجیب أجاد فیما 
آجاب: وبڈل الجھد في تخلیص العاجزۃ فاصاب؛ وما ھي بأول برکة منەء 
فإنه للأمة طبیب؛ وشفقة الطبیب علی المریض لیس بعجیب؛ فجزاہ الله عنا 
أحسن جزائہ ومتعنا بطول عمرہ وبقائه؛ وعلی الأمة أن یراعوا بالقیود 
والشرائط حق المراعاۃ ویعضوا علیھا بالنواجذ؛ فإنھا من أھم المھقّاتء 
ویجتنبوا عن الحریة في الدینہ واتباع الھوی کما هو دیدن الزمان لأنە من 
الموبقات۔ ۰٠٠ء‏ 





(عاشق إللھي المی رتھي) 


٤٤٤ 


٦۔-حلیة‏ آھل الجنة (بھشتي زیوں) 


ھذا الکتاب المفصّل الجامع لأحکام النساء يِعّدُ من الإنجازات العلمیة 
الکبیرۃ في مجال تعلیم المرأۃ المسلمة؛ واطلاعھن علیٰ ما فرض اللہ سبحانه 
وتعالی لھن من الحقوق؛ وعلیھن من الواجبات؛ وقد سذ هذا الکتاب ثغراً 
کبیراً کان قد طرا علی المجتمع النسائيی+ وجاء ملبباً لمتطلباتھن؛ ومغطّیاً 
حوائجھن؛ في کل مجال من مجالات الحیاۃ الدینیة والدنیویةء وبسبب ذلك 
تلقی بالقبول العام المنقطع النظیر في کل الأوساط العلمیةء ونال إعجاب 
القراء من الذکور والإناث علی السواء: وقد أشاد به کبار العلماء: والمشایخ 
العظام وائنواعلیه: ثناءَ حاراً, 

یقول سماحة العلامة الشیخ أبو الحسن علي الندوي رحمہ الله : 

(وقع الاسم الکریم للشیخ أشرف علي التھانوي في سمعي مقروأبکل 
آدب واحترام منذ الصغرء وذلك لگا کان کتابه (بھشتيی زیور) (حلیة أھل 
الجنة) یحظی بالقبول المدہش؛ والتجاوب الحار فقد کان کتابە بمثابة مفت 
مطاع؛ ومشرف دیني؛ في الأسر التي کانت بعیدة عن البدع: والتقالید 
الجاھلیةء والعقائد الفاسدةء ولعلّه أوّل کتاب تعوّفت بە من ہین کتبہہ"۶۲۔ 





)١(‏ عقال الشیخ الندوي رحمہ اللہ المنشور في مجلة اثقافة الھند) الصادرۃ من 
دھلي المجلد (٤٥)ء‏ العدد (۳)ء عام ۱۹۹۱مء حول عنوان کم لان 


کک 





ویقول رحمہ الله في موضع آخر : (وقد کان لکتابه (بھشتي زیور) (حلیة 
أھل الجنة) الذي ألّفه أصلاً لتعلیم البناتء وضمّنه المسائل الفقھیة التي تشتد 


إلیھا الحاجةء رواج وذیوعء قلما بلغھما کتاب آخر من الکتب الدینیة في هذا 











العصر؛ وطبع مرار: ایصعب إحصاڑھا؛۷. 
ویقول الشیخ محمد تقي العثماني : ہولە أ٘یضاً کتاب (بھشتي زیور) 
(حلیة أھل الجنة) وہو في سبعمئة صفحة من القطع الکبیر؛ وقد جمع 


فیه مسائل جمیع أبواب الفقه والعقائد والتصوّف؛ وصنفہ في الأصل لتعلیم 
النساء؛ فجمع فیە علاوۃ علی المسائل الدیثیة؛ جمیع ما تحتاج إليه النساء في 
حیاتھن الأسریةء وساعدہ في تألیف ھذا الکتاب جماعة من العلماء. 

وھذا الکتاب وإن کان قصد به إفادۃ النساءء فقد انتفع بە الرجال کثیراء 
ولم یجد العلماء عنە غتّی؛ وترجم إلی عدۃ لغات محلیة۷١۲۔‏ 


ویقول عن الدکتور نسیم اختر الندوي : 


'قدم فیە الشیخ التھانوي صورۃ ملخصة جامعة لمفاھیم القرآن الکریم 
والسنّة المطیّرۃء وتناول فیه معظم القضایا الخاصة بحیاة المرأة الیومیةء فھذا 


 <‏ آاشرف علي التھانوي)؛ تعریب الأستاذ آفتاب عالم الندوي 

() من تعلیقاتہ علی کتاب (نزهة الخواطر) ترجمة الشیخ أشرف علي التھانوی 
۹۸۸" 

۱۲/۱ من مقدمتہ لکتاب (إعلاء السٹن):‎ )٢( 


بت 


الکتاب بمثابة موسوعة ذاع صیتھا في الوقت الذي لم یکن یتوفر فیە أي کتاب 
من نوعه باللغة الأردیةء یحقق متطلّبات النساء؛ فقد بحث فيه المؤلف الإیمان 
والعبادات والأخلاق والمعاملاتء وأسالیب الحیاۃء إلی جانب التوجیھات 
القیّمة الخاصة بشؤون المنزلء والأمور العاثلیة. 





ومما لا شك فیە أنّ ھذا الجھد العلمي یجشّد فعلاً اهتمامه البالغ بتعلیم 
النساء اللاتي ظلّت أغلبیتھن فریسة للانفلات: وعدم العنایة من قبل المجتمع 
المسلم الھندي في مجال التعلیم؛ بالرغم من وجود الدلائل القویة؛ 
والنصوص الواضحة التي تح المسلم والمسلمة علی الاھتمام بالعلم سواء 
اسوانہ ٢ء‏ 

ھذا وقد احتوی الکتاب علی أحد عشر قسماً: 

القسم الأول: ٦‏ 
وأحکام الطھارۃ۔ 

الثاني : یتضمن جمیع أحکام الصلاۃ بکل تفاصیلھا۔ 

الثالث : یتحدث عن أحکام الصیام والحج والأیمان والنذور واللقطة 
والأوقاف۔ 





رل بیان العقائدء والأصول التي علیھا مدار الإیمان؛ 





)١(‏ (حکیم الأمة شرف علي الٹھانوي ومساہمتہ في تعلیم المرأۃ): مقال منشور 
في مجلة (البعث الإسلامي)ء الصادرۃ في لکشو؛ عدد المحرم - صفر؛ 
٤ھ‏ 


٤٤٤ 


الرابع : علی أحکام النکاح والطلاقء والأمور المتعلقة بحضانة 
الأولادوتریتھم. 

الخامس: یحتوي علی مسائل من المعاملات . 

السادس عن جملة من التقالید والطقوس والعادات الرائجة 
المتغلغلة في مجتمعات المسلمین؛ وبیان طرق إصلاحھا في ضوء الکتاب 
والسئّة. 








السابع: یحتوي علی جملة من الاّداب الشرعیةء والأخلاق الإسلامیة؛ 
والأعمال التي نستوجب الثواب أو العقاب . 


الشامن : یعضمن سیر وتراجم الأزواج المطسرات (أمھات المؤ 
رضوان الله علیھن أجمعین) والتي قد خلّفت آثاراً عمیقة؛ ومآثر دینیة قیٍ 
وأسوۃ حسنة مبارکة للمرأۃ المسلمة؛ کما أنە یحتوي علی قصص رائعة ومؤثرۃ 
منتقاۃ من حیاتھن؛ تدلّ علی ما قمن بە من التضحیات الجلیلة والعظیمة في 
سبیل هذا الدین وإعلاء کلمة الحق المبین؛ والدفاع عن حیاض الشریعة 
الإسلامیة الغرزاء. 
التاسع : یشتمل علی أصول حفظ الصحة: والتداوي والعلاج؛ في ضوء 
من السنة في کتاب الطب والرقی الشرعي المباح. 
العاشر: ان للأمور المنزلیةء والصناعات والحرف الیدویيةء 
وتوجیە مھم للنساء وإرشادھن إلی ما ینبغي لھن من مطالعة الکتب الدینیة: 
وقراءتھا والإلمام لھا۔ 














٤ 


بیان احکام الطھارۃ والعبادة للرجال؛ وأصول 
جیدة؛ ومعه ملحق خاص بحقوق الوالدین ۔ 

ملاحظة: لقد خرجت علی منصّة الشھود طبعات کثیرۃ للکتاب> 

عددھا اکٹر من خمسین طبعة تقریباء کما ترجم الکتاب إلی عدةلغات محلیةء 

ومن أھم ممیزاتہ أنّ الشیخ التھانوي رحمہ اللہ حاول أن یذکر فیه کل مسألة 

مقترنة بأدلٹھا من الکتاب والسنة؛ کما نقل عبارات الفقھاء العرببة ضمن 

جزثیات وفروع فقھیةء حتی إذا أشکل الأمر علی أھل العلم راجعوھا وتحققوا 


متھا۔ 













وخلاصة القول: إن ہذا الکتاب بمثابة موسوعة موجزۃ؛ وھي متوقّرة 
موجودة في کل مناطق الھند؛ وھدیة علمیة مبارکة یتحف بھا کل الآباء 
والأمھات یناتھم عند الزواج ۔ 


اج 


۷۔تعلیم الّین مع تکمیل الیقین 


ھہذاالکتاب من أھم مؤلفات الشیخ التھانوي رحمه الله وأشملھالفروع 
اه من العقائد والأعمال والعبادات والمعاملات؛ والسیاسة 
والاداب والأخلاق ۔ 


الدین واج 








وقدتحدّث المؤلف بنفسه عن سبب تالیف الکتاب؛ ومحتویاتہ؛ بما فیه 
کفایة وغنی عن أي إضافة آو تفصیل؛ وفیما یأتي نصنْ کلام المؤلف رحمہ اللہ 





مم 
و اھ ایت 


وََھ ذو اتل اي [الجمعة: ]٤-١‏ 

یری معظم الناس في عصرنا ھذا أن الإسلام اسم لبعض العبادات؛ وأآداء 
عدد من الشعائر الدینیةء والإیمان بالغیب؛ والحشر؛ والجنة وما فیھا من 
النعیم والحور العین؛ والنار وما فیھا من أنواع العذاب والعقاب؛ وآنہ لا 
یتعرض لأحوال الإنسان الظاھرۃ والباطنة؛ کما أنھم یعتقدون أن الإنسان حر 





٤ 


في فھمه لل تعالی ورسولە ِء یتعامل مع الناس کیفما یشاءء یکسب المعاش 
بای طریقة یختارھاء ویاکل ویشرب ویلبس کما تھوی نفسەء یعیش حیاته 
الفردیة والجماعیة متبعاًہواہء وجریأ وراء شھواتهء لیس ھناك حاجز یحجزہء 
ولا رادع یردعہ حتی ولو حاول المشي مع الأصول والضوابط في شؤونه 
النجاریة فیقلّد في ذلك غیر المسلمین؛ ویقلّد في نمط الحیاۃ؛ ومنھج الحیاۃ 
والعشرۃ والاجتماع؛ الفلاسفة القدامی أو حدیثي العھد 


آما في مجال السلوك والتزکیة والإحسانء فیجعل من جَهَلةَ الناس 
المجژدین عن العلم والمعرفةء أسوۃوقدوۃٌ. 

وبالجملة فھؤلاء لا یمتون بصلة إلی العقائد الإسلامیة الحقةء ولا إلی 
آسور الرسالة ولا إلی الاّداب والأخلاق الدینیةء ولا إلمام لھم باصول 
المعاملاتء وقواعد الشؤون التجاریة ولا اطلاع لھم ولا معرفة بدینھم 
وشریعتھمء وثقافتھم الإسلامیة الراقیةء وحضارتھم العریقة الأمر الذڈي 
وقعوا بسیبە فریسة سوء الظن بالإسلامء والفھم الخاطی تجاہ تعالیمہء وظلوا 
یظنون ۔ معاذ اللہ ۔ أن الشریعة الإسلامیةء والدین الإسلاميء تنقصہ التعالیم 
وفق المتطلبات الراهنة؛ والأصول والقوانین حسب مقتضیات العصر الحدیث 
ولا سیما طبقة الشباب الحدیثي العھد وطٌّلاب المدارس العصریة+ فقد ترشخ 
في ذھنھم ھذا الفھم الخاطئ؛ ورأوا أنفسھم محتاجین إلی حضارۃ الغیر؛ 
وثقافة الآخرینء ونتج من ذلك تلقائیاًأنھم بدؤوا یفضّلون الطرق الأآخری علی, 
طریق الإسلام قلباً أو قالباًء ویسخرون من معظم عقائد الإسلام ۔ 








آما عامة الناس فقد آصابھم ھذا المرض من نواج آخری؛ فإنھم کانوا 
٤‏ 


پُلزمون أنفسَھم مراجعة علماء الدین في شؤون العبادات فقط؛ أما المعاملات 
فاطلقوا فیھا العنان لأئفسھمء یحکمون بما تھوی بە أنفسھمء دون أن یراجعوا 
علماءھم؛ وھکذا کان الأمر في مجال العقائدء وتفاصیل التوحید والشرك 
والکفر ؛ فما شعروابأي حاجة إلی مراجعة العلماء في هذاالشأن 





آما طبقة العلماء ورجال الدین فقد کان دیدتھم أنھم حبسوا آنفسھم في 
مذاکرة مسائل الأعمال والعباداتء وانشغلوا عن التحقیق في المعاملات+ 
والخوض في بحار البحث والتنقیح والنظر والتامل لما یواجه العامة من القضایا 
والمستجدّات؛ وحسبوا أن ما ہم عليه الآن هو اعلی مکانة وأرقی درجةء حتی 
إن فکرتھم تلك قد تؤدیھم إلی حدوث الأمراض الباطنة والأسقام الروحیة 
فیھم مثل العُجب والکبر وحُبٌ الدنیاء والطمع في زخارفھا 

وأما طبقة الزمّاد وأصحاب التصوّٗف والسلوك؛ فکانوا قد وفعوا فریسة 
زلَةَ کبیرۃء وخطا فادح؛ بحیث إنھم زعموا أن الشریعة تباین الطریقة وھما 
مختلفانء وظلوا الطریقة الغایة الأصیلة والھدف الحقیقي؛ والشریعة 
للتنظیم فقطء وقلبوا الحقیقة رآساً علی عقبء وابتعدوا عن العلماء 
الدینء وزعموا الأوھام وکل ما یطرآ علی البال سن التخیّلاتء 
7 








9 





مکاشفات: واعتقدوها أموراً حتمیة بل فوق الیقینیات؛ دون أن یقی 
بمقیاس الشرع؛ ویزنوھا بمیزان الدین۔ 

وبالجملة فقد تأثرت کل طبقة من الطبقات بھذہ الفکرة الزائفة الزائغة۔ 
إنالله وإناإلیه راجعون۔؛ ولو أنھم صرفوا أدنی جھد في معرفة الکتاب والسنة؛ 





٤ 


وتاملوا فیھا لوجدوا ضالتھم ھناكء ونالوا بغیتھم؛ ویتجلّی لھم هذا الواقع 
کالشمس في رابعة النھارء أن تعالیم الشریعة 'الإسلایق وقوانیٹھا الأبدیق 
ودستورھا الربّاني؛ هو الکافي الشافي الوافيء للبشریة جمعاءہ في کل شأن 
من شژونھاء وأن هذہ ھي الشریعة التي آنزلھا الله تعالی من فوق سبع سماوات: 
صالحة لمواکبة الرکب البشريء وکافلة لتلبیة جمیع حوائجه ومتطلباته في کل 
زمان ومکان۔ 

وفیھا ما یغني البشریة عن تعالیم الشرائع الآخری وقوانینھا التعي صنعتھا 
آیدي الناس وصاغتھا الأذھان البشریةء ولو لم یکن الأمر کما أسلفنا لمَا قال 
المولی عو وجلٌ في کتابه العزیز ےت ا 













ات و 
کک ال 
کت ا نت 

ہل : آن عمر أناہ فقال: إنا نسمع أحادیث من 
بعضھا؟ فقال: ٭آمتھوکوَ أنتم کما تھڑکت: 
الیھود والاصاری؛ لقد جتگم بھا بیضاءَ نقية۶۷۸. 








)١(‏ رواہ الإمام أحمد في مسندہ: ۳۸۷/۳ )۱٥١۹١(‏ (باختلاف یسیر فيی 
اللفظ)؛ والمقدسي في الأاحادیث المختارة نحوہ: ١/٦۲۱ء‏ (١۱۱)؛‏ وابن 
آبي شییة في المصنف: ۳۱۲/٥‏ (٢٢٦٢٦۲)؛‏ وا شعب الإیمان: > 
ابي شیبة في البیھقي في, 


٤٤٤ 











نے می و 


ومٹًا رنْفتَهُم يَفْقُورت 4 [البقرۃ: ]٣‏ هو الذي جا کڈ 
وک سح ۳ء وقوله ا ۶ 
و 











۸٦۰: 00‏ و۶ رم 





0 ا 
[العتکبوت: ۸]ء و وَسَاِنمماف انَاممري ا ه القمان: ١٤]ء‏ و وََاتِ ٤ا‏ 





لق عَلُّ 4 (الاسراء: ٢٢]ء‏ ط ولیک پکا مث تع برفا وم یہنا > 
ارد : ۷ء فک ال شون اَ4 [الحجرات: ١٤]ء‏ و لاحر ین 

کو ...4 [الحجرات: ١۱]ء‏ وغیرها من آیات المعاملات والشؤون 
الاجتماعیة 

وھکذا شان کتب الحدیث الشریف؛ إن تامل أحدٌ في فھارسھا وجد 
کتاب الإیمانء وکتاب الصلاة؛ وکتاب الزکاۃ؛... کما وجد تحت 
البیوعء وکتاب النکاح والطلاق والاداب وکتاب الرقاق؛ و 
مجال لأحد أن یزعم آو یّعي أنٗ الإسلام لم یتطوق إلی بیان المعاملات: 
وشؤون العشرۃ والأمور الأسریةء وفضائل الأخلاق والاداب والتزکیة 









۱(ء (۱۷۷)؛ وأوردہ الھیثمي في مجمع الزوائد: ۸/ ٢٢٦۲ء‏ 
٤٤‏ 


والإحسان؛ واإنما رکز علی العقائد والأعمال [التعبدیة] فقط بل إن کل 
مخصف وعادل یشھد شھادة حق أن دین الإسلام تولّی شرح وبیان کل ھذہ 
الأنواع الخمسة بکل تفصیل+ ولم يَدّعنا نحتاج إلی أحدہ أو نمڈ ید الاستنجاد 
إلی ملة أآخریء حتی إن المنصفین من غیر المسلمین لم یلیٹوا إلا أن یعترفوا 
بکمال ھذاالدین الحنیف؛ وشموله وجامعیتہء ومسایرته الرکب البشري في 


سائر حوائجء وجمیع متطلباتہ'ٴ“ 








تالیف الکتاب: 
نظراً إلی حاجة الناس إلی التوعیة والنصحء وترشید الصحوۃ 
الإسلامیةء وإیقاظ الوعي الإسلامي فیھم؛ خاصة من ھذا المنطلق الفکري 
الذي وقعوافیه فریسة الفھم الخاطٔء رأیثٗ من المناسب أن تکون ھناك رسالة 
تقوم بسدّ ھذا الفراغ الھائل ‏ الناتج عن الإغفال والجھالة وعدم المعرفة ۔ 
وتحتوي علی ھذہ الموضوعات الخمسة باختصارہ مقتبسة من أنوار الکتاب 
والسنة وفي ضوء ھدي النبي الکریم پچ ۔ 


منھج المؤلف في الکتاب: 
وقد قشمتھا إلی خمسة أقسام: 





)١(‏ وقد الف الشیخ التھانوي رحمہ الله کتاباً مستقلأً حول هذا الموضوع سعّاء 
(شہادۃ الأقوام علی صدق الإسلام) جمع فیە ثناء الکفار علی الإسلام 
وتعالیمه. 


٤٢ 


١‏ ۔العقائد والتصدیقات ۔ 

٢۔‏ الأعمال والعبادات۔ 

٠ والسیاسة‎ تالماعملا۔٣۳‎ 

٤‏ ۔الاًداب والمعاشرۃ, 

٥۔التزکیة‏ والإحسان والسلوك ۔ 

والہ العظیم أسأل العون والنصرء وت نب الخطا والژلت : إنە تعالی مو 
الموفق والمعین: وھو علی کل شيء قدیرہ آمین وبە نستعین؛''. 

آھم موضوعات الکتاب ومحتویاته: 

الفصل الأول : في بیان العقائد : 

لقد ذکر المؤلف رحمہ اللہ في هذا القسم جملة من العقائد الإسلامیة؛ 
محلاّۃ بالادلة من الکتاب والسنةء وھذہ الأادلة مذکورۃ علی الھامش 

الفصل الثاني : الشرك وأقسامہ: 

لقد بدأ المؤلف ھذا الفصل بآیة کریمة من کتاب الله العزیز وعي : فإوَک 


۸0 


ول ِن بعد مَ لَيَ لهُ الهُدَیٰ 








)١(‏ ملاحظة: یقع الکتاب في ۱٦١‏ صفحةء بالقطع المتوسطء وقد تولّت نشرہ 
وتوزیعہ مکتیة فرید للطباعة والنشر دھلي الھند ۱۹۹۹ء 


٤ 


سقم ا ری و 
2َسل وہ مَهکم وس اث ص2 إ١‏ اه لاعف آن 









صَل ملا یبد ۵ ان بنشوک 


7-70-60" 
وم ارک ال 










راتا ئسيکا ڈیا توم وتَيعٌ وَمَايَيثمُع شعن إلَا من ە [النساء 
۵+ 
ثم ذکر أقسام الإشراكاء وجملة من البدع وما إلی ذلك من الأمور وھي : 


١‏ ۔ الإشراك في العلم: قال اللہ تعالی: لا ٭٭ وَیستَرُ مَقَاقع التب لا 
یلا لام4 (الاأنمام:٥٥].‏ 





٢‏ ۔الإشراك فی ال 2 کل کو نَم مم 
وا ]از کے اب کش تنک لا سیشیکے الو ہل ماق نزک >> 
[المؤمنون: ۸۸۔۸۹]۔ 

٣۔الإشراك‏ في العبادة: ٭ لَا تَا (ھود: .]٢٢‏ 

٤‏ ۔ الإشراك في العادة: ٣‏ وَجَتَاوا ٹا دز یںے الْكَرث وَالأمکو 
کیسيبا مَشَارا کنا لہ مہم مَهَدا لا 
کلایڈ رک اق رکا سےا کور ےل رتں کرست بد 
َحصظموتک اڑا سے لک رک یکم نیک ال 
ازَددمم حَُکاَتعُم رمع 5اکلیشرا عكِھد یتم 














٤٤ 








نت مرا ول پک ارآ اھ 
کیَجزیھم یکا سکاثرا نک 18 رکالوا کا ؤے مُونِ کذو ال 
کیجرییم رت إلۂ عسیعٌ کیۂ 119ذ حَیہ ای تَکَارا ارَتثمَ کا 
پر جا وَکوو اما رر ال پر اقم وا را 


راز راکارک مکی وھ کی ز مرا روا تر ٤الرا‏ حَقْ 


پک کاو ولا رثا کا لا وٹ الضریںک 















فو کو یسل اللَاَ بقبْر لی إ٥‏ اه لا دی الكوم 
0-7 

٥‏ ۔بیان البدع المحدئثة علی القبور وضرائح الصالحین ؛ قال النبي َلڈ: 
٥لا‏ تجملوا قبري وثتأبعدي؛'. 


اي >4 [الأنمام: 


() رواہ أحمد ومالك۔ 


5 ا و ات : َال 
1 20 [البقرۃ: ۱۷۰]۔ 

۷۔ذکر بعض الکبائر من الذنوب . 

۸۔ذکر شعب الإیمان 





۹۔بعض الأضرار الدنیویة للمعاصي والذنوب . 

٠‏ ۔بعض المناقع الدنیویة للطاعات ۔ 

الفصل الٹالٹ : الأعمال والعبادات : 

وفي آخر الکتاب ذکر فصلاً مستقلاً تناول فیە إصلاح بعض الأخطاء في 
باب التزکیة والإحسانء ورد علی الجھلة من المتصوفین؛ ونقل أقوال کبار 
العلماء والزمّاد أمثال الشیخ بایزید والشیخ الجنید رحمھم اه في الحث علی 
اتباع الطریقة المحمد: السنّة النبویةء والتحذیر من اتباع الھوی وما 
یخالف الشریعة الإسلامیةء ومن تلك الأقوال: 





٭ کل حقیقڈعلی خلاف الشریعة زندقةباطلةًا . 

ہما لسا طریق إلی الله إلا علی الوجه المشروع؛ لا طریق لنا إلی الله إلاا 
ماشرعہ؛ ومن قال: تم طریقاًإلی الله خلاف ماشرع:؛ فقوله زور؛۔ 

ہولو نظرتم إلی رجل عالِ في الکرامات حتی إِنە یرتقي في الھواء: فلا 
تختروا بە حتی تنظروا کیف تجدونە عند الأمر والنھي وحفظ الحدود وأداء 
الشریعة"۔ 


امت 


قالطرق کلھا مسدودۃ علی الخلق إلا علی من افتفی آثر رسول الل پچ ۔ 
8 الم اختم لنا بالخیر والسعادةۃ4۔ 


۰٭٭ 


٤٤ً 


۸ ۔المصالح العقلیة للأحکام النقلیة 


مقدمة المؤلف: 


الحمد لل رب العالمین والصلاۃ والسلام علی رسوله الأمین؛ وعلی 
آله وصحبه أجمعین؛ یقول العبدالفقیر إلی اللہ : مما لا شك فیە أن مدار الأحکام 
الشرعیة الفرعیة هو النصوص الشرعیة المتمثلة في کتاب الله وسنة رسولە پ٠‏ 
والذي لایمنٹل لھذہ النصوص؛ ویمتنع عن العمل بھا بحجة البحث عن جکم 
وعلل تلك الأحکام وأسرارھا ومصالحھاء فإنه یُعد عاصیاً ومُذنباً. وبالرغم 
من ذلك فإنه لا ینکر أحدٌ أكّ هناك مصالِعٌ وحکماً وآسراراً لمشروعیة تلك 
الأحکام الني فرضھا الله تعالی علی عبادہ؛ ومع أن العبد غیر مکلّف بالبحث 
عن تلك الأسرار لکن من طبیعة البشر أنە إذا عرفھا واطلع علیھا فإِن ھذھ 
المعرفة قد تزید في إیمانه بتلك الأحکام وإذعانه لھاء إلا أن الراسخین في 
العلم؛ وأصحاب الیقین الکامل لا حاجة لھم إلی ذلك لکن یة قلب 
وجبر خاطر لبعض الضعفاء من أھل الإیمان الذین یمتاز بھم عصرنا هذا 

ولذلك ٹری قي کب السلف الصالح امشال الضزالي'٥‏ 








< ہو محمد بن محمد الغزالي الطوسي الشافعي آبو حامد حجة الإسلامء‎ )١( 
۸ 


والخطّابي''' والعزٌ ابن عبد السلام''' وغیرھم رحمھم اللہ أنھم یتطرقون إلی 
هذہ المعاني: ویتعرضون لھذہ اللطائف في کنبھم . 

کما آن ماتسیّب بە المنھج التعلیمي الحدیث من خلق الحریة في الطبائ 
والنفوس البشریةء أدی ذلك إلی ازدیاد رغبة الناس في معرفة عذہ المصالح 
والحِکكُمء حتی بد بعض اھل العلم بذکرھا شیئاً فشیئاً في خطبھم وکتاباتھم 


×._ صاحب التصائیف المفیدة في الفنون العدیدۃ کالمستصفی والمنخول في 
اصول الفقہ٠‏ والوسیط والبسیط والوجیز والخلاصة في الفقہ واحیاء علوم 
الدینء وتھافت الفلاسفةء ومعیار العلمء والمنقذ من الضلالء توقّي سنة 
٥ھ‏ (انظر: طبقات الشافعیة للسبکي: ۱۱۹۱/١‏ وفیات الأعیان 





۸(۳ ۔ 
)١(‏ ھوأحمدابن محمدبن إبراھیم بن الخطاب آبو سلیمان البستي المعروف 
بالخطّابيء کان راہ في علم العربیة والحدیث والفقہ والأدب وف وك 








و التصائیف النافعة المشھورة مٹھا (معالم السٹن) و(أعلام السٹن) 
و(غریب الحدیث) و(شرح أسماء الله الحسنی) و(کتاب العزلٰة) و(کتاب الغنیة 
عن الکلام) توئي سنة ثمان ونمانین وثلاثمٹةہ. (انظر: طبقات الشافعیة لاہن 
يةق: /٢‏ ۷٥۱؛‏ وسیر أعلام النبلاء: ۱۷/ ۲۴) 

٢(‏ ھوعز الدین عبد المزیز بن عبد السلام بن أبي القاسم السلمي الشافعي أبو 
الإسلامء وأحد الأئمة الأعلام الملقب بسلطان العلماء آشھر 
کتبە (القواعد الکبری) و(مجاز القرآن) و(شجرۃ المعارف) توفي سنة ستمثذ 
وستین للھجرۃ. (انظر: طبقات الشافعیة للسبكي : ۲۰۹/۸؛ وفوات 
الوفیات: ۱/٤۹٥؛‏ وشفرات الذعب: )۴۰۱/٥‏ 








۲۹ 


وذلك تسهیلاً للطامة وتیسیراعلی العامة؛ ولو أن هؤلاء العلماء قاموا بمراعاة 
الحدود الشرعیة في بیان ھذہ الأسرار والحکم لقلنا: إِ٥ّ‏ ما کتبوہ فیه کفایةء 
ولکن کما هو المعروف أنٗ الباحثین عن الحق قلیلونء والمتبعین حقاًللشریعة 
عزیزون نادرونء فکان مصیر ھؤلاء أنھم حادواعن سواء الصراطء وتجاوزوا 
الحدود بسبب شیوع الآراء الفاسدة؛ وذیوع المختلقات والإشاعات الکاذیة؛ 
واتباع الأہواء؛ وملؤواکتابھم بالفث والسمین والرطب والیابس . 

فخطر علی بالي أَنّ مطالعة مثل ھذہ الکتب لعامة الناس تضرّھم أکثر من 
أن تنفعھم في الدین والدنیاء کما أن منعھم عنھا صار آمرا مستحیلاًء ولذا فقد 
اقتضت الحاجة إلی تألیف کتاب جامع في ھذا الموضوع؛ خال عن المفاسد 
السابقة الذکر؛ حتی یتمکن الباحث عن أسرار الشریعة والراغب في معرفتھا 
من تحقیق حلمہء والوصول إلی غایته بعد قراءة الکتاب: 

هذا وقد حاولت أن اتناول في ھذا الکتاب ذکر الأسرار والمصالح التي 
تکون قرییة من الأصول الشرعیةء وملائمة لأفھام العائة؛ إلا أئٗ جمیع ھذہ 
المصالح لیست مما نصٗ عليه الکتاب أو السنة؛ ولا ھي کلھا مدار الأحکام؛ 
ولا حصر فیھاء وإنما ھيی الامثلة والنمافجء وقد سبق أن ألف في هذا 
الموضوع علماء جھابذة في المتقدمین؛ ومنھم العلأمة الشاطبيء والمحدث 
العلامة ولي الله الدھلوي؛ وکتابه (حجة اللہ البالغة) آشھر من أن يُعرّف؛ کما 
الف متاخراً احد المعاصرین الأفاضل الاستاذ إبراھیم آفندي علي من مصر؛ 
وسماہ (آسرار الشریعة)ء وطُبع الکتاب في مصر عام۱۳۲۸ھ: وقبل رسالة 








۰ 


أخری باسم (الرسالة المحمدیة). 





وأستي کتابي هذا (المصالح العقلیة للأحکام النقلیة) ساثلاً المولی عزٌ 


ومفیداًللبشریةء ودافعاللشکوكک والشبھات تجاہ الأحکام 





الشرعیةء 


کتبه 
آشرف علي 
شھر رجب ١۱۳۲ھ‏ 

وفیما یأتي نلفت نظر القارئ الکریم إلی أھم الموضوعات التي حواھا 
الکتاب: 

٭ حُکم تعذد حِکُم ومصالح الأاحکام الشرعیة. 

*٭ الم والأسرار المتعلقة بالوضوءء ھناك عشرۃ حکم وأسرار ذکرھا 
المؤلف رحمہ الله في باب الوضوء+ وأتبعھا کم اخری: مثلاً: الحکمة في 
دعاء التوبة بعد الانتھاء من الوضوء. الحکمة في ندب الترتیب في الوضوء؛ 
حکمة نجدید الماء في مسح الرأس والأذنینء حکمة مشروعیة الطھارۃ من 
الماء والترابء حکمة تخصیص الأعضاء السبعة في الوضوء۔ 

*٭ حکمة السواك في الإسلام۔ 

٭ نظرۃ عامة علی الطھارۃ المعنویة 

٭ طہھارۃ الأعضاء والجوارح. 


۶1٤ 


٭ حکمة کون التیمّم ینوب مناب الوضوء والغسل ۔ 

٭ الحکمة في عدم التفریق بین تیم الغسل والوضوء. 

* الحکمة في منع الحائض والجنب من دخول المسجد . 

٭ الحکمة في غسل الکافر عند اعتناقہ الإسلام ۔ 

* الحکمة في وجوب الغسل بعد الطھارۃ من الحیض ۔ 

٭ الحکمة في منع الجنب والحائض من الصلاة وقراءة القرآن ۔ 

وھکنا تتابع ذکر الجکم؛ وبیان الأسرار والمصالح لمعظم الفروع 
والجزئیات الفقھیةء المتعلَقة بکتاب الطھارۃ والصلاق: إلی ھنا ینتھي الجزء 
الأول من الکتاب ۔ 

آما الجزء الثاني : فھویشتمل علی حکم وأسرار الأبواب التالیة: 

کتاب الزکاق کتاب الصومء باب العیدین؛ کتاب الأضاحي؛ کتاب 
الحج؛ کتاب النکاحء کتاب الطلاق ۔ 


والجزء الثالث : من الکتاب یتضمن مباحث : 


اب البیوع؛ والمعاملات٠‏ والفرائض؛ والمواریث: وحکم وأسرار 
بر ونعیمه وعذابہء وحقیقة الصراط ۔ 





کما ضمن رحمہ اللہ نھایة الکتاب بعض المباحث المھمة المتعلقة بحیاۃ 
البرزخ؛ والثواب والعقاب؛ والجنة والنارء ومنھا: 


9 


۔آجوبة الإمام ابن القیم رحمہ الله علی الأسئلة الواردة حول عذاب القبر 
ونعیمہ۔ 

_۔حقیقة الصراط الأخروي في کلام ابن العربي ٠‏ 
ة الصراط المستقیم في کتابات الإمام الغزالي۔ 


۔حقیقة القیامة في ضوء ماکتبہ الإمام محمد قاسم النانوتوي 





_حقیقة المکافآت علی الأعمال الإنسانیة. 

۔حقیقة الجنة والنار ۔ 

لا یُغلق باب التوبة حتی تطلع الشمس من مغربھا ۔ 

۔أرضی الأقوال في عرض الأعمال من مقال العارف الجلال (الرومي). 

ومما یلفت النظر أنٗ المؤلف رحمہ الله قد انتقی في معظم المباحث من 
کلام الإمام ابن القیم رحمہ اللہء کما نلاحظ ذلك في بیان حکمة عدم تفرقة 
تیمّم الوضوء والفسل: 

قال رحمہ الله : یقول العلأمة ابن القیم رحمہ الله : ۷وأما کون تیعم الجنب: 
کتیمم الُحدث: فلما سقط مسح ال رأس والرجلین بالتراب عن المُحدث سقط 
مسح البدن بالطریق الأولیە إذ في ذلك من المشقة والحرج 
والعسر ما یناقض رخصة التیمم؛ ویدخل أکرم المخلوقات علی اللہ في شعبة 
البھائم إذا تمرّغ في التراب؛ فالذي جاءت بے الشریعة؛ لا مزید في الحسن 





1۳ 





والحکمة والعدل عليهء ولل الحمد+. وکذلك في حکمة مشروعیة مسح الرأس 
في التیمم؛ وبیان حکمة القراءۃ جھراً في الجمعة والعیدین؛ وحکمة 
الصیام علی الحائض دون الصلاۃء وحکمة وجوب الشاتین في عقیقة القلام؛ 
الواحدة في عقیقة البنت ۔ 

ومن الجدیر بالذکر أن الکتاب قد تُرجم إلی اللغة الإنکلیزیةء ونالت 
ھذہ الطبعة قبولاً وإعجاباً لدی أوساط المثلّفین والمقیمین في أوروبة والبلاد 
الغربیة؛ وأشادوابالکتاب وآئنواعليه. 














1٤ 


۹ نھایة الإدراك في اقسام الإشراك 


ھذہ رسالة صغیرۃ الحجمء کثیرة المعانيی+ وهي ني أصلھا جواب 
لسؤال موجّه إلی حکیم الأمة التھانوي رحمه اللہ حول ب 
باللہء وما ہو الشرك المراد في قوله تعالی  :‏ إ٤‏ آلّه لا یمر آن بُکرَق یوہ4 
[انساء: ۸٥]ء‏ 

امن مرتبة أو درجة من الشرك یکون فیھا إشراك البعض من 
غیر الله منافیاً للنجاۃ؛ وإشراك البعض الآخر معه غیر مناف للنجاۃ؟ مثلاً: 
السجود آمام قبور الصالحین بنیة خاصةء أو بقصد طلب الحوائج منھم ۔ کما 
یفعله المبتدعة -؛ وفي مقابله السجود آمام الأصنام والأشجارء والنذر لھم 
بنفس النیة السابقة 

فھل یمکن أن یکون السجود أمام قبور الصالحین ہما لم عند الله من 
مکانة وقبول خاص ۔ غیر منافِ للنجاۃ؟ بینما یکون السجود أمام الأصنام 
والأشجار منافیاً لھا؟ 

وإذا کان الجواب بلاء فما ہو سبب التفریق بینھما؟ ومعلوم أن مشرکي 
مکة أیضاً کانوا پ اك الأصنام أقل مکانة وأصغر درجة من الله ء بل کانوا 
یعتبرونھا وسیلةً للتقرّب إلی اللہ کماحکی الہ عرٌ وجلٌ عنھم ےا 
لها اک قوذ [الزمر : .٠۳‏ إذن ما عي حقیقة الشرژ؟ بنواتؤجروا۔ 





مراتب الإشراك 











"٥ 


کانت ھذہ ھي القضیة الأساسیة التي وُجُھت إلی الشیخ رح اللہ 
فاجاب علیھا بجواب یشفي العلیل ویُروي الغلیلء وذلك في ضوء الکتاب 
والسنّة وأقوال سلف الأمة مستفیداف 





بي ذلك من مصادر ومراجع علمیة موثوق 
بھاء معتمد علیھا فدی اصحاب ھذا الشان وامل هذا الفن؛ وعول کثیراعلی 
کنب شیخ الإسلام ابن تیمیة وتلمیذہ النجیب الإمام ابن القیم رحمھم الله* 
أمثال کتاب (اقتضاء الصراط المستقیم لمخالفة أصحاب الجحیم) لابن تیمیة؛ 
وکتاب (إغاشة اللھفان من مصائد الشیطان) لابن القیم؛ وکتاب (مدارج 
السالکین شرح منازل الساثرین) لە أیضاً. وسٹگی هذہ الرسالة ب۔(نھایة الإدراك 
في أقسام الإشرك)ء ومما یجدر بالذکر أنّ العلامة ظفر أحمد العثماني 
(صاحب إعلاء السنن) کان قد تفضٌّل مشکوراً بإضافة بعض التعلیقات النافعة 
والھوامش المفیدة علیھاء فازدادت قیمة وعلماًو: 

ولعلٌ ملخٌص الکلام في ھذا الموضوع هو ما ذکرہ العلامة ظفر أحمد 
العثماني في هامش الرسالة إذ قال: قلت: فتلحٌص لٹا من ھذا اللفصیل أنّ 
آسباب الشرك متعددة: 

الأول: اعتقاد کون الشيء شریکأَللہ تعالی في الألومیة والوجوب: ولا 
قائل بە سوی الوثنیة۔ 

الثاني : اعتقاد کون الشيء میا في العالمء واسطة بینە وبین الله تعالی+ 
مؤثراً في العالم بالذات؛ أي بإرادتہ من غیر احتیاج إلی إرادة اللهء وذلك 
لتفویض ال ذلك إلیەء کماھو اعتقاد عبدۃ الکواکب؛ وبعض عبدۃ الأوثان ۔ 











٦1آ‎ 







وأما اعتقاد کونە مُدیْراً مؤثراً محتاجاً في تدب 
تعالی وإرادته فلیس ذلك بشرك لقوله تعالی: َالسدِ 
]٥‏ وکذا اعتقادہ کونە واسطة بینە وبین الله تعالی؛ کذلك لیس بشركء لکون 
الملائکة والرسل وسائط بین العباد والخالق في المعرفة والأحکام؛ وکون 
بعض الملائکة وسائط في الأمور التکوینیة لا یخفی علی من طالع النصوص 
والأحادیث۔ 

الثالث: السجود لشيء مع تسمیتہ إلٹهاًء من غیر اعتقاد کون مؤثرا 
ومدِیّراًبالذات؛ کماھو شأن بعض من عبدۃ الأوثان. 





الرابع : اعتقاد کون الله تعالی جسماً وفي مکانء 
والصاحبة لکونە من خواصٌ الجسم ۔ 

الخامس: اعتقاد کون الشيء سوی اللہ تعالی نافعاً وضاراً بالذات: أي 
من غیر احتیاجه إلی إذن الله تعالی في ذلك؛ کما هو اعتقاد أصحاب الطلاسم 

السادس : اعتقاد حلول الرب في شيء 

السابع : اعتقادکون‌الشيءشفیعآلهعند اللہ تعالی: وفیهتفصیل سیأتي 

فالعبادة ھي إظھار غلبة الڈل والخشوع لشيء؛ مع اعتقاد من تلك 
الاعتقادات فیەء مرجعه إلی ما ذکرناہ من قبلء أن العبادة غایة الحب بغایة 
ال والخضوع؛ مع الشعور بأن للمعبود سلطۃً 
علی النفع والضرء ولیس السجود لشيء عبادة مطلقاء لکون الملائکة سجدوا 


خل فیه اعتقاد الولد 





ة فوق الأسباب؛ یقدر بھا 


٣٤۷٤۷ 


لآدم: ولکون إخوۃ یوسف وآبویە خزوا لە مُجّداً. 

والظاھر الأصح أنّ ھذا السجود (سجود إخوۃ یوسف وأبویە لە) کان 
بوضع الجبھة علی الأرض؛ کما ہو المتبادر منە لغة لکنە لم یکن مقترناً 
دمن الاعتقادات المذکورۃہ بل کان لمحض النحیةوالإکراوء وکان ذلكہ 
ج شرعناء ولذا قال العلماء: إن سجود التحیة حرام؛ 
وسجود العبادة لغیر الله کفر ۔ 

وبعد ذلك فلنتاَل في احوال ساجدي القبورء إِنھم بأ: فریق من 
المشرکین یتشبھون؟ فالظاہر من أحوالھم کونھم مشابھین للذین إذا مات منھم 
رجل صالح یعتقدون فی آنه مستجاب الدعوۃ؛ ومقبول الشفاعة عند اللہ 
تعالی؛ اتخڈوا لہ صنماًعلی صورتہ؛ وعبدوها علی اعتقاد أن ذلك الا 
یکون شفیعاً لھم یوم القیامة عند الله تعالی ویقولون: هؤلاء شفعاء عند الله 
غیر آن ساجدي القبور لا یّخذون صنماًعلی صورۃ بخلاف المشرکین 
نعم کلاھما یشترکان في السجود لهذا الرجل ظاھرآء وفي اعتقاد کونە 
باطناً وقد مو آنفاً أن السجود لیس بشرك مطلقاء ولو کان من آکبر 











الکبائر 
اعتقاد الشفاعة في أحد ھل هو شرك مطلقاً ام فيه تفصیل؟: 
فلا یخفی لمن طالع النتصوص؛ ومارس الأحاد, 
أحد لیس بشرك مطلقاًء لثبوت الشفاعة للانبیاءء وَلحَمَلَة القرآنء والأولیاء 
یوم القیامة بعد إذنه تعالی في ذلك۔ 





٤٤ 


ئم علّق رحمہ اللہ علی کلام الإمام ابن القیم رحمه الله (حول موضوع 
الشفاعة وما أثبنہ الله تعالی منھا وما نفاہ وأبطلہ))' 'فقال: 

قلت: وبعد ذلك فلا یجوز الحکم علی ساجد القبور بالکفر والشرك 
الأکبر بمجرد اعتقادھم في أصحاب القبورء أنھم شفعاؤھم عند الله تعالی؛ ما 
لم نمنشظترواعن ادھم ذلك؛ وأما قبل الاستفسار فیلزم العمل ہما 
قاله العلماء: إِن قول القائل : ٦‏ أنبت الربیع البقل ؛ محمول علی الإسناد الحقیقي 
إن کان دھریاًء وعلی الإسناد العقلي المجازي إن کان موحٌداَ فکذا القول: 
ەبأنھم شفعاؤناعند ال٥‏ یحمل علی الشفاعة الشرکیة إن کان القائل غیر مسلم+ 
وعلی الشفاعة الشرعیة إن کان مسلماً. 

وکذا القول بان فلاناً یضر وینفع؛ یُحمل علی الضر والنفع بالذات إن 
کان کافراً جھارء وعلی الضر والنفع بإذن الله للکرامة التي أعطاہ إیاھا إِن کان 
مؤمناً موحُدا مُقرَا بالإسلامء ھکذا ینبغي أن یفھم المقام؛ والحمد لل الملك 
الینعام. 

چ ری ا ا 
الشیخ في بیان الفرق في اعت 0 














مؤثرۃ+ ولا یعتقد الشافع ضاراًولا نافعاء وإنما یعتقد عدم التخلف في شفاعتہ 


)١(‏ انظر کلام العلأأمة ابن القیم رحمہ الله في (إغائة اللھفان من مصائد الشیطان) 
١ء‏ تحقیق الشیخ محمد حامد الفقي ؛ دار المعرفة ۔بیروت 
٦۹‏ 








للکرامة الني هي لە عندال؛ وھذالیس بشرك؛ وإِن کان معصیةء فافھم!ٴ“ 

آما ا شیخ الإسلام ابن تیمیة رحمه الله الذي أشار إليه المؤلف في 
الموضوع پراجع ذلك في کتاب (اقتضاء الصراط المستقیم)''' ٠‏ فإنه 
ذکر موضوع تعظیم القبورہ واتخاذ القبور مساجد في غایة التشدید والتھدید؛ 
إلا آنە لم یحکم علیھم بالکفر والشركۂء بل شبھھم بالمشرکین؛ وقد ورد فی 
الحدیث الشریف: لعن اللہ أقواماً اتخذوا قبور أنبیائھم مساجد'"ء وکذلك 
قولہکلل: ۲اللهمٌ لا تجعل قبري وثاً يبّد:“'. 





۔۹۰۔۸۸/٦ ھامش إمدادالفتاوی:‎ )١( 

)٢(‏ انظر: (اقتضاء الصراط المستقیم لمخالفة أصحاب الجحیم): ۳۳۲/۱ء 
تحقیق: الدکتور ناصر العقلء ط ۔دار العاصمةء المملکة العربیة السعودیة ۔ 
الریاض ٠‏ 

(۳) رواہ النسائي في سئلہہ کتاب الجنائز برقم (۲۰۱۹)ء بلفظ: 'قوماآ؛؛ 
وأخرجہ البخاري في صحیحہہ کتاب الصلاقء (٤۳٦)ء‏ بلفظ: ؛لعنة اللہ 
علی الیھود والنصاری۔۔.٤‏ الحدیث؛ وکتاب الجنائز برقم (۱۳۹۰)؛ 
وکتاب الأنبیاءء برقم (٢٤٥٣٤۳)؛‏ ونحوہ؛ مسلم في صحیحہء کتاب الصلاۃء 
(٥١١)و(۴۰٠)۔‏ 

)٤(‏ رواہالإمام مالك في الموطا: ۱۷۲/۱ء (٤٤٤)؛‏ وابن أبي شیبة في المصّف: 
۲ء (٢٢٥۷)ء ٠۰/۴‏ (۱۱۸۱۹)؛ وعبد الرزاق في المصف: 
۸۱ء ۰۸۷۵ ٌ 


٠۔إصلاح‏ الرسوم 


إِنٗ إصلاح المجتمع وتطھیرہ من أنجاس البدع؛ وتنقیتہ من أرجاس 
التقالید الجاھلیة والعادات والطقوس غیر الإسلامیة کان الشغل الشاغل لحکیم 
الأمة الٹھانوي رحمہ الله ؛ وهمّه الاول والآخرء کیف لا؟ وقد أکرمہ الله تعالی 
واصطفاہ لكي یقوم ہین الناس رافعاً لواء التجدید مصلحاء ربّانیء بافلاً کل 
جھدہ؛ ومتفقاً جمیع طاقاتہ في سبیل إحیاء الدین؛ والسنة النبویة وإماتة 
البدعء واستثصال جذور الخرافات والعقائد الفاسدة . 

إِّ ھذہ الرسالة ۔إصلاح الرسوم ۔ التي نعرّف بھا القراء الکرام في ہذہ 
الأسطر القلیلة تأتي في إطار تلك الخدمات الإصلاحیةء والجھود الدعویة 
التي قام بھا الشیخ التھانوي+ فإن نطاق جھودہ هذہ لا یقتصر علی صنع 
الرجال؛ وتھذیب النفوسہ وإیجاد جیل من المصلحین الداعین العاملین في 
مجال إیقاظ الوعي الدیني؛ وترشید الصحوۃ الإسلامیةء وإنما یشمل کذلك 
تألیف الرسائل الدعویةء وکتابات المقالات والبحوث في ھذا البابء وکتابہ 
(إصلاح الرسوم) لیس إلا جھداً ملموساً ودرَةً 
المبارکة؛ وعنوان الکتاب خیر دلیل علی محتویانہء ولنترك القراء مع مقذّمة 
المؤلف: 








ذعبیة من هذہ السلسلة 


٦۷ 


یقول رحمه اللہ: 'إننا نشاھد بأم أعیننا أنّ معظم المسلمین في عصرنا 
الراھن آلزموا أنفسھم المواظبة علی العادات والتقالید والطقوس التي اخترعوھا 
بانفسھم أو ورٹوھا عن آبائھم وتمسکوا بھا وعضوا علیھا بالنواجذ؛ أکثر بکثیر 
مما فرض الہ تعالی علیھم من الفراثض والواجبات؛ وما شرع لھم نبَھم 25 
من السٹن والمندوبات؛ وقد وصلت شدۃ تمسکھم بالعادات والتقالید إلی 
درجة أنھم إذا فاتتھم فرائض الہ لا یھمھم شیئاً ولا یحزك فیھم ساکناء لکتھم 
لن یرضوا أن یقع أآي نوع من النقصان في القیام بتلك العادات والتقالیدء وھذا 
ہو السبب الرئیس لمعاناتھم شتی أنواع المصائب؛ وأصناف المشکلات؛ 
وخسرانھم في الدنیا والآخرةء ولم یقتصر الأمر علی ما ذکرناء بل إنھم غرقوا 
في خُبٌ هذہ العادات عُمیاً وصُعَاً وبُکماء دون ان یخطر علی بالھم شفاعتھا 
ومفاسدھاء بل بالعکس بدؤوایعتقدون أنھا أعمال ثواب وخیر . 

ونظراً إلی هذہ الأوضاع السیئة لعامة المسلمین الذین آسرتھم آواصر 
التقالید العمیاءء وربطتھم آغلال العادات والطقوس؛ ومست الحاجة إلی 
النھوض برایة الإصلاح؛ ورفع عَلَم الدعوۃ والإرشاد؛ فبدأث في تآلیف ھذہ 
الرسالة - عسی اللہ أن ینفع بھا العباد - وقسّمتھا إلی ثلائة آبواب؛ وِکلٌ باب 
یحتوي علی عدة فصول؛ وھا آنا اسمّیھا (إصلاح الرسوم) وأبدڑھا متوکلاًٌ 
علی واہب العلوم۹۔ 

أھم المباحث والاہواب التي تضننتھا الرسالة: 


١‏ ۔ الرقص والطرب والموسیقی؛ وجملۂ من المعاصي والعادات 







“٦۷۲ 


الجاھلیة التي تعوّد علیھاعامة المسلمین في مختلف مناسبات الفرح والأعیاد+ 
مثل الزواج وغیرہ. 

یقول المؤلف رحمہ اللہ: ٢إ‏ الاہتمام بحفلات الرقص والغناء في 
حفلات الزواج یژدي إلی ارتکاب عدد من الأشیاء المحظورۃ؛ مٹھا 

۔النظر إلی غیر المحارم؛ وھذا نی العینء 

۔السماع إلی الأغاني المحوّمة؛ وھذا یعني : زنی الأذن. 

۔التحدّث إلی غیر المحارم؛ وھذایعني: زنی اللسان. 








۔میلان القلب إلی غیر المحارم؛ وھذایعني : زنی القلب ۔ 

۔لمسھن والاختلاط بھن؛ وھذایعني : زنی الیدد 

وقد ورد ھذا المضمون في الحدیث الشریف بکل صراحة؛ کما رواہ 
البخاري في صحیحہ''' عن سمرۃ بن جندب رضي الہ عنه في حدیث طویل ٠‏ 
وفیە: ہوآما الرجال والنساء العراۃ الذین في مثل بشاء اتور فإنھم الزناۃ 
والزوانيی٠٠٠٠الحدیث۔‏ 
اك الآخرین في أعمال المعصیة والعادات المستوجبة للفسق 
وأنواع من الذنوب والاآثام؛ وذلك عن طریق توجیه الدعوۃ إلیھم للمشارکة في 
مثل ھذہ الاحتفالات۔ 





۔)۷۰۱٢۷( صحیحالبخاري؛ کتاب التعبیر؛ باب تعبیرالرؤیا بعد صلاۃالصبح ؛‎ )١( 


۳ 


إیذاء الجیران بأصوات المزامیر والمعازف؛ وآلات اللھو والطرب+> 
ذلك تضییع الفرائض عن أوقاتھا المکتوبةء والإخلال في صلواتھم 





وعباداتھم. 

إذا اعتاد القلب علی مثل ھذہ المعاصي فإنه بدل أن یشعر بشيء من 
الخجل أو الندم علی اقترافھاء یظل ینبسط علی ذلك ویشعر بالفرح والسرور 
منہ: وتزول منه مھابة المعاصي ؛ ومایترتب علیھا من العذاب والعاقبة الوخیمة 
وسوء المصیر؛ ولا شك أنّ ھذا أمر خطیر للغایة. 





بعض الناس یتباھون بارتکاب ھذہ المعاصيء ویفتخرون بھا؛ 
020 ازدادت فیھم هذہ الأنواع من الذنوب والمعاصي ارنقت 
درجاتھم؛ وسمت مکانتھم وارتفع شأنھم؛ ومما لا شك فیه أنّ ہذا من قبیل 
الاستخفاف بالمعاصي؛ بل استحسانھاء الأمر الذي یوجب زوال الإیمان؛ 
کما قژرہ العلماء۔ 

۔ارتکاب معصیة (الإسراف) والتعاون علی الإئم والعدوان. 

إٌِ الذین لا یشارکون في عذہ المحافل مباشرۃ؛ لکنھم یرسلون إلی 
آصحابھا والقائمین علیھا برسائل التبریك والتھاني؛ فھم یشارکونھم في الإٹم 
والوزر . روی الإمام آبو داودفي (سننه) عن العرس بن عمیرة الکندي عن النبي 
قال : ۷إذا عُملّتَ الخطیئة في الأرض کان من شھدھا فکرهھا۔وقال مرۃ 
آنکرھا۔؛ کانکمن غاب عنھاء ومن غاب عنھا فرضبھا؛ کان کمن شھدھا؛(٦ٴ‏ 


() رواہ آبو داود في سننہ؛ کتاب الملاحم؛ (٤٣٣٦)؛‏ وصححہ السبوطي في< 
٦۷‏ 


٢‏ ۔ لعب الشطرنج والزجل والجري وراء الحمام؛ والتحریش بین 
البھائمء والأحادیث الواردۃ في التحذیر منھا. اعن أبي ھریرۃ رضي اللہ عنہ: 
آن النبي ری رجلاًیتبع حمامةء فقال : شیطان یتبع شیطانةا'٢.‏ 






وقال قلل: ەل یزني الزاني حین یزني وھو مؤمن .. وفیە: ولا ینتھب 
نھیة یرفع الناس إليه فیھا أبصارھم حین ینتھبھا وھو مؤمن ۷(" 

۳۔ الاشتغال بالألعاب النار تضییع المال فیھاء وجعل الأئفس عرضةۃ 
للخطر وإلقاڑھا في التھلکة . 

٤‏ ۔حلق اللحیة أو قصّھا إلی أقل من قبضةء واإعفاء الشارب؛ وبیان 
الأحادیثٹ الواردة في ذلك؛ وکذلك تشبّه النساء بالرجالء والعکس؛ وتغییر 








الجامع الصغیر؛ (٦٦۷)؛‏ وأوردہ المتقي الھندي في کنز العمال برقم 
۸))۔ 

)١(‏ رواہ أبو داود في سنكەء کتاب الأدب (٤٥۹٦)؛‏ والبیھقي في السنن 
الکبری: ۱۹/۱۰ و۲۱۴/۱۰؛ وفی شعب الإیمان: ۲٤٤/٥‏ (٤٦٦٥)؛‏ 
وابن ماجه في سنہ باب اللعب بالحمام (٣۳۷۱)؛‏ وأحمد في مسندہ 
۷۲ء (٣۸۵۲)۔‏ 

)٢(‏ صحیح البخاري؛ کاب المظالم والخصب؛ (٢۷١۲)ء‏ وکتاب الأشربة* 
(۷۸)ء کتاب الحدود (۷۷۲٢)؛‏ وسلم في صحیحہ: کتاب الإیمان؛ 
(۷) والنسائي في سنہ کتاب قطع ید السارق؛ (۸۷۰٥)ء‏ وکتاب 
الأشربة: ١٥٥۹(‏ و٥٥٦٤)؛‏ وابن ماجہ في سننهہ کتاب الفتن: )۳۹۳٣(‏ 





۷٤ 


خلق اللہ واستخدام الخضاب الأسود 

٥۔القزع‏ والإسبالء والأحادیث الواردۃ في الموضوع. 

٦۔تعلیق‏ صور الحیوان في البیت؛ ورعي الکلاب دون حاجة شرعیة۔ 

۷۔البدع المرتکبة بمناسیة (العقیقة) و(الختان) و(الخِطبة) و(الزواج)؛ 
وفد أسھب المؤلف رحمه اللہ في ھذا الموضوعء وفصّل تفصیلاً مفیداء 
واستعرض کل ما یقوم بە الناس عموماً في شب القارة الھندیةء تارکین السنة+ 
عاضٔین علی التقالید والطقوس غیر الإسلامیة بالنواجذ وحذّر مٹھا تحذیراً 
شدیداً, 

۸۔ الاحتفال بمولد النبي ِء وقد قشمه المؤلف إلی ثلائة أقسام مع 
بیان حکم کل واحدعلی حدةء وإلی القاریئ الکریم ملخُص ما قاله رحمه الله : 

القسم الأول: الاحتفال الذي یکون مطلقاً عن القبود الشائعة المتعارفة 
بین الناس؛ مثلاً: لم یکن ھناك دعوۃ خاصة موجُھة إلی الناس بھذاالخصوص٤‏ 
بل إنھم اجتمعوا مصادفة؛ أو لغرض آخرہ ثم قام البعض منھم بذکر سیرۃ 
النبي الکریم قچ العطرۃ المبارکة؛ ومحاسن أخلاقه الطیبة وشیتاً من شمائله 
ومعجزاتہء وتخلل ذلك التواصي بالحق والأمر بالمعروف والنھي عن المنکو؛ 
فھذا النوع من الحفل جائز ومباح دون أي نکیرہ فإن اللبيٴ لا قد تحدّث إلی 
الصحابة الکرام رضوان الله علیھم أجمعین عن آحوالہ وآخلاقہ؛ وتتابم 
الصحابة رضي الله عنھم بروایتھا لمن جاء بعدھمء وما زالت هذہ الطریقة 
مستمرۃ بین المحتثین. 





لق 






القسم الثاني : الاحتفال ا بقیودغیر مشروعةء وھذہ القیود في حدٌ 
ذاتھا إما قبیحة أو معصیةء مثلاً: ذکر الروایات الموضوعة والمختلقة علی 
النبي پل أو الاهتمام بإنشاد القصائد الغزلیة وغیرھاء پُشدھا الُرد والفتیان 
والأحداث من ذوي الألحان والاصوات الحسنة؛ أو إنفاق المال الحرام فیە؛ 
والاعتناء البالغ بالمظاہر وأمور التباعي والتفاخر؛ مثل ١:‏ من الأضواء: 
واستخدام أرقی أنواع الزخارف؛ والفرش الرائعةء أو یؤذي ذلك إلی فوات 
الصلاۃ أو صلاۃ الجماعة ؛ أو غلبة الظن في ذلك؛ أو تکون نیّة مدیر الاحتفال 
والقائم بە أو المسؤول عنه ھي کسب الشھرۃ والصیت بین الأنامء أو یعتقد أن 
الرسول پ بحضر الحفل بنفسہ أو یعتقد آي آمر یخالف الشرع الإسلامي 
والقواعد التي یقوم علیھا دیننا الحنیف؛ فھذا النوع من الاحتفال حرام شرعاًء 
وذنبٌ عظیم ومعصیة کبیرۃء یعاقب علیھا صاحبه 

یقول الرسول ہل : ١‏ من کذبّ علیٌ متعمّدا فلیتبوٌا مقعدہ من النار٢١۔‏ 

القسم الثالث : الاحتفال الذي یکون بین القسمین السابقینە فلا یکون 
مطلقاًعن القیود کلیاأء ولا یکون مقیداً بالقیود المحوّمةء والأأعمال المحظورۃ 
شرعا بل یکون مُطهَراً من المعتقدات الباطلةء بعیداً عن المنکرات 
والخرافات . 




















() رواہ البخاري في صحیحہہ کاب العلم (۱۰۷)؛ وکتاب الجنائز؛ 
(۹)؛ وسلم فيی صحیحہ؛ کتاب المقدمة ٤٤‏ و٥)ء‏ وکتاب الزھد 
والرقائقء .)٢۴٥٥(‏ 


٦۷ 


فمثل ھذا النوع من الاحتفال ِن کان یلزم منە وقوع فساد آو ضرر دیني. 
فیکون محظوراء وإن لم یلزم منە وقوع أي فساد أو ضرر دیني فییقی مباحاً 
جائزأء وثمة خمس قواعد وأصول لا بڈ من معرفتھا والترکیز علیھاء وفي 
ضوٹھا یتین لنا حکم النوع الثالث من الاحتفال۔ 

القاعدۃ الأولی : تنزیل عمل ما منزلة الفرائضض والواجبات أو فوقھا؛ 
فان اعتقد شخص ان عملاً فلانیاً من الأعمال المھمة والمؤکد علیھا في الدین ٠‏ 
وظلَ یواظب عليه بشکل دائم مثل الفرائض والواجبات الشرعیة آو آکٹر منھاء 
ویعتقد أن ترکه أمر مذموم یستحق تارکە اللوم والعتابء فھذا مر ممنوع 
ومحظور عليه لأنہ یدّي إلی معارضة الحکم الشرعي؛ وتجاوز حدودہ. 

عن عبد اللہ بن مسعود رضي اللہ عنه قال: ؛لا یجعل أحدکم للشیطان 
شیئا من صلاتہء یری آَنّ حقاً عليه آن لا ینصرف إلا عن یمینهء لقد رأیٹ النبيٗ 


گل کثی را ینصرفُ عن یسارہ۷٥١.‏ 

یقول الشیخ الطییي شارح (المشکاة): ہقد دلّ الحدیث علی أٗ أحدء 
لو أصوٌ علی أمر مندوب ومستحبّ؛ واعتقدہ عزیمة ومؤکدۃ؛ ولم یعمل 
بالرخصةء فإن الشیطان پنال منە حظّه من الإضلال؛ فما بالك بالشخص الذي 
یصرّعلی بدعةء آویواظب علی أمر منکر مخالف للشرع؛ 








)١(‏ صحیح البخاريء کتاب الأذانء (۲٥۸)؛‏ ومسلم في صحیحہ؛ کتاب صلاۃ 
المسافرین؛ (۷۰۷)؛ وأبوداود في سننہ؛ کتاب الصلاق )٥٠١١(‏ وغیرهم 


۸ء 


وقال صاحب (المجمع): ایُستنبط من الحدیث أن المندوب یصل إلی 
درجة الکراھة إذا حیف من أنه سوف بُول منزلة الواجب أو المؤکدۂ وعلی هذا 
جع یک وی ات ا ا ا در 
مسلم في (صحیحہ) عن الرسول ل: ہلا تختصُوا لیلة الجمعة بقیام من بین 
اللیالي؛ ولا تخصّوا یوم الجمعة بصیام من بین الأیامء إلا أن یکون في صوم 
یصومہ أحدکم۷, 


القاعدة ا1 





٭العمل المباح بل المستحب قد یتحول إلی منھي عنه 
وغیر مشروع لاقترانه بعمل غیر مشروع مثلاً: الذعاب إلی الولائم: أمرٌ 
مندوب ومسنونء ولکن یمنع عن الذھاب إِلیھا إِذا کانت ھذہ الدعوۃ تتضمن 
اعمالاً غیر مشروعة مخالفة للشرع؛ ومعارضة للدینء کما وردفي الأحادیث : 
وکذلك صلاة النوافل : أمر مندوب ومستحب؛: ولکتّھا تتحول إلی غیر مشروع 
في الأوقات المکروھة . 

القاعدۃ الثالئة : دالعمل المباح والمندوب الصادر من الخواص إذا 
إفسادعق 








ة العامة فإنه یتحول إلی مکروہ وغیر مرغوب فیه فيی حق 
الخواص کذلك*, وذلك لأن تجتّب عامة المسلمین من الوقوع في الضرر 
واجب دیني وأمر ضروري: وینبغي للخواص أن یٹرکوہ ویتنخواعنه. 





)١(‏ رواہ مسسلم في صحیحہہ کتاب الصیامء (١٤٤١۱)؛‏ ورواہ البخاري في 
صحیحہ باختصار؛ کتاب الصوم: (۱۹۸۵)۔ 


٦۷۹ 


والدلیل عليه ما وردعن النبي پل فی قصة إدخال الحطیم داخل بناء بیتہ 

الله (الکعبة المشرْفة)ء عن عائشة رضي اللہ عنھاء قالت : سألت النبيٗ قلعن 

ہو؟ قال: انعم٥ء‏ قلت: فما لھم لم یُدخلوہ في البیت 

قومَكَ قصٌرت بھم النفقة؛ء قلت: فما شأن بابە مرتفعا؟ قال: ٭فعل 

ذلك قومك لیدخلوا من شاؤوا ویمنعوا من شاؤواء ولولا أن قومكِ حدیث 

عھڈھم بالجاعلیةء قاخاف أن تنکر قلوبھم أن أدخل الججر في البیت؛ وأن‌ 
الصق باب بالأارض۲۷۷. 











وما وردعن عبد اللہ بن أبي بکر رضي اللہ عنھما قوله بخصوص صنع 
الطعام لاھل المیت؛ کان سنّةہ لکن لما بدا الناس یعتبرونه عادۃ تركء قال 
رضي ال عنہ : فما زالت سنّة حتی کان حدیتاً فثْركع٢'.‏ 

کذلك الحال في سجدة الشکر؛ فإنه عمل مباحء وقد ورد ذکرھا في 
الاحادیث؛ ولکن کرھھا بعض الفقھاء الأحنافء کما ذکرہ العلاً 
الشامي رحمه ال مخافة أن يظنّھاعامة الناس سنة مقصودۃ . 





ابن عابدین 


القاعدة الرابعة: ٦المسآألة‏ التي تکون فیھا الکراہة عارضة ومؤقتة قد 
یتغیر حکمھا باختلاف الزمان والمکان٤ء‏ واختلاف تجارب ومشاھدة أصحاب 
الإفتاء؛ بمعنی أنە یمکن أن یحکم بإباحة شيء في زمن ما لانعدام أسباب 





)١(‏ صحیح البخاري؛ کتاب الحجء باب فضل مکة وبئیاٹھاء (١٤۸٥۱)؛‏ ونحوہ 


في صحیح الإمام مسلم؛ کتاب الحج؛ (۱۴۳۴۳) 
)٢(‏ سنن ابن ماجەء کتاب ما جاہ في الجنائزہ )۱٦١١(‏ 


ات 


الکراعة؛ بینما یحکم بکراھته في زمان آخر لوجود أسباب الکراهة: أویحکم 
بالجواز في مکان دون مکان. کب الفقہ الإسلامي غنیة بنمافج وآمثلة لھذا 
النوع من المسائل٭ وھانحن نری أن رسول اللہ و قد سمح للنساء بالصلاۃ في 
المساجد في زمنہ لانعدام احتمال الفتنةء لکن الصحابة رضوان الله علیھم 
أجمعین لما شھدوا الظروف ا ؛ والأوضاع المختلفة منعوامن ذلك . 


القاعدۃ الخامسة : (الغایة لا تبرر الوسیلة 














لو قام آحد بعمل غیر مشروع؛ ونوی بە حصول بعض المصالح والمنافع 
التي لایلزم شرعانیلھا والحصول علیھاء أو کان ھناك طرق أخری یمکن اختیارھا 
واستخدامھاللحصول علی تلك المنافع ء فھذاالعمل غیر المشروع لایجوز ۔ 

وذلك لأن العمل المباح والجائز قد یتحوّل إلی عبادة بحسن اللیة 
وصدق الإخلاص٠؛‏ ولکن لا یمکن أن تتحول المعصیة إلی مباح حتی لو 
تضمّنت آلاف المصالح والمنافع؛ ولا یجوز ارتکابھا ولا السکوت علیھاء 
وھذہ قاعدۃ بدیھیة مثلاً: لو جاء أحد یجمع المال بطرق غیر شرعیة؛ مثل 
القھر والظلم والخصب والنهبء بتِة أنه سیقوم بدوزیع بین الفقراء 
والمحتاجین والمساکین؛ ویساعد بە المعسرینء یجوز ھذا الظلم أو 
الخصب ابد حتی ولو تضمن ذلك مثات الالاف من الفوائد والمنافع 





خلاصة القول في الاحتفال بعید میلاد !1 
وفي ضوء ھذہ القواعد یتین لنا الواقع في مسألة الاحتفال بمولد النبي 
وبالنظر إلی القاعدۃ الثانیة فإنٌ ھذا العمل المباح یتضمن عدة مفاسد 











۸٤ 


ومضارء والتجربة خیر شاھد علی ذلكء فإن عاة الناس یعتبرون القیود 
المبتدعة في مثل هذہ المحافل من الأمور اللازمة ویظنون آنه مثل المعلوم من 
الدین بالضرورۃ؛ بل إنھم في بعض الأحیان یعتقدون أن العمل بە آکد وأولی من 
فرائض الدین الأخری؛ وھذا ما یشھد عليه اھتمامھم الکبیر: واعتناؤھم البالغ 
والفائق برعاینہ وتنظیمہ والإعداد لە اکٹر بکثیر من الفرائض الشرعیة؛ 
والواجبات الدینیة مٹل الصلوات والجُمع والأعیاد. 

ومما یزید الطین بلةأن أحداء لو نصحھم وأرشدھم إلی الحق الصواب + 
ویّن لھم الحکم الشرعي قاموا یھجمون عليهء ویؤذونە بشکل أسوآأً وأقبح من 
طعن الکفار والمبتدعین والفسّاق. بالإضافة إلی ذلك فإن ہذا الاحتفال لم 
ینقل عن السلف الصالح حتی ولو مع مراعاۃ جمیع القیود الشرعیة والضوابط 
الدینیة۔ 

إذن فالأزلی والأفضل والأحوط من حییث الدین والورع تجتّب ھذہ 
الحفلات بکافة أشکالھاء لأنھا لیسٹ من ضروریات الدین: ولا بتوقف علیھا 
آمر من آمور الشرع؛ بل یغلب علی الظن نھا قد تُفضي إلی افتراف البدع 
والمحوّمات . والل تعالی أعلمء وعلمه أتم وأحکم . 


تفنید بعض الشُبھات الواردة في الموضوع: 


قد ٹُشکل بعض الناس ویقولون: إِن العلماء الکبار والفقھاء العظام 
آمثال : الحافظ السیوطيء والعلأمة الحافظ ابن حجر العسقلاني ؛ والملاً علي 
القاري وغیرهم رحمھم الله؛ قد آثبتوا ذلك: فیٍجاب علیھم : 








0۲ 


آولاً: إِن العلماء الآخرین الذین کانوا في عصورھم قد خالفوهم في 
7 

ثانیاً: وبصرف النظر عن ذلكء فإن المفاسد والمضار التي توجد في 
عصرناء لم تکن في عصورھم؛ فلوا کانوا في عصرنا ھذاء ورأوا ما نراہ؛ 
لمنعواذلك. 

ویقول البعض : إن علماء الحرمین اتفقواعلی جوازہء فنقول: 

أولاً: ھذا الاتفاق غیرملّم. 
انھم أفتوا بجواز القیود المباحةء لکنھم لو اطلعمواعلی تلك 
المعتقدات الباطلةء والمفاسد التي من أجلھانحن تُُکر ذذلك؛ لأنکروا ذلك ۔ 

ویقول البعض الآخر : إِن معظم العلماء قالوا بالجواز 

فنقول: 

اولاً: لم یقم أحد ی(حصاء جمیع علماء الدنیا۔ 

ٹایبا إِنّ المفسدۃ العي ہسپبھا نقول بالمنع؛ لم بُجوزھا أحد من 
العلماء؛ لا الکثیر ولا القلیل ۔ 

وھکذا هناك شبھات رکیکة آخری لا تنبني علی دلیلء ولا تستند إلی 
برھان لسنافي حاجة إلی الإطالة فیھاء واللہ تعالی اعلم ٠‏ 


۹ ۔ من ھذہ البدع والعادات الجاھلیة: الاحتفال بذکری أولیاء الله 





۳ 


والاجتماع علی ضرائح الصالحین؛ والقیام بالفاتحة المروّجة وعقد 
المجالس هناك۔ 

وقد تناول المؤلف رحمہ اللہ هذا الموضوع کذلك بشيء من التفصیل 
والإطناب؛ وبئِن أنھا لا تمتّ إلی الدین بصلة لا من قریب ولا من بعیدء وکان 
في کل ذلك مستشھداًبآیات من الذکر الحکیمء وأحادیث وسنن سیّد المرسلین 
َء کما تطوّق رحمہ اللہ لمسألة التوسّل والوسیلةء وما وقع فیە عامة الناس 
فریسة الجھل والضلال۔ 

۰۔ من ہذہ البدع والعادات والتقالید: مایصنع من الحلویات: وتطبخ 
انواع الأطعمة الخاصة في لیلة الخامس عشر من شعبان؛ وفي الأعیاد+ 
وکذلك في العاشر من المحرم الحرام. 

وتناول المؤلف هذہ البدع کلھا واحدۃ تلو اخری٠‏ وین للناس الطریق 
الصحیح؛ وارشدھم إلی الصراط المستقیم؛ وحذّرھم من الوقوع فیما یضز 
بدینھم ودنیاهم. 

١‏ ۔البدع والتقالید التي سادت المجتمع عند تجھیز الموتی ودفنھم 

٠ ۔البدع المرتکبة في شھر رمضان المبارك‎ ٢ 





٣۔زیارۃ‏ الأشیاء المتبرکة والأماکن المقذّسة؛ والبدع فیھا . 


٤۔بدع‏ تزیین المساجد وزخرفتھا۔ 





١٥۔عدم‏ توزیع المیراث في صنف النساء. 


۸٤ 


ھذہ کانت أھم الفصول والأبواب التي تضگّنھا هذا الکتاب القیّم النافع ؛ 
رحم الہ المؤلف؛ ونفع بە العباد والبلاد. 


ےھ 


0 


۱-۔ تمھید الفرش في تحدید العرش 





تعالی وحمل علی الحقیقةء وقد صرح فیھا المؤلف أنە رجع عن قولہ الأول 
الذي قال فیه بحمل الاستواء علی الکنایةء وھا ہو نص کلام : 

القد کنت فضّرتہ بحملي إیاہ علی الکنایة عن التدبیرء کما یژیدہ قوله 
تعالی في بعض الاّیات بعد الاستواء : ٢اك‏ وإنما حملتہ علیھا لسھولة 
فھمہ للعوام؛ والأرجح حملە علی الحقیقة وتفویض حقیقتھا إلی اللہ تعالی؛. 

وأضاف قاثلاً: ٭ھذا هو الذي عليه جمھور السلف؛ من حمل الاستواء 
علی الحقیقةء ثم تفویضھا إلی الله تعالیء والمنع من الخوض فیھاء وھذا 
المنع معقول؛ لان إدراکنا قاصر عنہء کما یمنع الأکمە عن الخوض في کنە 
اللون بعین هذہ العلةء وإیاك أن تقیس استواءہ علی اسنوائك لأن الصفة 
تختلف حقیقتھا باختلاف الموصوف: کما أنٌ استقرار زید علی شيء یغایر 
یکٹھه استقرار الرأي علی آمر؛ کما أنّ طول الخشب بیغایر بکٹھه طول اللیل* 
مع کون کل من الاستواء والطول حقیقیأء وإذا کان المستوي غیر معلوم الكه؛ 
فکان الاستواء لا محالة غیر معلوم الکنەہ فاي وجه لقیاس مجھول الکنه علی 
معلوم الکٹہ* 





0٦ 


ٹم ذکر رحمہ الله عددامن الجکم لبیان الاستواءء ومنھا: 





١‏ ۔الحکمة الأولی : تتاید بقولہ تعالی في سورة [غافر: :]1١‏ ریمع 
اَلتََِكَت دُو امرش ۹ء لأنە یتبادر منە أنّ المقصود من ذکر کونە ذا العرش 
کونە رفیع الدرجات۔ 

٢‏ الحکمة الثانیة: تنأید بقوله تعالی بعد ذکر الاستواء ھاہنا: ٭ 





اَل اَی [الأعراف: ٥٥]ء‏ وفي سورۃ[یونس : ٣]ء‏ و[السجدة: ٥]بقوله‏ 
تعالی: و ال4 . 

٣۔الحکمة‏ الثالث: تقریب الطریق علی العبادہ فذکر لعبادہ أنە استوی 
علی العرش حتی یقصدوہ بالدعاء لطلب الحوائج؛ فکان ذلك من جملة رحمت 
بعبادہ: والتنزل لعقولھمء ولولا ذلك لبقي صاحب العقل حائراء لا یدري أین 
یتوجّه بقلبه. 








کما ذکر رحمہ الله المواضع السبعة من القرآن الکریم التي در فیھا 
الاستواء وشرحھا شرحاً وافیاً۔ 

وقال في آخر الرسالة: ٢ھذا‏ کلہ کان علی مذھب السلف؛ واختار 
الخلف مسلك التاویل لمصلحة سھولة فھمه للعوامء ولھذا النأویل وجوہ؛ 
آقربھا إلی العربیة وأرفقھا بقولہ تعالی: هي الكُرَ 4 ونحوہ؛ حمله علی 
الندبیر فقوله تعالی: ط بد ار 4 تفسیر للاستواء عند الخلف؛ وبیان 
للحکمة عند السلف کما فرزتە آنفأء ولا یرد علی الخلف أن الملك لم یزل لله 
تعالی؛ فما معنی تأتحرہعن خلق العالم؟ لأني أقول: إِن المراد التدبیر الخاص 





۷ 


في السموات والأرضء وظاھر آنه یتاخر عن خلقھماء ولا یلزم منە حدوث 
الصفةء بل حدوث الفعل؛ ولا محذور فیه؛ فافھم ۔ 

وقد کنٹ کتبۓ قبل ھذ مذھب الخلف في المتن بصورة التفسیرء 
ومذھب السلف في الحاشیة مع التصریح برجحانہء وغّرت الاّن إلی العکس + 
بإشارۃ بعض أھل العلمء وإنلم یکن من أھل الحلمء لاعتدائہ في إِلقائہء لکن 
عفوت وصفحت؛ ورضیت بما قد قدر؛ ونظرت إلی ما قیل : اخذ ماصفاووع 
ماکدر؟. والل الھادي إلی الرشدہ وو العزیز المقتدرٴ“ 





سے 


ء٦٢۸-‎ 1۴٦/٢ بوادر البوادر:‎ ؛٥٤-‎ ٤٥/٦ پإرشادالفتاوی:‎ )١( 


۸ 


٢‏ ۔جزاء الأعمال 


هذہ رسالة قيّمة صغیرة الحجمء لکٹھا تحمل في طیاتھا أسمی المعاني 
وأہم المباحث المتعلقة بجزاء الأعمال: والثواب علیھا في حالة الإتیان بھا 
عیة ومنھج مشروعء أو العقاب علیھا إذاکان الأمر عکس ذلك 
یقول المؤلف رحمه الہ في مقدمة الرسالة 






'الحمد لل الذي تُجِلَ النعم بطاعتہء والنقم بمعصیتہ؛ والصلاۃ 
والسلام الأمّان الأکملان علی سیدنا محمد نبّەء الذي جعل العز لمن والاء؛ 
واللَ والھوان علی من عاداہ؛ وعلی آله وأصحابه الذی 
والمکرہ؛ والیسر والعسر؛ رضي اللہ تعالی عنھمء ووفّنا للكأمّي بھمء وبعد؛ 
فیقول العبد!! إن أحوالنا الیوم لا تخفی علی أي أحد ونکاسلنا في أمور 
الطاعات؛ وتھاوننا بالأعمال الصالحةء وعکوفنا علی المعاصي؛ واشتغالنا 
بالملاھي والسینات؛ اصبح أم رآبڑتا۔ 


اتّبعوہ في المنشط 








وقد بدا لنا بعد إمعان النظر في 
المعضلة والاّفة هو اعتقاد وقوع جزاء الأعمال -الحسنة والسیئة ‏ في الآخرة 
فقطء وغاب عن البال أن بعض آثار ھذہ الأعمال الحسنة منھا والسیتة قد تظھر 
في ھذہ الدنیا کذلك: وقد أدّی ھذا الظن الخاطی إلی القول بعدم تأثیر الأعمال 





الأمر أن من أھم أسباب عذہ 


۹ 





في الثواب والعقابء مع أن هذہ الفکرة الخاطئة تتعارض مع کثیر من 
الاّیات الکریمةء والأاحادیث النبویة الشریفة فمست الحاجة إلی دفع هذہ 
الشبھات الزائفة؛ وذلك بتوضیح أمرین مھقین ھما: 

١‏ ۔إثبات هذہ الحقیقة أن الإنسان کما یُجازی في الآخرۃ علی أعماله 
بالثواب آو بالعقابء فَإنٌ بعض آثار ذلك الجزاء یظھر في الدنیا کذلك . 

٢۔توضیح‏ العلاقة الوطیدۃء والصلة القویة التي تربط بین الأعمال وثمار 
الآخرۃ؛ وارجو الله تعالی أن ھذہ الفکرۃ إذا رسخت في آذھان الجماھیر؛ 
ودخلت في قلوبھم کانت حافزاً لھم علی الرغبة في القیام بالأعمال الحسنة* 
ودافعاً إلی فعل الطاعات؛ ورادعاعن ارتکاب المعاصي ومتْراً عن اقتراف 
المنکرات۔ 

ھذا وقد سٹّیثٗ ھذہ الرسالة (جزاء الأعمال)ء وضگنتھا مقدمة وأربعة 
آبواب وخاتمةء 

آما المقڈمة: ففي بیان أن الأعمال لھا دخل في الثواب والعقاب . 

الاب الأول: في بیان ما یترب من المضارٌ والخسائر الفادحة في 
الدنیاء علی ارتکاب المعاصي؛ واقتراف الذنوب۔ 

الباب الثاني: في بیان ما یترب من المنافع والخیرات في الدنیاء علی, 
فعل الطاعات والقیام بالأعمال الصالحة . 


الباب الثالث : في بیان مدی الرابطة القویة والصلة المُحکمة بین الذنوب: 


٤ 


وعقاب الآخرۃ. 

الباب الرابع : في بیان ما للطاعات والأعمال الصالحة من التأثیر علی 
جزاء الآخر: 

الخاتمة: في بیان بعض الأعمال الخاصة ۔السیئة أو الحسنة ۔التي تاکد 
فیھا الم أو النھي؛ وکذلك الردعلی بعض الشبھات الواردۃ في هذا الصدد. 

وکان الفراغ من تألیفھا في ۲٣‏ ذي القعدة ١۱۳۱ھ‏ بمدرسة جامع 
العلوم في مدینة کانفور؛ سبحان ربك رب العوۃ عما یصفون؛ وسلام علی 
المرسلین والحمدلل ربْ العالمین۲۷۷. 
یسیرۃ عن موضوعات الکتاب وسبب تآألیفه کما تحّث 
إلینا المؤلف رحمه الله؛ ومما لا شك فیه فإن الکتاب برغم صغر حجمه نافع 
زته الأساسیة أنه یعتمد في بیان کل الحقائق علی نصوص من 
الکتاب والسنة؛ وآثار السلف الصالحین؛ وتجاربھم ومشاداتھم؛ فھو ھدیة 
علمیةء وتحفة ثمینة غالیة للخاصة والعامة+ ولڈا فقد کتب الله لە القبولء ونال 
إعجاب القزاء الکرام؛ وطبع طبعات کثیرۃ. 








٭ےے 


)١(‏ جزاء الأعمالء ص١-٣ء‏ ط: مکتبة نصیر؛ نیودھلي؛ الھند 


٤ 


٣‏ ۔!حیاء السنن آو (جامع الآثار) 


کان حکیم الأمة مولانا أشرف علي التھانوي رحمہ الله یری منذ زمان أنّ 
بعض الناس ُطیلون ألسنتھم في حق الإمام أبي حنیفة رضي الله عنہء ویقولون: 
إّ مذھیه غیر مؤیدبالحدیث: وإنە یقدم القیاس والرأي علی الحدیث الصحیح 
إلی غیر ذلك من الدعاوي التي لا حجّة لھا ولا دلیل ٠‏ 

وادلة الإمام أبي حنیفة رحمہ اللہ وإن کانت مبسوطة في کثیر من الکتب: 
القدیمةء غیر أنھا مبعثرۃ في کتب مختلفة ورسائل شتی+ فاراد حکیم الأمة 
رحمہ الله أن یجمعھا في کتاب؛ وشرع في تألیف کتاب سمّاہ (إحیاء السنن) 
وجمع ذ ادلة الإمام أي 
الفقھیة ولکن مسودة هذا الکتاب العظیم قد ضاعت عن المؤلف قبل ان 
تطبع؛ ثم بعد برهة من الزمان عاد الشیخ إلی تألیفه مرۃ آخری وغیر فیه 
مٹھجھ؛ وستاہ (جامع الآثار)ء وجمع فیە أحادیث استنبط منھا الحنفیة 
مذھبھمء مع التنبيه الموجز علی کیفیة إسنادھاء ووجە الاستدلال منھاء ٹم 
اضاف إليه تعلیقاً باسم ھا الآثار) ذکر فیه توجیه الأحادیث الني ظاھرھا 











من الأحادیث الصحیحة في جمیع الابواب 





التعارفیٔ مما دُکر في (جامع الاثار)ء وقد طبع کلاھما في جزء لطیف في 
المطبع القاسمي بدیوبند في عام ١٣۱۳ھ‏ طبعاً حجریاً۔ ولکن کلا الکتابین 
کانا في غایة الاختصارء ولم یتجاوزا آبواب الصلاۃ؛ وکان یود رحمه الل أن 


۲ 


یؤلّف مثل ما الف من قبل ویبسط فیه الکلام عن الأحادیث سنداً ومتتاً٠‏ 
وروایة ودرایة حتی استعد لإنجاز ھذہ المهمَة مولانا الشیخ أحمد حسن 
الستبھلي؛ ففوّض إلیە الشیخ التھائري خدمة ھذا التالیف؛ فجمع في المتن 
آحادیث وآثاراً مع الکلام علی إسنادھا باختصارء وشرحھا في التعلیق متناً 
وإسناداًبیسط وتفصیل؛ وسمّی المتن بالاسم السابق (إحیاء السٹن)؛ والتعلیق 
باسم (التوضیح الحسن). 

وکان حکیم الأمة التھاتوي رحمه اللہ ینظر في کل ما یکتب مولانا 
الستبھليی؛ حرف حرفاء ویغیر في مواضع منہہ حیث یجد الحاجة إلیەء حتی 
بلغ کتاب الحج ۔ 

وھا ي مقدمة الشیخ الٹھانوي رحمہ اللہ لکشاب (اإحیاء السنن) في 
طبعتہ الثانیة : 

وبعد؛ فھذہ جملة من الأدلة علی بعض الفروع من مذھب أقدم الأئمة 
الأربعة المشھورین المجتھدین في الدینء أبي حنیفة النعمان رضي اللہ عنھم 
وعن آتباعھم أجمعین؛ مت الحاجۃ إلیھا في ھذا الزمانء حیث أطال 
الطاعنون السنتھم فیەء فلم بقَ للسکوتِ مساغ+ وقد کنت سوّدت قبل سنین 
بعض ذلك من جمیع الأبواب الفقھیة وسیتہ (إحیاء السٹن)ء لکنە قد ضاع 
عني؛ والحمدللہ علی کل حال؛ ثم بعد برهة من الزمان؛ عُدت إلی کتابة بعضه 
علی منھج غیر المٹھج السابق؛ وسقیته (جامع الاآثار)ء وقد شاع بحمد الله 
تعالی؛ لکنە لم یتجاوز أبواب الصلا؛ ولم یتیسّر لي آسباب تکمیلە وتتمیمہء 


۳ 


إلی أن میّ الله تعالی علیٌ الاّن٠‏ ووفّقَني للعود إله بإشارۃ بعض الناس من 
المشتغلین لديٌ بخدمة العلم؛ وشارکني في ھذا الخطبء وأعانني عليهء 
بحیث یصح أن یقال : إنه العامل وآأنا المُعینء وغیٍرت منھجه عن منھج الجامع 
إلی المنھج السابق لکونە سا خالیا من التعبء مراعیاً فيهترتیب (الھدایة)'' ٴ٠‏ 
ولم أكتفِ في هذہ النوبة بالمسائل الاختلافیة المقصودۃ بالجمع+ بل آضفت 
إلیھا بعض الفروع المتفق علیھاء لفوائد مخصوصۃ 

ولما کان هذا مُشاکلاً لنسوید (إحیاء السنن) رأیت أن أسمّيه بذلك الاسم 
القدیم لیکون ذلك إحیاءٌ للدارس الرمیمء واللہ الموفق لإتمام کل أمر عظیم 
وخطب جسیم؛ وعلَقَثٗ علیہ تعلیقاً موضحاً لمعاني الأاحادیث : وباحثاً عن 


آسانیدھاء وسقیته (التوضیح الحسن علی إحیاء السٹن). 
نمقه العبد الراجي رحمة ربە القوي 
اشرف علي 
غفرلە ذنبە الخفي والجلي 
ثناء العلماء علی الکتاب: 


هذا وقد آبدی کبار العلماء والمحقّقین إعجابھم بکتاب العلامة التھانوي 
رحمه اللہ وأشادوا بە في مقالاتھم وبحوٹھم؛ وھا هو الإمام البِحاثة الناقد 
البصیر المحقق المحدث الشیخ محمد زاھد بن الحسن الکوٹري رحمه الله 


)١(‏ الھدایة: اسم کتاب مشھور في الفقہ الحنفي؛ للمرغیناني 


ند 


یقول بعد أن آشار إلی جھود علماء الھند وباکستان ومآثرھم في خدمة السنّة 
المطھّرۃ في القرون الأخیرةء ونھوضھم باعباء علوم السنة من القرن العاشر 
حتی الآن: 

۷ولبعض علمائھم أیضاً مؤلفات خاصة في أحادیث الأحکام علی طراز 
بدیع مبتکر؛ وھو استقصاء الأحکام من مصادرھاء وحشدھا في صعید واحد 
في الأبواب: والکلام علی کل حدیث منھاء جرحا وتعدیلاًوتقویةوتوهیاً. ۔ 
إلی ان قال: وکذلك عني بھذا الأمر العلأٌمة الاوحدہ والحبر المفرد شیخ 
المشایخ في البلاد الھندیة؛ المحدث الکبیر؛ والجھیڈ الناقد مولانا حکیم 
الأمة شرف علي التھانويء صاحب المولفات؛ البالغ عددھا نحو خمسمئة 
ملف ما بین صغیر وکبیر ۔بل زادت مؤلفاته علی الف عند وفاتہ ۔ فالّف کتاب 
(جامع الثار) في ھذا الباب٠‏ وبُغني عن وصف ھذا الکتاب ذکر اسم مؤلَّیْه 
العظیمء وھو مطبوع بالھندء إلا أن الظفر بە أصبح بمکانة من الصعویةء حیثِ 
نفدت نسخه المطبوعةء لکثرۃ الراغبین في اقتناء مؤلّفات هذا العالم الربّاني؛ 
وھو برکة البلاد الھندیة؛ وله منزلة سامیة عند علماء الھند؛ حتی لقّبوہ (حکیم 
الامگت)۲۷. 





)١(‏ مقالات الکوٹری: ص۷۵۔ 


٤ 


٤۔إعلاء‏ الستن 


ھذا الکتاب هو العمل الموسوعي العلمي الضخم؛ والمکمّل لما بدأہ 
حکیم الأمة التھانوي رحمہ اللہ باسم (إحیاء السٹن)ثم (جامع الاآثار)ء ولکن 
قڈٌر الله تعالی أن یقوم بإنجاز ھذہ الفکرۃ؛ وإکمال ھذاالمشروع العلمي الکبیر 
ابن أخت الشیخ وتلمیذہ المتخرج في علوم الحدیث لدیەء وفي ظلٌ إشرافہ 
العالي المحڈث الناقد والفقيه البارع مولانا ظفر أحمد العثماني؛ فاستوفی 
رحمه الله أدلة آبواب الفقه بجمع أحادیث الأحکام في الأبواب من مصادر 
صعبة المنالء مع الکلام علی کل حدیث في ذیل کل صفحةء بما تقضي بە 
صناعة الحدیث:؛ من تقویة وتوھینء وأخذ ورد علی اختلاف المذاھب. 





اشتغل ھذا العالم الغیور بھذہ المهمّة الشاقة نحو عشرین سنة اشتغالاً لا 
مزید عليہء حتی آتم مھیتہ 

یقول العلامة الکوثري رحمه الله - وھو یثني عليه أطیب الثناءء ویطریه 
أصدق الإطراء-: اوالحق یقال: إني دُھشت من ھذاالجمعء وھذاالاستقصاء؛ 
ومن ھذا الاستیفاء البالغ في الکلام علی کل حدیث؛ ہما تقضي بە الصناعة؛ 
متناً وسند من غیر أن یبدو عليه آثار التکلّف في تابید مذھبہ؛ بل الإنصاف 
رائدہ عند الکلام علی آراء أھل المذاعب: فاغتبطتُ بە غایة الاغتباط ء وھکذا 
تکون ھمم الرجالء وجة الأبطال٥۔‏ 





ایة من الإجادة؛ بتوفیق الله سبحانه. 











3 


ویقول الشیخ المحدث الفقيه الباحث الناقد العلاّمة عبد الفتاح أبو غدۃ 
رحمہ الله في تقریظه لکتاب (إعلاء السنن): 


افمن أہم ماُدمت به السنة المطھّرۃ شرح أحادیث الأحکام؛ واستخراج 

ما فیھامن فقه وتعلیمء وأمر ونھيء وحلال وحرام. وقد تبارت ھمم المحذّثین 
الفقھاء من کل عصر ومصر في جمع تلك الأحادیث في صعید واحد؛ لتکون 
مرجعاً سھلاء قریب المنال لکل متفقه ومستفیدء ومن أفضل بل أفضل ما ألف 
فیھا في ھذا القرن الرابع عشرء وأوسعہ حجماً۔من وجھة نظر السادۃ الحتفیة۔ 
کتاب (إعلاء السنن) تالیف شیختا العلأّمة المحذّث الفقیهء الأصولي البارع+ 
المتتبع الشیخ ظفر أحمد العثماني التھانوي رحمه الله وکان سبب تالیف ھذا 
الکتاب النافع العظیم ما حدث من حوالي منتصف ھذا القرنء إذ قامت في 
بعض بلاد الھند ۔ قبل انقسام باکستان منھا ۔نغمة من بعض المسئین أنفسھم 
(أھل الحدیث) زعموا فیھا أن مذھب السادۃ الحنفیة الذي هو مذھب جمھور 
في تلك البلاد الواسعة العریضة یخالف الأحادیث النبویة في کثیر من 

مسائلهء کما زعموا أیضاً أن السادة الحنفیة یقڈمون القیاس علی الحدیث 
الشریفء وکما أنکروا أیضاً تقلید الأئمة الأربعة المتبوعین رضي الله عنھم؛ 
وأطالوالسانھم في ج 
أ٘خصيَء فتصدّی لد ھذہ المزاعم الزائفة فحول ا 
الھندیةء وأبطلوا ھذہ الدعاوی بالتآلیف الحدیثیة الکثیرۃ المحققةء 
استناد السادۃ الحنفیة في فقھھم ومذھبھم إلی الأحادیث الشریفة؛ وأنھم 


















۹8 


یقدمون الحدیث الشریف حتی الحدیث الضعیف علی القیاس ؛ وأن القیاس 
بشروطہ من الأدلة التي یجب العمل بھاء وأن الحنفیة لا ینقصون استدلالاً 
بالسنة وتمسکاً بھاعن غیرہم من الأئمة؛ إِن لم یکونوا أقوی من سواہم تمسکاً 
بالحدیث والاثر ۔ 

وقد استوفی العلأّمة التھانوي في کتابە (إعلاء السٹن) أدلة آبواب الفقھ 
کلھا من باب الطھارۃ إلی ختام الأبواب الفقھیةء بجھدبارعء وصناعة حدیثیة 
فقھیة دقیقةء لفتت الأنظار إلی ھذا الکتابء حتی تخاطفته آبدي العلماء من 
حین صدورہء وأصبح الحصول علی نسخة منە من الأماني الکبار في نفوس 
العلماء الذین عرفوا ھذاالکتاب عن کثب أو سمعوا عنہ۱8١‏ 








عذاوقد تج الکتاب بمقذمتین علمیتین إحداھما حدیثیة(''ء والآخری 


() من تقریظ الشیخ عبد الفتاح أبي غدة لکتاب (إعلاء السٹن)ء طبعة إدارة القرآن: 
والملوم الإسلامیةء کراتشي؛ باکستانء بتحقیق وتعلیق: الشیخ العلامة 
محمد تقي العثماني حفظہ الله تعالی 

یت لھا الشیخ ظفر العثماني بنفسەء وقد طبعت ھذہ المقدمة باسم (إنھاء السکن 
لمن یطالع إعلاء السٹن) في اھند؛ ٹم طبعت بتحقیق وتعلیق العلامة الشیخ 
المحقق الباحث عبد الفتاح أبي غدةء رحمہ اللہ باسم (قواعد في علوم 
الحدیث)ء فجاءت تحفة علمیة رائعة المنظر والمخبرء ولقیت آطیب القبول 
والاستحسان من کبار أولي العلم والعارفین بھذا الفن؛ وطبعمت طبعات 
کیرۃ۔ 


۸ 


اصولیة'''فقھیة نظر لم انطوی عليهالکتاب من الأاحادیث الشریفة في المتن؛ 
والأاحکام الفقھیة المستخرجة منھا في الشرح؛ فکان الکتاب بھذا الاستیفاء 
والعنایة في ذروۃ ما ألف في موضوعہ: وفعلاًطلع ھذا المشروع العلمي الضشخم 
الکبیر علی منصة الوجود؛ وقد تفضّل الشیخ التھانوي رحم الله مشکوراً 
بمراجعتہ کلە حرفاًحرفاء وزاد فیە أشیاءء وحذف منە أشیاء؛ حسب ما اقتضتہ 
الحاجة أو دعت إليه الضرورۃ. 

ویجدر بنا أن نتحف القرّاء الکرام ہما کتبە الشیخ آشرف علي التھانوي 
خطیة ا۔(إعلاء السنن) وعليه نختم ھذہ الکلمة التعریفیة بالکتاب: یقول رحمه 
الل: 


'الحمد للء استعینہ وأستغفرہ ونعوذ باللہ من شرور أنفسناء من بھدي, 
الله فلا مضل لەء ومن یضلل فلا ہادي لە؛ وأشھد أن لا إلله إلا الله وحدہ لا 
شريك لە؛ وأشھد أ٤‏ محمداً عبدہ ورسولء آرسله بالحق بشیراً ونذیراً بین 
یدي الساعةء من یطع الله ورسوله فقد رشد؛ ومن یعصھما فإنه لا بضر إِلانفسہ 
ولا یضر الله شیئاً۔ 


)١(‏ الُٹھا الشیخ حبیب أحمد الکیرانوي في ضوہ ما آفادہ الشیخ آشرف علي 
التھانويی رحمہ الله وھي مقدمة علمیة مفصّلة نتعلق بالمسائل الأصولیة 
والقواعد المھمة حول القیاس وقد طبعت قي دار الفکر العربي؛ بیروت+ 
لبنان 


۹ 


فیا أخي! انظر أولاً في خطبة الحصة الأولی من (إحیاء السٹن) 
یقة الرسالة ٹم اسمع ثانیاًء أنھا مسّت الحاجة بسبب بعض 
الأسباب التي لا طائل تحت ذکرھا إلی تفویض تالیفھا إلی ابن أختي الفطن 
البارع الذکي المولوي ظفر أحمدء ثبتہ الله علی المنھج الأرشد؛ وتبدیل اسمھا 
من لإحیاء السنن) إلی (إعلاء السنن)؛ واسم تعلیقاتھا من (التوضیح الحسن) 
إلی (إسداء المنن)ء وتعدیل بعض المقامات من الحصة الأولی التي أشیعت 
سابقاء وتلقیب مجموع المضاف والمضاف إلیھا بالحصة الأولی من (إعلاء 
السنن)ء فإذاً ھذہ ھي الحصة الثانیة منھاء سرحت النظر فیھا کالاولی حرفاً 
حرفأء فوجدتھا۔ والحمد لہ ۔ أحسن من الأولی؛ روایة ودرایة وکفایة في 
موضوعھاء وباقي التزاماتھا في تغییر بعض المواضع ؛ وھو یسیر بکثیر؛ وتمیز 
کلامي من کلامه ونحو ذلك کالأولی؛ ول الحمد علی ما أبدی وأسدی+> 








ولَلآخرهخیژلك من الأولی. 
وأنا العبد الراجي رحمة ربە القوي أشرف علي التھانوي غفر لە نے 
الجلي والخفيٴ 


ذا وقد طبع ھذا الکتاب الحدیثي الفقھي العجاب في مدینة کراتشي من 
پاکستان مخدوماً بخدمة علمیة ممتازۃ من العلاأمة المحقق محمد تقي 
العثماني نجل سماحة العلأمة المفتي محمد شفیع رحمه الله وقد قام حفظہ اللہ 
الوارث الألمعي لعلوم آبیە بتحقیق هذا الکتاب والتعلیق عليه ہما یستکمل 
غایاتہ ومقاصدہء ویتمم فرائدہ وفوائدہ في ذوق علعي رفیع وتنسیق فني 





٦. 


طباعي بد؛ ؛ کما صدرت لە الطبعة الآخری من دار الفکر بیروت في ثلائین 





وقال رحماالله یومافي مجلس الخاصء مثنیاًعلی کتاب (إعلاء السنن): 

الحمد للء فقد ظھر بالخانقاہ الإمدادیة (تھانه بھون) عمل عظیم؛ لم 
یوجد نظیرہ في أکبر مراکز العلم الدینیة بالھند؛ وھو جمع الأحادیث المؤیِدة 
للمام الأعظم أبي حنیفة النعمان رضي اللهەعنہء في مسائل الخلاف من کل باب ؛ 
وھذہ السلسلة اسمھا (إعلاء السٹن)ء ولعدم الوقوف علی تلك الأحادیث٭ 
ظن کثیر من الحنفیة فضلاً عن الطائفة المنکرۃ لتقلید الفقھاء؛ أن مذاعب 
مولاء 
من المسائلء فبتالیف ھذا الکتاب القیم (إعلاء السٹن)ء ظھر للناس عامةء 
وللعلماء خاصةء أن لیست مسآألة من مسائل أبي حنیفة رحمہ اللہ تعالیء 
مخالفةً للکتاب والسنة والحمد لل علی ذلك حمداً کثیراء ولقد بذلنا الجھدد 
في ھذا العمل مدة طویلةء وأنفقنا لە أموالاً جزیلةء حتی تمٌ العمل بفضل الله 
وکرمہ: فالحمد للہ الذي بعرّنه وجلالە تم الصالحات٠‏ ولە الشکر الجزیل 
۳ 9 





اءء لا سیّما مذھب أبي حنیفة رحمە اللہ تخالف الحدیث في کثیر 





وقال یوماً رحمہ الله الو لم یکن بالخانقاہ الإمدادیة إلا تالیف 
(إعلاء السنن) لکفی بە کرامة وفضلاًء فإنه عدیم النظیر في بابە؛ 


تعا 





۱٥۸/۳ من (ملفوظات الإفاضات الیومیة):‎  )١( 


۰ 


وقال رحمہ الله بعد ما أمعن النظر في الجزء الرابع منہ؟: بعد الحمد 
والصلاةء لما نظرت في ھذہ الحصّة الرابعة من کتاب (إعلاء السٹن)؛ بعد 
انتھاء تألیٹھاء علانيی سرور اضطزني إلی اِظھارہ قولاً بدعائي للمؤلّف؛ 
وتدحي للءؤلّف؛ وفعلاً بإعطاء ردائي لە لإدخال السرور عليهء رجاءَ أن 
ُدخلتي الله تعالی فیمن یخدم من یخدم الدین ولو بشيء من المسرةء حقّق الله 
رجائيی؛ ورجاءَ کل من یخدم الدینء بفضله ویبرکة سیّد الخلق أجمعین؛ 
وصلاۃ الله وسلامه عليه وعلی آله وآصحابه کل حین . 
وکان ھذافي غرّة جمادی الآخرۃ سنة ١٣٣۱ھ‏ 
کتبە اشرف علي 


() من|إعلاء السٹن: ۳۹/٤‏ طبعة الھند 


۲ 


٥‏ ۔احکام القرآن 
آو (دلائل القرآن علی مذھب النعمان) 


إِن المکتبة الإسلامیة غنیة بالتفاسیر التي ألَفھا علماء ہذہ الأمة خدمة 
لکتاب الله تعالی؛ وکل مؤلّف کان لە منھجه الخاص وطریقتہ في ھذاالصدد٭ 
فاعتٹی البعض منھم بتفسیر الکلمات؛ وشرح الغریب مھا وبسان وجوہ 
الإعصرابء بینما جاء الآخرون فقاموا بحشد الروایات والآثار الواردة في 
التفسیر؛ وإن من أھم ھذہ المناھج واعلاھا مرتبة؛ وأسماھا مکانةء وأاعظمھا 
نفعاء استنباط الأحکام الشرعیة من القرآن الکریم؛ فان الأحکام الشرعیة ھي. 
رسالة القرآن العملیة التي تئیر السبیل لالإنسان في حیاته الیقظةء وتأخذ بیدہ لی 
الخیر في کل ما یحدث لە في یومہ ولیلہء فقامت جماعة من العلماء بجمع ھذہ 
الأحکامء وألّفوا کتبا کثیرۃ في ھذا الباب؛ وکان الإمام الداعیة الکبیر الشیخ 
أشرف علي التھانوي رحمہ الله تعالی من اکثر الناس حرصاً علی تالیف جدیدد 
في ھذا المرضوع+ وکانت فکرتہ في مبدا الأمر أن یکون ذلك الکتاب جامعاً 
لأدلة الحنفیة من القرآن الکریم ببسط واستقصاء: کما آن کتاب (إعلاء السنن) 
الذي ألّفه الشیخ ظفر احمد العثماني رحمہ الله بإرشاد شیخه التھانوي جامع 
لأدلة الحنفیة من السنةء ولذلك اقترح في آول الأمر أن یکون اسم الکتاب 
(دلائل القرآن علی مذھب النعمان) ثم بدا لە أن لا یقتصر علی ذکر الدلائل 





ْ۰۳ 


فحسب. بل یذکر کل ما یستنبط من آیات القرآن الکریم من فقه واصول وأدب 
وخلق وھدایة وإرشاد مع العنایة الخاصة بالمسائل التي حدثت في العصور 
الأخیرۃء ولا یرجد في کتب المتقدمی 
الکتاب إلی (أحکام القرآن). 





باحث وافیة فیھاء ومن هناغِر اسم 





ولف ھذا الکتاب بنفسە؛ ولکنە کان 
في آواخر عمرہ مزدحم الأشغال مع انتقاص القری وا: اء الأسقام: وکان 
یرید ان یتم تالیف (أحکام القرآن) في أسرع وقت ممکن+ فاختار رحمہ الله أن 
یفوّض ھذا العمل إلی أربعة من آصحابہ: 

. ۔العلاّمة المحقق الکبیبر الشیخ ظفر أحمد العثماتي رحمہ الله‎ ١ 

٢۔العلأَمة‏ الفقیه الشیخ المفتي محمد شفیع رحمہ الله . 

۳۔ العلأمة المحدث الفاضل الشیخ محمد إدریس الکاندھلوي رحمه 








اش 


٤‏ ۔العلامة الثبت الشیخ المفتي جمیل أحمد التھانوي حفظہ الله 
فقام کل واحد بتألیف ما فوّض إلیه من هذاالکتاب: وربما دعاھم الشیخ 


التھانوي رحمه الله إلی مقزہ بقریة (تھانە بھون) لیتمکن من النظر فیما َمٌ 
تالیفه؛ ویتمکنوا من مراجعتە عند الحاجة ٠‏ 


وکان الشیخ الٹھانوي رحمە الله تعالی شدید العنایة بھذا العمل المبارك 
الذي یقوم بە أصحابەء فینظر فیما کتبوہ؛ ویرشدھم في معضلاتہ وبشیر 


.ین 


علیھم بالإصلاح والتعدیل وفوق کل ذلك أنه جعل ھذا التالیف سمیر عینیه؛ 
وندیم فکرہ؛ لا یزال یتفکر فیما یجعل الکتاب آکثر نفعاً وأعظم فائدۃ؛ وکلما 
وقع بقلبه استنباط دقیق من یّة آیة من القرآن الکریم - في اثناء تلاوتہ أو تدبّرہ 
في القرآن ۔ أخبر به من کانت تلك الّیة في نصیبه من ھؤلاء الأربعةء فضمّنوا 
تلك الفائدة مایکتبونە فی تفسیر الایةء وبسطوهاء وأتوا لھابشواھد وتفریعات . 

وقد رآہ تلامیذہ مراراً في مرض وفاتہ - وقد بلغ المرض منتھاہء وھو 
مضطجع علی سریرہ مغمض عینیہ؛ فإذاھو یفتحھا ویجیل بنظرہ إلی غرفتہ ٹم 
یقول : این الشیخ المفتي محمد شفیع؟ وکان الشیخ المفتي محمد شفیع 

نصیبه من (أحکام القرآن) في غرفة آخری؛ فیدعوہ آصحابهہ 
فیقول لە الشیخ رحمہ اللہ: ظھر لي آنفاً أن الّیة الفلانیة تستنبط منھا المسألة 
الفلانیةء فیکتب الشیخ المفتي محمد شفیع رحمہ الله في مذکرتە ما قاله الشیخ 
ویرجع إلی مکانہء وبھذا نستطیع أن نعرف مدی عنایتہ بھذا الکتاب؛ وآنە 
جعلە قرین قلبه ونصب عینہ حتی في فراش مرضەه الذي توفي فیہ 

وھکذا الف الشیخ ظفر احمد العثماني التفسیر من سورة البقرۃ إلی آخر 
سورة النساء والشیخ المفتي جمیل أحمد التھانري من أول سورۃ یونس إلی 
آخر سور النملء والشیخ المفتي محمد شفیع من أول سورۃ الشعراء إلی آخر 

















سور یس٠‏ والشیخ محمد إدریس الکاندھلوی من أول سورۃ ق إلی آخر القرآن: 
الکریم۔ 

وبقي الفراغ من سورۃ المائدة إلی سورۃ التوبةء ومن سورۃ بني إسرائیل 
لی سورۃالفرقان۔ 


وفیمایأتی نتحف القراء الکرام بمقدمة مؤلّفي ھذاالکتاب العظیمء والتيی 
نتمکن من خلالھا من الاطلاع علی مناھجھم وطرقھم في استنباط الأحکام۔ 

یقول الشیخ ظفر أحمد العثماني رحمہ الہ بعد خطبة الحاجة والحمد للہ 
والصلاۃ علی رسول اللہ ڑل : 

٭آما بعد؛ فلما وفقني الله تعالی سبحانه بمحض فضله وإنعامه لتکمیل 
(إعلاء السنن) الجامع لأحادیث تؤید مذھب إمام الزمن في نحو عشرین مجلداً 
مع مقدمتین بترتیب حسن؛ آشار علي من إشارنه حكہٌ؛ وطاعتہ غنمٌء آیة من 
آیات الل؛ فظھر قوله عليه الصلاة والسلام: ٦الذین‏ إذا رُژوا دُکر اللہ" مجدذّد 
الملّة حکیم الأمةء سند علماء الدھر شیخ مشایخ العصرہ مسند الوقت؛ 
اعظم المفسّرینء سلطان العلم والعمل؛ وفي التفسیر والحدیث والفقه أمیر 
المؤمنینء مقدام العلماء الراسخینء أشرف العلماء والأولیاء الکاملین؛ 
سیدنا ومولانا محمد المدعو بأشرف علي التھانوي؛ متّعنا الله وسائر المسلمین 
بطول بقائہ بالخیر والعیش الهني ۔ أن أجمع ما یستدلَ به علی مسائل الإمام 
الأعظم إمام الأئمة أبي النعمان من النصوص القرآنیة والإشارات 
الربّانیة فیما اختلف فیه آئمة الاجتھادء سن الحلال والحرامء والصحۃ 
والفساد وألحق بە تکمیلاً للفائدۃء وتتمیماًللعائدة ما 
مع جوابەء أو مایوھم بظاہرہخلاف ماعليه الجمھور مع أبي 











بە غیرہ من الأئمة 
بة وأصحابہ۔ 





)١(‏ رواہ أحمد في مسندہ: /٤‏ ۲۷٢۲ء‏ والبیھقي في شعب الإیمان: ۷/٤۹٦ء‏ رقم 
(۱۰۸١۱)؛‏ وإسحاق بن راھویە في مسندہ: ۸۱/۱ رتم )۲٢(‏ 


کی 


وکان قد أمر بذلك أولاً للمولوي محمد شفیع فلم بفرغ ۔ أطال الله 
بقاءہ'''۔لکٹرۃ ما عندہ من الأشغال لإتمامہ وتکمیلە؛ بطمأئینة القلب وفراغ 
البال؛ ولم یکتب في عدة سنین إلا أوراقاً عدیدة ذکر فیھا أحکاماً معدودة؛ 
تستفاد من أوائل سورۃالبقرة؛ ولو أنە وجدالفراغ لذلك لأتی بالعجب العجاب ‏ 
ما یسبق بە المھرةٗ؛ ولکنه کان من القدّر المقدور وقوع قرعة الفال باسم هذا 
المجھول المکسور مع ماہو فیە من قلة البضاعة في العمل؛ وقصر الباع عن 
ہذا الأمر الجللء والعبد الضعیف لم یحم حول حماہء إلا امتثالاً 
0پ ء, ء0 اقوا فرامةالمؤمن فإنہ 
ینظر بنور اللہ٥(۲ء‏ فتحملت مذا الحمل الثقیلء وتجضٌّمت ھذا الخطب 
الجلیل: مستمداً من بحار علومہ؛ مقتیسا من أنوار بُدُورہ ونجومہء راجیا من 
الله سبحانه تیسیر کل عسیر ببرکة هذا الشیخ النبیل؛ وحسبن الله ونعم الوکیل ۔ 
إٗ المقسادیےَ إذا سساعسدث ‏ الحقتِ الاجرً بالقادر”؟ 


آما مقدمة الشیخ المفتي محمد شفیع فھي: 
بعد الحمد لل والصلاۃ والسلام علی رسولہ اللہ َء فیقول العبد 








() وقد توقي رحمہ الله سنة ۱۳۹۲ھ 
( رواہ الترمذي في سننہ؛ کتاب التفسیر؛ (۳۱۲۷)؛ والطبرانيی في المعجم 
الأوسط: ۴۱۲/۳ رقم (٢٣٣۴۲)؛‏ وفي الکبیر: ۱۰۲/۸ء رقم (۹۷٥۷)؛‏ 
قال الھیثمي في مجمع الزوائد: :۲٦۸/۱۰‏ إسنادہ حسن ۔ 
(۳) احکام القرآن؛ القسم الأول من الجزء الأولء ص١-٣۔‏ 
ٔ۰ 








الضعیف الملتجي إلی سولاہ القوي محمد شفیع المفتي بدار العلوم 
الدیوبندیة: إِن مذہ جملة جمیلة في تفسیر آیات الأحکام من کلام الملك الحق 
العلاأمء قد قام بجمعھا وتألیفھا آیة من آیات الله+ من الذین إذا رُؤوا دُکر الل؛ 
مجدد الملّة حکیم الأمةء سند علماء الدھر وشیخ مشایخ العصر بالدیار 
الھندیة مولانا أشرف علي التھانوي؛ متّعنا اللہ تعالی وسائر المسلمین بطول 
بقائہ بالخیرہ واتفق قیامہ لھذا الخطب الجلیل في أوان ضعفه وأواخر عمرہ 
الشریف؛ولذلك قسّم اجزاءہ علی عدد من أصحابہ لیتیشر تکمیل هذا الأمر 
الجلیل في زمن قلیل٭ ووقع من هذہ القسمة في سھم العبد الضعیف من سورۃ 
الشعراءإلی سورۃالحجرات؛ وآنامع ماأنافیه من قلة البضاعة ي العلم والعملء 
والاطلاع علی خطر ھذاالشأن؛ وقصور باعي عنە ما اجترأت في القیام علی ھذا 
الموقف الجلیل إلا رجاءَ أن یسھل الله سبحانە وَعْرَ هذا الطریق بإفادات شیختا 
وبرکاتہ: ولعلّیکون ذخراًلھذاالعبد الجاني علی نفسەیوم لاینفع مال ولابنون. 

وکان الھدف في آول الأمر ما یتعلق بالمسائل الاجتھادیةء وبیان الدلائل 
علی ما ترجح منھا عند الإمام أبي حنیفة النعمان؛ ولذلك سشعي الکتاب أولاً 
(دلائل القرآن علی مسائل النعمان) ولکن لما أخذت في تالیفہ: والتزمت عتبة 
الشیخ لأجلەء جعل یلقي عليّ آیات الأحکام عامة سواء کانت مختلفة فیھا 
بین الأئمة أو مما مٌّت الحاجة إلی بیاٹھا لعامة المسلمین في العصر 
الحاضر؛ فکان مجموعة لأحکام القرآن حسب ماتیسّرہ٭۔ 









۔٢۔٥/٣ احکام القرآن:‎ )١( 


ھذا وقد طُہع الکتاب بکامله في خمسة مجلدات بتقدیم من العلأسۃ 
الشیخ محمد تقي العثماني حفظ اللہ تعالی؛ في إدارۃ القرآن والعلوم 
الإسلامي؛ کراتشي في عام ١٤٤ھ.‏ 


لے 


٦۔مسائل‏ السلوك من کلام ملك الملوك 





ھذہ الرسالة من الرسائل القیّمة النافعة؛ ضمّنھا المؤلف مسائل السلوك 
المستنبطة من الاّیات القرآنیةء وقد طُبعت ھذہ الرسالة بھامش تفسیرہ (بیان 
القرآن): وقبل الدخول في صٌٔلب الموضوع؛ وہدہ استخراج الفوائد السلوکیةء 
قام المژلف رحمہ الله بشرح أھمیة الموضوع؛ ومدی قیمتہء وإزالة معاني 
الإفراط والتفریط واعتبر ھذا الفن من علم الاعتبارء وذکر سبب تسمیتہ بھذا 
ٹن 

ویجدر بنا أن نتناول مقدمة المؤلف في ھذا الصدد حتی یتضح الأمژ 
وتتجلّی الحقیقة في أروع شکلھا۔ یقول المؤلف رحمہ اللہ: 'فإنّ من العلوم 
القرآئیة کثیر من مسائل التصوف؛ ذکرھا الصوفیة في کتبھم مستندین إلی 
القرآنء وجملة ما ذکروہ قسمان: 








١۔‏ قسم دلّ عليه القرآن بوجوہ الدلالات المعتبرة عند أمل العلم 
والاجتھاد؛ تنصیصاً ویسمّی تفسیراً واستنباطاء ویستی فقھاء ولا کلام في 
کون ھذا القسم مدلولاً للقرآن ؛ أما التنصیص فظاہرء وأما الاستتباط فلما تقر 
من أن القیاس مُظھر لا مُثبت 


۲۔ وقسم لا دلالة عليه بعینہ: ولا علی ما یشارکه في العلة الشرعیة+ 





٠ 


لکن لە دلالة علی ما یناسبه بنحو من المناسبةء ویسمّی اعتباراء وهذا القسم 
مما تکلّموا في کونە مدلولہ: فکم من مثبت لە؛ وھو ظاہر صنیع کثیر من 
الصوفیةء وکم من ناف له وھو ظاھر کلام حملة العلوم الظاعرۃ 

والقول الفصل في ھذا الباب أَّ النفي حق إن آرید بالولایة کون ذلك 
المعنی مقصودابلا واسطةء کالمنصوصء أو بواسطة کالثابت بالقیاس ٠‏ 

والإثبات حق منقول من السلف؛ إن آرید بالدلالة ما هو أعم من ثبوتہ 
باحد الطریقین المذکورین؛ ومن ثبوت الشيء من آصله بنحو من الأصالةء من 
غیر أن یقصد مع القول بإرادة المعنی الظاھري قطعاًء فإِن إبطال هذا المعنی 
باطلء وذھاب إلی مذھب الباطنیة الضالةء 





ولشُسمعك مایدل علی جمیع ما ادّعینا: 1 


آما أن لھذا الصنیع أصلاً من السلف: فقد روی رزین عن ابن عباس 
رض اللہ عنھما فی فولہ تعالی : اتا نکی ال بَتدَ ما4 [الحدید 
۷ء قال: لین القلوبَ بعد موتھا مخبتة منیبةء بُحيي القلوب المیتة بالعلم 
والحکمة: وإلافق إحیاء الأارض مشاھد: 











فقول ابن عباس صریح في صحة تاویل الأرض بالقلبء هل ھذا إلا 
الذي یسلکہ الصوفیةء بل ظاہرہ ینفي ظاہر التفسیرء لکن لما کان هذاالتفسیر 
ا٠‏ یصرف قولە عن المتبادر إلی أن مرادہ رضي الله عنه : إیقاظ السامع أن لا 
بل یعتبر بە وینتقل إلی حال 





ہذا ما بدا لي في اعتبار علم الاعتبارء وأہلغ من هذا ما قوّرہ شیخ 
مشایخنا ولي الله الدھلوي المحدث الفقیہء في کون ھذا العلم معتبراء وذلك 
في کتابہ (الفوز الکبیر في أصول التفسیر)ء حیث قال رحمہ الله : 

ہوأما إشارات الصوفیة واعتباراتھم فلیست في الحقیقة من فن التفسیر+ 
وإنما یظھر علی قلب السالك عند استماع القرآن أشیاء+ وتتولد في نظم 
القرآنء - ومثلما یتصف بە السالك من حالة أو معرفة حصلت لە؛ کمٹل من 
سمع من العشاق قصة لیلی والمجنون: فتذکر معشوقة لە فبستحضر ما کان من 
المعاملة بینه وبین محبویتہ وھاھنا فائدة مھمة ینبغي الاطُلاع علیھاء وھي : 
أَّ حضرتہ پل جعل فن الاعتبار معتبراء وسلك ذلك الطریق لتکودَ سنَة لعلماء 
الأمة ویکون ذلك فتحاً لباب ما وہب لھم من العلوم؛ کآیة ہم انی 
ل4 [اللیل : ٥]ء‏ قرآھا في مسالة القدّر بالدمثیل: وإن کان منطوق الأَیة أن‌ 
من عمل ھذہ الأعمال نھدیہ إلی طریق الجنة والنعیم؛ ومن عمل بضدھا ثختح 
لە طریق النار والتعذیبء ولکن یمکن أن یعلم بطریق الاعتبار أن کل واحد 
خلق لحالة تجري عليه تلك الحالقہ من حیث یدري أو لا یدريء فھذا 
الاعتبار وقع لھذہ الیة ارتباط بمسالة القدر+ وکذلك آیة وتئیں وَيَا مھا ه 
[الشمس: ۷]ء فمنطوقھا آنه اطٌلع علی البڑ والائم؛ ولکن بین خلق الصورۃ 
العلمیة بالبر والإئم وخلق البر والإثم إجمالاً في وقت نفخ الروح مشابھقء 
فیمکن الاستشہاد بھذہ الأیة في هذہ المسالة بالاعتبار؛ء والل اعلم”؟. 














() الفوز الکبیر في أصول التفسیر؛ للزمام الشیخ أحمد بن عبد الرحیم المعروف- 
۸۲" 


قلت: والحدیثان اللذان أشار إلیھما الشیخ ولي اللہ الدھلوي ما 
ھنان: 


فالاول: عن علي رضی اله عنہ تا 





: قال رسول ال از بین 


وثیت الحجة علیھم؟ فقال: ؛لا تل شید 
كَيكَ فِي تاب اشرعرٌ وجل: ٭وتٹیں رکا کی 
[الشمس: ۲۸]۸-۷ء فثبت بھذا التقریر کون ذلك الطریق ذاأصل. 








<- بشاہ ولي اللہ الدعلويء ص١۰٥‏ ۔ ۰۴٠۱ء‏ ط: مطبعة المکتبة العلمیةء 
لاھورہ پاکستانء ۱۹۷۰م 

)١(‏ رواہ البخاري في صحیحہء کتاب تفسیر القرآن (8٤4٦)ء‏ کتاب الجنائز؛ 
۰۱) وسلم في صحیحہ؛ کتاب القترہ (۷١٦٦)؛‏ والترمذی في سننہ٠‏ 
کتاب القذرہ (٢۲۱۳)؛‏ وأبوداود في سننہ؛ کتاب السنةء (٤۹٦٦)۔‏ 

)٦٦٥٢( رواہالإمام مسلم في صحیحہہ کتاب القترء‎ ٢( 





۴ 


وأما کون إبطال المعنی الظاھر باطلاًء ففي (روح المعاني)”۶: تحت 
آية او یک الا مآ فا ازينَةٌ 4 1الرعد: ۱۷]: ما نصٌه: قال ابن عطیة: 
روي عن ابن عباس رضي الله عنھماء آنە قال في قول تعالی: ف اَل یک 
مآ 4 یرید بالماء الشرع والدینء وبالأودیة القلوبء ومعنی سیلانھا بقدر ما 
اد لنبیل بحله والبلید بحظہء ثم قال : وھذا قول لا یصخ ۔والل تعالی أعلم۔ 
عن ابن عباس؛ لنە ینحو إلی قول أصحاب الرموزہ وقد تممّك یه الغزالي+ 
واھل ذلك الطریق؛ وفیە إخراج اللفظ عن مفھوم کلام العرب بغیر داع إلی 
ذلك؛ وإن صحٌ ذلك عن و سمش و ہیر مس ہی 
تعالی: ٭ کڑلا يضر الہ الْحَقوَلَطل 4 [الرعد: ۱۷] معناہ: الحق یتقررفي 
القلوب؛ والباطل الذي یعتریھا. . . إلخ ٠‏ 

ونحن نقول: إِن صحٌ ذلك فمقصود الخبر منە الإشارۃء وإن کان یریدد 
غیر ظاہر فيەء وحجة الإسلام الغزالي رحمہ اللہ أشذ الناس علی اھل الرموز 
القائلین بان الظاھر لیس مراد اللہ تعالی؛ کما لا یخفی علی متتبّعي کلامہ!٢.‏ 
ولقد آتی الإمام الغزالي بالقول الصراحء والفصل البواح في المسألة؛ في کتابہ 
(مشکاۃ الأنوار) حیث قال: ولا من ھذا الأئموذفج؛ وطریق ضرب 
الأمثالء رخصة مني في رفع الظواھر واعتقادافي إبطالھاء حتی أقول مثلاً: لم 

















() انظر: روح المعاني للڑمام الأَلوسي: ۱۳۸/۱۳ء ط: دار إحیاء الشراث 
العربي۔بیروت. 
)٢(‏ المصدر السابق نفسه 


٤ 


یکن مع موسی عليه السلام نعلان : ولم یسمع الخطاب بقولہ : قحلم يك ۹ 
[طلہ: ]٣۲‏ حاشا ش؛ فإِن إبطال الظواھر هو رأي الباطنیة الذین نظروا بالعین 
العوراء إلی أحدالعالمین: ولم یعرفواالموازنة بینھماء ولم یفھمواوجھہ کما 
آن إبطال الإسرار مذھب الحشویةء فالذي یجزدالظاھرء حشوي: والذي یجرّد 
الباطنء باطنيء والذي یجمع بینھما کامل؛ ولذلك قال عليه الصلاۃ والسلام : 

کل آہ ؿٌ: وَلِكُلْ حَد لم" . وربما تل ھذا عن علي رضي الله 








ِلآ کایز 
عنہ موقوفاء بل اقول: فھم موسی علیہ السلام من خلع النعلین إطراح 
الکونین؛ فامتثل الأمر ظاھراًبخلع نعليه باطراح العالمین ۔ 

فھذاھوالاعتبارء أي: العبورمن الشي إلی غیرہ؛ من الظاہر إلی السز؛ 
وفرق بین من یسمع قول رسول اللہ ی: :لا تدخلُ الملائکة بیتاً فیه صورۃ أو 
کلب؟ء فیقعي الکلب في بیتهء ویقول: لیس الظاھر مراداء بل المراد تخلیة 
بیت القلب عن کلب الغضبء لأٰنە یمنع المعرفة التي هي من أنوار الملائکة؛ 
إذ الغضب غول العقل؛ وبین من یمتٹل الظاھرہ ثم یقول: الکلب لیس کلباً 
لصورتہ بل لمعناہ: وعي السبعیة والضراوۃ؛ فإذا کان حفظ البیت الذي هو 
القلب مقراً للجوھر الحقیقي الخالص عن سر الکلبیة أولی فأنا أجمع الظاھر 





() رواہ آبو یعلی الموصلي في مسندہ: ۸۲/۹ رقم )٢١١٥۹(‏ عن ابن مسعود 
رضي اللہ عنہ مرفوعاً؛ ونحوہ الطبراني في المعجم الکبیر: ۹/٦۱۳ء‏ رقم 
(۷۸) موقوقاً علی عبد ال ؛ وابن المبارك في (الزھد) عن الحسن عن النبي 
پیل مرسلاَء ص۲۳ء رقم (۹۳)؛ وھو عند العجلوني في کشف الخفاء: 
۸۱ء رتم(١۰٣٠).‏ 


"۰٥ 





والسر جمیعاء فھذا هو الکامل؛ وھو المعنيّ بقولھم: ۸الکامل من لا بطق 
نوژ معرفتہ نورَ ورعہہ''ٴ ولذلك تری الکامل لا تسمح نفسہ بترك شيء من 
حدود الشرع مع کمال البصیرةء وقریب من هذا ما في (روح المعاني): :آما 
کلام السادة الصوفیة من القرآنء فھو من باب الإرشادات إلی دقائق 
علی آرباب السلوكء ویمکن ا! ن الظواھر المرادۃء وذلك من 
کمال الإیمان؛ ومحض العرفانء لا أنھم اعتقدوا أن الظاھر غیر مرادہ وإنما 
المراد الباطن فقطء إذ ذاك اعتقاد الباطیة الملاحدةء توصلوا إلی نفي الشریعة 
بالکلیةء وحاشا ساداتنا من ذلكء کیف وقد حضُوا علی حفظ التفسیر الظاھر 
وقالوا: لا بد من أولاء إذ لابُظمع فی الوصول إلی الباطن؛ قبل إحکام الظاھر+ 
ومن اعی فھم آسرار القرآنء قبل إحکام النفسیر الظاھرء فو کمن ادٌعی 
البلوغإلی صدر البیت قبل أن یجاوز الباب؛ ۔ 

وقد أتیت بھذا التقریر مع زیادۃ تحقیق أنّ لکل آیة ظاھرا وباطناً 

ھذا وفیما یأتي نذکر بعض النمافج من مسائل السلوك المستنبطة من 
کلام ملك الملوك: 

٭ فو تعالی : ط اق الف الا كيکت4 [البقر:: ۰٣]۔‏ 

قال العبد الضعیف: فيه دلیل علی أن مدار الخلافة هو العلم والفھم ؛ 
بشرط أن لا یناقضہ عملهء لا الاجتھاد في العمل وھو عین مایُراعيه مشایخ 
الطریق في الاستخلاف , 




















() من مقولات الغزالي؛ ذکرھا الإمام الذعبي في سیر أعلام البلاء: ۳٣۴/۱۹‏ 
٦٥ھ‏ 


٭ نولہ تعالی: ٭ وَلتَا عَلي کم انام [البقرۃ: .]٥۷‏ فی دلیل علی 
أَنّ تواتر النعم مع العصیان استدراجٌ وخطژء وکثیر من جھلة الصوفیة في غرور 
منهء حیث یزعمون کثرۃ المال والجاہ أمارة للقبول٠‏ 

٭ قولہ تعالی : ا لَيََحَُالْجَتَةإلَامُن کانَهُوگا. . .4 [البقرۃ: ]۱١١‏ 
یستنبط منە أن الفوز بالأکساب لا بالانساب؛ کاولاد المشایخ في زماننا 

٭ قولہ تعالی : ہل ان تر حا چ۹ [البقرۃ: .]١۸۰‏ دلیل علی أن ملك 
المال لا ینافي في التقوی للکامل مع أداء حقوقه. 

٭ نولہ تعالی : ل کوثا دنک [آل عمران : ۷۹] 

قال العبد الضعیف: صریح ہما عليه أھل الطریق من علوم خاصةء 
وأعمال خاصة؛ وأحوال خاصةء وإفاضة طریقھم إلی غیرھم کما یقول علی 
ہذا مجموع ما فشروہ بہ+ قفي (روح المعاني) عن علي وابن عباس : الرقّاني: 
الفقيه العالم؛ وعن قتادة والسدي: العالم الحکیم؛ وعن ابن جبیر: الحکیم 
التقي؛ وعن الشبلي: الذي لا یآخذ العلوم إلا من الربّء ولا برجع في شيء 
إلا إليەء وعن سھل: الذي لا یختار علی ربە حالاًء وعن القاسم: المتخلّق 
باخلاق الرب؛ علماً وحکماء وقیل: هو الذي محق في وجودہ ومحق عن 
شھودہء وقیل: هو الذي لا تؤثر فیه تصاریف الأقدار علی اختلاٹھا۔ وکل 
الأقوال یرد من منھل واحد 


“٭ فولہ تعالی: ھا الوم اک کا تم ءا 4 [آل عمران: ۱۹۱] 


قال العبد الضعیف: في الآیة مسألتان : 








۷ء" 


الأولی : أن الفکر أیضاًعبادةء کما أن الذکر عبادة. 

الثانیة: أن محل الفکر هو الخلق؛ قیل: الفکر بخلق السماوات 
والأرض؛ ومن تم قالوا: لاتتفکروابذات الله ۔ 

*٭ قولہ تعالی: ہل کا مین يالوسط ۹ [النساء: .]٣٣١‏ دل بعمومہ 
علی عدم الاستتکاف عن قبول الحق؛ ولو ممن هو أدنی منه؛ وعن الاعتراف 
بخطنہء لا کعلماء القشر وکمشایخ الرسم؛ یموّھون أباطیلھم ویؤوّلون 
آقاویلھم؛ وحملھم علی ذلك کبرهم ۔ 

٭ قولہ تمالی: ٭وتئ مُرد انه َتَلتَم کن کنیلک لم ورک اق كَيکا4 
[المائدۃ: .]٤٤‏ فیے دلالة علی أن إرادۃ الشیخ وشفقتہ لا یُدني شیتاً دون 
فضل اللہ وت 

٭" قولہ تعالی : ٭ قُ تال التب تس ئركََئ و چ [المائدۃ: .]٦۸‏ دلّت 
الّیة علی أنە لاعت بشيء من الکمالات دون اتباع الشریعة. 

٭ تولہ تعالی: ہل فُّ اَممُثُوک ین ڈوپ الو 4 [الما: 
إبطال لما یزعمه الجھلة من کون المشایخ متصرفین مستقلّین . 

٭ قولہ تعالی: ۶ ون يَتَسَسق آئۂ شر کا صکایک لا لا مو 4 
[الأنعام: ۱۷]۔ نصنّ في نفي التصزف المستقلٌ حتی عن المقبولین؛ وفي 
(الروح): وفي ھذہ الایة الکریمة رد علی رجاء کشف الضرٌ من غیرہ سبحانه 
یل 413 
وتعالی۷٢۔‏ 























,٦‏ فی 


() روح المعاني: ۱۱۴/۷۔ 


وفي (فتوح الغیب) للجیلاني قذّس سزہ: فِإّ من آراد السلامة في الدنیا 
والآخرةء فعليه بالصبر والرضاء وترك الشکوی إلی خَلقہء وإنزال حوائجه 
بریّہ ع وجلٌ+ ولزوم طاعتہ٠‏ وانتظار افج منە سبحانه وتعالی+ والانقطاع 
إليەء فحرمانه عطاء وعقویت ثعماءء وبلاؤہ دواء؛ ووعدہ حال؛ وقوله فعل٭* 
وکل أفعالہ حسنة؛ وحکمة ومصلحةء غیر أنە عرٌ وجلٌ طوی علم المصالح 
عن عبادہ؛ وتفرّد بەء فلیس إلا الاشتغال بالعبودیةء من أداء الأوامر واجتناب 
النواعي؛ والتسلیم في القدر وترك الاشتغال بالربوبیة والسکون عن: لِمٌّ 
وکیف ومتی؛. 








*٭ فولہ تمالی: ہل وَکَمَاا هر يِمَا فا 4 [الأنعام: .]٣۳١‏ فیە رد لکثیر 
من بدع زماننا التي تضاھي البدع المذکورۃ في هذہ الاّیات+ لو تا: 
فیھما لوجدتھما متطابقتین: وقد شاعت ھذہ الرسوم حتی في المدعین 


*٭ قولہ تعالی : ہل فُ إِےصَلاق 2کی4 [الأنعام: .]١٦١‏ دل علی تعلیم 
التوحید الکامل من الاستسلام في جمیع احواله التشریعیة والتکوینیة بأن 
یغوّض جمیعھا إلیه تعالی؛ إٍطاعة لما أمر بەء ورضاہما قضی بە؛ 

٭ تولہ تمالی: ط وَلقَد مَکتَسظم ‏ الأَیں مَجََتا کم تا کی > 
[الأعراف: .]٤٤‏ حاصل الأول:الجاہ؛ والثاني: المالء وذِكُرُھما في موقع 





ٴ() المصدرالسابق؛ نقلأعن فتوح الغیب: 1۱١-۱٣۴/۷‏ 


۸۹ 


المنة دلیلٌ علی کونھما نعمة یجب الشکر علیھماء فلا يٌمانء بل یم الانھماك 





فيتحصیلھما۔ 
٭ نولء تعالی: 6ل الف حون یت اپ 
[الأعراف: ١١1]۔‏ 


آفادت الآیة اموراً: 

١۔عدم‏ الاغتراربالخوارق۔ 

۲ کون التصرّف في الخیال أحد أقسام السحرہ ومنە عمل الشراب 
الشائع في زماننا الذي یستقی (مسمریزم)۔ 
التاثر منە الکمال الباطني ؛ فإنه عليه الصلاة والسلام قد تأثر 
منهء فمثل ھذہ الأفعال لیست بدلیل علی کون الفاعل من ھل الحقء ویلزم 
قدرتھم علیھا۔ 

٭* قولہ تعالی : لے ب وی ال آتا لہ كنائخ الپ 4 [الأعراف : ]۱٣۸‏ 

وفي الحدیث الذي رواہ الترمذي”۶: قرأ رسول الل پل الآّیة لما قال 
بعضهم لہ قےل: ۃاجعل لنا ذات أنواط کما لھم ذات أنواط٤؛‏ فدلّت الآیة بعد 
انضمام الروایة علی قبح اتباع الجھلة في رسومھم ولو دنیویةء فما بال من یتشبّ 
بھم في عبادة القبورء واتخاذ الشرجء والستور علیھاء وفي (روح المعاني) بعد 











() رواہ الترمذي في سننہء کتاب الفتنء (۴۱۸۰)۔ 


٦٠ 


نقل الحدیث: والناسُ الیوم قد اتخذوا من قبلِ ذاتِ أنواط شیتاً کثیر الا یحیطٔ 
به نطاق الحصر*۶. 
٭ قولہ تعالی: یِأبميهم عَل وَرثرٰ الَكتبَ 4 [الأعراف: ]۱٦١‏ 
ہذاحال کثیر من متصوّفة زمانناء فإنھم یٹھافشون علی الشھوات 
تھافت الفراش علی النارء ویقولون: إ٤‏ ذلك لا یضرناء لأنًا واصلونء وحُكِيَ 
عن بعضھم أَنُه بأکل الحرام الصرف ویقولون: إ٥‏ النفي والإثبہات یدفع 
ضررہ؛ وهو خطا فاحشء وضلال بین ء أعاذنا اللہ من ذلك ۔ 





٭ نوله تعالی: ط إِ اوہ إِلّا تو [الانفال: ]٥٣‏ أ٤‏ ولایة الله 
تعالی لا بد فبھا من النقوی؛ وغالب الجھلة الیوم علی أن الولي هو المجنونء 
ویعبزون عده بالمجذوب: وکلما أطبق جنونہ أو کثر ھذیانہ واستقذرت 
النفوس السلیمة أحواله کانت ولایتہ أکمل؛ وتصزفہ في ملك اللہ آتم 

ویعضھم یطلق الولی عليه وعلی من ترك الأحکام الشرعیة ومرق من 
الدین المحمّدي؛ وتکلم بکلمات القوم وتزیّا بزيّھمء ولیس منھم في عیر ولا 

٭ قوله تعالی: و ندرا عاتم 
إشارة إلی ذم التقلید الصرف؛ کما اعتادہ الجَهَةَء إذا منعتھم من الرسوم 
تشیکوابفعل مشایخھم۔ 





() روح المعاني: ٦۴/۹‏ ۔ 


۲ 





٭ قولہ تعالی: فا وَلَ لعل قرو 4 [التوبة: ۸۰ القیام علی قبر 
للزیارةء والدعاء بالصلاة علی صاحبه؛ یدل علی کون نافعاً للمیت؛ ومن ٹم 
تي عنھما لمن لم یکن أھلاً لذلك النفعء وھذا النفع زائد علی نفع الدعاء 





* تولہ تعالی : فمَاَدْو أَشْفَاعَیِْهَ> [الائیاء: ٢٥]۔‏ 

قال العبد الضعیف!'۶: لما کانت التمائیل عامة للخارجي والذھني+ 
والعکوف عاماً للمعبودیة والمقصودیةء ومن ثمّ سمّی رسول اللہ الریاء 
شركا استدلَ الشیخ الشھید الدھلوي رحمه الل بالآیة علی ذمٌ تصوٌّر الشیخ 
المتعارف عند القّاۃ منھم؛ وأما وجودھا في الذھن من غیر قصد مستقلاًء ومع 
عدم العکوف علیھا بان یستحضرھا إذاغلب عليه الحُب مثل سائر المحبوبات؛ 
ولا إبقاٹھا إذا غابت عن الذھن فلا باس بەء ویدلّ علی عموم العکوف+ 
وا اثیل لغیر الأصنام ما في (روح المعاني) بروایة ابن أبي شیبة وغیرہعن 
علي رضي الله عنہ أنە مو بقوم یلعبون بالشطرنج فقال: ما ھذہ التمائیل التي. 
آنتم لھا عاکفون'"'ء فإن العکوف لغة: الإقبال علی الشيء وملازمتہ علی 
سبیل التعظیمء وقیل: اللزوم والاستمرار علی الشيء لغرض من الأغراض+ 














( روح المعاتي: ۵۹/۱۷ 

(0 مصف این آبي شییة: /۲۸۷ء رقم (۸٥٦٦۲)؛‏ شعب الإیمان للبیھقي: 
٥۵ء‏ رقم (۸١٥۱)؛‏ وذکرہ ابن رجب الحتبلي في جامع العلوم 
والحکم؛ ص٤٤٦؛‏ والإمام أحمد بن حنبل في الورع؛ ص۹۲ 


بد 


وھو علی التفسیرین دون العبادة. 


٭ قولہ تعالی: ٭وَإن بُْمْ الاب ...4 [الحج: ۲۷۳ فیە تربیة 
المخاطب ہما یناسب استعدادہ کما ہو ظاھر من التمثیل؛ وفي (روح 
المعاني): إشارۃ إلی ذم الغالین في أولیاء الله ء حیث یسکعغیثون بھم في الشدّة 
غافلین عن الله تعالیء وینذرون لھم النذور؛ والعقلاء منھم یقولون: إنھم 
وسائلنا إلی اللهء وإنما ننڈر لل عرٌٗ وجلٌء ونجعل ثوابە للولیء ولا یخفی أنھم 
في دعواہم آشبه الناس بعبدة الأصنام القائلین : ھمَاتبدّهُم إ 
رپ [الزمر : ٣]ء‏ ودعواہم الثانیة لا باس بھا لو لم یطلبوا منھم بذلك شفاء 
مریضهم آو رد غائبھم أو نحو ذلك؛ والظاھر من حالھم الطلب؛ ویرشد إلی 
ذلك أنه لو قیل: انڈروا للہ تعالی واجعلوا ثوابہ لوالدیکم؛ فإنھم أحوج من 
آولنك الأولیاء؛ لم یفعلوا'“۔ 

*٭ قولہ تعالی : ف9 ثُرَ جَ لأي: 

فی أبلغ تصریح؛ حیث لا یفوقه تصریح بوجوب اتّباع الشریعة حنی 
علی سیّد الأنبیاء 9ء تکیف لغیرہ؟! وأ ما یخالف الشریعة ہو هوّی بحثٌ٠‏ 
لیس في شيء من الحق؛ فما بال من یتھاون فیه علماً أو عملاًء ٹم یعذ نفسه في. 
الکاملین المقزبین؟!۔ 

٭ قولہ تعالی : ہا قُ ما يَستَقا يک ب4 [الفرقان: ۷۷]. فیە رد علی من 








نَا 4[الجائیة: ۱۸] 








( روح المعاني: ۲/۱۷٦۲ء‏ 


۳ 


یزعم النجاۃ أو القبول من دون العمل بمحض الانتساب إلی صالح؛ فظاہراً 
آو باطداء او اعتماداً علی بعض التبرکاتء ککثیر من الجھلة المتزتین بزيّ 
الصوفیة۔ 

٭ قوله تعالی: ٭ إك) 1 89]. فخل نی 
غُاۃ الصوفیة في نفیھم التفسیر المنقول: واختراعھم مایخالف الأصول۔ 

کانت هذہ بعضیّ النماذِج؛ ونبذاً یسیراً من تلك المسائل التي استنبطھا 
المؤلف رحمہ اللہ من الاّیات القرآنیةء في مجال السلوك والتزکیة والإحسان+ 
وأکتفي بھذا القدرء سائلاً المولی عرٌ وجلٌ أن یرینا الحق حقاً ویرزقن اتباعهء 
والباطل باطلاً ویرزقنا اجتتابہ. 









٤ 


۷۔إصلاح انقلاب الامة!'ٴ 


إِنّ کتاب (إصلاح انقلاب الأمة) للعلامة أشرف علي التھانوي؛ کتاب 
بالمحاولات التجدیدیة قام بھا الشیخ في مجال إصلاح الأمة الإسلامیة 
وقد تناول فیه جمیع مجالات الحیاۃء وما طراعلیھا من تصرفات وآثار لا تتوافق 
والشریعةالإسلامیة؛ ٹم قذم النعلیمات الإسلامیةۃبکل وضوح وتفصیل ۔ 

إّ الأمة الإسلامیة والمجتمع الھندي بصفة خاصةء والذي قد تسرّبتِ 
إلیھا مفاسد ومخالفات شرعیة کانت محط عنایة الشیخ التھانوي؛ ویعتبر ھذا 
الکتاب جزءاً مھماً من تلك الجھود الإصلاحیة التي قام بھا رحمه الله یقول 
الشیخ العلأمة محمد تقي العثماني في تقدیمه للکتاب: 

القد استعرض الشیخ التھانوي في ھذا الکتاب بکل دقة وحکمة؛ جمیع 
المفاسد والأخطاء التي کانت قد لحقت بحیاتنا الاجتماعیة والشخصیة والتي 
عوّضت مجتمعنا لأنواع من البلاء والاآفاتء وقد تضمن ھذا الکتاب شرح 
الأحکام الشرعیة التي تتعل النکاحء والمھرہ والنفقةء والعدل؛ والرضاعة 
والطلاق؛ واللقطة وحقوف العباد الأخری. مع الإشارۃ إلی جوانب القصور 








() من دراسة الأخ حسیب الرحمن الندوي بعد تعدیل یسیر 


٥ 


في الفھم والعمل؛ التي تشوّہ مجتمعنا الإسلامي؛ وتؤدي إلی عواقب وخیمة 
مھلکة 

کما قام رحمہ اللہ بتحدید مواضع الضعف واماکن السقمء ووصف 
علاجھا الصحیح في ضوء الکتاب والسنة1۔ 

وقد قسم الکتاب إلی ج 

الجزء الأول: یتحدّث عن العقائد والعبادات المقصودة سن صلاظ 
وصیام وزکاۃ وحج وأضحیقء وعن معاملات البیع والشراءء وعن شؤون 
المعاشرۃ؛ مثل: الطعام واللباس والکلامء وعن الأخلاق الباطنة؛ مثل: 
الریاء والحسدء وماإلی ذلك من الأمور. 





وأما الجزہ الثاني : فقد خٌّصہ الشیخ ہما یتعلّق بالنکاح والطلاق وما 
لحت بھذا الموضوع من أخطاء ناشئة عن الجھل بالدین ۔ 

وہما أن الکتاب یتناول جمیع ما یمسْ الحیاۃ الإسلامیة من موضوعات 
ومجالات؛ فاری من المناسب أن أقسم الکتاب إلی فصول عدیدۃ حسب 
الموضوعات التي تکلّم عنھا الشیخ في ھذا الکتاب ۔ 

الفصل الأول : أھمیة الکتاب: 

یتناول الشیخ في ھذا الفصل ضرورة وأھمیة الکتاب؛ وکیف أن الطبقة 
المتجددۃ التي تثقّفت بالثقافة الغربیة علی ید لم یکن لھا نصیب من الشریعة 
الإسلامیة؛ انحرفت عن جادة الطریق الصحیح بسبب قَلَةَ معرفتھا بالشریعة 





امہ 


الإ(سلامیة إلی انھا رفضت الدین باصلے؛ ثم یقوم الشیخ بمناشدۃ الأمةۃ 
الإسلامیة للرجوع إلی دینھا الحنیف ۔ 

الفصل الثاني : إصلاح انقلاب الأمة: 

یتناول الشیخ في ھذا الفصل: الطرق والأسالیب التي یمکن بھا إِصلاح 
انقلاب الأمة الإسلامیة؛ ویقڈم دستورَ العمل لکل من الرجال والنساء وعلماء 
الأمةء کل علی حدةء کما یتحدّث عن أسالیب إزالة ضعف الهمةء وضرورۃ 
علماء الدین؛ وطرق تصحیح الأخطاء وآداب الاستفتاء والاستماع إلی المواعظ 
وصحبة أھل الکمالء ومضار صحبة اھل السوء وضرورۃ القیام بتعلیم أھل 
البیت۔ 

الفصل الثالٹ : القصور في أداء حقوق کتاب اللہ عزٌوجلُ 

نب الشیخ فیه علی جوانب القصور المتعلّقة بکتاب اللہ عرٌ وجلٴ؛ وأکد 
علی ضرورۃ إنشاء مدارس لتعلیم القرآن الکریم وفضائل تلاوتەء وآشار إلی 
قصور أھل العلم وإھمالھم هذا الجانب المھمء وقدم دستور العمل للعلماء 
والقائمین بإدارۃ المدارس: بالإضافة إلی الإھمال في آداب التلاوۃ ومعنی 
تضمن القرآن الکریم العلوم؛ وعدم جوازاستخدام القرآن الکریم لأعمال 
السحر والشعوذة والأغراض غیر الشرعیةء وتسخیر الجن واکتساب المالء 
وما إلی ذلك . 

الفصل الرابع : الفصور في أداء حقوق رسول الل ہل 

یتحڈث فیە الشیخ عن تعامل المتجددین مع شخصیة الرسول قِ؛ 














"۷ 


وضرورۃ صحبة الربانیین والعلماء٠‏ کما یتّه علی خطاأ من یری نفسە في الجنة 
النار؛ وکذلك عظمة النبي الکریم پچ بوصفہ حامل الوحي ؛ ویتطرق 
ن کل حکمة لیست علة للحکم الشرعيء ولا ھي مقصودة بذاتھاء 
وحقیقة متابعتہ واتقباحہ پچ 





الفصل الخامس: القصور في أداء الصلاۃ: 

یتحلّث فيه الشیخ عن القصور الواقع في آداء الصلاۃ من المرأۃ والرجل+ 
وطرق تجنب ھذا القصورء کما تعرّض لموضوع التأآخیر في آداء الصلاۃ من 
قبل بعض العلماء والمشایخ وذکر العلاج لھذا المرض بالإضافة إلی آثار 
الصلاۃ وبرکاتھا وتعدیل آرکان الصلاۃ والخشوع فیھا وحقیقة الخشوع 

الفصل السادس : القصور في أداء الصیام : 

بحتوي علی حدیث عن رؤیة الھلالء والموضوعات ذات الصلۃ 
بالصیام: مع الإشارۃ إلی ظاھرة التفریط وال(فراط في ہذاالباب؛ ومعنی تصفید 
الشیاطین في رمضانء ومسائل السحورہ والإفطار والتراویح؛ وصدقة 
الفطرء وصلاۃ العید . 


الفصل السابع التصور في أداء الزکاۃ 

یتحڈّث الشیخ فیەعن مسائل الزکاۃ وماتجب فيه الزکاۃء والأخطاء التي 
تحصل في محاسبتھا وعن مصارف الزکاۃء کما تطرّق لأحکام صدقة الفطر 
وجلود الاضاحي۔ 


٦۸ 


الفصل الثامن : التصور في باب الحج : 
یتحڈّث فیه الشیخ عن جوانب القصور في باب الحج؛ فیبین أن زیارۃ 
المدینة لیست ضروریة لکمال الحج؛ وحکم الحج عن طریق التسوّل: وحکم 
الحج من دون محرم۔ 

الفصل التاسع : القصور في باب الأضاحي : 

ینکلم فيه الشیخ عن الأضحیة والمسائل المتعلقة بھاء وعن الأخطاء 
التي تقع فیھا بسبب الجھل المنتشر بین الناس ۔ 

الفصل العاشر جوانب القصور في بعض العبادات المالیة الأخری: 

یتحڈٹ الشیخ في ھذا الفصل عن موضوع استخدام الوقف في غیر 
مصرفہء وحکم وقف سائر الممتلکات والتقصیر الواقع في ھذاالباب ۔ 

الفصل الحادي عشر : کفارۃالیمین المالیة: 

یتحدڈّث فیه الشیخ عن أحکام الکفارۃ وشروطھاء وأن الکفارۃ الواحدۃ 
لاتکفي لعدد من الأیمان: وأن التمليك شرط لأداء الکفارۃ. 

الفصل الثاني عشر : القصور في النذر الما می 

یتحڈث فیه الشیخ عن الأأخطاء التي تتعلّق بالنر المالي؛ وأنه یجب 
الوفاء بالنذر المعلّق إذا تحقق الشرط وإن لم یکن الشرط دائماًء کما یتحدث 
فیه عن عدم جواز استعمال شيء من القبر ولو في الأعمال الصالحةء وأن النذر 








۹ء" 


المالي لا یتادی بالدفع إلی الأغنیاءء وأن النذر بما هو غیر جائز لا یجوز کما 
آنە لا یصح النذر ہما لا یقدر عليه الإنسان . 

الفصل الثالث عشر : جوانب القصور في فدیة الصلاة والصیام : 

یتحدّث فیه الشیخ عن التقصیر في موضوع الصلاة والصیام؛ وأنه تجب 
الوصیة بالفدیة إذا عجز الإنسان عن أداء شيء منھا في حیاتہء کما أنە لا 
آن یقسُر فیھا اعتماداًعلی الفدیةء وصور جواز الفدیة في الحیاۃ؛ وأن الفدیة 
التي لا توافق الشریعة لاتتادی: وخلاصة ماجاء في ھذا الفصل ۔ 

الفصل الرابع عشر : جوانب القصور في الصدقات : 
: أنٌ الشریعة تحثّ علی الصدقات النافلة أیضاء وآن 
المغالاۃ في الصدقات النافلة غیر صحیحة وأن الصدقات یجب أن تکون لله 
سبحائه وتعالی؛ وأنھا شرك إذا کانت لغیرہ؛ وآنە لا یجوز التصدق بجمیع 
الاموال بحیث یژدي ذلك إلی حرمان الوارثہ 
للتصدق بدعةء وما إلی ذلك من الأمور التي' 











یتحڈث فيه الہ 





ء وأن تحدید التاریخ والوقت 
بالموضوع ۔ 

الفصل الخامس عشر : القصور في التبرعات المالیة المختلفة 

یتحڈث فیە الشیخ عن الاداب التي تجب مراعاتھا في التبرعات المالیة 
وکیفیة التعامل مع المحتاج والإحسان إلیهء کمایتحدّث عن استحباب الاقراض 
إذا قدر عليه لکونە من آبواب البر والإحسانء ووجوب الإمھال للمعسرین 
موضوع البیع بالوفاءء وما إلی ذلك من 











"٠ 


الفصل السادس عشر: القصور فیما یتعلّق بالموتی : 

یتحڈث فیه الشیخ عن القصور الحاصل في ھذا الباب؛ مثل وجوب 
المواظبة علی الصلاة حتی في حالة المرض ما أمکن؛ وعدم جوازھا قاعدامع 
القدرۃ علی القسام؛ وعدم جواز النظر إلی عورة المریض إِلا للضرورۃ؛ 
وتجتْب الأدویة المحوّمةء وطریقة الدعاء في حالة المرض٠‏ وما إلی ذلك۔ 


الفصل السابع عشر : القصور فیما یتعلق بالسفر : 

یتحدڈث فيه الشیخ عن السفر؛ والتقصیر الذي بحصل بعد الشروع في. 
السفر؛ وعن القصور في الإجارۃء وألا یصطحب من الأغراض اکثر مما ھو 
قانونافي القطار وغیرہ من المرکبات؛ وعن ضرورۃ إبلاغ المضیف 
مسیقاعن زیارته لە؛ وما إلی ذلك من الأمور المتعلقة بالسفر 





الفصل الثامن عشر : القصور في تعلیم المرأة: 

یتحڈٹ فيه الشیخ عن القصور الحاصل في مجال تعلیم المرأةء وانقسام 
المجتمع المسلم إلی ثلاث فثات فیما یتعلّق بتعلیم المرأۃ؛ وعن الشبه المثارۃ 
في هذا المجال والردعلیھاء وعن آسلم الطرق لتعلیم المرأۃ وغیرھا من الأمور 
التي تمس الموضوع۷٢‏ 





() وقد سبق أن تحثّثنا في الباب الثالثء ص(٢٠۲۰)‏ بالتفصیل عن جھود 
رحمہ اللہ الإصلاحیة في مجال تعلیم المرأۃ المسلمة ‏ 





۳۲ 


الفصل التاسع عشر : القصور في حقوف الأساتذۃ والتلامیذ والزملاء : 

یتحڈث فيه الشیخ عن التقصیر الذي یحصل في حقوق الأساتذةء وعن 
7 المعلم وحقوقہء وآداب المتعلم أمام الأساتذة؛ وما یجب علیھم نحو 
آساتذتھم من الحقوق وکذلك المکس . کما یذکر رحمہ اللہ وصیة الرسول ہل 
بھذا الخصوص: ونصائح عامة للطلبة والأساتذة. 

ثم یتحذّث الشیخ عن حقوق الزملاء؛ فیذکر أن الزمیل والجار هو الأخ 
في الدین: فیجب أن یعائل معاملة الأخء وآن الزمیل في الدرس إذالم یستطع 
ان یحضر الدرس لسبب ما قیجب علی الزمیل إخبارہ ہما جری في الفصل 

عھھه 

وأما الجزء الثاني من ھذا الکتاب فھو یحتوي علی الموضوعات التالیة 

الفصل الأول: الإصلاح في مجال النکاح : 

یتحدڈّث الشیخ في ھذا الباب عن الأمور التي یجب الاعتناء بھاء وعن 
المفاسد التي تنجم عن إھمالھا وعدم الاهتمام بھا؛ مثل: النکاح من غیر 
ضرورةء رغم العاعات المائعة منہء وعدم حصول المصالح الشرعیة من 
الزواج إذاعقد النکاح من غیر موافقة تامةء وما یترتب من المشاکل والمفاسد 
بسبب عدم مراعاۃ العمر بین الزوجینء وعن المفاسد التي تنجم عن تعدہ 
الزوجات من غیر ضرورۃء وبباعث من الشھوة؛ وکون تعدّد الزوجات من 
الإئم لبعض الأسبابء کما أن إنکار تعدّد الزوجات هو نت اتّباع الملحدین 
الأوروبیین؛ وعن المفاسد الدنیویة والدینیة التي تسود المجتمع بسبب تآمخیر 
زواج البنت بعد بلوغھا 








۲ 


الفصل الثاني : الغلو المذموم في جمیع الأمور : 

وفي ھذا الفصل یتحدّث الشیخ عن ضرورة الناکد من ثلاثة أمور فی 
الزوجء وأنہ من الجھل اعتبار الزواج بالأرملة عیباء والمفاسد ال تحصل 
بسبب عدم تزویچ الأرملةء وعن ترغیب الأرملة في الزواج بالموعظة والنصح* 
والمفاسد التي تحصل عن الزواج من غیر رضا الزوجین؛ والولایة الجبریة 
علی الصغیر والصغیرۃ وعن ضرورة معرفة رأي الزوجین في العصر الحاضرء 
وشرح وبیان أن الشریعة تراعي المصالح البشریة وتقڈر العواطف الإنسانیة؛ 
والھدف الأساس من النکاح هو حصول التوافق والمودة بیٹھماء وأن الزواج 
المبني علی الڈڈین هو الذي یضمن العیش الرغید الھنيء بغایة من المودة 
والاطمثنانء ون المال والجمال وحدھما لا یضمنان استمرار الحب بیٹھماء 
وعن الأحوال التي یجب فیھا النکاح أویٛسنَ آویمنع؛ وماہو حکمترك النکاح+ 
والطمع في مال المنکوحة أمر غیر محمود؛ وضمان حفظ المصالح في اعتبار 
الکفاءۃ: والمفاسد التي تظھر بسبب النکاح في الصغر؛ کماتناول الشیخ بعض 
المسائل الفقھیة المتعلقة بالنکاح ۔ 









الفصل الثالث : تصحیح بعض الأخطاء فیما یتعلّق بالحلال والحرام 

یتحڈٹ فيە الشیخ عن الخطر الذي تتعرّض لە الشریعة إذا أقدم علی, 
الاجتھاد کل من هب ودبٌ؛ والرد علی الفتوی الصادرۃ بجواز النکاح بمنکوحة 
الجد الحقیقي من آحد أدعیاء الاجتھاد؛ والأمثلة الخطیر: اللتفسیر بالرأي. 





۳ 





یتحدّث الشیخ تحت ھذا العنوان عن الأخطاء المتعددة الأنواع الشائعة 
في المجتمع؛ والمتعلقة بالمصاھرۃ؛ فیذکر حرمة الزوجة علی زوجھا إذاسنّ 
الرجل مھا أو بنتھا بالشھوۃء وآن ذہ الحرمة من خواص ھذا الفعلء ولیس 
عقابا له علی فعلہ"؟ ٹم تطوق إلی تقلید الرجل غیر إمام مذھبه استجابہةٌ 
للھوی والرغبات النفسیة ۔ 

الفصل الخامس : حرمة الرضاعة : 

یتحڈٹ فیه الشیخ عن الأمور الشائعة في المجتمع حول الرضاعةء 
فیذکر أن إرضاع الطفل من القابلة خلاف الاحتیاطء أ٥‏ اتّباع الشریعة یجلب: 
للمتبع سمعة طیبة ولیس سمعةسیئةء ٹم تعرّض لبعض المسائل الفقھیة المتعلقة 
بالمفقودالخبر من الأزواج؛ وین أنّ المخطوبة حرام علی الخطیب قبل الزواج + 
وأنٗ المتعة والنکاح المژقت حرام بالإجماع؛ کما تناول فیه موضوع تعدّد 
الزوجات. .. وما إلی ذلك من المفاھیم الخاطئة السائدة في المجتمع حول 
النکاح؛ وطرق إصلاحھا۔ 

الفصل السادس : الولایة علی الصغار : 

یتناول فیه الشیخ الأمور المتعلقةبالولایةعلی الصغار فیما یتعلّق بالزواج+ 
وأكٗ موافقة البکر : سکوتھاء وأحکام النکاح الموقوف؛ وأحکام فسخ النکاح+ 


( ہذا الحکم تفژد بە الحیة دون سائر المذاہب . (۵). 


‌٤ 


والحقوق الحاصلة للبنت إذا زُوُجٹ مکرھةء وجواز تزویج البالغة نفسھا في 
حالة إعمال الولي۔ 

الفصل السابع : إصلاح الأمور المتعلقة بالکفاءۃ 

یتناول فیه الشیخ ما یتعلّق بموضوع الکفاءةء من أَنَٗالْأمٌ لا تعتبر في کفاءۃ 
النسب؛ والافتخار بالنسب لا قیمة له شرعاأء وأن الشریعة تعتبر الکفاءۃالنسبیة 
وآن الإفراط والتفریط في اعتبار الکرامة النسبیة مذمومان شرعاّء وعن ضرورۃ 
التاکد من المتزوج قبل الزواج؛ کما أنەتکلم عن موضوع زواج 
الجن مع الإنس ومایتعلق بھذا الموضوع من مسائل ۔ 

الفصل الثامن : إصلاح الأمور المتعلقة بالمھر : 

یتناول فیە الشیخ موضوع المھر؛ فیذکر وجوبەء والائم الذي یلحق 
بالرجل إذا مات وکان ینوي عدم دفع المھرہ وأنە یع من الزناۃء والفرق بین 
النکاح والزنی؛ وکرامة المغالاۃ في المھر في ضوء الحدیث النبوي الشریف+ 
ومفاسدھا. .. وما إلی ذلك من الأمور المتعلقة بالموضوع. 








الفصل التاسع : إصلاح الأمور المتعلقة بالعدل بین الزوجات : 

یتناول فیه الشیخ جوانب التقصیر في العدل بین الزوجات: وا العدل 
واجب في النفقات واللیاليء وأنٌ الحب القلبي لا یدخل في إِطار العدل* 
ووجوب العدل بین الزوجات في تقدیم الھدایا والتبرعات؛ وأھمیة إقامة 
العدل وما إلی ذلك من الأمور المتعلقة بە بین الازواج ۔ 





٥ 


الفصل العاشر : إصلاح الأمور المتعلقة بالرضاعة: 
یذکر في ھذا الباب الموضوعات التي تتعلّق بالرضاعة من شروط ثبوت 
حرمة الرضاعةء وصور حرمة الرضاعةء ووجوب إذن الزوج في إرضاع الغیر ؛ 





وأن الاختلاء مع الأخت من الرضاعة ممنوعء وضرورة احترام المرضعةء وما 
إلی ذلك من الأمور المتعلقة بالموضوع. 

الفصل الحادي عشر : أبواب الطلاق وما یلحق بە: 

یتناول فیه الشیخ جوانب التفصیر فیما یتعلّق بالطلاق؛ ویذکر أن الطلاق 
لیس عیب إذا استدعته الضرورة والمصلحةء وأن الإفراط والتفریط في الطلاق 
کلاہما مذموم؛ وھو ممنوع من دون حاجة شدیدة ومن الإئم أن یوقع الرجل 
ثلاث تطلیقات مرة واحدةء وما ھي المفاسد الدنیویة التي نترتّب علی الطلاق 
الثلاث مرۃ وا 








الفصل الثاني عشر : باب النفقات الروحانیة 

یذکر الشیخ في ھذا الباب مفھوم النفقات الروحانیة وأھمیة ترببة 
الزوجات والأولاد تربیة روحانیة وجسمانیةء وأن التربیة الروحانیة أھم وأشد 
من التربیة الجسمیة: کماأن الأمر بالمعروف والنھي عن المنکر داخل في حقوق 
الزوجات والأولادء وأن التعلیم الدیني واجب وضروري للبنات؛ وأن الثقافة 
الحقیقیة هي الثقافة الد, رّق الشیخ إلی ذکر القواعد الضروریةۃ 
للتعلیم والتربیةء والکتب التي تساعد علی إصلاح الأعمال والأاخلاقء وطرق 
تربیة الأولادء بالإضافة إلی ذکر بعض الاداب الإسلامیة للحیاۃ. 








۳ 


الفصل الثالث عشر : إصلاح الأمور المتعلقة باللقطۃ : 

یحتوي هذا الفصل علی مفھوم اللقطةء وما یحصل من تقصیر في ھذا 
الباب؛ ویذکر آنە إذا کان ھناك احتمال ضیاع الأغراض فالتقاطھا واجب؛ کما 
أن الالتقاط لغرض شخصي أو ذاتي یعتّر إئماء وأن الإعلان باللقطة واجب؛ 
وییین الطرق لأداء الحقوق المجھول أھلھاء وما إلی ذلك من الأمور المتعلّقة 
باللقطة 


الفصل الرابع عشر : إصلاح الأمور المتعلقة بالمفقود 

یذکر الشیخ في ھذا الباب جوانب التقصیر في ھذا المجال وضرورۃ 
الاحتفاظ بنصیب المفقود من الإرثء والفرق بین مال المفقود وأمانتہء وأن 
مدة الانتظار الطویلة للمفقود هي من باب الاحتیاط؛ ویذکر بعض الشبه فیما 
یتعلّق باحکام المفقود ویدحض تلك الشبہ؛ وغیر ذلك من الأمور المتعلقة 

الفصل الخامس عشر : إصلاح الأمور المتعلقة بالتعزیر والتعییر والتکفیر : 

یتناول الشیخ في ھذا الباب مفاھیم التعزیر والتعییر والکفیر+ وینبّہ إلی 
الخطا العلمي فیما یتعلّق بالحقوق علی العبادہ وأن حقوق العباد تنقسم إلی 
ثلائة أقسامء کما یذکر آنە لا یمکن تطبیق التعزیر من دون ثبوت شرعي+ 
بالإضافة إلی بیان طرق إثبات الشھادۃالشرعیةء وأن التعزیر بالمال لا یجوز في 
شریعتناء وأن الکشف والإلھام والرؤیا لا یثبت بھا الزنی ؛ وأن التصدیق بخبر 
ما عن طریق السحر والجن والکھانة قریب من الکفر؛ وأن الشریعة هي مدار 
العلم والعمل عند المسلمین؛ وأ الاحتیاطٌ لازم في إصدار فتوی الکفر؛ کما 





۳۷ 


یذکر بعض شروط إصدار فتوی الکفرہ وأن مراعاۃ الحدود الشرعیة واجبة في 
کل الأمور؛ وأن الإنسان إذا جدّد إیمانه بعد ثبوت کفرہ یجب عليه آن یعیا۔ 
النکاح والحج ایضاً۔ 

ذہ نظرۃ سریعة علی موضوعات یحتوي علیھا ھذا الکتاب العظیم؛ 
الذي ألفه الشیخ الٹھانوي لإصلاح الأمة المسلمة وتطھیرھا ما لا یرضاہ الله 
ورسولە قيٍ ویعد ھذا الکتاب من الکتب الجلیلة اللقعء والعظیمة الفائدة: 
وقد عذہ بعض العلماء من الکتب التي تتسم بطابع التجدید في الدین 





رحم اللہ صاحب ھذا الکتاب ورحمنا معہ؛ وأدخلنا جمیعاً في جنات 


النعیم. 


۸ 


کانت ھذہ إلمامة ببعض مؤلفات الإمام التھانوي رحمه اللهء ولا شك أنّ 
هناك الکٹیر الکٹیر من هذہ المؤلفات الذي ذاع 
والخاصة وتناوله أیدي المستفیدینء وتداولته ألسنة المسترشدین وطالبي, 
الإصلاح في شبه القارۃ الھندیة وقزرت المراکز التعلیمیة والمؤسسات 
التربویة إدخاله في مقرراتھا الدراسیة ومناھجھا التعلیمیة؛ کما أن ھناك عدداً 
کبیرآ من ھذہ المؤلفات اعتنی بھا العلماء وخدموہا من جوانب مختلفة؛ مرة 
بالتسھیل والتیسیر؛ ومرۃ بنقلھا إلی عدة لغات محلیّة وعالمیةء فعندنا قائمة 
کبیرۃ من المؤلفات عڈّھا وأحصاما الشیخ عزیز الحسن المجذوب*''۔رحمہ 





٭ وشاع نفعه بین العامة 








)١(‏ لقد ذکر الشیخ عزیز الحسن بالتفصیل تلك المؤلفات التي تناولھا العلماء 
بالترجمة والتحقیق والتسھیل ء علماًأن ام اللغات التي ترجمت إلیھا مؤلفات 
الشیخ التھانوي رحمہ الله هي : 






یق ٣۔لغة‏ بشتو ٤‏ اللغة البرھمیة+ 
٥۔اللغة‏ السندھیة ٦۔اللغة‏ الکجراتیةء ۷۔اللغة الھندیة ۔ 
ومن الجدیر بالذکر أنە قد تمت ترجمة الکتاب (حلیة أھل الجنة) إلی اللضة 
الفرنسیة کذلك؛ قام بھا أحد العلماء المدعو بإبراھیم بك البوفالي المقیم فيی 
مدینة (سنیت بیري) إحدی مدن أمریکة؛ والمحتلة من قبل فرنسة 

انظر لمزید من التفصیل: آشرف السوانح : ۴۳/ ٣۴٦۳۔٣۳۷‏ 














۹ 


اللہ ۔ والتي قد ترجمت إلی اللغة الإنکلیزیة والفارسیة والبنغالیةء آما اللغات 
المحلیّة الھندیة ۔ المنتشرۃ في شبە القارۃ الھندیة - فحدّث ولا حرج فقد 
ترجمت أغلب مؤلفانہ رحمہ اللہ إلیھا۔ 


یا ا ما ا ا 





والدعویة والثقافیة والفکریة والإصلاحیةء تُغذي الأرواح البشریةء وتقوّي 
أذھانھم؛ وترشدھم إلی الخیر والصلاح؛ وتدرّبھم علی الورع والتقوی؛ 
وتعینھم علی أداء حقوق العباد ورب العباد. 


اا و ون رت اع ری وت دی و 






الأکادیمیات والمجامع ؛ وطا: سے متا 
کان عظیماء ومتّہ عليه کبیرا؛ إذ وقّقه للقیام بھذہ الأعمال العلمیةء وأجری 
علی قلمہ ھذہ الموضوعات المھمة والتحقیقات النادرۃ؛ وذلك فضل اللہ یؤتیہ 
منیشاء. 

هذا وقد تمّت طباعة کل ھذہ الکتب في حیاته رحمہ الله ؛ بل طبع البعض 
اللاف من النسخء ولو 
آراد الشیخ لکسب الملایین عن طریق حفظ حقوق نشرھا وتوزیعھاء آو بیع 
تلك الحقوق؛ لکن ورعه وتقواہ لم یسمح لە بان یفگر في ھذا الجانب بأیة 
لحظة وھکذا دیدن الصالحین؛ وطبیعة أولیاء ٦‏ اھ_ے-ت 2 
وزخارفھا إلا قدر الحاجة وسة الضرورة الاساسیة . 


منھاعدة طبعات ونفدت ٠‏ وبیعت من هذ 





٤ 


ولا شيء أدل علی إخلاصه لہ في منھجه الدعويِ؛ وأسلوبہ الإصلاحي+ 
من أنه لم یطلب من احد حقا من حقوق التألیف؛ آو قام بحفظہ لە فیما بعد بل 
أذن للجمیع ان یقوسوا بنشر کل مؤلفاتہ وجمیع کتبە ورسائل؛ دون أي 
استفسار آو اسعذان!. 

وفعلاً فقد أثمرت تضحیته ھذہ ثمارایانعة ولعبت دوراً بارزاً في إطار 
نشر الوعي الدیني؛ وترشید الصحوۃ الإسلامیة وتناول کلُ الطبقات من البشر 
رسائلہ بکل سھولة ویسر وانتفع بھا الجمیعء وعمٌ الخیر بین الناس کلھم؛ 
وتمنوامن اقتتاء ما احتاجوا إليه من ھذہ المؤلّفات باسعار رمزیة. 

وھکذا تستّی للشیخ رحمہ الله تبلیغ دعوتہ ونشر فکرہ ومٹھجه تجاہ 
الإصلاح ورفع کلمة ال وبث الدعوۃ الإسلامیة في کل الأوساط ؛ بالحکمۃة 
والموعظة الحسنة؛ فالحمدلل الذي بنعمتە نتم الصالحات . 





)١(‏ حکیم الأمة ومجدّد الملّةء الشیخ أشرف علي الٹھانوي؛ تعالیمه وخصائصہ+ 
یا 


ھ٤‎ 


محاو تی تۃ لی ازیا 


١‏ آشرف السوائح؛ في آربعة مجلداتء ألّفه الشیخ الخواجه عزیز 
الحسن المجذوب: رحمه الله . 

٢۔‏ حکیم الأمة مجدد الملة الشیخ أشرف علي التھانوي؛ الّفه الأستاذ 
نجم الحسن التھانوي۔ 

٣۔‏ الشیخ التھانوي : شيء من أحواله ومآثرہ وخدماتہ؛ آلفہ السید منّر 
حسن الکاظعي, 

٤‏ نزھة الخواطر وبھجة المسامع والنواظرء لمؤلّفہ العلأمة الشریف 
الشیخ السیّد عبد الحي الحسني رحمہ الله . 

٥۔سیرۃ‏ الشیخ أشرف علي التھانوي 

٦۔‏ موسوعة أعلام القرن الرابع عشر والخامس عشر الھجري في العالم 
العربي والإسلاميء للاستاذ إبراھیم بن عبد الله الحازمي۔ 

۷۔تشنیف الأسماع بشیوخ الإجازۃوالسماع. 

۸۔مقذمة کتاب (کاروان تھانوي)ء للشیخ محمد سالم القاسمي؛ مدیر 
دار العلومء دیربند 


۹۔ مقدمة إعلاء السننء المجلد الاولء للشیخ العلأمة محمد تقي 
العثماني. 


٠۔مقدمة‏ کتاب (بزم أشرف کی جراغ): (مصابیح المحافل الأشرفیة) 
للشیخ الأستاذ أحمد سعید . 


“ِ‌ 


ےج لی اور زرازگی( 


١۔‏ آداب الإفتاء والاستفتاء: للشیخ محمد زید المظاھري الندوي+ 
ط: إفادات أشرفیة باندہ۔الھند ١٤٢۱ھ‏ 

٢۔آسعد‏ الأبرار للشیخ آبرار الحق؛ ط: دار الإشاعة ۔دلھيء الھند . 

۳۔ آشرف الإرشاد في حقوق العبادء جمع وترتیب محمد إقبال 
القریشي؛ ط: مکتبة فرید المحمودة ۔دلھيی 


٤‏ ۔ آشرف السوانح؛ للشیخ الخواجہ عزیز الحسن المجذوبء 
ط: إدارة التألیفات الأشرفیة؛ ملتان۔باکستان: ١٤٣٦ھ‏ 





رف الطریقة في الشریعة والحقیقةء للشیخ أشرف علي التھانوي+ 
غ دینیات۔دلھيء الھند ۔ 

٦۔‏ آضواء علی الحرکات والدعوات الدینیة والإصلاحیة ومدارمھا 
الفکریة ومراکزھا التعلیمیة والتربویة في الھندہ للشیخ العلامة أبي الحسن علي, 
الندويء ط: المجمع العلعي الإاسلامي۔الھند ۔ 





)١(‏ لم آتناول في هذا الفھرس أسماء کتب التفسیر والحدیث الشریف والفقه التي 
استفدث منھا في إنجاز ہذا البحث وأحلت إلیھا في توثیق النصوص ٠‏ 


٥٤٤ 


۷ إظھار الحق؛ للشیخ رحمة الالکیرانوي؛ ط: الرٹاسة العامة لإدارۃ 
البحوث العلمیة۔الریاض٠‏ 

۸۔ إعلاء السننء تألیف : المحدّث الناقد ظفر أحمد العثماني علی ضوء 
ما آفادہ الشیخ الفقيه أشرف علي التھاتويی؛ تحقیق: العلامة القاضي محمد 
تقي العثماني ؛ ط : إدارۃ القرآن والعلوم الإسلامیة ۔کراتشي؛ باکستان 

۹ ۔إغائة اللھفان في مصاید الشیطان؛ للإمام ابن قیم الجوزیةہ تحقیق 
محمد حامد الفقي؛ ط: دار المعرفة ۔بیروت۔ 

٠۔اقتضاء‏ الصراط المستقیم لمخالفة أصحاب الجحیم؛ لابن تیمیة+ 
د. ناصر العقلء ط: دار العاصمة ۔الریاض 

١۔إمداد‏ الفتاوی؛ للشیخ آشرف علي الٹھانوي؛ ط : مکتبة دار العلوم 
-کراتشي؛ باکستان؛ والطبعة الھندیة کذلك ۔ 





۲۔ أنفاس عیسی؛ للشیخ محمد عیسی الاإكه باديی؛ ط: إدارة 
تألیفات اولیاء دیوبند ۔ 


۳ ۔بزم أشرف کی جراغ (مصابیح المحافل الأشرفیة)ء للأستاذ أحمد 
سعیدء ط: دار الکتب۔دویند یوبي؛ الھند ۔ 

٤‏ ۔بصائر وعبرء للشیخ العلأمة محمد یوسف البنوري 

٥‏ ۔ بوادر النوادر؛ للشیخ أشرف علي التھانوي ط: مکتبة جاوید۔ 


دیوبند ۱۹۹۰م 


“٤ 


٦‏ ۔بیان القرآن للشیخ شرف علي التھانوي؛ ط: اشرف المطابع ۔ 
تھانه بھونء الھند ١٣۱۳ھ,‏ 


۷۔ بین التصوف والحیاۃء للشیخ الأستاذ عبد الباري الندوي؛ 
تعریب: سعادة العلّمة الشیخ محمد الرابع الحسني الندوي؛ ط: مکتبة دار 
الفتحج۔دمشقء ۱۹۲۳م۔ 


۸۔ تراجم ستة من فقھاء العالم الإسلامي في القرن الرابع عشرہ 








للعلامة المحقق الشیخ عبد الفتاح أبي. 
۹ ۔تشنیف الأسماع بشیوخ الإجازۃوالسماع . 


٠۔حکیم‏ الأمة نقوش وتاثرات: للشیخ عبد الماجد الدریابادي۔ 

٢۔دار‏ العلوم دیوبند مدرسة فکریة توجبھیة؛ حرکۃ إصلاحیة دعویة: 
مؤسسة تعلیمیة وتربویةء للشیخ عبید الله الأسعدي؛ ط: أکادیمیة شیخ الھند؛ 
الجامعة الإسلامیةہ دار العلوم۔دیوبند ١٤٢٥ھ‏ 

٢‏ ۔الدعوۃ الإسلامیة في الھند وتطوراتھاء للشیخ العلامة أبي الحسن 
علي الحسني الندوي؛ ط: المجمع الإسلامي العلميء ندوۃ العلماء۔لکنو 

٣۔علماء‏ دیوبند اتجاھھم الدیني ومزاجھم المذھبيء للشیخ المقرئ 
محمد طیب القاسمي؛ تعریب: فضیلة الأستاذ نور عالم خلیل الأمیني+ 
ط: الجامعة الإسلامیةء دار العلوم۔دیوبند ٢۲۰۰م‏ 





ھ٤‎ 


٤۔‏ الفوز الکبیر في اصول التفسیر للشیخ الإمام ولي اللہ الدھلوي؛ 
ط: المکتبة العلمیة-لاھورء باکستان: ۱۹۷۰م 

٥۔‏ قواعد في علوم الحدیث؛ للشیخ المحدث العلامة ظفر أحمدد 
العثماني التھائوي؛ تحقیق: العلاّمة الشیخ عبد الفتاح أبي غدة ط: دار 
السلام لللشر والتوزیع؛ ١٤٢۱ھ.‏ 

٦۔‏ کاروان تھانوي (من قوافل التھانوي)ء للشیخ الحافظ محمد آکبر 
شاہ البخاريء ط: إدارة المعارف ۔کراتشي؛ باکستان 

۷۔ المصالح العقلیة للأحکام النقلیةء للشیخ أشرف علي التھانوي+ 
ط: مکتبة التھانوي۔دیوبند۔ 

۸۔المعاصرونء للشیخ الأدیب المفسّر عبد الماجد الدریابادي ۔ 

۹۔ مقالات الکوثري (للشیخ الإمام المحدّٹ النقاد محمد زاھد بن 
الحسن الکوثري)ء ط : مطبعة الأنوار۔القاھرة ۱۳۷۲ھ 
۰۔ ملفوظات کمالات اشرفیة؛ للشیخ أشرف علي التھانويء مکتبة 
إِكه باد-الھند 
۱۔المھند علی المفندء للشیخ خلیل أحمد السھارنفوري+ 
ط؛ المکتبة الیحیو 








:۔سھارنفور۔ 
۲۔موائد العوائد؛ للشیخ أشرف علي التھانوي ۔ 


(۶َ 


٣۔‏ موسوعة أعلام القرن الرابع عشر والخامس عشر الھجري في العالم 
العربي والإسلامي؛ لمؤلفہ: إبرامیم بن عبد الله الحازمي؛ ط: دار الشریف۔ 
الریاض: ١٤٢۱ھ۔‏ 

٤۔‏ نزھة الخواطر وبھجة المسامع والنواظرء للشیخ الشریف العلأمة 
عبد الحي الحسني؛ ط: نور محمد کارخانه تجارت کتب کراتشي ۔باکستان+ 
٦۷ھ‏ 
٥۔‏ نشر الطیب في ذکر النبي الحبیب؛ للشیخ أشرف علي التھانوي؛ 
تاج المحدودة۔کراتشي؛ لاھور؛ باکستان. 

۹۔ تفحة العنبر في حیاۃ إمام العصر الشیخ العلامة محمد آنور 
الکشمیري؛ للشیخ العلاأمة المحّث محمد یوسف البنوري ۔ 

ة البیسان في شيء من علوم القرآن؛ للشیخ محمد یوسف 
نکی ا : مجلس الدعوۃ والتحقیق ۔کراتشي؛ ١۱۳۹ھ۔‏ 

۸۔یادرفتکانء للعلامة السید سلیمان الندوي . 

۹۔ الأفکار السیاسیة: للشیخ حکیم الأمة التھانويی+ لمؤلفہ ١‏ 
العلاأمة محمد تقي العثماني ء ط : مکتبة ملت۔دیوبند: الھند 





۳۷ 








المجلات والدوریات: 
٠٤‏ ۔مجلة ثقافة الھند الفصلیة؛ الصادرۃ من نیودھلي ۔الھندء المجلدد 
(۰ء العدد۳)۔ 


۸ 


٣٤‏ ۔ مجلة الداعي؛ نصف شھریةء الصادرة من دار العلوم ‏ دیوبند؛ 
برئاسة تحریر الأستاذ الفاضل الشیخ بدر الحسن القاسمي؛ عدد خاص 
بالاحتفال المثوي؛ جمادی الأولی والآخرۃ ١٤٠٤١ھ۔‏ 

٢۔مجلة‏ ھدیء الشھریة الصادرۃ في دھلي۔الھند ۱۹۹۵م 

٤‏ مجلة بحث ونظرء الفصلیةء الصادرۃ من مجمع الفقه الإسلامي 
لعموم الھند۔دھلي؛ الھند ۸٤٥۱ھ.‏ 

٤‏ ۔ مجلة البعث الإسلاميء الصادرۃ من دار العلوم ندوۃ العلماء ۔ 








لکنوء الھند. 
٤٤‏ ۔ مجلة البیثاتء العدہ الممتاز عن الشیخ العلامة محمد یوسف 
البنوريء الصادرۃ من کراتشي ۔باکستان. 
جم ے٭ 


“۹ 





مقدمة الکتاب بقلم فضیلة الشیخ السید محمد الرابع الحسني الندوي ۱۱٠١.‏ 
بین بدي الکتاب 





الباب الأول 
سیرۃ حکیم الامة أشرف علي التھانوي 
الفصل الأول : سیرتە الذاتیة 


ام ریة> 











الفصل الثالث : تفوقہ العلمي ونشاطاته الدعویة آیام الدراسة با 








۔المفخرۃالعلمیة ٠.‏ پا 
۔احترامہ الشیوخ وتوقیرہ إیاھم ۔ و وی وی کے 
الفصل الرابع : خصائصه وممیزاتہ الب ۷ 
۔الذاکرۃ القویة النادرۃ والڈکاء الباھر <٠ ٠‏ رو تی فا 
-ضبط الأوقات وخُسن توزیعھا ٠.‏ وی مو و 
۔حب للسئة وکراہیته للبدع ٠٠٠٠۰.‏ ا ایج اہ 
۔محاسن أخلا: 7 





۔وسطیتہ واعتداله ٠‏ یت ا ںا ےی یا 


۔مذعیه في الفقه ٠.‏ 





۔حلمہ وتواضعه ٠.‏ 
۔الاهتمام البالغ بإصلاح الأمة 

وو الاشی نا دی و ا جا 
۔حلیتہ وصفاتہ 


الفصل الخامس: استکمال التربیة والسلوك ومبایعتہ الشیخ إمداد الله 
المھاجر المكي والاستفادۃمنه ویج موی 


-قیمة الصحبة وأھمیتھا۔ ٠‏ 
۔التعریف بالشیخ إمداد اللہ المھاجر المکي۔ 


۔الخاتقا الڑطادي یی 0 دا وک چا 


الفصل السادس : رحلتہ إلی الآخرۃ 
من وصایا الشیخ رحمه اللہ ۔ 
۔قصائد في رثاء الشیخ رحمہ الله ا ا یں 
۔فضله وثناء العلماء عليه رکیل ود ویپ 








ك۰" 


8٦ 


کی 


٦ 


وک نیا برا گال 


8 


۷ 
۷ 
۸ْ 
٦۹ 
۷۳ 


۷٣ 


الباب الٹانی 








الحیاۃ العلمیة للشیخ التھانوي 
الفصل الأول : الندریس والمحاضرات فیا دع وو وک موی یا 
۔مدرسة الفیض العام ودای یر و و لا 
۔مدرسة جامع العلوم .۔ ۰ 
۔منھجھ في التدریس ۹٦ ٠.٠۰‏ 
۔الحاجة إلی العلماء أو المتصوفین پر 
الفصل الثاني : أھم تلامذتہ کی مہ جم صیراضی رڈ 





۹۹۰۰۰۰۰.........۰ ۔العلامة ظفر أحمد العثماني التھانوي‎ ١ 
5 إسحاق بن لطیف الھدی البردوانيی‎ خیشلا۔٢‎ 
1٢٤یم احمدعلي الفتحقوري‎ خیشلا۔٣‎ 
۔الشیخ صادق الیقین الکرسوي سض مرا وو ا ا ا‎ ٤ 
الطبیب محمد مصطفی البجنوري ا وی ا‎ خیشلا۔٥‎ 
. الفصل الثالث : الکتابة والتألیف‎ 
-إیجاد جیل من المؤلفین النابغین‎ 
11۴ الفصل الرابع: المواعظ الحستة یی عیب‎ 
منھجه وطریقتہ في الوعظ او وس تو وی لے‎ 








الفصل الخامس : مذکراتہ الیومیة (مجموعة ملفوظاتہ) پا ا 
۔حقیقة التزكیة والتصوف ٠...‏ 
ۃ مھمة: لا إنکار في المسائل الخلافیة یا ا یں 











الفصل السادس : القیام بمھام الإفتاء فا ا و ول 8 

الفصل السابع : آراؤہ في المسائل الاعتقادیة فو یسیو و 9 
۔التھانوي یثبت الاستواءلل نعالی ویحملە علی الحقیقة دون 
الخوض فیھا...٠‏ وق ہما کا کن یں را ا 
۔التھانوي یرجٌح مذھب السلف في اختصاصه تعالی بعرشه ۱۳٤٣٤ ٠.٠٠٢.‏ 
رآیه في المعیة الإللھیة دہ رترووہوص یع تر ا۳ا 
رأیه في العلم بالغیب: کیو وی ویڈو ےو سے وو یوار سے 
۔التھانوي یفنّد قول منکري بشریة النبي پل اوہ اہ کہ اکا 
۔التھانوي یفشر النور بالقرآن العظیم عووتیکھ چاتھ ید ری ا 
۔التھانوي یمنع الدعاء لغیر الله بلفظ الخطاب أو ندالە ب۔(کاشف 
الکرب) أو (قاضي الحاجات) یر شر وف 
۔المذھب الوسط في التوسل والوسیلة تسس" 
۔توجیه کلام شیخ الإسلام ابن تیمیة رحمہ الله ا ا 
۔خلاصة القول ا ای یا ۴ 






۔تحقیق معنی السنّة والبدعة 


قاعدة کلیة لمعرفة السنَة والبدعة من المحدثات 
۔الاحتفال بمولد النبي پا والأربعینات ونحوها بدعة صور: 
ومعنی وواجبةالرھ ٠٠٠.‏ 








-عدم تکفیر أھل الأھواء وا وا ا ا ا ا و 
موقفہ من الاجتھاد والتقلید کا جا وہ دواد ڈور ا 


ب علی المقلد ترك مذھبه فیما لا دلیل عليه . ٠‏ ای ھا 





الفصل الٹامن : التھانوي والسیاسةۃ (آراؤہ في السیاسة الشرعیة 





والسیاسة المعاصرۃ) کی کک وبا ا با ا پان 
ا 9 
لفاون اس نت ےن اع ا ول کے 


۔إصلاح خطاأ في التعبیر (السیاسة الإسلامیة أو الإسلام السیاسی؟) ۱٦١‏ 
النقطة الثانیة: نظام الحکم الإسلامي یرفض العلمائیة والدیمقراطیة ٦٦١‏ 
۔ھل رأي الأغلبیة معیار للحق؟ یا جن کا نوا ا مدان پاپ 
۔نظام الحکم الشخصي (الملکیة)۔ ٠٠...‏ و و کا 


"٦ 














-السلطة مسؤولیة وأمانة ولیست حقاأمن الحقوق ۱۷۹۱ 
۔فرائض الحاکم وواجباقە: سیت رو و 
١۔الاهتمام‏ بالأمور التافهة والاعتناء بالمحقرات . ۱۷۰۰۰.٠٠.‏ 
٢‏ منع الأمراء والمسؤولین عن الظلم ۔ در رر یں سا 
۳ قسمة الأعمال والمسؤولیات بین الحکام والعلماء ثت ۱۷۵ 
٤‏ ۔استشارۃ أولي الألباب وأصحاب العقل والفھم ئ٠‏ 

النقطة الٹا! ة: حکم بذل الجھود والمساعي السیاسیة لإقامة 
الدینء وماي حدودھذہالجھود؟ کی ںوی 
۔الجھود السیاسیة ومبدأ تزکیة الأخلاق 0 وہ سر راو 
۔التدابیر السیاسیة یک ہیں یا یں 
وا 

الباب الٹالٹ 

جھود الإمام التھانوي الإصلاحیة والتجدیدیة 
تمھیدا ۸۹ 
الفصل الأول : ا ا ٹوا 
-ضوابط التجدید والمجدد کہ 9ل 
۔تفضیلە الشریعة علی الطر ا ا 


۔جھودہ في إصلاح العقائد 


الفصل الثاني تعلم الإنسانیة أمتعلم الولایة؟ 
الفصل الثالث : العنایة البالغة بحقوق العباد مع پر جو و 
الفصل الرابع : إصلاح المعاشر: 
الفصل الخامس : تعلیم خُسن المعاشرۃ 











ُم علی تعلیم النوافل ٥٠٢ ٠٠..١‏ 


الفصل السادس : إصلاح العادات والتقالید غیر الإسلامیة کے 
الفصل السابع ا ا ا ا ۰٦‏ 

۔المنھج الأسلم لتعلیم البنات وی ہر کو وا 4 
الفصل الٹامن : صیانة المسلمین عن خیانة غیر المسلمین ۲۱٢۰٠۰٢٠٢...‏ 


۔أھم رکائز المجلس وأصوله مٗ)۲۸ 


الفصل التاسع : الرة علی الیْرق الضالة 























اولاً۔الطبائعیون (النیاچرة) ۔ 9 
ثانیا۔البھائیة ہے و ۳۴ 
ثالئاً۔القادیا ۹١-0‏ 
رابعاً۔الآغا۔ 7 الا 
ااہائرواع 

جھود الإمام التھانوي التجدیدیة 

في مجال التزکیة والإحسان والسلوك 

ة والإحسان في میزان الإسلام ۔..٠. ۴8١٤٠٠٠٠٠٠٠٠‏ 
۔التزکیة شعبة من شعب الدین و لو و و واج ور اکا 


۔الإحسان في لسان النبرۃ و ا وو ا ا 


-ماُُرعن الرسول ققڈینقسم إلی ظاھر وباطن ۴8٢ ٠٠٠٠٠٠٠٠٠.‏ 
۔فقه الظاھر وفقہ الباطن و و و تا وی 
سرشجوھومسی صى جوا ٣۴‏ 
۔الحاجة إلی المجدّدین والمصلحین ا ہے 
۔الشیخ التھانوي المجدد ۔ ۷ 





۔حقیقة التصوّف عند الشیخ التھانري ا ا ای 
۔الأعمال الظاھرۃ لم تفرض إلا لتخدم الإنسان في تزکیة باطنہ ۲٥٢٠٢‏ 
۔التصوف هو التزکیة التي تخضع لأحکام الشریعة الإسلامیة 





واتّباعھا والامتٹال لھا ےکا و جا و وا یب می لو ۲٢٢‏ 
۔إنکار الشیخ التھانوي علی الجھلة من الصوفیة ۲٥٣ ٠٠.۰٠.۰٠. ٠‏ 
۔إزالةسوءالفھم ۲٢٤٢ ٠‏ 
الفصل الثاني : تقریر حقیقة الأذکار والأوراد و اج 51ا 





۔إصلاح خطا جسیم في باب الذکر 
۔مبدآن أساسیان للتجدید في مجال التصوف ا ا یئ 





۔المتصوفة الجھلة المتعسفون زۓمواالتصوّف وأفسدوہ پر اج 
الفصل الرابع : الکشوفات الصوفیة لا قیمة لھا في التقرب إلی الله ۲٦٢٠...‏ 
الفصل الخامس : الکرامة هي التي تظھر من متبع کامل في النقوی و و 











الفصل السادس : تقریر حقیقة البیعة و ۲۹ 
۔الإفراط والتفریط في فھم حقیقة البیعة ۲۹ 
۔لالزوم لصورة البیعة التقلیدیة ای ا 

الفصل السابع کو ا ا ا 
۔خلاصة التصوف والھدف الأساس مه ٠٠.٠٠.‏ ٭ تی م6 

الباب الخامس 
تبذۃ عن مشاھیر خلفاء التھانوي 
۷۷" 
۷۹ 
۲۸۱ 

فا العلأمة السید سلیمان الندوي 0 

الفصل الثاني : امھ شر فان ۲۹۰ 

الفصل الثالٹ : العلاٌمة المفتي محمد شقیع کی را وی ا 

الفصل الرابع : الشیخ المقریٔ حکیم الأمة محمد طیب اس ایی 


ہ٦٠‎ 


الفصل الخامسس: الأستاذ الشیخ عبد الباري الندوي اہ ا یی 
الفصل السادس : الشیخ الأدیب الکاتب عبد الماجد الدریابادي ٦بر‏ لس 
الفصل السابع : المصلح الشیخ وصي اللہ الفتحفوري ۔ 
الفصل الثامن : الشیخ عبد الحي السھارنفوري ٹم الحیدرآبادي یئ 














الفصل التاسع : الشیخ عبد الغني الفولفوري مھ کو 
الفصل العاشر : الشیخ العلاىة المحذّث محمد یوسف البنوري پا 96 
الباب السادس 

آثار الشیخ التھانوي الخالدۃ 
الفصل الأول : کلمة عامةعن مؤلّفانہ اہر ہی 
الفصل الثاني : سرد إجمالي لأسماء اشھر مؤلفات التھانوي و 
الفصل الثالث : دراسة موجزۃ لأھم مؤلّفات التھاتوي وی ا 
١‏ ۔تفسیر (بیان القرآن) ا ا ا و ای جا کے 
ا کا 
آ۔الجوانب المرعیة في تفسیر القرآن الکریم ۔ یں کا اوہ 
ب۔أآھم مصادر المؤلف في تالیف ھذا التفسیر ۳٣٣‏ 
۳٣٦‏ 
د۔بعض الفوائد العلمیة المنتقاۃ من (بیان القرآن) ٠.٠.٠٠٠۰‏ . ۳۷۲ 


ہ٦٦‎ 


۔تمھید یسوی اس سنا وا کی ای زا اچ ایک و اق 
آ۔خصائص الکتاب ومزایاءء ومنھج المؤلف فیه نی ات 
ب۔المصادر والمراجع التي استقی منھا المؤلف فتاواہ ۳۹۲۰۰۰۰۰۰ 
جہ۔فھرس أآھم الموضوعات التي عالجھا الکتاب: مرک یی ہہ 
د۔نمافج من فتاویه: دو و جیا وت اوک دی و و ا ا 
. ج سرمھ سی یی 
٢۔الختان‏ لمن أسلم وھو کبیر السن وہر ںو یں 
٣۔تعلّم‏ علم المنطق ودراسة کتبه او و راو وی پا ےو 





٠ ۔تحقیق تصویر صورة الحیوان‎ ٢ 
ہی اہی و ا ا‎ ۰ 








بیعھا للیھود ا اکا 

۔حکم دفن الموتی باللیل +0 
۳۔ کشف الدجی عن وجه الربا کروی وا ڈوک یی ویر و اہ 
٤۔استحباب‏ الدعوات عُقیب الصلوات کر ہر یں ہش 
٥۔الحیلة‏ الناجزۃللحلیلة الماجزۃ ٦۲‏ 
٦۔حلیة‏ أھل الجنة (بھشتي زیور) ا ا و ا و ا یی 
۷۔تعلیم الدین مع ٹکمیل الیقین پروی ا و ہیں ا ا 


۸۔المصالح العقلیة للأحکام النقلیة و ا ا 
۹۔نھایةالإدراك في أقسام الإشراك یں ای 


٠۔إصلاح‏ الرسوم 0 


٠.۰ ۔تمھید الفرش في تحدید العرش‎ ١ 


٢۔جزاء‏ الأعمال ری 

۳۔إحیاء السٹن (جامع الآثار) 
٤۔إعلاء‏ السٹن ۔ 
٥۔احکام‏ القرآن 


٦۔مسائل‏ السلوك من کلام ملك الملوك 
۷۔ إصلاح انقلاب الأمة ا و مر ا مم وی کی 





کلمة أخیرۃ 
مصادر ترجمة الشیخ التھانوي ٠.‏ 
ٹھرس المصادر والمراجع ٠.٠۰‏ 
الفھرس ۔ 























تد 


884 


٦٤ 


805+ 


٦۸٦+ 


۹ 
۲ 


61: